الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(الْمُعْتَمد على الله أَحْمد)
ابْن المتَوَكل [على الله] جَعْفَر بن المعتصم [بِاللَّه] مُحَمَّد بن الرشيد هَارُون بن الْمهْدي مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر الْمَنْصُور. أَمِير الْمُؤمنِينَ، أَبُو الْعَبَّاس، الْهَاشِمِي، العباسي.
ولد سنة تسع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ بسر من رأى.
وَأمه أم ولد، رُومِية، اسْمهَا: فتيَان.
بُويِعَ بالخلافة بعد قتل ابْن عَمه [الْمُهْتَدي] . وَتمّ أمره فِي الْخلَافَة، وطالت أَيَّامه.
وَكَانَ منهمكا فِي اللَّذَّات؛ فَجعل أَخَاهُ - وَهُوَ ولي عَهده - الْمُوفق طَلْحَة على الْأُمُور.
وانهمك هُوَ فِي اللَّذَّات؛ فاستولى أَخُوهُ الْمَذْكُور على جَمِيع تعلقات الْخلَافَة، وَقَوي أمره، وَصَارَ إِلَيْهِ الْحل وَالْعقد، وانقهر مَعَه الْمُعْتَمد [هَذَا] ، وَصَارَ كالمحجور عَلَيْهِ مَعَه.
وَكَانَ الْمُوفق مُتَوَلِّي محاربة الزنج هُوَ وَولده أَحْمد المعتضد، وَالْمُعْتَمد هَذَا غارق فِي السكر. وَكَانَ يعربد فِي سكره على الندماء.
وَكَانَ أَخُوهُ الْمُوفق محببا للرعية والجند وَعِنْده سياسة وَمَعْرِفَة بالأمور وَالتَّدْبِير.
وَكَانَ الْمُوفق يلقب بالناصر لدين الله، وَلَو أَرَادَ الْوُثُوب على الْأَمر لحصل لَهُ ذَلِك؛ لِأَنَّهُ كَانَ هُوَ صَاحب الْجَيْش والعساكر، وَإِنَّمَا لِأَخِيهِ الْمُعْتَمد [هَذَا] اسْم الْخلَافَة لَا غير.
وَلم يزل الْمُوفق على مَا هُوَ عَلَيْهِ من الْأَمر وَالنَّهْي، إِلَى أَن مرض وَمَات فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَمِائَتَيْنِ فِي حَيَاة أَخِيه الْمُعْتَمد هَذَا.
وَكَانَ الْمُوفق قد حبس فِي حَيَاته وَلَده المعتضد أَحْمد؛ فَلَمَّا احْتضرَ الْمُوفق أخرجه من الْحَبْس وَجعله عوضه فِي ولَايَة الْعَهْد؛ فَكَانَ المعتضد على عَمه الْمُعْتَمد هَذَا أَشد من [أَبِيه] الْمُوفق؛ فَلم تطل أَيَّام الْمُعْتَمد بعد موت أَخِيه الْمُوفق، وَمَات فَجْأَة وَهُوَ سَكرَان [فِي تَاسِع عشر] شهر رَجَب سنة تسع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ.
وَكَانَت خِلَافَته ثَلَاثًا وَعشْرين سنة، لَيْسَ لَهُ فِيهَا إِلَّا مُجَرّد الأسم [فَقَط] ، وَالْأَمر كُله لِأَخِيهِ الْمُوفق [طَلْحَة] ، ثمَّ من بعده لإبنه المعتضد أَحْمد.
[والمعتضد هُوَ] الَّذِي تخلف بعد عَمه الْمُعْتَمد هَذَا.