الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفرع الرابع: أشهر رجالهم في ممارسة التحريف:
إن اليهود قد عرفوا على مر العصور بالإخفاء للأحكام الشرعية، والتستر بأنفسهم وراء الأديان الأخرى، والتخفي خلف الطوائف والجماعات والجمعيات، وكذلك في الهيئات والمنظمات؛ وذلك لأغراض سياسية تخدم مصالحهم، ومنهم أكثر الخبراء المتخفين في جميع المجالات؛ لخدمة أباطيلهم ومخططاتهم، ولإثارة القلاقل والفتن في الأرض، ومن الأمثلة على ذلك أن الذي حرف التوراة هو الكاهن اليهودي عزرا بن سرايا " فقد استطاع أن يكتب التوراة الحالية
…
وأضاف أسفاراً نسبها إلى موسى عليه السلام ، ولا صلة له بها أبداً
…
حتى عظمه اليهود، وقالوا عنه: إنه ابن الله، وكان ممن آمن بهذه المقولة يهود المدينة المنورة الذين كانوا فيها حينما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها، وقد أنكروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم عدم اعتقاده ببنوة عزرا لله عز وجل" (1).
وأما الديانة النصرانية فقد تلبس بها بولس اليهودي الذي أظهر لهم التزامه بالنصرانية، وكارل ماركس اليهودي حيث:"والشيوعية المعاصرة تنسب إلى المسيحي كارل ماركس 1818 م 1883 م، وهو يهودي ابن الحاخام الألماني المتعصب كاي مردخاي الذي هجر اليهودية مؤمناً، واعتنق المسيحية لغرض يهودي، ومثله عبدالله بن سبأ، وميمون القداح "(2).
وهكذا يوجد لكل زمان ومكان رجاله الذين يقومون بخدمة اليهود واليهودية، وينفذون أهدافها، فأما بولس اليهودي فإنه:" قد كان نموذجاً صارخاً لهذا النوع من التحريف باسم الدين، وقد اعترف بذلك التحريف بقوله: إن كان صدق الله قد أزداد بكذبي لمجده، فلماذا أدان بعد كخاطئ"(3).
وأما بولس اليهودي فقد تحدث عنه المتخصص في دراسة الأديان ومقارنتها عبد الرحمن حبنكة رحمه الله بقوله: " إن بولس كان يهودياً متلبساً بالنصرانية، وكان له الأثر الكبير في تحريف أصول الديانة النصرانية .. وكان اسمه (شاؤول)
…
وكان في أول عهده من أكبر أعداء النصارى الذين آمنوا بعيسى
…
وبعد أن رفع الله عيسى بمدة من الزمن أعلن بشكل مفاجئ دخوله في النصرانية،
…
ونشط
(1) انظر: كتاب لتفسدن في الأرض مرتين، (ص: 194 - 195) ، مرجع سابق.
(2)
انظر: صراعنا مع اليهود بين الصلح المستحيل والمواجهة الحتمية، (1/ 455) المؤلف: محمد بن مهنأ العلي، الناشر: مطبعة السفير الرياض.
(3)
انظر: هل العهد الجديد كلمة الله (ص: 129) المؤلف: منقذ بن محمود السقار، سلسلة الهدى والنور.
بالدعوة إلى المسيحية معلناً أن عيسى هو ابن الله، حتى صار المعلم الأول في المسيحية وداعيتها النشيط، وأخذ ينشر أنه يتلقى التعاليم المسيحية إلهاماً
…
وصار هذا الرجل اليهودي في تاريخ المسيحية أحد الرسل السبعين الذين نزل عليهم روح القدس
…
وتفاقم تأثير (بولس) حتى صار معلماً لـ (مرقص) أحد كُتَّاب الأناجيل الأربعة
…
كما صار معلماً لـ (لوقا) أحد كُتَّاب الأناجيل الأربعة أيضاً، (وهو أول من قال: إن عيسى هو ابن الله) ، علماً بأن هذه الفكرة لم تكن قد عرفت من قبل، واستطاع هذا الرجل أن يحرف في جوهر الديانة المسيحية، دون أن يستطيع أحد معارضته؛ لأنه زعم لهم أنه يتلقى التعاليم من المسيح تلقياً إلهامياً روحياً، وصدقوه في ذلك، وأدخل في المسيحية ما أدخل، وحرف فيها ما حرف" (1).
الخلاصة:
أن اليهود هم أول من حرف كتاب الله التوراة، وكذلك الإنجيل، وتلك التحريفات كان أغلبها لأغراض سياسية، ثم تبعهم في التحريف الكُتَّاب والنُّسَّاخ للتوراة والإنجيل، وأدخلوا أموراً قصدوا بها زخرفة العبادات وتزينها، والقيام بتصحيح الأخطاء التي توهموها، فوقعوا فيما هو أشد منه، وهكذا كان أغلب تحريفهم عمداً.
(1) انظر: مكايد يهودية عبر التاريخ، (ص: 3436) مرجع سابق.