المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الثالث: أنواع التحريف عند أهل التفسير إجمالا: - الخطاب القرآني لأهل الكتاب وموقفهم منه قديما وحديثا

[هود محمد أبو راس]

فهرس الكتاب

- ‌ملخص البحث

- ‌الشكر والتقدير

- ‌الإهداء

- ‌تقديم القاضي العلامة محمد بن إسماعيل العمراني

- ‌مقدمة البحث

- ‌المقدمة:

- ‌مشكلة الدراسة:

- ‌التساؤلات:

- ‌أهمية وجدوى هذه الدراسة:

- ‌منهجية البحث:

- ‌أسباب اختيار الموضوع

- ‌الدراسات السابقة

- ‌الفصل الأول التمهيدي، في المقدمات والتعريفات

- ‌المبحث الأول: تعريف الخطاب لغة واصطلاحاً

- ‌المطلب الأول: تعريف الخطاب لغة

- ‌المطلب الثاني: تعريف الخطاب اصطلاحاً:

- ‌المبحث الثاني: الألفاظ والأساليب المتعلقة بالخطاب القرآني لأهل الكتاب

- ‌المطلب الأول: أنواع الخطاب لأهل الكتاب بالنظر إلى من يخاطبهم

- ‌تمهيد:

- ‌الفرع الأول: توجيه الخطاب إليهم من الله تعالى مباشرة وبدون واسطة

- ‌الفرع الثاني: خطابهم بواسطة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌الفرع الثالث: خطابهم بواسطة موسى عليه السلام

- ‌الفرع الرابع: خطابهم بواسطة عيسى عليه السلام

- ‌الفرع الخامس: خطابهم بواسطة عباده المؤمنين

- ‌الفرع السادس: خطابهم بالحكاية عمّا يعتقدونه، وما يعملونه، وما يتخلقون به من أخلاق بضمير الغائب

- ‌المطلب الثاني: الأساليب المتنوعة التي خوطب بها أهل الكتاب، وفيه ستة فروع:

- ‌الفرع الأول: خطابهم بتوجيه النداء لهم

- ‌الفرع الثاني: مخاطبتهم بتوجيه الأوامر إليهم، وذلك على النحو التالي:

- ‌الفرع الثالث: مخاطبتهم على سبيل الاستفهام، ويكون للإنكار أو للتعجب، ويأتي على النحو التالي:

- ‌الفرع الرابع: مخاطبتهم على سبيل النهي

- ‌الفرع الخامس: الخطاب بأسلوب الشرط

- ‌الفرع السادس: الخطاب بدخول كاف الخطاب على أفعالٍ مضارعة

- ‌المبحث الثالث: التعريف بأهل الكتاب قديماً وحديثاً

- ‌المطلب الأول: التعريف باليهود واليهودية لغة واصطلاحاً:

- ‌الفرع الأول: تعريف اليهود لغة:

- ‌الفرع الثاني: تعريف اليهود اصطلاحا:

- ‌الفرع الثالث: سبب تسميتهم:

- ‌الفرع الرابع: الألفاظ المتعددة والأوصاف المتنوعة في اليهود المذكورة في القرآن الكريم:

- ‌المطلب الثاني: تعريف النصرانية

- ‌الفرع الأول: تعريف النصارى لغة

- ‌الفرع الثاني: تعريف النصارى اصطلاحاً

- ‌الفرع الثالث: سبب تسميتهم

- ‌الفرع الرابع: الألفاظ المتعددة والأوصاف المتنوعة في النصارى المذكورة في القرآن الكريم

- ‌المطلب الثالث: التعريف باليهود والنصارى حديثاً

- ‌تمهيد:

- ‌الفرع الأول: اليهود حديثاً، وعددهم

- ‌أولاً: تقسيم اليهود من حيث الطبقات الاجتماعية

- ‌ثانياً: تقسيم اليهود على أساس ديني

- ‌ثالثاً: تقسيم اليهود باعتبار لغاتهم

- ‌الفرع الثاني: النصارى حديثاً، فرقهم، وعددهم

- ‌أولاً: فرقة الكاثوليك

- ‌ثانياً: فرقة الأرثوذكس

- ‌ثالثاً: فرقة البروتستانت

- ‌الفصل الثانيالخطاب القرآني لأهل الكتاب فيما يتعلق بدعوتهم إلى الدين

- ‌المبحث الأول: التعريف بالدين والدعوة إليه

- ‌المطلب الأول: تعريف الدين لغة واصطلاحاً:

- ‌الفرع الأول: تعريف الدين لغة

- ‌الفرع الثاني: تعريف الدين اصطلاحاً

- ‌المطلب الثاني: دعوة أهل الكتاب إلى الإيمان بالله

- ‌الفرع الأول: آيات الخطاب القرآني التي تأمر أهل الكتاب بالإيمان

- ‌الآية الأولى:

- ‌الآية الثانية:

- ‌الفرع الثاني: خلاصة أقوال المفسرين في معنى الإيمان

- ‌المطلب الثالث: الدعوة إلى توحيد الله

- ‌الفرع الأول: التوحيد دعوة جميع الأنبياء والمرسلين

- ‌الفرع الثاني: آيات الخطاب التي تأمر أهل الكتاب بالتوحيد، وأقوال المفسرين فيها

- ‌المبحث الثاني: دعوة أهل الكتاب إلى الابتعاد عن الغلو في الدين

- ‌المطلب الأول: تعريف الغلو لغة واصطلاحاً

- ‌الفرع الأول: تعريف الغلو لغة:

- ‌الفرع الثاني: تعريف الغلو اصطلاحاً:

- ‌المطلب الثاني: آيات النهي عن الغلو، وأقوال المفسرين فيها

- ‌الفرع الأول: المخاطب بالآية

- ‌الفرع الثاني: معنى الغلو في الدين

- ‌الفرع الثالث: ما يستفاد من النهي عن الغلو في الدين حديثاً

- ‌الفرع الرابع: مفاسد الغلو في الدين قديماً وحديثاً

- ‌المطلب الثالث: الغلو في الدين عند أهل الكتاب حديثاً:

- ‌الفرع الأول: غلوهم في عيسى عليه السلام

- ‌الفرع الثاني: غلوهم في إطلاقهم حرية الرأي والتعبير:

- ‌الفرع الثالث: غلوهم بإلصاق تهمة الغلو بالمسلمين ومحاربتهم لهم بسبب ذلك:

- ‌الفرع الرابع: غلوهم بإثارة الحروب والفتن على المسلمين:

- ‌الفرع الخامس: غلوهم بإدعاؤهم أنهم شعب الله المختار:

- ‌الفرع السادس: غلوهم في كسبهم المحرَّم:

- ‌المبحث الثالث: مجادلة أهل الكتاب ومباهلتهم

- ‌المطلب الأول: مشروعية جدال أهل الكتاب ومناظرتهم:

- ‌الفرع الأول: تعريف الجدل لغة وشرعاً:

- ‌أولاً: تعريف الجدال لغةً:

- ‌ثانياً: تعريف الجدال اصطلاحاً:

- ‌القسم الأول: الجدال المحمود:

- ‌القسم الثاني: الجدال المذموم:

- ‌الفرع الثاني: مشروعية جدال أهل الكتاب عند المفسرين:

- ‌الفرع الثالث: آداب الجدال مع أهل الكتاب:

- ‌الفرع الرابع: مجادلة أهل الكتاب ومناظرتهم حديثاً:

- ‌المطلب الثاني: دعوة أهل الكتاب للمباهلة

- ‌الفرع الأول: تعريف المباهلة لغة واصطلاحاً

- ‌أولاً: تعريف المباهلة لغةً:

- ‌ثانياً: تعريف المباهلة إصطلاحاً:

- ‌ثالثاً: طريقة المباهلة:

- ‌الفرع الثاني: مشروعية المباهلة حديثاً:

- ‌المبحث الرابع: نماذج على مجادلة أهل الكتاب قديماً وحديثاً

- ‌المطلب الأول: مجادلة أهل الكتاب في العصر الأول من الإسلام

- ‌الفرع الأول: مناظرتهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم في العصر الأول من الإسلام:

- ‌أولاً: مناظرة الرسول صلى الله عليه وسلم مع حبر يهودي غير معاند:

- ‌ثانياً: مناظرة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع بعض اليهود المعاندين:

- ‌الفرع الثاني: مناظرة جعفر بن أبي طالب مع النجاشي:

- ‌المطلب الثاني: نماذج من المناظرات مع أهل الكتاب عبر التاريخ:

- ‌المناظرة التي جرت بين الإمام الرازي ونصراني في خوارزم:

- ‌المطلب الثالث: أهم المناظرات مع أهل الكتاب حديثاً

- ‌المطلب الرابع: ثمار المناظرة مع أهل الكتاب حديثاً

- ‌الفرع الأول: دعوتهم إلى الدخول في دين الإسلام الحق

- ‌الفرع الثاني: كشف شبهاتهم وباطلهم للناس

- ‌الفصل الثالثالخطاب القرآني لأهل الكتاب فيما يتعلق بالإيمان بالقرآن الكريم

- ‌المبحث الأول: آيات الخطاب القرآني المتعلقة بالإيمان بالكتب السماوية عموماً

- ‌المطلب الأول: الآيات الواردة في الأمر بالإيمان بالقرآن الكريم، وما يترتب عليه

- ‌الفرع الأول: آيات الخطاب التي تأمر أهل الكتاب بالإيمان بالقرآن الكريم:

- ‌الفرع الثاني: أسباب تفضيل القرآن الكريم على غيره من الكتب

- ‌المطلب الثاني: الآيات الواردة في الأمر بالإيمان بالكتب السماوية

- ‌المطلب الثالث: الآيات الواردة في الأمر بإقامة التوراة والإنجيل والقرآن والعمل بما فيهما

- ‌الفرع الأول: آيات الخطاب القرآني التي تأمر بإقامة كتب الله والعمل بما فيها:

- ‌الفرع الثاني: بيان ما الذي يجب الإيمان به من الكتب السماوية:

- ‌المطلب الرابع: الآيات الواردة في التحذير من الكفر بآيات الله:

- ‌الفرع الأول: آيات الخطاب القرآني التي تحذر أهل الكتاب من الكفر بآيات الله، وأقوال المفسرين فيها:

- ‌الفرع الثاني: خلاصة آيات الخطاب المتعلقة بالكتب السماوية:

- ‌المبحث الثاني: موقف منصفي أهل الكتاب قديماً وحديثاً من القرآن الكريم

- ‌المطلب الأول: موقف منصفي أهل الكتاب قديماً من القرآن الكريم

- ‌الفرع الأول: النجاشي:

- ‌الفرع الثاني: ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العُزى

- ‌الفرع الثالث: عبد الله بن سلام:

- ‌المطلب الثاني: شهادة المنصفين من أهل الكتاب حديثاً على صدق القرآن الكريم

- ‌الفرع الأول: شهادات المنصفين على أن القرآن الكريم هو الكتاب السماوي الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه:

- ‌الفرع الثاني: شهادات المنصفين على أن القرآن لم يحرف ولم يطرأ عليه التغيير:

- ‌الفرع الثالث: شهادات المنصفين من أهل الكتاب حديثاً على أن القرآن لا يتعارض مع الحقائق العلمية المعاصرة:

- ‌المبحث الثالث: محاولة تحريف أهل الكتاب للقرآن الكريم حديثاً

- ‌المطلب الأول: أمثلة على محاولة تحريف أهل الكتاب للقرآن الكريم حديثاً

- ‌الفرع الأول: اختلاق قرآن جديد من مقاطع ملفقة:

- ‌الفرع الثاني: أمثلة على محاولتهم التحريف بالتبديل:

- ‌الفرع الثالث: أمثلة على محاولتهم التحريف بالتقديم والتأخير:

- ‌الفرع الرابع: أمثلة على محاولتهم التحريف بالزيادة:

- ‌أولاً: الزيادة في كلمات القرآن الكريم فمنه:

- ‌ثانياً: الزيادة في سور القرآن الكريم:

- ‌الفرع الخامس: أمثلة على محاولتهم التحريف بالحذف:

- ‌المطلب الثاني: أهداف أهل الكتاب من محاولة تحريف القرآن الكريم حديثاً، وفيه:

- ‌الفرع الأول: القضاء على القرآن الكريم والتشكيك فيه:

- ‌الفرع الثاني: تنصير المسلمين وإخراجهم من دينهم وتشكيكهم فيه:

- ‌الفرع الثالث: النيل من شخصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌الفرع الرابع: إلغاء فريضة الجهاد عند المسلمين:

- ‌الفرع الخامس: نتائج هذا التحريف حديثاً:

- ‌الفصل الرابعالخطاب القرآني لأهل الكتاب فيما يتعلق بتحريف الكتب السماوية قديماً وحديثاً

- ‌المبحث الأول: تحريف أهل الكتاب للتوراة والإنجيل

- ‌المطلب الأول: تعريف التحريف لغةً واصطلاحاً:

- ‌الفرع الأول: تعريف التحريف لغةً:

- ‌الفرع الثاني: تعريف التحريف اصطلاحاً:

- ‌المطلب الثاني: الأدلة على وقوع التحريف من أهل الكتاب في الكتب السماوية:

- ‌الفرع الأول: الأدلة على التحريف من القرآن الكريم:

- ‌الفرع الثاني: الأدلة على وقوع التحريف من كتبهم السابقة:

- ‌المطلب الثالث: أنواع التحريف عند أهل التفسير إجمالاً:

- ‌المطلب الرابع: إثبات تحريف أهل الكتاب لكتبهم

- ‌الفرع الأول: إثبات التحريف اللفظي بالتبديل:

- ‌الفرع الثاني: الأدلة على وقوع التحريف في النسخة العبرانية:

- ‌الفرع الثالث: الأدلة على وقوع التحريف في نسخ العهد الجديد (الأناجيل):

- ‌الفرع الرابع: أشهر رجالهم في ممارسة التحريف:

- ‌المبحث الثاني: نماذج على تحريفات أهل الكتاب قديماً

- ‌المطلب الأول: أمثلة على التحريف بالتأويلات الباطلة قديماً:

- ‌المطلب الثاني: أمثلة على التحريف بالتبديل قديماً:

- ‌المطلب الثالث: أمثلة على التحريف بالزيادة قديماً:

- ‌المطلب الرابع: أمثلة على التحريف بالنقصان قديماً:

- ‌المطلب الخامس: أمثلة على التحريف بالإخفاء والكتمان قديماً:

- ‌المبحث الثالث: أمثلة على تحريفات أهل الكتاب حديثاً

- ‌المطلب الأول: خطط التحريف حديثاً:

- ‌الخطة الأولى:

- ‌الخطة الثانية:

- ‌الخطة الثالثة:

- ‌الخطة الرابعة:

- ‌الخطة الخامسة:

- ‌الخطة السادسة:

- ‌الخطة السابعة:

- ‌المطلب الثاني: أمثلة على التحريف بالتبديل حديثاً

- ‌المطلب الثالث: التحريف بالتأويلات الفاسدة حديثاً:

- ‌المطلب الرابع: أمثلة على التحريف بالإخفاء والكتمان حديثاً

- ‌المطلب الخامس: أمثلة على التحريف بالزيادة حديثاً

- ‌المبحث الرابع: شهادات أهل الكتاب على تحريفات أهل الكتاب للتوراة والإنجيل حديثاً

- ‌المطلب الأول: شهادات علمائهم على وقوع التحريف من النُّسَّاخ والكتبة، وفيه:

- ‌الفرع الأول: اعتراف صاحب كتاب مرشد الطالبين (الدكتور سمعان كهلون):

- ‌الفرع الثالث: اعتراف الدكتور روبرت صاحب كتاب (حقيقة الكتاب

- ‌المطلب الثاني: شهادات دوائر المعارف الغربية المعتمدة على وقوع التحريف المتعمَّد من النُّسَّاخ والكتبة، وفيه:

- ‌الفرع الأول: شهادة دائرة المعارف الأمريكية على تحريف العهدين القديم والجديد

- ‌الفرع الثاني: شهادة دائرة المعارف الفرنسية على تحريف العهدين القديم والجديد:

- ‌الفرع الثالث: شهادة دائرة المعارف البريطانية على تحريف العهد الجديد

- ‌الفرع الرابع: شهادة مجلة تايم على تحريف العهد الجديد

- ‌الفصل الخامسالخطاب القرآني لأهل الكتاب فيما يتعلق بالأخلاق

- ‌المبحث الأول: تعريف الأخلاق لغةً واصطلاحاً

- ‌المطلب الأول: تعريف الأخلاق لغةً واصطلاحاً

- ‌الفرع الأول: تعريف الأخلاق لغةً

- ‌الفرع الثاني: تعريف الأخلاق اصطلاحاً

- ‌المطلب الثاني: أهمية الأخلاق في الكتب السماوية السابقة، وفيه:

- ‌الفرع الأول: أهمية الأخلاق

- ‌الفرع الثاني: علاج الأخلاق الفاسدة

- ‌المبحث الثاني: نقض أهل الكتاب للعهود والمواثيق

- ‌المطلب الأول: تعريف العهد لغة واصطلاحاً

- ‌الفرع الأول: تعريف العهد لغةً:

- ‌الفرع الثاني: تعريف العهد اصطلاحاً:

- ‌المطلب الثاني: تعريف الميثاق لغةً واصطلاحاً

- ‌الفرع الأول: تعريف الميثاق لغة:

- ‌الفرع الثاني: تعريف الميثاق اصطلاحاً:

- ‌الفرع الثالث: الفرق بين العهد والميثاق:

- ‌المطلب الثالث: آيات العهود والمواثيق، وأقوال المفسرين فيها

- ‌الفرع الأول: الآيات التي تأمر أهل الكتاب بالوفاء بالعهود والمواثيق:

- ‌الآية الأولى:

- ‌الآية الثانية:

- ‌الفرع الثاني: معاني العهود والمواثيق:

- ‌المطلب الرابع: ما يترتب على نقض العهود والمواثيق:

- ‌الفرع الأول: الآيات التي تحذر أهل الكتاب من نقض العهود والمواثيق:

- ‌الفرع الثاني: ما يترتب على نقض العهود والمواثيق:

- ‌المبحث الثالث: أمثلة على نقض العهود والمواثيق قديماً وحديثاً

- ‌المطلب الأول: أمثلة على نقض العهود والمواثيق قديماً

- ‌الفرع الأول: يهود بنو النضير تنقض العهد والميثاق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الفرع الثاني: آيات نقض اليهود والنصارى للعهد والميثاق بكتمانهم نبوته صلى الله عليه وسلم ، وأقوال المفسرين فيها

- ‌الآية الأولى:

- ‌الآية الثانية:

- ‌المطلب الثاني: أمثلة على نقض العهود والمواثيق حديثاً:

- ‌الفرع الأول: اتفاقية الهدنة بين العرب وإسرائيل في (10 يونيو 8 يوليو 1948 م)

- ‌الفرع الثاني: بنود اتفاقية الهدنة بين العرب وإسرائيل في (10 يونيو 8 يوليو 1948 م)

- ‌الفرع الثالث: أوجه نقض اليهود والنصارى لاتفاقية الهدنة

- ‌نتائج البحث:

- ‌المصادر والمراجع

- ‌أولاً: التفسير وعلوم القرآن الكريم

- ‌ثانياً: كتب الحديث وشروحها:

- ‌ثالثاً: كتب المعاجم:

- ‌رابعاً: كتب التراجم العامة:

- ‌خامسا: كتب السيرة النبوية:

- ‌سادساً: الموسوعات:

- ‌سابعاً: كتب الشبهات والردود:

- ‌ثامناً: أديان ومذاهب:

- ‌تاسعاً: رسائل علمية:

- ‌عاشراً: كتب أخرى:

- ‌الحادي عشرة: كتب أصولية:

- ‌الثاني عشر مجلات:

- ‌الثالث عشرة: مواقع الكترونية:

الفصل: ‌المطلب الثالث: أنواع التحريف عند أهل التفسير إجمالا:

وهذه النصوص من أسفار اليهود تدل على أن الله قد علم ما في نفوس أهل الكتاب من حبهم للتحريف، ومخالفتهم لأوامر ربهم، فلذلك خاطبهم بمثل هذا الخطاب، ولم يخاطب الله المسلمين بذلك لعلمه أنهم لن يقوموا بمثل هذا الفعل القبيح من التحريف، وقد علَّق عبد الأحد داود القسيس الذي هداه الله للإسلام على هذه النصوص بقوله:" ولم ينه القرآن المسلمين عن التحريف؛ لأنه تعالى قد ضمن عصمة كتابه عن التحريف والتبديل والضياع، فقال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (1) على أن ذمه تعالى أهل الكتاب بتحريف كلم كتابه عن مواضعه قد علم المسلمين عظم إثمه وقبحه، وقبح من وصُف به بقوله تعالى: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} (2) وقال تعالى: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ} (3) "(4).

فتبين من الأدلة السابقة أن القرآن الكريم يثبت ممارستهم التحريف لكلام الله، وأن كتب أهل الكتاب تشهد أيضاً عليهم بممارسة التحريف، فكتبهم حرفتها أيدي البشر قبل نزول القرآن الكريم وبعده، ومع ذلك فلا يزال تحريفهم مستمراً في كل زمانٍ ومكان حتى يومنا هذا، لأنهم قد جبلوا على المخالفة لأوامر الله تعالى، وسيأتي التمثيل على ذلك في المبحث الأخير من هذا الفصل.

‌المطلب الثالث: أنواع التحريف عند أهل التفسير إجمالاً:

لقد ورد الخطاب من الله تعالى لأهل الكتاب يأمرهم فيه أن يلتزموا بطاعته، وأن لا يخالفوه فيها، وسيكون لهم من الخير والنعمة ما الله به عليم، فأبى أهل الكتاب إلَاّ أن يخالفوا أوامره، وينتهكوا ما حرم عليهم، فقاموا بالتحريف والتبديل لكلام الله في كتبه، واشتروا بها الثمن القليل، وأصبح القارئ حينما يقرأ تلك الكتب لا يستطيع التفريق بين الحق والباطل فيها، ولا يستطيع أن يميز بين كلام الله وكلام غيره؛ وذلك لما شابها من التحريف.

وقد كان تحريفهم لكلام الله ولكتبه قديماً وحديثاً على قسمين رئيسين نذكرهما على سبيل الإجمال:

(1) سورة الحجر الآية: (9).

(2)

سورة النساء الآية: (46).

(3)

سورة المائدة الآية: (41).

(4)

انظر: كتاب الإنجيل والصليب (ص: 39) مرجع سابق.

ص: 213

الأول: التحريف اللفظي.

والثاني: التحريف المعنوي. وكل منهما على وجوه كالتالي:

الوجه الأول: "التأويلات الباطلة، والتفسيرات الفاسدة، وذلك بحسب أهوائهم وشهواتهم كما قال تعالى:{أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (1).

وقد ذكر المفسرون عدة معاني لتحريفهم كلام الله في هذه الآية فمنها:

أن التحريف هو: الميل به عن معناه ووجهه الصحيح، قال الطبري:" أي: يميلونه عن وجهه ومعناه الذي هو معناه إلى غيره، بتأويل ما حرفوا، وأنه بخلاف ما حرفوه إليه"(2).

وقال أسعد حومد: إنهم كانوا يتأولونه، ويعطونه معنىً آخر غير معناه الصحيح من بعد ماعرفوه، وفهموا معناه على حقيقته، ومع ذلك فإنهم يخالفون عن علمٍ وبصيرة، وهم يعلمون أنهم على غير الحق فيما ذهبوا إليه من تأول وتحريف" (3) وهذا النوع من التحريف يكون بالتأويلات الفاسدة والباطلة، وهذا التحريف حصل منهم عمداً، وهو من المعاني المقصودة عندهم.

ويزيد بعض المفسرين هذا بياناً بذكر بعض الأمثلة، فقد قال الجزائري في تفسير هذه الآية أنه:"الميل بالكلام على وجه لا يدل على معناه، كما قالوا في نعت الرسول صلى الله عليه وسلم في التوراة: أكحل العينين ربعة، جعد الشعر، حسن الوجه، قالوا: طويل أزرق العينين، سبط الشعر"(4).

الوجه الثاني: تبديل ألفاظ الكتب الإلهية بألفاظ أخرى لتعطي دلالات توافق ما يريدون، على خلاف المعنى المراد منه في التنزيل، قال تعالى:{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} (5).

وهذه الآية فيها دلالة واضحة على تبديلهم للفظ الكلام بخلاف ما طلب منهم.

(1) سورة البقرة الآية: (75).

(2)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن (2/ 249) مرجع سابق.

(3)

انظر: أيسر التفاسير لأسعد حومد (1/ 82) مرجع سابق.

(4)

أيسر التفاسير للجزائري (ص: 44) مرجع سابق.

(5)

سورة البقرة الآية: (58 - 59).

ص: 214

الوجه الثالث: وهو إخفاؤهم لبعض الآيات والأحكام بحسب الزمان والظرف، وقد بين القرآن الكريم ذلك كما في الآيات التالية.

قال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ} (1).

وقال تعالى: {قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا} (2).

ومن ذلك قوله تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} (3).

وهذا الوجه متعلق بالتغير والإخفاء لأحكام الشريعة، وهذا التحريف من أخطر الأنواع؛ لأنه متعلق بما شرعه الله لعباده، فيجعلون الحلال فيه حراماً والحرام فيه حلالاً.

قال ابن زيد: " يجعلون الحلال فيها حراماً، والحرام فيها حلالاً، والحق فيها باطلاً، والباطل فيها حقاً، إذا جاءهم المحق برِشوة أخرجوا له كتاب الله، وإذا جاءهم المبطل برِشوة أخرجوا له ذلك الكتاب، فهو فيه محق، وإن جاء أحد يسألهم شيئاً ليس فيه حق ولا رشوة ولا شيء أمروه بالحق، فقال الله لهم: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ} (4) "(5) ، وهذا اتباع الهوى بعينه في إخفاءهم النصوص الشرعية وكتمانها.

قال الثعالبي: وغيروا ما فيها من الأحكام من بعد ما علموها وفهموها كما غيَّروا آية الرّجم، وصفة محمَّد صلى الله عليه وسلم (6). ثم قاموا بإخفاء الحكم الشرعي فيها، وحينما يحصل مثل هذا التحريف تتبدل الشرائع الصحيحة بغيرها، وتستبدل الأوامر والأحكام بغيرها، فينطفئ النور الإلهي الذي جاء للبشر، وتبدأ الفوضى؛ لأن الذي يستبدل الأحكام وينسخها هو الله قال تعالى: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ

(1) سورة المائدة الآية: (15).

(2)

سورة الأنعام الآية: (91).

(3)

سورة البقرة الآية: (76).

(4)

سورة البقرة الآية: (44).

(5)

انظر: تفسير القرآن العظيم (1/ 308) مرجع سابق.

(6)

انظر: الكشف والبيان (1/ 222) مرجع سابق.

ص: 215

وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} (1).

وقال تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (2).

وقال تعالى: {وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38) يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} (3).

الوجه الرابع: "ليُّ اللسان به، ليلبس على السامع اللفظ المنزل بغيره"(4).

قال تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (5).

قال ابن عطية رحمه الله: " وهذا اللي باللسان إلى خلاف ما في القلب موجود حتى الآن في بني إسرائيل، ويحفظ منه في عصرنا أمثلة إلا أنه لا يليق ذكرها بهذا الكتاب"(6).

وهذا نوع من الافتراء على الله وإلباس الحق بالباطل.

والذي يتبين مما سبق أن هذه الأوجه قد وردت في القرآن الكريم لتبين موقفهم من الخطاب القرآني عبر تاريخهم، وقد نزلت آيات تتحدث عن تبديلهم لكلام الله بما يوافق أهواءهم، وتأويلها بالتأويلات الباطلة، والتفسيرات الفاسدة، وعن زيادتهم ونقصانهم في نصوص الوحي المنزل؛ وكل ذلك ليعطي دلالة توافق ما تُريدُه أهوائهم، وعن إخفائهم لبعض الآيات وإظهارها بحسب ما تقتضيه مصالحهم، وسنذكر بعضاً من المعاني لهذه الآيات التي تتحدث عن تحريفهم ونوضحها في المباحث القادمة التي تتحدث عن الأمثلة لتحريفهم الكلام قديماً وحديثاً.

الوجه الخامس: الزيادة على النص المنزل ليعطي دلالة توافق ما يريدون.

(1) سورة النحل الآية: (101 - 102).

(2)

سورة البقرة الآية: (106).

(3)

سورة الرعد الآية: (3839).

(4)

انظر: هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى (ص: 102) المؤلف: الإمام ابن القيم الجوزية، الطبعة الثالثة عام (1418 هـ 1997 م) الناشر: مكتبة السوادي جدة.

(5)

سورة آل عمران الآية: (78 - 79).

(6)

انظر: المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (2/ 76) مرجع سابق.

ص: 216

الوجه السادس: النقص من النص المنزل ليعطي دلالة توافق ما يريدون (1).

والمتتبع لكتب اليهود والنصارى يلاحظ فيها كل هذه التحريفات، كما يلاحظ فيها أن هناك أحكاماً ربانية كانت ثابتة في شرائع الله، ولكنها حذفت من هذه الكتب، وقد حذفوها لئلا يكون بقاؤها حجة عليهم عند الناس، كإخفائها، وأما التحريف بالزيادة والنقصان في الكتب فهو:"تحريف ألفاظه، وهم يعلمون أنهم يحرفون كلام رب العالمين عمدًا وكذبًا"(2).

فتبين أن جميع معاني التحريف قد قام بها اليهود والنصارى من أهل الكتاب قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم ، ومارسوها أيضاً بعد بعثته فأخبره الله بما عملوه في كتبهم، وبما يريدونه من رسوله صلى الله عليه وسلم ، حتى يكون الرسول على حذر منهم، وحتى يكون أهل الإيمان كذلك على حذر، وقد أخبر الله الصحابة الذين كانوا يطمعون في إيمانهم بقوله تعالى:{أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (3)

، وقد بين الإمام الطبري" بأنه لا فائدة من طمعهم بأن يدخل اليهود والنصارى في دينهم؛ لأنه قد حصل من أسلافهم السابقين_خصوصاً_ أحبارهم ورهبانهم أنهم كانوا يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وفهموه وتيقنوا أنه كلام الله، فكيف تطمعون في تصديق هؤلاء اليهود إياكم؟ فإن الذي تخبرونهم عنه من الأنباء غيب لم يشاهده هؤلاء المعاصرون ولم يعاينوه، وقد كان بعضهم يسمع من الله كلامه وأمره ونهيه، ثم يبدله ويحرفه ويجحده، فهؤلاء الذين بين أظهركم من بقايا نسلهم أحرى أن يجحدوا ما أتيتموهم به من الحق، وهم لا يسمعونه من الله، وإنما يسمعونه منكم، وهذا أقرب إلى أن يحرفوا ما في كتبهم من صفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم ونعته ويبدلوه، وهم به عالمون، فيجحدونه ويكذبونه، وذلك ما فعله أوائلهم الذين سمعوا كلام الله من الله جل ثناؤه، ثم حرفوه من بعد ما عقلوه وعلموه متعمدين التحريف، وكل هذا هو إخبار من الله جل ثناؤه عن إقدامهم على البهت، ومناصبتهم العداوة له ولرسوله موسى عليه السلام، وأن بقاياهم من مناصبتهم العداوة لله ولرسوله محمد صلى الله عليه وسلم بغياً وحسداً وسائرون على خطى أوائلهم في عصر موسى عليه السلام "(4).

(1) هذه الوجوه للتحريف أخذت أكثرها من كتاب مكائد يهودية عبر التاريخ، (ص: 449 - 450) المؤلف: عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني، الناشر: دار القلم، دمشق، الطبعة السابعة، 1423 هـ 2002 م.

(2)

انظر: التفسير الميسر (1/ 89) مرجع سابق.

(3)

سورة البقرة الآية: (75) ..

(4)

انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن (2/ 248 - 249) مرجع سابق.

ص: 217

فتبين من سياق الآيات في الوجوه السابقة قسوة في قلوبهم، وتماديهم في عصيانهم لأوامر ربهم، ونقضهم لعهودهم ومواثيقهم، فكان هذا الخطاب من الله للمؤمنين، أي: ماذا تنتظرون أيها المؤمنون من قلوب أصبحت كالحجارة أو أشد قسوة؟ وماذا تنتظرون ممن قاموا بالاعتداء على كتابهم فحرفوه؟ وكيف تطمعون أن يؤمنوا بكتابكم؟ وهذه الآية فيها دلالة واضحة على عنصرية اليهود وتعاليهم على غيرهم، وهذا ما جعلهم يدَّعون أنهم أحب الخلق إلى الله، وأنهم أحق الناس بالرسالة من غيرهم، فحرفوا الآيات التي تبشر بمجيء رسول عربي، ويزعمون أنهم شعب الله المختار (المقدس) الذي اختاره الله ليسكن الأرض المقدسة، وأن الرب منحهم أرضاً خاصة بهم تسمى (أرض الميعاد جبل صهيون) ، ولأجل ذلك حرفوا الكلم عن مواضعه ليوافق أهواءهم، وزادوا فيه ما ليس منه، قال تعالى:{وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (1).

وهذه الآية فيها دلالة واضحة أيضاً على أنه ليس كل أهل الكتاب قاموا بالتحريف، بل الذي قام به فريق منهم، وأن هذا الوصف بالتحريف إنما يخص علماء أهل الكتاب من الأحبار والرهبان، ومن وافقهم من العوام على ضلالهم من بعد ما تبين لهم الحق، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ .. } (2).

فكان هؤلاء الأحبار والرهبان هم من صدَّوا الناس عن سبيل الله، وهم من حرفوا الكتب، فأحلوا فيها الحرام، وحرموا فيها الحلال، واشتروا بآيات الله ثمناً قليلا، وأكلوا أموال الناس بالباطل، وألبسوا عليهم الحق بالباطل، وكتموا ما أنزل الله، وأخفوا أحكامه وشرائعه، والآية السابقة تدل أيضاً على وقوع التحريف من أسلافهم قديماً في عهد موسى عليه السلام ، ولمَّا جاء المتأخرون منهم في عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فإنهم أيضاً حرفوا بعض الآيات والأحكام، وهم كذلك إلى اليوم يحرفون كلام الله كما هو دأبهم في كل زمان.

(1) سورة آل عمران الآية: (78).

(2)

سورة التوبة الآية: (34).

ص: 218