المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌الباب الثاني: الدعاء من الكتاب والسنة

- ‌الفصل الأول: مفهوم الدعاء وأنواعه

- ‌المبحث الأول: مفهوم الدعاء

- ‌المبحث الثاني: أنواع الدعاء

- ‌الفصل الثاني: فضل الدعاء

- ‌الفصل الثالث: شروط الدعاء وموانع الإجابة

- ‌المبحث الأول: شروط الدعاء

- ‌المبحث الثاني: موانع إجابة الدعاء

- ‌المانع الأول: التوسع فِي الحرام: أكلًا، وشربًا، ولبسًا، وتغذية

- ‌المانع الثاني: الاستعجال وترك الدعاء:

- ‌المانع الثالث: ارتكاب المعاصي والمحرمات:

- ‌المانع الرابع: ترك الواجبات الَّتِي أوجبها الله:

- ‌المانع الخامس: الدعاء بإثم أَوْ قطيعة رحم

- ‌المانع السادس: الحكمة الربانية فيعطي أفضل مما سأل:

- ‌الفصل الرابع: آداب الدعاء وأماكن وأوقات الإجابة

- ‌المبحث الأول: آداب الدعاء

- ‌ يبدأ بحمد الله، ويصلى عَلَى النبي صلى الله عليه وسلم ويختم بذلك:

- ‌ الدعاء فِي الرخاء والشدة:

- ‌ لَا يدعو عَلَى أهله، أَوْ ماله أَوْ ولده، أَوْ نفسه:

- ‌ يخفض صوته من الدعاء بين المخافتة والجهر:

- ‌ يتضرع إِلَى الله فِي دعائه:

- ‌ يلح عَلَى ربه فِي دعائه:

- ‌ يتوسل إِلَى الله بأنواع التوسل المشروعة:

- ‌أنواع التوسل المشروع ثلاثة:

- ‌النوع الأول: التوسل فِي الدعاء باسم من أسماء اللهُ تَعَالَى أَوْ صفة من صفاته

- ‌النوع الثاني: التوسل إِلَى اللهُ تَعَالَى بعمل صالح قام بِهِ الداعي

- ‌النوع الثالث: التوسل إِلَى اللهُ تَعَالَى بدعاء الرجل الصالح الحي الحاضر:

- ‌ الاعتراف بالذنب والنعمة حال الدعاء:

- ‌ عدم تكلف السجع فِي الدعاء:

- ‌ الدعاء ثلاثًا:

- ‌ استقبال القبلة:

- ‌ رَفَعَ الأيدي فِي الدعاء:

- ‌ الوضوء قَبْلَ الدعاء أن تيسر:

- ‌ البكاء فِي الدعاء من خشية اللهُ تَعَالَى:

- ‌ إظهار الافتقار إِلَى اللهُ تَعَالَى، والشكوى إِلَيْهِ:

- ‌ يبدأ الداعي بنفسه إِذَا دَعَا لغيره:

- ‌ لَا يعتدي فِي الدعاء:

- ‌ التوبة ورد المظالم:

- ‌ يدعو لوالديه مَعَ نفسه:

- ‌ يدعو للمؤمنين والمؤمنات مَعَ نفسه:

- ‌ لَا يسأل إلا الله وحده:

- ‌المبحث الثاني: أوقات وأحوال وأوضاع الإجابة

- ‌ ليلة القدر:

- ‌ دبر الصلوات المكتوبات:

- ‌ جوف اللَّيْلِ الآخر:

- ‌ بين الأذان والإقامة:

- ‌ عِنْدَ النداء للصلوات المكتوبات:

- ‌ عِنْدَ إقامة الصلاة:

- ‌ عِنْدَ نزول الغيث وتحت المطر:

- ‌ عِنْدَ زحف الصفوف فِي سبيل الله:

- ‌ ساعة من كل ليلة:

- ‌ ساعة من ساعات يوم الجمعة:

- ‌ عِنْدَ شرب ماء زمزم مَعَ النية الصالحة:

- ‌ فِي السجود:

- ‌ عِنْدَ الاستيقاظ من النوم ليلًا والدعاء بالمأثور:

- ‌ عِنْدَ الدعاء بـ» دعوة ذي النون»:

- ‌ عِنْدَ الدعاء فِي المصيبة بالمأثور:

- ‌ عِنْدَ دعاء الناس بعد وفاة الميت:

- ‌ عِنْدَ قولك فِي دعاء الاستفتاح:

- ‌ عِنْدَ قولك فِي دعاء الاستفتاح:

- ‌ عِنْدَ قراءة الفاتحة فِي الصلاة بالتدبر:

- ‌ عِنْدَ رَفَعَ الرأس من الركوع وقولك:

- ‌ عِنْدَ التأمين فِي الصلاة إِذَا وافق قول الملائكة:

- ‌ عِنْدَ قولك فِي رفعك من الركوع: «اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الحمد»

- ‌ بعد الصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم فِي التشهد الأخير:

- ‌ عِنْدَ قولك قَبْلَ السلام فِي الصلاة:

- ‌ وكذلك وكذلك عِنْدَ قولك:

- ‌ وكذلك عِنْدَ الدعاء بهذا الدعاء:

- ‌ عِنْدَ دعاء المسلم عقب الوضوء بالماثور:

- ‌ عِنْدَ الدعاء يوم عرفة فِي عرفة للحاج:

- ‌ الدعاء بعد زوال الشمس قَبْلَ الظهر:

- ‌ فِي شهر رمضان:

- ‌ عِنْدَ اجتماع المسلمين فِي مجالس الذكر:

- ‌ عِنْدَ صياح الديكة:

- ‌ حالة إقبال القلب علي الله واشتداد الإخلاص:

- ‌ الدعاء فِي عشر ذي الحجة:

- ‌المبحث الثالث: أماكن تجاب فِيهَا الدعوات

- ‌ عِنْدَ رمي الجمرة الصغري والوسطي ايام التشريق:

- ‌ الدعاء داخل الكعبة أَوْ داخل الحجر:

- ‌ الدعاء علي الصفا والمروة للمعتمر والحاج:

- ‌ الدعاء عِنْدَ المشعر الحرام يوم النحر للحاج:

- ‌ دعاء الحاج فِي عرفة يوم عرفة

- ‌الفصل الخامس: اهتمام الرسل بالدعاء واستجابة الله لهم

- ‌ آدم صلى الله عليه وسلم:

- ‌ نوح صلى الله عليه وسلم:

- ‌ إبراهيم صلى الله عليه وسلم:

- ‌ أيوب صلى الله عليه وسلم:

- ‌ يونس صلى الله عليه وسلم:

- ‌ زكريا صلى الله عليه وسلم:

- ‌ يعقوب صلى الله عليه وسلم:

- ‌ يوسف صلى الله عليه وسلم:

- ‌ مُوسَى صلى الله عليه وسلم:

- ‌ محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه:

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك رضي الله عنه

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأم أَبِي هريرة

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم لعروة بن أَبِي الجعد البارقي

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم علي بعض أعدائه

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم علي سراقه بن مالك رضي الله عنه

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم يوم بدر

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم يوم حنين

- ‌الفصل السادس: الدعوات المستجابات

- ‌ دعوة المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب:

- ‌ دعوة المظلوم:

- ‌ دعوة الوالد لولده

- ‌ دعوة الوالد عَلَى ولده

- ‌ دعوة المسافر:

- ‌ دعوة الصائم:

- ‌ دعوة الصائم حين يفطر

- ‌ الإمام العادل:

- ‌ دعوة الولد الصالح:

- ‌ دعوة المستيقظ من إِذَا دَعَا بالمأثور:

- ‌ دعوة المضطر:

- ‌ دعوة من بات طاهرة عَلَى ذكر الله:

- ‌ دعوة من دَعَا بدعوة ذي النون:

- ‌ دعوة من أصيب إِذَا دَعَا بالمأثور:

- ‌ دعوة من دَعَا بالاسم الأعظم

- ‌ دعوة الولد البار بوالديه:

- ‌ دعوة الحاج

- ‌ دعوة المعتمر

- ‌ دعوة الغازي في سبيل الله:

- ‌ دعوة الذاكر لله كثيرًا:

- ‌ دعوة من أحبه الله ورضي عنه:

- ‌الفصل السابع: أهمية الدعاء ومكانته في الحياة

- ‌المبحث الأول: افتقار العباد وحاجتهم إلى ربهم

- ‌المبحث الثاني: أهم مَا يسأل العبد ربه

- ‌ سؤال الله الهداية

- ‌ سؤال مغفرة الذنوب

- ‌ سؤال الله الْجَنَّةِ والاستعاذة بِهِ من النار

- ‌ سؤال الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة

- ‌ سؤال اللهُ تَعَالَى الثبات عَلَى دينه وحسن العاقبة في الأمور كلها

- ‌ سؤال اللهُ تَعَالَى دوام النعمة والاستعاذة بِهِ من زوالها، وأعظم النعم نعمة الدين

- ‌ الاستعاذة بالله من جهد البلاء وردك الشقاء، وسوء القضاء وشماته الأعداء

- ‌الفصل الثامن: الدُّعَاءُ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ

الفصل: ‌ سؤال مغفرة الذنوب

ثانيًا:‌

‌ سؤال مغفرة الذنوب

؛ لأن من أهم مَا يسأل العبد ربه مغفرة ذنوبه أَوْ مَا يستلزم ذَلِكَ كالنجاة من النار ودخول الْجَنَّةِ

(1)

.

والعبد محتاج إلى الاستغفار من الذنوب، وطلب مغفرة ذنوبة من اللهُ تَعَالَى؛ لأنه يخطئ بالليل والنهار، والله يغفر الذنوب جميعًا.

544 -

1 - ولعظم هَذَا الأمر قَالَ عليه الصلاة والسلام: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللهِ فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْم إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةً»

(2)

. ولفظ النسائي: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللهِ وَأَسْتَغْفِرُهُ كُلَّ يَوْمٍ مَائَةَ مَرَّةً أَوْ أَكْثَرْ مِنْ مِائَةَ مَرَّةً»

(3)

.

545 -

2 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: إن كُنَّا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مَرَّةً يَقُولُ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ»

(4)

. ولفظ الترمذي ورواية عِنْدَ الإمام أحمد: «رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ»

(5)

.

546 -

3 - وقَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ الَّذِي لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقّيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ غَفَرَ اللهُ لَهُ وَإِنْ كَانَ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ»

(6)

.

والله عز وجل يَقُولُ: {ومن يعمل سوءًا أَوْ يظلم نفسه ثُمَّ يستغفر

(1)

جامع العلوم والحكم (2/ 401 و 404).

(2)

تقدم تحت الحديث رقم (152).

(3)

تقدم تحت الحديث رقم (152).

(4)

تقدم تحت الحديث رقم (372).

(5)

تقدم تحت الحديث رقم (374)

(6)

تقدم برقم (376).

ص: 1096

الله يجد الله غفورًا رحيمًا}

(1)

. وقَالَ: {وأني لغفار لمن تاب وءامن وعمل صلحا ثُمَّ أهتدى}

(2)

.

547 -

4 - وعن أنس رضي الله عنه قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «قَالَ اللهُ تَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَني وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ

(3)

السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ

(4)

الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً»

(5)

.

(1)

سورة النساء، الآية:110.

(2)

سورة طه، الآية:82.

(3)

العنان: السحاب، وقيل: ما عنَّ لك منها، أي اعتراض وبدا لك إذا رفعت رأسك. [النهاية (3/ 313)].

(4)

أي بما يقارب ملأها. [النهاية (4/ 34)].

(5)

أخرجه الترمذي في 49 - ك الدعوات، 99 - ب في فضل التوبة والاستغفار وما ذكر من رحمة الله لعباده، (3540). والطبراني في الأوسط (4/ 315/ 4305). وعنه: أبو نعيم في الحلية (2/ 231). وكذا أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 496) وَلَمْ يسق المتن.

- من طريق كثير بن فائد ثنا سعيد بن عبيد قال: سمعت بكر بن عبد الله المزني يقول: ثنا أنس بن مالك به مرفوعًا.

- وكثير بن فائد: روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في الثقات (9/ 25) فهو مجهول الحال. [التهذيب (6/ 561). التقريب (809) وقال:«مقبول» ].

- وَلَمْ ينفرد به كثير هذا، بل تابعه أبو قتيبة سلم بن قتيبة [وهو صدوق، من رجال البخاري. التقريب (397)] نا سعيد بن عبيد به.

- أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 497). والضياء في المختارة (4/ 399/ 1571 و 1572).

- والحديث قال فيه الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه» .

- وفي تحفة الأحوذي (9/ 368): «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه» بزيادة» حسن».

- وكذا في تحفة الأشراف (1/ 102). وفي الترغيب والترهيب (2/ 309) ولعله الصواب.

- وقال أبو نعيم: «هذا حديث غريب؛ تفرد به عنه سعيد عبيد» . =

ص: 1097

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- قلت: وهو الهنائي البصري: قال ابن معين: «ثقة» في رواية ابن طهمان عنه. وقال ابن شاهين: «ثقة» . وقال أبو حاتم: «شيخ» . وقال البزار: «ليس به بأس» . وقال الدارقطني: «صالح» . وذكره ابن حبان في الثقات. فهو: بصري صدوق؛ كما قال الحافظ في الفتح (12/ 232). وقال في التقريب (384): «لا بأس به» [من كلام أبي زكريا يحيى بن معين في الرجال (181). تاريخ أسماء الثقات (431 و 449). الجرح والتعديل (4/ 47). سؤالات البرقاني (186). الثقات (6/ 352). التهذيب (31/ 352)].

- فهو إسناد بصري حسن.

- وله إسناد آخر عن أنس: يرويه محمد بن منيب العدني عن قريش بن حيان عن ثابت البناني عن أنس به مرفوعًا.

- ذكره ابن أبي حاتم في العلل (2/ 128) وسأل عنه أباه فقال: «هذا حديث منكر» .

- قلت: لعله أنكره لتفرد هذا العدني بهذا الإسناد البصري الصحيح، والله أعلم. ومحمد بن منيب: لا بأس به [التقريب (899)].

- وروى من حديث ابن عباس وأبي ذر:

1 -

أما حديث ابن عباس فهو بنحوه مرفوعًا مع تقديم وتأخير:

- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 19/ 12346). وفي الأوسط (5/ 338/ 5483). وفي الصغير (2/ 82/ 820). وفي الدعاء (19). وأبو نعيم في الحلية (4/ 301).

- عن محمد بن عثمان أبي شيبة ثنا إبراهيم بن إسحاق الصيني ثنا قيس بن الربيع عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به مرفوعًا.

- وهذا إسناد واهٍ، مسلسل بالعلل:

(أ) حبيب بن أبي ثابت: مدلس، وقد عنعنه.

(ب) قيس بن الربيع: قال الحافظ: «صدوق تغير لما كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به» [التقريب (804)]. وقال الذهبي: «صدوق في نفسه، سيء الحفظ» [الميزان (3/ 393)](وانظر: التهذيب (6/ 527)].

(ج) إبراهيم بن إسحاق الصيني: قال الدارقطني: «متروك» وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل فلم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: «ربما خالف» . وقال الخليلي في الإرشاد: «سيء الحفظ اختلف فيه» . [الضعفاء والمتروكين (31). سؤالات البرقاني (2 و 19). الجرح والتعديل (2/ 85). الثقات (8/ 78). الإرشاد (1/ 235). اللسان (1/ 16). الميزان (1/ 18)].

(د) محمد بن عثمان بن أبي شيبة: قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: «كذاب» . وقال ابن خراش: «كان يضع الحديث» . وقال مطين: «هو عصا موسى تلقف ما يأفكون» . وقال البرقاني: «لم أزل=

ص: 1098

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=أسمعهم يذكرون أنه مقدوح فيه». وكذبه آخرون.

- وقال الدارقطني: «ضعيف» . وقال صالح جزرة: «ثقة» . وقال ابن عدي: «ومحمد بن عثمان هذا على ما وصفه عبدان: لا بأس به» . وابتلى مطين بالبلدية لأنهما كوفيان جميعًا، قال فيه ما قال:

وَلَمْ أر حديثًا منكرًا فأذكره». وذكره ابن حبان في الثقات. وقال مسلمة بن قاسم: «لا بأس به» وقال الخطيب: «له معرفة وفهم» . ونعته الذهبي بقوله: «الحافظ البارع» وقوله: «وكان عالمًا بصيرًا بالحديث والرجال» . [الكامل (6/ 295). سؤالات الحاكم (172). سؤالات السهمي (47). تاريخ بغداد (3/ 42). الميزان (3/ 652). تذكرة الحفاظ (2/ 661). السير (14/ 21). اللسان (5/ 317). وانظر: التنكيل للعلامة المعلمي (1/ 460)][انظر: مجمع الزوائد (10/ 215 - 216)].

2 -

وأما حديث أبي ذر؛ فله عنه طريقان:

- الأولى: يرويها شهر بن حوشب واختلف عليه:

(أ) فرواه غيلان بن جرير [ثقة. التقريب (778)] وعامر بن عبد الواحد الأحول [صدوق يخطئ. التقريب (477)] كلاهما عن شهر عن عمرو بن معد يكرب عن أبي ذر بنحوه مرفوعًا مع تقديم وتأخير.

- أخرجه الدارمي (2/ 414/ 2788). وأحمد (5/ 167 و 172). وابن أبي الدنيا في حسن الظن بالله (32). والطبراني في الدعاء (13). والبيهقي في الشعب (2/ 17/ 1042).

(ب) وخالفهما: عبد الحميد بن بهرام فقال: ثنا شهر ثنى ابن غنم أن أبا ذر حدثه بنحوه مرفوعًا مختصرًا.

- أخرجه أحمد (5/ 154). والبيهقي (1041). وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (3423).

- وعبد الحميد بن بهرام: صاحب شهر بن حوشب وأحفظ الناس لحديثه، وهو فيه كالليث بن سعد في سعيد المقبري [التهذيب (5/ 20). الميزان (2/ 538)].

(ج) وخالفهم: العلاء بن زيدل [وهو متروك، ورماه أبو الوليد بالكذب. التقريب (760)] فرواه عن شهر أم الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن ربه عز وجل قال:

فذكره بنحوه مختصرًا.

- أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 221). والبيهقي في الشعب (1040).

- وباستثناء رواية ابن زيدل، فقد اضطرب شهر في هذا الإسناد فمرة يرويه عن عمرو بن معد يكرب ومرة يرويه عن عبد الرحمن بن غنم، لكن يظهر لي أن شهرًا قد حفظ الحديث- كما سيأتي- لكن اضطرب في شيخه، وهو اضطراب لا يضر لأنه كيفما دار كان على ثقة؛ فإن عمرو بن معد يكرب صحابي، وابن غنم مختلف في صحبته.

- ومما يدل على حفظ شهر للحديث؛ [الطريق الثانية]: ما رواه معرور بن سويد عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله عز وجل: من جاء بالحينة فله عشر أمثالها وأزيد، ومن جاء=

ص: 1099

وكثيرا مَا يقرن الاستغفار بذكر التوبة فيكون الاستغفار حينئذ عبارة عن طلب المغفرة باللسان، والتوبة عبارة عن الإقلاع عن الذنوب بالقلوب والجوارح، وَقَدْ وعد الله في سورة آل عمران بالمغفرة والجوارح، وَقَدْ وعد الله في سورة آل عمران

(1)

بالمغفرة لمن استغفر من ذنوبه وَلَمْ يصر عَلَى مَا فعله فتحمل النصوص المطلقة في الاستغفار كلها عَلَى هَذَا المقيد، وأما استغفار اللسان مَعَ إصرار القلب عَلَى الذنب فَهُوَ دعاء مجرد إن شاء الله أجابه وإن شاء رده، وَقَدْ يكون الإصرار مانعًا من الإجابة

(2)

.

548 -

5 - فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «ارْحَمُوا تُرْحَمُوا، وَاغْفِرُوا يَغْفِرِ اللهُ لَكُمْ، وَيْلٌ لأَقْمَاعِ الْقَوْلِ

(3)

= بالسيئة فجزاؤه سيئة مثلها أو أغفر، ومن تقرب مني شبرًا؛ تقربت منه ذراعًا، ومن تقرب مني ذراعًا؛ تقربت منه باعًا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة، ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئًا؛ لقيته بمثلها مغفرة».

- أخرجه مسلم (2687)(4/ 2068). وابن ماجه (3821). وابن حبان (1/ 462/ 226 - إحسان). والحاكم (4/ 241). وأحمد (5/ 147 و 148 و 153 و 155 و 169 و 180). والطيالسي (464). والبزار (9/ 398 و 399 و 403 و 404/ 3988 - 3991 و 3999 و 3400). وبحشل في تاريخ واسط (217). والطبراني في الأوسط (2/ 200/ 1714). وابن منده في الإيمان (78 و 79). والسهمي في تاريخ جرجان (210). وأبو نعيم في الحلية (7/ 248 و 268). وابن بشران في الأمالي (173 و 627). والبيهقي في الشعب (2/ 17/ 1043) و (5/ 390/ 7047). وغيرهم من طرق عن المعرور به مطولًا ومختصرًا.

- وحديث شهر بن حوشب شاهد جيد لحديث أنس. والحديث حسنه الألباني- رحمه الله تعالى- وفي الصحيحة (127). [وفي صحيح الجامع (5/ 548)، وصححه في صحيح الترمذي (3/ 455)، وغيرها]«المؤلف» .

(1)

سورة آل عمران، الآية:135.

(2)

جامع العلوم والحكم (2/ 407 - 411).

(3)

جمع: قمع كضلع وهو الإناء الذي يترك في رؤوس الظروف لتملأ بالمائعات من الأشربة والأذهان. شيه أسماع الذين يستمعون القول ولا يعونه ولا يحفظونه ولا يعملون به كالأقماع التي=

ص: 1100