الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ لَهَا: مَا شَأْنُكِ لَا تَقْعُدِينَ مَعِي مَقْعَدًا إِلَّا قُلْتِ هَذَا؟ قَالَتْ: فَحَدَّثَتْنِي بِهَذَ الْحَدِيثِ
(1)
وهذا سبب إسلامها، فرب ضارة نافعة.
12 -
دعوة من بات طاهرة عَلَى ذكر الله:
519 -
عن معاذ ب جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَبِيتُ عَلَى ذِكْرِ اللهِ طَاهِرًا فَيَتَعَارُّ مِنَ اللَّيْلِ فَيَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهُ»
(2)
.
(1)
أخرجه البخاري في 8 - ك الصلاة، 57 - ب نوم المرأة في المسجد، (439). وفي 63 - ك مناقب الأنصار، 26 - ب أيام الجاهلية، (3835). وابن خزيمة في ك الصلاة، 605 - ب الرخصة في ضرب الخباء واتخاذ بيوت القصب للنساء في المسجد، (1332 - 2/ 286). وابن حبان (4/ 536/ 1655). وأبو الشيخ في العظمة (1298). وأبو نعيم في الحلية (2/ 71). والبيهقي في الشعب (2/ 43/ 1094).
(2)
أخرجه أبو داود في 35 - ك الأدب، 105 - ب في النوم على طهارة، (5042). وابن ماجه في 34 - ك الدعاء، 16 - ب ما يدعو به إذا انتبه من الليل، (3881). وأحمد (5/ 235 و 244). وعبد بن حميد (126). والطبراني في الكبير (20/ 118/ 235).
- من طريق حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي النجود عن شهر بن حوشب عن أبي ظبية عن معاذ ابن جبل به مرفوعا.
- قال ثابت البناني: قدم علينا أبو ظبية فحدثنا بهذا الحديث عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- هكذا رواه عن حماد جماعة منهم: موسى بن إسماعيل أبو سلمة التبوذكي، وعمرو بن عاصم الكلابي، وأبو الحسين العكلي زيد بن الحباب، وأبو كامل الجحدري فضيل بن حسين، والحسن ابن موسى الأشيب، وروح بن عبادة- وهم ثقات-.
- ورواه أبو داود الطيالسي قال: حدثنا حماد عن ثابت وعاصم عن شهر عن أبي ظبية عن معاذ به مرفوعا.
- قال ثابت: فقدم علينا أبو ظيبة فحدثنا بهذا الحديث عن معاذ.
- أخرجه النسائي في اليوم والليلة (805).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=- عن عمرو بن علي الفلاس- وهو ثقة حافظ إمام متقن- قال: حدثنا أبو داود به.
- لكن وجدت في المسند لأبي داود الطيالسي (563) قال: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن شهر بن حوشب قال: ثنا رجل عن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
…
فذكره بنحوه ثم قال: قال ثابت: فقدم علينا الذي حدثنا شهر بن حوشب عنه فحدثنا بهذا الحديث.
- قلت: رواية أبي حفص الفلاس عن أبي داود الطيالسي عند النسائي- بما يوافق ما رواه الجماعة عن حماد- أولى من رواية يونس بن حبيب راوي المسند، أو يكون الوهم فيه من رواة النسخة. والله أعلم.
- أمر آخر أردت التنبيه عليه: وهو أن رواية أبي داود الطيالسي- عند النسائي- توهم أن ثابتا سمع الحديث أولا من شهر ثم لما قدم عليه أبو ظبية سمعه منه، يزيل هذا الإشكال ما رواه عفان بن مسلم- وهو ثقة ثبت- قال: حدثنا حماد قال: كنت أنا وعاصم بن بهدلة وثابت، فحدث عاصم عن شهر بن حوشب عن أبي ظبية عن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
…
فذكر الحديث. ثم قال: فقال ثابت: قدم علينا فحدثنا هذا الحديث- ولا أعلمه إلا يعني أبا ظبية- قلت لحماد: عن معاذ؟ قال: عن معاذ.
- أخرجه النسائي (806). وأحمد (5/ 241). والطحاوي في شرح المعاني (1/ 87). والطبراني في الكبير (20/ 118/ 235).
- فبين عفان ثابتا كان حاضرا في المجلس مع حماد وعاصم وسمع عاصما يحدث بهذا الحديث عن شهر، فأخبر ثابت حمادا أنه سمعه من أبي ظبية لما قدم عليه. والله أعلم.
- وبهذا يصير لهذا الحديث إسنادان عن حماد. الأول: عن عاصم عن شهر عن أبي ظبية عن معاذ. والثاني: عن ثابت عن أبي ظبية عن معاذ؛ وهذا إسناد صحيح.
- وقد اختلف في إسناد الحديث على عاصم:
1 -
فرواه حماد بن سلمة عنه به هكذا.
2 -
وخالفه زيد بن أبي أنيسة فرواه عن عاصم عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب أن أبا أمامة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من توضأ فأحسن الوضوء ذهب الإثم من سمعه وبصره ويديه ورجليه» قال أبو ظبية الحمصي: وأنا سمعت عمرو بن عبسة يحدث بهذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وسمعته يقول: «من بات طاهرا على ذكر الله تعالى .... » فذكره.
- أخرجه النسائي (807). والطحاوي (1/ 87) مقتصرا على حديث عمرو.
- ويبدو أن زيدا قد وهم في زيادة شمر بين عاصم وشهر.
- فقد رواه من هو أعلم منه: أبو بكر بن أبي عياش رواه عن عاصم عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة قال: أتيناه فإذا هو جالس يتفلى في جوف المسجد قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا توضأ المسلم ذهب الإثم من سمعه وبصره ويديه ورجليه» قال: فجاء أبو ظبية وهو يحدثنا فقال: ما=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= حدثكم؟ فذكرنا له الذي حدثنا قال: أجل سمعت عمرو بن عبسة ذكره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وزاد فيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من رجل يبيت على طهر ثم يتعار من الليل
…
» فذكر الحديث.
- أخرجه أحمد (4/ 113).
- وقد تابع حمادا وابن أبي عياش على إسقاط شمر بين عاصم وشهر:
- زائدة بن قدامة [ثقة ثبت. التقريب (333)] وجعفر بن الحارث [صدوق يخطيء. الميزان (1/ 404). اللسان (2/ 142)] روياه عن عاصم عن شهر عن أبي أمامة مرفوعا بحديث فضل الوضوء، وَلَمْ يذكرا قصة أبي ظبية وحديث فضل من بات طاهرا على ذكر الله تعالى.
- أخرجه أحمد (5/ 264). والطبراني في الكبير (8/ 124/ 7565 و 7566).
- يبقى أن حمادا وأبا بكر بن أبي عياش قد اختلفا على عاسم في حديث فضل من بات طاهرا، فجعله حماد من مسند معاذ، وجعله ابن أبي عياش من مسند عمرو بن عبسة، ويحتمل أن يكون أبو ظبية سمعه من مسند معاذ ومن عمرو، وكان عن عاصم على الوجهين فحدث به مرة هكذا ومرة هكذا، قال الحافظ ابن حجر في تخريج الأذكار [الفتوحات الربانية (3/ 165)]:«ولعل أبا ظبية حمله عن معاذ وعن عمرو بن عبسة؛ فإنه تابعي كبير شهد خطبة عمر بالجابية وسكن حمص، ولا يعرف اسمه، وانعقد [هكذا، ولعلها: اتفقوا، أو: وانعقد القول] على توثيقه» .
- ومما يؤيد هذا الاحتمال:
- أن ثابتا البناني تابع عاصما على روايته عن أبي ظبية عن معاذ.
- وأن شمر بن عطية [وهو ثقة. التهذيب (3/ 652) تابع عاصما على روايته عن أبي ظبية عن عمرو بن عبسة.
- أما رواية ثابت فقد تقدمت من رواية حماد بن سلمة عنه.
- وأما رواية شمر: فقد رواها عنه مطولا بالقصة:
- الأعمش وفطر بن خليفة:
- رواه عن الأعمش: جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب قال: دخلت فإذا أبو أمامة في زاوية المسجد فجلست إليه فجاء شيخ يقال له أبو ظبية- من أفضل رجل بالشام إلا رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو أمامة: لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لو لم أسمعه إلا مرة أو اثنتين أو ثلاثا أو أربعا أو خمسا أو ستا أو سبعا ما حدثته، ولكن أكثر من ذلك، سمعته يقول:«ما من رجل توضأ فأحسن الوضوء، إلا خرت ذنوبه من سمعه وبصره ويديه ورجليه» فقال أبو ظبية: فأنا سمعت عمرو بن عبسة يحدث بهذا الشكل كما حدثته- وذكر كما ذكر أبو أمامة-[و] سمعته يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من رجل نام طاهرا على ذكر فتعار من الليل يسأل الله خير الدنيا والآخرة إلا أعطاه» .
- أخرجه البخاري في الكنى من التاريخ (ص 47). والروياني في مسنده (1249). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=- وهذا إسناد صحيح إلى شهر بن حوشب.
- ورواه عن الأعمش مختصرا: أبو الأحوص وأبو إسحاق الفزاري فاقتصرا على حديث عمرو ابن عبسة في فضل من بات طاهرا.
- أخرجه النسائي (808). والطحاوي (1/ 87). والطبراني في الدعاء (126). وأبو نعيم في الحلية (9/ 319)[وفي إسناده تصحيف].
- ورواه وكيع عن الأعمش فاقتصر على حديث أبي أمامة في فضل الوضوء.
- أخرجه أحمد (5/ 252 و 256). والطبراني في الكبير (8/ 7560 و 7561).
- ووهم فيه حفص بن غياث- أو من دونه- فقد رواه عن الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن عمرو بن عبسة وأبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من عبد بات على طهارة
…
» فذكره بنحوه.
- أخرجه الطبراني في الدعاء (127).
- والصواب أن شهرا يرويه عن أبي ظبية عن عمرو به. وأما حديث شهر عن أبي أمامة فهو في فضل الوضوء.
- وأما رواية فطر بن خليفة:
- فقد رواها عنه أبو نعيم الفضل بن دكين بنحو رواية جرير عن الأعمش مطولة.
- أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 7564).
- وإسناده صحيح إلى شهر.
- ورواه الفضل بن العلاء [صدوق له أوهام. التقريب (783)] عن فطر به مقتصرا على حدي عمرو بن عبسة في فضل من بات طاهرا.
- أخرجه النسائي (809).
- واقتصر بعض الرواة في رواية هذا الحديث على حديث أبي أمامة في فضل الوضوء:
- فرواه عمرو بن مرة ورقبة بن مصقلة وقيس بن الربيع عن شمر عن شهر عن أبي أمامة به.
- أخرجه الطبراني في الكبير (7562 و 7563 و 7567).
- وبجمع هذه الطرق يبدو لك الوهم الذي وقه في رواية إسماعيل بن عياش لهذا الحديث.
- فقد رواه ابن عياش عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول: «من أوى إلى فراشه طاهرا يذكر الله تعالى حتى يدركه النعاس لم يتقلب ساعة من الليل سأل الله شيئا من خير الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه» .
- أخرجه الترمذي (3526). والطبراني في الكبير (7568). وابن السني (719).
- قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، وقد روى هذا أيضا عن شهر بن حوشب عن أبي ظبية عن عمرو بن عبسة عن النبي صلى الله عليه وسلم» .=