الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فتبين من خلال هذه الآيات أن هذا الخطاب من الله سبحانه وتعالى لأهل الكتاب كان مباشرة، وقد طلب منهم أن يلتزموا بما ورد في الخطاب من طاعته، وأن يجتنبوا ما نهى عنه.
الفرع الثاني: خطابهم بواسطة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
-.
وذلك أن يأمره الله بمخاطبتهم كقوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (3).
وهذا الخطاب في الآية يعم أهل الكتاب من اليهود والنصارى ومن جرى مجراهم كما قال ابن كثير (4)(5).
ومن ذلك الخطاب ما كان بواسطة الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً بأن يأمره الله أن يرد على مزاعمهم عندما قالوا أنهم أبناء الله وأحباؤه الذين لا يعذبهم الله، وذلك في قوله تعالى: {قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ
(1) سورة المائدة الآية: (19).
(2)
سورة البقرة الآية: (58 - 59).
(3)
سورة آل عمران الآية: (64).
(4)
ابن كثير: هو أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي، عماد الدين، ولد سنة (700 هـ)، مات سنة (774 هـ). انظر: طبقات المفسرين (1/ 11) المؤلف: شمس الدين محمد بن علي بن أحمد الداوودي، دار الكتب العلمية بيروت لبنان، الطبعة الأولى (1403 هـ الموافق 1983 م)، وطبقات المفسرين للأدنروي (ص: 260) المؤلف: أحمد بن محمد الأدنروي، الناشر: مكتبة العلوم والحكم السعودية (1417 هـ الموافق 1997 م) الطبعة الأولى، تحقيق: سليمان بن صالح الخزي.
(5)
انظر: تفسير القرآن العظيم، (1/ 372) المؤلف: إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي أبو الفداء، الناشر: دار الفكر بيروت - 1401 هـ.