المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المانع الأول: التوسع في الحرام: أكلا، وشربا، ولبسا، وتغذية - الذكر والدعاء والعلاج بالرقى من الكتاب والسنة - ت ياسر فتحي - جـ ٣

[سعيد بن وهف القحطاني - ياسر فتحي]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الثاني: الدعاء من الكتاب والسنة

- ‌الفصل الأول: مفهوم الدعاء وأنواعه

- ‌المبحث الأول: مفهوم الدعاء

- ‌المبحث الثاني: أنواع الدعاء

- ‌الفصل الثاني: فضل الدعاء

- ‌الفصل الثالث: شروط الدعاء وموانع الإجابة

- ‌المبحث الأول: شروط الدعاء

- ‌المبحث الثاني: موانع إجابة الدعاء

- ‌المانع الأول: التوسع فِي الحرام: أكلًا، وشربًا، ولبسًا، وتغذية

- ‌المانع الثاني: الاستعجال وترك الدعاء:

- ‌المانع الثالث: ارتكاب المعاصي والمحرمات:

- ‌المانع الرابع: ترك الواجبات الَّتِي أوجبها الله:

- ‌المانع الخامس: الدعاء بإثم أَوْ قطيعة رحم

- ‌المانع السادس: الحكمة الربانية فيعطي أفضل مما سأل:

- ‌الفصل الرابع: آداب الدعاء وأماكن وأوقات الإجابة

- ‌المبحث الأول: آداب الدعاء

- ‌ يبدأ بحمد الله، ويصلى عَلَى النبي صلى الله عليه وسلم ويختم بذلك:

- ‌ الدعاء فِي الرخاء والشدة:

- ‌ لَا يدعو عَلَى أهله، أَوْ ماله أَوْ ولده، أَوْ نفسه:

- ‌ يخفض صوته من الدعاء بين المخافتة والجهر:

- ‌ يتضرع إِلَى الله فِي دعائه:

- ‌ يلح عَلَى ربه فِي دعائه:

- ‌ يتوسل إِلَى الله بأنواع التوسل المشروعة:

- ‌أنواع التوسل المشروع ثلاثة:

- ‌النوع الأول: التوسل فِي الدعاء باسم من أسماء اللهُ تَعَالَى أَوْ صفة من صفاته

- ‌النوع الثاني: التوسل إِلَى اللهُ تَعَالَى بعمل صالح قام بِهِ الداعي

- ‌النوع الثالث: التوسل إِلَى اللهُ تَعَالَى بدعاء الرجل الصالح الحي الحاضر:

- ‌ الاعتراف بالذنب والنعمة حال الدعاء:

- ‌ عدم تكلف السجع فِي الدعاء:

- ‌ الدعاء ثلاثًا:

- ‌ استقبال القبلة:

- ‌ رَفَعَ الأيدي فِي الدعاء:

- ‌ الوضوء قَبْلَ الدعاء أن تيسر:

- ‌ البكاء فِي الدعاء من خشية اللهُ تَعَالَى:

- ‌ إظهار الافتقار إِلَى اللهُ تَعَالَى، والشكوى إِلَيْهِ:

- ‌ يبدأ الداعي بنفسه إِذَا دَعَا لغيره:

- ‌ لَا يعتدي فِي الدعاء:

- ‌ التوبة ورد المظالم:

- ‌ يدعو لوالديه مَعَ نفسه:

- ‌ يدعو للمؤمنين والمؤمنات مَعَ نفسه:

- ‌ لَا يسأل إلا الله وحده:

- ‌المبحث الثاني: أوقات وأحوال وأوضاع الإجابة

- ‌ ليلة القدر:

- ‌ دبر الصلوات المكتوبات:

- ‌ جوف اللَّيْلِ الآخر:

- ‌ بين الأذان والإقامة:

- ‌ عِنْدَ النداء للصلوات المكتوبات:

- ‌ عِنْدَ إقامة الصلاة:

- ‌ عِنْدَ نزول الغيث وتحت المطر:

- ‌ عِنْدَ زحف الصفوف فِي سبيل الله:

- ‌ ساعة من كل ليلة:

- ‌ ساعة من ساعات يوم الجمعة:

- ‌ عِنْدَ شرب ماء زمزم مَعَ النية الصالحة:

- ‌ فِي السجود:

- ‌ عِنْدَ الاستيقاظ من النوم ليلًا والدعاء بالمأثور:

- ‌ عِنْدَ الدعاء بـ» دعوة ذي النون»:

- ‌ عِنْدَ الدعاء فِي المصيبة بالمأثور:

- ‌ عِنْدَ دعاء الناس بعد وفاة الميت:

- ‌ عِنْدَ قولك فِي دعاء الاستفتاح:

- ‌ عِنْدَ قولك فِي دعاء الاستفتاح:

- ‌ عِنْدَ قراءة الفاتحة فِي الصلاة بالتدبر:

- ‌ عِنْدَ رَفَعَ الرأس من الركوع وقولك:

- ‌ عِنْدَ التأمين فِي الصلاة إِذَا وافق قول الملائكة:

- ‌ عِنْدَ قولك فِي رفعك من الركوع: «اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الحمد»

- ‌ بعد الصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم فِي التشهد الأخير:

- ‌ عِنْدَ قولك قَبْلَ السلام فِي الصلاة:

- ‌ وكذلك وكذلك عِنْدَ قولك:

- ‌ وكذلك عِنْدَ الدعاء بهذا الدعاء:

- ‌ عِنْدَ دعاء المسلم عقب الوضوء بالماثور:

- ‌ عِنْدَ الدعاء يوم عرفة فِي عرفة للحاج:

- ‌ الدعاء بعد زوال الشمس قَبْلَ الظهر:

- ‌ فِي شهر رمضان:

- ‌ عِنْدَ اجتماع المسلمين فِي مجالس الذكر:

- ‌ عِنْدَ صياح الديكة:

- ‌ حالة إقبال القلب علي الله واشتداد الإخلاص:

- ‌ الدعاء فِي عشر ذي الحجة:

- ‌المبحث الثالث: أماكن تجاب فِيهَا الدعوات

- ‌ عِنْدَ رمي الجمرة الصغري والوسطي ايام التشريق:

- ‌ الدعاء داخل الكعبة أَوْ داخل الحجر:

- ‌ الدعاء علي الصفا والمروة للمعتمر والحاج:

- ‌ الدعاء عِنْدَ المشعر الحرام يوم النحر للحاج:

- ‌ دعاء الحاج فِي عرفة يوم عرفة

- ‌الفصل الخامس: اهتمام الرسل بالدعاء واستجابة الله لهم

- ‌ آدم صلى الله عليه وسلم:

- ‌ نوح صلى الله عليه وسلم:

- ‌ إبراهيم صلى الله عليه وسلم:

- ‌ أيوب صلى الله عليه وسلم:

- ‌ يونس صلى الله عليه وسلم:

- ‌ زكريا صلى الله عليه وسلم:

- ‌ يعقوب صلى الله عليه وسلم:

- ‌ يوسف صلى الله عليه وسلم:

- ‌ مُوسَى صلى الله عليه وسلم:

- ‌ محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه:

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك رضي الله عنه

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأم أَبِي هريرة

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم لعروة بن أَبِي الجعد البارقي

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم علي بعض أعدائه

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم علي سراقه بن مالك رضي الله عنه

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم يوم بدر

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم يوم حنين

- ‌الفصل السادس: الدعوات المستجابات

- ‌ دعوة المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب:

- ‌ دعوة المظلوم:

- ‌ دعوة الوالد لولده

- ‌ دعوة الوالد عَلَى ولده

- ‌ دعوة المسافر:

- ‌ دعوة الصائم:

- ‌ دعوة الصائم حين يفطر

- ‌ الإمام العادل:

- ‌ دعوة الولد الصالح:

- ‌ دعوة المستيقظ من إِذَا دَعَا بالمأثور:

- ‌ دعوة المضطر:

- ‌ دعوة من بات طاهرة عَلَى ذكر الله:

- ‌ دعوة من دَعَا بدعوة ذي النون:

- ‌ دعوة من أصيب إِذَا دَعَا بالمأثور:

- ‌ دعوة من دَعَا بالاسم الأعظم

- ‌ دعوة الولد البار بوالديه:

- ‌ دعوة الحاج

- ‌ دعوة المعتمر

- ‌ دعوة الغازي في سبيل الله:

- ‌ دعوة الذاكر لله كثيرًا:

- ‌ دعوة من أحبه الله ورضي عنه:

- ‌الفصل السابع: أهمية الدعاء ومكانته في الحياة

- ‌المبحث الأول: افتقار العباد وحاجتهم إلى ربهم

- ‌المبحث الثاني: أهم مَا يسأل العبد ربه

- ‌ سؤال الله الهداية

- ‌ سؤال مغفرة الذنوب

- ‌ سؤال الله الْجَنَّةِ والاستعاذة بِهِ من النار

- ‌ سؤال الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة

- ‌ سؤال اللهُ تَعَالَى الثبات عَلَى دينه وحسن العاقبة في الأمور كلها

- ‌ سؤال اللهُ تَعَالَى دوام النعمة والاستعاذة بِهِ من زوالها، وأعظم النعم نعمة الدين

- ‌ الاستعاذة بالله من جهد البلاء وردك الشقاء، وسوء القضاء وشماته الأعداء

- ‌الفصل الثامن: الدُّعَاءُ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ

الفصل: ‌المانع الأول: التوسع في الحرام: أكلا، وشربا، ولبسا، وتغذية

‌المبحث الثاني: موانع إجابة الدعاء

المانع: لغة: الحائل بين الشيئين، واصطلاحًا: مَا يلزم من وجوده العدم وَلَا يلزم من عدمه وجود، وَلَا عدم لذاته، عكس الشرط

(1)

.

ومن هذه الموانع مَا يأتي:

‌المانع الأول: التوسع فِي الحرام: أكلًا، وشربًا، ولبسًا، وتغذية

(2)

.

404 -

1 - عن أَبِي هريرة رضي الله عنه؛ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهُ تَعَالَى أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ تَعَالَى:{يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحًا إني بما تعملون عليم}

(3)

. وَقَالَ: {يا أيها الَّذِين أمنوا كلوا من طيبات مَا رزقناكم}

(4)

. ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُل يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ! يَا رَبِّ! وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ»

(5)

.

(1)

الفوائد الجلية في المباحث الفرضية لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن بازر (ص 12)، وعدة الباحث في احكام التوارث للشيخ عبد العزيز الناصر الرشيد (ص 7).

(2)

جامع العلوم والحكم (1/ 277).

(3)

سورة المؤمنون، الآية:51.

(4)

سورة البقرة، الآية:172.

(5)

أخرجه مسلم في 12 - ك الزكاة، 19 - ب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها، (1015 - 2/ 703)، وأوله: «أيها الناس، إن الله طيب

» الحديث بمثله. والترمذي في 48 - ك تفسير القرآن، 3 - ب ومن سورة البقرة، (2989). والدارمي (2/ 389/ 2717). وأحمد (2/ 328). والبيهقي في السن الكبرى (3/ 346). وفي شعب الإيمان (2/ 56/ 1159) و (5/ 49 - 50/ 5737 - 5739). وابن المبارك في الزهد (456).

- من طريق فضيل بن مرزوق حدثني عدي بن ثبابت عن أبي حازم عن أبي هريرة به مرفوعًا. =

ص: 904

وقد قيل كَمَا ذكر ابن رجب رحمه اللهُ تَعَالَى فِي معنى هَذَا الحديث: إن الله لَا يقبل من الأعمال إلا مَا كَانَ طيبًا طاهرًا من المفسدات كلها: كالرياء، والعجب، وَلَا من الأموال إلا مَا كَانَ طيبًا حلالًا؛ فَإِنْ الطيب توصف بِهِ الأعمال، والأقولا، والاعتقادات

(1)

والمراد بهذا أن الرسل وأممهم مأمورون بالأكل من الطبات والاتبعاد عن الخبائث والمحرمات، ثُمَّ ذكر فِي آخ الحديث استبعاد قبول الدعاء مَعَ التوسع فِي المحرمات: أكلًا، وشربًا، ولبسًا، وتغذيةً. ولهذا كَانَ الصحابة والصالحون يحرصون أشد الحرص عَلَى أن يأكلوا من الحلال ويبتعدوا عن الحرام.

405 -

2 - فعن عائشة رضي الله عنها؛ قَالَت: كَانَ لأَبِي بَكْرٍ غُلَامٌ يُخْرِجُ لَهُ الخْرَاجَ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَأْكُلُ مِنْ خَرَاجِهِ

(2)

، فَجَاءَ يَوْمًا بِشَيْءٍ فَأَكَلَهُ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ الْغُلَامُ: أَتَدْرِي مَا هَذَا؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ:

= قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث فضيل بن مرزوق» .

- وقال الدارقطني في الأفراد: «صحيح غريب» [أطرافه (5/ 283)].

- وقد صححه مسلم كما ترى، وقد عيب على مسلم إخراجه لحديث فضيل بن مرزوق إذ ضعفه بعضهم، ويُعتذر عن مسلم فيه من وجهين:

- الأول: أن مسلمًا كان ينتقي من حديث هؤلاء [الذين هم من الطبقة الثانية] ما كان مستقيمًا.

- الثاني: أن فضيلًا إنما أُتى من قبل إكثاره في الرواية عن عطية العوفي فكثرت المناكير في حديثه، وعطية ضعيف. وهو هنا يروي عن ثقة- كما ترى-.

- وعلى هذا؛ فيحتمل توثيق من وثقه- كالثوري وابن عيينة والفسوي والعجلي وغيرهم- على روايته من غير عطية، وأما ما رواه عن عطية، فالبلاء في من عطية لا منه. والله أعلم. [انظر ترجمته: التهذيب (6/ 425). الميزان (3/ 362). علل الترمذي الكبير (ص 391)].

(1)

جامع العلوم والحكم (1/ 259).

(2)

أي يأتيه بما يكسبه والخراج ما يقرره السيد على عبده من مال يحضره له من كسبه. الفتح (7/ 190).

ص: 905

وَمَا هُوَ؟ قَالَ: كُنْتُ تَكَهَّنْتُ لإِنْسَانٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَمَا أُحْسِنُ الْكِهَانَةَ إِلَّا أَنِّي خَدَعْتُهُ فَاَعْطَانِي بِذَلِكَ، فَهَذَا الَّذِي أَكَلْتَ مِنْهُ، فَأَدْخَلَ أَبُو بَكْرٍ يَدَهُ

(1)

فَقَاءَ كُلَّ شَيْءٍ فِي بَطْنِهِ

(2)

.

(1)

فأدخل أبو بكر يده: أي أدخلها في حلقه.

(2)

أخرجه البخاري في 63 - ك مناقب الأنصار، 26 - ب أيام الجاهلية، (3842). والبيهقي في شعب الإيمان (5/ 59/ 5770). وفي السنن (6/ 97).

- وأخرج أحمد في الزهد (ص 164 برقم 565) بإسناد حسن: عن قيس بن أي حازم قال: كان لأبي بكر غلام فكان إذا جاء بغلته لم يأل من غلته حتى يسأله فإن كان شيئًا مما يحب أكل، وإن كان شيئًا.

- وأخرج أحمد في الزهد (ص 165 برقم 571) بإسناد رجاله ثقات لكنه مرسل: عن محمد ابن سيرين قال: لم أعلم أحدًا استقاء من طعام أكله غير أبي بكر، فإنه أُتى بطعام فأكله، ثم قيل له: جاء به ابن النعمان. فقال: فأطعمتموني كهانة ابن النعمان، ثم استقاء.

- وأخرج عبد الرزاق في المصنف (11/ 209/ 20346) عن معمر عن أبيوب عن ابن سيرين أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلوا بأهل ماء، وفيهم أبو بكر، فانطلق النعيمان فجعل يخط لهم- أو قال: يتكهن لهم- ويقول: يكون كذا وكذا. وجعلوا يأتونه بالطعام واللبن، وجعل يرسل إلى أصحابه، فقيل لأبي بكر: أتعلم ما هذا؟ إن ما يرسل به النعمان يخط- أو قال: يتكهن- فقال أبو بكر: ألا اراني كنت آكل كهانة النعمان منذ اليوم. ثم أدخل يده في حلقه فاستقاءه.

- قلت: هو مرسل. رجاله ثقات، إلا أن معمرًا يضعَّف حديثه عن أهل العراق خاصة، وهذا منها فإن أيوب السختياني بصري. قال ابن ابي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: فأما أهل الكوفة وأهل البصرة فلا. [التهذيب (8/ 284). شرح علل الترمذي لابن رجب (ص 334)].

- والنعيمان هو ابن عمرو أحد الأحرار من الصحابة، وصحح إسناد هذه القصة الحافظ في الفتح (7/ 191).

- وقد فرق الحافظ في الإصابة (3/ 571) بين القصة التي أوردها البخاري وبين قصة النعيمان.

* وقد جاء نحو هذه القصة- التي رواها البخاري- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: فعن مالك عن زيد بن أسلم أنه قال: شرب عمر بن الخطاب لبنًا فأعجبه، فسأل الذي سقاه، من أين هذا اللبن؟ فأخبره أنه ورد على ماء، قد سمَّاه، فإذا نَعَم من نعم الصدقة، وهم يسقون، فحلبوا لي من ألبانها فجعلته في سقائي فهو هذا، فأدخل عمر بن الخطاب يده فاستقاءه.

- أخرجه مالك في الموطأ، 17 - ك الزكاة، (31). ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان (5/ =

ص: 906

ورُوي فِي رواية لأبي نُعيم فِي الحلية» فَقِيلَ لَهُ يَرْحَمُكَ اللهُ كُلُّ هَذَا مِنْ أَجْلِ هَذِهِ اللُّقْمَةِ؟ قَالَ: لَوْ لَمْ تَخْرُجْ إِلَّا مَعَ نَفْسِي لأَخْرَجْتُهَا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «كُلُّ جَسَدٍ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ

(1)

فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ» فَخَشِيتُ أَنْ يَنْبُتَ شَيْءٍ مِنْ جَسَدِي مِنْ هَذِهِ اللُّقْمَةِ»

(2)

.

= 60/ 5771).

- وزيد بن أسلم إنما يروي عن أبيه أسلم عن عمر بن الخطاب، فيدخل أباه بينه وبين عمر، وقال في التقريب (350):«ثقة عالم وكان يرسل» . والظاهر أنه لم يدرك عمر، فزيد توفي سنة ست وثلاثين ومائة وعمر وتوفى سنة ثلاث وعشرين، فروايته عن عمر مرسلة. وجُلُّ روايته عن التابعين، وقد نص جماعة من الأئمة على أن روايته عن هؤلاء مرسلة: أبي هريرة وجابر ورافع بن خديج وعائشة وسعد بن ابي وقاص وعلي بن ابي طالب وأبي أمامة وأبي سعيد وخوات بن جبير وعبد الله ابن رواحة. [انظر: المراسيل (97). تحفة التحصيل (117). جامع التحصيل (211)].

(1)

السحت: الحرام الذي يحل كسبه. النهاية (2/ 345).

(2)

أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 31). من طريق عمرو بن منصور البصري ثنا عبد الواحد ابن زيد عن أسلم الكوفي عن مرة الطيب عن زيد بن أرقم قال: «كان لأبي بكر رضي الله عنه مملوك يغل عليه، فأتاه ليلة بطعام فتناول منه لقمة، فقال له المملوك: ما لك كنت تسألني كل ليلة، وَلَمْ تسألني الليلة؟ قال: حملني على ذلك الجوع، من أين جئت بهذا؟ قال: مرت بقوم من الجاهلية فرقيت لهم فوعدوني فلما أن كان اليوم مررت بهم فإذا عُرس لهم فأهطوني. قال: إن كدت أن تهلكني، فأدخل يده في حلقه، فجعل يتقيأ، وجعلت لا تخرج، فقيل له: إن هذه لا تخرج إلا بالماء، فدعا بطست من ماء فجعل يشرب ويتقيأ حتى رمى بها. فقيل له: يرحمك الله! كل هذا من أجل هذه اللقمة؟

» الحديث بمثله. [وصححه الألباني في صحيح الجامع (4/ 172)].

* وأخرجه البيهقي في الشعب (5/ 56/ 5760) من طريق عبد الواحد بن زيد به. باختصار القصة وفيه: «فقال: لا أراك إلا أطعمتني ما حرم الله ورسوله ثم أدخل إصبعيه فتقيأ، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أيما لحم نبت من حرام فالنار أولى به» ».

* وأخرجه بدون القصة: من طريق عبد الواحد عن أسلم الكوفي عن مرة الطيب عن زيد بن أرقم عن أبي بكر الصديق مرفوعًا بلفظ: «لا يدخل الجنة جسد غذى بحرام» ، وفي رواية:«[أيما لحم] [كل لحم] كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به» .

- أخرجه البزار (4/ 215/ 3560 - كشف الأستار). وأبو يعلى (1/ 85/ 84). وابن حبان في المجروحين (2/ 155). والطبراني في الأوسط (5958). وابن عدي في الكامل (5/ 298). والحاكم (4/ 127). والبيهقي في الشعب (5/ 56/ 5759). =

ص: 907

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- ورواه أيضًا: عبد الواحد بن زيد عن فرقد السبخي عن مرة الطيب عن زيد بن أرقم عن أبي بكر الصديق به مرفوعًا. فجعل فرقدًا بدل أسلم.

- أخرجه أبو يعلى (83). وابن عدي (5/ 298).

- قلت: وهذه رواية منكرة، ولا يصح مرفوعًا من حديث أبي بكر الصديق، فقد أخرج هذه القصة بدون الزيادة المرفوعة» كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به»: البخاري وغيره من طريق القاسم ابن محمد عن عائشة بنت الصديق رضي الله عنها، وأخرجه أحمد في الزهد من طريق قيس بن أبي حازم، وأخرجه أحمد وعبد الرزاق من طريق ابن سيرين [راجع التخريج السابق] فهؤلاء ثلاثة من كبار ثقات التابعين: القاسم قيس وابن سيرين وَلَمْ يذكروا في القصة هذه الزيادة المرفوعة لا سيما وقد تفرد بها: عبد الواحد بن زيد؛ وهو: متروك [انظر: التاريخ الكبير (6/ 62). التاريخ الأوسط (2/ 133). الضعاء الصغير (230). الجرح والتعديل (6/ 20) تاريخ ابن معين للدارمي (506). الضعفاء الكبير (3/ 54). الكامل (5/ 297). المجروحين (2/ 154). الثقات (7/ 124). الضعفاء والمتروكين للنسائي (370). الميزان (2/ 673) ، اللسان (4/ 94). تعجيل المنفعة (674). وغيرها].

- وقد اضطرب في إسناده أيضًا رواه مرة عن أسلم الكوفي: وهو مجهول [انظر: اللسان (1/ 433)] ورواه أخى عن فرقد السبخي: وهو ضعيف يروي عن مرة المنكرات [التهذيب (6/ 387). الميزان (3/ 345). التقريب (780)].

- وقد روى» كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به» مروعًا عن عدد من الصحابة، فمنهم:

1 -

عن كعب بن عجرة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون من بعدي، فمن غشى أبوابهم فصدقهم في كذبهم وأعانهم على ظلمهم، فليس مني ولست منه، ولا يرد عليَّ الحوض، ومن غشى أبوابهم أول يَغْش فلم يصدقهم في كذبهم، وَلَمْ يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه، وسيرد عليَّ الحوض، يا كعب بن عجرة! الصلاة برهان، والصوم جنة حصينة، والصدقى تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار. يا كعب بن عجرة! إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به» .

- أخرجه الترمذي (614 و 615). والطبراني في الكبير (19/ 105 - 106/ 212).

- من طريق عبيد الله بن موسى عن غالب بن نجيح عن أيوب بن عائذ الطائش عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن كعب بن عجر به مرفوعًا.

- قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث عبيد الله ابن موسى، وأيوب بن عائذ الطائي يُضَعَّف، ويقال: كان يرى رأي الإرجاء، وسألت محمدًا [يعني: البخاري] عن هذا الحديث فلم يعرفه إلا من حديث عبيد الله بن موسى واستغربه جدًا» .

- قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على جامع الترمذي: «وأيوب بن عائذ لم أر من ضعفه، وإنما=

ص: 908

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=قالوا: «كان يرى الإرجاء» وليس هذا بضعف، وقد وثقه ابن معين وابن المبارك وابن المديني والبخاري وأبو داود والنسائي وغيرهم؛ فالحديث صحيح، وله شواهد تؤيد صحته».

- قلت: أيوب بن عائذ: أجمعوا على توثيقه إلا أن ابن حبان قال في ثقاته: «يخطئ» .

- ورجال إسناده ما منهم إلا ثقة؛ غير غالب بن نجيح فلم يوثقه غير ابن حبان حيث عده في ثقاته، وروى عنه جمع من الثقات [انظر: التاريخ الكبير (7/ 101). الجرح والتعديل (7/ 48). الثقات (7/ 309). التهذيب (6/ 362). التقريب (775) وقال: «مقبول» ].

- وفي تفرد مثله نظر.

-[وحديث كعب صححه العلامة الألباني في صحيح سنن الترمذي (1/ 336) برقم (614)]«المؤلف» .

- وله طرق أخرى فيها ذكر الشاهد؛ منها:

(أ) عن معتمر بن سليمان قال: سمعت عبد الملك بن أبي جميلة يحدث عن أ [ي بكر ابن بشير عن كعب بن عجرة بنحوه مرفوعًا وفيه: «يا كعب بن عجرة! إنه لا يدخل الجنة لحم ولا دم نبتا من سحت، كل لحم ودم نبتا من سحت فالمار أولى به، يا كعب بن عجرة! الناس غاديام ورائحان: فغاد] في فكاك رقبته فمعتقها، وغادٍ فموبقها، يا كعب! الصلاة برهان، والصوم جنة، والصدقة تذهب الخطيئة كما يذهب الجليد على الصفا».

- أخرجه ابن حبان (261 و 2553 - موارد). والبيهقي في الشعب (5/ 57/ 5762). والطبراني في الكبير (19/ 162/ 361). وفي الأوسط (3/ 352/ 2751).

- وقال: «لم يرو هذا الحديث عن أبي بكر بن بشير إلا عبد الملك، تفرد به معتمر» .

- وهذا إسناد ضعي؛ أبو بكر بن بشير وعبد الملك بن ابي جميلة: مجهولان. [انظر: كنى البخاري (13). الجرح والتعديل (9/ 342) و (5/ 345). ثقات (5/ 586) و (7/ 103). التهذيب (5/ 291). الميزان (2/ 652). التقريب (621) وقالا: «مجهول»].

(ب) قال الطراني: حدثنا عبد الملك بن علي الجارودي ثنا أحمد بن حفص ثنى أبي ثنا إبراهيم بن طهمان عن عقيل- رجل من بني جعدة- عن أبي إسحاق عن عاصم العدوي عن كعب بن عجرة بنحوه مرفوعًا.

- أخجه في الكبير (19/ 135 - 136/ 298). وفي الأوسط (5/ 242/ 4477). وفي الصغير (1/ 374/ 625).

- وقال: «لم يروه عن أبي إسحاق إلا عقيل، تفرد به إبراهيم بن طهمان» .

- قلت: هو منكر بهذا الإسناد، لا يعرف من حديث أبي إسحاق السبيعي، تفرد به عنه عقيل هذا؛ وهو: منكر الحديث [التاريخ الكبير (7/ 54). الجرح والتعديل (6/ 219). المجروحين (2/ 192). الضعفاء لأبي زرعة الرازي (259). الميزان (3/ 88). اللسان (4/ 209)].

- وقد رواه أبو حصين عن الشعبي عن عاصم العدوي عن كعب به مرفوعًا مختصرًا. وهذا إسناد صحيح،=

ص: 909

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=وسيأتي ذكره؛ فهو من حديث الشعبي لا من حديث أبي إسحاق.

(ج) ورواه إسماعيل بن عيسى العطار ثنا طاهر بن حماد عن سفيان عن خالد عن الشعبي عن كعب بنحوه مرفوعًا.

- أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 141/ 309).

- وليس بشيء؛ فقد رواه سفيان الثوري ومسعر وقيس بن الربيع ثلاثتهم عن أبي حصين عن الشعبي عن عاصم العدوي عن كعب به مرفوعًا مختصرًا. وهو الصحيح؛ وطاهر ن حماد: واهٍ منكر الحديث، ليس بقة ولا مأمون [المغني (1/ 498). الميزان (2/ 334). اللسان (3/ 254)].

- وإسماعيل بن عيسى العطار: ضعفه الأزدي، ووثقه الخطيب، وذكره ابن حبان في الثقات [الجرح والتعديل (2/ 191). تاريخ بغداد (6/ 262). الميزان (1/ 245). اللسان (1/ 475)].

(د) عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ثنى يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن سعد بن إسحاق ان كعب بن عجرة عن أبيه عن جده بنحوه مرفوعًا.

- أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 145/ 317). وفي الصغير (1/ 263/ 430).

- وقال: «لم يروع عن سعد بن إسحاق إلا [يحيى بن] عبد الله بن أبي قتادة» .

- وما بين المعكوفين ساقط من المطبوع.

- وإسناده ضعيف؛ إسحاق بن كعب: مجهول الحال [التقريب (131). الميزان (1/ 196)] ويحيى بن عبد الله بن أبي قتادة: ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه جماعة من الثقات [التاريخ الكبير (8/ 285). الجرح والتعديل (9/ 160). الثقات (7/ 594)].

- ورواه أيضًا: قدامة بن محمد الأشجعي ثنا داود بن المغير عن سعد بن إسحاق به إلا أنه لم يذكر موضع الشاهد في عقوبة آكل السحت.

- أخرجه الطبراني (318).

- وداود: لم أقف له على ترجمة، وقدامة بن محمد: جرحه ابن حبان ومشاه غيه بالمغني (2/ 215). التهذيب (6/ 495). الميزان (3/ 386)].

(هـ) عن يحيى بن عبد الله بن بكير ثنا يحيى بن صالح الأيلي عن المثني بن الصباح عن عطاء عن ابن عباس عن كعب بنحوه مرفوعً.

- أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (2/ 303).

- وهذا منكر؛ المثنى بن لاصباح: ضعيف؛ لا سيما في عطاء؛ قال أبو حاتم: «يروى عن عطاء ما لم يرو عنه أحد، وهو ضعيف» [الجرح والتعديل (8/ 324). التهذيب (8/ 40). الميزان (3/ 435)].

- ويحيى بن صالح الأيلي: روى عنه يحيى بن عبد الله بن بكير عن إسماعيل بن أمية عن عطاء أحاديث منكرة غير محفوظة [انظر: الضعفاء الكبير (4/ 409). الكامل (7/ 245). الميزان=

ص: 910

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (4/ 386). اللسان (6/ 322)].

- وحاصل هذه الطرق بعد استبعاد المنكر منها [ب، ج، هـ] أنه يتقوى بعضها ببعض، وتكتسب باجتماعها قوة؛ إلا أن حصين [عثمان بن عاصم: ثقة ثبت سني وربما دلس، وهو مقدم في الشعبي، قدمه ابن المديني على بقية أصحابنه [انظر: التهذيب (5/ 489). التقريب (664)] رواه عن الشعبي عن عاصم العدوي عن كعب بن عجرة قال: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن تسعة: خمسة وأربعة- أحد العددين من العرب والآخر من العجم- فقال: «اسمعوا؛ هل سمعتم أنه سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم؛ فليس مني ولس منه، وليس بوارد عليَّ الحوض، ومن لم يدخل عليهم، وَلَمْ يعنهم على ظلمهم، وَلَمْ يصدقهم بكذبهم؛ فهو مني وأنا منه، وهو وارد عليَّ الحوض» .

- أخرجه الترمذي (2259). والنسائي (7/ 160 - 161/ 4218 و 4219). وفي الكبرى (5/ 230/ 8758). وابن حبان (1/ 513 و 517 و 519/ 279 و 282 و 283 - إحسان). والحاكم (1/ 79). وأحمد (4/ 243). وابن أبي شيبة (6/ 310). وعبد ابن حميد (370). وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 95/ 2065 و 2066). وفي السنة (755 و 756). وابن قانع في المعجم (2/ 371). والطبراني في الكبير (19/ 134/ 294 - 297). وأبو نعيم في الحلية (7/ 249). والبيهقي (8/ 165). وابن عبد البر في التمهيد (2/ 304). والخطيب في تاريخ بغداد (5/ 361). وغيرهم.

- ورواه عن أبي حصين: سفيان الثوري ومسعر وقيس بن الربيع،

- قال الترمذي: «صحيح غريب؛ لا نعرفه من حديث مسعر إلا من هذا الوجه» .

- وقد عرفه غيه من غير هذا الوجه من مسعر فقال أبو نعيم: «مشهور من حديث مسعر» ، وأبو حصين كما تقدم ثبت في الشعبي، وعاصم: وثقه النسائي، وروى عنه الشعبي وهو إذا حدث عن رجل فسماه فهو ثقة يحتج بحديثه؛ قاله ابن معين، فالإسناد صحيح.

- وَلَمْ يذكر فيه أبو حصين: فضل الصلاة والصوم والصدقة، وعقوبة آكل السحت، وبائع نفسه؛ فالله أعلم. [وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (3/ 504)]«المؤلف» .

2 -

وقد روى جابر حديث كعب هذا بتمامه؛ فعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة: «أعاذك الله من إمارة السفهاء»

فذكر الحديث بنحوه وفيه فضل الصلاة والصوم والصدقة وعقوبة آكل السحت وبائع نفسه.

- أخرجه ابن حبان (1569 - موارد). والحاكم (1/ 79) و (3/ 480) و (4/ 127 و 422). والدارمي (2/ 409/ 2776). وأحمد (3/ 321 و 399). وعبد الرزاق (11/ 345/ 20719). وعبد بن حميد (1138). والحارث بن أبي أسامة (2/ 644 - 618 - بغية الباحث). والبزار (2/ 241/ 1609 - كشف). وأبو يعلى (3/ 475/ 1999). وأبو نعيم في الحلية (8/ 247). =

ص: 911

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=والبيهقي في الشعب (5/ 56/ 5761) و (7/ 47/ 9399). وابن حجر في الأمالي المطلقة (213). وغيرهم.

- من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن سابط حدثني جابر بن عبد الله به مرفوعًا.

- قال الحاكم: «صحيح الإسناد» .

- وقال ابن حجر: «حديث صحيح» .

- وقال الهيثمي في المجمع (5/ 247): «رواه أحمد والبزار

ورجالهما رجال الصحيح». وانظر: (10/ 230). [قلت: رجاله رجال مسلم].

- وقال العلامة أحمد شاكر في تعليقه على جامع الترمذي (2/ 515) عن إسناد أحمد: «وهذا إسناد صحيح» ثم قال: «فهذا الحديث الصحيح عن جابر شاهد قوي لرواية أيوب بن عائذ من حديث كعب بن عجرة، وهو يؤيد ما ذهبنا إليه من أنه حديث صحيح» . وصححه الألباني في صحيح الجامع (4519).

- قلت: اختلاف مخارج هذا الحديث مع تعدد طرقه- الصالحة للاعتضاد- تكسبه قوة وتدل على أنه محفوظ، ولا توهنه مخالفة أبي حصين، والله أعلم.

3 -

عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة نبت من سحت، النار أولى به» .

- أخرجه الطبراني في الأوسط (6/ 380/ 6675). وابن أبي حاتم في العلل (2/ 144).

- من طريق أيوب بن سويد عن سفيان الثوري عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة به مرفوعًا.

- وهذا الإسناد من سفيان فمن فوقه: صحيح على شرط الشيخين [انظر: تحفة الأشراف (3/ 23 - 27)]، وقد تفرد به هنا: أيوب بن سويد؛ وهو ضعيف؛ قال فيه أهل بلده: «حدث ابن المبارك بأحاديث، ثم قال [يعنون أيوب هذا] حدثني أولئك الشيوخ الذين حدث ابن المبارك عنهم» لذا قال فيه ابن معين: «ليس بشيء؛ يسرق الأحاديث» [تاريخ ابن معين (4/ 451). التهذيب (1/ 421). الميزان (1/ 287)].

- فهو حديث منكر؛ فيما لو تفرد به أيوب عن سفيان، فكيف وقد خولف فيه فقد سأل ابن أبي حاتم أباه عن هذا الحديث فقال:«هذا خطأ، أخطأ فيه أيوب بن سويد؛ روى هذا الحديث: الثوري عن أبي حيان عن شداد بن أبي العالية عن ابي داود الأحمري عن حذيفة موقوف» [العلل (2/ 144)].

- أخرج حديث سفيان الموقوف: عبد الرزاق (9/ 239/ 17073).

- وتابع سفيان على وقفه: إسماعيل بن إبراهيم [وهو ابن علية. ثقة حافظ. التقريب (136)]. عن ابي حيان [يحيى بن سعيد بن حيام. ثقة عابد. التقريب (1055)] به.

- أخرجه سعيد بن منصور في سننه (4/ 812). =

ص: 912

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- وتابع أبا حيان عليه: فضيل بن عزوان [ثقة. التقريب (786)] عن أبي الفرات شداد ابن ابي العالية به.

- أخرجه أحمد في الزهد (1001).

- فهو موقوف بإسناد ضعيف؛ مالك أبو داود الأحمري؛ قال أبو حاتم: «هو مجهول» . [التاريخ الكبير (7/ 308). الجرح والتعديل (8/ 218). الثقات (5/ 386)].

- وله إسناد آخر عند أبي نعيم في الحلية (1/ 281) و (4/ 181).

4 -

عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يدخل الجنة لحم ودم نبتا من بخس» .

- أخرجه البيهقي في الشعب (5/ 55/ 5757).

- من طريق عبيد الله بن عمرو عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن ابن شماسة عن عقبة به مرفوعًا.

- ورجاله ثقات؛ غير ابن إسحاق فإنه صدوق مدلس وقد عنعنه.

5 -

عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم» أعاذك الله من أمراء يكونون بعدي»

وذكر الحديث بنحو حديث كعب بن عجرة المتقدم والشاهد منه قوله: «يا عبد الرحمن إن الله أبي على أن يدخل الجنة لحمًا نبت من سحت، فالنار أولى به» .

- أخرجه الحاكم (4/ 126). والطبراني في الأوسط (4/ 222/ 4035). والخطيب في التاريخ (12/ 109).

- من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن عبد الرحمنبن سمرة به مرفوعًا.

- قال الحاكم: «صحيح الإسناد» .

- قلت: بل هو حديث منكر، تفرد به سعيد بن بشير عن قتادة، وسعيد: ضعيف؛ يروي عن قتادة المنكرات، ولن يتابعه عليه أحد من أصحاب قتادة على كثرتهم: وإنما يعرف هذا الحديث من حديث كعب بن عجرة وجار بن عبد الله وقد تقدما.

6 -

عن ابن عباس: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أعان ظالمًا بباطل ليدحض بباطله حقًا؛ فقد برئ من ذمة الله عز وجل، وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن أكل درهمًا من ربا فهو مثل ثلاث وثلاثين زنية، ومن نبت لحمه من سحت فالنار أولى به» .

- أخرجه ابن حبان في المجروحين (1/ 328). والطبراني في الصغير (1/ 147/ 224). وفي مسند الشاميين (63). وأبو نعيم في الحلية (5/ 248).

- من طريق سعيد بن رحمة المصيصي ثنا محمد بن حمير عن إبراهيم بن أبي عبلة عن عكرمة عن ابن عباس به مرفوعًا.

- قال الطبراني: «لم يروه عن إبراهيم بن أبي عبلة

[إلا محمد بن حمير]، تفرد به سعيد بن رحمة». =

ص: 913

ففي حديث الباب أن هَذَا الرجل الَّذِي قَدْ توسع فِي أكل الحرام قَدْ أتَى بأربعة أسباب من أسباب الإجابة:

الأول: إطالة السفر، والثاني: حصول التبذل فِي اللباس والهيئة؛

=- وقال أبو نعيم: «غريب من حديث إبراهيم، تفرد به محمد بن حمير» .

- قلت: هو منكر؛ فإن رجاله ثقات؛ غير سعيد بن رحمة وقد تفرد به عن محمد بن حمير وسعيد قال فيه ابن حبان: «يروة عن محمد بن حمير ما لم يتابع عليه، روى عنه أهل الشام، لا يجوز الاحتجاج به لمهالفته الأثبات في الروايات» [المجروحين (1/ 328). الميزان (2/ 135). اللسان (3/ 35)].

- وله طرق أخرى عن ابن عباس؛ منها ما يرويه:

(أ) أبو محمد حمزة بن أبي حمزة الجزري النصيبي عن عمرو بن دينار عن ابن عباس مرفوعًا بنحو ما قبله مطولًا وفيه زيادات.

- أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 94/ 11216).

- وحمزة: متروك، متهم بالوضع [التقريب (271)].

(ب) إبراهيم بن زياد القرشي عن خصف عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعًا مطولًا.

- أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (6/ 76). ومن طريقه: ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 763/ 1272).

- وهذا منكر أيضًا؛ خصيف: ممن يهم ويخطئ كثيرًا [التهذيب (2/ 560). الميزان (1/ 653)] وإبراهيم بن زياد القرشي: قال يحيى بن معين: «لا أعرفه» وقال البخاري: «لا يصح إسناده» وقال الخطيب: «في حديث نكرة» [ضعفاء العقيلي (1/ 53). تاريخ بغداد (6/ 76). الميزان (1/ 32). اللسان (1/ 51) وقال الذهبي: «ولا يعرف من ذا»].

(ج) حنش بن قيس عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعًا بالشاهد مختصرًا.

- أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 174/ 11544).

- وحنش هذا هو حسين بن قيس: متروك؛ فلا يعتبر به. [التقريب (249)].

- وحاصله أنه لا يصح عن ابن عباس من وجه؛ فطرقه كلها منكرة مطروحة.

- وفي الباب أيضًا: عن ابن عمر وأبيه عمر بن الخطاب ولا تخلو أسانيدها من مقال.

- وفي الجملة فإن حديث: «كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به» صحيح بشواهده من حديث كعب وجابر وعقبة بن عامر فحسب. والله أعلم.

- وصححه الألباني في صحيح الجامع (4519)، وغيره.

ص: 914

406 -

3 - ولهذا قَالَ صلى الله عليه وسلم: «رُبَّ أَشْعَثَ

(1)

مَدْفُوعٍ بِالأَبْوَابِ

(2)

لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبرَّهُ»

(3)

.

(1)

أشعث: متلبد الشعر مغبَرُّه؛ الذي لا يدهنه ولا يكثر غسله. [شرح مسلم للنووي (17/ 186)].

(2)

مدفوع بالأبواب: لا يؤذن له بل يحجب ويطرد لحقارته عند الناس. [شرح مسلم للنووي (17/ 186)].

(3)

أخرجه مسلم في 45 - ك البر والصلة والآداب، 40 - ب فضل الضعفاء والخاملين، (2622)(4/ 2024) و 51 - ك الجنة، 13 - ب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء، (2854)(4/ 2191). وابن حبان (14/ 403/ 6483). والبيهقي في الشعب (7/ 331/ 10482). والخطيب في الموضح (2/ 19).

- من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

فذكره.

- وله طرق أخرى منها ما أخرجه الحاكم (4/ 328). والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 292). وأبو نعيم في الحلية (1/ 7): من طريق إبراهيم بن حمزة الزبيري ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رب أشعث أغبر ذي طمرين تنبو عنه أعين الناس لو أقسم على الله لأبره» .

- قال الحاكم: «صحيح الإسناد» .

- قلت: المطلب بن عبد الله: هو ابن المطلب بن حنطب: صدوق كثير التدليس والإرسال [التقريب (949)]. وقال البخاري في التريخ الصغير (1/ 17): «ولا يعرف للمطلب سماع من أبي هريرة» وقال أبو حاتم في الجرح والتعديل (8/ 359): «عن .... أبي هريرة: مرسل» .

- قلت: فهو منقطع بين المطلب وأبي هريرة.

- وكثير بن زيد الأسلمي: صدوق يخطئ [التهذيب (6/ 551). الميزان (3/ 404). التقريب (808)].

- وعليه: فهو ضعيف الإسناد. والتعويل على رواية العلاء بن عبد الرحمن عند مسلم.

- وله شاهد من حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كم من أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره، منهم البراء بن مالك» .

- أخرجه الترمذي (3854). وعبد الله بن أحمد في زيادات الزهد لأبيه (134). والضياء في المختار (4/ 420 و 421)].

- من طريق جعفر بن سليمان ثنا ثابت وعلي بن زيد عن أنس به مرفوعًا.

- قال الترمذي: «هذا حديث صحيح، حسن من هذا الوجه» .

- وقال الألباني في تخريج مشكلة الفقر ص (79): «وإسناده جيد» .

* وله طرق أخرى عن أنس؛ منها:=

ص: 915

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=1 - عن ابن لهيعة عن أبي النضر عن أنس مرفوعا بلفظ: «ألا أخبركم بأهل النار وأهل الجنة؟ أما أهل الجنة: فكل ضعيف متضعف أشعث ذي طمرين لو أقسم على الله لأبره. وأما أهل النار: فكل جعظري جواظ، جماع مناع، ذي تبع» .

- أخرجه أحمد (3/ 145).

- قال الهيثمي في المجمع (10/ 264): «رواه أحمد، وفيه: ابن لهيعة، وحديثه يعتضد» .

2 -

عن سعيد بن محمد عن مصعب بن سليم قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رب ذي طمرين لا يؤبه لو أقسم على الله لأبره، منهم البراء بن مالك» .

- أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 350). والضياء في المختارة (7/ 217/ 2659).

- وسعيد بن محمد: هو الوراق الكوفي: ضعيف [التقريب (387)].

3 -

عن سلاة بن روح عن عقيل بن خالد عن الزهري عن أنس مرفوعا يمثل الذي قبله وفي رواية: «كم من ضعيف متضعف أشعث أغبر ذي طمرين

» الحديث.

- أخرجه الطحاوي في المشكل (1/ 293). والحاكم (3/ 292). وابن عدي في الكامل (3/ 314). واللألكائي في كرامات الأولياء (106). وأبو نعيم في الحلية (1/ 6 - 7) والبيهقي في الشعب (7/ 331/ 10483). وفي الاعتقاد (433 - 434). وفي الدلائل (6/ 368).

- قال الحاكم: «صحيح الإسناد» .

- قلت: سلامة بن روح: قال الحافظ في التقريب (426): «صدوق له أوهام» ، وقيل:«لم يسمع من عمه [عقيل بن خالد] وإنما يحدث من كتبه» . وقد عد ابن عدي هذا الحديث فيما أنكر عليه ثم قال: «وهذه الأحاديث عن عقيل عن الزهري كتاب نسخة كبيرة يقع في جزأين، وفيها عن عقيل عن الزهري أحاديث أنكرت من حديث الزهري بما لا يرويه غير سلامة عن عقيل عنه» .

- وقد أنكره عليه أيضا أبو زرعة الرازي- كما في الجرح والتعديل (4/ 301).

- والراوي عن سلامة: هو محمد بن عزيز؛ قال الحافظ في التقريب (878): «وفيه ضعف، وقد تكلموا في صحة سماعه من عمه سلامة» .

- فهو حديث منكر بهذا الإسناد.

4 -

عن أبي جعفر محمد بن يحيي بن هابيل البغداي ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة عن الأعمش عن شعبة عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رب ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره» .

- أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (3/ 421).

- في ترجمة ابن هابيل هذا، وَلَمْ أجد من ترجم له سوي الخطيب في تاريخه، ويبدو لي أنه مجهول، وقد وهم في هذا الحديث مرتين:

(أ) فقد رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده (2/ 988/ 1103 - زوائده) قال: حدثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكر الحديث=

ص: 916

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=وسيأتي في الشواهد برقم (5).

- وتابعه عليه: يحيي بن يمان [وهو صدوق يخطي كثيرا. التقريب (1071)] فرواه عن زائدة به إلا أنه قال: «يقول تبارك وتعالى» بدل: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم» وهذا من أوهامه

- أخرجه ابن أبي الدنيا في الأولياء (11).

(ب) ورواه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بأهل الجنة

» الحديث.

- أخرجه عبد الرزاق (11/ 306/ 20612).

- وهذه أوهام ظاهرة تدل على ضعف حفظ ابن هابيل. والله أعلم.

5 -

عن أسامة بن زيد الليثي عن حفص بن عبيد الله عن جده أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رب أشعت أغبر ذي طمرين [مصفح عن أبواب الناسٍ] لو أقسم على الله لأبره»

- أخرجه عبد بن حميد (1236). والطحاوي في المشكل (1/ 293). والطبراني في الأوسط (1/ 264/ 861). والبيهقي في الشعب (7/ 331/ 10482). والضياء في المختارة (5/ 254 و 255/ 1881 و 1882).

- وهذا إسناد حسن.

- وأصل حديث أنس هذا مخرج في الصحيحين؛ فقد رواه ثابت وحميد أن أنسا حدثهم: أن الربيع- وهي ابنة النضر- كسرت ثنية جارية، فطلبوا الأرش، وطلبوا العفو، فأبوا، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم بالقصاص، فقال أنس بن النضر: أتكسر ثنية الربيع يا رسول الله؟ لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها، فقال:«يا أنس كتاب الله القصاص» فرضي القوم وعفوا؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره» .

- والسياق لحميد، وفي حديث ثابت أن الذي راجع النبي صلى الله عليه وسلم فيها وأقسم هي أن الربيع لا أخوها أنس [وانظر: شرح النووي لمسلم (11/ 163)].

- أخرجه البخاري (2703 و 2806 و 4499 و 4500 و 4611 و 6894) واللفظ له. ومسلم (1675). وأبو عوانة (4/ 96/ 6152 و 6153). وأبو داود (4595). والنسائي في المجتبي (8/ 26 - 28/ 4769 - 4771). وفي الكبرى (5/ 78/ 8290) و (6/ 335/ 11145). وابن ماجه (2649). وابن حبان (14/ 414/ 6490 و 6491). وأحمد (3/ 167 و 284). وعبد بن حميد (1350). وأبو يعلي (6/ 124 و 231/ 3396 و 3519). والطحاوي في شرح المعاني (3/ 177) و (4/ 271). والبيهقي (8/ 25 و 64) ، وغيرهم.

- وللحديث شواهد أخره فمنها:

1 -

حديث حارثة بن وهب الخزاعي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ألا أخبركم بأهل الجنة؟! كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره. ألا أخبركم بأهل النار؟! كل عتل جواظ مستكبر» . =

ص: 917

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- أخرجه البخاري (4918 و 6071 و 6657). ومسلم (2853)(4/ 2190)، وفيه:«كل جواظ زنيم متكبر» . وأبو داود (4801). والترمذي (2605). وقال: «حسن صحيح» . والنسائي في الكبرى (6/ 497/ 11615). وابن ماجه (4116). وأحمد (4/ 306). والطيالسي (1238).

وعبد بن حميد (477 و 480). وأبو يعلى (3/ 53/ 1477). والطبراني في الكبير (3/ 235 - 236/ 3255 - 3258). والبيهقي في السنن (10/ 194). وفي الآداب (265). وفي الشعب (6/ 285/ 8173 - 8175) و (7/ 332/ 10484). وغيرهم.

- من طرق عن معبد بن خالد قال: سمعت حارثة بن وهب الخزاعي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

فذكره.

- واختلف فيه على معبد:

(أ) فرواه سفيان الثوري وشعبة والأعمش ومسعر أربعتهم- وهم من كبار الحفاظ المتقنين- عن معبد به هكذا.

(ب) وخالفهم هشام بن عبد الرحمن [مجهول. انظر: التاريخ الكبير (8/ 199)] فرواه عن معبد ابن خالد الخزاعي عن أبي عبد الله الجدلي عن زيد بن ثابت به مرفوعا.

- أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 156/ 4931).

- فهو منكر بهذا الإسناد لمخالفته لكبار الحفاظ.

2 -

حديث معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أخبرك عن ملوك الجنة؟! كل ضعيف مستضعف ذو طمرين، لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره» .

- أخرجه ابن ماجه (4115). والطبراني في مسند الشاميين (1192). والبيهقي في الشعب (7/ 333/ 10488).

- من طريق سويد بن عبد العزيز عن زيد بن واقد عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ به مرفوعا.

- وهذا إسناد ضعيف جدا؛ سويد بن عبد العزيز: ضعيف جدا [التقريب (424). الميزان (2/ 252)].

- وقال أبو حاتم في العلل (2/ 106): «هذا حديث خطأ؛ إنما يروي عن أبي إدريس كلامه فقط» .

3 -

حديث حذيفة قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة

فذكر الحديث وفيه: «ألا أخبركم بشر عباد الله؟ الفظ المستكبر. ألا أخبركم بخير عباد الله؟ الضعيف المستضعف، ذو الطمرين، لو أقسم على الله لأبر قسمه» .

- أخرجه أحمد (5/ 407).

- من طريق محمد بن جابر عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن حذيفة به مرفوعا.

- وإسناده ضعيف؛ أبو البختري؛ سعيد بن فيروز: روايته عن حذيفة مرسلة. [التهذيب (3/ =

ص: 918

والثالث: يمد يديه إِلَى السماء «إِنَّ اللهَ حَيِيٌ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِ مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ»

(1)

. والرابع: الإلحاح عَلَى الله بتكرير ذكر ربوبيته وَهُوَ من أعظم مَا يطلب بِهِ إجابة الدعاء

= 362)]. ومحمد بن جابر: هو ابن سيار السحيمي: ضعيف [التهذيب (7/ 80). الميزان (3/ 496)].

4 -

حديث عبد الله بن مسعود مرفوعا بلفظ: «رب ذي طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره» .

- أخرجه البزار (5/ 404/ 2035 - البحر الزخار) وابن عدي في الكامل (2/ 273).

- من طريق حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود به مرفوعا.

- قال البزار: «وهذا الكلام لا نعلمه يروي عن عبد الله إلا بهذا الإسناد» .

- قلت: هو حديث منكر. حميد الأعرج الكوفي الملائي: منكر الحديث.

- قال أبو حاتم: «ضعيف الحديث، منكر الحديث، قد لزم عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود، ولا نعلم لعبد الله عن ابن مسعود شيئا» وقال ابن حبان: «يروي عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود نسخة كأنها موضوعة» وقال ابن عدي: «وهذه الأحاديث عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود أحاديث ليست بمستقيمة، ولا يتابع عليها، وهو الذي يحدث به [بها] عن عبد الله بن الحارث» [التهذيب (2/ 466). الميزان (1/ 614)].

5 -

حديث ثوبان مرفوعا بلفظ: «أن من أمتي من لو جاء أحدكم يسأله دينارا لم يعطه، ولو سأله درهما لم يعطه، ولو سأله فلسا لم يعطه، ولو سأل الله الجنة أعطاه إياها، ذي طمرين، لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره» .

- أخرجه الطبراني في الأوسط (7/ 298/ 7548).

- من طريق سهل بن عثمان نا أبو معاوية عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان به مرفوعا.

- قلت: هذا من غرائب سهل بن عثمان؛ وهو شاذ؛ والمحفوظ: ما رواه هناد بن السري في الزهد (1/ 323/ 587) عن أبي معاوية عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

فذكره هكذا مرسلا؛ لم يذكر ثوبان.

- وقد تابع أبا معاوية على إرساله: زائدة بن قدامة [ثقة ثبت. التقريب (333)] عن الأعمش به مرسلا.

- أخرجه ابن أبي الدنيا في الأولياء (11). والحارث بن أبي أسامة (2/ 988/ 1103) - بغية الباحث).

- ورواه أيضا: مصبح بن هلقام ثنا قيس بن الربيع عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان بنحوه مرفوعا.

- أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 320/ 10447).

- ومصبح: لا يعرف. [الميزان (4/ 118). اللسان (6/ 50)].

(1)

تقدم برقم (392).

ص: 919