الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قالت؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس أحد يحاسب إلّا هلك» ، قالت: قلت: يا رسول الله، جعلني الله فداءك، أليس يقول الله عز وجل فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً قال:«ذاك العرض يعرضون، ومن نوقش الحساب هلك» ) * «1» .
23-
* (عن كعب بن عجرة- رضي الله عنه أنّه قال: وقف عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية ورأسي يتهافت «2» قملا، فقال:«يؤذيك هوامّك؟» قلت:
نعم. قال: «فاحلق رأسك» . أو قال: «احلق» . قال: فيّ نزلت هذه الآية فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ. فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «صم ثلاثة أيّام أو تصدّق بفرق «3» بين ستّة أو انسك بما تيسّر» ) * «4» .
24-
* (عن أنس- رضي الله عنه أنّه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقال للكافر يوم القيامة: أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهبا أكنت تفتدي به؟ فيقول:
نعم. فيقال له: قد سئلت أيسر من ذلك» ) * «5» .
الأحاديث الواردة في (التيسير) معنى
25-
* (عن أبي مسعود الأنصاريّ- رضي الله عنه أنّه قال: قال رجل يا رسول الله، لا أكاد أدرك الصّلاة ممّا يطوّل بنا فلان فما رأيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم في موعظة أشدّ غضبا من يومئذ. فقال: «أيّها النّاس إنّكم منفّرون، فمن صلّى بالنّاس فليخفّف؛ فإنّ فيهم المريض والضّعيف وذا الحاجة» ) * «6» .
26-
* (عن أسامة بن شريك- رضي الله عنه أنّه قال: أتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه عنده، كأنّما على رؤوسهم الطّير. قال: فسلّمت عليه وقعدت قال:
فجاءت الأعراب فسألوه فقالوا: يا رسول الله نتداوى.
قال: «نعم تداووا؛ فإنّ الله لم يضع داء إلّا وضع له دواء غير داء واحد الهرم» قال: وسألوه عن أشياء هل علينا حرج في كذا وكذا؟ قال: «يا عباد الله وضع الله الحرج إلّا امرأ اقتضى امرأ مسلما ظلما فذلك حرج وهلك» .
قالوا: ما خير ما أعطي النّاس يا رسول الله؟. قال:
«خلق حسن» ) * «7» .
27-
* (عن أبيّ بن كعب- رضي الله عنه أنّه قال: أقرأني النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «إنّ الدّين عند الله الحنيفيّة السّمحة لا اليهوديّة ولا النّصرانيّة» ) * «8» .
28-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّه
(1) البخاري- الفتح 8 (4939) . ومسلم (2876) .
(2)
يتهافت: أي يتساقط شيئا فشيئا.
(3)
الفرق: مكيال يزن ستة عشر رطلا أو ثلاثة آصع.
(4)
البخاري- الفتح 4 (1815) . ومسلم (1201) وقوله: انسك بما تيسّر المراد به الذبح.
(5)
البخاري- الفتح 11 (6557) . ومسلم (2805) واللفظ له.
(6)
البخاري- الفتح 1 (90) واللفظ له. ومسلم (466) .
(7)
أبو داود (3855) وقال الألباني (2/ 731) : صحيح. وابن ماجة (3436) وقال في الزوائد: إسناده صحيح، رجاله ثقات. والبخاري في الأدب المفرد (109) حديث (291) وقال في شرح فضل الله الصمد: أخرجه الترمذي وصححه وابن خزيمة والحاكم وصححاه. وأحمد (4/ 278) واللفظ له.
(8)
فوائد أبي عمر بن منده بواسطة رفع الحرج لصالح بن حميد (158) وقال: سنده صحيح.
قال: إنّ رجلا قال يا رسول الله إنّي أريد أن أسافر فأوصني. قال: «عليك بتقوى الله والتّكبير على كلّ شرف «1» » . فلمّا أن ولّى الرّجل. قال: «اللهمّ اطو له الأرض وهوّن عليه السّفر» ) * «2» .
29-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله يحبّ أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته» ) * «3» .
30-
* (عن أبي موسى- رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض. جاء منهم الأحمر، والأبيض، والأسود وبين ذلك والسّهل والحزن والخبيث والطّيّب» ) * «4» .
31-
* (عن عثمان بن عفّان- رضي الله عنه قال: إنّه اشترى من رجل أرضا فأبطأ عليه، فلقيه فقال له: ما منعك من قبض مالك؟ قال: إنّك غبنتني، فما ألقى من النّاس أحدا إلّا وهو يلومني، قال: أو ذلك يمنعك؟ قال: نعم، قال: فاختر بين أرضك ومالك، ثمّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أدخل الله- عز وجل الجنّة رجلا كان سهلا مشتريا وبائعا وقاضيا ومقتضيا» ) * «5» .
32-
* (عن مالك بن صعصعة- رضي الله عنهما قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «بينا أنا عند البيت بين النّائم واليقظان- وذكر يعني رجلا بين الرّجلين- فأتيت بطست من ذهب ملآن حكمة وإيمانا، فشقّ من النّحر إلى مراقّ البطن، ثمّ غسل البطن بماء زمزم، ثمّ ملأ حكمة وإيمانا. وأتيت بدابّة أبيض دون البغل وفوق الحمار (البراق) ، فانطلقت مع جبريل، حتّى أتينا السّماء الدّنيا، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل:
من معك؟ قال: محمّد. قيل. وقد أرسل إليه؟ قال:
نعم. قيل: مرحبا به؛ ولنعم المجيء جاء. فأتيت على آدم فسلّمت عليه فقال: مرحبا بك من ابن ونبيّ.
فأتينا السّماء الثّانية. قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل:
من معك؟. قال: محمّد صلى الله عليه وسلم، قيل: أرسل إليه؟ قال:
نعم. قيل: مرحبا به، ولنعم المجيء جاء. فأتيت على عيسى، ويحيى، فقالا: مرحبا بك من أخ ونبيّ. فأتينا السّماء الثّالثة. قيل: من هذا؟ قيل: جبريل. قيل من معك؟ قال: محمّد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم.
قيل: مرحبا به، ولنعم المجيء جاء. فأتيت على يوسف فسلّمت، فقال: مرحبا بك من أخ ونبيّ.
فأتينا السّماء الرّابعة، قيل من هذا؟ قال: جبريل. قيل من معك؟ قيل محمّد صلى الله عليه وسلم. قيل: وقد أرسل إليه؟
قال: نعم. قيل: مرحبا به ولنعم المجيء جاء. فأتيت
(1) المراد بالشرف: المكان المرتفع.
(2)
الترمذي (3445) وقال: حسن. وابن ماجة (2771) مختصر. والحاكم (2/ 98) وصححه ووافقه الذهبي.
(3)
أحمد (2/ 108) رقم (5866) وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (8/ 135) . وقال الهيثمي في المجمع: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. والبزار والطبراني في الأوسط وإسناده حسن (3/ 162) .
(4)
أبو داود (4693) وقال الألباني (3/ 888) : صحيح. الترمذي (2955) وقال: حسن صحيح.
(5)
النسائي (7/ 318- 319) . ابن ماجه (2202) . أحمد (1/ 58) رقم (410) وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (1/ 335) واللفظ له. وخرج الترمذي مثله من حديث جابر (1320) وقال: حسن صحيح غريب وكذلك ابن ماجة (2203) .
على إدريس فسلّمت عليه فقال: مرحبا بك من أخ ونبيّ. فأتينا السّماء الخامسة، قيل: من هذا؟ قيل:
جبريل. قيل ومن معك؟ قيل: محمّد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبا به، ولنعم المجيء جاء. فأتينا على هارون، فسلّمت عليه، فقال: مرحبا بك من أخ ونبيّ. فأتينا على السّماء السّادسة، قيل: من هذا؟ قيل: جبريل.
قيل من معك؟ قيل: محمّد صلى الله عليه وسلم. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبا به، نعم المجيء جاء.
فأتيت على موسى فسلّمت عليه. فقال: مرحبا بك من أخ ونبيّ. فلمّا جاوزت بكى، فقيل: ما أبكاك؟
قال: يا ربّ، هذا الغلام الّذي بعث بعدي يدخل الجنّة من أمّته أفضل ممّا يدخل من أمّتي. فأتينا السّماء السّابعة، قيل من هذا؟ قيل: جبريل. قيل:
من معك؟ قيل: محمّد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال:
نعم. قيل: مرحبا به ولنعم المجيء جاء. فأتيت على إبرهيم فسلّمت عليه فقال: مرحبا بك من ابن ونبيّ. فرفع لي البيت المعمور، فسألت جبريل فقال:
هذا البيت المعمور، يصلّي فيه كلّ يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم.
ورفعت لي سدرة المنتهى، فإذا نبقها كأنّه قلال هجر، وورقها كأنّه آذان الفيول، في أصلها أربعة أنهار: نهران باطنان ونهران ظاهران. فسألت جبريل فقال: أمّا الباطنان ففي الجنّة، وأمّا الظّاهران النّيل والفرات. ثمّ فرضت عليّ خمسون صلاة، فأقبلت حتّى جئت موسى، فقال: ما صنعت؟ قلت فرضت عليّ خمسون صلاة. قال: أنا أعلم بالنّاس منك، عالجت بني إسرائيل أشدّ المعالجة، وإنّ أمّتك لا تطيق، فارجع إلى ربّك فسله. فرجعت فسألته، فجعلها أربعين، ثمّ مثله ثمّ ثلاثين، ثمّ مثله فجعل عشرين، ثمّ مثله فجعل عشرا. فأتيت موسى فقال مثله فجعلها خمسا. فأتيت موسى، فقال: ما صنعت؟ قلت جعلها خمسا. فقال مثله. قلت فسلّمت. فنودي: إنّي قد أمضيت فريضتي.
وخفّفت عن عبادي، وأجزي الحسنة عشرا» ) * «1» .
33-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: حجم أبو طيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر له بصاع من تمر، وأمر أهله أن يخفّفوا من خراجه) * «2» .
34-
* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حرّم على النّار كلّ هيّن ليّن سهل قريب من النّاس» ) * «3» .
35-
* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دخل رجل الجنّة بسماحته قاضيا ومتقاضيا» ) * «4» .
(1) البخاري- الفتح 6 (3207) واللفظ له. ومسلم (162) .
(2)
البخاري- الفتح 4 (2102) . ومسلم (1577) .
(3)
الترمذي (2488) وقال: حسن غريب. وأحمد (1/ 415) رقم (3938) وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (6/ 18- 19) واللفظ له.
(4)
أحمد (2/ 210) رقم (6963) وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (11/ 160) . والحديث ذكره الهيثمي في المجمع وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات (4/ 74) . وكذلك المنذري في الترغيب، وقال: رواه أحمد ورواته ثقات مشهورون (3/ 19) .
36-
* (عن عبد الله بن عمرو قال: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ألم أخبر أنّك تقوم اللّيل وتصوم النّهار؟» قلت: بلى. قال: «فلا تفعل، قم ونم وصم وأفطر، فإنّ لجسدك عليك حقّا، وإنّ لعينك عليك حقّا، وإنّ لزورك «1» عليك حقّا، وإنّ لزوجك عليك حقّا، وإنّك عسى أن يطول بك عمر وإنّ من حسبك أن تصوم كلّ شهر ثلاثة أيّام، فإنّ بكلّ حسنة عشر أمثالها، فذلك الدّهر كلّه» ، قال: فشدّدت فشدّد عليّ قلت: فإنّي أطيق غير ذلك. قال: «فصم من كلّ جمعة ثلاثة أيّام» ، قال: فشدّدت فشدّد عليّ، قلت: إنّي أطيق غير ذلك، قال:«فصم صوم نبيّ الله داود» .
قلت: وما صوم نبيّ الله داود؟ قال: «نصف الدّهر» ) * «2» .
37-
* (عن عائشة- رضي الله عنها أنّها قالت: «دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعندي جاريتان تغنّيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحوّل وجهه. ودخل أبو بكر فانتهرني. وقال: مزمارة الشّيطان عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «دعهما» . فلمّا غفل غمزتهما فخرجتا، وكان يوم عيد يلعب فيه السّودان بالدّرق والحراب. فإمّا سألت النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وإمّا قال: تشتهين تنظرين؟.
فقلت: نعم. فأقامني وراءه خدّي على خدّه وهو يقول: «دونكم يا بني أرفدة» . حتّى إذا مللت قال:
«حسبك؟» قلت: نعم. قال: «فاذهبي» ) * «3» .
38-
* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى» ) * «4» .
39-
* (عن أبي جحيفة وهب بن عبد الله السّوائي- رضي الله عنه أنّه قال: آخى النّبيّ صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدّرداء، فزار سلمان أبا الدّرداء فرأى أمّ الدّرداء متبذّلة، فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدّرداء ليس له حاجة في الدّنيا. فجاء أبو الدّرداء، فصنع له طعاما، فقال: كل فإنّي صائم. فقال: ما أنا بآكل حتّى تأكل، فأكل. فلمّا كان اللّيل ذهب أبو الدّرداء يقوم، فقال: نم، فنام، ثمّ ذهب يقوم، فقال:
نم، فنام فلمّا كان آخر اللّيل، قال سلمان: قم الآن، قال: فصلّيا. فقال له سلمان: إنّ لربّك عليك حقّا، ولنفسك عليك حقّا، ولأهلك عليك حقّا، فأعط كلّ ذي حقّ حقّه. فأتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«صدق سلمان» ) * «5» .
40-
* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فرأى رجلا قد اجتمع النّاس عليه، وقد ظلّل عليه، فقال: ما له؟
قالوا: رجل صائم. فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «ليس من البرّ أن تصوموا في السّفر. عليكم برخصة الله الّذي رخّص لكم» ) * «6» .
(1) الزور: بفتح الزاي وسكون الواو: الزائر.
(2)
البخاري- الفتح 10 (6134) .
(3)
البخاري- الفتح 2 (949- 950) واللفظ له. ومسلم (892) . الزيادة ذكرها الحافظ في الفتح وسكت عنها (2/ 442) . وقال ابن كثير: الزيادة لها شواهد من طرق عدة، التفسير 3 (139) .
(4)
البخاري- الفتح 4 (2076) .
(5)
البخاري- الفتح 10 (6139) .
(6)
البخاري الفتح 4 (1946) . ومسلم (1115) واللفظ له.
41-
* (عن أنس- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهمّ لا سهل إلّا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن «1» إذا شئت سهلا» ) * «2» .
42-
* (عن أبي الدّرداء- رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أحلّ الله في كتابه فهو حلال، وما حرّم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عافية فاقبلوا من الله العافية؛ فإنّ الله لم يكن نسيّا ثمّ تلا هذه الآية وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا» ) * «3» .
43-
* (عن عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه أنّه قال: لمّا نزلت يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً (المجادلة/ 12) قال لي النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «ما ترى دينارا؟» قال: لا يطيقونه، قال:«فنصف دينار» . قلت: لا يطيقونه. قال: «فكم؟» قلت: شعيرة. قال: «إنّك لزهيد» . قال: فنزلت: أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ الآية. قال: «فبي خفّف الله عن هذه الأمّة» ) * «4» .
44-
* (عن قيس بن عبادة بن الصّامت- رضي الله عنهما قال: خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحيّ من الأنصار، قبل أن يهلكوا. فكان أوّل من لقينا أبا اليسر، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه غلام له، معه ضمامة من صحف وعلى أبي اليسر بردة ومعافريّ»
، وعلى غلامه بردة «6» ومعافريّ. فقال له أبي: يا عمّ إنّي أرى في وجهك سفعة من غضب «7» . قال: أجل. كان لي على فلان ابن فلان الحراميّ مال. فأتيت أهله فسلّمت. فقلت: ثمّ هو؟
قالوا: لا. فخرج عليّ ابن له جفر «8» . فقلت له:
أين أبوك؟ قال: سمع صوتك فدخل أريكة أمّي.
فقلت: اخرج إليّ. فقد علمت أين أنت، فخرج.
فقلت: ما حملك على أن اختبأت منّي؟ قال: أنا، والله أحدّثك. ثمّ لا أكذبك، خشيت، والله أن أحدّثك فأكذبك. وأن أعدك فأخلفك. وكنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت والله معسرا. قال قلت: آلله. قال: آلله. قلت: آلله. قال: آلله. قلت:
آلله. قال: الله. قال: فأتى بصحيفته فمحاها بيده.
فقال: إن وجدت قضاء فاقضني. وإلّا، أنت في حلّ.
فأشهد بصر عينيّ هاتين (ووضع إصبعيه على عينيه) وسمع أذنيّ هاتين، ووعاه قلبي هذا (وأشار إلى مناط
(1) الحزن: بإسكان الزاي غليظ الأرض وخشنها والمراد هنا الأمر الصعب العسير.
(2)
ابن السني في عمل اليوم والليلة (353) . وذكره النووي في أذكاره وعزاه إليه، وقال مخرجه: قال الحافظ: إسناده صحيح وعزاه أيضا لابن حبان (ص 221) .
(3)
الحاكم (2/ 375) وقال: صحيح ووافقه الذهبي. وذكره الهيثمي في المجمع وقال: رواه البزار والطبراني في الكبير وإسناده حسن ورجاله موثقون (1/ 171) .
(4)
الترمذي (3300) وقال: حسن غريب. وذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للترمذي ونقل كلامه عنه وسكت (4/ 327) . وقد كان سفيان (الذي روى عنه الترمذي الحديث) شيخا للترمذي وابن ماجه والطبري، قال عنه ابن حبان: كان شيخا فاضلا صدوقا يروى عنه ابن خريمة الحرف بعد الحرف وهو من الضرب الذين لأن يخروا من السماء أحبّ إليهم من أن يكذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي هذا دليل على أن هؤلاء الأئمة كانوا ينتقون من حديثه، ومن ثمّ حسّن له الترمذي الحديث، أما الغرابة في في تفرّد علي بن علقمة الأنماري عنه، وقد وثقه ابن حبان، وقال عنه ابن عدي: ما أرى بحديثه بأسا، ينظر في ذلك: التهذيب 4/ 124، 7/ 366.
(5)
معافري: نوع من الثياب يعمل بقرية تسمى معافر.
(6)
بردة: البردة شملة مخططة. وقيل: كساء مربع فيه صغر، يلبسه الأعراب وجمعه برد.
(7)
سفعة من غضب: أي علامة وتغير.
(8)
جفر: الجفر هو الذي قارب البلوغ. وقيل: هو الذي قوي على الأكل. وقيل: ابن خمس سنين.