الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} (1). وقال تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ} (2) ، وهذا القسم المعاند ينطبق على الكثير من أهل الكتاب كموقف حيي بن أخطب الذي سبق ذكره في المقدمة وغيره، والذي اتضح أن موقفه كان سلبياً من الخطاب القرآني، وكذلك من الرسل والرسالات مع علمه ومعرفته بالحق.
وفيما يلي نذكر شهادات المنصفين من أهل الكتاب الذين عرفوا الحق واستجابوا له، وذلك على النحو التالي:
الفرع الأول: النجاشي:
لقد سبق الحديث عن النجاشي وعن قصة إسلامه عندما استمع لآيات من القرآن الكريم فقال قولته المشهورة لجعفر بن أبي طالب رضي الله عنه: {هل مَعَكَ مِمَّا جاء بِهِ عَنِ اللَّهِ من شيء؟ فَقَرَأَ عليه_جعفر رضي الله عنه صَدْراً من (كهيعص) فَبَكَى النجاشي حتى أَخْضَلَ لِحْيَتَهُ، ثُمَّ قال: إن هذا والله والذي جاء بِهِ مُوسَى لَيَخْرُجُ من مِشْكَاةٍ وَاحِدَةٍ} (3).
وهذه الآيات تدل على أن النجاشي وأصحابه، وكثيراً من أهل الكتاب وخاصةً النصارى إذا تبين لهم الحق آمنوا بالله وبكتبه، واستغفروا عن كل ما صدر منهم، وسارعوا بسؤال الله أن يدخلهم الجنة.
(1) سورة البقرة الآية: (146 - 147).
(2)
سورة البقرة الآية: (89).
(3)
انظر: مسند أحمد بن حنبل، باب حديث الهجرة، (1/ 202) رقم:(1740) مرجع سابق، والجامع لأحكام القرآن (11/ 73) مرجع سابق، الدر المنثور للسيوطي (5/ 476).
(4)
سورة المائدة الآية: (82 - 85).