الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
500 -
5 -
دعاؤه صلى الله عليه وسلم علي سراقه بن مالك رضي الله عنه
. لحق سراقة النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يقتله وأبا بكر؛ لكي يحصل علي دية كل واحد منهما؛ لأن قريشًا جعلوا لمن يقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر أَوْ أسرهما دية كل واحد منهما، فلحق سراقة النبي صلى الله عليه وسلم وعندما رآه أَبُو بكر قَالَ: يَا رسول الله! هَذَا فارس قَدْ لحق بنا، فالتفت إِلَيْهِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقَالَ:«اللَّهُمَّ اصْرَعْهُ» وساخت
(1)
يدا فرس سراقه فِي الأرض حَتَّى بلغت الركبتين. فقَالَ سراقه: يَا رسول الله! ادع الله لي، فدعا لَهُ رسول اله صلى الله عليه وسلم ونجت فرسه، ورجع يخفي عنهما، فكَانَ أول النهار جاهدًا علي النبي صلى الله عليه وسلم وكَانَ آخر النهار مسلحة
(2)
لَهُ يخفي عنه
(3)
.
(1)
أي: غاضت في الأرض. [النهاية (2/ 416)].
(2)
المسلحة: القوم الذين يحفظون الثغور من العدو، ويرقبون العدو لئلا يطرقهم علي غفلة، فكذلك سراقة كان مدافعًا عن النبي صلى الله عليه وسلم. [انظر النهاية (2/ 388). والمعجم الوسيط (442). والفتح (7/ 285)].
(3)
متفق عليه: وردت قصة سراقه بن مالك في طلب النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة، من حديث سراقه والبراء بن عازب وآنس بن مالك وغيرهم.
(أ) أما حيث سراقة فحكي فيه القصة بطولها وفيه: « .. فركبت فرسي وعصيت الأزلام نقرب بي حتى إذا سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت، وأبو بكر يكثر الالتفات، ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين فخررت عنها، ثم زجرتها فنهضت فلم تكد تخرج يديها، فلما استوت قائمة إذا لأثر يديها عثان ساطع في السماء مثل الدخان، فاستقسمت بالأزلام فخرج الذي أكره، فناديتهم بالأمان، فوقفوا فركبت فرسي حتى جئتهم، ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أن سيظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: إن قومك قد جعلوا فيك الدية، وأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم، وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزآني وَلَمْ يسألاني إلا أن قال» أخف عنا» فسألته أن يكتب لي كتاب أمن، فأمر عامر بن قهيرة، فكتب في رقعة من أدم، ثم مضي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- أخرجه البخاري في 63 - ك مناقب الأنصار، 45 - ب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلي المدينة، (3906). وابن حبان (4/ 184/ 6280). والحاكم (3/ 6 - 7). وأحمد (4/ 176). وعبد الرزاق (5/ 392/ 9743). والطبراني في الكبير (7/ 132/ 6601). وأبو نعيم في دلائل النبوة (2/ 332/ 236). والبيهقي في دلائل النبوة (2/ 219). وغيرهم. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (ب) وأما حديث البراء ففيه» واتبعا سراقة بن مالك، فقلت [القاتل: أبو بكر الصديق]: أتينا يا رسول الله، فقال:«لا تحزن إن الله معنا» فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فارتطمت به فرسه إلي بطنها، أري في جلد الأرض، فقال: إني أراكما قد دعوتما علي، فادعوا لي، فالله لكما أن أرد عنكما الطلب، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم فنجا فجعل لا يلقي أحدًا إلا قال: كفيتكم ما هنا، فلا يلقي أحدًا إلا رده، قال: ووفي لنا.
- أخرجه البخاري في 46 - ك المظالم، 112 - ب، (2439) دون قصة سراقة. و 61 - ك المناقب، 25 - ب علامات النبوة في الإسلام، (3615) مطولًا مع اختصار قصة سراقة و 63 ك مناقب الأنصار، 45 - ب هجرة النبي واصحابه إلي المدينة، (3908) مختصرًا. و (3917) باختصار القصة. 74 - ك الأشربة، 12 - ب شرب اللبن، (5607) مختصرًا. مسلم في 36 - ك الأشربة، 10 - ب جواز شرب اللبن، (2009/ 90 و 91 - 3/ 1592) مختصرًا. و 53 - ك الزهد والرقائق، 19 - ب في حديث الهجرة، ويقال له: حديث الرحل، (2009/ 75 - 4/ 2309) بنحوه. و (75 م) وفيه» فلما دنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فساخ فرسه في الأرض إلي بطنه، ووثب عنه، وقال: يا محمد قد علمت أن هذا عملك، فادع الله أن يخلصني ما أنا فيه، ولك علي لأعمين علي من ورائي، وهذه كنانتي فخذسهمًا منها، فإنك ستمر علي إبلي وغلماني بمكان كذا وكذا فخذ منها حاجتك. قال:«لا حاجة لي من إبلك»
…
الحديث. وأحمد (1/ 2 - 3) وفيه: « .... حتى إذا دنا منه فكان بيننا وبينه قدر رمص أو رمحين أو ثلاثة، قال: قلت يا رسول الله! هذا الطلب قد لحقنا، وبكيت. قال: «لم تبكي؟» قال: قلت: أما والله ما علي نفسي أبكي ولكن أبكي عليك، قال: فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «اللهم اكفناه بما شئت» فساخت قوام فرسه إلي بطنها في أرض صلد. ووثب عنها
…
» الحديث وإسناده صحيح. وابن حبان (14/ 188/ 6281) و (15/ 289/ 6870). وابن سعد (4/ 365). وابن أبي شيبة (14/ 327 - 330). والبزار (1/ 118 - 121/ 50 - 62 - البحر الزخار). وأبو يعلي (1/ 105 - 107/ 113 - 116). وأبو نعيم في الدلائل (234). والبيهقي في الدلائل (2/ 485) وفي الاعتقاد (384). والبغوي في شرح السنة (13/ 368/ 3766).
(ج) وأما حديث أنس ففيه: «
…
فالتفت أبو بكر فإذا هو بفارس قد لحقهم؛ يارسول الله! هذا فارس قد لحق بنا، فالتفت نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال:«اللهم اصرعه» فصرعه الفرس ثم قامت تحمحمن فقال: يا نبي الله! مرني بم شئت، فقال:«قف مكانك، لا تتركن أحدًا يلحق بنا» قال: فكان أول النهار جاهدًا علي نبي الله صلى الله عليه وسلم، وكان آخر النهار مسلحة له) الحديث.
- أخرجه البخاري (3911). وأحمد (3/ 211). والبيهقي في الدلائل (2/ 526). وابن سعد في الطبقات (1/ 235).