الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في (التلاوة والقراءة)
1-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «احشدوا «1» . فإنّي سأقرأ عليكم ثلث القرآن» فحشد من حشد. ثمّ خرج نبيّ الله صلى الله عليه وسلم فقرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ. ثمّ دخل. فقال بعضنا لبعض: إنّي أرى هذا خبرا جاءه من السّماء. فذاك الّذي أدخله. ثمّ خرج نبيّ الله صلى الله عليه وسلم فقال: «إنّي قلت لكم: سأقرأ عليكم ثلث القرآن. ألا إنّها تعدل ثلث القرآن» ) * «2» .
2-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قال القارئ: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ. فقال من خلفه:
آمين. فوافق قوله قول أهل السّماء. غفر له ما تقدّم من ذنبه» ) * «3» .
3-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف السّتر، وقال:
«ألا إنّ كلّكم مناج ربّه، فلا يؤذين بعضكم بعضا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة» أو قال: «في الصّلاة» ) * «4» .
4-
* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه قال: قال لي النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «اقرأ عليّ» ، قلت يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: «نعم» فقرأت سورة النّساء حتّى أتيت على هذه الاية فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً (النساء/ 41) . قال: «حسبك الان، فالتفتّ إليه فإذا عيناه تذرفان» ) * «5» .
5-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتّى انتهى إلى سبعة أحرف» ) * «6» .
6-
* (عن أبي أمامة الباهليّ- رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اقرءوا القرآن.
فإنّه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه. اقرءوا الزّهراوين «7» : البقرة وسورة آل عمران. فإنّهما تأتيان يوم القيامة كأنّهما غمامتان. أو كأنّهما غيايتان «8» . أو كأنّهما فرقان من طير صوافّ «9» . تحاجّان عن
(1) احشدوا: أي اجتمعوا واستحضروا الناس.
(2)
البخاري- الفتح 8 (5013) . ومسلم (812) واللفظ له.
(3)
البخاري- الفتح 8 (4475) . ومسلم (410) واللفظ له.
(4)
أخرجه أبو داود (1332) واللفظ له، وقال محقق جامع الأصول (2/ 460) : إسناده صحيح. وقال الألباني (1/ 247) : صحيح.
(5)
البخاري- الفتح 8 (5050) . ومسلم (800) .
(6)
البخاري- الفتح 8 (4991) . ومسلم (819) .
(7)
الزهراوين: سميتا الزهراوين لنورهما وهدايتهما وعظيم أجرهما.
(8)
كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان: قال أهل اللغة: الغمامة والغياية كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه: سحابة وغبرة وغيرهما. قال العلماء: المراد أن ثوابهما يأتي كغمامتين.
(9)
إنهما فرقان من طير صواف: وفي الرواية الأخرى: كأنهما
أصحابهما «1» . اقرءوا سورة البقرة؛ فإنّ أخذها بركة.
وتركها حسرة. ولا تستطيعها «2» البطلة» ) * «3» .
7-
* (عن جندب- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرءوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه» ) * «4» .
8-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه أنّ أسيد بن حضير بينما هو ليلة يقرأ في مربده «5» ، إذ جالت فرسه، فقرأ، ثمّ جالت أخرى، فقرأ، ثمّ جالت أيضا، قال أسيد: فخشيت أن تطأ يحيى «6» ، فقمت إليها، فإذا مثل الظّلّة فوق رأسي، فيها أمثال السّرج عرجت في الجوّ حتّى ما أراها، قال: فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، بينما أنا البارحة من جوف اللّيل أقرأ في مربدي، إذ جالت فرسي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ ابن حضير، قال:
فقرأت، ثمّ جالت أيضا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ ابن حضير، قال: فقرأت ثمّ جالت أيضا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ ابن حضير، قال: فانصرفت، وكان يحيى قريبا منها، فخشيت أن تطأه، فرأيت مثل الظّلّة، فيها أمثال السّرج عرجت في الجوّ حتّى ما أراها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«تلك الملائكة كانت تستمع لك، ولو قرأت لأصبحت يراها النّاس ما تستتر منهم» ) * «7» .
9-
* (عن أنس- رضي الله عنه قال:
قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم لأبيّ: إنّ الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن. قال أبيّ: الله سمّاني لك؟ قال:
الله سمّاك لي، فجعل أبيّ يبكي. قال قتادة:
فأنبئت أنّه قرأ عليه لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ (البينة/ 1)) * «8» .
10-
* (عن سهل بن سعد- رضي الله عنه أنّ امرأة جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله جئت لأهب لك نفسي. فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعّد النّظر إليها وصوّبه، ثمّ طأطأ رأسه. فلمّا رأت المرأة أنّه لم يقض فيها شيئا جلست. فقام رجل من أصحابه فقال يا رسول الله إن لم يكن لك بها حاجة فزوّجنيها. فقال له هل عندك من شيء؟ فقال: لا والله يا رسول الله. قال اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئا. فذهب ثمّ رجع فقال: لا والله يا رسول الله، ما وجدت شيئا. قال انظر ولو خاتما من حديد. فذهب ثمّ رجع فقال: لا والله يا رسول الله
حزقان من طير صواف. الفرقان والحزقان معناهما واحد. وهما قطيعان وجماعتان. يقال في الواحد: فرق وحزق وحزيقة. وقوله: من طير صواف جمع صافة، وهي من الطيور ما يبسط أجنحتها في الهواء.
(1)
تحاجان عن أصحابهما: أي تدافعان الجحيم والزبانية. وهو كناية عن المبالغة في الشفاعة.
(2)
ولا يستطيعها: أي لا يقدر على تحصيلها.
(3)
مسلم (804) .
(4)
البخاري- الفتح 8 (5060) . ومسلم (2667) .
(5)
المربد: موقف الإبل، والمراد: موضعه الذي كان فيه.
(6)
يحيى: هو ابنه.
(7)
أخرجه مسلم (796) وهذا لفظه. والبخاري- الفتح 8 (5018) نحوه.
(8)
البخاري- الفتح 8 (4960) . وسلم (799) .
ولا خاتما من حديد، ولكن هذا إزاري. قال سهل ماله رداء فلها نصفه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تصنع بإزارك؟
إن لبسته لم يكن عليها منه شيء، وإن لبسته لم يكن عليك شيء» ، فجلس الرّجل حتّى طال مجلسه، ثمّ قام، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم مولّيا، فأمر به فدعي. فلمّا جاء قال:«ماذا معك من القرآن؟» قال: معي سورة كذا وسورة كذا عدّها. قال: «أتقرؤهنّ عن ظهر قلبك؟» قال: نعم.
قال: «اذهب، فقد ملّكتكها بما معك من القرآن» ) * «1» .
11-
* (عن يحيى؛ قال: انطلقت أنا وعبد الله ابن يزيد حتّى نأتي أبا سلمة. فأرسلنا إليه رسولا. فخرج علينا. وإذا عند باب داره مسجد.
قال: فكنّا في المسجد حتّى خرج إلينا. فقال: إن تشاءوا أن تدخلوا، وإن تشاءوا أن تقعدوا ههنا. قال فقلنا: لا. بل نقعد ههنا. فحدّثنا. قال: حدّثني عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما قال: كنت أصوم الدّهر وأقرأ القرآن كلّ ليلة. قال: فإمّا ذكرت للنّبيّ صلى الله عليه وسلم، وإمّا أرسل إليّ فأتيته. فقال لي:«ألم أخبر أنّك تصوم الدّهر وتقرأ القرآن كلّ ليلة؟» فقلت:
بلى. يا نبيّ الله ولم أرد بذلك إلّا الخير. قال: «فإنّ بحسبك أن تصوم «2» من كلّ شهر ثلاثة أيّام» قلت: يا نبيّ الله إنّي أطيق أفضل من ذلك. قال:
«فإنّ لزوجك عليك حقّا. ولزورك «3» عليك حقّا.
ولجسدك عليك حقّا» قال: «فصم صوم داود نبيّ الله صلى الله عليه وسلم فإنّه كان أعبد النّاس» . قال قلت: يا نبيّ الله وما صوم داود؟ قال: «كان يصوم يوما ويفطر يوما» قال: «واقرإ القرآن في كلّ شهر «4» » قال قلت: يا نبيّ الله إنّي أطيق أفضل من ذلك. قال: «فاقرأه في كلّ عشرين» قال: قلت: يا نبيّ الله إنّي أطيق أفضل من ذلك. قال: «فاقرأه في كلّ عشر» : قال: قلت: يا نبيّ الله إنّي أطيق أفضل من ذلك. قال: «فاقرأه في كلّ سبع، ولا تزد على ذلك. فإنّ لزوجك عليك حقّا ولزورك عليك حقّا ولجسدك عليك حقّا» قال:
فشدّدت. فشدّد عليّ. قال: وقال لي النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «إنّك لا تدري لعلّك يطول بك عمر» . قال: فصرت إلى الّذي قال لي النّبيّ صلى الله عليه وسلم. فلمّا كبرت وددت أنّي كنت قبلت رخصة نبيّ الله صلى الله عليه وسلم» ) * «5» .
12-
* (عن النّعمان بن بشير- رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ الله كتب كتابا قبل أن يخلق السّماوات والأرض بألفي عام، وأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها الشّيطان» ) * «6» .
(1) البخاري- الفتح 8 (5030) . ومسلم (1425) .
(2)
فإن بحسبك أن تصوم: الباء فيه زائدة. ومعناه أن صوم الثلاثة الأيام من كل شهر كافيك.
(3)
ولزورك: قال في النهاية: هو في الأصل مصدر وضع موضع الاسم. كصوم ونوم بمعنى صائم ونائم. وقد يكون الزور جمعا لزائر، كركب في جمع راكب. أي لضيفك ولأصحابك الزائرين حق عليك. وأنت تعجز، بسبب توالي الصيام والقيام، عن القيام بحسن معاشرتهم.
(4)
واقرأ القرآن في كل شهر: أي اختمه.
(5)
البخاري- الفتح 4 (1978) . ومسلم (1159) واللفظ له.
(6)
الترمذي (2882) واللفظ له وقال: حسن غريب. والدارمي (3390) . والحاكم في المستدرك (2/ 260)
13-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم دخل قبرا ليلا. فأسرج له سراج.
فأخذه من قبل القبلة وقال: «رحمك الله إن كنت لأوّاها تلّاء للقرآن» وكبّر عليه أربعا) * «1» .
14-
* (عن عبد الله بن عبّاس- رضي الله عنهما أنّه بات ليلة عند ميمونة زوج النّبيّ صلى الله عليه وسلم وهي خالته قال: فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى إذا انتصف اللّيل أو قبله بقليل، أو بعده بقليل استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس يمسح النّوم عن وجهه بيده. ثمّ قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران.
ثمّ قام إلى شنّ «2» معلّقة فتوضّأ منها فأحسن وضوءه، ثمّ قام يصلّي. قال ابن عبّاس: فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثمّ ذهبت فقمت إلى جنبه، فوضع يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذني اليمنى يفتلها. فصلّى ركعتين، ثمّ ركعتين، ثمّ ركعتين، ثمّ ركعتين، ثمّ ركعتين، ثمّ ركعتين، ثمّ أوتر. ثمّ اضطجع حتّى أتاه المؤذّن فقام فصلّى ركعتين خفيفتين. ثمّ خرج فصلّى الصّبح» ) * «3» .
15-
* (عن أبي موسى- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّي لأعرف أصوات رفقة الأشعريّين بالقرآن، حين يدخلون باللّيل، وأعرف منازلهم من أصواتهم، بالقرآن باللّيل. وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنّهار. ومنهم حكيم «4» إذا لقي الخيل أو قال العدوّ قال لهم: إنّ أصحابي يأمرونكم أن تنظروهم «5» » ) * «6» .
16-
* (عن عائشة أمّ المؤمنين- رضي الله عنها أنّها قالت: أوّل ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرّؤيا الصّالحة في النّوم. فكان لا يرى رؤيا إلّا جاءت مثل فلق الصّبح. ثمّ حبّب إليه الخلاء.
فكان يخلو بغار حراء فيتحنّث فيه (وهو التّعبّد) اللّيالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله. ويتزوّد لذلك. ثمّ يرجع إلى خديجة فيتزوّد لمثلها. حتّى جاءه الحقّ وهو في غار حراء. فجاءه الملك فقال: اقرأ.
قال: «ما أنا بقارئ» قال، فأخذني فغطّني حتّى بلغ منّي الجهد. ثمّ أرسلني فقال: اقرأ. قال: «ما أنا بقارئ» . قال فأخذني فغطّني الثّانية حتّى بلغ منّي الجهد. ثمّ أرسلني فقال: اقرأ فقلت: «ما أنا بقارئ» فأخذني فغطّني الثّالثة حتّى بلغ منّي الجهد. ثمّ أرسلني فقال: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده. فدخل على خديجة بنت خويلد- رضي الله عنها فقال: «زمّلوني زمّلوني» .
وصححه ووافقه الذهبي.
(1)
الترمذي (1057) واللفظ له وقال: حديث ابن عباس حديث حسن. وقال محقق جامع الأصول (11/ 143) : وهو حديث حسن.
(2)
الشن: القربة.
(3)
البخاري- الفتح (183) و (4572) . ومسلم (763) .
(4)
حكيم: قيل هو صفة لرجل منهم وقيل: هو علم على رجل من الأشعريين. انظر الفتح (7/ 557) ..
(5)
تنظرونهم: تنتظرونهم.
(6)
البخاري- الفتح 7 (4232) . ومسلم (2499) .
فزمّلوه حتّى ذهب عنه الرّوع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر:«لقد خشيت على نفسي» . فقالت خديجة: كلّا والله ما يخزيك الله أبدا، إنّك لتصل الرّحم، وتحمل الكلّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضّيف وتعين على نوائب الحقّ. فانطلقت به خديجة حتّى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّي- ابن عمّ خديجة- وكان امرأ تنصّر في الجاهليّة، وكان يكتب الكتاب العبرانيّ، فيكتب من الإنجيل بالعبرانيّة ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة:
يا ابن عمّ اسمع من ابن أخيك. فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى.
فقال هذا النّاموس الّذي نزّل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعا «1» ، ليتني أكون حيّا إذ يخرجك قومك.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مخرجيّ هم؟ قال: نعم. لم يأت رجل قطّ بمثل ما جئت به إلّا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزّرا، ثمّ لم ينشب «2» ورقة أن توفّي وفتر الوحي» ) * «3» .
17-
* (عن زيد بن وهب الجهنيّ؛ أنّه كان في الجيش الّذين كانوا مع عليّ- رضي الله عنه الّذين ساروا إلى الخوارج. فقال عليّ- رضي الله عنه: أيّها النّاس إنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يخرج قوم من أمّتي يقرءون القرآن. ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء. ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء. ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء. يقرءون القرآن. يحسبون أنّه لهم وهو عليهم. لا تجاوز صلاتهم تراقيهم «4» يمرقون من الإسلام كما يمرق السّهم من الرّميّة» لو يعلم الجيش الّذين يصيبونهم، ما قضي لهم على لسان نبيّهم صلى الله عليه وسلم، لاتّكلوا عن العمل. وآية ذلك أنّ فيهم رجلا له عضد. وليس له ذراع. على رأس عضده مثل حلمة الثّدي. عليه شعرات بيض. فتذهبون إلى معاوية وأهل الشّام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم والله إنّي لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم. فإنّهم قد سفكوا الدّم الحرام. وأغاروا في سرح النّاس «5» . فسيروا على اسم الله. حتّى قال: سلمة بن كهيل:
فنزّلني زيد بن وهب منزلا «6» . حتّى قال: مررنا على قنطرة. فلمّا التقينا وعلى الخوارج يومئذ عبد الله بن وهب الرّاسبيّ. فقال لهم: ألقوا الرّماح وسلّوا سيوفكم من جفونها «7» . فإنّي أخاف أن يناشدوكم «8» كما
(1) الجذع: الصغير من البهائم، يريد: يا ليتني أكون شابّا.
(2)
لم ينشب: لم يلبث.
(3)
البخاري- الفتح 1 (3) واللفظ له. ومسلم (160) .
(4)
لا تجاوز صلاتهم تراقيهم: المراد بالصلاة، هنا، القراءة، لأنها جزؤها.
(5)
وأغاروا في سرح الناس: السرح والسارح والسارحة الماشية. أي أغاروا على مواشيهم السائمة.
(6)
فنزلني زيد بن وهب منزلا: هكذا هو في معظم النسخ: منزلا، مرة واحدة. وفي نادر منها. منزلا منزلا، مرتين. وهو وجه الكلام أي ذكر لي مراحلهم بالجيش منزلا منزلا حتى بلغ القنطرة التي كان القتال عندها.
(7)
وسلوا سيوفكم من جفونها: أي أخرجوها من أغمادها. جمع جفن، وهو الغمد.
(8)
فإني أخاف أن يناشدوكم يقال: نشدتك الله وناشدتك الله أي سألتك بالله وأقسمت عليك.
ناشدوكم يوم حروراء. فرجعوا فوحّشوا برماحهم «1» .
وسلّوا السّيوف. وشجرهم النّاس برماحهم «2» . قال:
وقتل بعضهم على بعض. وما أصيب من النّاس يومئذ إلّا رجلان. فقال عليّ- رضي الله عنه:
التمسوا فيهم المخدج. فالتمسوه فلم يجدوه. فقام عليّ- رضي الله عنه بنفسه حتّى أتى ناسا قد قتل بعضهم على بعض. قال: أخّروهم. فوجدوه ممّا يلي الأرض. فكبّر. ثمّ قال: صدق الله. وبلّغ رسوله.
قال: فقام إليه عبيدة السّلمانيّ. فقال: يا أمير المؤمنين، الله الّذي لا إله إلّا هو لسمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: إي. والله الّذي لا إله إلّا هو حتّى استحلفه ثلاثا «3» . وهو يحلف له) * «4» .
18-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه قال: بعث عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن بذهيبة في أديم مقروظ لم تحصّل من ترابها، قال فقسمها بين أربعة نفر: بين عيينة بن بدر، وأقرع بن حابس، وزيد الخيل، والرّابع إمّا علقمة، وإمّا عامر بن الطّفيل. فقال رجل من أصحابه: كنّا نحن أحقّ بهذا من هؤلاء. فبلغ ذلك النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا تأمنوني وأنا أمين من في السّماء، يأتيني خبر السّماء صباحا ومساء؟» قال فقام رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناشز الجبهة، كثّ اللّحية، محلوق الرّأس، مشمّر الإزار فقال: يا رسول الله: اتّق الله. قال: «ويلك: أو لست أحقّ أهل الأرض أن يتّقي الله؟» قال ثمّ ولّى الرّجل. قال خالد بن الوليد: يا رسول الله، ألا أضرب عنقه؟ قال: لا لعلّه أن يكون يصلّي، فقال خالد: وكم من مصلّ يقول بلسانه ما ليس في قلبه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّي لم أومر أن أنقّب قلوب النّاس ولا أشقّ بطونهم» . قال ثمّ نظر إليه وهو مقفّ فقال: «إنّه يخرج من ضئضئ «5» هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة» . وأظنّه قال: «لئن أدركتهم لأقتلنّهم قتل ثمود» ) * «6» .
19-
* (عن سليمان بن يسار؛ قال: تفرّق النّاس عن أبي هريرة. فقال له ناتل أهل الشّام «7» : أيّها الشّيخ حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال:
نعم. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّ أوّل النّاس
(1) فوحشوا برماحهم: أي رموا بها عن بعد منهم، ودخلوا فيهم بالسيوف حتى لا يجدوا فرصة.
(2)
وشجرهم الناس برماحهم: أي مدوها إليهم وطاعنوهم بها. ومنه التشاجر، في الخصومة. وسمي الشجر شجرا لتداخل أغصانه، والمراد بالناس أصحاب علي.
(3)
حتى استحلفه ثلاثا: قال الإمام النووي: وإنما استحلفه ليسمع الحاضرين ويؤكد ذلك عندهم، ويظهر لهم المعجزة التي أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويظهر لهم أنّ عليّا وأصحابه أولى الطائفين بالحق، وأنهم محقون في قتالهم.
(4)
مسلم (1066) . وقد أورده البخاري مختصرا (7/ 5058) من رواية أبي سعيد.
(5)
ضئضئ: أي نسل.
(6)
البخاري- الفتح 7 (4351) وهذا لفظ البخاري. ومسلم (1064) .
(7)
ناتل أهل الشام: هو ناتل بن قيس الحزامي الشامي من أهل فلسطين وهو تابعي وكان أبوه صحابيا، وكان ناتل كبير قومه.
يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد. فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتّى استشهدت. قال كذبت. ولكنّك قاتلت لأن يقال جريء. فقد قيل. ثمّ أمر به فسحب على وجهه حتّى ألقي في النّار. ورجل تعلّم العلم وعلّمه وقرأ القرآن. فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلّمت العلم وعلّمته وقرأت فيك القرآن.
قال: كذبت ولكنّك تعلّمت العلم ليقال عالم. وقرأت القرآن ليقال هو قارئ. فقد قيل. ثمّ أمر به فسحب على وجهه حتّى ألقي في النّار. ورجل وسّع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كلّه. فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحبّ أن ينفق فيها إلّا أنفقت فيها لك. قال:
كذبت ولكنّك فعلت ليقال هو جواد. فقد قيل. ثمّ أمر به فسحب على وجهه ثمّ ألقي في النّار» ) * «1» .
20-
* (عن سهل بن سعد- رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقترئ، فقال:
21-
* (عن مسروق قال: ذكر عبد الله عند عبد الله بن عمرو فقال: ذاك رجل لا أزال أحبّه بعد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «استقرئوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود فبدأ به، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل» . قال: لا أدري، بدأ بأبيّ أو بمعاذ) * «3» .
22-
* (عن أمّ سلمة- رضي الله عنها سألها يعلى بن مملك عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاته؟ فقالت: ما لكم وصلاته؟ ثمّ نعتت قراءته، فإذا هي تنعت قراءة مفسّرة حرفا حرفا. هذه رواية النّسائي. وفي رواية التّرمذيّ؛ قالت: ما لكم وصلاته؟ كان يصلّي ثمّ ينام قدر ما صلّى، ثمّ يصلّي قدر ما نام، ثمّ ينام قدر ما صلّى، حتّى يصبح، ثمّ نعتت قراءته، فإذا هي تنعت قراءة مفسّرة حرفا حرفا.
وللتّرمذيّ من رواية ابن أبي مليكة- رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطّع قراءته؛ ولأحمد من رواية ابن أبي مليكة قال: قالت: كان يقطّع قراءته آية آية بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ* الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) * «4» .
23-
* (عن المسور بن مخرمة وعبد الرّحمن ابن عبد القاريّ حدّثاه أنّهما سمعا عمر بن الخطّاب يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في
(1) مسلم (1905) .
(2)
أبو داود (831) واللفظ له وقال الألباني (1/ 157) : حسن صحيح، نحوه عند الترمذي (2918) وقال الهيثمي في المجمع: رجاله ثقات.
(3)
البخاري- الفتح 7 (3758) واللفظ له. ومسلم (2464) .
(4)
الترمذي رقم (2923) . وأبو داود رقم (1466) . وقال الترمذي: حسن صحيح غريب. وأخرجه أحمد في المسند (6/ 302) . واللفظ بعضه للترمذي وبعضه لأبي داود وبعضه لأحمد. وأخرجه الطحاوي (1/ 117) ، والحاكم (1/ 132) من طرق أخرى.
حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصّلاة، فتصبّرت حتّى سلّم، فلبّبته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السّورة الّتي سمعتك تقرأ؟
قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: كذبت «1» ، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت.
فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إنّي سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرسله، اقرأ يا هشام» . فقرأ عليه القراءة الّتي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«كذلك أنزلت» . ثمّ قال: «اقرأ يا عمر» ، فقرأت للقراءة الّتي أقرأني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«كذلك أنزلت، إنّ هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرأوا ما تيسّر منه» ) * «2» .
24-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في سورة باللّيل فقال: «يرحمه الله، لقد أذكرني آية كذا وكذا كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا» ) * «3» .
25-
* (عن أبي وائل؛ قال: كنّا بصفّين، فقام سهل بن حنيف «4» قال: أيّها النّاس اتّهموا أنفسكم، فإنّا كنّا مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ولو نرى قتالا لقاتلنا؛ فجاء عمر بن الخطّاب فقال:«يا رسول الله ألسنا على الحقّ وهم على الباطل؟ فقال: «بلى» .
قال: أليس قتلانا في الجنّة وقتلاهم في النّار؟ قال:
«بلى» . قال: فعلام نعطي الدّنيّة «5» في ديننا؟ أنرجع ولا يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال: «يا ابن الخطّاب إنّي رسول الله، ولن يضيّعني الله أبدا» . فانطلق عمر إلى أبي بكر فقال له مثل ما قال للنّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: إنّه رسول الله، ولن يضيّعه الله أبدا. فنزلت سورة الفتح، فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمر إلى آخرها، فقال عمر: يا رسول الله أو فتح هو؟ قال: «نعم» ) * «6» .
26-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا حسد إلّا في اثنتين: رجل علّمه الله القرآن فهو يتلوه آناء اللّيل وآناء النّهار، فسمعه جار له فقال: ليتني أوتيت مثلما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل. ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحقّ، فقال رجل: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل» ) * «7» .
27-
* (عن عبادة بن الصّامت- رضي الله عنه يبلغ به النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «لا صلاة لمن لم يقرأ
(1) معنى قوله: كذبت: أي أخطأت.
(2)
البخاري- الفتح 8 (4992) . واللفظ له ومسلم (818) .
(3)
البخاري- الفتح 8 (5038) واللفظ له. ومسلم (788) .
(4)
قام سهل بن حنيف يوم صفين
…
إلخ: أراد بهذا تصبير الناس على الصلح وإعلامهم بما يرجى بعده من الخير، وإن كان ظاهره في الابتداء مما تكرهه النفوس، كما كان شأن صلح الحديبية.
(5)
الدنية: أي النقيصة والحالة الناقصة.
(6)
البخاري- الفتح 6 (3182) وهذا لفظ البخاري. ومسلم (1785) .
(7)
البخاري- الفتح 8 (5026) . وعند مسلم (815) مختصرا من حديث ابن عمر.
بفاتحة الكتاب» * «1» .
28-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: لمّا نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم: لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (البقرة/ آية 284) قال فاشتدّ ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثمّ بركوا على الرّكب. فقالوا: أي رسول الله كلّفنا من الأعمال ما نطيق. الصّلاة والصّيام والجهاد والصّدقة. وقد أنزلت عليك هذه الآية. ولا نطيقها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا؟ بل قولوا: سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ» قالوا: سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ» . فلمّا اقترأها القوم ذلّت بها ألسنتهم، فأنزل الله في إثرها: آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (البقرة/ آية 285) فلمّا فعلوا ذلك نسخها الله تعالى. فأنزل الله- عز وجل لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا (قال: نعم) رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا (قال: نعم) رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ (قال: نعم) وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ قال:
نعم» ) * «2» .
29-
* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: «مثل المؤمن الّذي يقرأ القرآن مثل الأترجّة «3» ، ريحها طيّب، وطعمها طيّب، ومثل المؤمن الّذي لا يقرأ القرآن مثل التّمرة، لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الّذي يقرأ القرآن مثل الرّيحانة، ريحها طيّب، وطعمها مرّ، ومثل المنافق الّذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة، لا ريح لها، وطعمها مرّ» ) * «4» .
وفي رواية: «ومثل الفاجر» في الموضعين.
أخرجه الجماعة إلّا الموطّأ، إلّا أنّ التّرمذيّ قال في الحنظلة: وريحها مرّ.
30-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجنّ وما رآهم. انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ «5» ، وقد حيل بين الشّياطين وبين خبر السّماء
(1) البخاري الفتح 2 (756) . واللفظ له ومسلم (394) .
(2)
عند البخاري- الفتح (4545) مختصرا. ومسلم (125) واللفظ له.
(3)
الأترجة: ثمر جامع لطيب الطعم والرائحة وحسن اللون يشبه البطيخ.
(4)
البخاري- الفتح 8 (5020) . ومسلم (797) واللفظ له.
(5)
سوق عكاظ: هو موضع بقرب مكة كانت تقام به في الجاهلية سوق يقيمون فيه أياما، قال النووي: تصرف ولا تصرف، والسوق تؤنث وتذكر، وفي القاموس: وعكاظ كغراب، سوق بصحراء بين نخلة والطائف، كانت تقوم هلال ذي القعدة، وتستمر عشرين يوما تجتمع قبائل العرب فيتعاكظون، أي يتفاخرون ويتناشدون، قال النووي: قيل سميت بذلك لقيام الناس فيها على سوقهم.
وأرسلت عليهم الشّهب، فرجعت الشّياطين إلى قومهم، فقالوا: ما لكم؟ قالوا: حيل بيننا وبين خبر السّماء، وأرسلت علينا الشّهب، قالوا: ما ذاك إلّا من شيء حدث. فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها «1» ، فانظروا ما هذا الّذي حال بيننا وبين خبر السّماء، فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها، فمرّ النّفر الّذين أخذوا نحو تهامة (وهو بنخل)«2» ، عامدين إلى سوق عكاظ، (وهو يصلّي بأصحابه صلاة الفجر) فلمّا سمعوا القرآن استمعوا له، وقالوا: هذا حال بيننا وبين خبر السّماء، فرجعوا إلى قومهم فقالوا:
يا قومنا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً* يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً. فأنزل الله- عز وجل على نبيّه محمّد صلى الله عليه وسلم قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ (الجن/ 1) * «3» .
31-
* (عن عمران بن حصين- رضي الله عنهما أنّه مرّ على قارئ يقرأ القرآن ثمّ يسأل النّاس به، فاسترجع عمران، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من قرأ القرآن، فليسأل الله به، فإنّه سيجيء أقوام يقرءون القرآن ويسألون به النّاس» ) * «4» .
32-
* (عن أبي مسعود- رضي الله عنه قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه» ) * «5» .
33-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدّنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسّر على معسر، يسّر الله عليه في الدّنيا والآخرة. ومن ستر مسلما، ستره الله في الدّنيا والآخرة. والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهّل الله له به طريقا إلى الجنّة. وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلّا نزلت عليهم السّكينة، وغشيتهم الرّحمة وحفّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده. ومن بطّأ به عمله، لم يسرع به نسبه» ) * «6» .
34-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: وكّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت، فجعل يحثو من الطّعام، فأخذته، وقلت:
لأرفعنّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إنّي محتاج، وعليّ عيال، وبي حاجة شديدة، قال: فخلّيت عنه، فأصبحت، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «يا أبا هريرة ما فعل
(1) فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها: الضرب في الأرض الذهاب فيها، وهو ضربها بالأرجل.
(2)
وهو بنخل: هكذا وقع في صحيح مسلم: بنخل، وصوابه بنخلة، بالهاء، وهو موضع معروف هناك، كذا جاء صوابه في صحيح البخاري.
(3)
البخاري- الفتح 8 (4921) . ومسلم (449) واللفظ له.
(4)
الترمذي (2917) وقال: حديث حسن. وقال محقق جامع الأصول (8/ 510) : حديث حسن له شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن. واللفظ في جامع الأصول.
(5)
البخاري- الفتح 8 (5009) . ومسلم (808) .
(6)
مسلم (2699) .
أسيرك البارحة» ؟ قلت: يا رسول الله، شكا حاجة وعيالا، فرحمته فخلّيت سبيله، قال:«أما إنّه قد كذبك وسيعود» ، فعرفت أنّه سيعود، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرصدته فجاء يحثو من الطّعام، فأخذته، فقلت: لأرفعنّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: دعني، فإنّي محتاج، وعليّ عيال، لا أعود، فرحمته فخلّيت سبيله، فأصبحت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:«يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك؟» قلت: يا رسول الله، شكا حاجة (شديدة) وعيالا فرحمته، فخلّيت سبيله، فقال:«أما إنّه قد كذبك وسيعود» ، فرصدته (الثّالثة) ، فجاء يحثو من الطّعام، فأخذته، فقلت:
لأرفعنّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا آخر ثلاث مرّات، إنّك تزعم لا تعود، ثمّ تعود، فقال: دعني، فإنّي أعلّمك كلمات ينفعك الله بها، قلت: ما هنّ؟ قال:
إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسيّ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ حتّى تختم الآية، فإنّه لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنّك شيطان حتّى تصبح، فخلّيت سبيله، فأصبحت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ما فعل أسيرك البارحة؟» قلت: يا رسول الله، زعم أنّه يعلّمني كلمات ينفعني الله بها، فخلّيت سبيله، قال:«ما هي؟» قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسيّ من أوّلها، حتّى تختم الآية اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتّى تصبح وكانوا أحرص شيء على الخير فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«أما إنّه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث يا أبا هريرة؟» قال: قلت: لا، قال:«ذاك شيطان» ) * «1» .
35-
* (عن أبي العلاء- رضي الله عنه أنّ عثمان بن أبي العاص أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنّ الشّيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي.
يلبسها «2» عليّ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذاك شيطان يقال له خنزب. فإذا أحسسته فتعوّذ بالله منه. واتفل على يسارك ثلاثا» قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عنّي) * «3» .
36-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يجيء صاحب القرآن يوم القيامة، فيقول: يا ربّ حلّه، فيلبس تاج الكرامة ثمّ يقول: يا ربّ زده، فيلبس حلّة الكرامة، ثمّ يقول: يا ربّ ارض عنه، فيرضى عنه، فيقال له: اقرأ وارق، وتزاد بكلّ آية حسنة» ) * «4» .
37-
* (عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «يقال لصاحب القرآن يوم القيامة: اقرأ وارق، ورتّل كما كنت ترتّل في الدّنيا؛
(1) أخرجه البخاري تعليقا في الوكالة برقم 4 (2311) ومختصرا برقم 8 (5010) . وانظر تعليق الحافظ ابن حجر عليه (4/ 571) .
(2)
معنى يلبسها: أي يخلطها ويشككني فيها.
(3)
مسلم (2203) .
(4)
أخرجه الترمذي (2915) وقال: هذا حديث حسن صحيح.
فإنّ منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها» ) * «1» .
38-
* (عن أبي مسعود الأنصاريّ- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يؤمّ القوم أقرؤهم لكتاب الله. فإن كانوا في القراءة سواء.
فأعلمهم بالسّنّة. فإن كانوا في السّنّة سواء. فأقدمهم هجرة. فإن كانوا في الهجرة سواء، فأقدمهم سلما. ولا يؤمّنّ الرّجل الرّجل في سلطانه. ولا يقعد في بيته على تكرمته إلّا بإذنه» ) * «2» .
39-
* (عن ابن مسعود- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» ) * «3» .
40-
* (عن النّوّاس بن سمعان الكلابيّ قال:
سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الّذين كانوا يعملون به، تقدمه سورة البقرة وآل عمران، وضرب لهما الرّسول صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهنّ بعد، قال: كأنّهما غمامتان أو ظلّتان سوداوان بينهما شرق «4» ، أو كأنّهما حزقان من طير صوافّ، تحاجّان عن صاحبهما» ) * «5» .
41-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: بينما جبريل قاعد عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا «6» من فوقه، فرفع رأسه، فقال: هذا باب من السّماء فتح اليوم، لم يفتح قطّ إلّا اليوم، فنزل منه ملك، فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض، لم ينزل قطّ إلّا اليوم فسلّم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبيّ قبلك، فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلّا أعطيته» ) * «7» .
42-
* (عن أبي الدّرداء- رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «من حفظ عشر آيات من أوّل سورة الكهف، عصم من الدّجّال» ) * «8» .
43-
* (عن أبيّ بن كعب- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أيّ آية من كتاب الله معك؛ أعظم؟» قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: قلت: الله لا إله إلّا هو الحيّ القيّوم.
قال: فضرب في صدري وقال: «والله، ليهنك العلم «9» أبا المنذر» ) * «10» .
44-
* (عن عائشة- رضي الله عنها أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سريّة، وكان يقرأ
(1) أحمد (2/ 192) . والترمذي (2914) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأبو داود (1464) وقال الألباني في تخريجه (1/ 275) : صحيح. والحاكم (1/ 552) واللفظ عند الجميع وسكت عنه وصححه الذهبي. وابن حبان في الموارد (1790) .
(2)
مسلم (673) .
(3)
سنن الترمذي 5 (2910)، وقال الترمذي: حسن صحيح، ورواه عنه المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 342) . وقال محقق «جامع الأصول» (8/ 498) : وهو حديث حسن.
(4)
الشّرق أو الشّرق هو الضياء والنور.
(5)
مسلم (805) .
(6)
النقيض: صوت كصوت الباب إذا فتح.
(7)
مسلم (806) .
(8)
مسلم (809) .
(9)
ليهنك العلم: أي ليكن العلم هنيئا لك.
(10)
مسلم 1 (810) .
لأصحابه في صلاتهم، فيختم ب قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ «1» فلمّا رجعوا ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «سلوه، لأيّ شيء يصنع ذلك؟ فسألوه فقال: لأنّها صفة الرّحمن، فأنا أحبّ أن أقرأ بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أخبروه أنّ الله يحبّه» ) * «2» .
45-
* (عن عقبة بن عامر- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألم تر آيات أنزلت اللّيلة لم ير مثلهنّ قطّ؟ قل أعوذ بربّ الفلق، قل أعوذ بربّ النّاس» ) * «3» .
46-
* (عن البراء- رضي الله عنه قال: كان رجل يقرأ سورة الكهف، وإلى جانبه حصان مربوط بشطنين «4» ، فتغشّته سحابة، فجعلت تدنو وتدنو، وجعل فرسه ينفر، فلمّا أصبح أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال: تلك السّكينة تنزّلت بالقرآن» ) * «5» .
47-
* (عن زيد بن أسلم عن أبيه- رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسير في بعض أسفاره، وعمر بن الخطّاب يسير معه ليلا، فسأله عمر عن شيء فلم يجبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمّ سأله فلم يجبه، ثمّ سأله فلم يجبه، فقال عمر: ثكلتك أمّك، نزرت «6» رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرّات كلّ ذلك لا يجيبك. قال عمر: فحرّكت بعيري حتّى كنت أمام النّاس، وخشيت أن ينزل فيّ قرآن، فما نشبت «7» أن سمعت صارخا يصرخ، قال: فقلت: لقد خشيت أن يكون نزل فيّ قرآن، قال: فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلّمت عليه فقال: «لقد أنزلت عليّ اللّيلة سورة لهي أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشّمس، ثمّ قرأ: إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً» ) * «8» .
48-
* (عن عائشة- رضي الله عنها أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوّذات وينفث، فلمّا اشتدّ وجعه كنت أقرأ عليه، وأمسح بيده رجاء بركتها) * «9» .
49-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما أنّه بات عند ميمونة زوج النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وهي خالته، قال: فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتّى إذا انتصف اللّيل أو قبله بقليل أو بعده بقليل، استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يمسح النّوم عن عينه بيده، ثمّ قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثمّ قام إلى شنّ معلّقة فتوضّأ منها فأحسن وضوء، ثمّ قام يصلّي
…
الحديث) * «10» .
50-
* (عن عبد الله بن عمرو- رضي الله
(1) المراد بالختم هنا ختم القراءة في الركعات وهو قراءة السورة بعد الفاتحة.
(2)
مسلم (813) .
(3)
مسلم (814) .
(4)
الشطن: الحبل.
(5)
البخاري- الفتح 8 (1511) .
(6)
نزرت رسول الله: أي ألححت عليه إلحاحا أدّبك بسكوته عن جوابك (النهاية 5/ 40) .
(7)
نشب بالشيء: تعلق به، والمعنى أنه لم يمض عليه وقت طويل.
(8)
البخاري- الفتح 8 (5012) .
(9)
البخاري- الفتح 8 (5017) .
(10)
البخاري- الفتح 8 (4572) .
عنهما- أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ القرآن فقد استدرج النّبوّة بين جنبيه غير أنّه لا يوحى إليه، لا ينبغي لصاحب القرآن أن يجد مع من وجد، ولا يجهل مع من جهل وفي جوفه كلام الله» ) * «1» .
51-
* (عن ابن مسعود- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ هذا القرآن مأدبة الله فاقبلوا مأدبته ما استطعتم، إنّ هذا القرآن حبل الله، والنّور المبين، والشّفاء النّافع عصمة لمن تمسّك به، ونجاة لمن اتّبعه، لا يزيغ فيستعتب، ولا يعوجّ فيقوّم، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق من كثرة الرّدّ، اتلوه فإنّ الله يأجركم على تلاوته كلّ حرف عشر حسنات، أما إنّي لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» ) * «2» .
52-
* (عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الصّيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصّيام: أي ربّ منعته الطّعام والشّهوات بالنّهار فشفّعني فيه، ويقول القرآن: ربّ منعته النّوم باللّيل فشفّعني فيه فيشفّعان» ) * «3» .
53-
* (عن أنس- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ لله أهلين من النّاس» . قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: «أهل القرآن هم أهل الله وخاصّته» ) * «4» .
54-
* (عن عقبة بن عامر- رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصّفّة فقال:
«أيّكم يحبّ أن يغدو كلّ يوم إلى بطحان، أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطيعة رحم؟» فقلنا: يا رسول الله، كلّنا يحبّ ذلك.
قال: «أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلّم، أو فيقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من أربع، ومن أعدادهنّ من الإبل» ) * «5» .
وفي رواية أبي داود: «
…
كوماوين زهراوين بغير إثم لله- عز وجل ولا قطيعة رحم. قالوا: كلّنا يا رسول الله. قال: «فلأن يغدو أحدكم كلّ يوم إلى المسجد فيعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين، وإن ثلاث فثلاث مثل أعدادهنّ» .
(1) الترغيب والترهيب (2/ 352) . قال المنذري: رواه الحاكم. وقال: صحيح الإسناد.
(2)
الترغيب والترهيب (2/ 354)، قال المنذري: رواه الحاكم من رواية صالح بن عمر عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عنه، وقال: تفرد به صالح بن عمر عنه، وهو صحيح. راجع الصحيحة للألباني (660) .
(3)
أحمد 2 (174) واللفظ له؛ وقال الشيخ شاكر (10/ 118)(6626) : إسناده صحيح، والترغيب والترهيب 2/ 353. قال المنذري: رواه أحمد وابن أبي الدنيا في كتاب الجوع، والطبراني في الكبير والحاكم. وقال: صحيح على شرط مسلم.
(4)
ابن ماجة المقدمة (215) ، أحمد (3/ 127)، والمنذري في الترغيب والترهيب (2/ 354) . قال: وقال الحاكم: يروى من ثلاثة أوجه عن أنس هذا أجودها، وقال الحافظ عبد العظيم: وهو إسناد صحيح.
(5)
مسلم (803) ، وأبو داود (1456) والترغيب والترهيب (2/ 345) .
55-
* (عن بريدة الأسلميّ- رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ القرآن وتعلّمه وعمل به ألبس يوم القيامة تاجا من نور، ضوءه مثل ضوء الشّمس، ويكسى والداه حلّتين، لا يقوم بهما الدّنيا، فيقولان بم كسينا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن» ) * «1» .
56-
* (عن البراء قال: بينما رجل يقرأ سورة الكهف إذ رأى دابّته تركض، فنظر فإذا مثل الغمامة أو السّحابة. فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «تلك السّكينة نزلت مع القرآن، أو نزلت على القرآن» . وفي الباب عن أسيد بن حضير» ) * «2» .
57-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه أنّ رجلا سمع رجلا يقرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ يردّدها، فلمّا أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له- وكأنّ الرّجل يتقالّها-، فقال صلى الله عليه وسلم: «والّذي نفسي بيده إنّها لتعدل ثلث القرآن» ) * «3» .
58-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتّى غفر له، وهي سورة تبارك الّذي بيده الملك» ) * «4» .
59-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه أنّه رأى رؤيا: أنّه يكتب ص فلمّا بلغ إلى سجدتها قال: رأى الدّواة والقلم وكلّ شيء بحضرته انقلب ساجدا. قال: فقصصتها على النّبيّ صلى الله عليه وسلم فلم يزل يسجد بها بعد) * «5» .
60-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا يهولهم الفزع الأكبر ولا ينالهم الحساب، هم على كثيب من مسك حتّى يفرغ من حساب الخلائق: رجل قرأ القرآن ابتغاء وجه الله. وأمّ به قوما وهم راضون به، وداع يدعو إلى الصّلوات ابتغاء وجه الله، وعبد أحسن فيما بينه وبين ربّه، وفيما بينه وبين مواليه» ) * «6» .
61-
* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أوصني. قال: «عليك بتقوى الله فإنّه رأس الأمر كلّه» . قلت: يا رسول الله، زدني.
قال: «عليك بتلاوة القرآن، فإنّه نور لك في الأرض وذخر لك في السّماء» ) * «7» .
(1) الحاكم (1/ 568)، وقال: صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي، وله شاهد من حديث معاذ بن أنس الجهني عند أبي داود (1453) ، وأحمد في المسند (3/ 440) .
(2)
الترمذي (2885) . قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
(3)
البخاري- الفتح 9 (5013) .
(4)
الترمذي (2891) وقال: هذا حديث حسن. وقال الألباني في «صحيح الجامع الصغير» : صحيح.
(5)
أحمد (3/ 78)، والترغيب والترهيب (2/ 356) . قال المنذري: ورواته رواة الصحيح.
(6)
قال الهيثمي: رواه الترمذي باختصار (انظر سنن الترمذي 1986، 2566) والطبراني في الأوسط والصغير، وفيه عبد الصمد بن عبد العزيز المقري، ذكره ابن حبان في الثقات، مجمع الزوائد (1/ 328)، وقال المنذري: رواه الطبراني في الأوسط والصغير بإسناد لا بإس به (الترغيب والترهيب (2/ 351) ، وحسنه السيوطي في الجامع الصغير (ح 3499) .
(7)
المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 349) وقال: رواه ابن حبان في صحيحه في حديث طويل.