الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نيسابور في شهر رمضان من سنة ثمان وأربعين وخمس مائة، فإنّهم دسّوا التراب في فيه حتى مات رحمه الله. وقد رثاه جماعة، منهم: أبو الحسن عليّ البيهقيّ (1) بقوله: [الكامل]
يا سافكا دم عالم متبحّر
…
قد طار في أقصى الممالك صيته (2)
بالله قل لي يا ظلوم أما تخف
…
من كان محيي الدّين كيف تميته (3)
محمد بن أحمد بن العباس القاضي أبو بكر البيضاوي (4)، الفقيه
الشافعيّ.
كان أحد أئمة الفقهاء الشافعية، عالما مصنّفا، ورعا متديّنا، متأدّبا شاعرا. صنّف كتابا في الفقه سمّاه التبصرة في مجلّد لطيف (5)، وكتاب العدّة في أصول الفقه. وقد ذكرته في كتاب الاقتفاء لطبقات الفقهاء، وفي المجلّد الثالث من طبقات الشافعية: في الطبقة الثالثة.
محمد بن المظفّر بن بكران بن عبد الصّمد بن سلمان الحمويّ،
أبو بكر الشاميّ
(6).
أحد الأئمة الشافعيّة الحفّاظ، الزّهاد، العبّاد/37/ الورعين، تفقّه على
(1) أبو الحسن علي بن أبي القاسم البيهقي الأديب الوزير العلامة ذو التصانيف المتوفى سنة 565 هـ. ترجمته في: معجم الأدباء:1759، وسير أعلام النبلاء:20/ 585، وهدية العارفين:1/ 699.
(2)
الخبر والأبيات في وفيات الأعيان:4/ 224.
(3)
في وفيات الأعيان: (تا الله قل لي يا ظلوم ولا تخف).
(4)
توفي البيضاوي في سنة 468 هـ ترجمته في: طبقات الشافعية للسبكي:4/ 96، وطبقات الشافعية للإسنوي:1/ 115، وهدية العارفين:2/ 73، والأعلام:5/ 314، ومعجم المؤلفين:8/ 273.
(5)
التبصرة في الفقه وله عليه كتابان أحدهما الأدلة في تعليل مسائل التبصرة، والثاني التذكرة في شرح التبصرة في مجلدين. طبقات الشافعية للسبكي:4/ 97. وكتاب التذكرة محفوظ في خزانة طوبقابو بإسطانبول.
(6)
ترجمته في: أنساب السمعاني:2/ 313، والمنتظم:9/ 94، والكامل في التاريخ: 10/ 253، وسير أعلام النبلاء:19/ 85، والوافي بالوفيات:5/ 34، وطبقات السبكي:4/ 202، وطبقات الإسنوي:2/ 15، وهدية العارفين:2/ 76.
أبي الطيّب الطبري، وحفظ تعليقه، وجمع بين العلم والدّين. كانت له مقامات في علم النظر، والاطّلاع على أسرار الفقه ومكنوناته. شهد عند قاضي القضاة ابن الدّامغاني (1) في يوم الثلاثاء سادس عشر ربيع الآخر من سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة، فقبل شهادته، واستنابه في القضاء والحكم بمدينة السلام، ولمّا مات قاضي القضاة المذكور قلّد عوضه، وذلك في يوم الخميس خامس عشر شهر رمضان من سنة ستّ وسبعين وأربع مائة. ولم يأخذ عن القضاء رزقا، ولم يغيّر ملبسه ومأكله وداره، ولا استناب أحدا، بل كان يتولّى الحكومات بنفسه، ويسوّي بين الشريف والوضيع في الحكم، ويقيم جاه الشّرع، ولا يحابي أحدا إذا وجب عليه حقّ، ولذلك اتّفق حاشية السلطان عليه، وطلبوا منه أن يسأل الخليفة المقتدي بأمر الله، فتوسّل لذلك من الدّيوان، فقال: أنا لا أنعزل، لأنّي لم يصدر عنّي ما يوجب عزلي، ولم يغلق بابه، ولا امتنع في الحكم، فرأى الوزير أن يتقدّم إلى الشهود بأن لا يحضروا مجلسه، فبقي سنتين وشهورا كالمعزول، ثم أذن للشهود في حضور مجلسه والشّهادة عليه [. . .](2)، فلم يزل على قضاء القضاة إلى حين وفاته، وذلك في عاشر شعبان من سنة ثمان وثمانين وأربع مائة، ودفن عند قبر ابن سريج (3) في تربة له.
وقد رأيت كتابا صنّفه في الأصول سمّاه كتاب البيان عن أصول
(1) أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن حسن الدامغاني العلامة البارع مفتي العراق، وقاضي القضاة. توفي سنة 478 هـ، ترجمته في: تاريخ بغداد:3/ 109، والمنتظم:9/ 22، والنجوم الزاهرة:5/ 121.
(2)
طمس في الأصل بمقدار ثلاث كلمات لم نتبينها.
(3)
أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج الشافعي الشيرازي المتوفى سنة 306 هـ. وتربته بالقرب من محلة الكرخ ببغداد. ترجمته في: تاريخ بغداد:4/ 287، ووفيات الأعيان:1/ 66، وسير أعلام النبلاء:14/ 201.