الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على ما أرشدكم إليه من الشّرائع «1» ، وقوله سبحانه:
وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً (الإسراء/ 111)، قال القرطبيّ:
المعنى: عظّمه عظمة تامّة، يقال: أبلغ لفظ للعرب في معنى التّعظيم والإجلال: الله أكبر «2» أي وصفه بأنّه أكبر من كلّ شيء.
التكبير اصطلاحا:
قال المناويّ: يقال: التّكبير لتعظيم الله بقولك:
الله أكبر ولعبادته ولاستشعار تعظيمه «3» .
أنواع التكبير:
قال الإمام النّيسابوريّ: التّكبير أنواع منها:
1-
تكبيره في صفاته بأن يعتقدها كلّها من صفات الجلال والإكرام وفي غاية العظمة ونهاية الكمال، وأنّها منزّهة عن سمات التّغيّر والزّوال والحدوث والانتقال.
2-
تكبير الله في أحكامه، وهو أن يعتقد أنّ أحكامه كلّها جارية على سنن الصّواب، وقانون العدالة «4» .
التكبير في العيدين:
قال ابن قدامة- رحمه الله تعالى-: يستحبّ للنّاسي إظهار التّكبير في ليلتي العيدين في مساجدهم ومنازلهم وطرقهم، مسافرين كانوا أو مقيمين. ومعنى إظهار التّكبير رفع الصّوت به، واستحبّ ذلك لما فيه من إظهار شعائر الإسلام، وتذكير الغير
…
ثمّ قال:
قال القاضي (يعني أبا يعلى) : التّكبير في الأضحى مطلق ومقيّد؛ فالمقيّد عقيب الصّلوات، والمطلق في كلّ حال في الأسواق، وفي كلّ زمان. وأمّا الفطر فمسنونه مطلق غير مقيّد «5» .
والتّكبير أن يقول: «الله أكبر الله أكبر، لا إله إلّا الله والله أكبر ولله الحمد» وهذا مرويّ عن عمر وعليّ، وابن عبّاس- رضي الله عنهم. وروي عن عليّ- رضي الله عنه أيضا، وعن عمر وابن مسعود رضي الله عنهما:«أن يقول: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلّا الله، والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد» «6» .
مواطن التكبير:
التّكبير بمعنى تعظيم المولى عز وجل مطلوب من المسلم في كلّ وقت أو- بعبارة أخرى- لا يتحرّى له وقت بعينه، أمّا التّكبير بمعنى قول «الله أكبر» فإن اقترن بالتّسبيح والتّحميد والتّهليل فإنّه نوع من الذّكر. أمّا إذا انفرد فإنّ له مواطن معيّنة وأوقاتا معلومة ومناسبات يطلب فيها، ويمكننا في ضوء ما جاءت به السّنّة المطهّرة أن نذكر أهمّ هذه المواطن فيما يلي:
1-
التّكبير في الأذان والإقامة ممّن يقوم بذلك (انظر الحديث 16) .
2-
التّكبير ممّن يسمع الأذان أو الإقامة (الحديث 7، 17) .
(1) تفسير القرطبي 2/ 308.
(2)
السابق 10/ 345.
(3)
التوقيف على مهمات التعارف ص 107، وانظر أيضا المفردات للراغب.
(4)
غرائب القرآن للنيسابوري (8/ 104) بهامش الطبري.
(5)
المغنى (3/ 255- 256) بتصرف.
(6)
المرجع السابق (289- 290) ، وينظر زاد المعاد (1/ 449) .
3-
التّكبير عند الدّخول في الصّلاة (تكبيرة الإحرام) .
4-
التّكبير عند الرّكوع والسّجود، وعند رفع الرّأس من السّجود (الحديث 18) .
5-
التّكبير خلف الصّلوات (الحديث 6، 28) .
6-
التّكبير في خطبة صلاة الاستسقاء، وفي صلاة الاستسقاء ذاتها (الحديث 13) .
7-
التّكبير في صلاة الجنازة (أربع تكبيرات)(الحديث 21) .
8-
التّكبير في صلاة العيدين، في الأولى سبعا وفي الثّانيّة خمسا (الحديث 29) .
9-
التّكبير في خطبتي العيدين، في الأولى تسعا وفي الثّانية سبعا «1» .
10-
التّكبير في ليلة عيد الفطر من أوّل ليلة العيد إلى دخول الإمام للصّلاة، ويرفع المسلم صوته بالتّكبير في الطّرق والأسواق ونحوها (الأثر 2، 4) .
11-
التّكبير لرؤية هلال شوّال (الأثر 3) .
12-
التّكبير عقب الصّلوات من صبح يوم عرفة إلى عقب عصر آخر أيّام التّشريق «2» .
13-
التّكبير عند الخروج للحجّ قبل الإهلال (الحديث 27) ، وعند الرّجوع منه أو من العمرة (الحديث 10) .
14-
التّكبير عند رمي الجمرات مع إلقاء الحصيات (الحديث 1) .
15-
التّكبير عند الصّعود من منى إلى عرفات (الحديث 22) .
16-
التّكبير عند الطّواف خاصّة عند إتيان الرّكن (الحديث 26) .
17-
التّكبير عند الجهاد (الحديث 30) ، وعند القفول منه خاصّة على الشّرف (الحديث 10) ، وعند اعتلاء الثّنايا (المرتفعات)(الحديث 24) .
18-
التّكبير للمسافر عموما عند الشّرف «3» من الأرض (الحديث 25) ، وعند الخروج للسّفر (الحديث 11) .
19-
التّكبير عند الذّبح (الحديث 23)، قال ابن حجر: وفي هذا الحديث ما يدلّ على استحباب التّكبير مع التّسمية في الذّبح «4» (عموما) ، أي في الأضحية وغيرها.
20-
التّكبير عند سماع خبر مفرح (الحديث 9) .
21-
التّكبير عند ختم القرآن، عند آخر كلّ سورة من الضّحى إلى آخر القرآن «5» .
22-
التّكبير (ضمن الأذان) في أذن المولود
(1) المغني لابن قدامة (2/ 242) ، وانظر الترغيب والترهيب (2/ 156) هامش (1) .
(2)
الترغيب والترهيب (2/ 156) ، هامش 1 (فضلا عن كتب الفقه) .
(3)
الشّرف من الأرض: الأماكن المرتفعة، ويمكن أن يقاس على ذلك صعود الطائرات، ولما كان الوارد أن السّنّة عند النزول هي التسبيح فإن ذلك يجيز لنا أن نفعل ذلك عند هبوط الطائرات.
(4)
فتح الباري (9/ 20) .
(5)
المغني لابن قدامة (1/ 595) .