الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مات في سلخ جمادى الآخرة من سنة اثنتين وستين وخمس مائة.
محمد بن اللّيث بن أذرباد، أبو الرّبيع (1)، ينسب إلى دارا بن
دارا الملك.
وكان بليغا كاتبا، فقيها، موصوفا بالكرم والسّماح، وكان البرامكة يفضلون عليه (2).
وله من الكتب: كتاب رسائله، وكتاب الهيلجة في الاعتبار (3)، وكتاب الردّ على الزّنادقة، وكتاب الخطّ والقلم، وكتاب في فنون الأدب (4).
محمد بن محمد بن سهل، أبو الفرج
(5).
أحد الكتّاب المتأدّبين، له تصنيف وهو: كتاب الخراج، وكتاب النساء الشّواعر، وكتاب تحف المجالسات (6)، وكتاب الرياضة، وكتاب في صناعة الإنشاء (7)، وكتاب في أخبار القاضي ابن قريعة (8).
وكانت وفاته في شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث عشرة وأربع مائة.
محمد بن محمد بن عبد الجليل العمريّ، المشهور بالوطواط
(9).
من أولاد عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، مولده بلخ ومنشؤه خوارزم.
كان من نوادر الزمان وعجائبه، وأفراد الدّهر وغرائبه، وكان من كتّاب
(1) محمد بن الليث الخطيب البغدادي المتوفى في حدود 234 هـ. ترجمته في الفهرست:193، وفي الوافي بالوفيات:4/ 379 وفي هدية العارفين:2/ 13.
(2)
يفضلون عليه: يحسنون إليه. في الفهرست: كانت البرامكة تقدمه وتحسن إليه.
(3)
في الفهرست، وفي الوافي بالوفيات، وفي هدية العارفين: كتاب الهليلجة في الاعتبار.
(4)
في الفهرست، وفي الوافي بالوفيات: كتاب يحيى بن خالد في الأدب.
(5)
أبو الفرج الشّلحي العكبري ذكر الإمام الذهبي وغيره أنه توفي سنة 423 هـ. ترجمته في: تاريخ الإسلام للذهبي:9/ 393، والوافي بالوفيات:1/ 116، والأعلام:7/ 21.
(6)
في تاريخ الإسلام، وفي الوافي بالوفيات: كتاب المجالسات.
(7)
في الوافي بالوفيات: كتاب الإنشاء.
(8)
في تاريخ الإسلام وفي الوافي بالوفيات: كتاب أخبار ابن قريعة. توفي القاضي ابن قريعة البغدادي عام 367 هـ.
(9)
ترجمته في: معجم الأدباء:2631، وبغية الوعاة:1/ 226، وهدية العارفين:2/ 99.
ديوان خوارزم وندماء ملوكها، مع الفضائل النفسيّة، والمزايا الرّوحانية.
وله رسائل مدوّنة سارت في الآفاق. وكان مقرّبا عند خوارزم شاه السيد بن محمد بن أنوشتكين (1). وله إلى الزمخشريّ رسالة مليحة مطوّلة، ورسالة إلى أبي سعد الهروي (2).
ومن تصانيفه: كتاب حدائق السّحر ودقائق الشّعر (3)، وكتاب رسائله العربية في مجلّدين (4)، وكتاب رسائله الفارسية، وكتاب أشعاره، وكتاب مجمع البحرين في جمع الصّحيحين (5).
كانت وفاته في سنة ثلاث وستين وخمس مائة (6).
محمد بن محمد بن حامد بن محمد بن عبد الله بن عليّ بن
محمود الأصبهانيّ (7)، الكاتب، من ولد عتّاب بن أسيد، يكنى أبا
عبد الله، ويعرف بابن أخي العزيز.
واسم العزيز أحمد بن محمد، كان مستوفيا للسّلجوقية، وتلقّب محمد بالعماد، وكان أحد وزراء صلاح الدّين يوسف بن أيوب، وأحد كتّاب الإنشاء في حضرته.
(1) خوارزم شاه الملك العالم أبو الفتح محمد بن نوشتكين حكم بخوارزم ثلاثين سنة توفي سنة 522 هـ ترجمته في: الكامل في التاريخ:10/ 267، وسير أعلام النبلاء: 19/ 529.
(2)
محمد بن أحمد أبو سعد الهروي القاضي المتوفى في عام 518 هـ.
(3)
كتبه باللغة الفارسية.
(4)
طبعت رسائل الوطواط بمصر سنة 1315 هـ.
(5)
تفرد ابن أنجب بنسبة هذا الكتاب للوطواط. وقد نسب البغدادي كتاب: مجمع البحرين في الجمع بين أحاديث الصحيحين للصغاني 650 هـ. إيضاح المكنون: 2/ 433 وقد ذكر له ياقوت مؤلفات أخرى.
(6)
ذكر ياقوت أنه توفي سنة 573 هـ.
(7)
ترجمة العماد الأصبهاني في: الكامل لابن الأثير:12/ 71، ومعجم الأدباء:2623، ووفيات الأعيان:5/ 147، وتاريخ الذهبي:12/ 1121، وسير أعلام النبلاء:21/ 345، والوافي بالوفيات:1/ 132، وطبقات الشافعية للسبكي:6/ 178، وشذرات الذهب: 4/ 332.
وكان عالما فاضلا أديبا، فقيها، مدرّسا، له مدرسة بدمشق يدرّس بها، وحلقة في الجامع للمناظرة، وكان مجلسه معمورا/16/ بالفضلاء.
حدّثني الشّهاب ياقوت الحموي قال: رأيت العماد الأصبهانيّ في مدرسته بدمشق وهو كوسج، ليس على عارضيه شعر، وفي عينيه عمش. قال:
وكان القاضي الفاضل عبد الرحيم البيسانيّ يثني على فضله وبلاغته، ويعجبه ما يرى من فصاحته وبراعته، وكان يجري بينهما أشياء عجيبة، ويتحاوران بمعان غريبة.
وكان مولد العماد الكاتب بأصبهان في رجب من سنة تسع عشرة وخمس مائة، وبها تأدّب.
وقدم بغداد، وخدم الوزير يحيى بن هبيرة (1)، وزير المقتفي والمستنجد، ونفق عليه، وحظي لديه، وولاّه كتابة البصرة وواسط، فكان على ذلك مدة حياة ابن هبيرة، فلمّا مات قبض عليه، واعتقل مدة، ثم خلص من النّكبة، وقصد الموصل، وبها جمال الدّين أبو منصور محمد الأصبهانيّ، وزير صاحبها قطب الدّين مودود بن زنكي أخي السلطان نور الدّين محمود، فأقام عنده وأكرمه إكراما كبيرا. ثم قصد دمشق وبها سلطانها نور الدّين أبو القاسم محمود بن زنكي، فمدحه بقصيدة أولها:[الرجز]
لو حفظت يوم النّوى عهودها
…
ما مطلت بوصلها وعودها (2)
فلمّا عرضت عليه، تأمّلها، وراقه حسن خطّها، فأحضره، وأكرمه، وولاّه عملا استكفاه فيه، ثم عوّل عليه في ديوانه. ثم تعرّف إلى صلاح الدّين ومدحه فلمّا صار الملك إليه رعى له ذلك واعتمد عليه.
(1) الوزير العالم العادل يحيى بن هبيرة الذهلي الشيباني من كبار الوزراء في الدولة العباسية عالم بالفقه والأدب، له نظم جيد توفي ببغداد سنة 560 هـ ترجمته في: المنتظم:10/ 214، ووفيات الأعيان:6/ 230، والبداية والنهاية:12/ 251.
(2)
البيت للعماد الأصبهاني وهو من قصيدة تضم 34 بيتا: (بوصلكم وعودها) في ديوان شعره.
وله ديوان شعر وقفت عليه، واخترت من غزله في كتابي الموسوم بغزل الظراف ومغازلة الأشراف (1)، فمن ذلك قوله:[الطويل]
وأسمر كالخطّار لونا وقامة
…
وكالرّيم إعراضا وجيدا وناظرا
تعلقته للوعد بالوصل مخلفا
…
وبالعهد في دين المودّة غادرا
وأصبح يجفوني وما زلت وافيا
…
كما راح ينساني وما زلت ذاكرا
إذا قلت قد زالت عوائق هجره
…
وجاد بوصل عاد في الحال هاجرا
فيا ربّ إمّا سلوة تذهب الأسى
…
وإمّا فؤادا للبليّة صابرا (2)
وقرأت بخطّ الأديب ياقوت الحمويّ قال: حدّثني القاضي الأكرم ابن القفطي (3)؛ وزير حلب؛ قال: كنت في موكب القاضي الفاضل، ونحن سائرون؛ إذ عثر القاضي الفاضل والعماد الأصبهانيّ إلى جانبه، فقال مسرعا: سر، فلا كبا بك الفرس، فأجابه القاضي الفاضل من غير توقّف: دام علا العماد، وهذا الابتداء والجواب يقرأ من آخره كما يقرأ من أوّله، وهو عجيب، فإنّ كلّ واحد منهما لو فكّر في هذا يوما ثم أتى به، كان عجيبا. فلله درّهما (4).
وللعماد من التصانيف: كتاب البرق الشامي (5) في ثماني مجلّدات، يشتمل على أخبار بني أيوب، من أوّلها إلى حين وفاة صلاح الدّين، والفتح القسّي في الفتح القدسي (6)، يذكر فيه فتح صلاح الدّين بيت
(1) من مؤلفات علي بن أنجب الساعي، وقد ذكر في مجموعة من مصادر ترجمته منها تاريخ الإسلام للإمام الذهبي:13/ 278.
(2)
لم نقف على هذه الأبيات في ديوان شعره.
(3)
جمال الدين أبو الحسين علي بن يوسف بن إبراهيم الشيباني القفطي المصري الأكرم الوزير صاحب التآليف الشهيرة المتوفى سنة 646 هـ، ترجمته في: تاريخ الذهبي: 14/ 553، وسير أعلام النبلاء:23/ 227، وبغية الوعاة:1/ 212.
(4)
الخبر في معجم الأدباء:2626، وفي وفيات الأعيان:5/ 150، وفي الوافي بالوفيات:1/ 138.
(5)
نشرت منه قطعتان بعمان سنة 1987 م.
(6)
طبع الكتاب طبعات مختلفة.
المقدس إلى حين وفاته، وكتاب خريدة القصر في ذكر شعراء العصر (1)، وكتاب ذيل الخريدة (2)، وكتاب حلية العطلة ونحلة الرّحلة (3)، وكتاب خطف البارق في عطفة الشارق (4)، ذيّل به على البرق الشاميّ، وخصّه بأخبار العادل وولده، وكتاب في الزّهد صنّفه للقاضي الفاضل، وكتاب عتبة الزمان (5)، وكتاب نصرة الفترة وعصرة القطرة (6) في أخبار السّلجوقية.
ومن شعره ما أخبرني به الأديب ياقوت الحمويّ عنه وهو قوله: /17/ [الكامل]
عذر الزّمان بأيّ وجه يقبل
…
ومحبّكم بالصّبر فيه تقبّل (7)
ما لي سوى إنسان عيني مسعد
…
بالدّمع إنسان عليه أعوّل (8)
الدّهر ليل كلّه في ناظري
…
لا صبح إلاّ وجهك المتهلّل
لا كان منكر حقّ فضل جاهلا
…
إن كنت أنكر حقّكم أو أجهل (9)
يا غائبين وهم بفكري حضّر
…
يا راحلين وهم بقلبي نزّل
ما للسّلوّ إلى فؤادك منهج
…
ما للصّبابة غير قلبي منهل
لا تعدلوا عنّي فما لي معدل
…
عنكم وليس سواكم لي موئل
كلّ الخطوب دفعتها بتجلّدي
…
إلاّ التفرّق فهو خطب معضل
(1) في معجم الأدباء، وفي وفيات الأعيان، وفي الوافي بالوفيات: خريدة القصر وجريدة العصر. وطبع الكتاب بهذا العنوان بعناية مجموعة من المحققين.
(2)
في معجم الأدباء، وفي وفيات الأعيان: كتاب السيل على الذيل جعله ذيلا على كتابه خريدة القصر.
(3)
في معجم الأدباء: نحلة الرحلة، وفي الوافي بالوفيات: نحلة الرحلة وحلية العطلة.
(4)
في الوافي بالوفيات: خطفة البارق وعطفة الشارق.
(5)
في معجم الأدباء: عتبى الزمان وتسمى أيضا: العتبى، وفي الوافي بالوفيات: العقبى.
(6)
في معجم الأدباء: الفطرة وعصرة القطرة، وفي وفيات الأعيان وفي تاريخ الذهبي: نصرة الفترة وعصرة الفطرة.
(7)
القصيدة للعماد الأصبهاني وهي في ديوان شعره برواية: (بالصّدّ فيه ويقتل).
(8)
في ديوانه: (عيني مسعدا).
(9)
في ديوانه: (ما كان منكر فضل حقي جاهلا).