الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(آل عمران/ 7) . قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإذا رأيت الّذين يتّبعون ما تشابه منه فأولئك الّذين سمّى الله فاحذروهم» ) * «1» .
4-
* (عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص، قال: كتبت إلى جابر بن سمرة، مع غلامي نافع: أن أخبرني بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فكتب إليّ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جمعة، عشيّة رجم الأسلميّ، يقول:«لا يزال الدّين قائما حتّى تقوم السّاعة. أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة. كلّهم من قريش» وسمعته يقول: «عصيبة «2» من المسلمين يفتتحون البيت الأبيض. بيت كسرى. أو آل كسرى» .
وسمعته يقول: «إنّ بين يدي السّاعة كذّابين فاحذروهم» . وسمعته يقول: «إذا أعطى الله أحدكم خيرا فليبدأ بنفسه وأهل بيته» . وسمعته يقول: «أنا الفرط على الحوض «3» » ) * «4» .
5-
* (عن عطيّة السّعديّ- رضي الله عنه وكان من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يبلغ العبد أن يكون من المتّقين، حتّى يدع ما لا بأس به، حذرا لما به البأس» ) * «5» .
6-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «النّادم ينتظر من الله الرّحمة، والمعجب ينتظر المقت، واعلموا عباد الله أنّ كلّ عامل سيقدم على عمله، ولا يخرج من الدّنيا حتّى يرى حسن عمله، وسوء عمله، وإنّما الأعمال بخواتيمها، واللّيل والنّهار مطيّتان، فأحسنوا السّير عليهما إلى الاخرة، واحذروا التّسويف، فإنّ الموت يأتي بغتة، ولا يغتّرنّ أحدكم بحلم الله- عز وجل فإنّ الجنّة والنّار أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، ثمّ قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ» ) * «6» .
الأحاديث الواردة في (الحذر) معنى
7-
* (عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ أخوف ما أخاف عليكم بعدي كلّ منافق عليم اللّسان «7» » ) * «8» .
8-
* (عن عبد الرّحمن بن عمرو السّلميّ، وحجر بن حجر، قالا: أتينا العرباض بن سارية، وهو ممّن نزّل فيه وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ
(1) البخاري- الفتح 8 (4547) واللفظ له. ومسلم (2665) .
(2)
عصيبة: تصغير عصبة وهي الجماعة القليلة.
(3)
أنا الفرط على الحوض: السابق المنتظر لسقيكم منه.
(4)
مسلم (1822) .
(5)
ابن ماجه (4215) واللفظ له. وقال محقق جامع الأصول (4/ 682) : حديث حسن.
(6)
المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 95، 96) وقال: رواه الأصبهاني من روآية ثابت بن محمد الكوفي العابد، وهو ثقة.
(7)
عليم اللسان: كثير العلم الظاهر بعيد عن الإيمان.
(8)
الهيثمي في المجمع (1/ 187) وقال: رواه البزار وأحمد وأبويعلى ورجاله موثقون. وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (1/ 218) عن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه بنص: «إنّ أخوف ما أخاف على أمّتي كلّ منافق عليم اللّسان»
…
لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ (التوبة/ 92) فسلّمنا، وقلنا: أتيناك زائرين، وعائدين، ومقتبسين. فقال العرياض: صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، ثمّ أقبل علينا، فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب. فقال قائل: يا رسول الله كأنّ هذه موعظة مودّع، فماذا تعهد إلينا؟ فقال:«أوصيكم بتقوى الله والسّمع والطّاعة وإن عبدا حبشيّا، فإنّه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء المهديّين الرّاشدين تمسّكوا بها، وعضّوا عليها بالنّواجذ، وإيّاكم ومحدثات الأمور فإنّ كلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة» ) * «1» .
9-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قاتل أحدكم أخاه، فليتّق الوجه» ) * «2» .
10-
* (عن عائشة- رضي الله عنها أنّ رجلا استأذن على النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فلمّا رآه قال:«بئس أخو العشيرة وبئس ابن العشيرة» . فلمّا جلس تطلّق النّبيّ صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه. فلمّا انطلق الرّجل قالت له عائشة: يا رسول الله حين رأيت الرّجل قلت له كذا وكذا، ثمّ تطلّقت في وجهه وانبسطت إليه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عائشة متى عهدتني فاحشا؟
إنّ شرّ النّاس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه النّاس اتّقاء شرّه» ) * «3» .
11-
* (عن حذيفة- رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّ رجلا حضره الموت، فلمّا يئس من الحياة أوصى أهله: إذا أنا متّ فاجمعوا لي حطبا كثيرا وأوقدوا فيه نارا، حتّى إذا أكلت لحمي وخلصت إلى عظمي فامتحشت، فخذوها فاطحنوها ثمّ انظروا يوما راحا «4» فاذروه في اليمّ. ففعلوا.
فجمعه الله فقال له: لم فعلت ذلك؟ قال: من خشيتك. فغفر الله له» . قال عقبة بن عمرو: وأنا سمعته يقول ذاك، وكان نبّاشا) * «5» .
12-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن: إنّك ستأتي قوما أهل كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أنّ الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كلّ يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أنّ الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فتردّ على فقرائهم.
فإن هم أطاعوا لك بذلك فإيّاك وكرائم أموالهم. واتّق دعوة المظلوم، فإنّه ليس بينه وبين الله حجاب» ) * «6» .
13-
* (عن أبي موسى- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنّما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوما فقال: يا قوم إنّي رأيت الجيش
(1) أبو داود (4607) وهذا لفظه. والترمذي (2676) وقال: حديث حسن صحيح. وقال الألباني (3/ 871) : صحيح.
(2)
البخاري- الفتح 5 (2559) . ومسلم (2612) واللفظ له.
(3)
البخاري- الفتح 10 (6032) واللفظ له. ومسلم (2591) .
(4)
راحا: شديد هبوب الريح.
(5)
البخاري- الفتح 6 (3452) واللفظ له. ومسلم (2756) .
(6)
البخاري- الفتح 3 (1496) واللفظ له. ومسلم (19) .
بعينيّ، وإنّي أنا النّذير العريان، فالنّجاء، فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا، وكذّبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبّحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم. فذلك مثل من أطاعني فاتّبع ما جئت به، ومثل من عصاني وكذّب بما جئت به من الحقّ» ) * «1» .
14-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إيّاكم أن تتّخذوا ظهور دوابّكم منابر؛ فإنّ الله إنّما سخّرها لكم لتبلّغكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلّا بشقّ الأنفس «2» ، وجعل لكم الأرض فعليها فاقضوا حاجتكم» ) * «3» .
15-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إيّاكم والجلوس في الطّرقات» . فقالوا: يا رسول الله مالنا من مجالسنا بدّ، نتحدّث فيها. فقال:«فإذا أبيتم إلّا المجلس فأعطوا الطّريق حقّه» . قالوا: وما حقّ الطّريق يا رسول الله؟
قال: «غضّ البصر، وكفّ الأذى، وردّ السّلام، والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر» ) * «4» .
16-
* (عن عقبة بن عامر- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إيّاكم والدّخول على النّساء» .
فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟
قال: «الحمو الموت» ) * «5» .
17-
* (عن المسور بن مخرمة ومروان- رضي الله عنهما يصدّق كلّ واحد منهما حديث صاحبه قالا: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية حتّى إذا كانوا ببعض الطّريق قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «إنّ خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة، فخذوا ذات اليمين» .
فو الله ما شعر بهم خالد حتّى إذا هم بقترة «6» الجيش، فانطلق يركض نذيرا لقريش، وسار النّبيّ صلى الله عليه وسلم، حتّى إذا كان بالثّنيّة الّتي يهبط عليهم منها بركت به راحلته، فقال النّاس: حل حل «7» . فألّحت. فقالوا: خلأت «8» القصواء. فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق. ولكن حبسها حابس الفيل»
…
الحديث، وفيه: فبينما هم كذلك، إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعيّ في نفر من قومه من خزاعة- وكانوا عيبة نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل تهامة- فقال: إنّي تركت كعب بن لؤيّ وعامر بن لؤيّ نزلوا أعداد مياه الحديبية، ومعهم العوذ المطافيل «9» ، وهم مقاتلوك وصادّوك عن البيت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّا لم نجئ لقتال أحد، ولكنّا جئنا معتمرين، وإنّ قريشا
(1) البخاري- الفتح 13 (7283) واللفظ له. ومسلم (2283) .
(2)
بشق الأنفس: شق الأنفس جهدها وما تعانيه عند طلب الأمر الشاق، والحال الصعبة من الشدة.
(3)
أبو داود (2567) واللفظ له، وقال الألباني (2/ 488) صحيح وقال محقق جامع الأصول (4/ 528) : إسناده حسن.
(4)
البخاري- الفتح 11 (6229) واللفظ له. ومسلم (2121) .
(5)
البخاري- الفتح 9 (5232) واللفظ له. ومسلم (2172) .
(6)
قترة: غبار.
(7)
حل حل: كلمة تقال للناقة إذا تركت السير.
(8)
خلأت: أي حرنت.
(9)
العوذ المطافيل: حديثات النّتاج، وقال في القاموس: العوذ جمع عائذ وهي حديثات النتاج من الظباء وكل أنثى، والمطافيل: جمع مطفل أي ذات طفل.
قد نهكتهم الحرب وأضرّت بهم، فإن شاءوا ماددتهم مدّة ويخلّوا بيني وبين النّاس، فإن أظهر فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه النّاس فعلوا، وإلّا فقد جمّوا «1» .
وإن هم أبوا فو الّذي نفسي بيده لأقاتلنّهم على أمري هذا حتّى تنفرد سالفتي، ولينفذنّ الله أمره» . فقال بديل: سأبلّغهم ما تقول
…
الحديث) * «2» .
18-
* (عن عبد الرّحمن بن عبد ربّ الكعبة قال: دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظلّ الكعبة. والنّاس مجتمعون عليه.
فأتيتهم. فجلست إليه. فقال: كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر. فنزلنا منزلا، فمنّا من يصلح خباءه، ومنّا من ينتضل «3» ، ومنّا من هو في جشره «4» . إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصّلاة جامعة. فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «إنّه لم يكن نبيّ قبلي إلّا كان حقّا عليه أن يدلّ أمّته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شرّ ما يعلمه لهم. وإنّ أمّتكم هذه جعل عافيتها في أوّلها.
وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها. وتجيء فتنة فيرقّق بعضها بعضا «5» . وتجيء الفتنة فيقول المؤمن:
هذه مهلكتي. ثمّ تنكشف. وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه. فمن أحبّ أن يزحزح عن النّار ويدخل الجنّة، فلتأته منيّته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر. وليأت إلى النّاس الّذي يحبّ أن يؤتى إليه.
ومن بايع إماما، فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه، فليطعه إن استطاع. فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر» . فدنوت منه فقلت له: أنشدك الله آنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأهوى إلى أذنيه وقلبه بيديه. وقال: سمعته أذناي ووعاه قلبي. فقلت له: هذا ابن عمّك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل. ونقتل أنفسنا. والله يقول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً (4/ النساء/ 29) . قال: فسكت ساعة ثمّ قال: أطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله) * «6» .
19-
* (عن النّعمان بن بشير- رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الحلال بيّن، والحرام بيّن، وبينهما مشبّهات لا يعلمها كثير من النّاس. فمن اتّقى المشبّهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشّبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه. ألا وإنّ لكلّ ملك حمى، ألا إنّ حمى الله في أرضه محارمه. ألا وإنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلّه، ألا
(1) جمّوا: أي استراحوا.
(2)
البخاري- الفتح 5 (2731، 2732) وهذا لفظه. ومسلم (1783، 1784، 1785) مقطعا.
(3)
ومنا من ينتضل: هو من المناضلة، وهي المراماة بالنشاب.
(4)
في جشره: هي الدواب التي ترعى وتبيت مكانها.
(5)
فيرقق بعضها بعضا: أي يصير بعضها رقيقا أي خفيفا لعظم ما بعده، وقيل معناه يشبه بعضه بعضا.
(6)
مسلم (1844) .
وهي القلب» ) * «1» .
20-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في النّاس فأثنى على الله بما هو أهله، ثمّ ذكر الدّجّال فقال: «إنّي لأنذركموه، وما من نبيّ إلّا أنذره قومه، لقد أنذر نوح قومه، ولكنّي أقول لكم فيه قولا لم يقله نبيّ لقومه: تعلمون أنّه أعور، وأنّ الله ليس بأعور» ) * «2» .
21-
* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرّت عيناه، وعلا صوته، واشتدّ غضبه. حتّى كأنّه منذر جيش، يقول: صبّحكم ومسّاكم. ويقول: «بعثت أنا والسّاعة «3» كهاتين» ويقرن بين إصبعيه السّبّابة والوسطى. ويقول: «أمّا بعد. فإنّ خير الحديث كتاب الله. وخير الهدي هدي محمّد. وشرّ الأمور محدثاتها.
وكلّ بدعة ضلالة» . ثمّ يقول: «أنا أولى بكلّ مؤمن من نفسه. من ترك ما لا فلأهله. ومن ترك دينا أو ضياعا فإليّ وعليّ» ) * «4» .
22-
* (عن عديّ بن حاتم- رضي الله عنه قال: «كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه رجلان:
أحدهما يشكو العيلة، والآخر يشكو قطع السّبيل.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمّا قطع السّبيل؛ فإنّه لا يأتي عليك إلّا قليل حتّى تخرج العير إلى مكّة بغير خفير.
وأمّا العيلة؛ فإنّ السّاعة لا تقوم حتّى يطوف أحدكم بصدقته لا يجد من يقبلها منه. ثمّ ليقفنّ أحدكم بين يدي الله ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له، ثمّ ليقولنّ له: ألم أوتك مالا؟ فليقولنّ: بلى. ثمّ ليقولنّ: ألم أرسل إليك رسولا؟ فليقولنّ: بلى. فينظر عن يمينه فلا يرى إلّا النّار، ثمّ ينظر عن شماله فلا يرى إلّا النّار. فليتّقينّ أحدكم النّار ولو بشقّ تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيّبة» ) * «5» .
23-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: لمّا نزلت وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ صعد النّبيّ صلى الله عليه وسلم على الصّفا فجعل ينادي: يا بني فهر، يا بني عديّ- لبطون قريش- حتّى اجتمعوا، فجعل الرّجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال:«أرأيتكم لو أخبرتكم أنّ خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدّقيّ؟» .
قالوا: نعم، ما جرّبنا عليك إلّا صدقا. قال:«فإنّي نذير لكم بين يدي عذاب شديد» . فقال أبو لهب: تبّا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟ فنزلت تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ* ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ) * «6» .
24-
* (عن أنس- رضي الله عنه قال:
قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «ما بعث نبيّ إلّا أنذر أمّته الأعور الكذّاب، ألا إنّه أعور وإنّ ربّكم ليس بأعور، وإنّ بين عينيه مكتوب: كافر» . فيه أبو هريرة وابن عبّاس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم * «7» .
(1) البخاري- الفتح 1 (52) واللفظ له. ومسلم (1599) .
(2)
البخاري- الفتح 6 (3337) واللفظ له. ومسلم (169) .
(3)
يروى بنصب الساعة ورفعها والنصب أشهر على أنها مفعول معه.
(4)
مسلم (867) .
(5)
البخاري- الفتح 3 (1413) . ومسلم (1016) نحوه.
(6)
البخاري- الفتح 8 (4770) .
(7)
البخاري- الفتح 13 (7131) واللفظ له. ومسلم (2933) .