الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السّماوات والأرض، عالم الغيب والشّهادة ذا الجلال والإكرام، فإنّي أعهد إليك في هذه الحياة الدّنيا وأشهدك وكفى بك شهيدا أنّي أشهد أن لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك، لك الملك ولك الحمد وأنت على كلّ شيء قدير، وأشهد أنّ محمّدا عبدك ورسولك، وأشهد أنّ وعدك حقّ، ولقاءك حقّ، والجنّة حقّ، والسّاعة آتية لا ريب فيها، وأنت تبعث من في القبور، وأشهد أنّك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضيعة وعورة وذنب وخطيئة، وإنّي لا أثق إلّا برحمتك فاغفر لي ذنبي كلّه إنّه لا يغفر الذّنوب إلّا أنت، وتب عليّ إنّك أنت التّوّاب الرّحيم» ) * «1» .
16-
* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه قال: كنّا إذا كنّا مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم في الصّلاة، قلنا:
السّلام على الله من عباده، السّلام على فلان وفلان.
فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «لا تقولوا السّلام على الله، فإنّ الله هو السّلام، ولكن قولوا: التّحيّات لله والصّلوات والطّيّبات، السّلام عليك أيّها النّبيّ ورحمة الله وبركاته، السّلام علينا وعلى عباد الله الصّالحين. فإنّكم إذا قلتم ذلك أصاب كلّ عبد في السّماء أو بين السّماء والأرض، أشهد أنّ لا إله إلّا الله وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله، ثمّ يتخيّر من الدّعاء أعجبه إليه فيدعو» ) * «2» .
المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الثناء)
17-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت:
فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش، فالتمسته، فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد، وهما منصوبتان، وهو يقول:«اللهمّ أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك» ) * «3» .
18-
* (عن ثوبان- رضي الله عنه قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا انصرف من صلاته، استغفر ثلاثا، وقال:«اللهمّ أنت السّلام ومنك السّلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام» ) * «4» .
19-
* (عن عمّار بن ياسر- رضي الله عنهما أنّه صلّى صلاة فأوجز فيها، فقال له بعض القوم: لقد خفّفت أو أوجزت الصّلاة، فقال: أمّا على ذلك فقد دعوت فيها بدعوات سمعتهنّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلمّا قام تبعه رجل من القوم فسأله عن الدّعاء، ثمّ جاء فأخبر به القوم: «اللهمّ بعلمك الغيب وقدرتك على
(1) أحمد (5/ 191) ، والطبراني في الكبير (5/ 119) / 4803، وأعاده من طريق أخرى في (5/ 157) برقم (4932) ، وهو في مسند الشاميين للطبراني برقم (1481، 2013) . وذكره الهيثمي في المجمع وقال: رواه أحمد والطبراني وأحد إسنادي الطبراني رجاله وثقوا، وفي بقية الأسانيد أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف.
(2)
البخاري- الفتح 2 (835) واللفظ له. ومسلم (402) .
(3)
مسلم (486) .
(4)
مسلم (591) .
الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوّفني إذا علمت الوفاة خيرا لي، اللهمّ وأسألك خشيتك في الغيب والشّهادة، وأسألك كلمة الحقّ في الرّضا والغضب، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيما لا ينفد، وأسألك قرّة عين لا تنقطع، وأسألك الرّضا بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذّة النّظر إلى وجهك، والشّوق إلى لقائك في غير ضرّاء مضرّة ولا فتنة مضلّة، اللهمّ زيّنّا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين» ) * «1» .
20-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت:
كان صلى الله عليه وسلم، إذا قام من اللّيل افتتح صلاته:«اللهمّ ربّ جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السّماوات والأرض، عالم الغيب والشّهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك إنّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم» ) * «2» .
21-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قام إلى الصّلاة من جوف اللّيل: «اللهمّ لك الحمد، أنت نور السّماوات والأرض، ولك الحمد أنت قيّام السّماوات والأرض، ولك الحمد أنت ربّ السّماوات والأرض ومن فيهنّ، أنت الحقّ، ووعدك الحقّ، وقولك الحقّ، ولقاؤك حقّ، والجنّة حقّ، والنّار حقّ، والسّاعة حقّ، اللهمّ لك أسلمت وبك آمنت، وعليك توكّلت وإليك أنبت وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدّمت وأخّرت، وأسررت وأعلنت، أنت إلهي لا إله إلّا أنت» ) * «3» .
22-
* (عن عبد الله بن أبي أوفى- رضي الله عنهما قال: إنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يقول: «اللهمّ لك الحمد، ملء السّماء وملء الأرض وملء «4» ما شئت من شيء بعد، اللهمّ طهّرني بالثّلج والبرد والماء البارد.
اللهمّ طهّرني من الذّنوب والخطايا كما ينقّى الثّوب الأبيض من الوسخ» ) * «5» .
23-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت:
خسفت الشّمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنّاس فقام فأطال القيام، ثمّ ركع فأطال الرّكوع، ثمّ قام فأطال القيام- وهو دون القيام الأوّل ثمّ ركع فأطال الرّكوع وهو دون الرّكوع الأوّل- ثمّ سجد فأطال السّجود، ثمّ فعل في الرّكعة الثّانية مثل ما فعل في الأولى ثمّ انصرف وقد انجلت الشّمس، فخطب النّاس فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال:«إنّ الشّمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبّروا وصلّوا وتصدّقوا» . ثمّ قال: «يا أمّة محمّد، والله ما من
(1) النسائي (3/ 54، 55) وهذا لفظه. وذكره الألباني في صحيحه (1/ 280، 281) حديث (1237) وعزاه في صحيح الكلم الطيب (66) إلى الحاكم وقال: صحيح ووافقه الذهبي.
(2)
مسلم (770) .
(3)
البخاري- الفتح 13 (7499) . ومسلم (769) وهذا لفظه.
(4)
يروى برفع «ملء» ونصبه.
(5)
مسلم (476) واللفظ له، وأحمد (4/ 354) ، والنسائي (1/ 198، 199) .
أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته. يا أمّة محمّد، لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا» ) * «1» .
24-
* (عن أبي شريح أنّه قال لعمرو بن سعيد- وهو يبعث البعوث إلى مكّة: ائذن لي أيّها الأمير أحدّثك قولا قام به النّبيّ صلى الله عليه وسلم الغد من يوم الفتح. سمعته أذناي ووعاه قلبي، وأبصرته عيناي حين تكلّم به: حمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: «إنّ مكّة حرّمها الله ولم يحرّمها النّاس، فلا يحلّ لامرى* يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما، ولا يعضد «2» بها شجرة. فإن أحد ترخّص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فقولوا: إنّ الله قد أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنّما أذن لي فيها ساعة من نهار، ثمّ عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلّغ الشّاهد الغائب» . فقيل لأبي شريح: ما قال عمرو؟ قال: أنا أعلم منك يا أبا شريح، إنّ مكّة لا تعيذ «3» عاصيا ولا فارّا بدم، ولا فارّا بخربة «4» * «5» .
25-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت:
إنّ قريشا أهمّهم شأن المرأة الّتي سرقت في عهد النّبيّ صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح. فقالوا: من يكلّم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ومن يجترأ عليه إلّا أسامة بن زيد، حبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأتي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلّمه فيها أسامة بن زيد، فتلوّن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال «أتشفع في حدّ من حدود الله؟ فقال أسامة: استغفر لي يا رسول الله؛ فلمّا كان العشيّ قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختطب. فأثنى على الله بما هو أهله. ثمّ قال: «أمّا بعد، فإنّما أهلك الّذين من قبلكم، أنّهم كانوا إذا سرق فيهم الشّريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضّعيف أقاموا عليه الحدّ، وإنّي والّذي نفسي بيده لو أنّ فاطمة بنت محمّد سرقت لقطعت يدها» ، ثمّ أمر بتلك المرأة فقطعت يدها) * «6» .
26-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما أنّه قال: صعد النّبيّ صلى الله عليه وسلم المنبر وكان آخر مجلسه متعطّفا ملحفة على منكبيه قد عصب رأسه بعصابة دسمة، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: «أيّها النّاس إليّ» فثابوا إليه. ثمّ قال: «أمّا بعد، فإنّ هذا الحيّ من الأنصار يقلّون ويكثر النّاس. فمن ولي شيئا من أمّة محمّد صلى الله عليه وسلم فاستطاع أن يضرّ فيه أحدا أو ينفع فيه أحدا فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم» ) * «7» .
27-
* (عن أبي أمامة الباهليّ- رضي الله عنه قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم، إذا رفع مائدته قال: «الحمد لله كثيرا طيّبا مباركا فيه غير مكفيّ «8» ولا مودّع «9» ، ولا مستغنى عنه ربّنا» ) * «10» .
(1) البخاري- الفتح 2 (1044) واللفظ له، ومسلم (901) .
(2)
يعضد: يقطع.
(3)
لا تعيذ: لا تجير. ولفظ «مكة» من الفتح، بتحقيق الشيخ عبد العزيز بن باز (1/ 267)، وفي مسلم: الحرم.
(4)
بخربة: وأصلها سرقة الإبل وتطلق على كل خيانة. قال الخليل: هي الفساد في الدين من الخارب وهو اللص المفسد في الأرض.
(5)
البخاري- الفتح 1 (104) واللفظ له. ومسلم (1354) .
(6)
البخاري- الفتح 7 (3733) . ومسلم (1688) واللفظ له.
(7)
البخاري- الفتح 2 (927) .
(8)
غير مكفي: يعني أنني غير مكتف بنفسي عن كفايته، أو غير مكافئ نعمة ربي.
(9)
غير مودع: أي غير متروك.
(10)
البخاري- الفتح 9 (5458) .
28-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
إنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم، إذا كان في سفر وأسحر «1» يقول:
«سمّع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا. ربّنا صاحبنا «2» وأفضل علينا. عائذا بالله من النّار» ) * «3» .
29-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّه قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: «لو سلكت الأنصار واديا أو شعبا لسلكت شعب الأنصار أو وادي الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار» فقال أبو هريرة:
فما ظلم بأبي وأمّي صلى الله عليه وسلم لآووه ونصروه، قال: وأحسبه قال: وواسوه) * «4» .
30-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: إنّ نفرا من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن عمله في السّرّ فقال بعضهم: لا أتزوّج النّساء. وقال بعضهم: لا آكل اللّحم. وقال بعضهم:
لا أنام على فراش. فحمد الله وأثنى عليه فقال: «ما بال أقوام قالوا كذا وكذا؟ ولكنّي أصلّي وأنام وأصوم وأفطر. وأتزوّج النّساء. فمن رغب عن سنّتي فليس منّي» ) * «5» .
31-
* (عن عائشة- رضي الله عنها أنّها قالت: صنع النّبيّ صلى الله عليه وسلم شيئا ترخّص فيه وتنزّه عنه قوم، فبلغ ذلك النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: «ما بال أقوام يتنزّهون عن الشّيء أصنعه؟ فو الله إنّي أعلمهم بالله وأشدّهم له خشية» ) *» .
32-
* (عن عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه كان إذا قام إلى الصّلاة قال:
«وجّهت وجهي للّذي فطر السّماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين. إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين. اللهمّ أنت الملك لا إله إلّا أنت. أنت ربّي وأنا عبدك. ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا. إنّه لا يغفر الذّنوب إلّا أنت. واهدني لأحسن الأخلاق. لا يهدي لأحسنها إلّا أنت.
واصرف عنّي سيّئها لا يصرف عنّي سيئها إلّا أنت.
لبّيك وسعديك والخير كلّه في يديك. والشرّ ليس إليك. أنا بك وإليك. تباركت وتعاليت. أستغفرك وأتوب إليك» وإذا ركع قال: «اللهمّ لك ركعت. وبك آمنت. ولك أسلمت. خشع لك سمعي وبصري.
ومخّي وعظمي وعصبي» وإذا رفع قال: «اللهمّ ربّنا لك الحمد ملء السّماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد» . وإذا سجد قال
(1) أسحر: بلغ وقت السحر وهو آخر الليل ومعناه: ليسمع السامع وليشهد الشاهد على حمدنا لله تعالى على نعمه وحسن بلائه.
(2)
ربنا صاحبنا: احفظنا وحطنا بعنايتك.
(3)
مسلم (2718) .
(4)
أحمد (2/ 414، 469) وقال مخرجه: إسناده صحيح وأصله في الصحيحين من حديث عدد من الصحابة انظر مثلا: البخاري- الفتح 13 (7244) . ومسلم (1059) . المسند، ط. شاكر (18/ 87) حديث (9353) واللفظ من هذا الموضع.
(5)
البخاري- الفتح 9 (5063) . ومسلم (1401) وهذا لفظه.
(6)
البخاري- الفتح 13 (7301) . ومسلم (2356) .