الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إبراهيم بن العباس الصّولي.
قال أبو عبد الله نفطويه: كان محمد ابن الجراح في عصره وحيدا في العلم والأخبار والآثار، وولي ولايات جليلة.
وله من الكتب: كتاب الورقة في أسماء الشّعراء (1)، وسمّاه بذلك لأنه لا يزيد في أخبار الشاعر الواحد على ورقة، وله كتاب الشّعر والشّعراء:
لطيف، وكتاب من سمّي من الشّعراء بعمرو في الجاهلية والإسلام (2)، وكتاب الوزراء، وكتاب الأربعة: على أمثال كتاب أبي هفّان (3).
كانت وفاته في شهر ربيع الأوّل من سنة ستّ وتسعين ومائتين مقتولا، لأنه كان قد ولاّه المكتفي دواوين المشرق والمغرب، ولمّا بويع ابن المعتزّ بالخلافة كان هو الذي قام بأمر بيعته، فلمّا انقضى أمره أشار الوزير أبو الحسن بن الفرات بقتله فقتل.
محمد بن داود بن عليّ بن خلف الأصبهانيّ
(4).
صاحب كتاب الزّهرة (5)، كان في نهاية العلم والأدب والظّرف، وكان يقول: ليس من الظّرف أن يعيش الإنسان أكثر من أربعين سنة، وأبوه أبو سليمان داود الظاهريّ، صاحب المذهب، وكانت وفاة داود المذكور في شهر رمضان من سنة تسعين ومائتين (6)، وكان ناسكا ورعا متعبّدا.
وأمّا ابنه محمد هذا، فقد ذكره الخطيب في تاريخه وقال: كان أديبا
(1) الكتاب مطبوع.
(2)
الكتاب مطبوع.
(3)
أبو هفان ترجمه الفهرست:233، وذكر كتابه الأربعة في أخبار الشعراء.
(4)
تكررت ترجمته في الدر الثمين في أسماء المصنفين مخ. ترجمته في: الفهرست: 364، وتاريخ بغداد:5/ 256، والمنتظم:6/ 93، ومعجم الأدباء:2527، ووفيات الأعيان:4/ 259، وسير أعلام النبلاء:13/ 109، والوافي بالوفيات:3/ 58، والبداية والنهاية:11/ 110.
(5)
الكتاب مطبوع.
(6)
في مصادر ترجمته أنه توفي 297 هـ.
ظريفا شاعرا (1).
قال محمد بن رويم: كنّا عند داود الظاهريّ إذ دخل عليه ابنه محمد يبكي، فقال له: ما يبكيك؟ فقال: الصّبيان قد لقّبوني عصفور الشّوك! فضحك وقال: الألقاب تنزل من السماء، ما أنت يا بنيّ إلا عصفور الشّوك! فقال له: أنت أشدّ عليّ من الصّبيان (2).
وكان صغير الجثة جدّا، لطيف الخلقة. تناظر يوما مع أبي العباس ابن سريج فانتحاه (3)، فقال له ابن سريج: أبلعني ريقي، فقال: قد أبلعتك دجلة، ففتح له كمّه وقال له: ادخل، استصغارا له. فقال ابن داود: ما نجى من نطقه رجل واحد أكبر قدرا منّي، فأسكته.
وكان فصيحا، جلس في حلقة أبيه بعد موته فسأله رجل عن حدّ السّكر، فقال: إذا عزبت عنه الهموم، وباح بسرّه المكتوم (4).
وجاءته امرأة، فقالت له: ما تقول في رجل له زوج لا يقدر على /45/ نفقتها؟ فقال: يؤمر بالإنفاق، ولا يحمل على الطلاق، فلم تفهم قوله، فأعادت مسألتها فقال لها: يا هذه، قد أجبتك عن مسألتك، وأرشدتك إلى طلبتك، ولست بسلطان فأمضي، ولا قاض فأقضي، ولا زوج فأرضي، انصر في رحمك الله (5). وله مع محمد بن جامع الصّيدلانيّ (6)، الذي صنّف كتاب الزّهرة من أجله، أخبار مستحسنة، قد ذكرتها في كتاب ترويح القلوب في شرح حال المحبّ والمحبوب. ومن شعره قوله:[مجزوء الكامل]
(1) في تاريخ بغداد:5/ 256: كان عالما أديبا، شاعرا ظريفا.
(2)
الخبر في تاريخ بغداد:5/ 256.
(3)
انتحاه، أي: اعتمده بالكلام وقصده. اللسان: نحا.
(4)
الخبر في معجم الأدباء:2527، وفي وفيات الأعيان:4/ 259.
(5)
الخبر في تاريخ بغداد:5/ 257.
(6)
محمد بن جامع وقيل وهب بن جامع بن وهب العطار الصيدلاني أحبه ابن داود وشغف به له معه حكايات مستحسنة. ترجمته في: تاريخ بغداد:5/ 268، والمنتظم: 6/ 93، والوافي بالوفيات:28/ 21.