الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(الْقَائِم بِاللَّه)
أَبُو جَعْفَر، عبد الله بن الْقَادِر أَحْمد بن [الْأَمِير إِسْحَاق] بن المقتدر جَعْفَر ابْن المعتضد أَحْمد بن ولي الْعَهْد الْمُوفق طَلْحَة بن المتَوَكل جَعْفَر بن المعتصم مُحَمَّد بن الرشيد هَارُون بن الْمهْدي مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر الْمَنْصُور [عبد الله بن مُحَمَّد] بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس. الْهَاشِمِي، العباسي، الْبَغْدَادِيّ.
بُويِعَ بالخلافة [بعد وَفَاة] وَالِده الْقَادِر بِاللَّه فِي ذِي الْحجَّة سنة إثنتين وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة.
وَأمه وَأم ولد تسمى: قطر. وَتمّ أمره فِي الْخلَافَة.
وَوَقع فِي أَيَّام خِلَافَته فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة غلاء عَم [الدُّنْيَا كلهَا شرقا وغربا] ، حَتَّى لم يبْق من النَّاس فِي كل بلد إِلَّا الْقَلِيل.
ثمَّ وَقع فِي أَيَّامه [فِي] سنة إثنتين وَثَلَاثِينَ زلازل عَظِيمَة بالقيروان وبلاد إفريقية، وَخسف بِبَعْض بِلَاد القيروان، وطلع من الْخَسْف دُخان عَظِيم
اتَّصل بالجو، وَوَقع بِبِلَاد خوزستان قِطْعَة حَدِيد من الْهَوَاء زنتها مائَة وَخَمْسُونَ [منا] ، فَكَانَ لَهَا دوِي عَظِيم سقط مِنْهَا الْحَوَامِل؛ فَأَخذهَا السُّلْطَان، وَأَرَادَ أَن يعْمل مِنْهَا سَيْفا؛ فَكَانَت الْآلَات لَا تعْمل فِيهَا، وكل آلَة ضربوها بهَا تَكَسَّرَتْ.
وَوَقعت بِبِلَاد تبريز زَلْزَلَة عَظِيمَة هدمتها كلهَا حَتَّى القلعة والسور، وَمَات تَحت الرَّدْم تَقْدِير مائَة ألف إِنْسَان، وَلبس أَهلهَا المسوح، وَتَضَرَّعُوا إِلَى الله [تَعَالَى] ؛ لعظم هَذِه النَّازِلَة.
وَفِي سنة سِتّ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة أشيع بِبَغْدَاد وبالشام أَن جمَاعَة من الأكراد خَرجُوا يتصيدون؛ فَرَأَوْا فِي الْبَريَّة خيمة سَوْدَاء وسمعوا فِيهَا بكاء عَظِيما [ولطما] شَدِيدا، [وسمعوا قَائِلا] يَقُول: قد مَاتَ سيدوك ملك الْجِنّ وَأي بلد لم تبك أَهله وَلم تلطم عَلَيْهِ قلعناه من أَصله.
فَكَانَت النَّاس الضُّعَفَاء الْعُقُول من الرِّجَال وَالنِّسَاء يخرجُون إِلَى الْمَقَابِر وينوحون ويلطمون.
وَفِي سنة سِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة كَانَت بِمصْر وَالشَّام زلازل عَظِيمَة حَتَّى خربَتْ أَكثر الْبِلَاد، وَزَالَ الْبَحْر عَن السَّاحِل؛ فَنزل النَّاس يلتقطون مِنْهُ السّمك؛ فَرجع عَلَيْهِ الْبَحْر؛ فَغَرقُوا جَمِيعًا.
وطالت مُدَّة الْقَائِم [هَذَا] فِي الْخلَافَة، إِلَى أَن مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة؛ فَكَانَت خِلَافَته أَرْبعا وَأَرْبَعين سنة وَتِسْعَة أشهر إِلَّا خَمْسَة أَيَّام.
وتخلف بعده حفيده؛ فَإِنَّهُ لم يخلف أَوْلَادًا؛ لقلَّة اجتماعه بِالنسَاء.
قيل: إِنَّه كَانَ مرّة يُجَامع؛ فَرَأى [خيال نَفسه] فِي ضوء الشمعة؛ فاستقبح ذَلِك وَترك الْجِمَاع؛ فَقل نَسْله [لذَلِك] .
وَمَات عَن حفيد لَهُ؛ فَتخلف.