الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في (التناصر)
1-
* (عن أنس- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما» فقال رجل: يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما، أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره؟ قال: «تحجزه أو تمنعه من الظّلم، فإنّ ذلك نصره» ) * «1» .
2-
* (عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ- رضي الله عنهما أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين يتبع النّاس في منازلهم في الموسم ومجنّة وعكاظ، ومنازلهم من منى «من يؤويني؟ من ينصرني؟ حتّى أبلّغ رسالات ربّي فله الجنّة» ، فلا يجد أحدا ينصره ولا يؤويه حتّى إنّ الرّجل ليرحل من مصر أو من اليمن إلى ذي رحمه فيأتيه قومه فيقولون له: احذر غلام قريش لا يفتننّك، ويمشي بين رحالهم يدعوهم إلى الله عز وجل يشيرون إليه بالأصابع، حتّى بعثنا الله من يثرب فيأتيه الرّجل منّا فيؤمن به ويقرئه القرآن، فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه حتّى لم يبق دار من دور الأنصار إلّا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام. وبعثنا الله إليه فائتمرنا واجتمعنا، وقلنا:
حتّى متى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطرد في جبال مكّة ويخاف؟ فرحلنا حتّى قدمنا عليه في الموسم، فواعدنا بيعة العقبة، فقال له عمّه العبّاس: يابن أخي لا أدري ما هؤلاء القوم الّذين جاؤوك، إنّي ذو معرفة بأهل يثرب، فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين، فلمّا نظر العبّاس في وجوهنا قال: هؤلاء قوم لا نعرفهم، هؤلاء أحداث، فقلنا: يا رسول الله علام نبايعك؟، قال:«تبايعوني على السّمع والطّاعة في النّشاط والكسل، وعلى النّفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم لومة لائم، وعلى أن تنصروني إذا قدمت عليكم، تمنعوني ممّا تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنّة» فقمنا نبايعه، وأخذ بيده أسعد بن زرارة، وهو أصغر السّبعين إلّا أنّه قال:
رويدا يا أهل يثرب، إنّا لم نضرب إليه أكباد المطيّ إلّا ونحن نعلم أنّه رسول الله، وإنّ إخراجه اليوم مفارقة العرب كافّة، وقتل خياركم، وأن يعضكم السّيف، فإمّا أنتم قوم تصبرون عليها إذا مسّتكم وعلى قتل خياركم ومفارقة العرب كافّة، فخذوه وأجركم على الله، وإمّا أنتم تخافون من أنفسكم خيفة، فذروه فهو عذر عند الله عز وجل. فقالوا: يا أسعد، أمط عنّا يدك، فو الله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها. قال:
فقمنا إليه رجلا رجلا فأخذ علينا ليعطينا بذلك الجنّة) * «2» .
3-
* (عن عائشة أمّ المؤمنين- رضي الله عنها أنّها قالت: أوّل ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من
(1) البخاري- الفتح 12 (6952) .
(2)
أحمد (3/ 322) . وذكره الحاكم في المستدرك (2/ 624) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد جامع لبيعة العقبة ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
الوحي الرّؤيا الصّالحة في النّوم، فكان لا يرى رؤيا إلّا جاءت مثل فلق الصّبح. ثمّ حبّب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء فيتحنّث فيه- وهو التّعبّد- اللّيالي ذوات العدد، قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزوّد لذلك، ثمّ يرجع إلى خديجة فيتزوّد لمثلها، حتّى جاءه الحقّ وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ. قال: «ما أنا بقارئ» . قال: فأخذني فغطّني حتّى بلغ منّي الجهد، ثمّ أرسلني فقال: اقرأ. قلت: «ما أنا بقارئ» .
فأخذني فغطّني الثّانية حتّى بلغ منّي الجهد، ثمّ أرسلني فقال: اقرأ. فقلت: «ما أنا بقارئ» . فأخذني فغطّني الثّالثة، حتّى بلغ منّي الجهد، ثمّ أرسلني فقال:
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (العلق/ 1- 3) ، فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد- رضي الله عنها فقال: زمّلوني، زمّلوني. فزمّلوه حتّى ذهب عنه الرّوع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي. فقالت خديجة: لا والله ما يخزيك الله أبدا، إنّك لتصل الرّحم، وتحمل الكلّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضّيف وتعين على نوائب الحقّ. فانطلقت به خديجة حتّى أتت به ورقة ابن نوفل بن أسد بن عبد العزّى- ابن عمّ خديجة- وكان امرأ تنصّر في الجاهليّة، وكان يكتب الكتاب العبرانيّ، فيكتب من الإنجيل بالعبرانيّة ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة: يا ابن عمّ اسمع من ابن أخيك. فقال له ورقة: يابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى. فقال له ورقة: هذا النّاموس الّذي نزّل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعا «1» ، ليتني أكون حيّا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أو مخرجيّ هم؟» ، قال: نعم، لم يأت رجل قطّ بمثل ما جئت به إلّا عودي، وإن يدركني يومك، أنصرك نصرا مؤزّرا. ثمّ لم ينشب ورقة أن توفّي، وفتر الوحي) * «2» .
4-
* (عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما قال: جاء رجل مستصرخ إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: جارية له يا رسول الله!، فقال:«ويحك مالك؟» قال: شرّا، أبصر لسيّده جارية له فغار فجبّ مذاكيره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«عليّ بالرّجل» فطلب فلم يقدر عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«اذهب فأنت حرّ» فقال: يا رسول الله على من نصرتي؟ قال:
«على كلّ مؤمن» أو قال: «كلّ مسلم» ) * «3» .
5-
* (عن معاوية بن سويد بن مقرّن، قال:
(1) الجذع: الصغير من البهائم يريد ليتني أكون شبابّا.
(2)
البخاري- الفتح 1 (3) واللفظ له. مسلم (160) .
(3)
أبو داود (4519)، وقال الألباني (3/ 586) : حسن، وابن ماجه (2680) . قال أبو داود: الذي عتق كان اسمه روح بن دينار، قال أبو داود: الذي جبّه زنباع، قال أبو داود: هذا زنباع أبو روح كان مولى العبد.
دخلت على البراء بن عازب فسمعته يقول: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع، ونهانا عن سبع. أمرنا بعيادة المريض، واتّباع الجنائز، وتشميت العاطس «1» ، وإبرار القسم أو المقسم، ونصر المظلوم، وإجابة الدّاعي «2» ، وإفشاء السّلام «3» . ونهانا عن خواتيم، أو عن تختّم بالذّهب، وعن شرب بالفضّة، وعن المياثر «4» ، وعن القسّيّ «5» ، وعن لبس الحرير والإستبرق «6» والدّيباج «7» ) * «8» .
6-
* (عن شرحبيل بن السّمط أنّه قال لعمرو ابن عبسة: هل أنت محدّثي حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه نسيان ولا كذب. قال: نعم.
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قال الله عز وجل: قد حقّت محبّتي للّذين يتحابّون من أجلي، وقد حقّت محبّتي للّذين يتزاورون من أجلي، وقد حقّت محبّتي للّذين يتباذلون من أجلي، وقد حقّت محبّتي للّذين يتصادقون من أجلي، ما من مؤمن ولا مؤمنة يقدّم الله له ثلاثة أولاد من صلبه لم يبلغوا الحنث إلّا أدخله الله الجنّة بفضل رحمته إيّاهام» وفي رواية: «وحقّت محبّتي للّذين يتناصرون من أجلي، وحقّت محبّتي للّذين يتصادقون من أجلي» ) * «9» .
7-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أبو القاسم: «لو أنّ الأنصار سلكوا واديا أو شعبا وسلك النّاس واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرأ من
(1) وتشميت العاطس: هو أن يقال له: يرحمك الله، ويقال بالسين المهملة والمعجمة، لغتان مشهورتان. قال الأزهري: قال الليث: التشميت ذكر الله تعالى على كل شيء، ومنه قوله للعاطس: يرحمك الله، وقال ثعلب: يقال شمّتّ العاطس وسمّتّه إذا دعوت له بالهدى وقصد السّمت المستقيم، قال: والأصل فيه السين المهملة، فقلبت شينا معجمة.
(2)
وإجابة الداعي: المراد به الداعي إلى وليمة ونحوها من الطعام.
(3)
وإفشاء السلام: إشاعته وإكثاره، وأن يبذله لكل مسلم.
(4)
وعن المياثر: قال العلماء: هو جمع ميثرة، بكسر الميم، وهو وطاء كانت النساء يضعنه لأزواجهن على السروج، كان من مراكب العجم، ويكون من الحرير ويكون من الصوف وغيره. وقيل: أغشية للسروج تتخذ من الحرير، وقيل: هي سروج من الديباج، وقيل: هي كالفراش الصغير تتخذ من حرير تحشى بقطن أو صوف يجعلها الراكب على البعير تحته فوق الرحل، والمئثرة مهموزة، وهي مفعلة بكسر الميم، من الوثارة، يقال: وثر وثارة فهو وثير، أي وطئ لين، وأصلها موثرة، فقلبت الواو ياء لكسر ما قبلها. كما في ميزان وميقات وميعاد من الوزن والوقت والوعد، وأصله موزان وموقات وموعاد.
(5)
وعن القسي: بفتح القاف وكسر السين المهملة المشددة، وهذا الذي ذكرناه من فتح القاف وهو الصحيح المشهور، وبعض أهل الحديث يكسرها، قال أبو عبيدة: أهل الحديث يكسرونها وأهل مصر
يفتحونها. قال أهل اللغة وغريب الحديث: هي ثياب مضلعة بالحرير تعمل بالقس، بفتح القاف، وهو موضع من بلاد مصر، وهو قرية على ساحل البحر قريبة من تنيس.
(6)
والإستبرق: هو غليظ الديباج.
(7)
الديباج: بفتح الدال وكسرها جمعه ديابيج، وهو عجمي معرب، وهي الثياب المتخذة من الإبريسم.
(8)
البخاري. الفتح 5 (2445) ، مسلم (2066) .
(9)
أحمد (4/ 386) وقال الهيثمي (10/ 279) : رواه الطبراني في الثلاثة وأحمد بنحوه ورجال أحمد ثقات واللفظ للهيثمي.
الأنصار» قال: فكان أبو هريرة يقول: ما ظلم بأبي وأمّي، لقد آووه ونصروه وكلمة أخرى) * «1» .
8-
* (عن جابر وأبي أيّوب الأنصاري- رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من امرئ يخذل مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلّا خذله الله في موطن يحبّ فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلّا نصره الله في موطن يحبّ فيه نصرته» ) * «2» .
9-
* (عن سهل بن حنيف؛ عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «من أذلّ عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدر على أن ينصره أذلّه الله- عز وجل على رءوس الخلائق يوم القيامة» ) * «3» .
10-
* (عن سعيد بن وهب، وعن زيد بن يثيع قالا: نشد عليّ النّاس في الرّحبة: من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خمّ إلّا قام؟ قال: فقام من قبل سعيد ستّة، ومن قبل زيد ستّة، فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعليّ يوم غدير خمّ:
«أليس الله أولى بالمؤمنين؟» قالوا: بلى. قال «اللهمّ من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه» .
حدّثنا عليّ بن حكيم أنبأنا شريك عن أبي إسحق عن عمرو ذي مرّ بمثل حديث أبي إسحق، يعني عن سعيد وزيد، وزاد فيه:«وانصر من نصره، واخذل من خذله» ) * «4» .
11-
* (عن حنظلة بن نعيم أنّ عمر بن عصام جاءه فقال: يا أبا رباح ما الّذي ذكر لك أمير المؤمنين عمر حين قدمت عليه في قومك. قال:
مررت عليه فقال لي: من أنت؟ وممّن أنت؟. فقلت:
يا أمير المؤمنين أنا حنظلة بن نعيم العنزيّ، فقال:
عنزة. قلت: نعم، فقال: أما إنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر قومك ذات يوم فقال أصحابه: يا رسول الله وما عنزة؟ فأشار بيده نحو المشرق. فقال «حيّ من ههنا مبغيّ عليهم منصورون» ) * «5» .
12-
* (عن معاوية بن حيدة العسيريّ، قال: قلت: يا نبيّ الله ما أتيتك حتّى حلفت أكثر من عددهنّ لأصابع يديه، ألّا آتيك ولا آتي دينك وإنّي كنت امرأ لا أعقل شيئا إلّا ما علّمني الله ورسوله وإنّي
(1) أحمد (2/ 410- 411)، وقال الشيخ أحمد شاكر:(18/ 63) : إسناده صحيح، وأصله في الصحيحين.
(2)
الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 267)، وقال: رواه أبو داود (4884) ، ورواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن واللفظ في مجمع الزوائد.
(3)
أحمد (3/ 487)، والهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 267) وقال: رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث وفيه ضعف، وقد صرح بالحديث هنا، وبقية رجاله ثقات.
(4)
أحمد (1/ 118) وقال الشيخ أحمد شاكر (ح 950- 951) : إسناده صحيح، وصححه الألباني في الصحيحة (1750) ، وقد أورد الهيثمي الزيادة المروية عن علي بن حكيم، وقال: رواه البزار ورجاه رجال الصحيح غير فطر بن خليفة، وهو ثقة روى عنه البخاري، مجمع الزوائد 9/ 104.
(5)
الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 51)، وقال: رواه أبو يعلى في الكبير، والبزار بنحوه باختصار عنه والطبراني في الأوسط وأحمد إلا أنه قال عن العصان بن حنظلة أن أباه وفد على عمر ولم يذكر حنظلة، وأحد إسنادي أبي يعلى رجاله ثقات كلهم.