الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أخبار غريبة مستحسنة، وأشعار مليحة تدلّ على زهده وحكمته، وأشعار تدلّ على سوء عقيدته، وقد جمعت مختار أخباره وأشعاره في كتاب مفرد سمّيته كتاب التّبري من عقيدة المعرّي» (1).
رابعا: وصف النّسخة:
اعتمدنا في ضبط هذا الكتاب على نسخة فريدة محفوظة بخزانة القصر الملكيّ بمراكش تحت رقم (80) وقد كانت في ملك الشيخ محمد عبد الحيّ الكتّاني وعليها تملّكه، وقد اشتراها من تونس عام 1340 هـ/ 1921 م. وهذه النّسخة مكتوبة بخطّ مشرقيّ (نسخ) بمداد أسود، مع استخدام اللون الأحمر لكتابة أسماء المصنّفين المترجمين، ولم يرد فيها ذكر لاسم ناسخها، ولا لتاريخ نسخها، إلاّ أنّ خطّها ونوع ورقها؛ وهو كاغيد عربي (2)؛ يوحيان بقدمها. فقد قال الشيخ عبد الحيّ الكتّانيّ في وصفها: إنّها كتبت «بخطّ مشرقيّ قديم يظهر منه أنه كتب قريبا من عصر مؤلّفه» (3).
وقد ترك الناسخ مجموعة من الكلمات دون إعجام أو ضبط، وهذا ما جعل بعض الكلمات تحتمل أكثر من قراءة، ولا تكاد تفهم إلاّ من سياق الكلام.
وتقع هذه النّسخة في 112 ورقة، مقياس 16 x 24 سم، مسطّرة 21 سطرا، وهي خالية من التّعقيبة، بها أثر كبير للرّطوبة، وبعض الخروم، وهذا ما ساهم في التصاق بعض صفحاتها، وانطماس رسم كثير من كلماتها. ويوجد بأطرافها بعض الحواشي والتعليقات، إلاّ أنّ أغلبها مطموس بفعل الرّطوبة أيضا.
وعليها ختم خزانة الشيخ عبد الحيّ الكتّاني وخطّه، وتملّك يقول فيه:
(1) الدر الثمين:190.
(2)
إنه كاغيد عربي قديم مصنوع من ألياف القطن لا يحمل علامة ولا خطوطا مائية (Filigrane) التي يتميز بها الكاغيد المصنوع في المصانع الأوربية.
(3)
تاريخ المكتبات الإسلامية:148 - 149.
«هذا كتاب الدّرّ الثمين في أسماء المصنّفين للإمام المحدّث المؤرّخ البارع تاج الدّين أبي طالب عليّ بن أنجب البغدادي، المعروف بابن الساعاتي، خازن الكتب للمستنصر العبّاسيّ ببغداد، المتوفّى سنة 674 هـ، وهو كتاب عظيم في ستّ مجلّدات (1)، نادر الوجود، لا أعلم أنه يوجد الآن في مكتبة لا في الشّرق ولا في الغرب. ظفرت بهذا المجلّد منه في تونس عام 1340 هـ. كتبه مالكه محمد عبد الحيّ الكتّانيّ الحسنيّ حمد مولاه مسعاه آمين» (2). وقد طالعها الشيخ عبد الحيّ ونقل منها مجموعة من المعلومات القيّمة خصوصا في كتابه تاريخ المكتبات الإسلامية ومن ألّف في الكتب.
وقد تمّ تسفير هذه النّسخة تسفيرا بدويّا بدائيّا، ضاع معه نوع الترقيم المستعمل، ويرجّح أن يكون ترقيما بالكرّاسات، واضطربت خلاله الأوراق، إذ نجد قسما من ترجمة بعض المصنّفين في الأوراق الأولى، والقسم الآخر في آخر الكتاب، وهذا ما جعلنا نعيد ترتيب بعض الأوراق، وتركنا البعض الآخر في مكانه بسبب البتر الموجود أصلا فيه، خصوصا في القسم الأخير منه.
وتبتدئ هذه النّسخة بما بقي من مقدّمة المؤلّف:
«عليهم كتابي الموسوم بلطائف المعاني في ذكر شعراء زماني، ومن عدا هؤلاء فقد ذكروا في كتاب التاريخ الجامع المختصر، من الحكماء والأطبّاء، والكتّاب، والبلغاء، وغيرهم، وسمّيته كتاب الدّرّ الثمين في أسماء المصنّفين. ومن الله التوفيق وبه أستعين.
ذكر الشافعيّ رضي الله عنه. . .» (3).
-وآخرها:
عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبيّ أبو القاسم البلخيّ المتكلّم
(1) نقل ذلك عن حاجي خليفة. كشف الظنون:30.
(2)
الدر الثمين في أسماء المصنفين:1.
(3)
الدر الثمين:1.
المفسّر الأديب: «. . . رأيت له كتابا في تفسير القرآن المجيد. . وكتاب تحف الوزراء، وحضر عند بعض العلماء فدعاه إلى شرب النّبيذ، فأنشد هذه الأبيات» (1).
وهذه النّسخة النّفيسة من كتاب الدّرّ الثمين، كما أسلفنا، مبتورة البداية والوسط والنّهاية. فقد ضاع منها قسم كبير من مقدّمة المؤلّف، ولم يبق منها إلا أربعة أسطر، وضاعت أجزاء من بعض تراجم الكتاب، كترجمة محمد بن أحمد من محمد المغربي أبي الحسن (2)، وترجمة إبراهيم بن إسماعيل بن أحمد الطرابلسي، المعروف بابن الأجدابي (3)، كما ضاع قسم من نهاية ترجمة عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبيّ أبي القاسم البلخي (4).
ويوجد في هذه النّسخة أيضا أكثر من عشرين ترجمة مكرّرة، كترجمة محمد بن جرير الطبري، وترجمة محمد بن مسعود العيّاشي، وترجمة محمد بن موسى بن عثمان الحازميّ، ومحمد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش الحكيمي، وغيرهم من الأعلام. وقد أشرنا إلى ذلك في موضعه من هذا الكتاب.
ويضمّ الدّرّ الثّمين أكثر من أربع مائة ترجمة من تراجم المصنّفين، افتتحه ابن أنجب بترجمة محمد بن إدريس الشافعي، وختم المجلّد الأوّل بترجمة عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبيّ أبي القاسم البلخيّ المتكلّم المفسّر الأديب. وهذه النّسخة، حسب مبلغنا من العلم، وحيدة فريدة (Unicom) لم نقف على غيرها في فهارس المكتبات: العامّة والخاصّة التي بين أيدينا.
(1) المصدر نفسه:327.
(2)
المصدر نفسه:34.
(3)
المصدر نفسه:166.
(4)
المصدر نفسه:327.