الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في (الحج والعمرة)
1-
* (عن عبد الرّحمن بن يعمر الدّيليّ- رضي الله عنه قال: أتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وهو بعرفة فجاء ناس أو نفر من أهل نجد فأمروا رجلا فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف الحجّ؟. فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فنادى: «الحجّ الحجّ يوم عرفة، من جاء قبل صلاة الصّبح من ليلة جمع فتمّ حجّه. أيّام منى ثلاثة، فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخّر فلا إثم عليه» ) *.
وفي لفظ آخر عند التّرمذيّ «الحجّ عرفات، الحجّ عرفات، الحجّ عرفات، أيّام منى ثلاث فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ، ومن أدرك عرفة قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك الحجّ» «1» .
2-
* (عن عمر- رضي الله عنه قال:
حدّثني النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: «أتاني اللّيلة آت من ربّي وهو بالعقيق، أن صلّ في هذا الوادي المبارك، وقل:
عمرة وحجّة» ) * «2» .
3-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما قال: أليس حسبكم سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن حبس أحدكم عن الحجّ طاف بالبيت وبالصّفا والمروة، ثمّ حلّ من كلّ شيء حتّى يحجّ عاما قابلا، فيهدي أو يصوم إن لم يجد هديا) * «3» .
4-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما:
أنّ امرأة من جهينة، جاءت إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقالت:
إنّ أمّي نذرت أن تحجّ فلم تحجّ حتّى ماتت. أفأحجّ عنها؟. قال: «نعم، حجّي عنها، أرأيت لو كان على أمّك دين أكنت قاضيته؟ اقضوا الله، فالله أحقّ بالوفاء» ) * «4» .
5-
* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما أنّ حفصة- رضي الله عنها زوج النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قالت: يا رسول الله، ما شأن النّاس حلّوا بعمرة ولم تحلل أنت من عمرتك؟» . قال: «إنّي لبّدت رأسي وقلّدت هديي «5» فلا أحلّ حتّى أنحر» ) * «6» .
6-
* (عن أبي قتادة- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، خرج حاجّا فخرجوا معه، فصرف طائفة منهم فيهم أبو قتادة، فقال:«خذوا ساحل البحر حتّى نلتقي» ، فأخذوا ساحل البحر، فلمّا انصرفوا أحرموا كلّهم إلّا أبو قتادة «7» لم يحرم، فبينما
(1) أبو داود (1949) واللفظ له. والترمذي (889) ، (2975)، وشرح السنة (7/ 2001) وقال محققه: إسناده صحيح.
(2)
البخاري- الفتح 13 (7343) .
(3)
البخاري- الفتح 4 (1810) .
(4)
البخاري- الفتح 4 (1852) واللفظ له. ومسلم (1148) .
(5)
قلدت هديي: التقليد: هو تعليق شيء في عنق الهدي ليعلم أنه هدي.
(6)
البخاري- الفتح 3 (1566) واللفظ له. ومسلم (1229) .
(7)
وللكشميهني «إلّا أبا قتادة» وكذا وقع بالنصب عند مسلم وغيره من هذا الوجه، وعلى الرفع «أبو قتادة» تكون «إلا» بمعنى «لكن» و «أبو قتادة» مبتدأ و «لم يحرم» خبره.
هم يسيرون إذ رأوا حمر وحش، فحمل أبو قتادة على الحمر فعقر منها أتانا، فنزلوا فأكلوا من لحمها، وقالوا: أنأكل لحم صيد ونحن محرمون؟ فحملنا ما بقي من لحم الأتان، فلمّا أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا:
يا رسول الله، إنّا كنّا أحرمنا، وقد كان أبو قتادة لم يحرم فرأينا حمر وحش فحمل عليها أبو قتادة فعقر منها أتانا، فنزلنا فأكلنا من لحمها ثمّ قلنا أنأكل لحم صيد ونحن محرمون؟ فحملنا ما بقي من لحمها. قال:
«أمنكم أحد أمره أن يحمل عليها أو أشار إليها؟» .
قالوا: لا. قال: «فكلوا ما بقي من لحمها» ) * «1» .
7-
* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا قفل «2» من غزو أو حجّ أو عمرة يكبّر على كلّ شرف «3» ، من الأرض ثلاث تكبيرات، ثمّ يقول: «لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كلّ شيء قدير، آيبون «4» تائبون عابدون لربّنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده» ) * «5» .
8-
* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحجّ. ثمّ أذّن في النّاس في العاشرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجّ.
فقدم المدينة بشر كثير، كلّهم يلتمس أن يأتمّ برسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعمل مثل عمله. فخرجنا معه، حتّى أتينا ذا الحليفة، فولدت أسماء بنت عميس محمّد بن أبي بكر، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف أصنع؟ قال:
«اغتسلي، واستثفري «6» بثوب وأحرمي» . فصلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، ثمّ ركب القصواء «7» ، حتّى إذا استوت به ناقته على البيداء، نظرت إلى مدّ بصري بين يديه، من راكب وماش، وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شيء عملنا به، فأهلّ بالتّوحيد «8» :
لبّيك اللهمّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك، إنّ الحمد والنّعمة لك والملك لا شريك لك. وأهلّ النّاس بهذا الّذي يهلّون به، فلم يردّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم شيئا منه، ولزم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبيته، قال جابر- رضي الله عنه: لسنا ننوي إلّا الحجّ، لسنا نعرف العمرة، حتّى إذا أتينا البيت معه، استلم الرّكن فرمل ثلاثا «9» ومشى أربعا، ثمّ نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام فقرأ: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى (البقرة/ 125) ، فجعل المقام بينه وبين البيت، فكان
(1) البخاري- الفتح 4 (1824) واللفظ له. ومسلم (6/ 1196) .
(2)
قفل: رجع.
(3)
شرف: مكان عال.
(4)
آيبون: نحن راجعون.
(5)
البخاري- الفتح 11 (6385) واللفظ له. ومسلم (1344) .
(6)
واستثفري: الاستثفار: هو أن تشد في وسطها شيئا، وتأخذ خرقة عريضة تجعلها على محل الدم وتشد طرفيها، من قدامها ومن ورائها، في ذلك المشدود في وسطها، وهو شبيه بثفر الدابة الذي يجعل تحت ذنبها.
(7)
القصواء: هي ناقته صلى الله عليه وسلم، قال أبو عبيد: القصواء: المقطوعة الأذن عرضا.
(8)
فأهل بالتوحيد: يعني قوله: لبيك لا شريك لك.
(9)
رمل ثلاثا: الرّمل هو إسراع المشي مع تقارب الخطا.
أبي يقول (ولا أعلمه ذكره إلّا عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم : كان يقرأ في الرّكعتين قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وقُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ. ثمّ رجع إلى الرّكن فاستلمه، ثمّ خرج من الباب «1» إلى الصّفا، فلمّا دنا من الصّفا قرأ إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ (البقرة/ 158) ، أبدأ بما بدأ الله به، فبدأ بالصّفا، فرقي عليه، حتّى رأى البيت فاستقبل القبلة، فوحّد الله وكبّره، وقال: «لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كلّ شيء قدير، لا إله إلّا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده.
ثمّ دعا بين ذلك، قال مثل هذا ثلاث مرّات، ثمّ نزل إلى المروة، حتّى إذا انصبّت قدماه «2» في بطن الوادي سعى، حتّى إذا صعدتا «3» مشى، حتّى أتى المروة ففعل على المروة كما فعل على الصّفا، حتّى إذا كان آخر طوافه على المروة، فقال:«لو أنّي استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي، وجعلتها عمرة، فمن كان منكم ليس معه هدي فليحلّ، وليجعلها عمرة» . فقام سراقة بن مالك بن جعشم، فقال: يا رسول الله ألعامنا هذا أم لأبد؟، فشبّك رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه واحدة في الأخرى وقال:
«دخلت العمرة في الحجّ (مرّتين) لا بل لأبد أبد» ، وقدم عليّ من اليمن ببدن «4» النّبيّ صلى الله عليه وسلم فوجد فاطمة- رضي الله عنها ممّن حلّ، ولبست ثيابا صبيغا، واكتحلت، فأنكر ذلك عليها، فقالت: إنّ أبي أمرني بهذا. قال: فكان عليّ يقول بالعراق فذهبت إلى رسول الله محرّشا «5» على فاطمة للّذي صنعت مستفتيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما ذكرت عنه فأخبرته أنّي أنكرت ذلك عليها. فقال:«صدقت، صدقت. ماذا قلت حين فرضت الحجّ؟» . قال:
قلت: اللهمّ إنّي أهلّ بما أهلّ به رسولك. قال: «فإنّ معي الهدي فلا تحلّ» . قال: فكان جماعة الهدي الّذي قدم به عليّ من اليمن والّذي أتى به النّبيّ صلى الله عليه وسلم مائة. قال: فحلّ النّاس كلّهم وقصّروا، إلّا النّبيّ صلى الله عليه وسلم ومن كان معه هدي. فلمّا كان يوم التّروية توجّهوا إلى منى، فأهلّوا بالحجّ، وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلّى بها الظّهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثمّ مكث قليلا حتّى طلعت الشّمس، وأمر بقبّة من شعر تضرب له بنمرة «6» فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تشكّ قريش إلّا أنّه واقف عند المشعر الحرام «7» كما كانت قريش تصنع في الجاهليّة، فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى أتى عرفة، فوجد القبّة قد ضربت له بنمرة، فنزل بها، حتّى إذا
(1) ثم خرج من الباب: أي من باب بني مخزوم، وهو الذي يسمى باب الصفا؛ لأنه أقرب الأبواب إلى الصفا.
(2)
حتى إذا انصبت قدماه: أي انحدرت، فهو مجاز من انصباب الماء.
(3)
حتّى إذا صعدتا: أي ارتفعت قدماه عن بطن الوادي.
(4)
ببدن: هو جمع بدنة، وأصله الضم، كخشب في جمع خشبة.
(5)
محرشا: التحريش الإغراء، والمراد هنا: أن يذكر له ما يقتضي عتابها.
(6)
بنمرة: بفتح النون وكسر الميم، هذا أصلها. وهي موضع بجنب عرفات، وليست من عرفات.
(7)
ولا تشك قريش إلّا أنه واقف عند المشعر الحرام: معنى هذا أن قريشا كانت في الجاهلية، تقف بالمشعر الحرام، وهو جبل في
زاغت الشّمس أمر بالقصواء، فرحلت له، فأتى بطن الوادي «1» فخطب النّاس وقال:«إنّ دماءكم وأموالكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا كلّ شيء من أمر الجاهليّة تحت قدميّ موضوع، ودماء الجاهليّة موضوعة، وإنّ أوّل دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة ابن الحارث، كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل، وربا الجاهليّة موضوع، وأوّل ربا أضع ربانا، ربا عبّاس بن عبد المطّلب، فإنّه موضوع كلّه، فاتّقوا الله في النّساء، فإنّكم أخذتموهنّ بأمان الله، واستحللتم فروجهنّ بكلمة الله، ولكم عليهنّ أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه «2» ، فإن فعلن ذلك فاضربوهنّ ضربا غير مبرّح، ولهنّ عليكم رزقهنّ وكسوتهنّ بالمعروف، وقد تركت فيكم ما لن تضلّوا بعده، إن اعتصمتم به كتاب الله، وأنتم تسألون عنّي، فما أنتم قائلون؟» قالوا: نشهد أنّك قد بلّغت وأدّيت ونصحت، فقال بإصبعه السّبّابة يرفعها إلى السّماء وينكتها إلى النّاس:«اللهمّ اشهد، اللهمّ اشهد. ثلاث مرّات» . ثمّ أذّن، ثمّ أقام فصلّى الظّهر، ثمّ أقام فصلّى العصر، ولم يصلّ بينهما شيئا، ثمّ ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصّخرات «3» وجعل حبل المشاة بين يديه «4» ، واستقبل القبلة فلم يزل واقفا حتّى غربت الشّمس، وذهبت الصفرة قليلا حتّى غاب القرص، وأردف أسامة خلفه، ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شنق «5» للقصواء الزّمام حتّى إنّ رأسها ليصيب مورك رحله ويقول بيده اليمنى:«أيّها النّاس السّكينة السّكينة» كلّما أتى حبلا من الحبال «6» أرخى لها قليلا، حتّى تصعد. حتّى أتى المزدلفة «7» فصلّى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولم يسبّح بينهما شيئا.
المزدلفة يقال له (قزح) . وقيل: إن المشعر الحرام كل المزدلفة، وكان سائر العرب يتجاوزون المزدلفة ويقفون بعرفات، فظنت قريش أن النبي صلى الله عليه وسلم يقف في المشعر الحرام على عادتهم ولا يتجاوزه. فتجاوزه النبي صلى الله عليه وسلم إلى عرفات؛ لأن الله تعالى أمره بذلك في قوله تعالى: ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ، أي سائر العرب غير قريش، وإنما كانت قريش تقف بالمزدلفة لأنها من الحرم، وكانوا يقولون: نحن أهل حرم الله فلا نخرج منه. (أ. هـ. نووي) .
(1)
بطن الوادي: هو وادي عرنة، وليست عرنة من أرض عرفات إلا عند مالك فقال: إنها من عرفات. (نووي) .
(2)
ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه: قال الإمام النووي: المختار أن معناه: أن لا يأذنّ لأحد تكرهونه في دخول بيوتكم والجلوس في منازلكم، سواء كان المأذون له رجلا أجنبيّا أو امرأة أو أحدا من محارم الزوجة.
(3)
الصخرات: هي صخرات مفترشات في أسفل جبل الرحمة، وهو الجبل الذي بوسط أرض عرفات، فهذا هو الموقف المستحب.
(4)
وجعل حبل المشاة بين يديه: روي حبل وروي جبل، قال القاضي عياض- رحمه الله: الأول أشبه بالحديث، وحبل المشاة أي مجتمعهم، وأما بالجيم فمعناه طريقهم.
(5)
شنق: ضمّ، وضيّق.
(6)
كلما أتى حبلا من الحبال: جمع حبل، وهو التل اللطيف من الرمل الضخم.
(7)
المزدلفة: معروفة، سميت بذلك من التزلف والازدلاف، وهو التقرب؛ لأن الحجاج إذا أفاضوا من عرفات ازدلفوا إليها أي مضوا إليها وتقربوا منها، وقيل: سميت بذلك لمجيء الناس إليها في زلف من الليل، أي ساعات.
ثمّ اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى طلع الفجر، وصلّى الفجر، حين تبيّن له الصّبح بأذان وإقامة، ثمّ ركب القصواء حتّى أتى المشعر الحرام، فاستقبل القبلة فدعاه وكبّره وهلّله ووحّده، فلم يزل واقفا حتّى أسفر جدّا فدفع قبل أن تطلع الشّمس، وأردف الفضل بن عبّاس وكان رجلا حسن الشّعر أبيض وسيّما، فلمّا دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّت به ظعن يجرين «1» فطفق الفضل ينظر إليهنّ، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على وجه الفضل.
فحوّل الفضل وجهه إلى الشّقّ الآخر ينظر. فحوّل رسول الله صلى الله عليه وسلم يده من الشّق الآخر على وجه الفضل، يصرف وجهه من الشّق الآخر ينظر. حتّى أتى بطن محسّر «2» فحرّك قليلا ثمّ سلك الطّريق الوسطى الّتي تخرج على الجمرة الكبرى، حتّى أتى الجمرة الّتي عند الشّجرة، فرماها بسبع حصيات يكبّر مع كلّ حصاة منها حصى الخذف «3» ، رمى من بطن الوادي، ثمّ انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثا وستّين بيده، ثمّ أعطى عليّا فنحر ما غبر «4» . وأشركه في هديه. ثمّ أمر من كلّ بدنة ببضعة فجعلت في قدر، فطبخت فأكلا من لحمها وشربا من مرقها، ثمّ ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأفاض إلى البيت «5» ، فصلّى بمكّة الظّهر فأتى بني عبد المطّلب يسقون على زمزم، فقال:«انزعوا «6» بني عبد المطّلب فلولا أن يغلبكم النّاس «7» على سقايتكم لنزعت معكم» ، فناولوه دلوا فشرب منه) * «8» .
9-
* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف في حجّة الوداع بمنى للنّاس يسألونه، فجاءه رجل، فقال: لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح، فقال: «اذبح ولا حرج» . فجاء آخر، فقال: لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي. قال: «ارم ولا حرج» . فما سئل النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن شيء قدّم ولا أخّر إلّا قال: «افعل ولا حرج» ) * «9» .
10-
* (عن عمرو بن العاص- رضي الله عنه
(1) مرت به ظعن يجرين: الظعن: بضم الظاء والعين، ويجوز إسكان العين: جمع ظعينة، كسفينة وسفن، وأصل الظعينة البعير الذي عليه امرأة، ثم تسمى به المرأة مجازا لملابستها البعير.
(2)
حتى أتى بطن محسّر: سمي بذلك لأن فيل أصحاب الفيل حسر فيه، أي أعيا وكلّ، ومنه قوله تعالى: يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ.
(3)
حصى الخذف: أي حصى صغار بحيث يمكن أن يرمي بأصبعين، والخذف: في الأصل مصدر سمي به، يقال: خذفت الحصاة ونحوها خذفا من باب ضرب، أي رميتها بطرفي الإبهام والسبابة.
(4)
ما غبر: أي ما بقي.
(5)
فأفاض إلى البيت: فيه محذوف تقديره (فأفاض فطاف بالبيت طواف الإفاضة ثم صلّى الظهر) فحذف ذكر الطواف لدلالة الكلام عليه.
(6)
انزعوا: معناه استقوا بالدلاء وانزعوها بالرشاء.
(7)
لولا أن يغلبكم الناس، أي لولا خوفي أن يعتقد الناس ذلك من مناسك الحج، ويزدحمون عليه، بحيث يغلبونكم ويدفعونكم عن الاستقاء لاستقيت معكم، لكثرة فضيلة هذا الاستقاء.
(8)
مسلم (1218) .
(9)
البخاري- الفتح 1 (83) واللفظ له. ومسلم (1306) .
وهو في سياقة الموت «1» - أنّه بكى طويلا وحوّل وجهه إلى الجدار، فجعل ابنه يقول: يا أبتاه أما بشّرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا؟ أما بشّرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا؟
قال: فأقبل بوجهه فقال: إنّ أفضل ما نعدّ شهادة أنّ لا إله إلّا الله، وأنّ محمّدا رسول الله، إنّي كنت على أطباق ثلاث «2» لقد رأيتني وما أحد أشدّ بغضا لرسول الله صلى الله عليه وسلم منّي ولا أحبّ إليّ أن أكون قد استمكنت منه فقتلته. فلو متّ على تلك الحال لكنت من أهل النّار. فلمّا جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه، قال: فقبضت يدي، قال:«مالك يا عمرو؟» قال: قلت: أردت أن أشترط، قال:
«تشترط بماذا؟» قلت: أن يغفر لي، قال:«أما علمت أنّ الإسلام يهدم ما كان قبله؟ وأنّ الهجرة تهدم ما كان قبلها؟ وأنّ الحجّ يهدم ما كان قبله؟» وما كان أحد أحبّ إليّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجلّ في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عينيّ منه إجلالا له. ولو سئلت أن أصفه ما أطقت، لأنّي لم أكن أملأ عينيّ منه. ولو متّ على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنّة. ثمّ ولينا أشياء ما أدري ما حالي فيها. فإذا أنا متّ فلا تصحبني نائحة ولا نار. فإذا دفنتموني فشنّوا عليّ التّراب شنّا «3» ثمّ أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها. حتّى أستأنس بكم، وأنظر ماذا أراجع به رسل ربّي) * «4» .
11-
* (عن عكرمة بن خالد؛ أنّه سأل ابن عمر- رضي الله عنهما عن العمرة قبل الحج؟
فقال: لا بأس. قال عكرمة: قال ابن عمر: «اعتمر النّبيّ صلى الله عليه وسلم قبل أن يحجّ» ) * «5» .
12-
* (عن ماعز التّميميّ- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «أنّه سئل أيّ الأعمال أفضل؟. قال:
«إيمان بالله وحده، ثمّ حجّة برّة تفضل سائر الأعمال، كما بين مطلع الشّمس إلى مغربها» ) * «6» .
13-
* (عن عبد الله بن عبّاس- رضي الله عنهما أنّه قال: كان الفضل بن عبّاس رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءته امرأة من خثعم تستفتيه، فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل إلى الشّقّ الآخر، قالت: يا رسول الله إنّ فريضة الله على عباده في الحجّ، أدركت أبي شيخا كبيرا لا يستطيع أن يثبت على الرّاحلة، أفأحجّ عنه؟ قال: «نعم» . وذلك في حجّة الوداع) * «7» .
14-
* (عن أنس- رضي الله عنه قال:
(1) سياقة الموت: أي حال حضور الموت.
(2)
كنت على أطباق ثلاث: أي على أحوال ثلاث.
(3)
شنوا عليّ التّراب: قيل: الشن بالمعجمة والسن- بالسين المهملة- الصب، وقيل: بالمهملة: الصب وبالمعجمة: التفريق.
(4)
مسلم (121) .
(5)
البخاري- الفتح 3 (1774) .
(6)
أحمد (4/ 342) وقال الحافظ الدمياطي في المتجر الرابح (ص 218) إسناده جيد.
(7)
البخاري- الفتح 3 (1513) . ومسلم (1334) واللفظ له.
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلّ بهما جميعا: «لبّيك عمرة وحجّا «1» ، لبيّك عمرة وحجّا» ) * «2» .
15-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: بعث النّبيّ صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال:«ما عندك يا ثمامة «3» ؟» فقال: عندي خير يا محمّد إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر. وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت. حتّى كان بعد الغد، فقال:«ما عندك يا ثمامة؟» قال: ما قلت لك. فقال: «أطلقوا ثمامة» . فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثمّ دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله. يا محمّد والله ما كان على الأرض وجه أبغض إليّ من وجهك، فقد أصبح وجهك أحبّ الوجوه كلّها إليّ.
والله ما كان من دين على الأرض أبغض إليّ من دينك، فأصبح دينك أحبّ الدّين كلّه إليّ. والله ما كان من بلد أبغض إليّ من بلدك، فأصبح بلدك أحبّ البلاد كلّها إليّ. وإنّ خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة، فماذا ترى؟ فبشّره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر. فلمّا قدم مكّة. قال له قائل: أصبوت؟. قال:
لا، ولكنّي أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبّة حنطة حتّى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم * «4» .
16-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
بعثني أبو بكر الصّدّيق في الحجّة الّتي أمّره عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حجّة الوداع، في رهط يؤذّنون في النّاس يوم النّحر:«لا يحجّ بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان «5» » ) * «6» .
17-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، والحجّ، وصوم رمضان» ) * «7» .
18-
* (عن عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «تابعوا بين الحجّ والعمرة، فإنّ المتابعة بينهما تنفي الفقر والذّنوب كما ينفي الكير خبث الحديد» ) * «8» .
19-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: حجّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم على رحل رثّ، وقطيفة تساوي أربعة دراهم أو لا تساوي، ثمّ قال: «اللهمّ حجّة لا رياء فيها ولا سمعة» ) * «9» .
20-
* (عن جابر- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «الحجّ المبرور ليس له جزاء إلّا الجنّة» .
(1) عمرة وحجّا: النصب بفعل محذوف تقديره أريد أو نويت.
(2)
مسلم (1251) .
(3)
ما عندك يا ثمامة: أي ما تظن أني فاعل بك.
(4)
مسلم (1764) .
(5)
ولا يطوف بالبيت عريان: هذا إبطال لما كانت الجاهلية عليه من الطواف بالبيت عراة.
(6)
البخاري- الفتح 3 (1622) . ومسلم (1347) واللفظ له.
(7)
البخاري- الفتح 1 (8) واللفظ له. ومسلم (16) .
(8)
ابن ماجة (2887) وصححه الألباني: صحيح ابن ماجة (1334) . والبيهقي في شعب الإيمان (8/ 41) وقال محققه: حديث صحيح بشواهده.
(9)
أخرجه ابن ماجة في سننه (2890) . صححه الألباني، صحيح ابن ماجة (2237) .
قيل: وما برّه؟ قال: «إطعام الطّعام وطيّب الكلام» ) * «1» .
21-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «أيّها النّاس قد فرض الله عليكم الحجّ فحجّوا» . فقال رجل: أكلّ عام؟ يا رسول الله! فسكت، حتّى قالها (ثلاثا) .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو قلت نعم، لوجبت، ولما استطعتم» ، ثمّ قال:«ذروني ما تركتكم، فإنّما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه» ) * «2» .
22-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت:
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ضباعة بنت الزّبير، فقال لها:«لعلّك أردت الحجّ» . قالت: والله لا أجدني إلّا وجعة «3» ، فقال لها:«حجّي واشترطي، قولي اللهمّ محلّي «4»
حيث حبستني «5» » . وكانت تحت المقداد بن الأسود) * «6» .
23-
* (عن جابر- رضي الله عنه قال:
رأيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يرمي على راحلته يوم النّحر، ويقول:«لتأخذوا مناسككم «7» ، فإنّي لا أدري لعلّي لا أحجّ بعد حجّتي هذه» ) * «8» .
24-
* (عن أبي أمامة الباهليّ- رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجّة الوداع، فقال: «اتّقوا الله، وصلّوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدّوا زكاة أموالكم، وأطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنّة ربّكم» ) * «9» .
25-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «العمرة إلى العمرة كفّارة لما بينهما «10» ، والحجّ المبرور «11» ليس له جزاء إلّا الجنّة» ) * «12» .
26-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار: «ما منعك أن تحجّي معنا؟» . قالت: لم يكن لنا إلّا ناضحان «13» ، فحجّ أبو ولدها وابنها على ناضح، وترك لنا ناضحا ننضح عليه، قال: «فإذا جاء رمضان فاعتمري فإنّ عمرة فيه تعدل حجّة» ) * «14» .
(1) أحمد (3/ 325، 334) وفيه: «إفشاء السلام» بدلا من «طيب الكلام» وقال الحافظ الدمياطي: صحيح الإسناد. انظر: المتجر الرابح (ص 218- 219) .
(2)
البخاري- الفتح 13 (7288) . ومسلم (1337) واللفظ له.
(3)
وجعة: ذات مرض.
(4)
محلي: أي مكان تحللي من الإحرام.
(5)
حيث حبستني: أي عن النسك بعلة المرض.
(6)
البخاري- الفتح 9 (5089) واللفظ له. ومسلم (1207) .
(7)
لتأخذوا مناسككم: اللام لام الأمر، والمعنى: خذوا مناسككم.
(8)
مسلم (1297) .
(9)
الترمذي (616) وقال: حديث حسن صحيح.
(10)
كفارة لما بينهما: أي من الذنوب غير الكبائر.
(11)
والحج المبرور: الذي لا يخالطه إثم، أو المتقبل الذي لا رياء فيه ولا سمعة ولا رفث ولا فسوق.
(12)
البخاري- الفتح 3 (1773) . ومسلم (1349) واللفظ لهما.
(13)
ناضحان: أي بعيران نستقي بهما.
(14)
البخاري- الفتح 3 (1782) . ومسلم (1256) واللفظ له.
27-
* (عن معاذ بن جبل- رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنّة ويباعدني عن النّار، قال:«لقد سألتني عن عظيم وإنّه ليسير على من يسّره الله عليه: تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، وتصوم رمضان، وتحجّ البيت» . ثمّ قال: «ألا أدلّك على أبواب الخير:
الصّوم جنّة، والصّدقة تطفأ الخطيئة كما يطفأ الماء النّار، وصلاة الرّجل من جوف اللّيل» . قال: ثمّ تلا تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ حتّى بلغ يَعْمَلُونَ (السجدة/ 16- 17) . ثمّ قال: «ألا أخبرك برأس الأمر كلّه وعموده وذروة سنامه؟» قلت:
بلى، يا رسول الله. قال:«رأس الأمر الإسلام، وعموده الصّلاة، وذروة سنامه الجهاد» . ثمّ قال: «ألا أخبرك بملاك ذلك كلّه» . قلت: بلى، يا رسول الله. فأخذ بلسانه. قال:«كفّ عليك هذا» . فقلت: يا نبيّ الله، وإنّا لمؤاخذون بما نتكلّم به؟. قال:«ثكلتك أمّك يا معاذ، وهل يكبّ النّاس في النّار على وجوههم- أو على مناخرهم- إلّا حصائد ألسنتهم» ) * «1» .
28-
* (عن عائشة أمّ المؤمنين- رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله، ألا نغزو ونجاهد معكم؟ قال:«لكنّ أحسن الجهاد وأجمله الحجّ، حجّ مبرور» . قالت عائشة: فلا أدع الحجّ بعد إذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم * «2» .
29-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يخطب يقول: «لا يخلون رجل بامرأة إلّا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلّا مع ذي محرم» . فقام رجل، فقال: يا رسول الله إنّ امرأتي خرجت حاجّة، وإنّي اكتتبت في غزوة كذا وكذا، قال: «انطلق فحجّ مع امرأتك» ) * «3» .
30-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم: لقي ركبا «4» بالرّوحاء «5» ، فقال:«من القوم؟» قالوا: المسلمون، فقالوا: من أنت؟ قال:
«رسول الله» ، فرفعت إليه امرأة صبيّا. فقالت: ألهذا حجّ؟ قال: «نعم، ولك أجر» ) * «6» .
31-
* (عن يعلى بن أميّة أنّه قال لعمر بن الخطّاب- رضي الله عنه: ليتني أرى نبيّ الله صلى الله عليه وسلم حين ينزل عليه. فلمّا كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم بالجعرانة وعلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم ثوب قد أظلّ به عليه. معه ناس من أصحابه فيهم عمر. إذ جاءه رجل عليه جبّة صوف متضمّخ بطيب. فقال: يا رسول الله كيف ترى في رجل أحرم بعمرة في جبّة بعدما تضمّخ بطيب؟ فنظر إليه النّبيّ صلى الله عليه وسلم ساعة ثمّ سكت. فجاءه الوحي.
(1) الترمذي (2616) وقال: حسن صحيح واللفظ له. وابن ماجة (3973) ، وأحمد (5/ 231) وقال الألباني في صحيح الجامع (3/ 29، 30) : صحيح الإسناد.
(2)
البخاري- الفتح 4 (1861) .
(3)
مسلم (1341) .
(4)
الركب: أصحاب الإبل خاصة، وأصله أن يستعمل في عشرة فما دونها.
(5)
بالروحاء: مكان على ستة وثلاثين ميلا من المدينة.
(6)
البخاري- الفتح 6 (3006) ، ومسلم (1336) .
فأشار عمر بيده إلى يعلى بن أميّة: تعال، فجاء يعلى.
فأدخل رأسه فإذا النّبيّ صلى الله عليه وسلم محمرّ الوجه يغطّ ساعة ثمّ سرّي عنه. فقال: «أين الّذي سألني عن العمرة آنفا؟» ، فالتمس الرّجل فجيء به. فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«أمّا الطيّب الّذي بك فاغسله ثلاث مرّات. وأمّا الجبّة فانزعها ثمّ اصنع في عمرتك ما تصنع في حجّك» ) * «1» .
32-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم؛ قال: «ليحجّنّ البيت وليعتمرنّ بعد خروج يأجوج ومأجوج» ) * «2» .
33-
* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما رفعه إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «ما أمعر حاجّ قطّ» . قيل لجابر: ما الإمعار؟ قال: «ما افتقر» ) * «3» .
34-
* (عن زيد بن خالد الجهنيّ- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من جهّز غازيا، أو حاجّا، أو خلفه في أهل أو فطّر صائما كان له مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء» ) * «4» .
35-
* (عن سهل بن حنيف- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من خرج حتّى يأتي هذا المسجد. مسجد قباء فصلّى فيه كان له عدل عمرة» ) * «5» .
36-
* (عن بريدة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «النّفقة في الحجّ كالنّفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف» ) * «6» .
37-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه يحدّث عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «والّذي نفسي بيده ليهلّنّ ابن مريم بفجّ الروحاء حاجّا أو معتمرا أو ليثنينّهما» ) * «7» .
38-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: «وقتّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة: ذا الحليفة، ولأهل الشّام: الجحفة، ولأهل نجد: قرن المنازل، ولأهل اليمن: يلملم، فهنّ لهنّ ولمن أتى عليهنّ من غير أهلهنّ لمن كان يريد الحجّ والعمرة، فمن كان دونهنّ فمهلّه «8» من أهله، وكذاك، حتّى أهل مكّة يهلّون منها» ) * «9» .
(1) البخاري- الفتح 3 (1536) . ومسلم (1180) واللفظ له.
(2)
البخاري- الفتح 3 (1593) .
(3)
قال الحافظ الدمياطي: رواه الطبراني والبزار بإسناد جيد. وانظر: المتجر الرابح (ص 225) . وقال المنذري: رواه الطبراني في الأوسط والبزار، ورجاله رجال الصحيح (2/ 180) .
(4)
ابن خزيمة في صحيحه (3/ 2064) وقال محققه: إسناده صحيح. والبيهقي في شعب الإيمان (8/ 62) وقال محققه: رجاله موثقون.
(5)
النسائي (2/ 37) وهذا لفظه. وابن ماجة (1412) وصححه الألباني، صحيح سنن ابن ماجة (1160) .
(6)
قال الحافظ الدمياطي: رواه أحمد بإسناد حسن والطبراني والبيهقي. انظر: المتجر الرابح (ص 225) .
(7)
مسلم (1252) .
(8)
مهلّه: أي مكان إحرامه.
(9)
البخاري- الفتح 3 (1526) واللفظ له. ومسلم (1181) .