الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفرع الثالث: أوجه نقض اليهود والنصارى لاتفاقية الهدنة
.
وقد كان نقضهم للعهد والميثاق في هذه الهدنة على النحو التالي:
أولاً: أنهم قاموا باحتلال خط دفاعي مقابل الخط الذي كانت تتمركز عليه القوات المصرية، وقاموا باحتلال بلدة العسلوج يوم إعلان الهدنة، وكذلك قرية الجسير شمالي الفالوجة، وبلدتي عبديس وجوليس، وطردت مواطني هذه البلدات والقرى، واحتلوا بلدة كوكبا في (14 يونيو) ، وحينما أخلى الإنكليز ميناء حيفا في (30 يونيو) مع أنهم أعلنوا أنهم سينسحبون منه في شهر أغسطس، فقد وضع الجيش الإسرائيلي يده عليه" (1) ، وكانوا يقومون باختراق الخطوط المصرية مع أن سياراتهم تحمل علم الهدنة، وهي تحمل التموين والعتاد إلى المستعمرات مخالفة منهم لشروط وقف الهدنة (2).
ثانياً: قامت إسرائيل "باستقدام طيارين يهود من مختلف أنحاء العالم، واشترت طائرات مقاتلة قاذفة من نوع (سبيتفاير) و (مسرشميت) من تشيكوسلوفاكيا عددها (40 طائرة)، وثلاث طائرات قاذفة من نوع (ب 17) من الولايات المتحدة الأمريكية، وتزودت من تشيكوسلوفاكيا بأسلحة كثيرة ومتنوعة أيضاً.
ثالثاً: أنهم قاموا باستيراد وشراء الأسلحة والذخائر من جميع أنحاء العالم، وبمشاركة العملاء كالإنجليز والأمريكان، ووصلت إليهم عشرات الآلاف من البنادق والرشاشات، وآلاف الأطنان من المتفجرات من أمريكا، وكذلك دول أوربا الوسطى، وباعوا لهم بواخر عديدة محملة بالأسلحة الألمانية.
رابعاً: أنهم قاموا باستيراد الطائرات والدبابات والقاذفات من أمريكا وبريطانيا، وأرسل إليهم الأمريكان والإنجليز الطائرات ذوات الأربعة محركات التي تشرف عليها أمريكا، وأرسلوا إليهم مجموعة من الخبراء الذين وصلوا إلى القدس من الإنجليز، وكانت هذه البواخر تصل إليهم مع اطلاع الكونت فولك برنادوت رئيس جمعية الهلال الأحمر السويدي مندوب الأمم المتحدة في القدس.
خامساً: أنهم قاموا بتقوية مراكزهم الدفاعية وكأنهم في أيام حرب، وقاموا بإجبار المدنيين على
(1) انظر: الاستراتيجيات العسكرية للحروب العربية الإسرائيلية 1948 م 1988 م (ص: 81 - 82) المؤلف الدكتور: هيثم الكيلاني، الناشر: مركز دراسة الوحدة العربية بيروت الطبعة الأولى (1991 م).
(2)
انظر: اتفاقية رودس (ص: 19) مرجع سابق.
الشغل معهم في الطرقات، كبناء الأبراج بالأسمنت المسلح والخنادق، وقاموا بفتح الطرقات إلى مواقعهم الهامة المؤدية إلى الرملة وباب الوادي والقدس وغيرها (1).
فتبين مما سبق من مطالعة نصوص هذه الاتفاقية في الهدنة الأولى أن اليهود نقضوا كل ما يتعلق بهذه الهدنة في جميع جبهات القتال في فلسطين، وقاموا بدعوة أكثر يهود العالم للقتال معهم، وواصلوا احتلال المدن والقرى، وأدخلوا جميع أنواع الأسلحة خلال فترة الهدنة، مخالفة منهم لقرار مجلس الأمن الدولي بتاريخ (26 مايو 1948 م) والذي كان ينص على منع دخول أي عناصر مقاتلة إلى المنطقة، ويمنع استيراد أو تصدير السلاح إلى المنطقة (2) ، ومخالفة لما نصت عليه اتفاقية الهدنة في وقف القتال، فتم نقض هذه الاتفاقيات من قبل اليهود، وساندتهم في ذلك القوى النصرانية، وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا.
وتبين أيضاً أن أمريكا وبريطانيا كانوا على اتفاق مع اليهود في نقض العهود المواثيق، وتصريحات ابن جوريون، ومناحيم بيجن السابقة تؤكد ذلك، وكذلك اعتراف الرئيس الأمريكي بهم، وأن القوى النصرانية في بريطانيا قدمت دعمها الكامل لهم، فهي من سلمت فلسطين لليهود تدريجياً مع أنها كانت تحت الانتداب البريطاني، وبرغم أن الدول العربية وعلى رأسها العراق ومصر والسعودية وسوريا ولبنان كانت قد تقدمت إلى السكرتير العام للأمم المتحدة، وطلبت منه أن يدرج البند التالي في جلسة الأمم المتحدة:(إنهاء الانتداب على فلسطين، وإعلان استقلالها) في (2122 إبريل عام 1947 م)(3)، وذلك لتكون دولة مستقلة مثل غيرها ولكن دون جدوى، ومع كل ما سبق فلا توجد دولة في الأمم المتحدة صدرت بحقها قرارات إدانة في هذا المجال، ومجال رفضها الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وقراراتها كما صدر بحق دولة إسرائيل، بما في ذلك ما يتصل بانتهاكاتها سيادة دول المنطقة (لبنان السعودية سوريا مصر العراق الأردن) وانتهاكاتها اتفاقيات الهدنة" (4).
ومع كل ما سبق فلم تعاقبهم الأمم المتحدة على انتهاكاتهم الفاضحة لحقوق الإنسان، ومخالفتهم للعهود والمواثيق الدولية في كل أخلاقهم وتعاملاتهم، مما يدل على أن لهم أتباعاً كثر داخل دول
(1) انظر: كتاب كارثة فلسطين (ص: 225 - 230) مرجع سابق.
(2)
انظر: كتاب اتفاقية رودس (ص: 19) مرجع سابق.
(3)
انظر: كتاب اتفاقية رودس (ص: 9) مرجع سابق.
(4)
انظر: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية (19/ 17).