الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَخْذُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الصَّفِيّ مِنْ خُمُس الْغَنِيمَة
(1)
(ت حم)، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:(" تَنَفَّلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَيْفَهُ ذَا الْفَقَارِ يَوْمَ بَدْرٍ (2) وَهو الَّذِي رَأَى فِيهِ الرُّؤْيَا يَوْمَ أُحُدٍ) (3)(فَقَالَ: رَأَيْتُ فِي سَيْفِي ذِي الْفَقَارِ فَلَّا (4) فَأَوَّلْتُهُ فلَّا يَكُونُ فِيكُمْ ، وَرَأَيْتُ أَنِّي مُرْدِفٌ كَبْشًا ، فَأَوَّلْتُهُ كَبْشَ الْكَتِيبَةِ ، وَرَأَيْتُ أَنِّي فِي دِرْعٍ (5) حَصِينَةٍ ، فَأَوَّلْتُهَا الْمَدِينَةَ ، وَرَأَيْتُ بَقَرًا تُذْبَحُ ، فَبَقَرٌ وَاللهُ خَيْرٌ (6) فَبَقَرٌ وَاللهُ خَيْرٌ) (7) (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ: لَوْ أَنَّا أَقَمْنَا بِالْمَدِينَةِ ، فَإِنْ دَخَلُوا عَلَيْنَا فِيهَا قَاتَلْنَاهُمْ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ ، وَاللهِ مَا دُخِلَ عَلَيْنَا فِيهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَكَيْفَ يُدْخَلُ عَلَيْنَا فِيهَا فِي الْإِسْلَامِ؟ ، فَقَالَ:" شَأنَكُمْ إِذًا ، فَلَبِسَ لَأمَتَهُ (8) " فَقَالَتْ الْأَنْصَارُ: رَدَدْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأيَهُ ، فَجَاءُوا فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ شَأنَكَ إِذًا ، فَقَالَ:" إِنَّهُ لَيْسَ لِنَبِيٍّ إِذَا لَبِسَ لَأمَتَهُ أَنْ يَضَعَهَا حَتَّى يُقَاتِلَ) (9) (فَكَانَ الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ") (10)
(1) الصَّفِيُّ: فَسَّرَهُ مُحَمَّد بْن سِيرِينَ فِيمَا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْهُ قَالَ: " كَانَ يُضْرَبُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِسَهْمٍ مَعَ الْمُسْلِمِينَ وَالصَّفِيُّ يُؤْخَذُ لَهُ رَأسٌ مِنْ الْخُمُسِ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ "، وَمِنْ طَرِيقِ الشَّعْبِيِّ قَالَ:" كَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَهْمٌ يُدْعَى الصَّفِيُّ ، إِنْ شَاءَ عَبْدًا وَإِنْ شَاءَ أَمَةً وَإِنْ شَاءَ فَرَسًا ، يَخْتَارُهُ مِنْ الْخُمُسِ "وَمِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ " كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا غَزَا كَانَ لَهُ سَهْمٌ صَافٍ يَأخُذُهُ مِنْ حَيْثُ شَاءَ. فتح الباري (ج12ص 31)
(2)
أَيْ: أَخَذَهُ زِيَادَةً عَنْ السَّهْمِ. تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 225)
(3)
(ت) 1561 ، (جة) 2808
(4)
الفَلُّ: الثَّلْم في السيف. لسان العرب - (ج 11 / ص 530)
(5)
الدِّرْع: الزَّرَدِيَّة ، وهي قميص من حلقات من الحديد متشابكة ، يُلْبَس وقايةً من السلاح.
(6)
فِيهِ حَذْف ، تَقْدِيرُهُ: وَصُنْعُ اللهِ خَيْرٌ، قَالَ السُّهَيْلِيُّ: مَعْنَاهُ: رَأَيْت بَقَرًا تُنْحَر، وَاللهُ عِنْدَهُ خَيْرٌ ، وَقَالَ السُّهَيْلِيُّ: الْبَقَر فِي التَّعْبِير ، بِمَعْنَى رِجَال مُتَسَلِّحِينَ يَتَنَاطَحُونَ.
قُلْت: وَفِيهِ نَظَر، فَقَدْ رَأَى الْمَلِكُ بِمِصْرَ الْبَقَرَ ، وَأَوَّلَهَا يُوسُفُ عليه السلام بِالسِّنِينَ ، وَقَدْ وَقَعَ فِي حَدِيثِ اِبْن عَبَّاس ، وَمُرْسَلِ عُرْوَة:" تَأَوَّلْت الْبَقَرَ الَّتِي رَأَيْتُ ، بَقْرًا يَكُون فِينَا، قَالَ: فَكَانَ ذَلِكَ مَنْ أُصِيبَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ "، وَالبَقْر: هُوَ شَقُّ الْبَطْنِ وَهَذَا أَحَدُ وُجُوهِ التَّعْبِيرِ ، أَنْ يُشْتَقَّ مِنْ الِاسْمِ مَعْنَى مُنَاسِب.
وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ لِوَجْهٍ آخَرَ مِنْ وُجُوهِ التَّأوِيلِ ، وَهُوَ التَّصْحِيفُ ، فَإِنَّ لَفْظَ (بَقَر) مِثْل لَفْظ (نَفَر) بِالنُّونِ وَالْفَاء خَطًّا ، وَعِنْد أَحْمَد وَالنَّسَائِيّ وَابْن سَعْد مِنْ حَدِيث جَابِر بِسَنَدٍ صَحِيح فِي هَذَا الْحَدِيث " وَرَأَيْت بَقَرًا مُنَحَّرَةً ، وَقَالَ فِيهِ: فَأَوَّلْتُ أَنَّ الدِّرْعَ الْمَدِينَة ، وَالْبَقَرَ نَفَرٌ " هَكَذَا فِيهِ ، بِنُونٍ وَفَاء، وَهُوَ يُؤَيِّدُ الِاحْتِمَاَل الْمَذْكُورَ ، فَاللهُ أَعْلَمُ. فتح الباري (ج 11 / ص 415)
(7)
(حم) 2445 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.
(8)
هِيَ الْآلَةُ مِنْ السِّلَاح ، مِنْ دِرْعٍ وَبَيْضَةٍ وَغَيْرهمَا.
(9)
(حم) 14829 ، انظر الصَّحِيحَة: 1100 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: صحيح لغيره، وهذا إسناد على شرط مسلم.
(10)
(حم) 2445
(د)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:" كَانَتْ صَفِيَّةُ رضي الله عنها مِنْ الصَّفِيِّ (1) "(2)
(1) أَيْ: مِنْ السَّهْم الَّذِي يُدْعَى بِالصَّفِيِّ. عون المعبود - (ج 6 / ص 472)
(2)
(د) 2994 ، (حب) 4822، (ك) 2587 ، (هق) 12534