الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ونكحها، فنكحت بعده رجلا سريّا، ركب شريّا «1» وأخذ خطّيّا «2» ، وأراح عليّ نعما ثريّا «3» ، وأعطاني من كلّ رائحة زوجا، قال كلي أمّ زرع، وميري أهلك «4» ، فلو جمعت كلّ شيء أعطاني ما بلغ أصغر آنية أبي زرع.
قالت عائشة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كنت لك كأبي زرع لأمّ زرع «5» » ) * «6» .
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (تكريم الإنسان)
1-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
«المؤمن أكرم على الله من ملائكته» ) * «7» .
2-
* (نظر ابن عمر- رضي الله عنهما يوما إلى البيت- أو إلى الكعبة- فقال: «ما أعظمك وأعظم حرمتك! والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك» ) * «8» .
3-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما في قوله تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ
…
الآية (الإسراء/ 70) أنّ التّفضيل بالعقل) * «9» .
4-
* (وعنه أيضا أنّ التّفضيل بأكله بيده، وغيره يأكل بفمه) * «10» .
5-
* (وعن الضّحّاك- رضي الله عنه في الآية الكريمة نفسها: أنّ التّفضيل بالنّطق) * «11» .
6-
* (وعن عطاء- رضي الله عنه في الآية نفسها: أنّ التّكريم بتعديل القامة وامتدادها) * «12» .
7-
* (وعن زيد بن أسلم- رضي الله عنه أنّ التّكريم بالمطاعم واللّذّات) * «13» .
8-
* (عن ابن جريج قال في قوله تعالى:
(1) رجلا سريّا ركب شريّا: سريّا معناه سيدا شريفا وشريا هو الفرس الذي يستشري في سيره.
(2)
وأخذ خطيا: الخطي الرمح.
(3)
وأراح عليّ نعما ثريا: أي أتى بها إلى مراحها وهو موضع مبيت الماشية.
(4)
وميري أهلك: أي أعطيهم وأفضلي عليهم وصليهم بالميرة وهي الطعام.
(5)
كنت لك كأبي زرع لأم زرع: قال العلماء: هو تطييب لنفسها وإيضاح لحسن عشرته إياها.
(6)
البخاري- الفتح 9 (5189) . ومسلم (2448) واللفظ له.
(7)
الدر المنثور (5/ 315) .
(8)
الترمذي (2032) .
(9)
البحر المحيط (6/ 58) .
(10)
المرجع السابق والصفحة نفسها، والدر المنثور (5/ 317) وعبارته عن ابن عباس- رضي الله عنه: الكرامة الأكل بالأصابع.
(11)
البحر المحيط (6/ 58) .
(12)
المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(13)
المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ قال: فضّلناهم في اليدين يأكلون بهما ويعملون بهما، وما سوى الإنس يأكل بغير ذلك) * «1» .
9-
* (وعن يمان- رضي الله عنه أنّ التّفضيل بحسن الصّورة) * «2» .
10-
* (وعن محمّد بن كعب القرظيّ: أنّ التّفضيل بجعل محمّد صلى الله عليه وسلم منهم) * «3» .
11-
* (وقال ابن عطيّة: إنّما التّكريم والتّفضيل بالعقل الّذي يملك به (الإنسان) الحيوان كلّه، وبه يعرف الله ويفهم كلامه) * «4» .
12-
* (وقال أبو حيّان:رحمه الله قيل عن بعضهم: إنّ التّفضيل بالخطّ. وقيل: باللّحية للرّجل والذّؤابة للمرأة. وقيل بتدبير المعاش والمعاد. وقيل:
بخلق الله آدم بيده) * «5» .
13-
* (قال الطّبريّ في تفسير قوله تعالى:
وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ الآية: يقول- تعالى ذكره- ولقد كرّمنا بني آدم بتسليطنا إيّاهم على غيرهم من الخلق، وتسخيرنا سائر الخلق لهم، وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ على ظهور الدّوابّ والمراكب، وفي البحر في الفلك الّتي سخّرناها لهم، وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ أي طيّبات المطاعم والمشارب، وهي حلالها ولذيذاتها وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلًا وذلك تمكّنهم من العمل بأيديهم، وأخذ الأطعمة والأشربة بها، ورفعها بها إلى أفواههم، وذلك غير متيسّر لغيرهم من الخلق» ) * «6» .
14-
* (ذكر النّيسابوريّ في تفسيره أنّه يحكى عن الرّشيد أنّه حضر لديه طعام فأحضرت الملاعق وعنده أبو يوسف (من أصحاب أبي حنيفة) فقال له:
جاء في تفسير جدّك ابن عبّاس أنّ هذا التّكريم (لبني آدم) هو أنّه جعل لهم أصابع يأكلون بها فردّ الملاعق وأكل بيده) * «7» .
15-
* (وقال النّيسابوريّ: من وجوه تكريم بني آدم تسليطهم على ما في الأرض وتسخيره لهم فالأرض لهم كالأمّ الحاضنة، منها خلقهم وفيها يعيدهم، وهي لهم فراش ومهاد ينتفعون به في الشّرب والعمارة والزّراعة، وماء البحر ينتفع به (الإنسان) في التّجارة واستخراج الحليّ منه، والهواء مادّة الحياة، ولولا هبوب الرّياح لاستولى النّتن على المعمورة، والنّار ينتفع بها في الطّبخ والإنضاج ودفع البرد وغير ذلك، وانتفاع (الآدميّين) بالمركّبات المعدنيّة والنّباتيّة
(1) تفسير الطبري (15/)85.
(2)
البحر المحيط (6/ 58) .
(3)
المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(4)
المرجع السابق نفسه والصفحة نفسها. قال أبو حيان- رحمه الله: «ما جاء عن أهل التفسير من تكريمهم وتفضيلهم بأشياء ذكروها هو على سبيل التمثيل لا الحصر» .
(5)
المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(6)
تفسير الطبري (51/ 85) .
(7)
تفسير النيسابوري، غرائب القرآن ورغائب الفرقان (منشور بهامش الطبري)(15/ 63) .
والحيوانيّة ظاهر، وبالجملة فهذا العالم بأسره كقرية معمورة أو خوان معدّ والإنسان فيه كالرّئيس المخدوم والملك المطاع فأيّ تكريم يكون أزيد من هذا؟ ولا شكّ أنّ الإنسان لكونه مستجمعا للقوّة العقليّة القدسيّة، وللقوّتين الشّهويّة البهيميّة، الغضبيّة السّبعيّة «1» ، ولقوّتي الحسّ والحركة الإراديّة، وللقوى النباتيّة وهي الاغتذاء والنّموّ والتوليد يكون أشرف ممّا لم يستجمع الجميع (أي كلّ هذه القوى) * «2» .
16-
* (يروى عن زيد بن أسلم أنّ الملائكة قالت: ربّنا إنّك أعطيت بني آدم الدّنيا، يأكلون منها ويتمتّعون ولم تعطنا ذلك فأعطناه في الآخرة، فقال:
«وعزّتي وجلالي، لا أجعل ذرّيّة من خلقت بيدي، كمن قلت له كن فكان» ) * «3» .
17-
* (قال القرطبيّ في قوله تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ الآية (الإسراء/ 70) أي: جعلنا لهم كرما أي شرفا وفضلا. وهذا هو كرم نفي النّقصان، لا كرم المال. وهذه الكرامة يدخل فيها خلقهم على هذه الهيئة في امتداد القامة وحسن الصّورة، وحملهم في البرّ والبحر ممّا لا يصحّ لحيوان سوى بني آدم أن يكونه، يتحمّل ذلك بإرادته وقصده وتدبيره، وتخصيصهم بما خصّهم به من المطاعم والمشارب والملابس، وهذا لا يتّسع فيه حيوان اتّساع بني آدم، لأنّهم يكسبون المال خاصّة دون الحيوان، ويلبسون الثّياب ويأكلون المركّبات من الأطعمة. وغاية كلّ حيوان يأكل لحما نيّئا أو طعاما غير مركّب) * «4» .
18-
* (وقال في قوله تعالى:
…
وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلًا أي على البهائم والدّوابّ والوحش والطّير بالغلبة والاستيلاء، والثّواب والجزاء والحفظ والتّمييز وإصابة الفراسة) * «5» .
19-
* (وقال- رحمه الله تعالى- بعد أن ذكر أقوال العلماء فيما فضّل به الإنسان: «والصّحيح الّذي يعوّل عليه أنّ التّفضيل إنّما كان بالعقل الّذي هو عمدة التّكليف، وبه يعرف الله ويفهم كلامه، ويوصل إلى نعيمه وتصديق رسله، إلّا أنّه لمّا لم ينهض بكلّ المراد بعثت الرّسل وأنزلت الكتب
…
» ) * «6» .
20-
* (قال الحافظ ابن كثير في تفسير قوله تعالى وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ
…
الآية: يخبر الله تعالى عن تشريفه لبني آدم وتكريمه إيّاهم وخلقه لهم على أحسن الهيئات وأكملها كقوله تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا
(1) السبعية نسبة إلى السّبع، وهي تلك القوة التي يحدث بها الغضب والجرأة والحمية وغير ذلك. انظر في عمل هذه القوى الثلاث، ابن مسكوية تهذيب الأخلاق ص 39 وما بعدها، وقارن بالجاحظ: تهذيب الأخلاق ص 15 وقد أطلق على هذه القوة مصطلح النفس الغضبية.
(2)
غرائب القرآن ورغائب الفرقان (بهامش الطبري)(5/ 64) .
(3)
غرائب القرآن للنيسابوري (15/ 64) ، وتفسير الطبري، (15/ 85) ، والدر المنثور (5/ 315)، وقال السيوطي: أخرجه البيهقي في شعب الإيمان مرسلا.
(4)
تفسير القرطبي (10/ 293، 294) .
(5)
المرجع السابق (10/ 295) .
(6)
تفسير القرطبي (10/ 294) .
الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ بأن يمشي قائما منتصبا على رجليه، ويأكل بيديه، وغيره من الحيوانات يمشي على أربع، ويأكل بفمه، وجعل له سمعا وبصرا وفؤادا، يفقه بذلك كلّه وينتفع به، ويفرّق بين الأشياء، ويعرف منافعها وخواصّها ومضارّها في الأمور الدّينيّة والدّنيويّة) * «1» .
21-
* (وقال- رحمه الله: وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلًا أي: من سائر الحيوانات وأصناف المخلوقات. وقد استدلّ بهذه الآية الكريمة على أفضليّة جنس البشر على جنس الملائكة) * «2» .
22-
* (قال النّيسابوري في قوله تعالى:
…
ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ* الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ* فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ (الانفطار/ 6- 8) .
«.. الكرم بالخلق والتّسوية وهي انتصاب القامة، أو سلامة الأعضاء، وبالتّعديل وهو: تناسبها
…
» ) * «3» .
23-
* (عن أبيّ بن كعب في قول الله- عز وجل وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ
…
الآية
(1) تفسير ابن كثير (3/ 55) .
(2)
المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(3)
غرائب القرآن ورغائب الفرقان من تفسير الطبري، (30/ 41) .
(4)
مسند الإمام أحمد (5/ 135) ، وتفسير الطبري (9/ 79) .