الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (التواضع)
16-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد» ) * «1» .
17-
* (قال ابن الزّبير لابن جعفر- رضي الله عنهم: «أتذكر إذ تلقّينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأنت وابن عبّاس؟ قال: نعم فحملنا وتركك» ) * «2» .
18-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه قال: أحبّوا المساكين فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: «اللهمّ أحيني مسكينا، وأمتني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة» ) * «3» .
19-
* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما أنّ أباه توفّي وعليه دين فأتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقلت: إنّ أبي ترك عليه دينا وليس عندي إلّا ما يخرج نخله ولا يبلغ ما يخرج سنين ما عليه فانطلق معي لكي لا يفحش عليّ الغرماء فمشى حول بيدر من بيادر التّمر «4» فدعا، ثمّ آخر، ثمّ جلس عليه فقال: «انزعوه» فأوفاهم الّذي لهم وبقي مثل ما أعطاهم)«5» .
20-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه أنّ جدّته مليكة دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعته فأكل منه ثمّ قال: «قوموا فأصلّي لكم» ، قال أنس:
فقمت إلى حصير لنا قد اسودّ من طول ما لبس «6» فنضحته بماء فقام عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصففت أنا واليتيم وراءه والعجوز من ورائنا فصلّى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ثمّ انصرف) * «7» .
21-
* (عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما حدّث: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر له صومي، فدخل عليّ، فألقيت له وسادة من أدم، حشوها ليف، فجلس على الأرض، وصارت الوسادة بيني وبينه، فقال:«أما يكفيك من كلّ شهر ثلاثة أيّام؟» قال:
قلت: يا رسول الله
…
قال: «خمسا» . قلت: يا رسول الله
…
قال: «سبعا» . قلت: يا رسول الله
…
قال:
«تسعا» . قلت: يا رسول الله
…
قال: «إحدى عشرة» .
ثمّ قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «لا صوم فوق صوم داود عليه السلام: شطر الدّهر، صم يوما وأفطر يوما» ) * «8» .
(1) شرح السنة للبغوي (13/ 248) وقال محققه: للحديث شاهد يتقوى به. والهيثمي في المجمع (9/ 19) وقال: رواه أبو يعلى وإسناده حسن،. وهو في الصحيحة للألباني (544) .
(2)
البخاري- الفتح 6 (3082) . ومسلم (2427) .
(3)
الترمذي (2471) وحسنه الألباني: صحيح الترمذي (1917) . وابن ماجة (4126) وهو في الصحيحة (308) ، وإرواء الغليل (861) .
(4)
البيدر: الموضع الذي تداس فيه الحبوب.
(5)
البخاري- الفتح 6 (3580) .
(6)
من طول مالبس: لبس كل شيء بحسبه واللبس هنا معناه الافتراش.
(7)
البخاري- الفتح 3 (727) . ومسلم (658) واللفظ له.
(8)
البخاري الفتح 4 (1980) . ومسلم (1159) .
22-
* (عن أسامة بن زيد- رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب على حمار على إكاف عليه قطيفة فدكيّة وأردف أسامة وراءه) * «1» .
23-
* (عن عروة بن الزّبير- رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي الزّبير في ركب من المسلمين كانوا تجارا «2» قافلين من الشّام، فكسا الزّبير رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ثياب بياض. وسمع المسلمون بالمدينة مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكّة، فكانوا يغدون كلّ غداة إلى الحرّة فينتظرونه، حتّى يردّهم حرّ الظّهيرة، فانقلبوا يوما بعدما أطالوا انتظارهم، فلمّا أووا إلى بيوتهم أوفى رجل من يهود على أطم من آطامهم لأمر ينظر إليه، فبصر برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مبيّضين يزول بهم السّراب، فلم يملك اليهوديّ أن قال بأعلى صوته: يا معاشر العرب، هذا جدّكم الّذي تنتظرون. فثار المسلمون إلى السّلاح، فتلقّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهر الحرّة، فعدل بهم ذات اليمين حتّى نزل بهم في بني عمرو بن عوف، وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأوّل، فقام أبو بكر للنّاس، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم صامتا، فطفق من جاء من الأنصار ممّن لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم يحيّي أبا بكر، حتّى أصابت الشّمس رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل أبو بكر حتّى ظلّل عليه بردائه، فعرف النّاس رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك فلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة، وأسّس المسجد الّذي أسّس على التّقوى، وصلّى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثمّ ركب راحلته، فسار يمشي معه النّاس، حتّى بركت عند مسجد الرّسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وهو يصلّي فيه يومئذ رجال من المسلمين، وكان مربدا للتّمر لسهيل وسهل غلامين يتيمين في حجر سعد بن زرارة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بركت به راحلته «: هذا إن شاء الله المنزل» . ثمّ دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلامين فساومهما بالمربد ليتّخذه مسجدا، فقالا: لا، بل نهبه لك يا رسول الله، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقبله منهما هبة حتّى ابتاعه منهما، ثمّ بناه مسجدا، وطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معهم اللّبن في بنيانه ويقول- وهو ينقل اللّبن:
هذا الحمال لا حمال خيبر
…
هذا أبرّ ربّنا وأطهر
ويقول:
اللهمّ إنّ الأجر أجر الآخره
…
فارحم الأنصار والمهاجره
فتمثّل بشعر رجل من المسلمين لم يسمّ لي) * «3» .
24-
* (عن أنس- رضي الله عنه أنّه مرّ على صبيان فسلّم عليهم وقال: «كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يفعله» ) * «4» .
25-
* (عن أبي بردة- رضي الله عنه قال:
(1) البخاري- الفتح 10 (5964) .
(2)
رجل تاجر والجمع تجار- بالكسر والتخفيف- وتجّار- بالضم والتشديد، وتجر- بالفتح والسكون-.
(3)
البخاري- الفتح 7 (3906) .
(4)
البخاري- الفتح 11 (6247) واللفظ له. ومسلم (2168) .
أخرجت لنا عائشة- رضي الله عنها كساء وإزارا غليظا، فقالت: قبض روح النّبيّ صلى الله عليه وسلم في هذين) * «1» .
26-
* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما قال: إنّا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية «2» شديدة فجاءوا النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: هذه كدية عرضت في الخندق فقال: «أنا نازل» ثمّ قام وبطنه معصوب بحجر- ولبثنا ثلاثة أيّام لا نذوق ذواقا- فأخذ النّبيّ صلى الله عليه وسلم المعول فضرب في الكدية فعاد كثيبا أهيل «3» أو أهيم.
فقلت: يا رسول الله ائذن لي إلى البيت، فقلت لامرأتي: رأيت بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم شيئا ما كان في ذلك صبر.
فعندك شيء؟ فقالت: عندي شعير وعناق. فذبحت العناق «4» وطحنت الشّعير حتّى جعلنا اللّحم بالبرمة «5» . ثمّ جئت النّبيّ صلى الله عليه وسلم والعجين قد انكسر والبرمة بين الأثافيّ قد كادت أن تنضج، فقلت: طعيّم لي «6» فقم أنت يا رسول الله ورجل أو رجلان. قال:
«كم هو؟» فذكرت له. فقال: كثير طيّب. قال: «قل لها لا تنزع البرمة ولا الخبز من التّنّور حتّى آتي» .
فقال: «قوموا» . فقام المهاجرون والأنصار، فلمّا دخل على امرأته. قال: ويحك جاء النّبيّ صلى الله عليه وسلم بالمهاجرين والأنصار ومن معهم. قالت: هل سألك؟
قلت: نعم. فقال: «ادخلوا ولا تضاغطوا» «7» . فجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللّحم ويخمّر البرمة والتّنّور إذا أخذ منه، ويقرّب إلى أصحابه ثمّ ينزع فلم يزل يكسر الخبز ويغرف حتّى شبعوا وبقي بقيّة. قال:
«كلي هذا وأهدي، فإنّ النّاس أصابتهم مجاعة» ) * «8» .
27-
* (عن عثمان بن عفّان- رضي الله عنه في خطبة له؛ إنّا والله قد صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في السّفر والحضر، وكان يعود مرضانا ويتبع جنائزنا، ويغزو معنا، ويواسينا بالقليل والكثير) * «9» .
28-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: إن كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم ليخالطنا حتّى يقول لأخ لي صغير «يا أبا عمير ما فعل النّغير؟ «10» » ) * «11» .
29-
* (عن عروة بن الزّبير- رضي الله عنهما قال: سأل رجل عائشة- رضي الله عنها هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: نعم. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصف نعله «12» ، ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته) * «13» .
(1) البخاري- الفتح 10 (5818) واللفظ له. ومسلم (2080) .
(2)
الكدية: القطعة الشديدة الصلبة من الأرض.
(3)
معصوب: مربوط وكثيبا: رملا، وأهيل: غير متماسك.
(4)
العناق بفتح العين وهي: أنثى المعز.
(5)
البرمة: القدر.
(6)
طعيم لي: بتشديد الياء على طريق المبالغة في تحقيره، وقالوا من تمام المعروف تعجيله وتحقيره.
(7)
ولا تضاغطوا: أي لا تزدحموا.
(8)
البخاري- الفتح 7 (4101) . ومسلم (2039) .
(9)
أحمد في المسند رقم (504) . وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح.
(10)
النغير: طائر معروف يشبه العصفور والراجح أنه طائر أحمر المنقار.
(11)
البخاري- الفتح 01 (6129) . ومسلم (0215) .
(12)
يخصف نعله: يطبق طاقة على طاقة ويخرزها. وأصل الخصف الجمع والضم.
(13)
أخرجه البغوي في شرح السنة (13/ 242) وقال محققه: إسناده صحيح.
30-
* (عن عائشة- رضي الله عنها وقد سئلت عمّا كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يصنع في أهله قالت: كان في مهنة أهله فإذا حضرت الصّلاة قام إلى الصّلاة) * «1» .
31-
* (عن عبد الله بن أبي أوفى- رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الذّكر ويقلّ اللّغو ويطيل الصّلاة ويقصر الخطبة ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له الحاجة) * «2» .
32-
* (عن البراء بن عازب- رضي الله عنهما قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم ينقل التّراب يوم الخندق حتّى اغبرّ بطنه يقول:
والله لولا الله ما اهتدينا
…
ولا تصدّقنا ولا صلّينا
فأنزلن سكينة علينا
…
وثبّت الأقدام إن لاقينا
إنّ الألى قد بغوا علينا
…
إذا أرادوا فتنة أبينا
ويرفع بها صوته: أبينا، أبينا) * «3» .
33-
* (عن جابر- رضي الله عنه قال: كنّا مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم نجني الكباث «4» وإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عليكم بالأسود منه فإنّه أطيبه» . قالوا: أكنت ترعى الغنم؟ قال: «وهل من نبيّ إلّا وقد رعاها» ) * «5» .
34-
* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما قال: كنت مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم في غزاة فأبطأ بي جملي وأعيا، فأتى عليّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم. فقال:«جابر؟» . فقلت:
نعم. قال: «ما شأنك؟» قلت: أبطأ عليّ جملي وأعيا فتخلّفت، فنزل يحجنه بمحجنه «6» . ثمّ قال:
«اركب» . فركبت. فلقد رأيته أكفّه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
الحديث» ) » .
35-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما أنّه سمع عمر- رضي الله عنه يقول على المنبر:
سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تطروني «8» كما أطرت النّصارى ابن مريم، فإنّما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله» ) * «9» .
36-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: «ما بعث الله نبيّا إلّا رعى الغنم» فقال أصحابه: وأنت فقال: «نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكّة» ) * «10» .
37-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «ما ينبغي لعبد أن يقول إنّي خير من يونس بن متّى» ) * «11» .
38-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّه كان يقول: الله «12» الّذي لا إله إلّا هو، إن كنت
(1) البخاري- الفتح 10 (6039) .
(2)
سنن النسائي (3/ 109) وصححه الألباني، صحيح سنن النسائي (1341) . وقال محقق «جامع الأصول» (11/ 251) : إسناده حسن.
(3)
البخاري- الفتح 7 (4104) . ومسلم (1803) .
(4)
الكباث: النضيج من ثمر الأراك.
(5)
البخاري- الفتح 6 (3406) . ومسلم (2050) .
(6)
يحجنه بمحجنه: أي يجذبه بالمحجن وهو عصا معوجة.
(7)
البخاري- الفتح 4 (2097) . ومسلم (1089) .
(8)
والإطراء: مجاوزة الحد في المدح والكذب فيه، وأطرى فلان فلانا إذا مدحه بما ليس فيه.
(9)
البخاري- الفتح 6 (3445) .
(10)
البخاري- الفتح 4 (2262) .
(11)
البخاري- الفتح 6 (3413) واللفظ له ومسلم (2377) .
(12)
ألله: كذا بحذف حرف الجر من القسم، قال ابن حجر: هو في روايتنا بالخفض.
لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع. وإن كنت لأشدّ الحجر على بطني من الجوع. ولقد قعدت يوما على طريقهم الّذي يخرجون منه، فمرّ أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلّا ليشبعني، فمرّ ولم يفعل، ثمّ مرّ بي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فتبسّم حين رآني وعرف ما في نفسي وما في وجهي. ثمّ قال:«يا أبا هرّ» قلت: لبّيك رسول الله، قال: الحق «1» ، ومضى فتبعته فدخل فاستأذن فأذن لي، فدخل فوجد لبنا في قدح، فقال: من أين هذا اللّبن؟ قالوا: أهداه لك- فلان- أو فلانة- قال: أبا هرّ، قلت: لبّيك يا رسول الله، قال: الحق إلى أهل الصفّة فادعهم لي. قال: وأهل الصّفّة أضياف الإسلام، لا يأوون على أهل ولا مال ولا على أحد، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا، وإذا أتته هديّة أرسل إليهم وأصاب منها، وأشركهم فيها، فساءني ذلك، فقلت وما هذا اللّبن في أهل الصّفّة؟ كنت أحقّ أن أصيب من هذا اللّبن شربة أتقوّى بها، فإذا جاءوا أمرني فكنت أنا أعطيهم، وما عسى أن يبلغني من هذا اللّبن، ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بدّ، فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا، فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت. قال:
«يا أبا هرّ» ، قلت: لبّيك يا رسول الله قال: «خذ فأعطهم» ، فأخذت القدح فجعلت أعطيه الرّجل فيشرب حتّى يروى، ثمّ يردّ عليّ القدح حتّى انتهيت إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم وقد روي القوم كلّهم. فأخذ القدح فوضعه على يده، فنظر إليّ فتبسّم فقال:«أبا هرّ» ، قلت: لبيك يا رسول الله. فقال: اشرب فشربت فما زال يقول: «اشرب» ، حتّى قلت: لا والّذي بعثك بالحقّ، ما أجد له مسلكا، قال:«فأرني» ، فأعطيته القدح، فحمد الله وسمّى وشرب الفضلة) * «2» .
39-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا خير البريّة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذاك إبراهيم عليه السلام» ) * «3» .
40-
* (عن أنس- رضي الله عنه أنّ امرأة كان في عقلها شيء فقالت: يا رسول الله إنّ لي إليك حاجة. فقال: «يا أمّ فلان انظري أيّ السّكك شئت حتّى أقضي لك حاجتك» ، فخلا معها في بعض الطّرق «4» حتّى فرغت من حاجتها) * «5» .
41-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت) * «6» .
42-
* (عن عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه
(1) الحق- بهمزة وصل وفتح الحاء- أي: اتبع.
(2)
البخاري- الفتح 11 (6452) واللفظ له ومسلم (2369) .
(3)
مسلم (2369) .
(4)
ومعنى خلا معها في بعض الطرق: أي وقف معها في طريق مسلوك ليقضي حاجتها ويفتيها في الخلوة. ولم يكن ذلك من الخلوة بالأجنبية؛ فإن هذا كان في ممر الناس ومشاهدتهم إياه وإياها لكن لا يسمعون كلامها لأن مسألتها مما لا يظهره.
(5)
مسلم (2326) .
(6)
البخاري- الفتح 10 (6072) .
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّ خير التّابعين رجل يقال له أويس وله والدة، وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم» .
وفي رواية: «كان عمر بن الخطّاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم أفيكم أويس بن عامر؟ حتّى أتى على أويس، فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال نعم، قال: من مراد ثمّ من قرن؟ قال: نعم. قال:
فكان بك برص فبرأت منه إلّا موضع درهم؟
قال: نعم. قال: لك والدة؟ قال: نعم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثمّ من قرن، كان به برص فبرأ منه إلّا موضع درهم، له والدة هو بها برّ، لو أقسم على الله لأبرّه، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل» ، فاستغفر لي، فاستغفر له. فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟
قال: أكون في غبراء النّاس أحبّ إليّ، قال: فلمّا كان من العام المقبل حجّ رجل من أشرافهم، فوافق عمر، فسأله عن أويس. قال: تركته رثّ البيت، قليل المتاع.
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثمّ من قرن كان به برص فبرأ منه إلّا موضع درهم، له والدة هو بها برّ. لو أقسم على الله لأبرّه، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل» فأتى أويسا فقال: استغفر لي.
قال: أنت أحدث عهدا بسفر صالح، فاستغفر لي، قال: استغفر لي، قال: أنت أحدث عهدا بسفر صالح، فاستغفر لي، قال: لقيت عمر؟ قال: نعم، فاستغفر له، ففطن له النّاس، فانطلق على وجهه، قال أسير: وكسوته بردة، فكان كلّما رآه إنسان قال:
من أين لأويس هذه البردة) * «1» .
43-
عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال:
مكثت سنة أريد أن أسأل عمر بن الخطّاب عن آية «2»
…
الحديث وفيه: «وإنّه- أي رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى حصير ما بينه وبينه شيء، وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف
…
فرأيت أثر الحصير في جنبه فبكيت، فقال:«ما يبكيك؟» فقلت: يا رسول الله، إنّ كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول الله، فقال:«أما ترضى أن تكون لهم الدّنيا ولنا الآخرة» ) * «3» .
(1) مسلم (2542) .
(2)
وهي قوله تعالى إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ (التحريم/ 4) وقد سأله ابن عباس عن هاتين المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين تظاهرتا عليه فأجابه عمر بأنهما حفصة وعائشة.
(3)
البخاري- الفتح 8 (4913) .