الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (التوكل)
20-
* (عن البراء بن عازب- رضي الله عنهما قال: اشترى أبو بكر- رضي الله عنه من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما، فقال أبو بكر لعازب: مر البراء فليحمل إليّ رحلي. فقال عازب: لا، حتّى تحدّثنا كيف صنعت أنت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرجتما من مكّة والمشركون يطلبونكم. قال:
ارتحلنا من مكّة فأحيينا- أو سرينا- ليلتنا ويومنا حتّى أظهرنا، وقام قائم الظّهيرة، فرميت ببصري هل أرى من ظلّ فآوي إليه، فإذا صخرة أتيتها، فنظرت بقيّة ظلّ لها فسوّيته، ثمّ فرشت للنّبيّ صلى الله عليه وسلم فيه، ثمّ قلت له: اضطجع يا نبيّ الله، فاضطجع النّبيّ صلى الله عليه وسلم ثمّ انطلقت أنظر ما حولي، هل أرى من الطّلب أحدا؟ فإذا أنا براعي غنم يسوق غنمه إلى الصّخرة يريد منها الّذي أردنا فسألته فقلت له: لمن أنت يا غلام؟ فقال: لرجل من قريش سمّاه فعرفته، فقلت:
هل في غنمك من لبن؟ قال: نعم، قلت: فهل أنت حالب لنا؟ قال: نعم. فأمرته فاعتقل شاة من غنمه، ثمّ أمرته أن ينفض ضرعها من الغبار، ثمّ أمرته أن ينفض كفّيه، فقال: هكذا- ضرب إحدى كفّيه بالأخرى- فحلب لي كثبة من لبن، وقد جعلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إداوة على فمها خرقة، فصببت على اللّبن حتّى برد أسفله فانطلقت به إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فوافقته قد استيقظ، فقلت: اشرب يا رسول الله، فشرب حتّى رضيت، ثمّ قلت: قد آن الرّحيل يا رسول الله. وقال: بلى فارتحلنا والقوم يطلبوننا، فلم يدركنا أحد منهم غير سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له. فقلت: هذا الطّلب قد لحقنا يا رسول الله.
فقال: لا تحزن إنّ الله معنا» ) * «1» .
21-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا قال: «اللهمّ أنت عضدي ونصيري، بك أحول، وبك أجول، وبك أصول، وبك أقاتل» ) * «2» .
22-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «اللهمّ لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكّلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، اللهمّ إنّي أعوذ بعزّتك لا إله إلّا أنت أن تضلّني، أنت الحيّ الّذي لا يموت والجنّ والإنس يموتون» ) * «3» .
23-
* (عن بريدة الأسلميّ- رضي الله عنه قال: إنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان لا يتطيّر من شيء وكان إذا بعث عاملا سأل عن اسمه، فإذا أعجبه اسمه فرح به، ورؤي بشر ذلك في وجهه، وإن كره اسمه رؤي
(1) البخاري- الفتح 7 (3652) واللفظ له، مسلم (2009) بعضه.
(2)
الترمذي (3584) وقال: حسن غريب وقال: عضدي يعني عوني. أبو داود (2632) وهذا لفظه. وعزاه المزي في التحفة (1/ 342) إلى سنن النسائي الكبرى وعمل اليوم والليلة أيضا.
(3)
مسلم (2717) .
كراهية ذلك في وجهه، وإذا دخل قرية سأل عن اسمها، فإن أعجبه اسمها فرح بها ورؤي بشر ذلك في وجهه، وإن كره اسمها رؤي كراهية ذلك في وجهه» ) * «1» .
24-
* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد رجل مجذوم «2» فأدخلها معه في القصعة ثمّ قال: «كلّ ثقة بالله وتوكّلا عليه» ) * «3» .
25-
* (عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ- رضي الله عنهما قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة قبل نجد فأدركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في واد كثير العضاه «4» فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فعلّق سيفه بغصن من أغصانها. قال: وتفرّق النّاس في الوادي يستظلّون بالشّجر، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ رجلا أتاني وأنا نائم فأخذ السّيف فاستيقظت وهو قائم على رأسي فلم أشعر إلّا والسّيف صلتا «5» في يده فقال لي: من يمنعك منّي؟» قال: قلت: «الله» . ثمّ قال في الثّانية:
من يمنعك منّي؟ قال: قلت: «الله» . قال: «فشام السّيف «6» ها هو ذا جالس» . ثمّ لم يعرض له رسول الله صلى الله عليه وسلم * «7» .
26-
* (عن أبي بكر- رضي الله عنه قال:
قلت للنّبيّ صلى الله عليه وسلم وأنا في الغار: «لو أنّ أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا» . فقال: «ما ظنّك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما» ) * «8» .
27-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم أحسن النّاس، وأشجع النّاس.
ولقد فزع أهل المدينة ليلة فخرجوا نحو الصّوت، فاستقبلهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم وقد استبرأ الخبر «9» ، وهو على فرس لأبي طلحة عري وفي عنقه السّيف وهو يقول:
«لم تراعوا «10» ، لم تراعوا» ثمّ قال:«وجدناه بحرا» «11» أو قال: «إنّه لبحر» ) * «12» .
(1) أبو داود (3920) وهذا لفظه، وقال محقق جامع الأصول (7/ 628) : إسناده صحيح، والترمذي (1818) وقال: هذا حديث غريب وأوقفه شعبة على ابن عمر وهو أثبت عندي وأصح.
(2)
مجذوم: أي مصاب بمرض الجذام.
(3)
أبو داود (3925) ، ابن ماجة (3542) وهذا لفظه.
(4)
العضاه: كل شجرة ذات شوك.
(5)
صلتا: مسلولا.
(6)
فشام السيف: أغمده.
(7)
البخاري الفتح 6 (2910) ، مسلم (843) في كتاب الفضائل، واللفظ له.
(8)
البخاري- الفتح 7 (3653) واللفظ له، مسلم (2381) .
(9)
استبرأ الخبر: تبين حقيقته.
(10)
لم تراعوا: أي روعا مستقرّا. أو روعا يروّعكم.
(11)
وجدناه بحرا: أي واسع الجري.
(12)
البخاري- الفتح 6 (2908) واللفظ له، مسلم (2307) .