الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واضح، فإنّ في هذه المدينة مائة ألف إنسان ما فيهم من عرف ما عندي غير ذلك التّيس، فضحك نور الدّين منه (1).
ومما يحكى عنه أنه كان إذا ذكر عنده أحد من النّحاة يقول: كلب! فقال له واحد: أنت إذا ملك الكلاب لا ملك النّحاة.
وقد ذكره العماد الكاتب الأصبهانيّ وقال: كان فاضلا، مطبوع الكلام، كريم النفس، لا يمسك شيئا من المال، كان يعمل دائما الحلاوات السكّرية ويهديها إلى جيرانه وإخوانه.
وهجاه ثلاثة من شعراء دمشق، وهم: القيسراني (2)، وابن منير (3)، والشريف الواسطيّ، فسافر إلى الموصل، وقال: لا أعود إلى دمشق حتّى يموت هؤلاء، فاتّفق أن ماتوا في تلك السنة، فعاد إلى دمشق، وتوفّي بها رحمه الله (4).
الحسن بن عبد الله، المعروف بلغدة، الأصبهانيّ، أبو عليّ
(5).
قدم بغداد، وكان عارفا بالأدب، قيّما بعلم النّحو واللّغة، في طبقة أبي حنيفة الدّينوريّ، وبينه وبينه مناقضات. وقد حفظ كتب أبي زيد، وأبي عبيدة، والأصمعيّ، ولم يكن في زمانه له نظير.
وله من الكتب: كتاب الردّ على الشّعراء، وكتاب الردّ على أبي
(1) الخبر في معجم الأدباء:870.
(2)
محمد بن نصر بن صغير أبو عبد الله الخالدي المعروف بابن القيسراني المتوفى في عام 548 هـ. ترجمته: في وفيات الأعيان:4/ 458.
(3)
أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح الطرابلسي أبو الحسين المتوفى في عام 548 هـ. ترجمته في: وفيات الأعيان:1/ 156.
(4)
ذكر في مصادر ترجمته أنه توفي رحمه الله عام 568 هـ.
(5)
ترجمته في: الفهرست:130، ومعجم الأدباء:873، وإنباه الرواة:3/ 43، والوافي بالوفيات:12/ 86، وبغية الوعاة:1/ 509، وهدية العارفين:1/ 268، توفي في عام 310 هـ. أحصى بعض الباحثين مؤلفاته فوجدها خمسة عشر (15) مصنفا، الأعلام: 2/ 212.
عبيد (1)، وكتاب الصّفات، وكتاب خلق الإنسان، وكتاب الهشاشة والبشاشة، وكتاب التسمية، وكتاب شرح ديوان الباهلي، وكتاب خلق الفرس، وله ردود على علماء اللّغة ورواة الشّعر والشعراء.
ومن شعره قوله: [الرمل]
يا قصير العمر ما هذا الأمل
…
ولم الحرص وقد حان الأجل (2)؟!
ارفض الدّنيا وكن ذا وجل
…
فجنان الخلد حفّت بالوجل (3)
أترى بالله هل ينقذنا
…
من عذاب الله ما نحن نقل
ضرب الزّيدين زيد بعد ما
…
ضرب الزّيدان زيدا بالحيل
لا لعمر الله فاعمل صالحا
…
واجعل الأحوال صدقا في العمل
كم وكم يضرب زيد طالما
…
أنت من ضربك زيدا في شغل
فدع النّحو ولا تعبأ به
…
إنّما النّحو مراء وجدل
الحسن بن عليّ بن الزّبير المصريّ، أبو محمد (4)، من أهل
أسوان. وكان يلقّب بالقاضي/96/ المهذّب.
مات في شهر ربيع الآخر من سنة إحدى وستين وخمس مائة. وكان مليح الخطّ فصيحا، جيّد العبارة شاعرا، اختصّ بالصّالح طلائع بن رزّيك وزير المصريّين، وحصل له منه مال جمّ.
وله من الكتب: كتاب الأنساب نحو عشرين مجلّدا، حذا فيه حذو أحمد بن يحيى البلاذري.
ومن شعره قصيدته المشهورة التي أوّلها: [الكامل]
يا ربع أين ترى الأحبّة يمّموا
…
هل أنجدوا من بعدنا أم أتهموا؟
(1) معجم الأدباء: كتاب الرد على أبي عبيد في غريب الحديث.
(2)
البيت الأول والثاني في معجم الأدباء:876.
(3)
في معجم الأدباء: (ارتض الدنيا).
(4)
الحسن بن علي بن إبراهيم بن الزبير. ترجمته في خريدة القصر (قسم مصر) 1/ 204، ومعجم الأدباء:941، والروضتين:1/ 147، والوافي بالوفيات:12/ 131، وفوات الوفيات:1/ 243، وحسن المحاضرة:1/ 242.