الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومع ذَلِكَ كله قَالَ صلى الله عليه وسلم: «فأني يستجاب لذلك» وهذا استفهام وقع عَلَى وجه التعجب والاستبعاد
(1)
.
فعلى العبد المسلم التوبة إِلَى اللهُ تَعَالَى من جميع المعاصي والذنوب، ويرد المظالم إِلَى أهلها حَتَّى يسلم من هَذَا المانع العظيم الَّذِي يحول بينه وبين إجابة دعائه.
المانع الثاني: الاستعجال وترك الدعاء:
من الموانع الَّتِي تمنع إجابة الدعاء أن يستعجل الإنسان المسلم ويترك الدعاء؛ لتأخر الإجابة
(2)
، فَقَدْ جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم هَذَا العمل مانعا من موانع الإجابة حَتَّى لَا يقطع العبد رجاءه من إجابة دعائه ولو طالت المدة؛ فَإِنَّه سبحانه يحب الملحين فِي الدعاء
(3)
.
407 -
1 - عن أَبِي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ فَيَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي»
(4)
.
(1)
جامع العلوم والحكم (1/ 269 - 275).
(2)
جامع العلوم والحكم (2/ 403).
(3)
المرجع السابق (2/ 403).
(4)
متفق على صحته: أخرجه مالك في الموطأ، 15 - ك القرآن، 8 - ب ما جاء في الدعاء، (29 - 1/ 187). عن ابن شهاب عن أبي عبيد مولي ابن أزهر عن أبي هريرة مرفوعا.
- ومن طريق مالك أخرجه: البخاري في 80 - ك الدعوات، 22 - ب يستجاب للعبد ما لم يعجل، (6340). ومسلم في 48 - ك الذكر والدعاء، 25 - ب بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل فيقول: دعوت فلم يستجب لي، (2735/ 90 - 4/ 2095). وأبو داود في 2 - ك الصلاة، 359 - ب الدعاء، (1484). والترمذي في 49 - ك الدعوات، 12 - ب ما جاء فيمن يستعجل في دعائه، (3387). وقال:«حسن صحيح» . وابن ماجه في 34 - ك الدعاء، 7 - ب يستجاب لأحدكم ما لم يعجل (3853). وابن حبان (3/ 256/ 975). وأحمد (2/ 487) ، والطحاوي في المشكل=
408 -
2 - وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: «لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْم أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ» . قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا الاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ: «يَقُولُ قَدْ دَعَوْتُ، وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ أَرْ يَسْتَجِيبُ لِيفَيَسْتَحْسِرُ
(1)
عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعَ الدُّعَاءَ»
(2)
.
فالعبد لَا يستعجل فِي عدم إجابة الدعاء؛ لأن الله قَدْ يؤخر الإجابة لأسباب: إما لعدم القيام بالشروط، أَوْ الوقوع فِي الموانع، أَوْ لأسباب أخرى تكون فِي صالح العبد وَهُوَ لَا يدري، فعلى العبد إِذَا لَمْ يستجب دعاؤه أن يراجع نفسه ويتوب إِلَى اللهُ تَعَالَى من جميع المعاصي، ويبشر بالخير العاجل والآجل، والله تَعَالَى يقولك (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)
(3)
فَمَا دام العبد يلح فِي الدعاء ويطمع فِي الإجابة من غير قطع فَهُوَ قريب من الإجابة، ومن أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له
(4)
.
= (1/ 374) والطبراني في الدعاء (83 و 84).
- ومن طرق أخرى عن ابن شهاب به، أخرجه: مسلم (91 - 4/ 2095). والبخاري في الأدب المفرد (654). وأحمد (2/ 396). والطبراني في الدعاء (85). والمقدسي في الدعاء (53). وغيرهم.
(1)
أي: ينقطع عن الدعاء. [شرح مسلم للنووي (17/ 51). والفتح (11/ 145)].
(2)
أخرجه مسلم في 48 - ك الذكر والدعاء، 25 - ب بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل فيقول: دعوت فلم يستجب لي، (2735/ 92 - 4/ 2096). والبخاري في الأدب المفرد (655). والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 374 - 375). والبيهقي (3/ 353). والبغوي في شرح السنة (5/ 190/ 1390). والطبراني في الدعاء (82).
- من طريق أبي إدريس الخولاني عن أبي هريرة به مرفوعا
(3)
سورة الأعراف، الآية، 56.
(4)
جامع العلوم والحكم (2/ 404).