الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 -
وورد بلفظ (بني إسرائيل) أربعين مرة، وهي لليهود والنصارى، أما النصارى كقوله تعالى:{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} (1).
4 -
وورد ذكرهم بوصف (أهل الإنجيل) مرة واحدة، وهي قوله تعالى:{وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (2).
5 -
وورد ذكرهم بلفظ (نصرانياً) مرة واحدة، وهي قوله تعالى:{مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (3).
ويطلق عليهم في هذه الأيام المبشرون، أو المنصرون، وكتابهم ألذي أنزل عليهم قبل هو الإنجيل.
المطلب الثالث: التعريف باليهود والنصارى حديثاً
.
تمهيد:
لاشك أن التعريف باليهود والنصارى الموجودين في عصرنا الحديث من الأمور المهمة التي ينبغي أن يتناولها هذا البحث؛ لأنه أساساً يستهدف دراسة الخطاب القرآني لأهل الكتاب وموقفهم منه قديماً وحديثاً، ويدخل في هذا الخطاب الموجودون في عصرنا هذا، والذي تربطهم ببلاد المسلمين علاقات سياسية واقتصادية وفكرية.
وقد تقدم التعريف باليهود والنصارى ونسبتهم، وسبب تسميتهم، ومن أُرسل إليهم، والكتب السماوية التي نزلت عليهم في المباحث السابقة، وفي هذا المبحث نلقي الضوء على هاتين الفرقتين في عصرنا الحديث، بحيث نضع معالم بارزة تعرِّف بهم، وتعطي تصوراً أكثر وضوحاً عن مدى ثقلهم ومشاريعهم التآمرية التدميرية في العالم عموماً، وفي عالم الإسلام على وجه الخصوص.
فقد ذكر سيد قطب رحمه الله (4) جزءاً من تاريخ وأفعال أهل الكتاب عموماً اليهود والنصارى على مدى التاريخ وفي عصرنا الحديث فقال: "فأهل الكتاب هؤلاء هم الذين كانوا يقولون للذين
(1) سورة المائدة الآية: (72).
(2)
سورة المائدة الآية: (47).
(3)
سورة آل عمران الآية: (67).
(4)
سيد قطب إبراهيم، أديب ومفكر إسلامي كبير، ولد في مصر عام 1906 م، أعدم بأمر جمال عبد الناصر عام 1324 هـ_ 1966 م من مؤلفاته في ظلال القرآن الكريم وغيره. انظر: من أعلام الدعوة والحركة الإسلامية (1/ 310 - 314) المؤلف: المستشار: عبدالله العقيل، الناشر: دار البشير، الطبعة الثامنة، عام 1429 هـ_2008 م.
كفروا من المشركين كما قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا} (1).
وأهل الكتاب هؤلاء هم الذين ألبَّوا المشركين على الجماعة المسلمة في المدينة، وكانوا لهم درعاً وردءاً، وأهل الكتاب هم الذين شنوا الحروب الصليبية خلال مائتي عام، وهم الذين ارتكبوا فظائع الأندلس، وهم الذي شردوا العرب المسلمين في فلسطين، وأحلوا اليهود محلهم، متعاونين في هذا مع الإلحاد والمادية! وأهل الكتاب هؤلاء هم الذين يشردون المسلمين في كل مكان
…
في الحبشة والصومال وأريتريا والجزائر، ويتعاونون في هذا التشريد مع قوى الإلحاد والمادية والوثنية، وفي يوغسلافيا والصين والتركستان والهند، وفي كل مكان" (2)
وكذلك هم الذين قاموا باحتلال أفغانستان عام 2001 م، والعراق عام 2003 م، وقتلوا، ودمروا، وهدموا، وأمطروا سماء بغداد في العراق بالقنابل الفوسفورية والعنقودية، وقتلوا من أبناء المسلمين أكثر من مليون مسلم، وهم الذين قتَّلوا ودمَّروا وهدموا المنازل في لبنان في تموز 2006 م، وهم الذين قتلوا ودمروا وهدموا كذلك في فلسطين على مدى أكثر من نصف قرن، وآخرها عام 2009 م وأمطروا غزة بالقنابل الفسفورية والعنقودية، دون تفريق بين صغير وكبير وشيخ وامرأة، وفرضوا عليهم الحصار الخانق حتى مات منهم المئات، وقاموا بقتل من أرادوا أن ينقذوا الأطفال والشيوخ بمساعدتهم بالدواء والغذاء في غزة، وحاربوا كل من أراد أن يقوم بفك هذا الحصار الظالم كما حصل لأسطول الحرية الذي قامت به تركيا، وبمشاركة أكثر من خمسين دولة عام 2010 م، وهم الذين شنوا الحرب الصليبية ضد المسلمين كما أعلنه مجرم الحرب بوش الابن (3)، وصدق الله القائل: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا
…
} (4).
(1) سورة النساء الآية: (51).
(2)
انظر: في ظلال القرآن، (2/ 390) المؤلف: سيد قطب، الناشر: دار الشروق، الطبعة الرابعة عشرة، عام 1987 م 1408 هـ.
(3)
جورج بوش: ولد عام 1924 م انتخب في مجلس النواب ولاية تكساس، وأصبح مندوب الولايات المتحدة الدائم في الأمم المتحدة من عام 19701973 م، ورئيس اللجنة القومية للحزب الجمهوري الأمريكي 1973 م 1974 م، وفي عام 1975 م 1976 م، عين رئيساً لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وأصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية. انظر: موسوعة السياسة، (1/ 604) المؤلف: عبد الوهاب الكيالي، الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر دار الهدى، بيروت لبنان.
(4)
سورة البقرة الآية: (217).