الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدّنيا من الوقائع العظام، والحوادث الهائلة، قديما إلى زمانه وما عساه يتجدّد إلى آخر الزمان وانقضاء الدنيا، وممّا ذكره وحدّث به وظهر ذلك بعد موته سنة ستّ وخمسين وستّ مائة، وما تجدّد فيها من القتل والسّفك والاستئصال، وهي السنة التي أخذت فيها بغداد، وانقرضت الدولة العباسية، واستولت الدولة الجنكزخانية (1). وهذه الدائرة ذكر أنّ عليّا عليه السلام خطّ خططا، وأنّ ابن طلحة هذا، ذكر أنه استخرج هذه الدائرة من تلك الخطط.
وكانت وفاته في أواخر سنة أربع وخمسين وستّ مائة (2).
محمد بن عبد الملك بن إبراهيم الهمذانيّ، أبو الحسن المؤرّخ
(3).
من أولاد الأئمة والمحدّثين، وقد صنّف عدة كتب في التاريخ. سمع الحديث من أبي الحسين ابن النّقور البزّاز (4) وغيره. روى عنه أبو القاسم عليّ بن عساكر صاحب تاريخ دمشق، وقال: كان كيّسا ظريفا، عالما فاضلا، حسن المعرفة بالتواريخ وأخبار الدّول والحوادث والملوك وأحوال الناس، وبه ختم هذا الفنّ. وكان أبوه صالحا دعي إلى قضاء
(1) نسبة إلى جنكزخان تمرجين ملك التتار وسلطانهم الأول الذي خرب البلاد وأفنى العباد واستولى على الممالك توفي سنة 624 هـ ترجمته في: تاريخ الذهبي:13/ 762، وسير أعلام النبلاء:22/ 243، والوافي بالوفيات:11/ 197، والبداية والنهاية:13/ 117، والنجوم الزاهرة:6/ 268.
(2)
ذكرت مصادر ترجمته أنه توفي في عام 652 هـ وله مؤلفات عدة بعضها مطبوع ككتاب العقد الفريد للملك السعيد وكتاب مطالب السول في مناقب آل الرسول صلى الله عليه وسلم ينظر أعلام الزركلي:6/ 175.
(3)
تكررت ترجمته ثلاثة مواضع من الدر الثمين مخ. ترجم في: المنتظم:10/ 8، وتاريخ الذهبي:11/ 375، والوافي بالوفيات:4/ 37، وطبقات الشافعية للسبكي: 4/ 80، والبداية والنهاية:12/ 198، وهدية العارفين:2/ 85.
(4)
أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور البغدادي البزاز مسند العراق كان صحيح السماع متحريا في الرواية توفي سنة 470 هـ. ترجمته في: تاريخ بغداد: 4/ 381، وسير أعلام النبلاء:18/ 372، والبداية والنهاية:12/ 118.
القضاة فلم يفعل.
وقد ذكر أبو الحسن هذا في مقدّمة كتاب مجموع التواريخ. وقد وصفه لأنه قسمه أقساما فقال: وما يفضل كتاب مسكويه على كتابي إلاّ أنه حلّ عند أعيان زمانه بمحلّ كبير، وحظي منهم برزق كثير، وأنا في زماني كما كان القاضي أبو الطيّب طاهر بن عبد الله الطبريّ (1) يقول:
أهون من بعر بعير في يوم مطير، فأمّا الرّزق فما يأتي بعد الكدح الكثير غير التافه اليسير. وله مع كتاب مجموع التّواريخ كتاب ذيل تاريخ ابن جرير (2)، وكتاب عنوان السّير (3)، وكتاب ذيل أخبار الوزراء ذيّله على ابن الصابئ (4)، وكتاب التذييل على تاريخ الوزير أبي شجاع (5) المذيّل به على تجارب الأمم (6)، وكتاب أمراء الحجيج من زمن النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى بعد سنة ثلاث مائة، وكتاب أخبار دولة السّلطان محمد. وقد صنّف كتابا في الشّؤم أوله: أوّل ما يستفتح به الشؤم أنك لا تصلّي ولا تصوم، وتكون عاقّ القلب غشوم، وتكون في الخير نؤوم، وفي الشرّ تقعد وتقوم.
وكانت وفاة محمد ابن الهمذانيّ هذا يوم السبت السابع من شوّال من سنة إحدى وعشرين وخمس مائة عن سبع وستين سنة.
(1) أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر بن عمر الطبري الشافعي فقيه بغداد مات سنة 450 هـ. ترجمته في: تاريخ بغداد:9/ 358، وسير أعلام النبلاء:17/ 668، والنجوم الزاهرة:5/ 63.
(2)
تاريخ الأمم والملوك لابن جرير الطبري المتوفى في عام 310 هـ. وطبع جزء من ذيل الهمذاني بعنوان: تكملة تاريخ الطبري.
(3)
عنوان السير في محاسن البدو والحضر. كذا في مصادر ترجمته.
(4)
تنظر سلسلة ذيول تاريخ ثابت بن قرة الصابئ ت.288 هـ. في كشف الظنون:290.
(5)
محمد بن الحسين ظهير الدين الروذراوري أبو شجاع له ذيل على كتاب تجارب الأمم لمسكويه توفي بالمدينة المنورة في عام 488 هـ. انظر وفيات الأعيان:5/ 134. والروذراوري نسبة إلى بلدة من نواحي همذان.
(6)
تجارب الأمم وتعاقب الهمم في التاريخ لابن مسكويه المتوفى في عام 421 هـ.
محمد بن محمد بن سعد بن عبد الله، أبو منصور البرويّ (1)،
الفقيه الشافعيّ.
كان يشار إليه بالتقدّم في معرفة الفقه والمذهب والخلاف والأصول والوعظ، /22/ وحسن النظر والجدل، مع حسن عبارة، ولطف إشارة.
درس الفقه على الإمام محمد بن يحيى النّيسابوري (2)، وتقدّم على سائر أصحابه. سافر إلى الشام وحجّ، ودخل بغداد في سنة خمس وستين وخمس مائة، وصادف بها قبولا تامّا، وجلس للوعظ بالمدرسة النّظامية، وكاد يترشّح ليدرّس بها. ولم يزل على استقامة من أمره وعلوّ من شأنه.
ذكره صدقة ابن الحداد (3) الفقيه في تاريخه وقال: توفّي ببغداد يوم الخميس سادس عشر رمضان من سنة سبع وستين وخمس مائة، وصلّى عليه بجامع القصر وحضر كافة أرباب الدولة والأعيان وشيّعوه إلى تربة الشيخ أبي إسحاق (4) فدفن بها.
له من الكتب: تعليقة في الخلاف، وجدل جيّد وقف عليه شيخه
(1) ترجمته في: المنتظم:10/ 239، والكامل لابن الأثير:11/ 376، ووفيات الأعيان: 4/ 225، وتاريخ الذهبي:12/ 381، والوافي بالوفيات:1/ 279، وشذرات الذهب: 4/ 224، وأعلام الزركلي:7/ 24. وقد تكررت ترجمته في ثلاثة مواضع من الدر الثمين مخ. لأن هناك خلافا في كنيته فمنهم من كناه أبا منصور، ومنهم من كناه أبا حامد أو أبا المظفر، وآخرون أبا المظفر وهناك أيضا خلاف في اسم جده بعد محمد الثالث سعد أو إسماعيل، وهذا ما جعل ابن أنجب الساعي يهم في التفريق بين البروي واليزيد فكنى الأول أبا حامد والآخر أبا منصور والرجل واحد وتاريخ الوفاة واحد وهو 567 هـ باستثناء نسبة كتاب الأصفى من المستصفى لأبي حامد وهو كتاب سكتت عنه كتب التراجم.
(2)
محمد بن يحيى بن منصور النيسابوري المتوفى سنة 548 هـ. ترجمته مع المحمدين في هذا الكتاب.
(3)
صدقة بن الحسين من الأعلام الذي ترجمهم ابن أنجب في حرف الصاد من هذا الكتاب.
(4)
تربة الشيخ أبي إسحاق الشيرازي.