المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفرع الثاني: مناظرة جعفر بن أبي طالب مع النجاشي: - الخطاب القرآني لأهل الكتاب وموقفهم منه قديما وحديثا

[هود محمد أبو راس]

فهرس الكتاب

- ‌ملخص البحث

- ‌الشكر والتقدير

- ‌الإهداء

- ‌تقديم القاضي العلامة محمد بن إسماعيل العمراني

- ‌مقدمة البحث

- ‌المقدمة:

- ‌مشكلة الدراسة:

- ‌التساؤلات:

- ‌أهمية وجدوى هذه الدراسة:

- ‌منهجية البحث:

- ‌أسباب اختيار الموضوع

- ‌الدراسات السابقة

- ‌الفصل الأول التمهيدي، في المقدمات والتعريفات

- ‌المبحث الأول: تعريف الخطاب لغة واصطلاحاً

- ‌المطلب الأول: تعريف الخطاب لغة

- ‌المطلب الثاني: تعريف الخطاب اصطلاحاً:

- ‌المبحث الثاني: الألفاظ والأساليب المتعلقة بالخطاب القرآني لأهل الكتاب

- ‌المطلب الأول: أنواع الخطاب لأهل الكتاب بالنظر إلى من يخاطبهم

- ‌تمهيد:

- ‌الفرع الأول: توجيه الخطاب إليهم من الله تعالى مباشرة وبدون واسطة

- ‌الفرع الثاني: خطابهم بواسطة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌الفرع الثالث: خطابهم بواسطة موسى عليه السلام

- ‌الفرع الرابع: خطابهم بواسطة عيسى عليه السلام

- ‌الفرع الخامس: خطابهم بواسطة عباده المؤمنين

- ‌الفرع السادس: خطابهم بالحكاية عمّا يعتقدونه، وما يعملونه، وما يتخلقون به من أخلاق بضمير الغائب

- ‌المطلب الثاني: الأساليب المتنوعة التي خوطب بها أهل الكتاب، وفيه ستة فروع:

- ‌الفرع الأول: خطابهم بتوجيه النداء لهم

- ‌الفرع الثاني: مخاطبتهم بتوجيه الأوامر إليهم، وذلك على النحو التالي:

- ‌الفرع الثالث: مخاطبتهم على سبيل الاستفهام، ويكون للإنكار أو للتعجب، ويأتي على النحو التالي:

- ‌الفرع الرابع: مخاطبتهم على سبيل النهي

- ‌الفرع الخامس: الخطاب بأسلوب الشرط

- ‌الفرع السادس: الخطاب بدخول كاف الخطاب على أفعالٍ مضارعة

- ‌المبحث الثالث: التعريف بأهل الكتاب قديماً وحديثاً

- ‌المطلب الأول: التعريف باليهود واليهودية لغة واصطلاحاً:

- ‌الفرع الأول: تعريف اليهود لغة:

- ‌الفرع الثاني: تعريف اليهود اصطلاحا:

- ‌الفرع الثالث: سبب تسميتهم:

- ‌الفرع الرابع: الألفاظ المتعددة والأوصاف المتنوعة في اليهود المذكورة في القرآن الكريم:

- ‌المطلب الثاني: تعريف النصرانية

- ‌الفرع الأول: تعريف النصارى لغة

- ‌الفرع الثاني: تعريف النصارى اصطلاحاً

- ‌الفرع الثالث: سبب تسميتهم

- ‌الفرع الرابع: الألفاظ المتعددة والأوصاف المتنوعة في النصارى المذكورة في القرآن الكريم

- ‌المطلب الثالث: التعريف باليهود والنصارى حديثاً

- ‌تمهيد:

- ‌الفرع الأول: اليهود حديثاً، وعددهم

- ‌أولاً: تقسيم اليهود من حيث الطبقات الاجتماعية

- ‌ثانياً: تقسيم اليهود على أساس ديني

- ‌ثالثاً: تقسيم اليهود باعتبار لغاتهم

- ‌الفرع الثاني: النصارى حديثاً، فرقهم، وعددهم

- ‌أولاً: فرقة الكاثوليك

- ‌ثانياً: فرقة الأرثوذكس

- ‌ثالثاً: فرقة البروتستانت

- ‌الفصل الثانيالخطاب القرآني لأهل الكتاب فيما يتعلق بدعوتهم إلى الدين

- ‌المبحث الأول: التعريف بالدين والدعوة إليه

- ‌المطلب الأول: تعريف الدين لغة واصطلاحاً:

- ‌الفرع الأول: تعريف الدين لغة

- ‌الفرع الثاني: تعريف الدين اصطلاحاً

- ‌المطلب الثاني: دعوة أهل الكتاب إلى الإيمان بالله

- ‌الفرع الأول: آيات الخطاب القرآني التي تأمر أهل الكتاب بالإيمان

- ‌الآية الأولى:

- ‌الآية الثانية:

- ‌الفرع الثاني: خلاصة أقوال المفسرين في معنى الإيمان

- ‌المطلب الثالث: الدعوة إلى توحيد الله

- ‌الفرع الأول: التوحيد دعوة جميع الأنبياء والمرسلين

- ‌الفرع الثاني: آيات الخطاب التي تأمر أهل الكتاب بالتوحيد، وأقوال المفسرين فيها

- ‌المبحث الثاني: دعوة أهل الكتاب إلى الابتعاد عن الغلو في الدين

- ‌المطلب الأول: تعريف الغلو لغة واصطلاحاً

- ‌الفرع الأول: تعريف الغلو لغة:

- ‌الفرع الثاني: تعريف الغلو اصطلاحاً:

- ‌المطلب الثاني: آيات النهي عن الغلو، وأقوال المفسرين فيها

- ‌الفرع الأول: المخاطب بالآية

- ‌الفرع الثاني: معنى الغلو في الدين

- ‌الفرع الثالث: ما يستفاد من النهي عن الغلو في الدين حديثاً

- ‌الفرع الرابع: مفاسد الغلو في الدين قديماً وحديثاً

- ‌المطلب الثالث: الغلو في الدين عند أهل الكتاب حديثاً:

- ‌الفرع الأول: غلوهم في عيسى عليه السلام

- ‌الفرع الثاني: غلوهم في إطلاقهم حرية الرأي والتعبير:

- ‌الفرع الثالث: غلوهم بإلصاق تهمة الغلو بالمسلمين ومحاربتهم لهم بسبب ذلك:

- ‌الفرع الرابع: غلوهم بإثارة الحروب والفتن على المسلمين:

- ‌الفرع الخامس: غلوهم بإدعاؤهم أنهم شعب الله المختار:

- ‌الفرع السادس: غلوهم في كسبهم المحرَّم:

- ‌المبحث الثالث: مجادلة أهل الكتاب ومباهلتهم

- ‌المطلب الأول: مشروعية جدال أهل الكتاب ومناظرتهم:

- ‌الفرع الأول: تعريف الجدل لغة وشرعاً:

- ‌أولاً: تعريف الجدال لغةً:

- ‌ثانياً: تعريف الجدال اصطلاحاً:

- ‌القسم الأول: الجدال المحمود:

- ‌القسم الثاني: الجدال المذموم:

- ‌الفرع الثاني: مشروعية جدال أهل الكتاب عند المفسرين:

- ‌الفرع الثالث: آداب الجدال مع أهل الكتاب:

- ‌الفرع الرابع: مجادلة أهل الكتاب ومناظرتهم حديثاً:

- ‌المطلب الثاني: دعوة أهل الكتاب للمباهلة

- ‌الفرع الأول: تعريف المباهلة لغة واصطلاحاً

- ‌أولاً: تعريف المباهلة لغةً:

- ‌ثانياً: تعريف المباهلة إصطلاحاً:

- ‌ثالثاً: طريقة المباهلة:

- ‌الفرع الثاني: مشروعية المباهلة حديثاً:

- ‌المبحث الرابع: نماذج على مجادلة أهل الكتاب قديماً وحديثاً

- ‌المطلب الأول: مجادلة أهل الكتاب في العصر الأول من الإسلام

- ‌الفرع الأول: مناظرتهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم في العصر الأول من الإسلام:

- ‌أولاً: مناظرة الرسول صلى الله عليه وسلم مع حبر يهودي غير معاند:

- ‌ثانياً: مناظرة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع بعض اليهود المعاندين:

- ‌الفرع الثاني: مناظرة جعفر بن أبي طالب مع النجاشي:

- ‌المطلب الثاني: نماذج من المناظرات مع أهل الكتاب عبر التاريخ:

- ‌المناظرة التي جرت بين الإمام الرازي ونصراني في خوارزم:

- ‌المطلب الثالث: أهم المناظرات مع أهل الكتاب حديثاً

- ‌المطلب الرابع: ثمار المناظرة مع أهل الكتاب حديثاً

- ‌الفرع الأول: دعوتهم إلى الدخول في دين الإسلام الحق

- ‌الفرع الثاني: كشف شبهاتهم وباطلهم للناس

- ‌الفصل الثالثالخطاب القرآني لأهل الكتاب فيما يتعلق بالإيمان بالقرآن الكريم

- ‌المبحث الأول: آيات الخطاب القرآني المتعلقة بالإيمان بالكتب السماوية عموماً

- ‌المطلب الأول: الآيات الواردة في الأمر بالإيمان بالقرآن الكريم، وما يترتب عليه

- ‌الفرع الأول: آيات الخطاب التي تأمر أهل الكتاب بالإيمان بالقرآن الكريم:

- ‌الفرع الثاني: أسباب تفضيل القرآن الكريم على غيره من الكتب

- ‌المطلب الثاني: الآيات الواردة في الأمر بالإيمان بالكتب السماوية

- ‌المطلب الثالث: الآيات الواردة في الأمر بإقامة التوراة والإنجيل والقرآن والعمل بما فيهما

- ‌الفرع الأول: آيات الخطاب القرآني التي تأمر بإقامة كتب الله والعمل بما فيها:

- ‌الفرع الثاني: بيان ما الذي يجب الإيمان به من الكتب السماوية:

- ‌المطلب الرابع: الآيات الواردة في التحذير من الكفر بآيات الله:

- ‌الفرع الأول: آيات الخطاب القرآني التي تحذر أهل الكتاب من الكفر بآيات الله، وأقوال المفسرين فيها:

- ‌الفرع الثاني: خلاصة آيات الخطاب المتعلقة بالكتب السماوية:

- ‌المبحث الثاني: موقف منصفي أهل الكتاب قديماً وحديثاً من القرآن الكريم

- ‌المطلب الأول: موقف منصفي أهل الكتاب قديماً من القرآن الكريم

- ‌الفرع الأول: النجاشي:

- ‌الفرع الثاني: ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العُزى

- ‌الفرع الثالث: عبد الله بن سلام:

- ‌المطلب الثاني: شهادة المنصفين من أهل الكتاب حديثاً على صدق القرآن الكريم

- ‌الفرع الأول: شهادات المنصفين على أن القرآن الكريم هو الكتاب السماوي الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه:

- ‌الفرع الثاني: شهادات المنصفين على أن القرآن لم يحرف ولم يطرأ عليه التغيير:

- ‌الفرع الثالث: شهادات المنصفين من أهل الكتاب حديثاً على أن القرآن لا يتعارض مع الحقائق العلمية المعاصرة:

- ‌المبحث الثالث: محاولة تحريف أهل الكتاب للقرآن الكريم حديثاً

- ‌المطلب الأول: أمثلة على محاولة تحريف أهل الكتاب للقرآن الكريم حديثاً

- ‌الفرع الأول: اختلاق قرآن جديد من مقاطع ملفقة:

- ‌الفرع الثاني: أمثلة على محاولتهم التحريف بالتبديل:

- ‌الفرع الثالث: أمثلة على محاولتهم التحريف بالتقديم والتأخير:

- ‌الفرع الرابع: أمثلة على محاولتهم التحريف بالزيادة:

- ‌أولاً: الزيادة في كلمات القرآن الكريم فمنه:

- ‌ثانياً: الزيادة في سور القرآن الكريم:

- ‌الفرع الخامس: أمثلة على محاولتهم التحريف بالحذف:

- ‌المطلب الثاني: أهداف أهل الكتاب من محاولة تحريف القرآن الكريم حديثاً، وفيه:

- ‌الفرع الأول: القضاء على القرآن الكريم والتشكيك فيه:

- ‌الفرع الثاني: تنصير المسلمين وإخراجهم من دينهم وتشكيكهم فيه:

- ‌الفرع الثالث: النيل من شخصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌الفرع الرابع: إلغاء فريضة الجهاد عند المسلمين:

- ‌الفرع الخامس: نتائج هذا التحريف حديثاً:

- ‌الفصل الرابعالخطاب القرآني لأهل الكتاب فيما يتعلق بتحريف الكتب السماوية قديماً وحديثاً

- ‌المبحث الأول: تحريف أهل الكتاب للتوراة والإنجيل

- ‌المطلب الأول: تعريف التحريف لغةً واصطلاحاً:

- ‌الفرع الأول: تعريف التحريف لغةً:

- ‌الفرع الثاني: تعريف التحريف اصطلاحاً:

- ‌المطلب الثاني: الأدلة على وقوع التحريف من أهل الكتاب في الكتب السماوية:

- ‌الفرع الأول: الأدلة على التحريف من القرآن الكريم:

- ‌الفرع الثاني: الأدلة على وقوع التحريف من كتبهم السابقة:

- ‌المطلب الثالث: أنواع التحريف عند أهل التفسير إجمالاً:

- ‌المطلب الرابع: إثبات تحريف أهل الكتاب لكتبهم

- ‌الفرع الأول: إثبات التحريف اللفظي بالتبديل:

- ‌الفرع الثاني: الأدلة على وقوع التحريف في النسخة العبرانية:

- ‌الفرع الثالث: الأدلة على وقوع التحريف في نسخ العهد الجديد (الأناجيل):

- ‌الفرع الرابع: أشهر رجالهم في ممارسة التحريف:

- ‌المبحث الثاني: نماذج على تحريفات أهل الكتاب قديماً

- ‌المطلب الأول: أمثلة على التحريف بالتأويلات الباطلة قديماً:

- ‌المطلب الثاني: أمثلة على التحريف بالتبديل قديماً:

- ‌المطلب الثالث: أمثلة على التحريف بالزيادة قديماً:

- ‌المطلب الرابع: أمثلة على التحريف بالنقصان قديماً:

- ‌المطلب الخامس: أمثلة على التحريف بالإخفاء والكتمان قديماً:

- ‌المبحث الثالث: أمثلة على تحريفات أهل الكتاب حديثاً

- ‌المطلب الأول: خطط التحريف حديثاً:

- ‌الخطة الأولى:

- ‌الخطة الثانية:

- ‌الخطة الثالثة:

- ‌الخطة الرابعة:

- ‌الخطة الخامسة:

- ‌الخطة السادسة:

- ‌الخطة السابعة:

- ‌المطلب الثاني: أمثلة على التحريف بالتبديل حديثاً

- ‌المطلب الثالث: التحريف بالتأويلات الفاسدة حديثاً:

- ‌المطلب الرابع: أمثلة على التحريف بالإخفاء والكتمان حديثاً

- ‌المطلب الخامس: أمثلة على التحريف بالزيادة حديثاً

- ‌المبحث الرابع: شهادات أهل الكتاب على تحريفات أهل الكتاب للتوراة والإنجيل حديثاً

- ‌المطلب الأول: شهادات علمائهم على وقوع التحريف من النُّسَّاخ والكتبة، وفيه:

- ‌الفرع الأول: اعتراف صاحب كتاب مرشد الطالبين (الدكتور سمعان كهلون):

- ‌الفرع الثالث: اعتراف الدكتور روبرت صاحب كتاب (حقيقة الكتاب

- ‌المطلب الثاني: شهادات دوائر المعارف الغربية المعتمدة على وقوع التحريف المتعمَّد من النُّسَّاخ والكتبة، وفيه:

- ‌الفرع الأول: شهادة دائرة المعارف الأمريكية على تحريف العهدين القديم والجديد

- ‌الفرع الثاني: شهادة دائرة المعارف الفرنسية على تحريف العهدين القديم والجديد:

- ‌الفرع الثالث: شهادة دائرة المعارف البريطانية على تحريف العهد الجديد

- ‌الفرع الرابع: شهادة مجلة تايم على تحريف العهد الجديد

- ‌الفصل الخامسالخطاب القرآني لأهل الكتاب فيما يتعلق بالأخلاق

- ‌المبحث الأول: تعريف الأخلاق لغةً واصطلاحاً

- ‌المطلب الأول: تعريف الأخلاق لغةً واصطلاحاً

- ‌الفرع الأول: تعريف الأخلاق لغةً

- ‌الفرع الثاني: تعريف الأخلاق اصطلاحاً

- ‌المطلب الثاني: أهمية الأخلاق في الكتب السماوية السابقة، وفيه:

- ‌الفرع الأول: أهمية الأخلاق

- ‌الفرع الثاني: علاج الأخلاق الفاسدة

- ‌المبحث الثاني: نقض أهل الكتاب للعهود والمواثيق

- ‌المطلب الأول: تعريف العهد لغة واصطلاحاً

- ‌الفرع الأول: تعريف العهد لغةً:

- ‌الفرع الثاني: تعريف العهد اصطلاحاً:

- ‌المطلب الثاني: تعريف الميثاق لغةً واصطلاحاً

- ‌الفرع الأول: تعريف الميثاق لغة:

- ‌الفرع الثاني: تعريف الميثاق اصطلاحاً:

- ‌الفرع الثالث: الفرق بين العهد والميثاق:

- ‌المطلب الثالث: آيات العهود والمواثيق، وأقوال المفسرين فيها

- ‌الفرع الأول: الآيات التي تأمر أهل الكتاب بالوفاء بالعهود والمواثيق:

- ‌الآية الأولى:

- ‌الآية الثانية:

- ‌الفرع الثاني: معاني العهود والمواثيق:

- ‌المطلب الرابع: ما يترتب على نقض العهود والمواثيق:

- ‌الفرع الأول: الآيات التي تحذر أهل الكتاب من نقض العهود والمواثيق:

- ‌الفرع الثاني: ما يترتب على نقض العهود والمواثيق:

- ‌المبحث الثالث: أمثلة على نقض العهود والمواثيق قديماً وحديثاً

- ‌المطلب الأول: أمثلة على نقض العهود والمواثيق قديماً

- ‌الفرع الأول: يهود بنو النضير تنقض العهد والميثاق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الفرع الثاني: آيات نقض اليهود والنصارى للعهد والميثاق بكتمانهم نبوته صلى الله عليه وسلم ، وأقوال المفسرين فيها

- ‌الآية الأولى:

- ‌الآية الثانية:

- ‌المطلب الثاني: أمثلة على نقض العهود والمواثيق حديثاً:

- ‌الفرع الأول: اتفاقية الهدنة بين العرب وإسرائيل في (10 يونيو 8 يوليو 1948 م)

- ‌الفرع الثاني: بنود اتفاقية الهدنة بين العرب وإسرائيل في (10 يونيو 8 يوليو 1948 م)

- ‌الفرع الثالث: أوجه نقض اليهود والنصارى لاتفاقية الهدنة

- ‌نتائج البحث:

- ‌المصادر والمراجع

- ‌أولاً: التفسير وعلوم القرآن الكريم

- ‌ثانياً: كتب الحديث وشروحها:

- ‌ثالثاً: كتب المعاجم:

- ‌رابعاً: كتب التراجم العامة:

- ‌خامسا: كتب السيرة النبوية:

- ‌سادساً: الموسوعات:

- ‌سابعاً: كتب الشبهات والردود:

- ‌ثامناً: أديان ومذاهب:

- ‌تاسعاً: رسائل علمية:

- ‌عاشراً: كتب أخرى:

- ‌الحادي عشرة: كتب أصولية:

- ‌الثاني عشر مجلات:

- ‌الثالث عشرة: مواقع الكترونية:

الفصل: ‌الفرع الثاني: مناظرة جعفر بن أبي طالب مع النجاشي:

قال: وليي جبريل عليه السلام ، ولم يبعث الله نبياً قط إلا وهو وليه.

قالوا: فعندها نفارقك، لو كان غيره لاتبعناك وصدقناك!

قال: فما يمنعكم أن تصدقوه؟

قالوا: إنه عدونا من الملائكة؛ فأنزل الله تعالى: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} (1)} (2).

أما هذه المناظرة فتبين لنا موقف أكثر اليهود والنصارى قديماً وحديثاً أنهم لايؤمنون بالله ولا برسله ولا بملائكته ولا بكتبه، وأنهم ينقضون العهود التي عاهدوا عليها الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما هو دأبهم وديدنهم في نقض العهد والميثاق، وذلك ما يؤكد صدق قوله تعالى:{أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} (3).

وكان الأولى بهم أن يؤمنوا؛ لان هذه الأسئلة لا يعلمها إلا نبي، وهم يعرفون ذلك، وقد أجاب عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما سألوه، ولكنهم كذبوا وعاندوا بعد ظهور الحق وزوال الشك، فماذا بعد الحق إلا الضلال.

‌الفرع الثاني: مناظرة جعفر بن أبي طالب مع النجاشي:

لم تقتصر المناظرات مع أهل الكتاب في العصر الأول من الإسلام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحسب، بل امتدت لتقام مع أصحابه رضوان الله عليهم.

فقد حصلت في العصر الأول مناظرات بين الجيل الأول وأهل الكتاب، وهذه المناظرات تتجلى فيها قوة الحق وزيف الباطل، ويتجلى فيها فقه السلف لهذا الدين، وتشرب قلوبهم للقرآن الكريم وتعاليمه، ولذلك يظهر الله الحق على ألسنتهم بوضوح، ولا يجد المناظر لهم من المخالفين مفراً من أحد أمرين:

(1) سورة البقرة الآية: (97 - 98).

(2)

رواه الطيالسي في مسنده عن شهر ابن حوشب (1/ 221) برقم (2731)، المؤلف: سليمان بن داود أبو داود الفارسي البصري الطيالسي، الناشر: دار المعرفة بيروت، والدر المنثور (1/ 221).

(3)

سورة البقرة الآية: (100).

ص: 138

الأول: أن يذعن للحق فيسلم وجهه لله رب العالمين، ويؤمن برسالة خاتم الأنبياء والمرسلين الذي بشر به إخوانه الأنبياء السابقين.

الثاني: أن ينفر ويستكبر عن الإيمان بالله ورسوله، ولا يحمله على ذلك إلا الحسد والعناد، فيجحد الحق بعد قيام الحجة، قال تعالى:{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} (1) ، ومما ينبغي لدعاة الإسلام الذين يناظرون أهل الكتاب حديثاً أن يتعلموا من هذه المناظرات الطريقة السليمة لدعوة غيرهم إلى دين الله بالفقه والحكمة والدليل والبرهان.

وسنكتفي هنا بذكر ما ورد من الحوار والمناظرة بين سيدنا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه في هجرته إلى الحبشة وبين النجاشي، وهي مناظرة مشهورة في كتب الحديث والسير والمغازي.

وذلك أنه لما اشتد الأذى على المسلمين في مكة قبل الهجرة أذن النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه أن يهاجروا إلى الحبشة للحفاظ على دينهم؛ ولأن فيها ملكاً عادلاً لا يُظلم عنده أحد، فخرج إليه مجموعة من المسلمين كان على رأسهم جعفر بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن أمهات المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها (2) ، وأم حبيبة (3) بنت أبي سفيان رضي الله عنهما، وأسماء بنت عميس (4) وغيرهم رضي الله عنهم جميعاً.

(1) سورة البقرة الآية: (109).

(2)

أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث الأنصارية الأوسية ثم الأشهلية قال أبو علي بن السكن وتكنى أم سلمة وكانت يقال له خطيبة النساء روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث قال عبد بن حميد أم سلمة الأنصارية هي أسماء بنت يزيد بن السكن شهدت اليرموك وقتلت يومئذ تسعة من الروم بعمود فسطاطها وعاشت بعد ذلك دهرا. انظر: الإصابة في تمييز الصحابة (7/ 498) مرجع سابق.

(3)

رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموية زوج النبي صلى الله عليه وسلم تكنى أم حبيبة، وهي بها أشهر من اسمها، وقيل بل اسمها هند ورملة أصح عند الجمهور. انظر: الإصابة في تمييز الصحابة (7/ 651) مرجع سابق، أسماء من يعرف بكنيته (1/ 66) المؤلف: محمد بن الحسين أبو الفتح الأزدي الموصلي، الناشر: الدار السلفية - الهند، الطبعة الأولى، 1410 - 1989، تحقيق: أبو عبدالرحمن اقبال، أسد الغابة (1/ 1353) مرجع سابق.

(4)

أسماء بنت عميس بن أنس بن مدرك الخثعمي زوج خالد بن الوليد وأم أولاده المهاجر وعبد الله وعبد الرحمن.

انظر: الإصابة في تمييز الصحابة (7/ 484) مرجع سابق.

ص: 139

فلما استقروا في الحبشة لم تدعهم قريش وشأنهم، بل أرسلت على إثرهم وفداً إلى النجاشي يتكون من عمرو بن العاص (1) داهية العرب، وعمارة بن الوليد بن المغيرة، وعبدالله بن أبي ربيعة، وأخذوا معهم هدايا للنجاشي، وطلبوا منه أن يرد عليهم المسلمين، ولندع الرواية لأحد الحاضرين في الحبشة آنذاك، يروي لنا الرواية بألفاظها لنرى كيف جلَّى الله الحق من القرآن الكريم على ألسنة عباده المؤمنين، وكيف ردّ الله رسل قريش خائبين.

فهذه أم المؤمنين أم سلمة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم تروي الحوار الذي دار بين المهاجرين والنجاشي في الحبشة؛ تقول: {ثُمَّ أَرسَلَ إلى أَصْحَابِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَدَعَاهُمْ، فلما جَاءَهُمْ رَسُولُهُ اجْتَمَعُوا ثُمَّ قال بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: ما تَقُولُونَ لِلرَّجُلِ إذا جِئْتُمُوهُ؟ قالوا: نَقُولُ والله ما عَلَّمَنَا وما أَمَرَنَا بِهِ نَبِيُّنَا كَائِنٌ في ذلك ما هو كَائِنٌ، فلما جاءه وقد دَعَا النجاشي أَسَاقِفَتَهُ فَنَشَرُوا مَصَاحِفَهُمْ حَوْلَهُ، سَأَلَهُمْ فقال: ما هذا الدِّينُ الذي فَارَقْتُمْ فيه قَوْمَكُمْ ولم تَدْخُلُوا في ديني وَلَا في دِينِ أَحَدٍ من هذه الأُمَمِ؟

قالت: فَكَانَ الذي كَلَّمَهُ جَعْفَرُ بن أبي طَالِبٍ رضي الله عنه ، فقال له: أَيُّهَا الْمَلِكُ، كنا قَوْماً أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الأَصْنَامَ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ، وَنَأْتِى الْفَوَاحِشَ، وَنَقْطَعُ الأَرْحَامَ، ونسيء الْجِوَارَ يَأْكُلُ الْقَوِىُّ مِنَّا الضَّعِيفَ؛ فَكُنَّا على ذلك حتى بَعَثَ الله إِلَيْنَا رَسُولاً مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ، فَدَعَانَا إلى اللَّهِ لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ، وَنَخْلَعَ ما كنا نعبد وَآبَاؤُنَا من دُونِهِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَالأَوْثَانِ، وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الحديث، وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحاَرِمِ وَالدِّمَاءِ، وَنَهَانَا عَنِ الْفَوَاحِشِ وَقَوْلِ الزُّورِ، وَأَكْلِ مَالِ الْيَتِيمِ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً، وَأَمَرَنَا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ قالت: فَعَدَّدَ عليه أُمُورَ الإِسْلَامِ فَصَدَّقْنَاهُ وَآمَنَّا بِهِ وَاتَّبَعْنَاهُ على ما جاء بِهِ، فَعَبَدْنَا اللَّهَ وَحْدَهُ فلم نُشْرِكْ بِهِ شَيْئاً، وَحَرَّمْنَا ما حُرِّمَ عَلَيْنَا، وَأَحْلَلْنَا ما أُحِلَّ لنا، فَعَدَا عَلَيْنَا قَوْمُنَا فَعَذَّبُونَا وَفَتَنُونَا عن دِينِنَا لِيَرُدُّونَا إلى عِبَادَةِ الأَوْثَانِ من عِبَادَةِ اللَّهِ، وأن نَسْتَحِلَّ ما كنا نَسْتَحِلُّ مِنَ الْخَبَائِثِ، فلما قَهَرُونَا وَشَقُّوا عَلَيْنَا وَحَالُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ دِينِنَا، خَرَجْنَا إلى بَلَدِكَ وَاخْتَرْنَاكَ على من سِوَاكَ، وَرَغِبْنَا في جِوَارِكَ، وَرَجَوْنَا أَنْ لَا نُظْلَمَ عِنْدَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ.

قالت: فقال له النجاشي: هل مَعَكَ مِمَّا جاء بِهِ عَنِ اللَّهِ من شيء؟

(1) عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم رضي الله عنه، صحابي جليل، أسلم قبل الفتح، مات في (43 هـ). انظر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب، (3/ 1184) مرجع سابق، وأسد الغابة (4/ 259) مرجع سابق، والإصابة في تمييز الصحابة (4/ 650) مرجع سابق.

ص: 140

قالت: فقال له جَعْفَرٌ: نعم.

فقال له النجاشي: فَاقْرَأْهُ علي؟

فَقَرَأَ عليه صَدْراً من (كهيعص).

قالت: فَبَكَى والله النجاشي حتى أَخْضَلَ لِحْيَتَهُ، وَبَكَتْ أَسَاقِفَتُهُ حتى أخضلوا مَصَاحِفَهُمْ حين سَمِعُوا ما تَلَا عليهم، ثُمَّ قال النجاشي: إن هذا والله والذي جاء بِهِ مُوسَى لَيَخْرُجُ من مِشْكَاةٍ وَاحِدَةٍ، انْطَلِقَا فَوَاللَّهِ لَا أُسْلِمُهُمْ إِلَيْكُمْ أَبَداً وَلَا أَكَادُ. وهذا القسم من النجاشي يخاطب به رسل قريش الثلاثة بقوله: انطلقا، وهم عمرو بن العاص، وعمارة بن الوليد بن المغيرة، وعبدالله بن أبي ربيعة

قالت أُمُّ سَلَمَةَ: فلما خَرَجَا من عِنْدِهِ قال عَمْرُو بن الْعَاصِ: والله لأنبئنهم غَداً عَيْبَهُمْ عندهم ثُمَّ أستأصل بِهِ خَضْرَاءَهُمْ.

قالت: فقال له عبد اللَّهِ بن أَبِى رَبِيعَةَ وكان أَتْقَى الرَّجُلَيْنِ فِينَا: لَا تَفْعَلْ، فإن لهم أَرْحَاماً وَإِنْ كَانُوا قد خَالَفُونَا.

قال: والله لأُخْبِرَنَّهُ أَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ عِيسَى بن مَرْيَمَ عَبْدٌ.

قالت: ثُمَّ غَدَا عليه الْغَدَ فقال له: أَيُّهَا الْمَلِكُ، إِنَّهُمْ يَقُولُونَ في عِيسَى بن مَرْيَمَ قَوْلاً عَظِيماً، فَأَرْسِلْ إِلَيْهِمْ فَاسْأَلْهُمْ عَمَّا يَقُولُونَ فيه.

فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ يَسْأَلُهُمْ عنه.

قالت: ولم يَنْزِلْ بِنَا مِثْلُهُ، فَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ فقال بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَاذَا تَقُولُونَ في عِيسَى إذا سَأَلَكُمْ عنه؟

قالوا: نَقُولُ -والله فيه ما قال الله، وما جاء بِهِ نَبِيُّنَا كَائِناً في ذلك ما هو كَائِنٌ.

فلما دَخَلُوا عليه قال لهم: ما تَقُولُونَ في عِيسَى بن مَرْيَمَ؟

فقال له جَعْفَرُ بن أَبِى طَالِبٍ: نَقُولُ فيه الذي جاء بِهِ نَبِيُّنَا، هو عبد اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَرُوحُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلى مَرْيَمَ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ.

قالت: فَضَرَبَ النجاشي يَدَهُ إلى الأَرْضِ، فَأَخَذَ منها عُوداً ثُمَّ قال: ما عَدَا عِيسَى بن مَرْيَمَ ما قُلْتَ هذا الْعُود! فتَنَاخَرَتْ بَطَارِقَتُهُ حَوْلَهُ حين قال ما قال.

فقال: وإن نَخَرْتُمْ والله، اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ سُيُومٌ بأرضي وَالسُّيُومُ الآمِنُونَ من سَبَّكُمْ غُرِّمَ، ثُمَّ من سَبَّكُمْ غُرِّمَ، فما أُحِبُّ أن لي دَبْراً ذَهَباً وإني آذَيْتُ رَجُلاً مِنْكُمْ وَالدَّبْرُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ الجعل رَدُّوا

ص: 141

عليهما هَدَايَاهُمَا فَلَا حَاجَةَ لنا بها، فَوَاللَّهِ ما أَخَذَ الله مِنِّى الرِّشْوَةَ حين رَدَّ علي ملكي فُآخُذَ الرِّشْوَةَ فيه، وما أَطَاعَ الناس فيَّ فَأُطِيعَهُمْ فيه!

قالت: فَخَرَجَاأي مبعوثا قريش من عِنْدِهِ مَقْبُوحَيْنِ مَرْدُوداً عَلَيْهِمَا ما جاءا بِهِ، وَأَقَمْنَا عِنْدَهُ بِخَيْرِ دَارٍ مع خَيْرِ جَارٍ} (1).

فتبين من هذه الرواية أن النجاشي كان ممن يبحث عن الحق فهداه الله لذلك ومثل هؤلاء هم الذين شرحوا صدورهم للإيمان، فهداهم الله إلى صراطه المستقيم، وينطبق عليهم قوله تعالى:{لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ} (2).

وينطبق عليهم أيضاً قوله تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ} (3).

فتبين من هذه المناظرة أن من طلب الحق وبحث عنه، وفقه الله إلى ذلك، وزاده هدى قال تعالى:{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} (4).

ومن نسى الله أنساه نفسه كما قال تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (5).

(1) أخرجه أحمد بن حنبل في المسند، باب حديث الهجرة، (1/ 202) رقم:(1740) مرجع سابق، والجامع لأحكام القرآن (11/ 73) مرجع سابق، الدر المنثور للسيوطي (5/ 476).

(2)

سورة آل عمران الآية: (113 - 115).

(3)

سورة المائدة الآية: (83 - 85).

(4)

سورة محمد الآية: (17).

(5)

سورة الحشر الآية: (19).

ص: 142