الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْبَابُ السَّابِعُ:
حَدُّ الْبَغْي
قِتَالُ الْفِرَقِ الضَّالَّةِ وَأَهْلِ الْأَهْوَاءِ والْبِدَع
(حم)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ (1) وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ (2) فَلْيُطِعْهُ (3) مَا اسْتَطَاعَ ، فَإِنْ جَاءَ آخَرُ (4) يُنَازِعُهُ (5) فَاضْرِبُوا عُنُقَ الْآخَرِ (6) "(7)
(1) الصَّفْقَة: الْمَرَّة مِنْ التَّصْفِيق بِالْيَدِ ، لِأَنَّ الْمُتَبَايِعَيْنِ يَضَع أَحَدهمَا يَده فِي يَد الْآخَر عِنْد يَمِينه وَبَيْعَته كَمَا يَفْعَل الْمُتَبَايِعَانِ. عون المعبود - (ج 9 / ص 289)
(2)
(ثَمَرَة قَلْبه): كِنَايَة عَنْ الْإِخْلَاص فِي الْعَهْد وَالْتِزَامه. عون المعبود - (ج 9 / ص 289)
(3)
أَيْ: الْإِمَام.
(4)
أَيْ: جَاءَ إِمَام آخَر.
(5)
أَيْ: يُنَازِع الْإِمَام الْأَوَّل أَوْ الْمُبَايَع.
(6)
أَيْ: اِدْفَعُوا الثَّانِي، فَإِنَّهُ خَارِج عَلَى الْإِمَام، فَإِنْ لَمْ يَنْدَفِع إِلَّا بِحَرْبٍ وَقِتَال فَقَاتِلُوهُ، فَإِنْ دَعَتْ الْمُقَاتَلَة إِلَى قَتْله جَازَ قَتْله وَلَا ضَمَان فِيهِ، لِأَنَّهُ ظَالِم مُتَعَدٍّ فِي قِتَاله. شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 318)
(7)
(حم) 6501 ، (م) 46 - (1844) ، (جة) 3956
(م س)، عَنْ عَرْفَجَةَ بْنِ شُرَيْحٍ الْأَشْجَعِيِّ رضي الله عنه قَالَ:(" رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ يَخْطُبُ النَّاسَ، فَقَالَ: إِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ (1) فَمَنْ رَأَيْتُمُوهُ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ، أَوْ يُرِيدُ) (2)(أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهِيَ جَمِيعٌ)(3)(عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ)(4)(فَاقْتُلُوهُ كَائِنًا مَنْ كَانَ مِنَ النَّاسِ)(5)(فَإِنَّ يَدَ اللهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ يَرْكُضُ ")(6)
(1) الْهَنَات: جَمْع هَنَة، أَيْ شُرُور وَفَسَاد، يُقَال فِي فُلَان هَنَات أَيْ: خِصَال شَرٍّ ، وَلَا يُقَال فِي الْخَيْر.
وَقَالَ النَّوَوِيّ: وَالْمُرَاد بِهَا هَاهُنَا الْفِتَن وَالْأُمُور الْحَادِثَة. عون المعبود - (ج 10 / ص 283)
(2)
(س) 4020 ، (م) 59 - (1852) ، (حم) 18321 ، (حب) 4577 ، انظر الإرواء تحت حديث: 2452
(3)
(م) 59 - (1852) ، (س) 4021 ، (د) 4762 ، (حم) 19021 ، (حب) 4577
(4)
(م) 60 - (1852)
(5)
(س) 4021 ، (م) 59 - (1852) ، (د) 4762 ، (حم) 18321 ، (حب) 4406، (ك) 2665 ، (هق) 16466
(6)
(س) 4020 ، (حب) 4577 ، (طب) ج17ص144ح362 ، صححه الألباني في الإرواء تحت حديث: 2452، وصحيح الجامع: 3621
(س)، وَعَنْ أُسَامَةَ بْنَ شَرِيكٍ الْعَامِرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيُّمَا رَجُلٍ خَرَجَ يُفَرِّقُ بَيْنَ أُمَّتِي، فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ "(1)
(1)(س) 4023 ، (طب) ج1ص186ح487 ، (مش) 2329 ، (صم) 1106
(خ)، وَعَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه قَالَ لِوَفْدِ بُزَاخَةَ (1): تَتْبَعُونَ أَذْنَابَ الْإِبِلِ (2) حَتَّى يُرِيَ اللهُ خَلِيفَةَ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُهَاجِرِينَ أَمْرًا يَعْذِرُونَكُمْ بِهِ. (3)
(1) هُمْ قَبِيلَة كَبِيرَة يُنْسَبُونَ إِلَى أَسَد بْن خُزَيْمَةَ بْن مُدْرِكَة ، وَهُمْ إِخْوَة كِنَانَة بْن خُزَيْمَةَ أَصْل قُرَيْش وَغَطَفَان، وَكَانَ هَؤُلَاءِ الْقَبَائِل اِرْتَدُّوا بَعْدَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وَاتَّبَعُوا طُلَيْحَة بْن خُوَيْلِدٍ الْأَسَدِيَّ، وَكَانَ قَدْ اِدَّعَى النُّبُوَّة بَعْدَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَأَطَاعُوهُ لِكَوْنِهِ مِنْهُمْ ، فَقَاتَلَهُمْ خَالِد بْن الْوَلِيد بَعْد أَنْ فَرَغَ مِنْ مُسَيْلِمَة بِالْيَمَامَةِ، فَلَمَّا غَلَبَ عَلَيْهِمْ بَعَثُوا وَفْدهمْ إِلَى أَبِي بَكْر.
(2)
أَيْ: فِي رِعَايَتهَا ، لِأَنَّهُمْ إِذَا نُزِعَتْ مِنْهُمْ آلَة الْحَرْب رَجَعُوا أَعْرَابًا فِي الْبَوَادِي لَا عَيْش لَهُمْ إِلَّا مَا يَعُود عَلَيْهِمْ مِنْ مَنَافِع إِبِلهمْ، قَالَ اِبْن بَطَّال: كَانُوا اِرْتَدُّوا ثُمَّ تَابُوا، فَأَوْفَدُوا رُسُلهمْ إِلَى أَبِي بَكْر يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ ، فَأَحَبَّ أَبُو بَكْر أَنْ لَا يَقْضِيَ بَيْنَهُمْ إِلَّا بَعْدَ الْمُشَاوَرَة فِي أَمْرهمْ، فَقَالَ لَهُمْ: اِرْجِعُوا وَاتَّبِعُوا أَذْنَاب الْإِبِل فِي الصَّحَارِي، وَاَلَّذِي يَظْهَر أَنَّ الْمُرَاد بِالْغَايَةِ الَّتِي أَنْظَرَهُمْ إِلَيْهَا أَنْ تَظْهَر تَوْبَتهمْ وَصَلَاحهمْ بِحُسْنِ إِسْلَامهمْ.
وقد ذَكَرَ الْبُخَارِيّ هَذِهِ الْقِطْعَة مِنْ الْخَبَر مُخْتَصَرَة، وَلَيْسَ غَرَضه مِنْهَا إِلَّا قَوْل أَبِي بَكْر خَلِيفَة نَبِيّه، وَلَفْظ الْحَدِيث الْحَادِي عَشَرَ مِنْ أَفْرَاد الْبُخَارِيّ عَنْ طَارِق بْن شِهَاب قَالَ " جَاءَ وَفْد بُزَاخَةَ مِنْ أَسَد وَغَطَفَان إِلَى أَبِي بَكْر يَسْأَلُونَهُ الصُّلْح، فَخَيَّرَهُمْ بَيْنَ الْحَرْب الْمُجْلِيَة ، وَالسِّلْم الْمُخْزِيَة، فَقَالُوا: هَذِهِ الْمُجْلِيَة قَدْ عَرَفْنَاهَا فَمَا الْمُخْزِيَة، قَالَ: نَنْزِع مِنْكُمْ الْحَلْقَة وَالْكُرَاع ، وَنَغْنَم مَا أَصَبْنَا مِنْكُمْ، وَتَرُدُّونَ عَلَيْنَا مَا أَصَبْتُمْ مِنَّا ، وَتَدُونَ لَنَا قَتْلَانَا، وَيَكُون قَتْلَاكُمْ فِي النَّار، وَتَتْرُكُونَ أَقْوَامًا يَتَّبِعُونَ أَذْنَاب الْإِبِل حَتَّى يُرِي الله خَلِيفَة رَسُوله وَالْمُهَاجِرِينَ أَمْرًا يَعْذُرُونَكُمْ بِهِ، فَعَرَضَ أَبُو بَكْر مَا قَالَ عَلَى الْقَوْم، فَقَامَ عُمَر فَقَالَ: قَدْ رَأَيْت رَأيًا وَسَنُشِيرُ عَلَيْك، أَمَّا مَا ذَكَرْت - فَذَكَرَ الْحُكْمَيْنِ الْأَوَّلَيْنِ - قَالَ: فَنِعْمَ مَا ذَكَرْت، وَأَمَّا تَدُونَ قَتْلَانَا وَيَكُون قَتْلَاكُمْ فِي النَّار، فَإِنَّ قَتْلَانَا قَاتَلَتْ عَلَى أَمْر الله، وَأُجُورهَا عَلَى الله لَيْسَتْ لَهَا دِيَات "، قَالَ: فَتَتَابَعَ الْقَوْم عَلَى مَا قَالَ عُمَر ، " وَالْمُجْلِيَة " مِنْ الْجَلَاء ، وَمَعْنَاهَا: الْخُرُوج عَنْ جَمِيع الْمَال ، وَ" الْمُخْزِيَة " مَأخُوذَة مِنْ الْخِزْي، وَمَعْنَاهَا: الْقَرَار عَلَى الذُّلّ وَالصَّغَار، وَ" الْحَلْقَة " السِّلَاح، وَ" الْكُرَاع " جَمِيع الْخَيْل ، وَفَائِدَة نَزْع ذَلِكَ مِنْهُمْ أَنْ لَا يَبْقَى لَهُمْ شَوْكَة لِيَأمَنَ النَّاس مِنْ جِهَتهمْ، وَقَوْله " وَنَغْنَم مَا أَصَبْنَا مِنْكُمْ " أَيْ: يَسْتَمِرّ ذَلِكَ لَنَا غَنِيمَة نَقْسِمهَا عَلَى الْفَرِيضَة الشَّرْعِيَّة وَلَا نَرُدّ عَلَيْكُمْ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، وَقَوْله " وَتَرُدُّونَ عَلَيْنَا مَا أَصَبْتُمْ مِنَّا " أَيْ: مَا اِنْتَهَبْتُمُوهُ مِنْ عَسْكَر الْمُسْلِمِينَ فِي حَالَة الْمُحَارَبَة، وَقَوْله " تَدُونَ " أَيْ: تَحْمِلُونَ إِلَيْنَا دِيَاتِهِمْ، وَقَوْله " قَتْلَاكُمْ فِي النَّار " أَيْ: لَا دِيَات لَهُمْ فِي الدُّنْيَا ، لِأَنَّهُمْ مَاتُوا عَلَى شِرْكهمْ، فَقُتِلُوا بِحَقٍّ فَلَا دِيَة لَهُمْ. فتح الباري (ج20/ص265)
(3)
(خ) 6795 ، (ش) 32731 ، (هق) 17410
(ط) ، وَعَنْ مَالِكٍ ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ أَسِيرُ مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، فَقَالَ: مَا رَأيُكَ فِي هَؤُلَاءِ الْقَدَرِيَّةِ؟ ، فَقُلْتُ: رَأيِي أَنْ تَسْتَتِيبَهُمْ ، فَإِنْ تَابُوا وَإِلَّا عَرَضْتَهُمْ عَلَى السَّيْفِ ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: وَذَلِكَ رَأيِي ، قَالَ مَالِكٌ: وَذَلِكَ رَأيِي. (1)
(1)(ط) 1597 ، (هق) 20672 ، وصححه الألباني في ظلال الجنة: 197