الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصلّى ثمّ أتى شرابه فكشف عنه فلم يجد فيه شيئا.
فرفع رأسه إلى السّماء فقلت: الآن يدعو عليّ فأهلك.
فقال «اللهمّ أطعم من أطعمني وأسق من أسقاني» قال فعمدت إلى الشّملة فشددتها عليّ وأخذت الشّفرة فانطلقت إلى الأعنز أيّها أسمن فأذبحها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هي حافلة «1» وإذا هنّ حفّل كلّهنّ.
فعمدت إلى إناء لآل محمّد صلى الله عليه وسلم ما كانوا يطمعون أن يحتلبوا فيه. قال: فحلبت فيه حتّى علته رغوة. فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أشربتم شرابكم اللّيلة؟» قال: قلت يا رسول الله اشرب. فشرب ثمّ ناولني. فقلت يا رسول الله اشرب. فشرب ثمّ ناولني. فلمّا عرفت أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قد روي وأصبت دعوته ضحكت حتّى ألقيت إلى الأرض قال: فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «إحدى سوآتك يا مقداد» «2» فقلت: يا رسول الله كان من أمري كذا وكذا وفعلت كذا. فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم «ما هذه إلّا رحمة من الله «3» . أفلا كنت آذنتني فنوقظ صاحبينا فيصيبان منها» . قال: فقلت: والّذي بعثك بالحقّ ما أبالي إذا أصبتها وأصبتها معك من أصابها من النّاس) * «4» .
14-
* (عن ابن شهاب- رضي الله عنه قال: غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الفتح، فتح مكّة. ثمّ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن معه من المسلمين. فاقتتلوا بحنين.
فنصر الله دينه والمسلمين. وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ صفوان بن أميّة مائة من النّعم. ثمّ مائة. ثمّ مائة.
قال ابن شهاب: حدّثني سعيد بن المسيّب:
أنّ صفوان قال: والله! لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطاني، وإنّه لأبغض النّاس إليّ. فما برح يعطيني حتّى إنّه لأحبّ النّاس إليّ) * «5» .
من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (الجود)
1-
* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما قال: «لمّا مات النّبيّ صلى الله عليه وسلم جاء أبا بكر مال من قبل العلاء بن الحضرميّ. فقال أبو بكر: «من كان له على النّبيّ صلى الله عليه وسلم دين، أو كانت له قبله عدة، فليأتنا» ) * «6» .
2-
* (قال أبو هريرة- رضي الله عنه: «ما احتذى البغال ولا انتعل ولا ركب المطايا ولا لبس الكور من رجل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من جعفر بن أبي طالب في الجود والكرم» ) * «7» .
3-
* (قال عبد الله بن جعفر لرجل قال له:
تماكس في درهم وأنت تجود من المال بكذا وكذا؟ فقال:
«ذاك مالي جدت به، وهذا عقلي بخلت به» ) * «8» .
4-
* (قال الحسن البصريّ- رحمه الله تعالى:
«بذل المجهود في بذل الموجود منتهى الجود» ) * «9» .
(1) حافلة: أي ممتلئ ضرعها باللبن.
(2)
إحدى سوءاتك: أي أنك فعلت سوأة من الفعلات فما هي؟.
(3)
ما هذه إلا رحمة من الله: يشير صلى الله عليه وسلم إلى إحداث اللبن في غير حينه.
(4)
مسلم (2055) .
(5)
مسلم (2313) .
(6)
أحمد (2/ 413- 414) .
(7)
المقاصد الحسنة للسخاوي (292) .
(8)
الإحياء (3/ 247) .
(9)
الإحياء (3/ 724) .
5-
* (عن محمّد بن الحسن قال: قال مالك ابن دينار- رحمهم الله تعالى-: «المؤمن كريم في كلّ حالة لا يحبّ أن يؤذي جاره، ولا يفتقر أحد من أقربائه، قال: ثمّ يبكي مالك وهو يقول: وهو مع ذلك غنيّ القلب لا يملك من الدّنيا شيئا، إن أزلّته عن دينه لم يزلّ، وإن خدعته عن ماله انخدع، لا يرى الدّنيا من الآخرة عوضا، ولا يرى البخل من الجود حظّا، منكسر القلب ذو هموم قد تفرّد بها، مكتئب حزين ليس له في فرح الدّنيا نصيب، إن أتاه منها شيء فرّقه وإن زوي عنه كلّ شيء فيها لم يطلبه ويبكي ويقول: هذا والله الكرم، هذا والله الكرم» ) * «1» .
6-
* (قال جعفر الصّادق- رحمه الله تعالى-:
7-
* (قال الشّافعيّ- رحمه الله تعالى-:
على المقلّين من أهل المروءات
…
إنّ اعتذاري إلى من جاء يسألني
ما ليس عندي لمن إحدى المصيبات) * «3» .
8-
* (قال أبو محمّد إسحاق الموصلّي- رحمه الله تعالى-:
وآمرة بالبخل قلت لها اقصري
…
فليس إلى ما تأمرين سبيل
أرى النّاس خلّان الجواد ولا أرى
…
بخيلا له في العالمين خليل
وإنّي رأيت البخل يزري بأهله
…
فأكرمت نفسي أن يقال بخيل
ومن خير حالات الفتى لو علمته
…
إذا نال شيئا أن يكون نبيل
عطائي عطاء المكثرين تكرّما
…
ومالي كما قد تعلمين قليل
وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى
…
ورأي أمير المؤمنين جليل)
* «4» .
9-
* (قال ابن قدامة- رحمه الله تعالى-:
10-
* (قال ابن منظور في لسان العرب:
«أجود العرب مذكورون، فأجواد أهل الكوفة همّ:
عكرمة بن ربعيّ وأسماء بن خارجة وعتّاب بن ورقاء الرّياحيّ. وأجواد أهل البصرة: عبيد الله بن أبي بكرة ويكنّى أبا حاتم وعمرو بن عبد الله بن معمر التّيميّ وطلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعيّ وهؤلاء أجود من
(1) مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا (54 (ت. محمد عبد القادر عطا. (ط. أولى) .
(2)
الإحياء (3/ 246) .
(3)
المرجع السابق (3/ 251) .
(4)
وفيات الأعيان (1/ 204) والبيتان الأخيران ذكرهما الذهبي في ترجمته في سير أعلام النبلاء (11/ 121) . وذكر أنّه لمّا أنشدهما الرشيد أمر له بمائة ألف درهم.
(5)
مختصر منهاج القاصدين (207) بتصرف.