الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فرأيت النّبيّ ومعه الرّهيط «1» ، والنّبيّ ومعه الرّجل والرّجلان، والنّبيّ ليس معه أحد. إذ رفع لي سواد عظيم، فظننت أنّهم أمّتي، فقيل لي: هذا موسى صلى الله عليه وسلم وقومه ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي: انظر إلى الأفق الآخر فإذا سواد عظيم فقيل لي: هذه أمّتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنّة بغير حساب ولا عذاب. ثمّ نهض فدخل منزله فخاض النّاس في أولئك الّذين يدخلون الجنّة بغير حساب ولا عذاب. فقال بعضهم: فلعلّهم الّذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم فلعلّهم الّذين ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله، وذكر أشياء، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:«ما الّذي تخوضون فيه؟» فأخبروه. فقال: «هم الّذين لا يرقون ولا يسترقون «2» ، ولا يتطيّرون «3» وعلى ربّهم يتوكّلون» . فقام عكّاشة بن محصن، فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: «أنت منهم» ، ثمّ قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: «سبقك بها عكّاشة» ) * «4» .
الأحاديث الواردة في (التوكل) معنى
13-
* (عن البراء بن عازب- رضي الله عنهما أنّه قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «إذا أتيت مضجعك فتوضّأ وضوءك للصّلاة، ثمّ اضطجع على شقّك الأيمن ثمّ قل: اللهمّ أسلمت وجهي إليك وفوّضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلّا إليك، اللهمّ آمنت بكتابك الّذي أنزلت، وبنبيّك الّذي أرسلت، فإن متّ من ليلتك فأنت على الفطرة، واجعلهنّ آخر ما تتكلّم به» . قال: فردّدتها على النّبيّ صلى الله عليه وسلم فلمّا بلغت: اللهمّ آمنت بكتابك الّذي أنزلت. قلت:
ورسولك. قال: «لا وبنبيّك الّذي أرسلت» ) * «5» .
14-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: كان أخوان على عهد النّبيّ صلى الله عليه وسلم فكان أحدهما يأتي النّبيّ صلى الله عليه وسلم، والآخر يحترف فشكا المحترف أخاه إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: «لعلّك ترزق به» ) * «6» .
15-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّه
(1) الرهيط: مصغر رهط وهم الجماعة دون العشرة.
(2)
لا يسترقون: لا يطلبون من أحد أن يرقيهم.
(3)
لا يتطيرون: لا يتشاءمون.
(4)
البخاري- الفتح (6541، 5705) ، مسلم (220) واللفظ له.
(5)
البخاري- الفتح 1 (247) واللفظ له، مسلم (2710) .
(6)
الترمذي (2345) وقال: حسن صحيح.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلّى صلاة لم يقرأ فيها بأمّ القرآن فهي خداج «1» (ثلاثا) غير تمام، فقيل لأبي هريرة: إنّا نكون وراء الإمام. فقال: اقرأ بها في نفسك، فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: قسمت الصّلاة «2» بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله ربّ العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال:
الرّحمن الرّحيم. قال الله تعالى: أثنى عليّ عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدّين، قال: مجّدني عبدي (وقال مرّة:
فوّض إليّ عبدي) فإذا قال: إيّاك نعبد وإيّاك نستعين.
قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل. فإذا قال:
اهدنا الصّراط المستقيم صراط الّذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين. قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل» ) * «3» .
16-
* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نزلت به فاقة فأنزلها بالنّاس لم تسدّ فاقته، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل» ) * «4» .
17-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل. الكلمة الحسنة الكلمة الطّيّبة» ) * «5» .
18-
* (عن عبد الله بن عبّاس- رضي الله عنهما أنّه قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فقال: «يا غلام إنّي أعلّمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أنّ الأمّة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلّا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك إلّا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفّت الصّحف» ) * «6» .
19-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يدخل الجنّة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطّير» ) *» .
(1) خداج: أي ناقصة. يقال: خدجت الناقة إذا ألقت ولدها قبل أوان النتاج، وأخدجته: إذا ولدته ناقصا.
(2)
المراد بالصلاة هنا: الفاتحة سميت بذلك لأنها لا تصح إلا بها.
(3)
مسلم (395) .
(4)
الترمذي (2326) وهذا لفظه وقال: حسن صحيح غريب، أبو داود (1645)، أحمد بتخريج أحمد شاكر (5/ 257) وقال: صحيح، حديث (3696) .
(5)
البخاري- الفتح 10 (5756) ، مسلم (2224) واللفظ له.
(6)
الترمذي (2516) واللفظ له وقال: هذا حديث حسن صحيح، أحمد (1/ 293، 303) وقال الشيخ أحمد شاكر: صحيح (4/ 293) برقم (2763) .
(7)
مسلم (2840) . والمعنى: أن قلوبهم مثل قلوب الطير في التوكل.