الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المزرفي (1)، وابن الحلواني (2)، وابن الغسّاني. ودرّس وأفتى وروى.
وصنّف كتبا، منها: كتاب المواعظ والخطب، وكتاب في الفرائض، وكتاب الاقتصاد في القرآن، وديوان شعره.
وتوفّي بالموصل يوم الاثنين ثالث عشر جمادى الآخرة من سنة تسع وعشرين وخمس مائة.
الحسن بن عبد الله بن المرزبان، أبو سعيد السّيرافيّ
(3).
وسيراف المنسوب إليها: بلد على ساحل البحر من أرض فارس، به الآن آثار عمارة قديمة وجامع حسن، إلاّ أنّ الغالب عليه الخراب.
ولي قضاء بعض أرباع بغداد، وكان أبوه مجوسيّا اسمه بهزيار (4)، فسمّاه ابنه أبو سعيد: عبد الله. وكان أبو سعيد هذا يدرس ببغداد القرآن وعلومه، والنّحو واللّغة، والفقه على مذهب أبي حنيفة والفرائض. قرأ القرآن على ابن مجاهد، واللّغة على ابن دريد، والنّحو على ابن السرّاج. وكان زاهدا ورعا لم يأخذ على القضاء أجرا، بل كان يأكل من أجرة نسخه، فكان لا يخرج من داره حتى ينسخ عشر ورقات أجرتها ثلاثة دراهم.
وصنّف كتبا، منها: كتاب شرح «سيبويه» (5): في ثلاثة آلاف ورقة،
(1) محمد بن الحسين الشيباني المزرفي المتوفى عام 527 هـ ترجمته في: تاريخ الإسلام للذهبي:11/ 465.
(2)
أحمد بن علي بن بدران بن علي الحلواني البغدادي أبو بكر المقرئ المحدث المتوفى عام 507 هـ ترجمته في: المنتظم:9/ 175، وسير أعلام النبلاء:19/ 380، وشذرات الذهب:4/ 16.
(3)
ترجمته في: طبقات الزبيدي:119، والفهرست:99، وتاريخ بغداد:7/ 341، ونزهة الألباء:266، والمنتظم:7/ 95، ومعجم الأدباء:876، وإنباه الرواة:1/ 348، ووفيات الأعيان:2/ 78، وسير الذهبي:16، والوافي بالوفيات:2/ 65، وتوفي السيرافي في بغداد عام 368 هـ.
(4)
بهزاد في تاريخ بغداد ووفيات الأعيان.
(5)
حققت فصول منه بعناية عبد المنعم فايز دمشق 1983 م.
وكتاب ألفات القطع والوصل، وكتاب أخبار النّحويّين البصريّين (1)، وكتاب شرح مقصورة ابن دريد، وكتاب الإقناع في النّحو: لم يتمّه وتمّمه ابنه يوسف، وكان يقول: وضع أبي النّحو على المزابل بكتاب الإقناع، يريد أنه سهّله حتى لا يحتاج إلى مفسّر، وكتاب شواهد كتاب سيبويه (2)، وكتاب الوقف والابتداء، وكتاب صنعة الشّعر والبلاغة، وكتاب المدخل إلى «كتاب سيبويه» ، وكتاب جزيرة العرب.
وقد أثنى عليه أبو حيّان التوحيديّ فقال: كان شيخ المشايخ، وإمام الأئمة، عارفا بالنّحو، واللّغة والشّعر، والعروض، والقوافي، والفقه، والفرائض، والحساب، والقرآن، والحديث، أفتى في جامع الرّصافة خمسين سنة (3)، فما وجد منه خطأ، ويسّر له الصوم أربعين سنة. وقال التوحيديّ (4) أيضا: رأيت أبا سعيد وقد أقبل على الحسين بن مردويه الفارسيّ وهو يشرح له مدخل «كتاب سيبويه» ويقول له: اصرف همتك إليه، فإنك لا تدركه إلاّ بتعب الحواسّ، ولا تتصوّره إلاّ بالاعتزال عن الناس، /86/ فقال: يا سيدي، أنا مؤثر لذلك، ولكنّ اختلال الأمور، وقصور الحال، تحول بيني وبين ما أريد، فقال: ألك عيال؟ قال: لا، قال: عليك ديون؟ قال: دريهمات، قال: فأنت ريح القلب، حسن الحال، ناعم البال، اشتغل بالدرس والمذاكرة، والسؤال والمناظرة، واحمد الله تعالى على خفّة الحاذ (5). وأنشده:[طويل]
إذا لم يكن للمرء مال ولم يكن
…
له طرق يسعى بهنّ الولائد (6)
وكان له خبز وملح ففيهما
…
له بلعة حتى تجيء العوائد
وهل هي إلا جوعة إن سددتها
…
وكلّ طعام بين جنبيك واحد
(1) الكتاب مطبوع.
(2)
الكتاب مطبوع.
(3)
في معجم الأدباء:878: أفتى على مذهب أبي حنيفة.
(4)
في معجم الأدباء: قال أبو حيان التوحيدي في كتاب «محاضرات العلماء» .
(5)
خفة الحاذ: قلة المال.
(6)
الأبيات في معجم الأدباء:879.
واستشاره أبو أحمد بن مردك في زوج ابنته، وذكر له أنه خطبها جماعة، قال له: اختر منهم من يخاف الله تعالى، فإنه إن أحبّها بالغ في إكرامها، وإن لم يحبّها تحرّج من ظلمها.
وتأخّر بعض أصحابه عن مجلسه في يوم السبت، فسأله عن سبب تأخّره، فاعتذر بشرب دواء، فأنشد [وافر]
لنعم اليوم يوم السّبت حقا
…
لصيد إن أردت بلا امتراء (1)
وفي الأحد البناء فإنّ فيه
…
تبدّى الله في خلق السّماء
وفي الاثنين إن سافرت فيه
…
يكون الأوب فيه بالنّماء (2)
وإن ترم الحجامة فالثّلاثا
…
ففي ساعاته درك الشّفاء
وإن شرب امرؤ يوما دواء
…
فنعم اليوم يوم الأربعاء
وفي يوم الخميس قضاء حاج
…
ففيه الله آذن بالقضاء
ويوم الجمعة التّزويج فيه
…
ولذّات الرّجال مع النّساء
ولما شهد أبو سعيد عند قاضي القضاة ابن معروف (3)، وقبل شهادته، وصار من جملة عدوله، عاتبه على ذلك أحد المختصّين به فقال: إنّك إمام الوقت، وعين الزمان، والمنظور إليه، والمقتبس من عمله، تضرب إليك أكباد الإبل، ويفتقر إليك الخاصّ والعامّ، والرعايا والسّلطان. فإذا توسّطت مجلسا كنت المنظور في الصّدر (4)، وإذا حضرت محفلا كنت البدر، قد اشتهر ذكرك في الأقطار والبلاد، وانتشر علمك في كلّ محفل وناد، والألسنة مقرّة بفضلك، فما الذي حملك على الانقياد لابن معروف واختلافك إليه؟ فصرت تابعا بعد أن كنت متبوعا، ومؤتمرا بعد أن كنت آمرا؟ وضعت من قدرك! وضيّعت كثيرا من حرمتك، وأنزلت
(1) الأبيات في معجم الأدباء:880.
(2)
في معجم الأدباء: (إن سافرت حقا).
(3)
أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن معروف البغدادي قاضي القضاة وشيخ المعتزلة كان من أجلاء الرجال ذا ذكاء وفطنة وبلاغة وهيبة، توفي سنة 381، هـ. ترجمته في: تاريخ بغداد:10/ 365، وسير أعلام النبلاء:16/ 426، والبداية والنهاية:11/ 310.
(4)
في معجم الأدباء:880: المنظور إليه في الصدر.