الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْبَابُ الرَّابِع:
اَلْقَسَامَة
(1)
مَشْرُوعِيَّةُ الْقَسَامَة
(خ)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ قَسَامَةٍ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَفِينَا بَنِي هَاشِمٍ ، كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ اسْتَأجَرَهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ فَخِذٍ أُخْرَى ، فَانْطَلَقَ مَعَهُ فِي إِبِلِهِ ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ قَدْ انْقَطَعَتْ عُرْوَةُ جُوَالِقِهِ (3) فَقَالَ: أَغِثْنِي بِعِقَالٍ (4) أَشُدُّ بِهِ عُرْوَةَ جُوَالِقِي ، لَا تَنْفِرُ الْإِبِلُ ، فَأَعْطَاهُ عِقَالًا فَشَدَّ بِهِ عُرْوَةَ جُوَالِقِهِ ، فَلَمَّا نَزَلُوا ، عُقِلَتْ الْإِبِلُ إِلَّا بَعِيرًا وَاحِدًا ، فَقَالَ الَّذِي اسْتَأجَرَهُ: مَا شَأنُ هَذَا الْبَعِيرِ لَمْ يُعْقَلْ مِنْ بَيْنِ الْإِبِلِ؟ ، قَالَ: لَيْسَ لَهُ عِقَالٌ ، قَالَ: فَأَيْنَ عِقَالُهُ؟ ، فَحَذَفَهُ بِعَصًا كَانَ فِيهَا أَجَلُهُ ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ ، فَقَالَ: أَتَشْهَدُ الْمَوْسِمَ (5)؟ ، قَالَ: مَا أَشْهَدُ ، وَرُبَّمَا شَهِدْتُهُ ، قَالَ: هَلْ أَنْتَ مُبْلِغٌ عَنِّي رِسَالَةً مَرَّةً مِنْ الدَّهْرِ؟ ، قَالَ: نَعَمْ ، قَالَ: إِذَا أَنْتَ شَهِدْتَ الْمَوْسِمَ ، فَنَادِ: يَا آلَ قُرَيْشٍ ، فَإِذَا أَجَابُوكَ ، فَنَادِ: يَا آلَ بَنِي هَاشِمٍ ، فَإِنْ أَجَابُوكَ ، فَسَلْ عَنْ أَبِي طَالِبٍ ، فَأَخْبِرْهُ أَنَّ فُلَانًا قَتَلَنِي فِي عِقَالٍ ، وَمَاتَ الْمُسْتَأجَرُ ، فَلَمَّا قَدِمَ الَّذِي اسْتَأجَرَهُ ، أَتَاهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ: مَا فَعَلَ صَاحِبُنَا؟ ، قَالَ: مَرِضَ ، فَأَحْسَنْتُ الْقِيَامَ عَلَيْهِ ، فَوَلِيتُ دَفْنَهُ ، قَالَ: قَدْ كَانَ أَهْلَ ذَاكَ مِنْكَ ، فَمَكَثَ حِينًا ، ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي أَوْصَى إِلَيْهِ أَنْ يُبْلَّغَ عَنْهُ وَافَى الْمَوْسِمَ (6) فَقَالَ: يَا آلَ قُرَيْشٍ ، قَالُوا: هَذِهِ قُرَيْشٌ ، قَالَ: يَا آلَ بَنِي هَاشِمٍ ، قَالُوا: هَذِهِ بَنُو هَاشِمٍ ، قَالَ: أَيْنَ أَبُو طَالِبٍ ، قَالُوا: هَذَا أَبُو طَالِبٍ ، قَالَ: أَمَرَنِي فُلَانٌ أَنْ أُبْلِغَكَ رِسَالَةً أَنَّ فُلَانًا قَتَلَهُ فِي عِقَالٍ ، فَأَتَاهُ أَبُو طَالِبٍ ، فَقَالَ لَهُ: اخْتَرْ مِنَّا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِنْ شِئْتَ أَنْ تُؤَدِّيَ مِائَةً مِنْ الْإِبِلِ ، فَإِنَّكَ قَتَلْتَ صَاحِبَنَا [خَطَأً](7) وَإِنْ شِئْتَ حَلَفَ خَمْسُونَ مِنْ قَوْمِكَ أَنَّكَ لَمْ تَقْتُلْهُ ، فَإِنْ أَبَيْتَ قَتَلْنَاكَ بِهِ ، فَأَتَى قَوْمَهُ ، فَقَالُوا: نَحْلِفُ ، فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ كَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْهُمْ (8) قَدْ وَلَدَتْ لَهُ ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا طَالِبٍ ، أُحِبُّ أَنْ تُجِيزَ ابْنِي هَذَا (9) بِرَجُلٍ مِنْ الْخَمْسِينَ ، وَلَا تُصْبِرْ يَمِينَهُ (10) حَيْثُ تُصْبَرُ الْأَيْمَانُ (11) فَفَعَلَ ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ ، فَقَالَ: يَا أَبَا طَالِبٍ ، أَرَدْتَ خَمْسِينَ رَجُلًا أَنْ يَحْلِفُوا مَكَانَ مِائَةٍ مِنْ الْإِبِلِ ، يُصِيبُ كُلَّ رَجُلٍ بَعِيرَانِ ، هَذَانِ بَعِيرَانِ ، فَاقْبَلْهُمَا عَنِّي ، وَلَا تُصْبِرْ يَمِينِي حَيْثُ تُصْبَرُ الْأَيْمَانُ ، فَقَبِلَهُمَا ، وَجَاءَ ثَمَانِيَةٌ وَأَرْبَعُونَ فَحَلَفُوا ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا حَالَ الْحَوْلُ وَمِنْ الثَّمَانِيَةِ وَالْأَرْبَعِينَ عَيْنٌ تَطْرِفُ (12). (13)
(1) القَسَامة: اليمين، كالقَسَم ، وحقيقتُها أن يُقْسِم من أولياء الدَّم خمسون نَفَراً على اسْتِحْقاقِهم دّمّ صاحِبهم إذا وجَدُوه قَتِيلاً بين قَوْم ولم يُعْرَف قاتِلُه، فإن لم يكونوا خمسين أقْسَم الموجُودون خمسين يَميناً، ولا يكون فيهم صَبِيٌّ ولا امرأة ولا مَجْنون ولا عَبْد، أو يُقْسِم بها المُتَّهَمُون على نَفْيِ القَتْل عنهم، فإنْ حَلَف المُدَّعُون اسْتَحَقُّوا الدِية، وإنْ حَلَف المُتَّهَمون لم تَلْزمْهُم الدِية.
(3)
(الجُوَالِق): وِعَاء يَكُون مِنْ جُلُود.
(4)
أَيْ: بِحَبْلٍ.
(5)
أَيْ: مَوْسِم الْحَجّ. فتح الباري (ج 11 / ص 163)
(6)
أَيْ: أَتَى في مَوْسِم الْحَجّ. فتح الباري
(7)
(س) 4706
(8)
أَيْ: مِنْ قَوْم الْقَاتِل. فتح الباري
(9)
أَيْ: تَهَبهُ مَا يَلْزَمُهُ مِنْ الْيَمِين. فتح الباري
(10)
أَصْل الصَّبْر الْحَبْس وَالْمَنْع، وَمَعْنَاهُ فِي الْأَيْمَان الْإِلْزَام، تَقُول صَبَّرْته أَيْ: أَلْزَمْته أَنْ يَحْلِف بِأَعْظَم الْأَيْمَان حَتَّى لَا يَسْعَهُ أَنْ لَا يَحْلِف. فتح الباري (ج 11 / ص 163)
(11)
أَيْ بَيْن الرُّكْن وَالْمَقَام. فتح الباري
(12)
أَيْ: تَتَحَرَّك ، وَيُرِيد أَنَّهُم مَاتُوا كلهم. فتح الباري (ج 11 / ص 163)
(13)
(خ) 3632 ، (س) 4706
(خ م ت س حم) ، وَعَنْ أَبِي قِلابَةَ (أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ العَزِيزِ أَبْرَزَ سَرِيرَهُ يَوْمًا لِلنَّاسِ، ثُمَّ أَذِنَ لَهُمْ فَدَخَلُوا، فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي الْقَسَامَةِ؟، قَالُوا: نَقُولُ: القَسَامَةُ ، القَوَدُ بِهَا حَقٌّ)(1)(" قَضَى بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " ، وَقَضَتْ بِهَا الخُلَفَاءُ قَبْلَكَ)(2) فـ (قَالَ لِي: مَا تَقُولُ يَا أَبَا قِلَابَةَ؟ - وَنَصَبَنِي لِلنَّاسِ - فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، عِنْدَكَ رُؤُوسُ الْأَجْنَادِ ، وَأَشْرَافُ الْعَرَبِ، أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ خَمْسِينَ مِنْهُمْ شَهِدُوا عَلَى رَجُلٍ مُحْصَنٍ بِدِمَشْقَ أَنَّهُ قَدْ زَنَى - لَمْ يَرَوْهُ - أَكُنْتَ تَرْجُمُهُ؟ ، قَالَ: لَا، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ خَمْسِينَ مِنْهُمْ شَهِدُوا عَلَى رَجُلٍ بِحِمْصَ أَنَّهُ سَرَقَ ، أَكُنْتَ تَقْطَعُهُ وَلَمْ يَرَوْهُ؟، قَالَ: لَا، قُلْتُ: " فَوَاللهِ مَا قَتَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَحَدًا قَطُّ إِلَّا فِي إِحْدَى ثَلَاثِ خِصَالٍ: رَجُلٌ قَتَلَ بِجَرِيرَةِ نَفْسِهِ فَقُتِلَ، أَوْ رَجُلٌ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانٍ،
أَوْ رَجُلٌ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ ، وَارْتَدَّ عَنِ الْإِسْلَامِ ") (3) (فَقَالَ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ: فَأَيْنَ حَدِيثُ أَنَسٍ فِي الْعُرَنِيِّينَ؟) (4)(أَوَلَيْسَ قَدْ حَدَّثَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَطَعَ فِي السَّرَقِ، وَسَمَرَ الْأَعْيُنَ ثُمَّ نَبَذَهُمْ فِي الشَّمْسِ؟ ")(5)(قَالَ أَبُو قِلابَةَ: إِيَّايَ حَدَّثَهُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ)(6)(قَالَ: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَمَانِيَةُ نَفَرٍ)(7)(مِنْ عُكْلٍ وَعُرَيْنَةَ)(8)(فَبَايَعُوهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَاسْتَوْخَمُوا الْأَرْضَ (9) وَسَقِمَتْ أَجْسَامُهُمْ (10) فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم) (11)(فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ ، إِنَّا كُنَّا أَهْلَ ضَرْعٍ، وَلَمْ نَكُنْ أَهْلَ رِيفٍ)(12)
وَ (قَدْ اسْتَوْخَمْنَا هَذِهِ الأَرْضَ)(13)(فَعَظُمَتْ بُطُونُنَا، وَانْتَهَشَتْ أَعْضَادُنَا)(14)(قَالَ: " أَفَلَا تَخْرُجُونَ مَعَ رَاعِينَا فِي)(15)(إِبِلِ الصَّدَقَةِ؟ فَتَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا؟ ")(16)(قَالُوا: بَلَى، فَخَرَجُوا فَشَرِبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا)(17)(حَتَّى صَلُحَتْ بُطُونُهُمْ وَأَلْوَانُهُمْ)(18)(وَسَمِنُوا)(19)(فَقَتَلُوا رَاعِيَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم)(20)(وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ)(21)(وَسَاقُوا الإِبِلَ)(22)(وَهَرَبُوا مُحَارِبِينَ)(23)(فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم)(24)(وَعِنْدَهُ شَبَابٌ مِنْ الْأَنْصَارِ قَرِيبٌ مِنْ عِشْرِينَ، " فَأَرْسَلَهُمْ إِلَيْهِمْ، وَبَعَثَ مَعَهُمْ قَائِفًا (25) يَقْتَصُّ أَثَرَهُمْ ") (26) (فَأُدْرِكُوا ، فَجِيءَ بِهِمْ، " فَأَمَرَ بِهِمْ فَقُطِّعَتْ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ) (27)(مِنْ خِلَافٍ)(28)(وَلَمْ يَحْسِمْهُمْ (29)) (30)(ثُمَّ أَمَرَ بِمَسَامِيرَ فَأُحْمِيَتْ ، فَكَحَلَهُمْ بِهَا)(31)(ثُمَّ نَبَذَهُمْ فِي الشَّمْسِ)(32)(فِي نَاحِيَةِ الْحَرَّةِ)(33)(يَسْتَسْقُونَ فلَا يُسْقَوْنَ)(34)(يَعَضُّونَ الْحِجَارَةَ)(35)(حَتَّى مَاتُوا عَلَى حَالِهِمْ)(36) وفي رواية: (قَالَ أنَسٌ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ)(37)(الرَّجُلَ مِنْهُمْ يَكْدِمُ الْأَرْضَ)(38)(بِفِيهِ عَطَشًا)(39)(حَتَّى يَمُوتَ)(40)(قَالَ: وَنَزَلَتْ فِيهِمْ آيَةُ الْمُحَارَبَةِ:)(41)({إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (42)) (43)(فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدُ الْمَلِكِ لِأَنَسٍ وَهُوَ يُحَدِّثُهُ هَذَا الْحَدِيثَ: بِكُفْرٍ أَمْ بِذَنْبٍ؟ ، قَالَ: بِكُفْرٍ)(44)(قَالَ أَبُو قِلَابَةَ:)(45) فـ (أَيُّ شَيْءٍ أَشَدُّ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ؟، ارْتَدُّوا عَنِ الْإِسْلَامِ، وَقَتَلُوا، وَسَرَقُوا)(46)(وَحَارَبُوا اللهَ وَرَسُولَهُ)(47)(وَسَعَوْا فِي الأَرْضِ فَسَادًا)(48)(فَقَالَ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ: وَاللهِ إِنْ سَمِعْتُ كَالْيَوْمِ قَطُّ، فَقُلْتُ: أَتَرُدُّ عَلَيَّ حَدِيثِي يَا عَنْبَسَةُ؟، قَالَ: لَا ، وَلَكِنْ جِئْتَ بِالْحَدِيثِ عَلَى وَجْهِهِ ، وَاللهِ)(49)(لَنْ تَزَالُوا بِخَيْرٍ يَا أَهْلَ الشَّامِ مَا دَامَ فِيكُمْ هَذَا)(50)(الشَّيْخُ، قُلْتُ: وَقَدْ كَانَ فِي هَذَا سُنَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهِ نَفَرٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَتَحَدَّثُوا عِنْدَهُ، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِنْهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ فَقُتِلَ، فَخَرَجُوا بَعْدَهُ فَإِذَا هُمْ بِصَاحِبِهِمْ يَتَشَحَّطُ فِي الدَّمِ، فَرَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، صَاحِبُنَا كَانَ تَحَدَّثَ مَعَنَا، فَخَرَجَ بَيْنَ أَيْدِينَا، فَإِذَا نَحْنُ بِهِ يَتَشَحَّطُ فِي الدَّمِ، " فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: بِمَنْ تَظُنُّونَ؟، أَوْ مَنْ تَرَوْنَ قَتَلَهُ؟ "، قَالُوا: نَرَى أَنَّ الْيَهُودَ قَتَلَتْهُ، " فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيَهُودِ فَدَعَاهُمْ فَقَالَ: أَأَنْتُمْ قَتَلْتُمْ هَذَا؟ "، قَالُوا: لَا، " قَالَ: أَتَرْضَوْنَ نَفَلَ خَمْسِينَ مِنَ الْيَهُودِ مَا قَتَلُوهُ؟ "، فَقَالُوا: مَا يُبَالُونَ أَنْ يَقْتُلُونَا أَجْمَعِينَ ثُمَّ يَنْتَفِلُونَ، قَالَ: " أَفَتَسْتَحِقُّونَ الدِّيَةَ بِأَيْمَانِ خَمْسِينَ مِنْكُمْ؟ "، قَالُوا: مَا كُنَّا لِنَحْلِفَ، " فَوَدَاهُ مِنْ عِنْدِهِ "، قُلْتُ: وَقَدْ كَانَتْ هُذَيْلٌ خَلَعُوا خَلِيعًا (51) لَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَطَرَقَ أَهْلَ بَيْتٍ (52) مِنَ الْيَمَنِ بِالْبَطْحَاءِ، فَانْتَبَهَ لَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَحَذَفَهُ بِالسَّيْفِ فَقَتَلَهُ ، فَجَاءَتْ هُذَيْلٌ فَأَخَذُوا الْيَمَانِيَّ فَرَفَعُوهُ إِلَى عُمَرَ رضي الله عنه بِالْمَوْسِمِ ، وَقَالُوا: قَتَلَ صَاحِبَنَا ، فَقَالَ: إِنَّهُمْ قَدْ خَلَعُوهُ فَقَالَ: يُقْسِمُ خَمْسُونَ مِنْ هُذَيْلٍ مَا خَلَعُوهُ، فَأَقْسَمَ مِنْهُمْ تِسْعَةٌ وَأَرْبَعُونَ رَجُلًا، وَقَدِمَ رَجُلٌ مِنْهُمْ مِنْ الشَّامِ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يُقْسِمَ، فَافْتَدَى يَمِينَهُ مِنْهُمْ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ، فَأَدْخَلُوا مَكَانَهُ رَجُلًا آخَرَ، فَدَفَعَهُ (53) إِلَى أَخِي الْمَقْتُولِ، فَقُرِنَتْ يَدُهُ بِيَدِهِ، قَالَ: فَانْطَلَقَا وَالْخَمْسُونَ الَّذِينَ أَقْسَمُوا، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِنَخْلَةَ (54) أَخَذَتْهُمْ السَّمَاءُ (55) فَدَخَلُوا فِي غَارٍ فِي الْجَبَلِ، فَانْهَجَمَ الْغَارُ (56) عَلَى الْخَمْسِينَ الَّذِينَ أَقْسَمُوا فَمَاتُوا جَمِيعًا ، وَأَفْلَتَ الْقَرِينَانِ (57) وَاتَّبَعَهُمَا حَجَرٌ (58) فَكَسَرَ رِجْلَ أَخِي الْمَقْتُولِ، فَعَاشَ حَوْلًا ثُمَّ مَاتَ ، قُلْتُ: وَقَدْ كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ أَقَادَ رَجُلًا بِالْقَسَامَةِ، ثُمَّ نَدِمَ بَعْدَمَا صَنَعَ، فَأَمَرَ بِالْخَمْسِينَ الَّذِينَ أَقْسَمُوا فَمُحُوا مِنْ الدِّيوَانِ، وَسَيَّرَهُمْ إِلَى الشَّامِ) (59).
(1)(خ) 6503
(2)
(خ) 3957
(3)
(خ) 6503
(4)
(خ) 3957
(5)
(خ) 6503
(6)
(خ) 3957
(7)
(م)(1671) ، (خ) 6503
(8)
(خ) 5395
(9)
أَيْ: استثقلوها ولم يوافق هواؤها أبدانهم.
(10)
أَيْ: مرضت.
(11)
(م) 10 - (1671) ، (خ) 6503
(12)
(خ) 3956 ، (س) 305 ، (حم) 12690
(13)
(خ) 4334 ، (حم) 13468
(14)
(حم) 14118 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(15)
(خ) 6503 ، (م) 10 - (1671)
(16)
(م) 9 - (1671) ، (خ) 6503 ، (ت) 72، (س) 4025
(17)
(خ) 6503 ، (م) 10 - (1671) ، (س) 4024
(18)
(حم) 14118 ، (خ) 6503 ، (م) 10 - (1671)
(19)
(خ) 6419
(20)
(خ) 6503 ، (م) 10 - (1671)
(21)
(خ) 2855 ، (م) 9 - (1671) ، (س) 4029
(22)
(خ) 5362 ، (م) 9 - (1671) ، (س) 4028 ، (حم) 14118
(23)
(س) 4031 ، (حم) 12061
(24)
(خ) 6503 ، (م) 10 - (1671)
(25)
القائف: من يتتبع آثار الأقدام على الرمال ، ويعرف النسب من الشبه.
(26)
(م) 13 - (1671)، (خ) 231 ، (د) 4366
(27)
(خ) 6503 ، (م) 10 - (1671) ، (د) 4365 ، (حم) 12061
(28)
(ت) 72
(29)
حسمه: كوى عِرْقَه لينقطع سيلان دمه.
(30)
(خ) 6418 ، (س) 4026 ، (د) 4365 ، (حم) 13068
(31)
(خ) 2855 ، (د) 4365
(32)
(خ) 6503 ، (م) 10 - (1671) ، (س) 4024 ، (حم) 12842
(33)
(خ) 5395 ، (م) 11 - (1671) ، (س) 4034 ، (حم) 13468 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده قوي.
(34)
(خ) 231 ، (م) 11 - (1671)
(35)
(خ) 1430
(36)
(خ) 3956 ، (س) 305 ، (جة) 2578
(37)
(س) 4034
(38)
(خ) 5361 ، (ت) 72 ، (س) 4034 ، (د) 4367
(39)
(س) 4034 ، (د) 4367
(40)
(خ) 5361 ، (س) 4034
(41)
(د) 4369 ، (س) 4041
(42)
[المائدة/33]
(43)
(س) 4025 ، (د) 4366 ، (حم) 12690
(44)
(س) 306 ، 4035
(45)
(خ) 231 ، (د) 4364
(46)
(خ) 6503 ، (د) 4364
(47)
(خ) 231 ، (د) 4364
(48)
(خ) 2855
(49)
(خ) 6503 ، (م) 12 - (1671)
(50)
(م) 12 - (1671)
(51)
الرجل الخليع: الذي يبرأ قومه من جنايته. غريب الحديث لإبراهيم الحربي - (ج 4 / ص 158)
قَالَ أَبُو مُوسَى فِي الْمُعِين: خَلَعَهُ قَوْمه أَيْ حَكَمُوا بِأَنَّهُ مُفْسِد فَتَبَرَّءُوا مِنْهُ ، وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ فِي بَاب الْجَاهِلِيَّة يَخْتَصّ بِالْحَلِيفِ ، بَلْ كَانُوا رُبَّمَا خَلَعُوا الْوَاحِد مِنْ الْقَبِيلَة وَلَوْ كَانَ مِنْ صَمِيمهَا إِذَا صَدَرَتْ مِنْهُ جِنَايَةٌ تَقْتَضِي ذَلِكَ، وَهَذَا مِمَّا أَبْطَلَهُ الْإِسْلَام مِنْ حُكْم الْجَاهِلِيَّة، وَمِنْ ثَمَّ قَيَّدَهُ فِي الْخَبَر بِقَوْلِهِ " فِي الْجَاهِلِيَّة "(فتح الباري)(ج 19 / ص 350)
(52)
أَيْ: هَجَمَ عَلَيْهِمْ لَيْلًا فِي خُفْيَة لِيَسْرِق مِنْهُمْ، وَحَاصِلُ الْقِصَّة أَنَّ الْقَاتِل اِدَّعَى أَنَّ الْمَقْتُول لِصٌّ ، وَأَنَّ قَوْمه خَلَعُوهُ فَأَنْكَرُوا هُمْ ذَلِكَ وَحَلَفُوا كَاذِبِينَ ، فَأَهْلَكَهُمْ اللهُ بِحِنْثِ الْقَسَامَة ، وَخَلَّصَ الْمَظْلُوم وَحْده. (فتح الباري)(ج19ص350)
(53)
أَيْ: دفعَ عمرُ القاتلَ إلى هذيل.
(54)
هُوَ مَوْضِع عَلَى لَيْلَة مِنْ مَكَّة.
(55)
أَيْ: أمطرت عليهم.
(56)
أَيْ: سَقَطَ عَلَيْهِمْ بَغْتَة.
(57)
أَيْ: القاتل وأخو المقتول.
(58)
أَيْ: وَقَعَ عَلَيْهِمَا بَعْد أَنْ خَرَجَا مِنْ الْغَار.
(59)
(خ) 6503
(م)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:" إِنَّمَا سَمَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَعْيُنَ أُولَئِكَ، لِأَنَّهُمْ سَمَلُوا أَعْيُنَ الرُّعَاةِ "(1)
(1)(م) 14 - (1671) ، (ت) 73 ، (س) 4043
(م) ، وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ الْأَنْصَارِ (" أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَقَرَّ الْقَسَامَةَ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ)(1)(وَقَضَى بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أُنَاسٍ مِنْ الْأَنْصَارِ فِي قَتِيلٍ ادَّعَوْهُ عَلَى اليَهُودِ ")(2)
(1)(م) 7 - (1670) ، (س) 4707
(2)
(م) 8 - (1670) ، (س) 4708 ، (حم) 16649