الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مع اسم أخيه». فمن الجائز أنهم كانوا يحضرونه مع أخيه، ولم يكتبوا إسماعه لصغره، فرأى أنه كان مميِّزًا وأن له حق الرواية بذلك. فإن كان كتب بخطه العادي أنه سمع، فلعله صادق. وإن كان قلَّد خط كاتب السماع الأول إيهامًا أنه كتب سماعه في المجلس، فهذا تدليس قبيح قد يكون استجازه بناءً على ما يقوله الفقهاء في مسألة الظفر ونحوها، بعلّة أنه لا يصل إلى حقه إلا بذلك. وعلى كل حال، فكما أن الخطيب لم يرو عنه من الجزء الذي ذكره من حديث أبي بكر الشافعي، فكذلك لم يرو عنه الخطيب شيئًا إلا مما ثبت عنده صحة سماعه له مع الوثوق بالنسخة.
75 - الحسن بن الربيع أبو علي البَجَلي الكوفي:
في «تاريخ بغداد» (13/ 414 [443]) من طريق: «أبي بكر الأعيَن عن الحسن بن الربيع قال: ضرب ابن المبارك على حديث أبي حنيفة قبل أن يموت بأيام يسيرة» .
قال الأستاذ (ص 151): «يقول فيه ابن معين: لو كان يتقي الله لم يكن يحدِّث بالمغازي، ما كان يُحسن يقرؤها. ومع ذلك لفظه لفظ انقطاع» .
أقول: لم تصح هذه الكلمة عن ابن معين، راجع «الطليعة» (ص 78)
(1)
. ولذلك لم تُذكر في «التهذيب» ، ولا ذُكِر الحسن في «الميزان» ، ولا ذكره ابن حجر في «مقدمة الفتح» فيمن فيه كلام من رجال البخاري، ومع ذلك فقد أجاب عنها الخطيب. وفي «التهذيب»
(2)
: وقال ابن
(1)
(ص 60).
(2)
(2/ 278).
شاهين في «الثقات»
(1)
: قال عثمان بن أبي شيبة: «الحسن بن الربيع صدوق وليس بحجة» . وهذه الحكاية منقطعة لأن ابن شاهين إنما ولد بعد وفاة عثمان بنحو ستين سنة، ولا نعلمه التزم الصحة فيما يحكيه في «ثقاته» عمن لم يدركه، وعثمان على قلة كلامه في الرجال يتعنَّت. وكلمة «ليس بحجة» لا تنافي الثقة، فقد قال عثمان نفسه في أحمد بن عبد الله بن يونس الثقة المأمون:«ثقة وليس بحجة» . وراجع «فتح المغيث» (ص 157)
(2)
.
والحسن قد وثَّقه الناس
(3)
. قال أبو حاتم مع تشدُّده: «كان من أوثق أصحاب ابن إدريس» . وقال العجلي: «كوفي ثقة [1/ 232] صالح متعبّد» . وقال ابن خراش: «كوفي ثقة» . وروى عنه البخاري ومسلم في «الصحيحين» ، وأبو داود في «السنن» وهو لا يروي إلا عن ثقة، كما مرَّ في ترجمة أحمد بن سعد بن أبي مريم
(4)
. وروى عنه أبو زرعة، ومِن عادته أن لا يروي إلا عن ثقة، كما في «لسان الميزان» (ج 2 ص 416)
(5)
. وأخرج له بقية الستة بواسطة. وقال ابن حبان في «الثقات»
(6)
: «هو الذي غمَّضَ ابن المبارك ودَفَنه» . وليس بمدلس، فقوله:«ضرب ابن المبارك» محكوم له
(1)
(ص 94) وفي النسخة تخليط.
(2)
(2/ 113).
(3)
راجع ترجمته في «التهذيب» : (2/ 278).
(4)
رقم (18).
(5)
(3/ 396).
(6)
(8/ 172).