الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحدًا أفهَمَ لمشيخة أبي إسحاق الهَمْداني من عبد الرحمن [1/ 317] بن الحكم». قال ابن أبي حاتم: «سمعت محمد بن مسلم (بن وارة) يقول: كان عبد الرحمن بن الحكم أعلمَ الناسِ بشيوخ الكوفيين» . ورأيت ابن أبي حاتم ينقل أشياء من كلامه جرحًا وتعديلًا
(1)
، وهذا يقتضي أنه عنده ممن يُقبل منه ذلك.
(2)
139 - عبد الرحمن بن عمر الزّهْري أبو الحسن الأصبهاني الأزرق، المعروف برُسْته:
في «تاريخ بغداد» (13/ 410 [436]) عنه، عن جَبَّر ــ وهو عصام بن يزيد الأصبهاني ــ:«سمعت سفيان الثوري يقول: أبو حنيفة ضال مضل» .
(1)
انظر «المزكون لرواة الأخبار» (ص 79) للحلّاف.
(2)
عبد الرحمن بن داود بن منصور. راجع «الطليعة» (ص 90 - 91 [70 - 71]). عبد الرحمن بن عبد الله بن راشد أبو الميمون البجلي. تقدم في ترجمة تمام [رقم 60]. [المؤلف].
أقول: في «تهذيب التهذيب»
(1)
: «قال محمد بن عبد الله بن عمر بن يزيد
(2)
: ولد عمِّي عبد الرحمن سنة 188، ومات سنة 255. وقال أبو الشيخ: مات سنة 246، ويقال: سنة 50». قال ابن حجر: «في صحة ما ذكر من مولده نظر، فإن أبا نعيم في «تاريخ أصبهان» وصفه بأنه كان راوية يحيى القطان وابن مهدي
…
وابن مهدي مات سنة 198
…
ويحيى القطان مات أيضًا في أوائل سنة 98».
أقول: وقفت على نسخة قلمية من «كتاب أبي الشيخ» ونسخة قلمية من «تاريخ أبي نعيم» ، وفي كلٍّ منهما أنه مات سنة 246
(3)
، ويقال: سنة 50. ولم يذكرا خلاف ذلك، ولا ذكرا مولده
(4)
. ولم أجد فيهما ترجمة لابن أخيه. وذكرا أخاه عبدَ الله
(5)
، وأنه أيضًا راويةٌ لابن مهدي والقطان، وأنه توفي سنة 252. زاد أبو نعيم:«ولد سنة سبع وثمانين ومائتين» كذا
(6)
، وفي المطبوعة: سبع وثمانين ومائة. وذكر أبو نعيم
(7)
أخاهما محمد بن عمر، وقال: «توفي سنة [1/ 318] ثلاث وستين ومائتين، وله اثنتان وتسعون سنة،
(1)
(6/ 235).
(2)
(ط): «مزيد» تحريف والتصويب من «التهذيب» ومن سياق نسب عمّه.
(3)
وقع في (ط) مصحّفًا (346).
(4)
وهو كذلك في المطبوع من «طبقات المحدثين» : (2/ 385)، و «تاريخ أصبهان»:(2/ 72).
(5)
«طبقات المحدثين» : (2/ 389)، و «تاريخ أصبهان»:(2/ 8 - 9).
(6)
يعني في النسخة الخطية التي وقف عليها.
(7)
(2/ 157).
وكان أصغر الإخوة»! وكنت أخشى أن يكون في العبارة تصحيفًا
(1)
، لكن في النسخة المطبوعة (1/ 187) ما يوافقها، ولفظه:«توفي سنة ثلاث وستين ومائتين في الوباء، وله اثنتان وتسعون سنة» . فعلى هذا يكون مولده سنة 171. فعلى أقل تقدير يكون مولد عبد الرحمن سنة 170.
وذكر أبو الشيخ وأبو نعيم
(2)
ترجمةً لابن عبد الرحمن ــ وهو الحسن بن عبد الرحمن بن عمر ــ وأنه سمع من عثمان بن الهيثم، وعثمان بن الهيثم توفي سنة 220. وروى أبو نعيم
(3)
من طريق الحسن: «نا العلاء بن عبد الجبار» ، والعلاء توفي سنة 212، وهو بصري نزل مكة، ومن البعيد أن يكون عبد الرحمن تزوَّج ووُلد له ورحل بابنه من أصبهان إلى مكة فسمع الحديث= كلُّ هذا وعمرُ عبد الرحمن نحو أربع وعشرين سنة.
وروى أبو الشيخ
(4)
عن إبراهيم بن محمد بن الحارث عن أحمد بن حنبل قال: «ما ذهبتُ يومًا إلى عبد الرحمن بن مهدي إلا وجدتُ الأخوين الأزرقين عنده، يعني عبد الرحمن وأخاه» . ولإبراهيم هذا عند أبي الشيخ وأبي نعيم ترجمة حسنة
(5)
، وإن لم يصرِّحا بتوثيقه.
وفي «التهذيب»
(6)
في ترجمة عبد الرحمن هذا: «قال أحمد: ما ذهبت
(1)
كذا في الأصل.
(2)
«طبقات المحدثين» : (3/ 124)، و «تاريخ أصبهان»:(1/ 308 - 309).
(3)
لم أجد هذه الرواية في المطبوع فلعلها سقطت منه، إذ المؤلف ينقل من المخطوط.
(4)
(2/ 385).
(5)
«طبقات المحدثين» : (3/ 356)، و «تاريخ أصبهان»:(1/ 230).
(6)
(6/ 235).
إلى ابن مهدي إلا وجدته عنده». وابن مهدي قدم بغداد سنة ثمانين ومائة وفي التي تليها، وأخذ أحمد يتردد إليه من حينئذ.
وربما كان الصواب في عمر محمد «اثنتان وسبعون سنة» ، فلا يلزم أن يكون مولد عبد الرحمن على أقل تقدير سنة 170 كما مرّ. ومع ذلك فكلمة الإمام أحمد وما تقدَّم من رواية الحسن بن عبد الرحمن:«حدثنا العلاء بن عبد الجبار» يدفع أن يكون مولد عبد الرحمن سنة 188. ولولا ذلك لقلت: لعله ولد أول سنة 188، وكان أخوه عبد الله أكبر منه بسنة، فوردا بغداد في سنة 196، وأحدهما في التاسعة، والآخر في العاشرة. وكان الوارد بهما رجل ثقة ثَبْت ذو جاه، فحظي عند ابن مهدي والقطان، فأقبلا على الإملاء على الغلامين بحضرة كلٍّ منهما، وضبط لهما سماعهما في أصول محققة. فاطلع أبو زرعة وأبو حاتم وابن وارة على تلك الأصول، فوجدوها مثبتة محققة، فاعتمدوا عبد الرحمن. والله أعلم بحقيقة الحال.
وقال أبو موسى المديني: «تكلم فيه أبو مسعود، وخرج إلى الريّ فكتب إليهم فيه، فلم يبالوا بكتابه. وحضر مجلسه أبو حاتم وأبو زرعة وابن وارة» . وقال ابن أبي حاتم
(1)
: [1/ 319] «روى عن عبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان
…
روى عنه أبي وأبو زرعة
…
سئل أبي عنه، فقال: صدوق». ومن عادة أبي زرعة أن لا يروي إلا عن ثقة، كما في «لسان الميزان» (ج 2 ص 416)
(2)
. وكلٌّ من أبي زرعة وأبي حاتم وابن وارة أجلُّ من أبي مسعود وأثبَتُ وأيقَظُ وأعرَفُ، فما رووا عن هذا الرجل عن ابن
(1)
«الجرح والتعديل» : (5/ 263).
(2)
(3/ 396) وتقدمت الإشارة إلى ذلك مرارًا.