الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الرابع: آداب الدعاء وأماكن وأوقات الإجابة
المبحث الأول: آداب الدعاء
1 -
يبدأ بحمد الله، ويصلى عَلَى النبي صلى الله عليه وسلم ويختم بذلك:
411 -
1 عن علي بن أَبِي طالب رضي الله عنه قَالَ: «كُلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ حَتَّى يُصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَآلِ مُحَمَّدٍ»
(1)
.
(1)
أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 220/ 721). والبيهقي في الشعب (2/ 216/ 1575).
- من طريق عامر بن سيار ثنا عبد الكريم الخزاز عن أبي إسحاق الهمداني عن الحارث وعاصم ابن ضمرة عن على قوله.
- قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا عبد الكريم الخزاز» .
- قلت: هو حديث منكر؛ تفرد به عبد الكريم الخزاز عن أبي إسحاق السبيعي وَلَمْ يتابع عليه، وأبو إسحاق كثير الحديث والأصحاب، حديثه مبسوط بين أصحابه، وَلَمْ يرو عنه هذا الحديث سوى هذا الخزاز وقد قال فيه الأزدي:«واهي الحديث جدا» [الميزان (2/ 647). اللسان (4/ 63)] وقال في اللسان: «ومن مناكيره: ما أخرجه أبو القاسم البغوي- في نسخة عبيد الله الخشني- من رواية هذا الخزاز عن أبي إسحاق عن الحارث عن على: «الدعاء محجوب عن السماء حتى يتبع بالصلاة على محمد وآله» وقد رواه نوفل بن سليمان أحد الضعفاء عن عبد الكريم هذا، لكنه وهم فقال: عن عبد الكريم الجزري، والجزري ثقة لا يحتمل مثل هذا».
- وعامر بن سيار: قال أبو حاتم: «مجهول» وقال ابن حبان في الثقات: «ربما أغرب» [الجرح والتعديل (6/ 322). الثقات (8/ 502). الميزان (2/ 359). اللسان (3/ 282)].
- ورواية نوفل بن سليمان التي أشار إليها الحافظ: أخرجها البيقهي في الشعب (1576). وأبو إسماعيل الهروي في ذم الكلام وأهله (4).
- من طريق سهل بن عثمان العسكري ثنا نوفل بن سليمان عن عبد الكريم الجزري عن أبي إسحاق عن الحارث عن على قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره هكذا مرفوعا.
- ونوفل: ضعفه أبو حاتم وابن عدي والدارقطني والخليلي. [الجرح والتعديل (8/ 488). علل الحديث (2/ 120). الكامل (7/ 61). الضعفاء والمتروكين (553) الميزان (4/ 281). اللسان (6/ 210)].
- وقد رواه أيضا سلام بن سليمان ثنا قيس عن أبي إسحاق عن الحارث عن على به مرفوعا.
- ذكره الألباني في الصحيحة (5/ 54) وعزه لابن مخلد في المنتقي من أحاديثه (76/ 1). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=والأصبهاني في الترغيب (ق 171/ 2).
- وقال: «وهذا إسناد ضعيف، مسلسل بالعلل» .
- قلت: هو منكر أيضا، ولا يقال فيه بأن قيسا تابع عبد الكريم الخزاز في روايته عن أبي إسحاق السبيعي؛ لأمرين:
- الأول: أن قيس بن الربيع: سيء الحفظ، وقد أدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به، فلو كان هذا من حديث أبي إسحاق لحدث به أصحابه عنه، وَلَمْ ينفرد به مثل هؤلاء. [الجرح والتعديل (7/ 96). التاريخ الأوسط (2/ 172). المجروحين (2/ 216). الكامل (6/ 39). الضعفاء الكبير (3/ 469). علل الدارقطني (4/ 20). تاريخ ابن معين (3/ 277 و 290 و 445). سؤالات الأجري (1/ 117). التهذيب (6/ 527). الميزان (3/ 393)].
- الثاني: سلام بن سليمان المدائني الضرير: منكر الحديث، عامة ما يرويه لا يتابع عليه وبعضه لا أصل له، وأما قول النسائي في الكني:«أخبرنا العباس بن الوليد حدثنا سلام بن سليمان ثقة مدائني» فيقدم عليه الجرح المفسر، فأن العقيلي وابن عدي وابن حبان قد جرحوه جرحا مفسرا وأوردوا له عددا من الأحاديث التي أنكروها عليه، فعلموا من حالة ما يوجب القول بتضعيفه؛ لكثرة مخالفته لأحاديث الثقات وتفرده بما لا يتابع عليه؛ ولعل من وثقه لم يطلع على ذلك فأطلق القول بتوثيقه، والله أعلم. [انظر: الجرح والتعديل (4/ 259). الضعفاء الكبير (2/ 161). الكامل (3/ 309). المجروحين (1/ 342). ضعفاء الأصبهاني (90) تاريخ بغداد (9/ 197). موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 148). التهذيب (3/ 570). الميزان (2/ 178). الكاشف (1/ 474). التقريب (425)] [وانظر: الترغيب (2/ 330). مجمع الزوائد (10/ 160)].
- وقد روى أيضا عن عمرو معاذ بن جبل وعبد الله بن بسر وأنس:
1 -
أما حديث عمر فهو موقوف عليه قوله: «أن الدعاء موقوف بين السماء والأرض، لا يصعد منه شيء حتى تصلى على نبيك صلى الله عليه وسلم» .
- أخرجه الترمذي (486). [وحسنه الألباني في الصحيحة (2035)، وصحيح الترمذي (1/ 274)]«المؤلف» .
- من طريق النضر بن شميل عن أبي قرة الأسدي عن سعيد بن المسيب عن عمر موقوفا.
- وهذا منكر أيضا؛ لتفرد أبي قرة الأسدي الصيداوي- من أهل البادية- أحد المجاهيل الغرباء [الجرح والتعديل (9/ 427). التهذيب (10/ 231). الميزان (4/ 564). التقريب (1193)] به عن سعيد بن المسيب المدني سيد التابعين وَلَمْ يتابعه عليه أحد من أصحاب سعيد على كثرتهم.
2 -
وأما حديث معاذ بن جبل: فيرويه إبراهيم بن إسحاق الواسطي عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ به مرفوعا.
- أخرجه ابن حبان في المجروحين (1/ 113). ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (2/ 842/ 1409).
- وهذا منكر أيضا؛ لتفرد إبراهيم بن إسحاق الواسطي به عن ثور بن يزيد أحد الثقات الأثبات. وإبراهيم هذا قال فيه ابن حبان: «شيخ يروي عن ثور بن يزيد ما لا يتابع عليه، وعن غيره من الثقات؛ المقلوبات على قلة روايته، لا يجوز الاحتجاج به» [انظر: الجرح والتعديل (2/ 87). الميزان (1/ 18). اللسان (1/ 16)].
- وخالد بن معدان لم يسمع من معاذ، ربما كان بينهما اثنان [المراسيل (71). جامع الترمذي (4/ 571/ 2505). كشف الأستار (712). التهذيب (2/ 535)].
3 -
وأما حديث عبد الله بن بسر: فيرويه أحمد بن على بن شعيب نا محمد بن حفص نا الجراح ابن يحيي نا عمر بن عمرو سمعت عبد الله بن بسر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدعاء كله محجوب حتى يكون أوله ثناء على الله، وصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يدعو فيستجاب لدعائه» .
- أخرجه الذهبي في تذكرة الحفاظ (3/ 1026). والسير (17/ 114). وذكره ابن القيم في جلاء الأفهام (ص 377). وعزاه السخاوي في القول البديع (ص 223) للنسائي وابن بشكوال.
- قال الذهبي في التذكرة: «هذا حديث منكر» وقال في السير: «إسناد مظلم» وهو كما قال. وعمر ابن عمرو: هو ابن عبد الأحموسى أبو حفص شامي أدرك عبد الله بن بسر قال أبو حاتم: «لا بأس به، صالح الحديث، هو من ثقات الحمصيين» . [الجرح والتعديل (6/ 127)] وقال ابن القيم: «له عن عبد الله بن بسر حديثان هذا أحدهما» . والجراح ابن يحيي لم أقف له على ترجمة ولا أراه ابن مليح البهراني. [وانظر: الصحيحة (5/ 56)] ومحمد بن حفص الذي يروي عن الجراح وعنه أحمد بن على فلم أهتد إليه، وأحمد بن على بن شعيب يحتمل أن يكون هو الإمام النسائي، وهو بعيد فقد نسبه تلامذته: أحمد بن شعيب بن على، إلا أن يكون الراوي قلبه. والله أعلم.
4 -
وأما حديث أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل دعاء محجوب حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم» .
- فقد عزاه السخاوي في القول البديع (223) للديلمي في مسند الفردوس.
- وقال البيهقي في الشعب (2/ 216/ 1577): «ورويناه من وجه آخر عن مالك بن دينار عن أنس بن مالك مرفوعا» .
- قال المناوي في فيض القدير (5/ 19): «فيه محمد بن عبد العزيز الدينوري: قال الذهبي في الضعفاء: «منكر الحديث» . [انظر: الجرح والتعديل (8/ 8). الميزان (3/ 629). اللسان (5/ 296). الديوان (2/ 318). المغني (2/ 341)].
- وخلاصة ما تقدم أن الحديث منكر، وليس له إسناد صالح.
- [وحديث على قال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 160): «رجاله ثقات» وهو موقوف، لكن قال العلامة الألباني في الصحيحة (2035):«وهو في حكم المرفوع؛ لأن مثله لا يقال من قبل الرأي» ، والحديث له شواهد وطرق قال عنها الألباني في الصحيحة: «وخلاصة القول أن=
412 -
2 - عن فضالة بن عبيد الله رضي الله عنه قَالَ: سَمِعَ رَسُولُ اللهَ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يَدْعُو فِي صَلَاتِهِ لَمْ يُمَجِّدِ اللهُ تَعَالَى، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«عَجَّل هَذَا» ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ: «إَذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ يَدْعُو بَعْدُ بِمَا شَاءَ»
(1)
. وَرَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا آخَرَ يُصَلِّى فَمَجَّدَ اللهَ، وَحَمِدَهُ، وَصَلَّى عَلَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:«أَيُّهَا الْمُصَلِّي ادْعُ تُجَبْ [وَسَل تُعْطَ]»
(2)
.
=الحديث بمجموع هذه الطرق والشواهد لا ينزل عن مرتبة الحسن أن شاء الله تعالى على أقل الأحوال» الصحيحة (5/ 75)] «المؤلف» .
(1)
أخرجه أبو داود في 2 - ك الصلاة، 359 - ب الدعاء، (1481). والترمذي في 49 - ك الدعوات، 65 - ب، (3477). وابن خزيمة (1/ 351/ 710). وابن حبان (510 - موارد). والحاكم (1/ 230 و 268). وأحمد (6/ 18) وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (106). والبزار (9/ 203/ 3748). والطحاوي في المشكل (3/ 76 - 77). والطبراني في الكبير (18/ 791 و 793). والبيهقي في السنن (2/ 147 - 148). وفي الشعب (3/ 143/ 3139).
- من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ أخبرنا حيوة بن شريح أخبرني أبو هاني حميد بن هاني أن أبا على عمرو بن مالك حدثه أنه سمع فضالة بن عبيد يقول: فذكره مرفوعا.
- وهذا إسناد حسن؛ رجاله ثقات، غري أبي هاني حميد بن هاني: قال أبو حاتم: «صالح» . وقال النسائي: «ليس به بأس» ، وقال الدارقطني:«لا بأس به، ثقة» ، وقال ابن عبد البر:«هو عندهم صالح الحديث، لا بأس به» . وذكره ابن حبان وابن شاهين في الثقات. [الجرح والتعديل (3/ 231). سؤالات البرقاني (95). الثقات (4/ 149). التهذيب (2/ 464). وقال في التقريب (276): «لا بأس به»].
- قال الترمذي: «حسن صحيح» . وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم» . وفي الموضع الثاني: «صحيح على شرط الشيخين، ولا تعرف له علة» وفيه نظر؛ فأن حميد بن هاني لم يخرج له البخاري، وعمرو بن مالك الجنبي لم يخرجا له. وصححه ابن خزيمة وابن حبان.
- وصححه الألباني في صحيح أبي داود برقم (1314). وصحيح الترمذي برقم (2767).
- وقد تابع المقرئ: عبد الله بن المبارك عن حيوة به نحوه مختصرا. أخرجه ابن أبي عاصم (82).
(2)
أخرجه النسائي في 13 - ك السهو، 48 - ب التمجيد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة،=
413 -
3 - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مَعَهُ فَلَمَّا جَلَسْتُ بَدَأْتُ بِالثَّنَاءِ عَلَى اللهِ، ثُمَّ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ دَعَوْتُ لِنَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ»
(1)
.
(1)
= (1283)(3/ 44). وفي الكبرى 11 - ك صفة الصلاة، 83 - ب التحميد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، (1207)(1/ 380). وابن خزيمة (1/ 351/ 709). والطبراني في الكبير (18 795). وفي الدعاء (90).
- من طريق عبد الله بن وهب عن أبي هاني أن أبا على الجنبي حدثه أنه سمع فضالة بن عبيد يقول: «سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته لم يمجد الله وَلَمْ يصل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجلت أيها المصلى» ثم علمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يصلى فمجد الله
…
الحديث بمثله وفي أخره: «ادع تجب وسل تعط» .
- وإسناده حسن: رجاله ثقات، غير أبي هاني، فإنه لا بأس به كما تقدم.
- تابع ابن وهب: رشدين بن سعد- وهو ضعيف سيء الحفظ [الميزان (2/ 49). التقريب (326)] عن أبي هاني به بنحوه وفيه: «فقال [الرجل]: اللهم أغفر لي وارحمني» .
- أخرجه الترمذي (3476). والطبراين في الكبير (18/ 792 و 794). وفي الدعاء (89).
- قال الترمذي: «حديث حسن» .
- وصححه الألباني في صحيح النسائي برقم (1217). وصحيح الترمذي برقم (2765).
أخرجه الترمذي في أبواب الصلاة، 416 - ب ما ذكر في الثناء على الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الدعاء، (593). ومن طريقه البغوي في شرح السنة (5/ 205/ 1401). هكذا مختصرا.
- وأخرجه أبو يعلى (1/ 26 - 27/ 17) و (8/ 472/ 5059) مطولا بلفظ: «كنت في المسجد أصلى فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر فسحلت سورة النساء [أي قرأتها قراءة متصلة] فقرأتها، فلما فرغت جلست، فبدأت الثناء على الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم دعوت لنفسي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سل تعط» ، ثم قال:«من أحب أن يقرأ القرآن عضا فليقرأه كما يقرا ابن أم عبد» قال: فرجعت إلى منزلي، فأتاني أبو بكر فقال: هل تحفظ مما كنت تدعو شيئا؟ قلت: نعم، اللهم أني أسالك إيمانا لا يرتد، ونعيما لا ينفذ، ومرافقة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى جنة الخلد. فأتي عمر عبد الله ليبشره، فوجد أبا بكر خارجا قد سبقه فقال: أن فعلت إنك لسباق إلى الخير.
- وكذا الضياء في المختارة (1/ 92/ 13).
- من طريق يحيي بن آدم ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله به.
- زر: هو ابن حبيش، وعاصم: هو ابن بهدلة؛ وهذا إسناد كوفي جيد. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=- قال الترمذي: «حديث عبد الله بن مسعود: حديث حسن صحيح» .
- ثم قال: «هذا الحديث رواه أحمد بن حنبل عن يحيي بن آدم مختصرا» .
- قال الإمام في مسنده (1/ 7): «حدثنا يحيي بن آدم قال: حدثنا أبو بكر- يعني: ابن عياش- عن عاصم عن زر عن عبد الله: أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما بشراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد» .
- وكذا رواه مختصرا في فضائل الصحابة (2/ 844/ 1554). وأخرجه كذلك: ابن ماجه (138). وابن حبان (15/ 542/ 7066). والبزار (1/ 65 و 66 و 205/ 12 و 13 و 12 م- البحر الزخار). من طريق يحيي بن آدم به مختصرا.
- قال البزار- وقد وقع في إسناده: «عن عبد الله عن أبي بكر وعمر أنهما بشراه
…
- وقد تابع أبا بكر بن عياش على الرواية المطولة:
1 -
زائدة بن قدامة- وهو ثقة ثبت. التقريب (333) - عن عاصم به مطولا.
- أخرجه ابن حبان (15/ 543/ 7067). وأحمد (1/ 445 و 454). وأبو يعلي (1/ 26/ 16) و (8/ 471/ 5058). والطبراني في الكبير (9/ 62/ 8417). والبيهقي في الدعوات (201).
2 -
حماد بن سلمة- ثقة. التقريب (268) - عن عاصم به مطولا.
- أخرجه أحمد (1/ 454). وابن حبان (2436 موارد) مختصرا وفيه الدعاء.
- وللحديث طرق أخرى عن ابن مسعود.
- فقد رواه أبو إسحاق السبيعي عن أبي عبيدة عن عبد الله بنحوه مطولا ومختصرا وفيه الدعاء.
- أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (869). والحاكم (1/ 523 - 524 و 526). وأحمد في المسند (1/ 386 و 400 و 437). وفي فضائل الصحابة (1/ 100/ 70). والطيالسي (340). وابن أبي شيبه (10/ 332/ 9580). والطبراني في الكبير (9/ 60 - 62/ 8413 - 8416). وأبو نعيم في الحلية (1/ 127). والبيهقي في السنن (2/ 153). وفي الدعوات (202).
- قال الحاكم: «صحيح الإسناد إذا سلم من الإرسال» .
- قلت: علته الانقطاع بين أبي عبيدة وأبيه عبد الله بن مسعود فأنه لم يسمع منه شيئا. قال يعقوب ابن سفيان الفسوي: «حدثني محمد بن فضيل حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال: سألت أبا عبيدة: هل رأيت أباك؟ قال: لا» . [المعرفة والتاريخ (2/ 551)] وقد جزم بأنه لم يسمع من أبيه: أبو حاتم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=والنسائي والترمذي وابن حبان والعجلي [انظر: المراسيل (476) الثقات (5/ 561). جامع الترمذي (17 و 179 و 366 و 622 و 1714). جامع التحصيل (ص 204). التهذيب (4/ 165)].
- وأما تدليس أبي إسحاق فقد أمناه برواية شعبة عنه لهذا الحديث- كما في رواية أحمد والحاكم والطيالسي وأبي نعيم والطبراني، كما أنه صرح بالسماع في رواية زهير بن معاوية عنه عند البيهقي والطبراني.
- وهو حديث صحيح بما قبله.
- ورواه شريك بن عبد الله بن أبي نمر [صدوق يخطئ. التقريب (436)] فوهم في متنه حيث جعل الدعاء: «اللهم لا إله إلا أنت، وعدك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، ورسلك حق والنبيون حق، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق» .
- واختلف عليه في إسناده:
(أ) فرواه عبد العزيز بن محمد الدراوردي [صدوق، كان يحدث من كتب غيره فيخطي. التقريب (615)] عن شريك عن عون بن عبد الله بن عتبة عن أبيه قال: بينما ابن مسعود في المسجد يدعو .. الحديث بنحوه مختصرا.
- أخرجه الطبراني في الكبير (8419). وأبو نعيم في الحلية (1/ 127 - 128).
(ب) ورواه زهير بن محمد التميمي [ثقة؛ إلا أن رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعف بسببها. التقريب (342). والراوي عنه هنا ليس من أهل الشام] عن شريك عن عون عن ابن مسعود بنحوه مختصرا.
- أخرجه الحارث بن أبي أسامة (2/ 961/ 1061 - بغية الباحث).
(ج) ورواه سعيد بن سلمة بن أبي الحسام [صدوق، صحيح الكتاب، يخطي من حفظه. التقريب (380)] عن شريك عن عون عن سعيد بن المسيب عن ابن مسعود بنحوه مختصرا.
- أخرجه الطبراني في الكبير (8418). وعنه أبو نعيم في الحلية (1/ 128).
- والذي يظهر لي والله أعلم أن شريك بن أبي نمر قد اضطرب في إسناده؛ فأنه ليس بالحافظ، مثل ما أنه لم يحفظ متنه على الوجه، وقد مال الدارقطني إلى ترجيح رواية زهير بن محمد فقال:«وهو أشبه» [العلل (5/ 78)]، وَلَمْ يذكر طريق الدراوردي واختلافه فيه.
- وقد قص عمر بن الخطاب هذه القصة وفيها قوله صلى الله عليه وسلم: «سله تعطه» وقوله: «من سره أن يقرأ القرآن
…
» وبشارة ابن مسعود بها، وليس فيها الدعاء.
- روى ذلك عن عمر بأسانيد في بعضها اختلاف:
- أخرجها البخاري في التاريخ الكبير (7/ 199). والترمذي في العلل الكبير (653 - ترتيبه) والنسائي في الكبرى (5/ 71/ 8255 - 8257). وفي فضائل الصحابة (151 - 153). وابن خزيمة (2/ 186/ 1156). والحاكم (2/ 227) و (3/ 318). والضياء في المختارة (1/ 94/ 14) و (1/ =