الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
37-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: قدم وفد نجران فقالوا (للرّسول صلى الله عليه وسلم : صف لنا ربّك. أزبرجد؟ أم ياقوت؟ أم ذهب؟ أم فضّة؟.
فقال: «إنّ ربي ليس من شيء، وأنّه خلق الأشياء، فنزلت «قل هو الله أحد» فقالوا: هو واحد وأنت واحد، فقال «ليس كمثله شيء» ، قالوا: زدنا من الصّفة. قال: «الله الصّمد» . فقالوا: وما الصّمد؟ قال:
«الّذي يصمد الخلق إليه في الحوائج» . فقالوا: زدنا.
فقال: «لم يلد كما ولدت مريم، ولم يولد كما ولد عيسى، ولم يكن له كفوا أحد» يريد: نظيرا من خلقه» . ولشرف هذه السّورة سمّيت بأسماء كثيرة أشهرها الإخلاص. وقد يقال لها سورة التّفريد، أو التّوحيد، أو النّجاة، أو الولاية، لأنّ من قرأها صار من أولياء الله «1» ) * «2» .
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (التوحيد)
1-
* (قال ابن جريح في تفسير قوله تعالى:
قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً
…
الآية (آل عمران/ 64) . يعني: يطيع بعضنا بعضا في معصية الله) * «3» .
2-
* (وقال ابن كثير في تفسير قوله تعالى
…
أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً
…
لا وثنا ولا صليبا ولا صنما ولا طاغوتا ولا نارا، بل نفرد العبادة لله وحده لا شريك له، وهذه دعوة جميع الرّسل، قال تعالى وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ «4» .
3-
* (قال أبو العالية: في تفسير «السّواء» في قوله عزّ من قائل: قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ.. كلمة السّواء «لا إله إلّا الله» ) * «5» .
4-
* (قال مجاهد: كلمة التّقوى: لا إله إلّا الله) * «6» .
5-
* (سئل الزّهريّ عن قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم «من قال لا إله إلّا الله دخل الجنّة» فقال: «إنّما كان هذا في أوّل الإسلام قبل نزول الفرائض والأمر والنّهي» قال التّرمذيّ: ووجه هذا الحديث عند بعض أهل العلم:
أنّ أهل التّوحيد سيدخلون الجنّة، وإن عذّبوا بالنّار بذنوبهم فإنّهم لا يخلّدون في النّار) * «7» .
6-
* (قال الإمام البخاريّ: قال: عدّة من
(1) وذلك مصروف إلى من قالها خالصا من قلبه، عاملا بمقتضى ما تضمنته من توحيد.
(2)
رواه أحمد في المسند والترمذي (3364)، والحاكم (2/ 540) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وابن جرير في تفسيره وهو حديث صحيح.
(3)
تفسير ابن كثير (1/ 379) .
(4)
المرجع نفسه.
(5)
تفسير الطبري (3/ 215) .
(6)
فتح الباري (8/ 575) .
(7)
الترمذي (5/ 24) . ورد هذا الأثر شرحا لحديث «من قال لا إله إلا الله دخل الجنة» .
أهل العلم في قوله تعالى: فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ عن قول لا إله إلّا الله «1» . قال ابن حجر: من هؤلاء أنس بن مالك، وعبد الله بن عمر ومجاهد) * «2» .
7-
* (قال النّيسابوريّ في تفسير سورة الإخلاص: وردت الأخبار الكثيرة بفضل سورة الإخلاص وأنّها تعدل ثلث القرآن، فاستنبط العلماء لذلك وجها مناسبا: وهو أنّ القرآن مع غزارة فوائده اشتمل على ثلاثة معان فقط هي: معرفة ذات الله تعالى، ومعرفة أفعاله وسننه مع عباده.
ولمّا تضمّنت سورة الإخلاص أحد هذه الأقسام الثّلاثة وهو التّقديس (أي التّوحيد) وازنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلث القرآن) * «3» .
8-
* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنّ هذه الآية الّتي في القرآن: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً قال: في التّوراة: يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدا ونذيرا وحرزا للأمّيّين أنت عبدي ورسولي، سمّيتك المتوكّل، ليس بفظّ ولا غليظ، ولا سخّاب بالأسواق، ولا يدفع السّيّئة بالسّيّئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه الله حتّى يقيم به الملّة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلّا الله، فيفتح بها أعينا عميا، وآذانا صمّا، وقلوبا غلفا «4» ، قال ابن حجر: فيفتح بها أي بكلمة التّوحيد) * «5» .
9-
* (قال الطّبريّ في قوله تعالى: قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحانَ اللَّهِ وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (يوسف/ 108) يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّد صلى الله عليه وسلم (قل) يا محمّد (هذه) الدّعوة الّتي أدعو إليها والطّريقة الّتي أنا عليها من الدّعاء إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له دون الآلهة والأوثان، والانتهاء إلى طاعته وترك معصيته (سبيلي) وطريقتي ودعوتي (أدعو إلى الله) وحده لا شريك له) * «6» .
10-
* (قال القرطبيّ في تفسير قوله تعالى:
وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ (آل عمران/ 64) أي لا نتّبعه في تحليل شيء أو تحريمه إلّا فيما حلّله الله تعالى، وهو نظير قوله عز وجل: اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ (التوبة/ 31) معناه أنّهم أنزلوهم منزلة ربّهم في قبول تحليلهم وتحريمهم لما لم يحلّله الله تعالى ولم يحرّمه) * «7» .
11-
وقال- رحمه الله تعالى- في تفسير قوله تعالى: اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ (التوبة/ 31)، قال أهل المعاني: جعلوا أحبارهم ورهبانهم كالأرباب حيث أطاعوهم في كلّ شيء) * «8» .
(1) فتح الباري (1/ 97) .
(2)
المرجع السابق (1/ 98) .
(3)
رغائب الفرقان للنيسابوري (30/ 201) على هامش الطبري.
(4)
البخاري- الفتح (4838) .
(5)
فتح الباري ج (8/ 451) .
(6)
الطبري (13/ 52) .
(7)
تفسير القرطبي (4/ 106) .
(8)
المرجع السابق (8/ 120) .
12-
* (سئل حذيفة عن قوله تعالى: اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ هل عبدوهم؟
فقال: لا، ولكن أحلّوا لهم الحرام فاستحلّوه، وحرّموا عليهم الحلال فحرّموه) * «1» .
13-
* (قال ابن تيميّة- رحمه الله: «إنّ التّوحيد الّذي بعث الله به رسوله قوليّ وعمليّ، فالتّوحيد القوليّ مثل سورة الإخلاص قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، والتّوحيد العمليّ قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ولذا كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقرأ بهاتين السّورتين في ركعتي الفجر وركعتي الطّواف قوله تعالى: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا (البقرة/ 136)، وفي الرّكعة الثّانية بقوله تعالى:
قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (آل عمران/ 64) فإنّ هاتين الآيتين فيهما دين الإسلام، وفيهما الإيمان القوليّ والعمليّ، فقوله تعالى قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ إلى آخرها (البقرة/ 136) يتضمّن الإيمان القوليّ والإسلام. وقوله قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا
…
الآية إلى آخرها (آل عمران/ 64) يتضمّن الإسلام والإيمان العمليّ، فأعظم نعمة أنعمها الله على عباده الإسلام والإيمان وهما في هاتين الآيتين) * «2» .
14-
* (قال ابن القيّم- رحمه الله تعالى- «لا ريب أنّ أهل التّوحيد يتفاوتون في توحيدهم علما ومعرفة وحالا- تفاوتا لا يحصيه إلّا الله. فأكمل النّاس توحيدا الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، والمرسلون منهم أكمل في ذلك. وأولو العزم من الرّسل أكمل توحيدا
…
وأكمل أولي العزم الخليلان: محمّد وإبراهيم صلوات الله وسلامه عليهما، إذ قاما من التّوحيد بما لم يقم به غيرهما علما ومعرفة وحالا، ودعوة للخلق وجهادا. ولمّا كان أكمل التّوحيد توحيد الأنبياء أمر الله نبيّه أن يقتدي بهم فيه كما قال سبحانه- بعد ذكر إبراهيم ومناظرته أباه وقومه في بطلان الشّرك وصحّة التّوحيد وذكر الأنبياء من ذريّته- أُولئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ* أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ (الأنعام/ 89- 90) .
فلا أكمل من توحيد من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتدي بهم) * «3» .
15-
* (وقال ابن القيّم أيضا في قوله تعالى:
إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ أي: لا ينال عهدي بالإمامة مشرك، ولهذا أوصى نبيّه محمّدا صلى الله عليه وسلم أن يتّبع ملّة
(1) تفسير القرطبي (8/ 120) .
(2)
قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (182، 183) .
(3)
مدارج السالكين (3/ 501، 502) بإيجاز.
إبراهيم، وكان يعلّم أصحابه إذا أصبحوا أن يقولوا:
«أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، ودين نبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلم وملّة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين، فملّة إبراهيم التّوحيد، ودين محمّد: ما جاء به من عند الله قولا وعملا واعتقادا.
وكلمة الإخلاص: هي شهادة أن لا إله إلّا الله، وفطرة الإسلام: هي ما فطر الله عليه عباده من محبّته وعبادته وحده لا شريك له والاستسلام له عبوديّة وذلّا، وانقيادا وإنابة) * «1» .
16-
* (قال عبد الرّحمن بن حسن بن محمّد بن عبد الوهّاب: إنّ حقيقة معنى كلمة «لا إله إلّا الله» الإخلاص ونفي الشّرك. وكلاهما متلازمان، لا يوجد أحدهما بدون الآخر، فإنّ من لم يكن مخلصا فهو مشرك، ومن لم يكن صادقا فهو منافق، والمخلص أن يقولها مخلصا الإلهيّة لله عز وجل، وهذا التّوحيد هو أساس الإسلام الّذي قال الخليل عليه السلام: رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ..
ولذا قيّدت في الحديث بقوله صلى الله عليه وسلم «غير شاكّ» فلا تنفع إلّا من قالها بعلم ويقين لقوله صدقا من قلبه خالصا من قلبه..) *» .
17-
* (وقال أيضا في قوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ.
«ترك الشّرك يتضمّن كمال التّوحيد ومعرفته على الحقيقة ومحبّته وقبوله والدّعوة إليه كما قال تعالى:
قُلْ إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُوا وَإِلَيْهِ مَآبِ، وتضمّنت هذه الآية كمال التّوحيد وتحقيقه) * «3» .
18-
* (قال ابن القيّم- رحمه الله تعالى:
حقّ الإله عبادة بالأمر لا
…
بهوى النّفوس فذاك للشّيطان
من غير إشراك به شيئا هما
…
سبب النّجاة فحبّذا السّببان
لم ينج من غضب الإله وناره
…
إلّا الّذي قامت به الأصلان
«4» .
والنّاس بعد فمشرك بإلهه
…
أو ذو ابتداع أو له الوصفان
«5» .
19-
* (وقال بعض الشّعراء:
فيا عجبا كيف يعصى الإل
…
هـ أم كيف يجحده الجاحد
؟!
وفي كلّ شيء له آية
…
تدلّ على أنّه الواحد
) * «6» .
20-
* (قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى قُلْ
(1) مدارج السالكين (3/ 502) .
(2)
قرة عيون الموحدين الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد ابن عبد الوهاب (108) .
(3)
المرجع السابق (2) .
(4)
الأصلان هما توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية.
(5)
كتاب التوحيد وقرة عيون الموحدين- للشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب (9) .
(6)
الإملا في إشكالات الإحياء (20) ملحق إحياء علوم الدين.