المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌الباب الثاني: الدعاء من الكتاب والسنة

- ‌الفصل الأول: مفهوم الدعاء وأنواعه

- ‌المبحث الأول: مفهوم الدعاء

- ‌المبحث الثاني: أنواع الدعاء

- ‌الفصل الثاني: فضل الدعاء

- ‌الفصل الثالث: شروط الدعاء وموانع الإجابة

- ‌المبحث الأول: شروط الدعاء

- ‌المبحث الثاني: موانع إجابة الدعاء

- ‌المانع الأول: التوسع فِي الحرام: أكلًا، وشربًا، ولبسًا، وتغذية

- ‌المانع الثاني: الاستعجال وترك الدعاء:

- ‌المانع الثالث: ارتكاب المعاصي والمحرمات:

- ‌المانع الرابع: ترك الواجبات الَّتِي أوجبها الله:

- ‌المانع الخامس: الدعاء بإثم أَوْ قطيعة رحم

- ‌المانع السادس: الحكمة الربانية فيعطي أفضل مما سأل:

- ‌الفصل الرابع: آداب الدعاء وأماكن وأوقات الإجابة

- ‌المبحث الأول: آداب الدعاء

- ‌ يبدأ بحمد الله، ويصلى عَلَى النبي صلى الله عليه وسلم ويختم بذلك:

- ‌ الدعاء فِي الرخاء والشدة:

- ‌ لَا يدعو عَلَى أهله، أَوْ ماله أَوْ ولده، أَوْ نفسه:

- ‌ يخفض صوته من الدعاء بين المخافتة والجهر:

- ‌ يتضرع إِلَى الله فِي دعائه:

- ‌ يلح عَلَى ربه فِي دعائه:

- ‌ يتوسل إِلَى الله بأنواع التوسل المشروعة:

- ‌أنواع التوسل المشروع ثلاثة:

- ‌النوع الأول: التوسل فِي الدعاء باسم من أسماء اللهُ تَعَالَى أَوْ صفة من صفاته

- ‌النوع الثاني: التوسل إِلَى اللهُ تَعَالَى بعمل صالح قام بِهِ الداعي

- ‌النوع الثالث: التوسل إِلَى اللهُ تَعَالَى بدعاء الرجل الصالح الحي الحاضر:

- ‌ الاعتراف بالذنب والنعمة حال الدعاء:

- ‌ عدم تكلف السجع فِي الدعاء:

- ‌ الدعاء ثلاثًا:

- ‌ استقبال القبلة:

- ‌ رَفَعَ الأيدي فِي الدعاء:

- ‌ الوضوء قَبْلَ الدعاء أن تيسر:

- ‌ البكاء فِي الدعاء من خشية اللهُ تَعَالَى:

- ‌ إظهار الافتقار إِلَى اللهُ تَعَالَى، والشكوى إِلَيْهِ:

- ‌ يبدأ الداعي بنفسه إِذَا دَعَا لغيره:

- ‌ لَا يعتدي فِي الدعاء:

- ‌ التوبة ورد المظالم:

- ‌ يدعو لوالديه مَعَ نفسه:

- ‌ يدعو للمؤمنين والمؤمنات مَعَ نفسه:

- ‌ لَا يسأل إلا الله وحده:

- ‌المبحث الثاني: أوقات وأحوال وأوضاع الإجابة

- ‌ ليلة القدر:

- ‌ دبر الصلوات المكتوبات:

- ‌ جوف اللَّيْلِ الآخر:

- ‌ بين الأذان والإقامة:

- ‌ عِنْدَ النداء للصلوات المكتوبات:

- ‌ عِنْدَ إقامة الصلاة:

- ‌ عِنْدَ نزول الغيث وتحت المطر:

- ‌ عِنْدَ زحف الصفوف فِي سبيل الله:

- ‌ ساعة من كل ليلة:

- ‌ ساعة من ساعات يوم الجمعة:

- ‌ عِنْدَ شرب ماء زمزم مَعَ النية الصالحة:

- ‌ فِي السجود:

- ‌ عِنْدَ الاستيقاظ من النوم ليلًا والدعاء بالمأثور:

- ‌ عِنْدَ الدعاء بـ» دعوة ذي النون»:

- ‌ عِنْدَ الدعاء فِي المصيبة بالمأثور:

- ‌ عِنْدَ دعاء الناس بعد وفاة الميت:

- ‌ عِنْدَ قولك فِي دعاء الاستفتاح:

- ‌ عِنْدَ قولك فِي دعاء الاستفتاح:

- ‌ عِنْدَ قراءة الفاتحة فِي الصلاة بالتدبر:

- ‌ عِنْدَ رَفَعَ الرأس من الركوع وقولك:

- ‌ عِنْدَ التأمين فِي الصلاة إِذَا وافق قول الملائكة:

- ‌ عِنْدَ قولك فِي رفعك من الركوع: «اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الحمد»

- ‌ بعد الصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم فِي التشهد الأخير:

- ‌ عِنْدَ قولك قَبْلَ السلام فِي الصلاة:

- ‌ وكذلك وكذلك عِنْدَ قولك:

- ‌ وكذلك عِنْدَ الدعاء بهذا الدعاء:

- ‌ عِنْدَ دعاء المسلم عقب الوضوء بالماثور:

- ‌ عِنْدَ الدعاء يوم عرفة فِي عرفة للحاج:

- ‌ الدعاء بعد زوال الشمس قَبْلَ الظهر:

- ‌ فِي شهر رمضان:

- ‌ عِنْدَ اجتماع المسلمين فِي مجالس الذكر:

- ‌ عِنْدَ صياح الديكة:

- ‌ حالة إقبال القلب علي الله واشتداد الإخلاص:

- ‌ الدعاء فِي عشر ذي الحجة:

- ‌المبحث الثالث: أماكن تجاب فِيهَا الدعوات

- ‌ عِنْدَ رمي الجمرة الصغري والوسطي ايام التشريق:

- ‌ الدعاء داخل الكعبة أَوْ داخل الحجر:

- ‌ الدعاء علي الصفا والمروة للمعتمر والحاج:

- ‌ الدعاء عِنْدَ المشعر الحرام يوم النحر للحاج:

- ‌ دعاء الحاج فِي عرفة يوم عرفة

- ‌الفصل الخامس: اهتمام الرسل بالدعاء واستجابة الله لهم

- ‌ آدم صلى الله عليه وسلم:

- ‌ نوح صلى الله عليه وسلم:

- ‌ إبراهيم صلى الله عليه وسلم:

- ‌ أيوب صلى الله عليه وسلم:

- ‌ يونس صلى الله عليه وسلم:

- ‌ زكريا صلى الله عليه وسلم:

- ‌ يعقوب صلى الله عليه وسلم:

- ‌ يوسف صلى الله عليه وسلم:

- ‌ مُوسَى صلى الله عليه وسلم:

- ‌ محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه:

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك رضي الله عنه

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأم أَبِي هريرة

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم لعروة بن أَبِي الجعد البارقي

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم علي بعض أعدائه

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم علي سراقه بن مالك رضي الله عنه

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم يوم بدر

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم يوم حنين

- ‌الفصل السادس: الدعوات المستجابات

- ‌ دعوة المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب:

- ‌ دعوة المظلوم:

- ‌ دعوة الوالد لولده

- ‌ دعوة الوالد عَلَى ولده

- ‌ دعوة المسافر:

- ‌ دعوة الصائم:

- ‌ دعوة الصائم حين يفطر

- ‌ الإمام العادل:

- ‌ دعوة الولد الصالح:

- ‌ دعوة المستيقظ من إِذَا دَعَا بالمأثور:

- ‌ دعوة المضطر:

- ‌ دعوة من بات طاهرة عَلَى ذكر الله:

- ‌ دعوة من دَعَا بدعوة ذي النون:

- ‌ دعوة من أصيب إِذَا دَعَا بالمأثور:

- ‌ دعوة من دَعَا بالاسم الأعظم

- ‌ دعوة الولد البار بوالديه:

- ‌ دعوة الحاج

- ‌ دعوة المعتمر

- ‌ دعوة الغازي في سبيل الله:

- ‌ دعوة الذاكر لله كثيرًا:

- ‌ دعوة من أحبه الله ورضي عنه:

- ‌الفصل السابع: أهمية الدعاء ومكانته في الحياة

- ‌المبحث الأول: افتقار العباد وحاجتهم إلى ربهم

- ‌المبحث الثاني: أهم مَا يسأل العبد ربه

- ‌ سؤال الله الهداية

- ‌ سؤال مغفرة الذنوب

- ‌ سؤال الله الْجَنَّةِ والاستعاذة بِهِ من النار

- ‌ سؤال الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة

- ‌ سؤال اللهُ تَعَالَى الثبات عَلَى دينه وحسن العاقبة في الأمور كلها

- ‌ سؤال اللهُ تَعَالَى دوام النعمة والاستعاذة بِهِ من زوالها، وأعظم النعم نعمة الدين

- ‌ الاستعاذة بالله من جهد البلاء وردك الشقاء، وسوء القضاء وشماته الأعداء

- ‌الفصل الثامن: الدُّعَاءُ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ

الفصل: ‌ جوف الليل الآخر:

3 -

‌ جوف اللَّيْلِ الآخر:

447 -

1 - وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنَ الْعَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الآخِرِ، فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ»

(1)

.

448 -

2 - وعن أَبِي هريرة رضي الله عنه أن رسول صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يَنْزِلُ رَبَّنَا تبارك وتعالى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مِنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ»

(2)

.

(1)

= [القائل ابن حجر]: وفيما قاله نظر، لأن له عللًا:

- إحداها: الانقطاع، قال عباس الدوري في تاريخه عن يحيي بن معين: لم يسمع عبد الرحمن ابن سابط من أبي أمامة. [تاريخ ابن معين (366). المراسيل لابن أبي حاتم (212). جامع التحصيل (222)].

- ثانيتها: عنعنة ابن جريج.

- ثالثتها: الشذوذ، فإنه جاء عن خمسة من أصحاب أبي أمامة أصل هذا الحديث من رواية أبي أمامة عن عمرو بن عبسة، واقتصروا كلهم علي الشق الأول. اهـ ـ ـ.

- قلت: أما عنعنة ابن جريج، فقد نقل الزيلعي في نصب الراية (2/ 235) أنه قد صرح بالتحديث من رواية عبد الرزاق في مصنفه.

- وأما الانقطاع والشذوذ: فئابت.

- وانظر حديث عمرو بن عبسة برقم (377 و 447).

- والحديث حسنة الشيخ الألباني في صحيح الترمذي (3/ 168).

تقدم برقم (377).

(2)

متفق علي صحته: ورد عن جماعة من الصحابة منهم: أبو هريرة وأبو سعيد الخدري وجبير بن مطعم ورفاعة ابن عرابة وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وغيرهم.

1 -

أما حديث أبي هريرة فله عنه طرق:

*- الأولي: عن ابن شهاب الزهري عن أبي عبد الله الأغر وعن أبي سلمة عن ابي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلي السماء الدنيا، حين يبقي ثلث الليل الآخر،=

ص: 978

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعيطه، من يستغفرني فأعفر له».

- رواه عن ابن شهاب: مالك في الموطأ، 15 - ك القرآن، 8 - ب ما جاء في الدعاء، (30 _1/ 187). ومن طريقه: البخاري في 19 - م التهجد، 14 - ب الدعاء والصلاة من آخر الليل، (1145). وفي 80 - ك الدعوات، 14 - ب الدعاء نصف الليل، (6321). ومسلم في 6 - ك صلاة المسافرين، 24 - ب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه، (758/ 168)(1/ 521). وأبو عوانة (1/ 127/ 376). وأبو نعيم في مستخرجه علي مسلم (2/ 352/ 1723). وأبو داود في 2 - ك الصلاة، 312 - ب أي الليل أفضل؟، (1315). وفي ك السنة، 21 - ب في الرد علي الجهمية، (4733). والترمذي في 49 - ك الدعوات، 79 - ب، (3498). وقال:«حسن صحيح» والنسائي في الكبري، 72 - ك النعوت، 52 - ب المعافاة والعقوبة، (7768 - 4/ 420). وابن حبان (3/ 199/ 920). والدارقطني في النزول (26). وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد علي الجهمية (125). وفي نقضه علي المريسي (31). وابن أبي عاصم في السنة (492). وابن نصر في قيام الليل (ص 94). وابن خزيمة في التوحيد (ص 127 و 128). والاجري في الشريعة (ص 273). والبيهقي في السنن (3/ 2). وفي الأسماء والصفات (2/ 194 - 195). وفي الاعتقاد (119). واللالكائي في شرح اصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (742 و 723).

- وأخرجه: البخاري في الصحيح (7494). وفي الأدب المفرد (753). وأبو نعيم في مستخرجه (1722). وأحمد (2/ 487). والدارقطني في النزول (27). واللالكائي (744). من طريق مالك عن ابن شهاب عن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة به. فلم يذكروا أبا سلمة بن عبد الرحمن.

- وأخرجه الدارقطني في النزول (28): من طريق مالك عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن ابي هريرة بنحوه فلم يذكر أبا عبد الله الأغر.

- قال الدارقطني في العلل (9/ 237): والصحيح عن الزهري عن ابي سلمة والأغر عن أبي هريرة.

- ورواه من طرق أخري عن ابن شهاب به:

- النسائي في عمل اليوم والليلة (479) وَلَمْ يذكر أبا عبد الله الأغر ولا السؤال، وزاد» حتي يطلع الفجر». و (480). وابن ماجه (1366). وزاد في آخره:«حتي يطلع الفجر» فلذلك كانوا يستحبون صلاة آخر الليل علي أوله. والدارمي (1/ 413/ 1479). وزاد» حتي يطلع الفجر».

وأبو عوانة (375 و 376). وأحمد (2/ 264) وزاد» حتي يطلع الفجر» فلذلك كان يفضلون صلاة آخر الليل علي صلاة أوله. و (2/ 267). وابن خزيمة في التوحيد (ص 128 و 129). والدارقطني في النزول (23 - 25) و (29 - 37). وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد علي الجهمية (126). وابن أبي عاصم في السنة (493 و 494). وأبو يعلي (11/ 15/ 6155). والآجري في الشريعة (ص 274). واللالكائي في شرح اصول الاعتقاد (745).

- قال الألباني في الإرواء (2/ 196) عن زيادة: «فلذلك كانوا

» وإسنادها صحيح، لكن=

ص: 979

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الظاهر أنها مدرجة في الحديث من بعض رواته ولعله الزهري. اهـ ـ ـ ـ.

- وقال الحافظ في الفتح (3/ 38): وله [يعني: الدارقطني] من رواية ابن سمعان عن الزهري ما يشير إلي أن قاتل ذلك هو الزهري. اهـ ـ ـ. قلت: ابن سمعان: هو عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان: متروك، اتهمه بالكذب أبو داود وغيره [التقريب (507)]، وروايته هذه في النزول للدارقطني برقم (35). وإسنادها ضعيف جدًا. لكن جاء التصريح بأنها من قول الزهري من رواية معمر بن راشد عنه عند ابن خزيمة في التوحيد (129 - 130).

* الثانية: عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مضي شطر الليل أو ثلثاه، ينزل الله تبارك وتعالى إلي السماء الدنيا فيقول: هل من سائل يعطي؟ ها من داع يستجاب له؟ هل من مستغفر يغفر له؟ حتي ينفجر الصبح» .

- أخرجه مسلم (170 - 1/ 522). وأبو نعيم في مستخرجه (1725). والنسائي في عمل اليوم والليلة (478). وابن خزيمة في التوحيد (129). والدارقطني في النزول (22).

- من طريق أبي المغيرة ثنا الأوزاعى ثنا يحيي ثنا أبو سملة بن عبد الرحمن عن ابي هريرة به مرفوعًا.

- وخالفة عبد الحميد بن أبي العشرين فزواه عن الأوزعلي بإسناده مثله إلا أنه زاد: «من ذا الذي يسترزقني فأرزقه» .

- أخرجه ابن حبان (3/ 198/ 919). وأبو نعيم (1725). وابن أبي عاصم في السنة (497).

- وهي زيادة منكرة تفرد بِهَا ابن أبي العشرين علي ضعف فيه [انظر: التهذيب (5/ 23)] وَلَمْ يتابع عليها؛

- فقد رواه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج- وهو ثقة. التقريب (618) - عن الأوزاعي فلم يأت بها، ورواه أيضا محمد بن عمرو بن علقمة- وهو صدوق له أوهام. التقريب (884) - عن أبي سلمة عن أبي هريرة بنحوه مرفوعًا فلم يأت بهذه الزيادة إلا أنه وهم وهمأ آخر حيث زاد في آخره شكًا- في آخر وقت النزول- فقال:«حتي يطلع الفجر، أو ينصرف القارئ من صلاة الفجر» .

- أخرجه الدارمي (1/ 412 (1478). وأحمد (2/ 504). وابن خزيمة في التوحيد (129). والدارقطني في النزول (13 - 21). وهناد في الزهد (884). وابن أبي عاصم في السنة (495 و 496). وعبد الله بن أحمد في السنة (1198 و 1200).

* الثالثة: عن الأغر أبي مسلم- وهو غير أبي عبد الله الأغر المتقدم في الطريق الأولي، قال الحافظ في الفتح (3/ 36): وغلط من جعلهما واحدًا- عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «'ن الله يمهل، حتي إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل إلي السماء الدنيا، فيقول: هل من مستغفر! هل من تائب! هل من سائل! هل من داع! حتى ينفجر الفجر» .

- أخرجه مسلم (768/ 172). وأبو عوان (2/ 28/ 2194 - 2196). وأبو نعيم في مستخرجه (2/ 354/ 1728 و 1729). والنسائي في عمل اليوم والليلة (481 و 482). وابن خزيمة في=

ص: 980

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= صحيحه (2/ 182/ 1146). وفي التوحيد (ص 126 و 127). وابن حبان (3/ 201/ 921). وأحمد (2/ 383) و (3/ 34 و 43 و 94). والدارقطني في النزول (52 - 64). والطيالسي (2232 و 2385). وابن أبي شيبة (10/ 341). وعبد بن حميد (861). وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد علي الجهمية (124). وابن أبي عاصم في السنة (500 - 502). والآجري في الشريعة (ص 274 و 275). والطبراني في الدعاء (141 - 148). وابن بطة في الإبانة (3/ 206 - 207/ 162). واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (746 و 747 و 752). والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 196).

- من طرق عن أبي إسحاق السبيعي حدثني الأغر أبو مسلم به.

- وفي بعض طرقه عن أبي إسحاق زيادات.

* الرابعة: عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ينزل الله إلي السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول: أنا الملك، أنا الملك، فلا يزال كذلك حتى يضئ الفجر» .

- أخرجه مسلم (758/ 169). وأبو عوانة (2/ 29/ 2197). وأبو نعيم (1724). والترمذي (446). وابن خزيمة في التوحيد (127 و 130). وأحمد (2/ 282 و 419). والدارقطني في النزول (50 و 51). واللالكائي (752).

- زاد بعضهم أبا سعيد في الإسناد مقرونًا بأبي هريرة.

* الخامسة: عن سعيد ابن مرجانة قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول صلى الله عليه وسلم: «ينزل الله في السماء الدنيا لشطر الليل أو لثلث الليل الآخر؛ فيقول: من يدعوني فأستجيب له، أو يسألني فأعطيه، ثم يقول: من يقرض غير عديم ولا ظلوم» .

- أخرجه مسلم (759/ 171). وأبو عوانة (1/ 127/ 377 و 378). وأبو نعيم (1726). وابن خزيمة في التوحيد (ص 131). والبيهقي في السنن (3/ 2). وفي الأسماء والصفات (2/ 195).

* السادسة: عن أبي جعفر أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول صلى الله عليه وسلم: «إذا بقي ثلث الليل نزل الله عز وجل إلي سماء الدنيا، فيقول: من ذا الذي يدعوني فأستجيب له! من ذا الذي يستغفرني فأعفر له! من ذا الذي يسترزقني فأرزقه! من ذا الذي يستكشف الضر فأكشفه عنه! حتي ينفجر الفجر» .

- أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (476 و 477). وابن خزيمة في التوحيد (130 - 131).

وأحمد (2/ 258) بلفظه، و (2/ 521). والدارقطني في النزول (49). والطيالسي (2516). وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد علي الجهمية (129).

- وإسناده ضعيف، أبو جعفر لا يعرف اسمه، وقال ابن القطان: مجهول، [التهذيب (10/ 60). الميزان (4/ 511). التقريب (1126). وقال:«مقبول» ]. =

ص: 981

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= * السابعة: عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لولا أن أشق علي أمتي لأمرتهم بالسواك مع الوضوء، ولأخرت العشاء إلي ثلث الليل أو نصف الليل، فإذا مضي ثلث الليل أو نصف الليل نزل إلي السماء الدنيا جل وعز فقال: هل من سائل فأعطيه! هل من مستغفر فأغفر له! هل من تائب فأتوب عليه! هل من داع فأجيبه!» .

- أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (483) مختصرًا. وابن خزيمة في التوحيد (130). وأحمد (2/ 433) بلفظه في رواية: «حتي يطلع الفجر» . والدارقطني (38 - 43). وابن أبي عاصم (498 و 499).

- رواه عن سعيد المقبري: عبيد الله بن عمر العمري واختلف عليه فيه:

(أ) فرواه عبد الله بن المبارك ويحيي بن سعيد القطان وعبد الله بن نمير وإسحاق بن يوسف الأزرق وحماد بن سلمة وروح بن القاسم ومعتمر بن سليمان سبعتهم- وهم ثقات حفاظ- عن عبيد الله بن عمر عن سعيد عن أبي هريرة به مرفوعًا.

(ب) وخالفهم: بقية بن الوليد فقال: حدثنا عبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعًا.

- أخرجه النسائي (484). والدارقطني (44).

- فوهم بقية في زيادة: «عن ابيه» والمحفوظ ما رواه جماعة الحفاظ.

- قال الدارقطني في الأفراد (5/ 290 - أطرافه): «تفرد به بقية عن عبيد الله عن المقبري عن أبيه» .

- وانظر: العلل للدارقطني (10/ 351/ 2047). تحفة الأشراف (9/ 479 - 481) و (10/ 303 - 304).

- ورواه محمد إسحاق: حدثني سعيد المقبري عن عطاء مولي أم صبية عن أبي هررة به مرفوعًا.

- أخرجه النسائي (485). والدارمي (1/ 414/ 1484). وابن خزيمة (130). وأحمد (1/ 120) و (2/ 509). والدارقطني في النزول (45 - 48). وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد علي الجهمية (131 و 132). والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (1/ 340 - 341).

- وقال بعضهم: مولي أم حبيبة، وقيل: مولي أم صفية، والصواب: مولي أم صبية. [انظر: مسند أحمد (2/ 509). العلل للدارقطني (10/ 354). والنزول له (ص 128). والموضح (1/ 341)].

- والصواب: ما رواه جماعة الحفظ عن عبيد الله بن عمر فإنه مقدم في سعيد المقبري، وحديثه أولي بالصواب من حديث ابن إسحاق فإنه لم يكن بذاك الحافظ. [انظر: شرح علل الترمذي (262)] وعطاء مولي أم صبية: مجهول [انظر: التهذيب (5/ 586). الميزان (3/ 78)].

- وحديث عبيد الله بن عمر العمري رواه الترمذي مختصرًا فلم يذكر فيه حديث النزول وقال: «حسن صحيح» [جامع الترمذي (167)]. =

ص: 982

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=* الثامنة: عن نافع بن جبير عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ينزل الله شطر الليل فيقول:

فذكره بمثل الطريق الأولي إلا أنه زاد: «فلا يزال كذلك حتي ترجل الشمس» .

- أخرجه النسائي (486). وابن خزيمة (131). وابن أبي عاصم (503).

- من طريق القاسم بن عباس عن نافع بن جبير عن أبي هريرة به مرفوعًا.

- واختلف فيه علي نافع:

1 -

فرواه القاسم بن عباس عنه به هكذا. والقاسم: صدوق؛ وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم:«لا بأس به» وقال ابن المديني: «مجهول» ولينه محمد بن البرقي الحافظ. [التهذيب (6/ 448)]. الميزان (3/ 371) وقال: «صدوق مشهور» . التقريب (791) وقال: «ثقة» ].

2 -

ورواه عمرو بن دينار [ثقة ثبت. التقريب (734)] عنه، واختلف عليه:

(أ) فرواه حماد بن سلمة [ثقة. التقريب (268)] عن عمرو عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: .... فذكره بنحوه بدون زيادة»

فلا يزال

» وهي عنده كما رواها الناس: «حتي يطلع الفجر» .

- أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (487). والدارمي (1/ 413/ 1480). واب خزيمة في التوحيد (ص 133). وأحمد (4/ 81). والدارقطني في النزول (4 و 5). وابن أبي عاصم في السنة (507). وعبد الله بن أحمد في السنة (1199). والبزار (8/ 361/ 3449 - البحر الزخار). وأبو يعلي (13/ 404/ 7408 و 7409). والروياني (1453 و 1454). والطبراني في الكبير (2/ 134/ 1566). وفي الدعاء (136). والآجري في الشريعة (ص 277). واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (758 و 759). والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 196). وغيرهم.

(ب) ورواه سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينا عن نافع بن جبير عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بنحو حديث حماد مرفوعًا.

- أخرجه ابن خزيمة (133). وعبد الله بن أحمد في السنة (1197). والبزار (3440).

- قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروي عن جبير بن مطعم إلا من هذا الوجه، ولا نعلم أحدًا سي الرجل غير حماد بن سلمة» .

- وقال ابن خزيمة: «ليس رواية سفيان بن عيينة مما توهن رواية حماد بن سلمة، لأن جبير بن مطعم هو رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد يشلك المحدث في بعض الأوقات في بعض رواية الخبر، وبستيقن في بعض الأوقات، وربما شك سامع الخبر من المحدث في اسم بعض الرواة فلا يكون شك من شك في اسم بعض الرواة مما يوهن من حفظ اسم الراوي، حماد بن سلمة رحمة الله قد حفظ اسم جبير بن مطعم في هذا الإسناد وإن كان ابن عيينة شك في اسمه فقال: «عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم» ، وخبر القاسم بن عباس إسناد آخر عن نافع بن جبير عن ابي هريرة، وغير مستنكر لنافع بن جبير مع جلالته ومكانته وماكنه من العلم أن يروي خبرًا عن صحابي عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن=

ص: 983

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا، ولعل نافعًا إنما يروي خبر أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه عن أبيه لزيادة المعني في خبر أبي هريرة، لأن في خبر أبي هريرة:«فلا يزال كذلك حتي ترجل الشمس» وليس في خبره عن أبيه ذكر الوقت إلا أن في خبر ابن عيينة: «حتي يطلع الفجر» وبين طلوع الفجر ويبين ترجل الشمس ساعة طويلة، فلفظ خبره الذي روى عن أبيه أو عن رجل من أصحاب النبي غير مسمي بلفظ غير لفظ خبره الذي روى عن ابي هريرة رضي الله عنه فهذا كالدال علي أنهما خبران لا خبرًا واحدًا، [وفي نسختي سقط وتصحيف أصلحته من النسخة المحققة (1/ 319)].

- قلت: كلام الإمام ابن خزيمة محتمل؛ إلا أن الأقرب للصواب: ما قاله ابن عيينة عن عمرو بن دينار، وحماد بن سلمة كان يخطئ كثيرًا في روايته عن عمرو [انظر: شرح علل الترمذي (274). سؤالات ابن بكير (39). التهذيب (3/ 403)] وجهالة الصحابي لا تذر، والإسناد صحيح.

- وأما زيادة: «حتي ترجل الشمس» فهي شاذة؛ تفرد بِهَا القاسم بن عباس، وبهذا جزم الحافظ في الفتح (3/ 38).

2 -

وأما حديث أبي سعيد الخدري: فقد تقدم في الطريق الثالثة مقرونًا بأبي هريرة من رواية الأغر أبي مسلم عنهما. وكذا في الرابعة.

3 -

وأما حديث جبير بن مطعم: فقد تقدم في الطريق الثامنة.

4 -

وأما حديث رفاعة بن عرابة الجهني: فيرويه يحيي بن ابي كثير ثنا هلال بن أبي ميمونة حدثني عطاء بن يسار حدثني رفاعة بن عرابة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا مضي من الليل نصفه أو ثلثاه؛ هبط الله إلي السماء الدنيا ثم يقول: لا أسأل عن عبادي غيري، من ذا الذي يستغفرني أغفر له! م ذا الذي يدعوني أستجب له! من ذا الذي يسألني أعطيه!، حتي يطلع الفجر» .

- أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (475). وابن ماجه (1367). والدارمي (1/ 414/ 1481 و 1482). وابن خزيمة في التوحيد (132). وابن حبان (9 - موارد). وأحمد (4/ 16). والدارقطني في النزول (68 - 71). والطيالسي (1292). وعثمان ابن سعيد الدارمي في الرد علي الجهمية (127). وفي نقضه علي المريسي (32). وابن أبي عاصم في الآلحاد والمثاني (5/ 24/ 2561). والبزار (3543 - كشف). ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (1/ 318). والطبراني في الكبير (5/ 4556 _4560). والآجري في الشريعة (275 و 276). وابن بطة في الإبانة (167). واللالكائي (754 و 755). وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 1077/ 2727). والهروي في الأربعين في دلائل التوحيد (31).

- قال الحافظ ابن حجر في الإصابة (1/ 519) في ترجمة رفاعة: «حديثه عند النسائي بإسناد صحيح» =

ص: 984

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- وقال الألباني في الإرواء برقم (2/ 198): «وهذا سند صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين، وصرح يحيي بالتحديث في رواية للآجري وهي رواية ابن خزيمة» .

- قلت: وكذلك عند الدارقطني واللالكائي وغيرها.

5 -

وأما حديث علي بن أبي طالب: فيرويه محمد بن إسحاق حدثني عمي عبد الرحمن بن يسار عن عبيد الله بن أبي رافع مولي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبيه عن علي بن أبي طالب مرفوعًا بنحو رواية سعيد المقبري عن ابي هريرة (الطريق السابعة).

- أخرجه الدارمي (1/ 414/ 1483 و 1485). وأحمد (1/ 120). والدارقطني في النزول (1 و 2). وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد علي الجهمية (133). والبزار (1/ 240/ 491 - كشف). وأبو يعلي (11/ 447/ 6576). وابن بطة في الإبانة (170). واللالكائي (748 و 749).

- قال الهيثمي في المجمع (10/ 154): «رواه أحمد وأبو يعلي بنحوه وزاد: «ألأا تائب» ، ورجالهما ثقات، وقد صرح ابن إسحاق بالسماع».

- وقال الألباي في الإرواء (2/ 198): «ورجاله ثقات؛ فإن عبد الرحمن بن يسار وثقه ابن معين وذكره ابن حبان في الثقات، وبقية رجاله معروفون، فالسند جيد» .

6 -

وأما حديث ابن مسعود: فيرويه أبو الأحوص عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كان ثلث الليل الباقي يهبط الله عز وجل إلي السماء الدنيا، ثم تفتح أبواب السماء، ثم يبسط يده فيقول: هل من سائل يعطي سؤله؟ فلا يزال كذلك حتي يطلع الفجر» .

- أخرجه أحمد (1/ 388 و 403 و 446 - 447). وابن خزيمة في التوحيد (134 - 135). والدارقطني في النزول (8 و 9 و 11). وعثمان الدارمي في الرد علي الجهمية (130). وأبو يعلي (9/ 219 و 220/ 5319 و 5320). والآجري في الشريعة (276). وابن بطة (165). واللالكائي (757).

- قال الهيثمي في المجمع (10/ 154): «رواه أحمد وأبو يعلي ورجالهما رجال الصحيح» .

- وصحح الألباني إسناده في الإرواء (2/ 199).

- وقد روى هذا الحديث غير هؤلاء من الصحابة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحم الله تعالى في شرح حديث النزول (ص 166) وما بعدها: وهذا الحديث رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من الصحابة علي لفظ واحد منهم: أبو بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، وعبد الله

بن عمر، وعثمان بن أبي العاص، ومعاذ بن جبل، وأبو أمامة، وعقبة بن عامر، وأبو ثعلبة الخشني، ورفاعة بن عرابة الجهني، وعبادة بن الصامت، وعمرو بن عبسة، وأبو هريرة، وأبو الدراداء، وأبو موسى الأشعري، وجابر بن عبد الله، وجبير بن مطعم، وأنس بن مالك، وعائشة، وأم سلمة، وغيرهم. رضي الله عنهم جميعا. اهـ ـ ـ. نقلًا عن أبي القاسم عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن منده. ونقل الشيخ الألباني في الضعيفة (4/ 432) عن أبي القاسم الأصبهاني في=

ص: 985

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= كتابه "الحجة" أن حديث النزول رواه ثلاثة وعشرون من الصحابة: سبعة عشر رجلًا وست امرأة.

- وفي الحديث مسائل:

* الأولي: متى ينزل؟ أفي الثلث الأول؟ أم في النصف؟ أم حين يبقي الثلث الآخر؟

- رجح الترمذي الأخير، فقال: وقد روى هذا الحديث من أوجه كثيرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وروي عنه أنه قال: «ينزل الله عز وجل حين يبقي ثلث الليل الآخر» . وهو أصح الروايات. اهـ ـ [جامع الترمذي (2/ 309)] وقال القاضي عياض: الصحيح رواية» حين يبقي ثلث الليل الآخر»، كذا قاله شيوخ الحديث وهو الذي تظاهرت عليه الأخبار بلفظه ومعناه. اهـ ـ ـ. [شرح النووي علي مسلم (6/ 36)]. وقد سلك بعضهم سبيل الجمع: منهم ابن حبان وشيخ الإسلام ابن تيمية في شرح حديث النزول، وتلميذه ابن القيم في الصواعق المرسلة، والنووي في شرح مسلم (6/ 36). وابن حجر في الفتح (3/ 38).

* الثانية: لماذا خص الله هذا الوقت بالتنزل؟

- قال الحافظ في الفتح (111/ 136): قال ابن بطال: هو وقت شريف خصه الله بالتنزيل فيه، فيتفضل علي عباده بإجابة دعائهم، وإعطاء سؤلهم، وغفران ذنوبهم، وهو وقت غفلة وخلوة، واستغراق في النوم واستلذاذ له، ومفارقة اللذة والدعة صعب، لا سيما أهل الرفاهية، وفي زمن البرد، وكذا أهل التعب، ولا سيما في قصر الليل، فمن آثر القيام لمنأجاة ربه والتضرع إليه مع ذلك دع علي خلوص نيته وصحة رغبته فيما عند ربه، فلذلك نبه الله عبادة علي الدعاء في هذا الوقت الذي تخلو فيه النفس من خواطر الدنيا وعلقها، ليستشعر العبد الجد والإخلاص لربه. اهـ ـ.

* الثالثة: هل يخلو منه العرش حين نزوله سبحانه وتعالى؟

- قال شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح حديث النزول (ص 232): والقول الثالث: وهو الصواب، وهو المأثور عن سلف الأمة وأئمتها: أنه لا يزال فوق العرش، ولا يخلو العرش منه مع دنوه ونزوله إلي السماء الدنيا، ولا يكون العرش فوقه، وكذلك يوم القيامة كما جاء به الكتاب والسنة، وليس نزوله كنزول أجسام بني آدم من السطح إلي الأرض بحيث يبقي السقف فوقهم، بل الله منزه عن ذلك. اهـ ـ ـ، ثم شرع يرد علي من تأول النزول بنزول أمره ورحمته فأجاب عن ذلك من ستة أوجه.

- وقال (ص 304): وأصل هذا: أن قربه سبحانه ودنوه من بعض مخلوقاته لا يستلزم أن تتخلو ذاته من فوق العرش، بل هو فوق العرش، ويقرب من خلقه كيف شاء كما قال ذلك م قاله من السلف. اهـ ـ. [وانظر: صحيح ابن حبان (3/ 200/ 920)].

- وممن قال بذلك من السلف:

1 -

حماد بن زيد: سأله بشر بن السري فقال: يا أبا إسماعيل، الحديث الذي جاء» ينزل الله إلي سماء الدنيا» أيتحول من مكان إلي مكان؟ فسكت حماد بن زيد ثم قال: هو في مكانه يقرب من خلقه كيف شاء.

ص: 986

449 -

3 - وعن عثمان بن أَبِي العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ نِصْفَ اللَّيْلِ فَيُنَادِي مُنَادٍ: هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسْتَجَابُ لَهُ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَيُعْطَى، هَلْ مِنْ مَكْرُوبٍ فَيُفَرَّجُ عَنْهُ، فَلَا يَبْقَى مُسْلِمٌ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ إِلَّا اسْتَجَابَ اللهُ تَعَالَى، إِلَاّ زَانِيَةً تَسْعَى بِفَرْجهَا، أَوْ عَشَّارًا

(1)

»

(2)

.

=- رواه ابن بطة في الإبانة (197 - مختصره) وذكره شيخ الإسلام (ص 151). وإسناده صحيح.

2 -

إسحاق بن راهويه: قال: دخلت علي عبد الله بن طاهر، فقال: ما هذه الأحاديث التي تروونها؟ قلت: أي شيء؟ أصلح الله الأمير. قال: تروون أن الله ينزل إلي السماء الدنيا. قلت: نعم، رواها الثقات الذين يروون الأحكام. قال: أينزل ويدع عرشه؟ قال: فقلت: يقدر أن ينزل من غير أن يخلو العرش منه؟ قال: نعم. قلت: وَلَمْ نتكلم في هذا؟

- أخرجه ابن بطة في الإبانة بإسناد حسن [كما في شرح حديث النزول (ص 152)] والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 197) مختصرًا. واللألكائي في شرح أصول الاعتقاد (774) مختصرًا.

- قال شيخ الإسلام بعد سرد هاتين الحكايتين (ص 153): «وهذه والتي قبلها حكايتان صحيحتان رواتهما أئمة ثقات» .

* الرابعة: إذا كان ثلث الليل دائمًا، فهل يكون الرب تعالى دائمًا نازلًا إلي السماء؟

- قال شيخ الإسلام (ص 320): وهذا الذي ذكروه، إنما يصح إذا جعل نزوله من جنس نزول أجسام الناس من السطح إلي الأرض، وهو يشبه قول من قال: يخلو العرش منه، بحيث يصير بعض المخلوقات فوقه، وبعضها تحته. اهـ ـ ـ.

- وقال أيضًا (ص 330): فالنزول الإلهي لكل قوم هو مقدار ثلث ليلهم. اهـ ـ. وقد أطال رحمه الله النفس في الرد علي من قال ذلك. وكان مما قال (ص 334): أما النزول الذي لا يكون من جنس نزول أجسام العباد، فهذا لا يمتنع أن يكون في وقت واحد لخلق كثير، ويكون قدره لبعض الناس أكثر، بل لا يمتنع أن يقرب إلي خلق من عباده دون بعض

وأما قربه مما يقرب منه فهذا خاص لمن يقرب منه كالداعي والعابد وكقربه عشية عرفة، ودنوه إلي السماء لأجل الحجاج، وإن كانت تلك العشية بعرفة قد تكون وسط النهار في بعض البلاد وتكون ليلًا في بعض البلاد، فإن تلك البلاد لم يدن إليها ولا إلي سمائها الدنيا، وإنما دنا إلي السماء الدنيا التي علي الحجاج، وكذلك نزوله بالليل .. اهـ ـ ـ. وانظر: بيان تلبيس الجهمية (2/ 228).

(1)

العشار: هو الذي يأخذ أموال الناس بالباطل عن طريق القوة والجاه، ومثلها الضرائب وهي المكوس [انظر: النهاية (3/ 239). المعجم الوسيط (602)].

(2)

أخرجه الطبراني في معجميه الكبير (8391)، والأوسط (2790): قال: حدثنا إبراهيم ابن=

ص: 987