المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الثامن: الدعاء من الكتاب والسنة - الذكر والدعاء والعلاج بالرقى من الكتاب والسنة - ت ياسر فتحي - جـ ٣

[سعيد بن وهف القحطاني - ياسر فتحي]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الثاني: الدعاء من الكتاب والسنة

- ‌الفصل الأول: مفهوم الدعاء وأنواعه

- ‌المبحث الأول: مفهوم الدعاء

- ‌المبحث الثاني: أنواع الدعاء

- ‌الفصل الثاني: فضل الدعاء

- ‌الفصل الثالث: شروط الدعاء وموانع الإجابة

- ‌المبحث الأول: شروط الدعاء

- ‌المبحث الثاني: موانع إجابة الدعاء

- ‌المانع الأول: التوسع فِي الحرام: أكلًا، وشربًا، ولبسًا، وتغذية

- ‌المانع الثاني: الاستعجال وترك الدعاء:

- ‌المانع الثالث: ارتكاب المعاصي والمحرمات:

- ‌المانع الرابع: ترك الواجبات الَّتِي أوجبها الله:

- ‌المانع الخامس: الدعاء بإثم أَوْ قطيعة رحم

- ‌المانع السادس: الحكمة الربانية فيعطي أفضل مما سأل:

- ‌الفصل الرابع: آداب الدعاء وأماكن وأوقات الإجابة

- ‌المبحث الأول: آداب الدعاء

- ‌ يبدأ بحمد الله، ويصلى عَلَى النبي صلى الله عليه وسلم ويختم بذلك:

- ‌ الدعاء فِي الرخاء والشدة:

- ‌ لَا يدعو عَلَى أهله، أَوْ ماله أَوْ ولده، أَوْ نفسه:

- ‌ يخفض صوته من الدعاء بين المخافتة والجهر:

- ‌ يتضرع إِلَى الله فِي دعائه:

- ‌ يلح عَلَى ربه فِي دعائه:

- ‌ يتوسل إِلَى الله بأنواع التوسل المشروعة:

- ‌أنواع التوسل المشروع ثلاثة:

- ‌النوع الأول: التوسل فِي الدعاء باسم من أسماء اللهُ تَعَالَى أَوْ صفة من صفاته

- ‌النوع الثاني: التوسل إِلَى اللهُ تَعَالَى بعمل صالح قام بِهِ الداعي

- ‌النوع الثالث: التوسل إِلَى اللهُ تَعَالَى بدعاء الرجل الصالح الحي الحاضر:

- ‌ الاعتراف بالذنب والنعمة حال الدعاء:

- ‌ عدم تكلف السجع فِي الدعاء:

- ‌ الدعاء ثلاثًا:

- ‌ استقبال القبلة:

- ‌ رَفَعَ الأيدي فِي الدعاء:

- ‌ الوضوء قَبْلَ الدعاء أن تيسر:

- ‌ البكاء فِي الدعاء من خشية اللهُ تَعَالَى:

- ‌ إظهار الافتقار إِلَى اللهُ تَعَالَى، والشكوى إِلَيْهِ:

- ‌ يبدأ الداعي بنفسه إِذَا دَعَا لغيره:

- ‌ لَا يعتدي فِي الدعاء:

- ‌ التوبة ورد المظالم:

- ‌ يدعو لوالديه مَعَ نفسه:

- ‌ يدعو للمؤمنين والمؤمنات مَعَ نفسه:

- ‌ لَا يسأل إلا الله وحده:

- ‌المبحث الثاني: أوقات وأحوال وأوضاع الإجابة

- ‌ ليلة القدر:

- ‌ دبر الصلوات المكتوبات:

- ‌ جوف اللَّيْلِ الآخر:

- ‌ بين الأذان والإقامة:

- ‌ عِنْدَ النداء للصلوات المكتوبات:

- ‌ عِنْدَ إقامة الصلاة:

- ‌ عِنْدَ نزول الغيث وتحت المطر:

- ‌ عِنْدَ زحف الصفوف فِي سبيل الله:

- ‌ ساعة من كل ليلة:

- ‌ ساعة من ساعات يوم الجمعة:

- ‌ عِنْدَ شرب ماء زمزم مَعَ النية الصالحة:

- ‌ فِي السجود:

- ‌ عِنْدَ الاستيقاظ من النوم ليلًا والدعاء بالمأثور:

- ‌ عِنْدَ الدعاء بـ» دعوة ذي النون»:

- ‌ عِنْدَ الدعاء فِي المصيبة بالمأثور:

- ‌ عِنْدَ دعاء الناس بعد وفاة الميت:

- ‌ عِنْدَ قولك فِي دعاء الاستفتاح:

- ‌ عِنْدَ قولك فِي دعاء الاستفتاح:

- ‌ عِنْدَ قراءة الفاتحة فِي الصلاة بالتدبر:

- ‌ عِنْدَ رَفَعَ الرأس من الركوع وقولك:

- ‌ عِنْدَ التأمين فِي الصلاة إِذَا وافق قول الملائكة:

- ‌ عِنْدَ قولك فِي رفعك من الركوع: «اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الحمد»

- ‌ بعد الصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم فِي التشهد الأخير:

- ‌ عِنْدَ قولك قَبْلَ السلام فِي الصلاة:

- ‌ وكذلك وكذلك عِنْدَ قولك:

- ‌ وكذلك عِنْدَ الدعاء بهذا الدعاء:

- ‌ عِنْدَ دعاء المسلم عقب الوضوء بالماثور:

- ‌ عِنْدَ الدعاء يوم عرفة فِي عرفة للحاج:

- ‌ الدعاء بعد زوال الشمس قَبْلَ الظهر:

- ‌ فِي شهر رمضان:

- ‌ عِنْدَ اجتماع المسلمين فِي مجالس الذكر:

- ‌ عِنْدَ صياح الديكة:

- ‌ حالة إقبال القلب علي الله واشتداد الإخلاص:

- ‌ الدعاء فِي عشر ذي الحجة:

- ‌المبحث الثالث: أماكن تجاب فِيهَا الدعوات

- ‌ عِنْدَ رمي الجمرة الصغري والوسطي ايام التشريق:

- ‌ الدعاء داخل الكعبة أَوْ داخل الحجر:

- ‌ الدعاء علي الصفا والمروة للمعتمر والحاج:

- ‌ الدعاء عِنْدَ المشعر الحرام يوم النحر للحاج:

- ‌ دعاء الحاج فِي عرفة يوم عرفة

- ‌الفصل الخامس: اهتمام الرسل بالدعاء واستجابة الله لهم

- ‌ آدم صلى الله عليه وسلم:

- ‌ نوح صلى الله عليه وسلم:

- ‌ إبراهيم صلى الله عليه وسلم:

- ‌ أيوب صلى الله عليه وسلم:

- ‌ يونس صلى الله عليه وسلم:

- ‌ زكريا صلى الله عليه وسلم:

- ‌ يعقوب صلى الله عليه وسلم:

- ‌ يوسف صلى الله عليه وسلم:

- ‌ مُوسَى صلى الله عليه وسلم:

- ‌ محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه:

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك رضي الله عنه

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأم أَبِي هريرة

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم لعروة بن أَبِي الجعد البارقي

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم علي بعض أعدائه

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم علي سراقه بن مالك رضي الله عنه

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم يوم بدر

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم يوم حنين

- ‌الفصل السادس: الدعوات المستجابات

- ‌ دعوة المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب:

- ‌ دعوة المظلوم:

- ‌ دعوة الوالد لولده

- ‌ دعوة الوالد عَلَى ولده

- ‌ دعوة المسافر:

- ‌ دعوة الصائم:

- ‌ دعوة الصائم حين يفطر

- ‌ الإمام العادل:

- ‌ دعوة الولد الصالح:

- ‌ دعوة المستيقظ من إِذَا دَعَا بالمأثور:

- ‌ دعوة المضطر:

- ‌ دعوة من بات طاهرة عَلَى ذكر الله:

- ‌ دعوة من دَعَا بدعوة ذي النون:

- ‌ دعوة من أصيب إِذَا دَعَا بالمأثور:

- ‌ دعوة من دَعَا بالاسم الأعظم

- ‌ دعوة الولد البار بوالديه:

- ‌ دعوة الحاج

- ‌ دعوة المعتمر

- ‌ دعوة الغازي في سبيل الله:

- ‌ دعوة الذاكر لله كثيرًا:

- ‌ دعوة من أحبه الله ورضي عنه:

- ‌الفصل السابع: أهمية الدعاء ومكانته في الحياة

- ‌المبحث الأول: افتقار العباد وحاجتهم إلى ربهم

- ‌المبحث الثاني: أهم مَا يسأل العبد ربه

- ‌ سؤال الله الهداية

- ‌ سؤال مغفرة الذنوب

- ‌ سؤال الله الْجَنَّةِ والاستعاذة بِهِ من النار

- ‌ سؤال الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة

- ‌ سؤال اللهُ تَعَالَى الثبات عَلَى دينه وحسن العاقبة في الأمور كلها

- ‌ سؤال اللهُ تَعَالَى دوام النعمة والاستعاذة بِهِ من زوالها، وأعظم النعم نعمة الدين

- ‌ الاستعاذة بالله من جهد البلاء وردك الشقاء، وسوء القضاء وشماته الأعداء

- ‌الفصل الثامن: الدُّعَاءُ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ

الفصل: ‌الفصل الثامن: الدعاء من الكتاب والسنة

‌الفصل الثامن: الدُّعَاءُ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ.

1 -

{رَبَّنَا ظلمنا أنفسنا وإن لَمْ تغفر لنا وترجمنا لنكونن من الخاسرين}

(1)

.

2 -

{رب إني أَعُوذُ بِكَ أن أسلكما ليس لِي بِهِ علم وإلا تغفر لِي وترحمني أكن من الخسرين}

(2)

.

3 -

{أغفر لِي ولولدي ولمن دَخَلَ بيتي مؤمنًا وللمؤمنين والمؤمنات}

(3)

.

4 -

{رَبَّنَا تقبل منا إنك أَنْتَ السميع العليم}

{وتب عَلَيْنَا إنك أَنْتَ التواب الرحيم}

(4)

.

5 -

{رب أجعلني مقيم الصلوة ومن ذريتي رَبَّنَا وتقبل دعاء}

(5)

.

6 -

{رَبَّنَا اغْفِرْ لِي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب}

(6)

.

7 -

{رب هب لِي حكمًا والحقني بالصالحين * وأجعل لِي لسان صدق في الآخرين * وأجعلني من ورثة جنة النعيم} .

{ولا تحزني يوم يبعثون}

(7)

.

(1)

سورة الأعراف، الآية:23.

(2)

سورة هود، الآية:47.

(3)

سورة نوح، الآية:28.

(4)

سورة البقرة، الآيتان: 127، 128.

(5)

سورة إبراهيم، الآية:40.

(6)

سورة إبراهيم، الآية:41.

(7)

سورة الشعراء، الآيات: 83 - 85، 87.

ص: 1118

الشهدين}

(1)

18 -

{رَبَّنَا لَا تجعلنا فتنة للقوة الظلمين * ونجنا رحمتك من القوم الكافرين}

(2)

.

19 -

{رَبَّنَا اغْفِرْ لنا ذنوبنا وإرسافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وأنصرنا عَلَى القوم الكافرين}

(3)

.

20 -

{رَبَّنَا أتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدًا}

(4)

.

21 -

{رب زدني علما}

(5)

.

22 -

رب أَعُوذُ بِكَ من الهمزات الشيطانين * وأعوذ بِكَ رب أن يحضرون}

(6)

.

23 -

{رب اغْفِرْ وارحم وَأَنْتَ خَيْرَ الراحمين}

(7)

.

24 -

{رَبَّنَا أتنا في الدنية حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار}

(8)

25 -

{سمعنا وأطعنا غفرانك رَبَّنَا وإليك المصير}

(9)

.

(1)

سورة آل عمران، الآية:53.

(2)

سورة يونس، الآيتان: 85، 86.

(3)

سورة آل عمران، الآية:147.

(4)

سورة الكهف، الآية:10.

(5)

سورة الكهف، الآية:10.

(6)

سورة طه، الآية:114.

(7)

سورة المؤمنون، الآيتان: 97 - 98.

(8)

سورة البقرة، الآية:201.

(9)

سورة البقرة، الآية:285.

ص: 1120

26 -

{رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}

(1)

27 -

{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}

(2)

28 -

رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ}

(3)

29 -

{رَبَّنَا آمنا فأغفر لنا وارحمنا وَأَنْتَ خَيْرَ الراحمين}

(4)

30 -

ررَبَّنَا أصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كَانَ غرامًا * إنها ساءت مستقرًا ومقامًا}

(5)

31 -

{رَبَّنَا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين وأجعلنا للمتقين إماما}

(6)

.

(1)

سورة البقرة، الآية:286.

(2)

سورة آل عمران، الآية:8.

(3)

سورة آل عمران، الآيات: 191 - 194.

(4)

سورة المؤمنون، الآية:109.

(5)

سورة الفرقان، الآيتان: 65، 66.

(6)

سورة الفرقان، الآية:74.

ص: 1121

32 -

{رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}

(1)

.

33 -

{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}

(2)

.

34 -

{رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدْيرٌ}

(3)

.

35 -

{رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}

(4)

.

36 -

{رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}

(5)

.

37 -

{رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ}

(6)

.

38 -

{رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرَ فَقِيرٌ}

(7)

.

39 -

{رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ}

(8)

.

40 -

{رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}

(9)

.

41 -

{حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ

(1)

سورة الأحقاف، الآية:15.

(2)

سورة الحشر، الآية:10.

(3)

سورة التحريم، الآية:8.

(4)

سورة آل عمران، الآية:16.

(5)

سورة المائدة، الآية:83.

(6)

سورة إبراهيم، الآية:35.

(7)

سورة القصص، الآية:24.

(8)

سورة العنكبوت، الآية:30.

(9)

سورة الأعراف، الآية:47.

ص: 1122

الْعَظِيمِ}

(1)

42 -

عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ}

(2)

43 -

رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ

561 -

44 - عن عبد العزيز بن صهيب قَالَ: سألت قتادة أنسًا: أَيُّ دَعْوَةٍ كَانَ يَدْعُو بِهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرَ؟ قَالَ: كَانَ أَكْثَرُ دَعْوَةٍ يَدْعُو بِهَا يَقُولُ: «اللَّهُمَّ! آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ»

(3)

قَالَ: وكَانَ أَنسٌ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُو بِدَعْوةٍ، دَعَا بِهَا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ بِدُعَاءٍ، دَعَا بِهَا فَيهِ

(4)

.

(1)

سورة التوبة، الآية:129.

(2)

سورة القصص، الآية:22.

(3)

سورة القصص، الآية:21.

(4)

متفق عليه: أخرجه البخاري في 65 - ك التفسير، 2 - سورة البقرة، 36 - ب {ومنهم من يقول ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة} ، (4522) مقتصرًا على الدعاء وَلَمْ يذكر فيه قتادة. و 80 - ك الدعوات، 55 - ب قول النبي صلى الله عليه وسلم:{ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة} ، (6389) مختصرًا بلفظ:«كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم» فذكره وليس فيه ذكر قتادة. وبمثل الأخير في الأدب المفرد (682). ومسلم في 48 - ك الذكر والدعاء، 9 - ب فضل الدعاء بـ» اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار»، (2690/ 26 - 4/ 2070) واللفظ له.

وأبو داود في 2 - ك الصلاة، 362 - ب في الاستغفار، (1519) بلفظه. والنسائي في الكبرى، 81 - ك عمل اليوم والليلة، (10895 - 6/ 261)[1056]. وفي 82 - ك التفسير، 36 - قوله جل ثناؤه:{ومنهم من يقول ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة} ، (11035 - 6/ 301) بنحوه في الموضعين. وابن حبان (3/ 219 و 220/ 939 و 940). وأحمد (3/ 101).

والبيهقي في الدعوات (249). وأبو يعلي (7/ 7/ 3893).

- من طريق عبد العزيز بن صهيب عن أنس به مرفوعًا.

- ورواه ثابت عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ربنا آتنا

» فذكره.

- أخرجه مسلم (2690/ 27 - 4/ 2071). والبخاري في الأدب المفرد (677). والنسائي في عمل اليوم والليلة (1054). وابن حبان (3/ 218/ 937 و 938 - إحسان). وأحمد (3/ 208=

ص: 1123

562 -

45 - عن عائشة رضي الله عنها؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يدعو بهؤلاء الدعوات: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَفِتْنَةِ الْقَبْرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَشَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى، وَشَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ قَلْبِي بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ وَالْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ»

(1)

.

563 -

46 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ

=و 209 و 247 و 277). والطيالسي (2036). وابن أبي شيبة (10/ 248 و 261). وعبد بن حميد (1262 و 1301 و 1303 و 1373). وأبو يعلي (3274 و 3397 و 3455 و 3525). والطبراني في الدعاء (121 و 122). والبغوي في شرح السنة (1381 و 1382).

- وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم الرجل الذي دعا على نفسه بتعجيل العقوبة في الدنيا أن يدعو بهذا الدعاء:

- فعن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلًا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ (أي: ضعف) فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل كنت تدعو بشيء أو تسأله إياه؟» قال: نعم، كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة، فعجله لي في الدنيا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«سبحان الله! لا تطيقه- أو: لا تستطيعه- أفلا قلت: اللهم! آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار» قال: فدعا الله له، فشفاه.

- أخرجه مسلم (2688 - 4/ 2068). والبخاري في الأدب المفرد (727 و 728). والترمذي (3487 و 3488). والنسائي في الكبرى، 70 - ك الطب، (7506 - 4/ 358). و 81 - ك عمل اليوم والليلة، (10892 و 10894 - 6/ 261). [1053 و 1055]. وابن حبان (3/ 217 و 221/ 936 و 941). وأحمد (3/ 107 و 228). وابن أبي شيبة (10/ 261). وعبد بن حميد (1399)

- وأبو يعلي (3429 و 3511 و 3759 و 3802 و 3837 و 4010). والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 427). وابن السني (555). وأبو نعيم في الحلية (2/ 329). والبيهقي في الشعب (7/ 237 - 238/ 10147). والبغوي في شرح السنة (5/ 182). وغيرهم.

(1)

تقدم برقم (103).

ص: 1124

وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ»

(1)

.

(1)

متفق على صحته: أخرجه البخاري في 56 - ك الجهاد والسير، 25 - ب ما يتعوذ من الجبن، (2823)، بنحوه وَلَمْ يذكر» البخل». وفي 80 - ك الدعوات، 38 - ب التعوذ من فتنة المحيا والممات، (6367) وَلَمْ يذكر» البخل». وفي الأدب المفرد (671). ومسلم في 48 - ك الذكر والدعاء، 15 - ب التعوذ من العجز والكسل وغيره، (2706/ 50 و 51 - 4/ 2079). وأبو داود في 2 - ك الصلاة، 368 - ب في الاستعاذة، (1540). وفي ك- الحروف والقراءات، (3972) مختصرا. والنسائي في 50 - ك الاستعاذة، 7 - ب الاستعاذة من الهم، (5467 - 8/ 258). وابن حبان (3/ 289/ 1009). وأحمد (3/ 113 و 117). والطبراني في الدعاء (1348).

- من طريق سليمان التيمي قال: سمعت أنسا به مرفوعا.

- وللحديث طرق أخرى:

1 -

عن عمرو بن أبي عمرو عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين، وغلبة الرجال» .

- تقدم برقم 177.

2 -

عن شعيب بن الحبحاب عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو: «أعوذ بك من البخل والكسل، وأرذل العمر، وعذاب القبر، وفتنة الدجال، وفتنة المحيا والممات» .

- أخرجه البخاري (4707). ومسلم (2706/ 52 - 4/ 2080). والطبراني في الدعاء (1350).

3 -

عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الكسل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من الهرم، وأعوذ بك من البخل» .

- أخرجه البخاري في الصحيح (6371). وفي الأدب المفرد (615).

4 -

عن حميد عن أنس: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو: «اللهم إني أعوذ بك من الكسل، والهرم، والجبن، والبخل، وفتنة الدجال، وعذاب القبر» .

- أخرجه الترمذي (3485). والنسائي (5466 - 8/ 257). و (5472 - 8/ 260). و (5510 - 8/ 271). وابن حبان (3/ 290/ 1010). وأحمد (3/ 179 و 201 و 205 و 235 و 264). وابن أبي شيبه (10/ 192 و 194). وعبد بن حميد (1397). والطبراني في الدعاء (1351).

- قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» .

5 -

عن قتادة عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: «اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل والهرم، والقسوة والغفلة، والعيلة والذلة والمسكنة، وأعوذ بك من الفقر والكفر، والفسوق والشقاق والنفاق، والسمعة والرياء، وأعوذ بك من الصمم والبكم والجنون، والجذام والبرص وسيء الأسقام» .

- أخرجه أبو داود (1554)، من طريق حماد بن سلمة عن قتادة به مختصرا بلفظ:«اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام وسيء الأسقام» . والنسائي (5493 - 8/ 270)، من طريق=

ص: 1125

=هشام الدستوائي عن قتادة به بنحو رواية سليمان التيمي عن أنس، دون ذكر» الجبن». و (5474 - 8/ 260) من طريق الدستوائي أيضا بنحو رواية التيمي و (5508 - 8/ 270) من طريق همام بن يحيي عن قتادة به بنحو رواية حماد عند أبي داود. وابن حبان (2446 - موارد) من طريق شيبان عن قتادة به نحوه، و (2447 - موارد) من طريق حماد وذكر بعضه. والحاكم (1/ 530) من طريق شيبان، بلفظه. وأحمد (3/ 208 و 214) من طريق هشام الدستوائي بنحو رواية التيمي و (3/ 192) من طريق حماد. والطيالسي (2008) عن حماد. وابن أبي شيبه (10/ 188/ 9178)، من طريق حماد، ثلاثتهم بنحو رواية أبي داود. و (10/ 190/ 9186) من طريق هشام بنحو رواية التيمي. وأبو يعلى (5/ 277/ 2897) من طريق حماد. و (5/ 370/ 3018) و (5/ 402/ 3074) من طريق هشام. والطبراني في المعجم الصغير (316 - الروض)، وفي الدعاء (1343) من طريق شيبان نحوه. وفي الدعاء (1342) من طريق حماد بنحو رواية أبي داود.

- أما طريق شيبان النحوي عن قتادة عن أنس، الذي أخرجه ابن حبان والحاكم والطبراني فقال عنه الحاكم:«صحيح على شرط الشيخين وَلَمْ يخرجاه» .

- قال الألباني في الإرواء (3/ 357) بعد أن حكي كلام الحاكم: «قلت: إسناده عند الحاكم على شرط البخار فقط، فأن فيه آدم بن أبي إياس، وَلَمْ يخرج له مسلم. وفي إسناد ابن حبان كيسان: وهو أبو عمر القصار، وهو ضعيف وثقه ابن حبان» .

- وصححه الألباني في صحيح الجامع (1285). [وفي صحيح أبي داود (1/ 425)، وصحيح النسائي (3/ 471)، وفي مشكاة المصابيح (2470)]«المؤلف» . وقال الهيثمي في المجمع (10/ 143): «ورجاله رجال الصحيح» .

- قلت: شيبان بن عبد الرحمن التيمي النحوي أبو معاوية- وأن كان ثقة- فقد تفرد بهذه الزيادة: «

والقسوة والغفلة، والعيلة والذلة والمسكنة، وأعوذ بك من الفقر والكفر، والفسوق والشقاق والنفاق، والسمعة والرياء، وأعوذ بك من الصمم والبكم،

» وَلَمْ يتابعه عليها أحد ممن روى الحديث عن قتادة خصوصا هشام الدستوائي، أحد الحفاظ الثلاثة المقدمين في قتادة، كما أنه لم يتابع عليها ممن روى الحديث عن أنس.

- وأما طريق حماد وهمام ولفظه: «اللهم أني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام وسيء الأسقام» والذي أخرجه أبو داود والنسائي وابن حبان وأحمد والطيالسي وابن أبي شيبه وأبو يعلى والطبراني، فقد صححه الألباني في صحيح الجامع (1281) وغيره.

(1)

تقدم برقم (560).

ص: 1126

565 -

48 - عن أَبِي هريرة رضي الله عنه؛ قَالَ: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اللَّهُمَّ أَصْلحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي، وَاجْعَل الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرِّ»

(1)

566 -

49 - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه؛ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى، وَالتَّقَى، وَالْعَفَافَ

(2)

، وَالْغِنَى

(3)

»

(4)

.

567 -

50 - عن زيد بن أرقم رضي الله عنه؛ قَالَ: لَا أقول لكم إلا كَمَا كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ

(1)

تقدم برقم (558).

(2)

العفاف: التنزه عما لا يباح، والكف عنه. [شرح مسلم للنووي (17/ 40). وانظر: النهاية (3/ 264)].

(3)

الغني: هنا: غني النفس، والاستغناء عن الناس، وعما في أيديهم. [شرح مسلم للنووي (17/ 40)].

(4)

أخرجه مسلم في 48 - ك الذكر والدعاء، 18 - ب التعوذ من شر ما عمل، ومن شر ما لم يعمل، (2721 - 4/ 2087). وفي رواية» العفة» بدل» العفاف». والبخاري في الأدب المفرد (674). والترمذي في 49 - ك الدعوات، 73 - ب، (3489). وقال:«حسن صحيح» . وابن ماجه في 34 - ك الدعاء، 2 - ب دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، (3832). وابن حبان في صحيحه (3/ 182/ 900). وأحمد (1/ 389 و 411 و 416 و 434 و 437 و 443). والطيالسي (303). وابن أبي شيبه (10/ 208). البزار (5/ 436/ 2073) - البحر الزخار). وأبو يعلى (9/ 186/ 5283). والطبراني في الكبير (10/ 127/ 10069). وفي الأوسط (6/ 88/ 5882). وفي الدعاء (1408). وابن عدي في الكامل (2/ 163). واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (4/ 716/ 1173 و 1174). والبغوي في شرح السنة (5/ 173 - 174/ 1373). وغيرهم.

ص: 1127

بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرَ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلَيُّهَا وَمَوْلَاهَا. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْم لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا»

(1)

.

568 -

51 - عن عَلَى بن أَبِي طالب رضي الله عنه؛ قَالَ: قَالَ لِي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قُلْ: اللَّهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي. وَاذْكُرْ بِالْهُدَى، هِدَايَتَكَ الطَّرِيق. وَالسَّدَادِ، سَدَادَ السَّهْم» وفي رواية: «قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالسَّدَادَ» ثُمَّ ذكر مثله

(2)

.

569 -

52 - عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما؛ قَالَ: كَانَ من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ»

(3)

.

570 -

53 - عن فروة بن نوفل الأشجعي، قَالَ: سألت عائشة رضي الله عنها؛ عما كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بِهِ الله: قَالَت: كَانَ يَقُولُ:

(1)

أخرجه مسلم في 48 - ك الذكر والدعاء، 18 - ب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، (2722 - 4/ 2088). والترمذي في 49 - ك الدعوات، 116 - ب في انتظار الفرج وغير ذلك، (3572 و 3572 م) مختصرا، وقال:«حسن صحيح» . والنسائي في 50 - ك الاستعاذة، 13 - ب الاستعاذة من العجز، (5473 - 8/ 260) و 65 - ب الاستعاذة من دعاء لا يستجاب، (5553 - 8/ 285). وأحمد (4/ 371). وابن أبي شيبه (3/ 374) مختصرا. و (10/ 186) مطولا بنحوه. وعبد بن حميد (267). وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 128/ 2105). والطبراني في الكبير (5/ 201/ 5085 - 5088). وفي الدعاء (1364). واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (4/ 650/ 1182). وابن عبد البر في التمهيد (6/ 66). وغيرهم.

(2)

تقدم برقم (542).

(3)

تقدم برقم (559).

ص: 1128

(1)

أخرجه مسلم في 48 - ك الذكر والدعاء، 18 - ب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، (2716 - 4/ 2085). وأبو داود في 2 - ك الصلاة، 368 - ب في الاستعاذة، (1550). والنسائي في 13 - ك السهو، 63 - ب التعوذ في الصلاة، (1306 - 3/ 56)، وفيه:«قلت لعائشة: حدثيني بشيء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو به في صلاته» . وفي 50 - ك الاستعاذة، 58 - ب الاستعاذة من شر ما عمل، وذكر الاختلاف على هلال، (5540 و 5541). و 59 - ب الاستعاذة من شر ما لم يعمل، (5542 و 5543)(8/ 281). وابن ماجه في 34 - ك الدعاء،3 - ب ما تعوذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، (3839). وابن حبان (3/ 305 و 306/ 1031 و 1032). وأحمد (6/ 31 و 100 و 287). وإسحاق بن راهوية (3/ 911 و 967/ 1600 و 1684). وابن أبي شيبه (10/ 186 - 187/ 9174). وابن أبي عاصم في السنة (370).

- من طريق هلال بن يساف عن فروة بن نوفل قال: سألت عائشة رضي الله عنها

فذكره.

- رواه عن هلال: منصور بن المعتمر [ثقة ثبت، وكان لا يدلس. التقريب (973)] وحصين بن عبد الرحمن السلمي [ثقة، تغير حفظه في الآخر. التقريب (253)].

- وقد وهم فيه بعضهم فأسقط فروة بن نوفل من الإسناد:

- فقد رواه موسى بن شيبه [مجهول؛ تفرد عنه ابن وهب، وذكره ابن حبان في الثقات. التهذيب (8/ 402). الميزان (4/ 207)] والوليد بن مسلم [ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية، وقد عنعنه. التقريب (1041)] كلاهما: عن الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة أن هلال بن يساف حدثه أنه سأل عائشة

فذكره.

- أخرجه النسائي (5538)(8/ 280). والطبراني في الدعاء (1358 و 1359).

- ورواه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج [ثقة. التقريب (618)] قال: حدثنا الأوزاعي قال: حدثني عبدة بن أبي لبابة قال: حدثني ابن يساف قال: سئلت عائشة

فذكره. وأبهم الواسطة بين هلال وعائشة.

- أخرجه النسائي (5539).

- وخالفهم فأتي به على الوجه: وكيع بن الجراح [ثقة حافظ عابد. التقريب (1037)] فرواه عن الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن هلال بن يساف عن فروة بن نوفل عن عائشة به مرفوعا.

- أخرجه مسلم (2716/ 66) وأحمد (6/ 213).

- فرواية وكيع هي المحفوظة، فقد وافق فيها منصور بن المعتمر وحصين بن عبد الرحمن.

- ويؤكد ذلك أن أبا إسحق السبيعي رواه عن فروة بن نوفل عن عائشة به مرفوعا.

- أخرجه أحمد (6/ 139 و 257). والطبراني في الدعاء (1357).

- قال المزي في تحفة الأشراف (12/ 334): «والمحفوظ حديث ابن يساف عن فروة بن نوفل الأشجعي عن عائشة» . =

ص: 1129

571 -

54 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُ عَلَيْنَا- أَهْلِ الْبَيْتِ- فَدَخَلَ يَوْمًا فَدَعَا لَنَا. فقَالَت أَمُّ سُلَيْمٍ: خُوَيْدِمُكَ أَلَا تَدْعُو لَهُ؟ قَالَ: «اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ [وَبَارك لَهُ فِيْمَا أَعْطَيْتَهُ]، وَأَطِلْ حَيَاتَهُ، وَاغْفِرْ لَهُ [وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ]» فَدَعَا لِي بِثَلَاثٍ. فَدَفَنْتُ مِائَةً وَثَلَاثَةً وَإِنَّ ثَمَرَتِي لَتَطْعَمُ فِي السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ، وَطَالَتْ حَيَاتِي حَتَّى اسْتَحَيَيْتُ مِنْ النَّاسِ، وَأَرْجُو الْمَغْفِرَةَ

(1)

.

572 -

55 - عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الكرب: «لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ»

(2)

.

573 -

56 - عن عبد الرحمن بن أَبِي بكرة عن أبيه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ: اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو، فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ»

(3)

.

574 -

57 - عن سعد بن أَبِي وقاص رضي الله عنه؛ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ: لَا إِلهَ

=- وقد اقتصر مسلم على إخراج رواية من زاد فروة بن نوفل بين هلال وعائشة وصححها، وأعرض عن رواية من أسقطه أو أبهمه لشذوذها.

- ويدل عليه ظاهر صنيع النسائي في السنن فأنه غالبا ما يبدأ بالغلط وينتهي بالصواب- فيما فيه اختلاف- والله أعلم.

(1)

تقدم برقم (438)، وتحت الحديث رقم (496).

(2)

تقدم برقم (178)

(3)

تقدم برقم (136).

ص: 1130

إِلَّا أَنْتَ، سُبْحَانَكَ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. فَإِنَّه لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابِ اللهُ لَهُ»

(1)

.

575 -

58 - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه؛ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ وَلَا حَزَنٌ، فقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ: أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجَلاءَ حُزْنِي، وَذَهابَ هَمِّي؛ إِلَّا أَذْهَبَ اللهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَحًا» قَالَ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَلَا نَتَعَلَّمُهَا؟ فقَالَ: «بَلَى، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا»

(2)

.

576 -

59 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما؛ أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمنِ، كَقَلْبٍ وَاحِدٍ، يَصُرِّفُهُ حَيْثُ شَاءَ» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ! مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ»

(3)

.

577 -

60 - عن شهر بن حوشب قَالَ: قلت لأم سلمة: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مَا كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ عِنْدَكِ؟ قَالَت: كَانَ

(1)

تقدم برقم (421).

(2)

تقدم برقم (176).

(3)

تقدم برقم (555).

ص: 1131

أَكْثَرُ دُعَائِهَ: «يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ» . قَالَت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَكْثَرَ دُعَاءَكَ: «يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ» ؟ قَالَ: «يَا أُمَّ سَلَمَةَ، إِنَّهُ لَيْسَ أدَمِيٌّ إِلَّا وَقَلْبُهُ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصْابِعِ اللهِ، فَمَنْ شَاءَ أَقَامَ، وَمَنْ شَاءَ أَزَاغ»

(1)

.

578 -

61 - عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه؛ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللهَ عز وجل قَالَ: «سَلِ اللهَ الْعَافِيَةَ» فَمَكَثْتُ أَيَّامًا ثُمَّ جِئْتُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ! عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللهَ. فقَالَ لِي: «يَا عَبَّاسُ! يَا عَمَّ رَسُولِ اللهِ! سَلِ اللهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ»

(2)

.

579 -

62 - عن بسر بن أرطأة قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اللَّهُمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتَنَا فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، وَأَجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الآخِرَةِ»

(3)

.

580 -

63 - عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ قَالَ: كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم يدعن يَقُولُ: «رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرِ الْهُدَى لِي، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ، رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مِطْوَاعًا

(4)

،

(1)

تقدم برقم (556).

(2)

تقدم برقم (553).

(3)

تقدم برقم (557).

(4)

مطواعا: أي كثير الطوع، وهو الانقياد والطاعة. [تحفة الأحوذي (9/ 378). عون المعبود (4/ 263). وانظر: النهاية (3/ 142)].

ص: 1132

لَكَ مُخْبِتًا

(1)

إِلَيْكَ أَوَّاهًا

(2)

مُنِيبًا

(3)

رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبِتِي وَأَجِبْ دَعْوَتِي

(4)

، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَسَدِّدْ لِسَانِي وَاهْدِ قَلْبِي وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي

(5)

»

(6)

.

581 -

64 - عن أَبِي أمامة رضي الله عنه؛ قَالَ: دَعَا رسول الله

(1)

مخبتأ: أي خاشعا مطيعا، والإخبات: الخشوع والتواضع. [النهاية (2/ 4). وانظر: المصدرين السابقين].

(2)

أواها: أي متضرعا،

، أي: قائلا كثيرا لفظ أوه وهو صوت الحزين، أي اجعلني حزينا ومتفجعا على التفريط، أو هو قول النادم من معصية المقصر في طاعته، وقيل: الأواه: البكاء [تحفة الأحوذي (9/ 378). وانظر: النهاية (1/ 82)].

(3)

الإنابة: الرجوع إلى الله بالتوبة. [النهاية (5/ 123)].

(4)

اغسل حوبتي: أي: امح ذنبي. [تحفة الأحوذي (9/ 378). وانظر: النهاية (1/ 455)].

(5)

سخيمة قلبي: أي غشه وغله وحقده. [تحفة الأحوذي (9/ 378). عون المعبود (4/ 264)].

(6)

أخرجه البخاري في الأدب المفرد، 288 - ب دعوات النبي صلى الله عليه وسلم، (664) مختصرا، و (665) بنحوه. وأبو داود في 2 - ك الصلاة، 361 - ب ما يقول الرجل إذا سلم، (1510 و 1511) بنحوه. والترمذي في 49 - ك الدعوات، 103 - ب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، (3551) [بلفظ: «

واسلل سخيمة صدري»]. والنسائي في عمل اليوم والليلة (607) بنحوه. وابن ماجه في 34 - ك الدعاء، 2 - ب دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، (3830) بنحوه. وابن حبان (2414 و 2415 - موارد). والحاكم (1/ 519 - 520). وأحمد (1/ 227). وابن أبي شيبه (10/ 280 - 281). وعبد بن حميد (717). وابن أبي عاصم في السنة (384). والقضاعي في مسند الشهاب (1496) مختصرا.

- من طريق سفيان الثوري عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن طليق بن قيس عن ابن عباس به مرفوعا.

- قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» .

- وقال الحاكم: «صحيح الإسناد وَلَمْ يخرجاه» .

- قلت: وهو كما قالا.

- وقال الألباني في ظلال الجنة ص (168) عن إسناد ابن أبي عاصم: «إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير طليق بن قيس الحنفي وهو ثقة» .

- قلت: عبد الله بن الحارث إنما أخرج له البخاري في الأدب المفرد.

-[وصححه العلامة الألباني أيضا في صحيح سنن أبي داود (1/ 414)، وصحيح الترمذي (3/ 461)، وصحيح الأدب المفرد (ص 248)].

ص: 1133

صلى الله عليه وسلم بِدُعَاءٍ كَثِيرٍ لَمْ نَحْفَظْ مِنْهُ شَيْئًا، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ دَعَوْتَ بِدُعَاءٍ كَثِيرٍ لَمْ نَحْفَظْ مِنْهُ شَيْئًا، فقَالَ:«أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَجْمَعُ ذَلِكَ كُلَّهُ تَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرَ مَا سَأَلَكَ مِنْهُ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذَ مِنْهُ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، وَأَنْتَ الْمُسْتَعَانُ، وَعَلَيْكَ الْبَلَاغُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ»

(1)

.

(1)

أخرجه الترمذي في 49 - ك الدعوات، 89 - ب، (3521).

- من طريق عمار بن محمد ابن أخت سفيان الثوري ثنا ليث بن أبي سليم عن عبد الرحمن بن سابط عن أبي أمامة قال: دعا

فذكره.

- قلت: وهذا إسناد ضعيف: له علتان:

- الأولي: الانقطاع بين عبد الرحمن بن سابط وأبي أمامة، فأنه لم يسمع منه؛ قاله يحيي ابن معين. [المراسيل (212). جامع التحصيل (ص 222)].

- الثانية: ضعف ليث بن أبي سليم واختلاطه [التهذيب (6/ 611). الميزان (3/ 420). التقريب (818) وقال: «صدوق اختلط جدا وَلَمْ يتميز حديثه فترك»].

- ويضاف إلى ذلك، أن عمار بن محمد: صدوق يخطي [التقريب (709). التهذيب (6/ 9). الميزان (3/ 168)].

- وقد خالفه المعتمر بن سليمان- وهو ثقة. التقريب (958) - فرواه عن الليث بغير هذا الإسناد، فقال: سمعت ليثا يحدث عن ثابت بن عجلان عن القاسم عن أبي أمامة بنحوه مرفوعا.

- أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 226/ 7791).

- فأن لم يكن عمار بن محمد قد أخطأ في إسناد هذا الحديث فجعله عن ليث عن ابن سابط عن أبي أمامة، وأقامه المعتمر بن سليمان فقال عن ليث عن ثابت عن القاسم عن أبي أمامة، أن لم يكن ذلك كذلك؛ فهو من تخليط الليث بن أبي سليم واضطرابه.

- فالحديث ضعيف من كلا الطريقين؛ لضعف ليث واختلاطه.

- وقد ضعف إسناده الترمذي فقال: حسن غريب.

- وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2165). وضعيف الترمذي (703).

- وقد أخرج الطبراني في الصغير (2/ 295/ 1192 - الروض) نحو هذه القصة: من طريق محمد ابن عبد الرحمن بن مجبر ثنا محمد بن المنكدر عن عطاء بن يسار عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بدعاء لم يسمع الناس مثله، واستعاذ استعاذة لم يسمع الناس مثلها، فقال له بعض القوم: كيف لنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ندعو بمثل ما دعوت به، وأن نستعيذ كما استعذت؟ فقال: «قالوا: اللهم أنا نسألك بما سألك محمد عبدك ورسولك، ونستعيذ مما=

ص: 1134

582 -

65 - عن عائشة رضي الله عنها؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها هَذَا الدعاء: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ. وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرَ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ. وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ. وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ. وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لِي خَيْرًا»

(1)

.

= استعاذ منه محمد عبدك ورسولك».

- قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، فأن محمد بن عبد الرحمن بن مجبر العمرى البصري: متروك. [الجرح والتعديل (7/ 320). الميزان (3/ 621) اللسان (5/ 277) مجمع الزوائد (10/ 179)]- فلا يستشهد به.

(1)

أخرجه ابن ماجه في 34 - ك الدعاء، 4 - ب الجوامع من الدعاء، (3846). والحاكم (1/ 521 - 522). وأحمد (6/ 134 و 147). والطيالسي (1569). وابن أبي شيبه (10/ 264). وإسحاق بن راهوية (2/ 591/ 1165). وأبو يعلي (7/ 446/ 4473). والطبراني في الدعاء (1347).

- من طريق جبر بن حبيب عن أم كلثوم بنت أبي بكر عن عائشة به مرفوعا.

- وفي رواية شعبة عن جبر عند الحاكم وأحمد والطيالسي: عن عائشة أنها كانت تصلى فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «عليك من الدعاء بالكوامل الجوامع» فلما انصرفت سألته عن ذلك فقال: «قولي:

» فذكره

- قال الحاكم: «صحيح الإسناد» وهو كما قال.

- وقد تابع جبرا: سعيد بن إياس الجريري عن أم كلثوم به.

- أخرجه ابن حبان (2413 - موارد). وأبو يعلي (4473). والطبراني في الدعاء (1347).

- هكذا رواه حماد بن سلمة؛ فمرة يرويه عن جبر وحده، ومرة يرويه عن الجريري وحده، ومرة يجمعهما معا، وكله عنه صحيح. والله أعلم.

- لكن رواه مهدي بن ميمون- وهو ثقة- عن الجريري عن جبر بن حبيب عن أم كلثوم به.

- أخرجه البخاري في الأدب المفرد (639).

- فالله أعلم.

ص: 1135

583 -

66 - عن شَكَل بن حُمَيْدٍ رضي الله عنه؛ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ عَلِّمْنِي تَعَوُّذًا أَتَعَوَّذُ بِهِ، قَالَ: فَأَخَذَ بِكَتِفِي فقَالَ: «قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي، وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي، وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي» يعني: فرجه

(1)

.

584 -

67 - عن أنس رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ وَالْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَسَيِّءِ الأَسْقَامِ»

(2)

.

= - والحديث صححه الألباني- رحمه الله تعالى- في الصحيحة (1542) وصحيح الجامع (1276)[وفي صحيح الترمذي (2/ 327)، وغيرها]«المؤلف» .

(1)

أخرجه البخاري في الأدب المفرد، 288 - ب دعوات النبي صلى الله عليه وسلم، (663) بلفظ:«قلت: يا رسول الله علمني دعاء أنتفع به» . قال: «قل: اللهم عافني من شر سمعي وبصري ولساني وقلبي وشر منيي» . وفي التاريخ الكبير (4/ 264). وأبو داود في 2 - ك الصلاة، 368 - ب في الاستعاذة، (1551). والترمذي في 49 - ك الدعوات، 75 - ب، (3492)، واللفظ له، والنسائي في 50 - ك الاستعاذة، 4 - ب الاستعاذة من شر السمع والبصر، (5459 - 8/ 255/ 256). و 10 - ب الاستعاذة من شر السمع والبصر، (5470). و 11 - ب الاستعاذة من شر البصر، (5471). و 28 - ب الاستعاذة من شر الذكر، (5499 - 8/ 267). والحاكم (1/ 532 - 533) وأحمد (3/ 429) وابن أبي شيبه (10/ 193) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 467/ 1272). وأبو يعلي (3/ 55/ 1479). وابن أبي حاتم في العلل (2/ 203) والخرائطي في مكارم الأخلاق (612 - منتقي). والطبراني في الكبير (7/ 310/ 7225).

- من طريق سعد بن أوس العبسي عن بلال بن يحي العبسي عن شتير بن شكل عن أبيه شكل ابن حميد قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم

فذكره.

- قال الترمذي: «هذا الحديث حسب غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث سعد بن أوس عن بلال بن يحيي» .

- وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد وَلَمْ يخرجاه» .

- قلت: بل إسناده حسن، فأن رجاله ثقات، غير بلال بن يحيي فأنه صدوق. [الجرح والتعديل (2/ 396). التهذيب (1/ 529). التقريب (180)].

- وصححه الألباني في صحيح الجامع (1292) وصحيح الأدب ص (247). [وفي صحيح أبي داود (1/ 425)، وصحيح الترمذي (3/ 438)، ومشكاة المصابيح برقم (2472)]«المؤلف» .

(2)

تقدم تحت الحديث رقم (563).

ص: 1136

585 -

68 - عن قطبة بن مالك رضي الله عنه؛ قَالَ: كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ مُنْكَرَاتِ الأَخْلَاقِ وَالأَعْمَالِ وَالأَهْوَاءِ [وَالأَدْوَاءِ]»

(1)

.

586 -

69 - عن عائشة رضي الله عنها؛ قَالَت: قُلْتُ: يَا رسول الله أرأيت أن علمت أي ليلة ليلة القدر مَا أقول فيها؟ قَالَ: «قولي: اللَّهُمَّ إنك عفو كريم تحب العفو، فأعف عني»

(2)

.

587 -

70 - عن معاذ بن جبل رضي الله عنه؛ قَالَ: احتبس عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة عن صلاة الصبح حَتَّى كدنا نتراءى عين الشمس، فخرج سريعا فثوب بالصلاة، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجوز

(1)

أخرجه الترمذي في 49 - ك الدعوات، 127 - ب دعاء أم سلمة، (3591)، واللفظ له. وابن حبان (2422 - موارد) وزاد» والأسواء والأدواء» وَلَمْ يذكر» والأعمال». والحاكم (1/ 532) وزاد» والأدواء» والبيهقي في الدعوات (230) وزاد» والأدواء» وابن أبي عاصم في السنة (13) وابن قانع في المعجم (2/ 363) والطبراني في الكبير (19/ 19/ 36) وفي الدعاء (1384)، وزاد:«والأدواء» . وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 82) و (2/ 80) وذكر» الأدواء» بدل» الأعمال». وفي الحلية (7/ 237). وابن بشكوال (2/ 547 و 548).

- قالوا جميعا عدا الترمذي وابن قانع: «اللهم جنبني منكرات الأخلاق

» بدل» اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق

»

- من طريق أبي أسامة عن مسعر بن كدام عن زياد بن علاقة عن عمه قطبة بن مالك به مرفوعا.

- وتابع أبا أسامة: أحمد بن بشير عند الترمذي ولا تصح متابعته.

- قال الترمذي: «حسب غريب» .

- وقال الحاكم: «صحيح الإسناد على شرط مسلم وَلَمْ يخرجاه» .

- وقال أبو نعيم في الحلية: «غريب من حديث مسعر تفرد به عنه أبو أسامة» .

- قلت: إسناده صحيح؛ رجاله ثقات رجال الشيخين؛ وهو غريب لتفرد أبي أسامة به.

- وقد صححه العلامة الألباني- رحمه الله تعالى- في صحيح الترمذي (3/ 184) وصحيح الجامع (1298) وغيرهما.

(2)

تقدم برقم (445).

ص: 1137

فِي صَلَاتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ دَعَا بِصَوْتِهِ، قَالَ لَنَا:«عَلَى مَصَافِّكُمْ كَمَا أَنْتُمُ» ثُمَّ انْفَتَلَ إِلَيْنَا ثُمَّ قَالَ: «أَمَا إِنِّي سَأُحَدِّثُكُمْ مَا حَبَسَنِي عَنْكُمُ الْغَدَاةَ: إِنِّي قُمْتُ مِنَ اللَّيْلِ فَتَوَضَّأْتُ وَصَلَّيْتُ مَا قَدْر لِي فَنَعَسْتُ فِي صَلَاتِي حَتَّى اسْتَثْقَلْتُ، فَإِذَا أَنَا بِرَبِّي تبارك وتعالى فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ، فقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَبِّ. قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي. قَالَها ثَلَاثًا. قَالَ: فَرَأَيْتُهُ وَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ أَنَامِلِهِ بَيْنَ ثَدْيَيَّ، فَتَجَلَّى لِي كُلُّ شَيْءٍ، وَعَرَفْتُ. فقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَبِّ. قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلُا الأَعْلَى؟ قُلْتُ: فِي الْكَفَّارَاتِ قَالَ؛ مَا هُنَّ؟ قُلْتُ: مَشْيُ الأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعاتِ، وَالْجُلُوسُ فِي الْمَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَوَاتِ، وَإِسْبَاغُ الوُضُوءِ فِي الْمَكْرُوهَاتِ. قَالَ: ثُمَّ فِيمَ؟ قُلْتُ: إِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَلِينُ الْكَلَامِ، وَالصَّلَاةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ. قَالَ: سَلْ، قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمْنِي، وَإِذَا أَرْدتَ فِتْنَةَ قَوْمٍ فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ. وَأَسْأَلُكَ حُبَّكَ، وَحَبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُ إِلَى حُبِّك» قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهَا حَقٌ فَادْرُسُوهَا ثُمَّ تَعَلَّمُوهَا»

(1)

.

(1)

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (7/ 359). والترمذي في 48 - ك تفسير القرآن، 39 - ب ومن سورة ص، (3235) واللفظ له، وفي نسخة التحفة (9/ 76 - 78) وفي العلل الكبير (661). وابن خزيمة في التوحيد ص (218 - 219).» قال: وما الدرجات؟ قلت: إطعام الطعام

». وأحمد (5/ 243) و» قال: وما الدرجات؟ قلت: إطعام الطعام

». والدارقطني في الرؤية (255 - 257). وابن الجوزى في العلل المتناهية (1/ 33/ 13).

- من طريق جهضم بن عبد الله عن يحيي بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبي سلام عن عبد الرحمن ابن عائش الحضرمي أنه حدثه عن مالك بن يخامر السكسكي عن معاذ بن جبل قال: احتبس عنا

فذكره.=

ص: 1138

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- وهو هكذا عند الجميع عدا ابن خزيمة فقد سقط من إسناده ذكر أبي سلام.

- وأبو سلام: هو ممطور أبو سلام الأسود الحبشي: وقال الدارقطني: زيد بن سلام بن أبي سلام عن جده: ثقتان. [سؤالات البرقاني (170). التهذيب (8/ 339)].

- ويحيي بن أبي كثير قد سمع من زيد بن سلام كما قال أبو حاتم وأحمد [التهذيب (9/ 285). المراسيل (429) جامع التحصيل (880)] وقد صرح بالسماع في رواية أحمد. وليحي بن أبي كثير عن زيد بن سلام حديثان عند مسلم (223 و 934) قد صرح فيهما يحيي بالسماع من زيد؛ ولا يرد سماعه بقول ابن معين والعجلي والذهبي، فقد قالوا بأنه لم يسمع منه اعتمادا على قول أخي زيد: معاوية بن سلام: «أخذ مني يحيي بن أبي كثير كتب أخي زيد ابن سلام» فأنه لا يمنع لقاء يحيي يزيد بعد ذلك وسماعه منه، وقد عرض هذا القول على أبي حاتم وأحمد فرداه وأثبتا السماع ليحيي من زيد. والله أعلم. [انظر: تاريخ ابن معين (3/ 8) و (4/ 207 و 460). معرفة الثقات (1994). المراسيل (896). المعرفة والتاريخ (3/ 10) تاريخ أبي زرعة الدمشقي (809). تهذيب الكمال (10/ 2111). الميزان (4/ 402)] وغيرها.

- قال الترمذي في الجامع: «هذا حديث حسن صحيح، سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث حسن صحيح» . وقال في العلل الكبير: «سألت محمدا عن هذا الحديث، فقال: .... ، والحديث الصحيح ما رواه جهضم بن عبد الله عن يحيي بن أبي كثير، حديث معاذ ابن جبل هذا.

- وقال الدارقطني في العلل (6/ 56): «

وروي هذا الحديث يحيي بن أبي كثير فحفظ إسناده».

- وقال البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 24) بعد أن أسند قول البخاري: «عبد الرحمن ابن عائش الحضرمي له حديث واحد إلا أنهم يضطربون فيه، وهو حديث الرؤية» قال: «وقد روى من وجه آخر وكلهن ضعيف. وأحسن طريق فيه رواية جهضم بن عبد الله، ثم رواية موسى بن خلف، وفيهما ما دل على أن ذلك كان في النوم» . وقال أبو حاتم في العللم (1/ 20): «وهذا أشبه من حديث ابن جابر» .

- وقال في التهذيب (5/ 115) في ترجمة عبد الرحمن بن عائش: «وقال ابن عدي: الحديث له طرق، وقد صحح أحمد طريق يحيي بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده. قلت: [القائل: الحافظ ابن حجر]: وكذا قواه ابن خزيمة من رواية يحيي عن زيد عن جده عنه عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل» .

- قلت: وفي هذا نظر فأن ابن خزيمة قال في آخر كلامه على الحديث (ص 220): «ولعل بعض من لم يتحر العلم يحسب أن خبر يحيي بن أبي كثير عن زيد بن سلام ثابت؛ لأنه قيل في الخبر: عن زيد أنه حدثه عبد الرحمن الحضرمي. يحيي بن أبي كثير رحمه الله أحد المدلسين، لم يخبر أنه سمع هذا من زيد بن سلام» . =

ص: 1139

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- قلت: قد صرح يحيي بن أبي كثير بالتحديث في رواية أحمد، فزالت بذلك شبهة تدليسه. وقد سبق ذكر من صححه من الأئمة النقاد، فالحديث صحيح والحمد لله.

- وقد تابع جهضم بن عبد الله: موسى بن خلف العمى فرواه عن يحيي عن زيد عن جده ممطور عن أبي عبد الرحمن السكسكي عن مالك بن يخامر عن معاذ به.

- كذا قال: أبي عبد الرحمن السكسكي. قال الدارقطني في العلل (6/ 57): «وإنما أراد عن عبد الرحمن، وهو ابن عايش» .

- أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (7/ 359 - 360) والهيثم بن كليب في مسنده (3/ 245 - 246/ 1344). والطبراني في الكبير (20/ 109 - 110/ 216). وفي الدعاء (1414). وابن عدي في الكامل (6/ 345). والدارقطني في الرؤية (258 و 259).

- وتصحف مالك بن يخامر عند ابن عدي إلى مالك بن عامر.

- قال ابن عدي: «وهذا له طرق، قوله: «رأيت ربي في أحسن صورة» واختلفوا في أسانيدها فرأيت أحمد بن حنبل صحح هذه الرواية التي رواها موسى بن خلف عن يحيي ابن أبي كثير، حديث معاذ بن جبل، قال: هذا أصحها».

- وتقدم نقل كلام البيهقي على رواية موسى هذه، وأنه استحسنها. وانظر تحفة الأشراف (4/ 383). والحديث صحح الألباني في الأرواء (684) وغيره.

- ولحديث معاذ طرق أخرى، والحديث رواه أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم مطولا ومختصرا- بذكر الرؤية-، عبد الرحمن بن عائش وابن عباس وجابر بن سمرة وأبو أمامة وأنس وأبو هريرة وثوبان وأبو عبيدة وطارق بن شهاب وأبو رافع وعمران بن حصين وعبد الله بن عمر وأم الطفيل أمرآة أبي بن كعب، وأبو قلابة مرسلا، ومالك بلاغا.

- وممن أخرج طرق هذا الحديث ورواياته:

- البخاري في التاريخ الكبير (7/ 360) والترمذي في الجامع (3233 و 3234) وفي العلل الكبير (660 و 662) والدارمي (2/ 170/ 2149). ومالك في الموطأ (1/ 190/ 40). وابن خزيمة في التوحيد (ص 214 - 221). والحاكم (1/ 520 - 521). وأحمد في المسند (1/ 285 و 290 و 368) و (4/ 66) و (5/ 378). وابنه عبد الله في السنة (2/ 489 - 490). والدار قطني في الرؤية (ص 167 - 191). والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 23 - 24 و 190 - 193). وعبد الرزاق (2/ 169). وعبد بن حميد (682). وابن أبي عاصم في السنة (388 و 389 و 433 و 465 - 471). وفي الآحاد والمثاني (5/ 48 - 50/ 2585 و 2586). والبزار (2129 و 3197). وابن نصر في قيام الليل (ص 55 - 56). وأبو يعلى (4/ 475/ 2608). والروياني (1241). والعقيلي (3/ 126). وابن قانع (2/ 46) و (2/ 102). وابن حبان في المجروحين (3/ 135). وابن الأعرابي في المعجم (404). والآجري في الشريعة (ص 431 - 433). والطبراني في الكبير=

ص: 1140

= (1/ 317/ 938). و (8/ 349 و 368/ 8117 و 8207). و (20/ 141 - 142/ 290). وفي مسند الشاميين (1/ 339 - 344/ 597 و 598). وفي الدعاء (1415 - 1421). وابن عدي في الكامل (2/ 260 - 261). واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (901 و 902. والخطيب في تاريخ بغداد (8/ 152) و (11/ 214). والبغوي في شرح السنة (4/ 35 - 38/ 924 و 925). وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 29 - 37). وغيرهم.

- وانظر: العلل لابن أبي حاتم (1/ 20) والمراسيل (124).

- وأكثر هذه الأسانيد معلول وفي بعضها ضعف شديد. وانظر الكلام عليها في العلل للدار قطني (6/ 54 - 57/ س 973). والإصابة لابن حجر (2/ 405 - 407). والعلل المتناهية لابن الجوزي (1/ 29 - 37). وغيرها من المراجع التي سبق ذكرها.

-[والحديث قال عنه الترمذي» هذا حديث حسن صحيح»، وصححه العلامة الألباني في صحيح سنن الترمذي (3/ 319)، وفي أرواء الغليل (3/ 147) برقم (684)]«المؤلف» .

(1)

أخرجه الحاكم (1/ 525). وعنه البيهقي في الدعوات (222). والطبراني في الدعاء (1445).

- من طريق عبد الله بن صالح ثني الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن أبي المصفي أن عبد الرحمن بن أبي ليلي أخبره عن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو

فذكره.

- وهذا إسناد ضعيف:

- فأن أبا المصفي: مجهول [التهذيب (10/ 264). الميزان (4/ 573). التقريب (1206) وقالا: «مجهول»].

- وعبد الله بن صالح كاتب الليث: صدوق كثير الغلط [التقريب (515)].

- وقد توبع؛ تابعه سعيد بن أبي مريم [وهو: ثقة ثبت فقيه. التقريب (375)] عن الليث به.

- أخرجه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (4/ 651/ 1183).

* تنبيه:

- تحرف عند الحاكم وتبعه البيهقي فقالا: «عن أبي الصهباء» بدلا من» أبي المصفي».

- والصحيح ما أثبته لأمرين: =

ص: 1141

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- الأول: أن أبا الصهباء ليس له رواية عن عبد الرحمن بن أبي ليلي وَلَمْ يرو عنه سعيد بن أبي هلال. لذا قال الألباني في الصحيحة (4/ 54): «ولم أعرف من هو؟» .

- الثاني: أن النسائي أخرج في عمل اليوم والليلة (705) حديثا في فضل سورتي الكافرون والإخلاص، من طريق سعيد بن أبي هلال أن أبا المصفي أخبره أن ابن أبي ليلي الأنصاري أخبره عن ابن مسعود فذكر الحديث مرفوعا.

- وبهذا يتأكد أنه هو أبو المصفي، كما وقع في رواية الطبراني، وليس هو أبو الصهباء كما وقع عند الحاكم والبيهقي.

- وأما قول الحاكم: «صحيح على شرط البخاري لم يخرجاه» ورد الذهبي عليه» أبو الصهباء لم يخرج له البخاري» فأنه قائم على كون الراوي هو أبو الصهباء لا أبو المصفي، وقد علمت الصواب في ذلك، والله أعلم.

- وللحديث شاهد: عن عمر بن الخطاب أنه أصابته مصيبة، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا إليه ذلك، وسأله أن يأمر له بوسق من تمر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أن شئت أمرت لك بوسق من تمر، وأن شئت علمتك كلمات هي خير لك» قال: علمنيهن مر لي بوسق فإني ذو حاجة إليه، فقال: «قل: اللهم احفظني

» فذكره وقال: «لا تطع» بدل» لا تشمت» وأخره» أعوذ بك من شر ما أنت آخذ بناصيته، وأسالك من الخير الذي هو بيدك كله».

- أخرجه ابن حبان (2430 - موارد) والضياء في المختارة (1/ 416/ 296). والبيهقي في الدعوات (221). والفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 403 - 404).

- من طريق ابن وهب نا يونس عن ابن شهاب أخبرني المعلي بن رؤبة التميمي عن هاشم بن عبد الله بن الزبير أن عمر بن الخطاب أصابته مصيبة

فذكره.

- وإسناده ضعيف منقطع:

- فأن رواية هاشم بن عبد الله بن الزبير عن عمر مرسلة، قال أبو حاتم:«روي عن عمر رضي الله عنه، مرسل، روى عنه معلى بن رؤبة» [الجرح والتعديل (9/ 104)].

- وهاشم هذا ذكره البخاري في التاريخ الكبير (8/ 235). وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 104). وابن حبان في الثقات (5/ 513). وَلَمْ يذكروا فيمن روى عنه سوي المعلي ابن رؤبة، وَلَمْ يوثق، سوي ذكر ابن حبان له في الثقات، فهو مجهول.

- والمعلى بن رؤبة: ذكره الفسوي في المعرفة (1/ 403) في تابعي المدينة من مضر ممن روى عنه الزهري، وذكره أيضا (2/ 369) من رواية رجاء بن أبي سلمة عنه عن رجاء بن حيوة، وبهذين الأخيرين ترجم له البخاري في التاريخ الكبير (7/ 396).

- فهو بهذا قد روى عنه اثنان وَلَمْ يوثقه أحد، فهو مجهول الحال.

- قال ابن حبان في أول الخبر (3/ 214/ 934): «أخبرانا محمد بن الحسن بن قتيبة بخبر غريب

» =

ص: 1142

589 -

72 - عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما؛ قَالَ: قَّلَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُو بِهَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ لأَصْحَابِهِ: «اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنَ الْيَقِينَ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا، وَانْصَرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا، وَلَا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا، وَلَا تَجْعَل الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا، وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا، وَلَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا»

(1)

.

590 -

73 - عن مصعب بن سعد بن أَبِي وقاص قَالَ: كَانَ سعد يأمر بخمس ويذكرهن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كَانَ يأمر بهن: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا- يَعْنِي: فِتْنَةَ الدَّجَّالِ- وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ»

(2)

.

591 -

74 - عن أَبِي مُوسَى الأشعري رضي الله عنه؛ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كَانَ يدعو بهذا الدعاء: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي، وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي جِدِّي

=فساقه بإسناده، ثم قال:«توفي عمر بن الخطاب وهاشم بن عبد الله بن الزبير: ابن تسع سنين» .

- فحديث ابن مسعود حسن بشاهده عن عمر. والله أعلم.

-[وحديث ابن مسعود صححه الحاكم ووافقه الذهبي (1/ 525)] وحسنة الألباني- رحمه الله تعالى- في الصحيحة (1540). وصحيح الجامع (1260).

(1)

تقدم برقم (301).

(2)

تقدم برقم (111).

ص: 1143

وَهَزْلِي، وَخَطَئِي وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي. أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»

(1)

.

592 -

75 - عن أَبِي بكر الصديق رضي الله عنه؛ أنه قَالَ: يَا رسول الله! علمني دعاء أدعو بِهِ في صلاتي وفي بيتي، قَالَ:«قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمَنِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمِ»

(2)

.

593 -

76 - عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ، لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ، أَنْ تُضِلَّنِي. أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، وَالْجِنُّ وَالإِنْسُ يَمُوتُونَ»

(3)

.

(1)

متفق على صحته: أخرجه البخاري في 80 - ك الدعوات، 60 - ب قول النبي صلى الله عليه وسلم:«اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت» ، (6398 و 6399). وفي الأدب المفرد، (688 و 689) ومسلم في 48 - ك الذكر والدعاء، 18 - ب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، (2719 - 4/ 2087)، واللفظ له. وابن حبان (3/ 235 ز 237/ 954 و 957). والحاكم (1/ 511). وأحمد (4/ 417). والبيهقي في الأسماء والصفات (1/ 150). وفي الدعوات (174). وابن أبي شيبه (10/ 281). والروياني (511). والطبراني في الأوسط (6/ 332/ 6552). وفي الدعاء (1795). والصيداوي في معجم الشيوخ (110). والبغوي في شرح السنة (5/ 172).

- وانظر: علل ابن أبي حاتم (2/ 198).

(2)

تقدم برقم (108).

(3)

متفق عليه: أخرجه البخاري في 97 - ك التوحيد، 7 - ب قوله تعالى:(وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، (7383) مختصرا مقتصرا على شطره الأخير. ومسلم في 48 - ك الذكر والدعاء، 18 - ب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، (2717 - 4/ 2086)، واللفظ له. والنسائي في الكبرى، 72 - ك النعوت، 14 - ب الحي، (7684 - 4/ 399) بنحوه. وابن حبان (3/ 180/ 898). وأحمد (1/ 302) بنحوه. والبيهقي في الأسماء والصفات (1/ 190 و 217).

ص: 1144

(1)

أخرجه الحاكم (1/ 525). وعنه البيهقي في الدعوات (206).

- من طريق سعيد بن منصور ثنا خلف بن خليفة ثنا حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود به مرفوعا.

- وهذا إسناد ضعيف جدا، مسلسل بالعلل:

- العلة الأولي: الانقطاع؛ فأن عبد الله بن الحارث لم يسمع من ابن مسعود، قاله علي ابن المدينى وابن معين والبخاري وابن نمير وابن أبي حاتم والدارقطني: قال يعقوب ابن سفيان في المعرفة (2/ 798): قال ابن نمير: عبد الله بن الحارث الذي يروي عنه خلف ابن خليفة عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود، لم يسمع عبد الله بن الحارث هذا من عبد الله بن مسعود شيئا، وهو عبد الله بن الحارث المكتب. قلت له: تنكر من حديث عبد الله شيئا؟ قال: لا. قال ابن نمير: وحميد الأعرج هذا ضعيف، قال: كان عند أبي أحاديث في رقعة فلم يحدثني بها، وقال: ما تصنع به إنه كان ضعيفا. وهو حميد ابن عطاء. أ هـ. [وانظر: علل الحديث لابن المديني (ص 86). تاريخ ابن معين (2/ 300). العلل الكبير للترمذي (ص 285) سؤالات البرقاني (97). المراسيل (174). جامع التحصيل (364)].

- الثانية: حميد بن عطاء الأعرج: متروك [انظر: التاريخ الكبير (2/ 354). الجرح والتعديل (3/ 226). علل الترمذي الكبير (ص 285). المعرفة والتاريخ (2/ 798). الضعفاء والمتروكين للنسائي (141) الضعفاء والمتروكون للدارقطني (167). الضعفاء الكبير (1/ 268). التهذيب (2/ 466). الميزان (1/ 614) وقال: متروك].

- قال ابن حبان في المجروحين (1/ 262): منكر الحديث جدا، يروي عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود بنسخة كأنها موضوعة، لا يحتج بخبره إذا انفرد. ا هـ.

- وقال ابن عدي في الكامل (2/ 273) بعد أن ذكر له أحاديث أنكرها عليه: وهذه الأحاديث عن عبد لله بن الحارث عن ابن مسعود أحاديث ليست بمستقيمة ولا يتابع عليها. ا هـ.

- وقال الدارقطني: يترك، أحاديثه شبه الموضوعة. أ هـ. [سؤالات البرقاني (97)].

- العلة الثالثة: اختلاط خلف بن خليفة، فقد اختلط بأخره، وسماع من كتب عنه قديما صحيح. وَلَمْ يذكر سعيد بن منصور فيمن سمع منه قديما. [انظر: التهذيب (2/ 570) الميزان (1/ 659). الكواكب النيرات (20)].=

ص: 1145

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- وقد أخرجه الحاكم في موضع أخر (1/ 534) من طريق إبراهيم بن يوسف عن خلف به نحوه ضمن دعاء طويل وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد إلا أن الشيخين لم يخرجا عن حميد الأعرج الكوفي إنما اتفقا على إخراج حديث حميد بن قيس الأعرج المكي» وتعقبه الذهبي بقوله: «حميد: متروك» .

- وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1184).

- وقد روى بعض هذا الدعاء ضمن دعاء طويل بإسناد ضعيف جدا:

- فعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا طلبت حاجة أحببت أن تنجح فقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلى العظيم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحكيم الكريم، بسم الله الذي لا إله إلا هو الحي الحليم، سبحان رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين، (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ) [الأحقاف: 35] (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا) [النازعات: 46]، اللهم إني أسالك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل ذنب، اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة، إلا قضيتها، برحمتك يا أرحم الراحمين» .

- أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (4/ 237/ 3422). والصغير (1/ 213/ 341 - الروض). والدعاء (2/ 1284/ 1044).

- قال: حدثنا جبرون بن عيسي المغربي المصري ثنا يحيي بن سليمان الجفري المغربي ثنا عباد ابن عبد الصمد أبو معمر عن أنس به مرفوعا.

- وهذا حديث منكر؛ فأن عباد بن عبد الصمد منكر الحديث عامة ما يرويه مناكير.

- قال ابن حبان في المجروحين (2/ 170): «منكر الحديث جدا، يروي عن أنس ما ليس من حديثه، وما أراه سمع منه شيئا، فلا يجوز الاحتجاج به فيما وافق الثقات فكيف إذا انفرد بأوابد» .

- قلت: أثبت البخاري وأبو حاتم له السماع من أنس إلا أنهما ضعفاه جدا، قال أبو حاتم:«ضعيف الحديث جدا، منكر الحديث، لا أعرف له حديثا صحيحا» وقال البخاري: «منكر الحديث» . [انظر: التاريخ الكبير (6/ 41) خطأ البخاري (ص 75) الجرح والتعديل (6/ 82). المجروحين (2/ 170) و (3/ 155). الضعفاء الكبير (3/ 138). الكامل (4/ 342). ميزان الاعتدال (2/ 369) و (4/ 576). اللسان (3/ 292) و (7/ 110)].

- وقد ورد بعضه أيضا في حديث صلاة الحاجة:

- فقد أخرج الترمذي (479) وابن ماجه (1384). والحاكم (1/ 320) والمروزي في زيادات الزهد لابن المبارك (1084). والبزار (8/ 300/ 3374). والبيهقي في الشعب (3/ 175/ 3265).

ص: 1146

595 -

78 - عن عائشة رضي الله عنها؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يدعو: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَوْسَعَ رِزْقِكَ عَلَيَّ عِنْدَ كِبَرِ سِنِّي، وَانْقِطَاعِ عُمُرِي»

(1)

.

=- من طريق أبي الورقاء فائد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن أبي أوفي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كنت له إلى الله حاجة، أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ فليحسن الوضوء، ثم ليصل ركعتين، ثم ليثن على الله، وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين» واللفظ للترمذي.

- قال الترمذي: «هذا حديث غريب، وفي إسناده مقال؛ فائد بن عبد الرحمن: يضعف في الحديث، وفائد هو أبو الورقاء» .

- وقال الحاكم: «فائد بن عبد الرحمن أبو الورقاء: كوفي عداده في التابعين، وقد رأيت جماعة من أعقابه، وهو مستقيم الحديث إلا أن الشيخين لم يخرجا عنه، وإنما جعلت حديثه هذا شاهدا لما تقدم» .

- وتعقبه الذهب فقال: «بل متروك» .

- وقال البزار: «وهذا الحديث إنما ذكرناه عن فايد، وإن كان فايد: ليس بالقوي لأنا لم نحفظ لفظ هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، فلذلك ذكرناه» .

- قلت: هو حديث ضعيف جدا؛ فائد: متروك؛ اتهموه، قال أبو حاتم:«وأحاديثه عن ابن أبي أوفي بواطيل، لا تكاد تري لها أصلا، كأنه لا يشبه حديث ابن أبي أوفي، ولو أن رجلا حلف أن عامة حديثه كذب لم يحنث» . وقال الحاكم: «روي عن ابن أبي أوفي أحاديث موضوعة» [انظر: التهذيب (6/ 378). الميزان (3/ 339) التقريب (779) وغيرها].

- والحديث ضعفه جدا العلامة الألباني في ضعيف الترمذي (73). وضعيف ابن ماجه (293). وغيرهما. [والحديث صححه الحاكم ووافقه الذهبي (1/ 525)]«المؤلف» .

(1)

أخرجه الحاكم (1/ 542) والبيهقي في الدعوات (239). والطبراني في الأوسط (4/ 375/ 3636). وابن عدي في الكامل (1/ 166). وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (4/ 155).

- من طريق عيسي بن ميمون مولى القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق عن القاسم بن محمد عن عائشة به مرفوعا.

- قال الحاكم: «هذا حديث حسن الإسناد، والمتن غريب في الدعاء، مستحب للمشايخ، إلا أن=

ص: 1147

596 -

79 - عن أَبِي مُوسَى الأشعري رضي الله عنه؛ قَالَ: دَعَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى، ثُمَّ قَالَ:«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي، وَبَارِكْ لِي فِي رِزْقِي» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا دَعَوَاتٌ دَعَوْتَ بِهِنَّ؟ قَالَ: «وَهَلْ تَرَكْنَ مِنْ خَيْرٍ»

(1)

.

= عيسى بن ميمون لم يحتج به الشيخان» وتعقبه الذهبي بقوله: «عيسي متهم» وقال في الكاشف (2/ 113): «ضعفوه» . وقال الهيثمي في المجمع (10/ 182): «رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن» . فغفل عن حال عيسي، وقد بين حاله في مواضع أخر من المجمع فقال مرة (1/ 150):«متروك، وقد وثقه حماد بن سلمة» . وقال أخرى (8/ 284): «ضعيف» .

- قلت: هذا إسناد ضعيف جدا؛ فأن عيسي بن ميمون: متروك.

- قال مسلم والنسائي وعمرو بن على الفلاس وأبو حاتم: «متروك الحديث» . وقال ابن معين: «ليس بشيء» وقال البخاري: «منكر الحديث» وقال مرة: «ضعيف الحديث» . وقال أخرى: «ذاهب الحديث» وقال أبو زرعة: «واهي الحديث» . وقال عبد الرحمن بن مهدي: «استعديت عليه وقلت: ما هذه الأحاديث التي تروي عن القاسم عن عائشة؟ فقال: لا أعود» . وقال ابن حبان: «يري عن الثقات أشياء كأنها موضوعات، فاستحق مجانبة حديثه، والاجتناب عن روايته، وترك الاحتجاج بما يروي لما غلب عليه من المناكير» . وقال ابن عدي: «وعامة ما يرويه لا يتابعه أحد عليه» . [انظر: تهذيب الكمال (23/ 48) (وقد سقطت ترجمة عيسي من تهذيب التهذيب]. تاريخ ابن معين (2/ 466). التاريخ الكبير (6/ 401). الكني لمسلم (2413) الجرح والتعديل (6/ 287). العلل الكبير للترمذي (ص 372). سؤالات البرذعي (2/ 397 و 398). سؤالات الآجري (3/ 358 و 359). المعرفة والتاريخ (2/ 122) و (3/ 138) و (3/ 40). الضعفاء والمتروكين للنسائي (446). ضعفاء العقيلي (3/ 387) ، المجروحين (2/ 118). الكامل في الضعفاء (5/ 240) الميزان (3/ 325). اللسان (4/ 471). الكاشف (2/ 372). التقريب (772)]

- وهذا الحديث كان الشيخ الألباني حفظه الله تعالى قد حسنه في الصحيحة برقم (1539) وصحيح الجامع (1255). تقليدا لتحسين الهيثمي، فلما وقف على إسناده في الأوسط رجع عن تحسينه وأورده في الضعيفة برقم (1385) وقال:«ضعيف جدا» .

(1)

أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (80). وأحمد في المسند (4/ 399). وابنه عبد الله في زوائد المسند (4/ 399). وابن أبي شيبه (10/ 281). وأبو يعلي (13/ 257/ 7273). والطبراني في الدعاء (656)، واللفظ له. وابن السني (28). وعبد المغني المقدسي في» الترغيب في الدعاء» (79).

- من طريق المعتمر بن سليمان ثنا عباد بن عباد بن علقمة المازني عن أبي مجلز عن أبي موسى=

ص: 1148

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الأشعري قال: دعاني

فذكره.

- قال الهيثمي في المجمع (10/ 109): «رواه أحمد وأبو يعلي ورجالهما رجال الصحيح غير عباد بن عباد المازني، وهو ثقة. وكذلك رواه الطبراني» .

- وقال النووي في الأذكار (ص 57): «بإسناد صحيح» .

- وتعقبه الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار (1/ 268) بقوله: «وأما حكم الشيخ على الإسناد بالصحة ففيه نظر، لأن أبا مجلز لم يلق سمرة بن جندب ولا عمران بن حصين فيما قاله على بن المديني، وقد تأخرا بعد أبي موسى، ففي سماعه من أبي موسى نظر، وقد عهد منه الإرسال عمن لم يلقه، ورجال الإسناد المذكور رجال الصحيح إلا عباد بن عباد، والله أعلم» . أ هـ.

- قلت: فهو معلول بالانقطاع، وقد نقل السيوطي كلام الحافظ هذا في» تحفه الأبرار بنكت الأذكار» (ص 48)، وأقره. وأقرهما كذلك الألباني في غاية المرام (ص 88).

- وقد قال النووي عقب ذكر الحديث: «ترجم ابن السني لهذا الحديث: باب: «ما يقول بين ظهراني وضوئه» ، وأما النسائي فأدخله في باب:«ما يقول بعد فراغه من وضوئه» ، وكلاهما محتمل».

- وتعقبه الحافظ بقوله:

وروينا هذه الزيادة في الطبراني الكبير من رواية مسدد وعارم والمقدمي كلهم عن معتمر، ووقع في روايتهم: «فتوضأ ثم صلى، ثم قال:

» وهذا يدفع ترجمة ابن السني حيث قال: باب: ما يقول بين ظهراني وضوئه» لتصريحه بأنه قاله بعد الصلاة، ويدفع احتمال كونه بين الوضوء والصلاة. ا هـ.

- قلت: وقد وافق هؤلاء الثلاثة: ابن أبي شيبه وعنه أحمد وابنه في المسند، فدل ذلك- كما قال الحافظ- على رجحان هذه الرواية على رواية محمد بن عبد الأعلى عن المعتمر عند النسائي وابن السني بلفظ: «

أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوضأ، فسمعته يدعو،

».

- وللحديث شاهد يتقوى به ويرتقي به إلى درجة الحسن لغيره:

- فعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن رجلا قال: يا رسول الله سمعت دعاءك الليلة فكان الذي وصل إلى منه أنك تقول: «اللهم اغفر لي ذنبي، ووسع لي في داري، وبارك لي فيما رزقتني» قال: «فهل تراهن تركن شيئا؟» .

- أخرجه الترمذي (3500). والطبراني في الصغير (1019 - الروض). وفي الأوسط (7/ 73/ 6891).

- من طريق عبد الحميد بن الحسن الهلالي عن سعيد بن إياس الجريري عن أبي السليل ضريب ابن نقير عن أبي هريرة به.

- وهذا إسناد ضعيف:

1 -

فيه انقطاع، فأن رواية أبي السليل ضريب بن نقير عن أبي هريرة مرسلة [انظر: التهذيب (4/ 86). التقريب (459) وقال: «ثقة من السادسة» ].

ص: 1149

597 -

80 - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه؛ قَالَ: ضاف النبي صلى الله عليه وسلم ضيفا، فأرسل إلى أزواجه يبتغي عندهن طعاما فلم يجد عِنْدَ واحدة منهن، فقَالَ:«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لَا يَمْلِكُهَا إِلَّا أَنْتَ» فأهديت لَهُ شاة مصلية، فقَالَ:«هَذِهِ مِنْ فَضْلِ اللهِ، وَنَحْنُ نَنْتَظِرُ الرَّحْمَةَ»

(1)

.

=2 - سعيد بن إياس الجريري: ثقة، اختلط قبل موته بثلاث سنين، وَلَمْ يذكر عبد الحميد بن الحسن فيمن روى عنه قبل الاختلاط. [انظر: التهذيب (3/ 301) الكواكب النيرات (24)].

3 -

عبد الحميد بن الحسن الهلالي: وثقة ابن معين، وقال أبو حاتم: شيخ، وضعفه ابن المديني وأبو زرعة والساجي والدارقطني وغيرهم. [انظر: التهذيب (5/ 24). الجرح والتعديل (6/ 11) المجروحين (2/ 142) الضعفاء والمتروكون (352) الضعفاء الكبير (3/ 45). الكامل في الضعفاء (5/ 322). الميزان (2/ 539). التقريب (564) وقال: «صدوق يخطي» ].

- وقد ضعفه الترمذي فقال: «هذا حديث غريب» .

- وقد اختلف في إسناده على سعيد الجريري:

(أ) فرواه عبد الحميد بن الحسن الهلالي عنه هكذا.

(ب) ورواه شعبة عنه قال: سمعت عبيد بن القعقاع يحدث رجلا من بني حنظلة قال: رمق رجل [وفي رواية: عن رجل جعل يرصد] النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلى فجعل يقول في صلاته: «اللهم اغفر لي ذنبي، ووسع لي في داري، وبارك لي فيما رزقتني» .

- أخرجه أحمد (4/ 63) و (5/ 367 و 375).

- وشعبة ممن روى عن سعيد قبل الاختلاط، فروايته هي المحفوظة، ألا أنه ضعيف أيضا لجهالة عبيد بن القعقاع، ويقال: حميد.

- قال الحافظ العراقي في ذيل الكاشف (343): «لا أعرفه» . وقال الحافظ ابن حجر في تعجيل المنفعة (240): «فيه جهالة» . وقال الهيثمي في المجمع (10/ 110): «رواه أحمد وعبيد بن القعقاع لم أعرفه» .

- فالحديث حسن بهذا الشاهد عن رجل رمق النبي صلى الله عليه وسلم، لا عن أبي هريرة.

- وقد حسنة الألباني في غاية المرام (112) وصحيح الجامع (1265).

(1)

أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 220/ 10379). وعنه أبو نعيم في الحلية (5/ 36) و (7/ 239).

- قال الطبراني: حدثنا عبدان بن أحمد ثنا محمد بن زياد البرجمي ثنا عبيد الله بن موسى ثنا مسعر عن زبيد عن مرة عن عبد الله به.

ص: 1150

= - قلت: هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، غير محمد بن زياد البرجمي، وهو ثقة، قال أبو حاتم: مجهول، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي: قال لنا عبدان: سألت الفضل بن سهل الأعرج، وابن إشكاب عن محمد بن زياد البرجمي هذا فقالا: هو من ثقات أصحابنا. أ هـ. والفضل بن سهل وابن إشكاب ذكرهما الذهبي في الطبقة الخامسة في» ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل» (330 و 333) وهي نفس طبقة البخاري وأبي حاتم وأبي زرعة وغيرهم. [الجرح والتعديل (7/ 258). الثقات (7/ 399). الكامل (1/ 323). لسان الميزان (5/ 194) وقد تصحف فيه اسم الفضل بن سهل إلى الفضل بن سعد، والصحيح ما أثبته].

- وغير عبدان وهو عبد الله بن أحمد بن موسى أبو محمد الأهوازي الجو اليقي قال الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ (2/ 689): «لعبدان غلط ووهم يسير وهو صدوق» وانظر ترجمته في السير (14/ 168).

- وقال الهيثمي في المجمع (10/ 159): «رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن زياد البرجمي، وهو: ثقة» .

- قلت: بل هو إسناد فرد غريب، قال أبو نعيم:«غريب من حديث مسعر وزبيد، تفرد به البرجمي عن عبيد الله» .

-[والحديث صححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (4/ 57)، وفي صحيح الجامع (1278)]«المؤلف» .

- ومثل هذا التفرد، في هذه الطبقات المتأخرة، يقدح في صحة الحديث؛ لا سيما وقد روى هذا الحديث بنحو هذه القصة مرسلا بإسناد صحيح:

- فقد روى محمد بن فضيل بن غزوان [صدوق عارف. التقريب (889)] وعبيدة بن حميد [صدوق نحوي ربما أخطأ. التقريب (654)] عن حصين بن عبد الرحمن السلمي عن إبراهيم ومجاهد قالا: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي فشكا إليه الجوع

فساقا الحديث بنحوه.

- أخرجه ابن فضيل في الدعاء (1). وابن أبي شيبه في المصنف (10/ 348 - 349).

(1)

أخرجه أبو داود في 2 - ك الصلاة، 368 - باب الاستعاذة، (1552) بلفظه. و (1553) وزاد=

ص: 1151

= فيه» والغم». والنسائي في 50 - ك الاستعاذة، 61 - ب الاستعاذة من التردي والهدم، (5546) بنحوه وَلَمْ يذكر» والهرم». و (5547) بنحوه وزاد» والغم». و (5548 - 8/ 282 - 283) بنحوه وَلَمْ يذكر» والهرم» وأحمد (3/ 427) وزاد» والغم». والطبراني في الكبير (19/ 170/ 381) بنحوه وَلَمْ يذكر» والهرم» وفي الدعاء (1363) بنحوه وزاد» والغم». والمزي في تهذيب الكمال (13/ 252) بنحوه بدون» الهدم، والحرق».

- من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن صيفي مولى أبي أيوب عن أبي اليسر به مرفوعا.

- قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم.

- وأخرجه الحاكم (1/ 531) وأحمد (3/ 427). والطبراني في الدعاء (1362). من طريق عبد الله بن سعيد عن جده أبي هند عن صيفي مولى أبي أيوب عن أبي اليسر مرفوعا بنحوه.

- فزيد في الإسناد أبو هند، وَلَمْ يذكر لعبد الله بن سعيد رواية عن جده إنما يروي عن أبيه. [انظر: تهذيب الكمال (15/ 37/ ت 3307)].

- قال الحاكم: «صحيح الإسناد وَلَمْ يخرجاه» وقال الذهبي في التلخيص: «أخرجه أبو داود والنسائي بطرق، وليس فيه» عن جده»». قلت: رواه عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند بدون الزيادة: الفضل بن موسى ومحمد بن جعفر وعيسي بن يونس- وهم ثقات- واختلفت الرواية عن أبي ضمرة أنس بن عياض ومكي بن إبراهيم، ورواية الجماعة أولي بالصواب. والله أعلم.

* تنبيه: وقع في رواية النسائي برقم (5548): «وعن أبي الأسود السلمي» بدل» عن أبي اليسر».

- قال الحافظ المزي في تحفه الأشراف (8/ 3621/ 11124): هكذا رواه أبو بكر بن السني عن النسائي، وهو وهم، ورواه غيره عن النسائي فقال:«عن أبي اليسر» ، وهو الصواب. وكذلك رواه أحمد بن إسحاق بن البهلول التنوخي عن محمد بن المثني. ا هـ[انظر: تهذيب الكمال (33/ 38) تهذيب التهذيب (10/ 13). الإصابة (4/ 15) التقريب (1108)].

- والحديث صححه الألباني في صحيح الجامع (1282). [وفي صحيح سنن أبي داود (1/ 425)، وفي صحيح سنن النسائي (3/ 483)]«المؤلف» .

(1)

أخرجه أبو داود في 2 - ك الصلاة، 368 - ب في الاستعاذة، (1547). والنسائي في 50 - ك الاستعاذة، 19 - ب الاستعاذة من الجوع، (5483). و 20 - ب الاستعاذة من الخيانة، (5484). وابن حبان (2444 - موارد). والمزي في تهذيب الكمال (15/ 34).

- من طريق عبد الله بن إدريس عن محمد بن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي=

ص: 1152

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=هريرة به مرفوعا.

- قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن عجلان فإنما أخرج له مسلم وحده في المتابعات وَلَمْ يحتج به. وهو صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة، قال النسائي في عمل اليوم والليلة (ص 179/ 92): وابن عجلان اختلطت عليه أحاديث سعيد المقبري، وما رواه سعيد عن أبيه عن أبي هريرة، وسعيد عن أخيه عن أبي هريرة، وغيرهما من مشايخ سعيد. فجعلها ابن عجلان كلها عن سعيد عن أبي هريرة، وابن عجلان ثقة. ا هـ.

- وقد ذكر يحيي بن سعيد القطان نحو هذا عن ابن عجلان نفسه. [انظر: التاريخ الكبير (1/ 197). جامع الترمذي (2747)].

- وقال الحافظ في التهذيب (7/ 322): «ولما ذكر ابن حبان في كتاب» الثقات» هذه القصة قال: ليس هذا يوهن الإنسان به، لأن الصحيفة كلها في نفسها صحيحة» [وانظر: الميزان (3/ 644). الجرح والتعديل (8/ 49). الثقات (7/ 396)].

- وعلى هذا فالإسناد حسن.

- وقد تابع ابن عجلان: أبو مسعر نجيح بن عبد الرحمن السندي وهو أن كان ضعيفا إلا أن حديثه يكتب في الشواهد والمتابعات. [التهذيب (8/ 482). الميزان (4/ 246). التقريب (998)].

- أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 408) والطبراني في الدعاء (1360) من طريق أبي معشر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم أني أعوذ بك من الصمم والبكم، وأعوذ بك من المأثم والمغرم، وأعوذ بك من الجوع فأنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة فأنها بئست البطانة» .

- وللحديث طريق آخر ضعيف، أخرجه ابن ماجه (3354) وإسحاق بن راهوية (1/ 316/ 299). وأبو يعلي (11/ 297/ 6412).

- من طريق ليث بن أبي سليم عن كعب عن أبي هريرة به مرفوعا.

- وهذا إسناد ضعيف:

1 -

فأن كعبا هذا مجهول، تفرد عنه الليث بن أبي سليم. [التاريخ الكبير (7/ 224). الجرح والتعديل (7/ 161) وقال أبو حاتم:«لا يعرف، مجهول» . جامع الترمذي (3612) وقال: «كعب ليس هو بمعروف، ولا نعلم أحدا روى عنه غير ليث ابن أبي سليم» . الثقات (5/ 334) التهذيب (6/ 581) وقال: «ولما ذكره المزي في» الأطراف» قال: «كعب المدني أحد المجاهيل» . الميزان (3/ 412). التقريب (812) وقالا: «مجهول» ].

2 -

وليث بن أبي سليم: ضعيف [التهذيب (6/ 611). الميزان (3/ 420) التقريب (817)].

- فهذا الطريق وأن كان ضعيفا إلا أنه يعضد ما قبله.

- والحديث حسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع (1283). [وفي صحيح سنن أبي داود (3/ =

ص: 1153

600 -

83 - عن أنس رضي الله عنه؛ قَالَ: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمٍ، وَالْقَسْوَةِ، وَالْغَفْلَةِ، وَالْعَيْلَةِ، وَالذِّلَّةِ، وَالْمَسْكَنَةِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ، وَالْكُفْرِ، وَالْفُسُوقِ، وَالشِّقَاقِ، وَالنِّفَاقِ، وَالسُّمْعَةِ، وَالرِّيَاءِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الصَّمَمِ، وَالْبَكَمِ، وَالْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَالْبَرَصِ، وَسَيِّءِ الأَسْقَامِ»

(1)

.

601 -

84 - عن أَبِي هريرة رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَالْقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ»

(2)

.

=424)، وقال في صحيح النسائي (3/ 465):«حسن صحيح» ، وحسنه في صحيح ابن ماجه (2/ 238) برقم (3354)] «المؤلف» .

(1)

تقدم تحت الحديث رقم (563).

(2)

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (678). وأبو داود في 2 - ك الصلاة، 368 - ب في الاستعاذة، (1544) والنسائي في 50 - ك الاستعاذة، 14 - ب الاستعاذة من الذلة، (5475 و 5477 - 8/ 261). وابن حبان (2443 - موارد) وقال» الفاقة» بدل» القلة والذلة». والحاكم (1/ 540 - 541). وأحمد (2/ 305 و 325 و 354). والبيهقي (7/ 12). والطبراني في الدعاء (1341) وزاد» والفاقة». والذهبي في التذكرة (3/ 894) وقال:«إسناده حسن» . وفي السير (15/ 492). وقال: «إسناده قوي» .

- من طريق حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة به مرفوعا.

- قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. وليس على شرط مسلم كما قال الحاكم. قال الذهبي في السير:«وله علة من أجلها لم يخرجه مسلم» وإلى هذه العلة أشار النسائي بقوله: «خالفه الأوزاعي» .

- ثم رواه هو وغيره من طريق الوليد بن مسلم وعمر بن عبد الواحد وعبد الحميد بن أبي العشرين وموسى بن شيبه عن الأوزاعي قال: حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال: حدثني جعفر ابن عياض قال: حدثني أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعوذوا بالله من الفقر والقلة والذلة، =

ص: 1154

602 -

85 - عن أَبِي هريرة رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَارِ السُّوءِ فِي دِارِ الْمُقَامَةِ، فَإِنْ جَارَ الْبَادِيَةِ يَتَحَوَّلُ»

(1)

.

= وأن تظلم أو تظلم».

- أخرجه النسائي (5476 و 5478 و 5479 - 8/ 261 و 262). وابن ماجه (3842). وابن حبان (2442 - موارد) والحاكم (1/ 531). وأحمد (2/ 540). وابن عبد البر في التمهيد (24/ 55).

- قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة جعفر بن عياض، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل [العلل ومعرفة الرجال (1/ 232)]:«سألته [يعني: أباه] عن جعفر بن عياض، قال: «لا أذكره» وذكره البخاري في التاريخ الكبير (2/ 197)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 484) وَلَمْ يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، شأنهما في كثير من المجاهيل. وقال الذهبي في الميزان (1/ 413):«تفرد عنه إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، لا يعرف» . وذكره ابن حبان في» الثقات» (4/ 105) على قاعدته، لذا قال الحفاظ في التقريب (200):«مقبول»

- ورواية الأوزاعي هي الأولي بالصواب؛ فهو أثبت وأحفظ من حماد بن سلمة، وعليه فالحديث ضعيف.

- والحديث صححه الشيخ الألباني في الأرواء (3/ 354). وصحيح الجامع (1287). [وصحيح الأدب المفرد (ص 253)، وصحيح سنن أبي داود (1/ 423)، وصحيح النسائي (3/ 463) برقم (5475)، ورقم (5477)]«المؤلف» .

(1)

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (117) وقال: «الدنيا» بدل» البادية». والنسائي في 50 - ك الاستعاذة، 44 - ب الاستعاذة من جار السوء، (5517 - 8/ 274) من قوله صلى الله عليه وسلم بلفظ: «تعوذوا بالله

» نحوه. وابن حبان (2056 - موارد) واللفظ له. والحاكم (1/ 532). وابن أبي شيبه (8/ 359). وهناد في الزهد (2/ 504/ 1037). وأبو يعلى (11/ 411/ 6536). والطبراني في الدعاء (1340) والبيهقي في الشعب (7/ 81/ 9553).

- من طريق محمد بن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبرى عن أبي هريرة به مرفوعا.

- قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم وَلَمْ يخرجاه» .

- قلت: محمد بن عجلان إنما أخرج له مسلم في المتابعات وَلَمْ يحتج به، وهو صدوق فالإسناد حسن. وتقدم الكلام على هذا الإسناد عند الحديث رقم (589).

- قال الحاكم: «وقد تابعه عبد الرحمن بن إسحاق عن المقبرى» . ثم خرجه من طريقه لكن من قوله صلى الله عليه وسلم بلفظ: «استعيذوا بالله من شر جار المقام، فأن جار المسافر إذا شاء أن يزايل زايل» . =

ص: 1155

= - ومن هذا الوجه أخرجه أيضا أحمد (2/ 346) بنحوه.

- قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم وَلَمْ يخرجاه» .

- قلت: بل هو حسن أيضا، فأن عبد الرحمن بن إسحاق قد تكلم فيه من قبل حفظه، وهو حسن الحديث إذا لم يخالف [التهذيب (5/ 50). الميزان (2/ 546). التقريب (570) وقال:«صدوق رمي بالقدر» ].

- فالحديث صحيح بهذه المتابعة.

- وقد ورد هذا الدعاء ضمن دعاء أطول منه من حديث عقبة بم عامر الجهني، وسيأتي برقم (604).

- وقد أورد الألباني حديث أبي هريرة في الصحيحة برقم (1443)، وصححه في صحيح الجامع برقم (940) و (2967)، وحسنه برقم (1290). وكذا في صحيح الأدب (ص 69). [وقال في صحيح النسائي (3/ 472) برقم (5517):«حسن صحيح» ] «المؤلف» .

(1)

ورد عن عدد من الصحابة منهم: أنس بن مالك، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وزيد بن أرقم، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، وجرير، وعبد الله بن أبي أوفي.

1 -

فأما حديث أنس، فله عنه طرق:

- الأولي: يرويها خلف بن خليفة عن حفص بن أخي أنس عن أنس به مرفوعا، وهذا لفظه،

- أخرجه النسائي في 50 - ك الاستعاذة، 21 - ب الاستعاذة من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق، (5485 - 8/ 264). والحاكم (1/ 104) والضياء في المختارة (5/ 262 و 263/ 1891 و 1892). وأحمد (3/ 283). والقضاعي في مسند الشهاب (1466 و 1467). والطبراني في الدعاء (1367) ، وابن عدي في الكامل (3/ 64). والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 285/ 1779).

- وصححه الحاكم على شرط مسلم.

- قلت: حفص ليس من رجال مسلم، وهو صدوق [التقريب (261)].

- والإسناد حسن.

- الثانية: يرويها حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «اللهم أني أعوذ بك من علم لا ينفع، وعمل لا يرفع، وقلب لا يخشع، وقول لا يسمع» .

- أخرجه ابن حبان (2440 - موارد). والضياء في المختارة (6/ 346/ 2373 و 2374). =

ص: 1156

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأحمد (3/ 192 و 255) والطيالسي (2007). وابن أبي شيبه (10/ 188/ 9177). وأبو يعلى (5/ 232/ 2845). والطبراني في الدعاء (1371). وابن عدي في الكامل (2/ 263). وأبو نعيم في الحلية (6/ 252). والقضاعي في مسند الشهاب (1468).

- قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح.

- الثالثة: يرويها معتمر بن سليمان عن أبيه سليمان بن طرخان التيمي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اللهم أني أعوذ بك من نفس لا تشبع، وأعوذ بك من صلاة لا تنفع، وأعوذ بك من دعاء لا يسمع، وأعوذ بك من قلب لا يخشع» .

- أخرجه أبو داود (1549) مختصرا، وابن حبان (2441 - موارد) واللفظ له. والبطراني في الدعاء (1370) مختصرا.

- قلت: وهذا إسناد صحيح، على شرط البخاري ومسلم، فإنهما أخرجا أحاديث بهذا الإسناد. وإسناد ابن حبان حسن.

- وللحديث طريقان آخران أحدهما ضعيف والآخر شديد الضعف، والعمدة على ما تقدم.

- الرابعة: يرويها الطبراني في الدعاء (1372) قال: حدثنا عبد الوارث بن إبراهيم أبو عبيدة العسكري ثنا سيف بن مسكين الأسواري ثنا العلاء بن زياد عن أنس بنحوه مرفوعا.

- قلت: هذا إسناد ضعيف: فإن سيف بن مسكين: ضعيف [العلل للدارقطني (1/ 219). المجروحين (1/ 347). الميزان (2/ 257). اللسان (3/ 157)].

- وعبد الوارث بن إبراهيم قال فيه الهيثمي في المجمع (5/ 29): «ولم أعرفه» .

- الخامسة: يرويها أبان بن أبي عياش عن أنس مرفوعًا بنحوه وزاد في رواية «يدعو دبر الصلاة» .

- أخرجه عبد الرزاق (10/ 439/ 19635). والخرائطي في مكارم الأخلاق (611 - المنتقى). والطبراني في الدعاء (1368 و 1369).

- قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا، فإن أبان هذا متروك [التقريب (103)].

- ثو جدت أخرى سادسة: يرويها عتبا بن بشير عن أبي الواصل عبد الحميد بن واصل عن أنس به مرفوعًا.

- أخرجه الطبراني في الأوسط (662). وقال: «لم يرو هذا لاحديث عن أبي الواصل الاعتاب» وعتاب: صدوق يخطئ. [التقريب (656)]. وعبد الحميد بن واصل: ذكره ابن حبان في الثقات وروى عنه جماعة منهم شعبة [انظر: التاريخ الكبير (6/ 45). الكنى لمسلم (3516). الجرح والتعديل (6/ 18). الثقات (5/ 126)].

2 -

وأما حديث أبي هريرة: فرواه سعيد بن أبي سعيد المقبري عنه؛ واختلف على سعيد فيه:

(أ) فرواه محمد بن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه دون قوله: «اللهم إني أعوذ بك من هؤلاء الأربع» .=

ص: 1157

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- أخرجه النسائي (5551 - 8/ 284). وابن ماجه (250). والحاكم (1/ 104). وابن أبي شيبه (10/ 187). وأبو يعلي (11/ 412/ 6537). والطبراني في الدعاء (1365).

- وقد تابع ابن عجلان عليه:

- ابن أبي ذئب، عند الطيالسي (2323).

- وأبو معشر، عند الطبراني في الدعاء (1365 و 1366).

(ب) ورواه الليث بن سعد عن سعيد عن أخيه عباد بن أبي سعيد أنه سمع أبا هريرة يقول: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم أني أعوذ بك من الأربع: من علم لا ينفع،

» فذكره.

- أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (6/ 36). وأبو داود (1548). والنسائي (5482 - 8/ 263) و (5552 - 8/ 284 - 285). وابن ماجه (3837). والحاكم (1/ 104 و 534). وأحمد (2/ 340 و 365 و 451). وإسحاق بن راهوية (1/ 392/ 426). والبيهقي في الأسماء والصفات (1/ 87).

- قلت: ورواية الليث بن سعد أولي بالصواب:

- فأن أبا معشر، نجيح بن عبد الرحمن: ضعيف، وهو أضعفهم عن المقبري حديثا، كما قال يحيي بن سعيد القطان، وقال ابن المدين:«وكان يحدث عن المقبري وعن نافع بأحاديث منكرة» [شرح علل الترمذي لابن رجب (ص 262). سؤالات ابن أبي شيبه لابن المديني (106) العلل ومعرفة الرجال (1/ 133)].

- ومحمد بن عجلان: صدوق، وقد اختلطت عليه أحاديث سعيد المقبري، فقد قال عن نفسه:«كان سعيد المقبري يحدث عن أبيه عن أبي هريرة وعن رجل عن أبي هريرة فأختطلت على، فجعلتها عن أبي هريرة» سمعه من ابن عجلان يحيي القطان. [وقد تقدم الكلام عليه عند الحديث رقم (589)، وانظر: عمل اليوم والليلة للنسائي (ص 179). التاريخ الكبير (1/ 197). جامع الترمذي (2747)].

- وابن أبي ذئب: وأن كان أثبت في المقبري من ابن عجلان [كما قال ابن معين والنسائي والترمذي؛ انظر علل الحديث (581). الجرح والتعديل (7/ 314). عمل اليوم والليلة (92). جامع الترمذي (2747)] وهو هنا قد وافقه، إلا أن الليث بن سعد هو أثبت الناس في سعيد المقبري [كما قال ابن معين وأحمد بن حنبل والدارقطني: انظر: العلل ومعرفة الرجال (1/ 33 و 138) و (2/ 159). الجرح والتعديل (7/ 180). العلل للدارقطني (6/ 140) و (10/ 364). شرح علل الترمذي (ص 262). التهذيب (6/ 606)] لذا فرواية الليث مقدمة على رواية ابن أبي ذئب وابن عجلان وأبي معشر.

- قال النسائي (8/ 284): «سعيد لم يسمعه من أبي هريرة، بل سمعه من أخيه عن أبي هريرة.

- وقال الدارقطني في العلل (10/ 395): «وقول الليث عن المقبري عن أخيه عن أبي هريرة: أولي» .- وعلى هذا: فأسناد الليث: رجاله ثقات رجال الشيخين غير عباد بن أبي سعيد المقبري: لم يرو عنه غير أخيه سعيد، ووثقه العجلي وقال ابن خلفون في الثقات: «وثقة محمد بن عبد الرحيم=

ص: 1158

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= التبان». وأخرج له النسائي وهو معروف بتعنته في الرجال. وعلى هذا فأقل مراتب هذا الإسناد أن يكون حسنا أن لم يكن صحيحا. [انظر: الثقات للعجلي (656). التهذيب (4/ 185). شروط الأئمة الستة لابن طاهر المقدسي (ص 26). شرح علل الترمذي لابن رجب (ص 230)].

- قال الحاكم (1/ 104): «هذا حديث صحيح وَلَمْ يخرجاه، فأنهما لم يخرجا عباد بن أبي سعيد المقبري لا لجرح فيه، بل لقلة حديثه، وقلة الحاجة إليه» .

3 -

وأما حديث عبد الله بن عمرو فله طريقان:

- الأول: عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن زهير بن الأقمر عن عبد الله بن عمرو مرفوعا به.

- أخرجه الترمذي (3482). وانظر: علل الحديث لابن أبي حاتم (2/ 200).

- وإسناده صحيح، وزهير بن الأقمر وثقه النسائي والعجلي وذكره ابن حبان في الثقات [التهذيب (10/ 236)].

- وقال الترمذي: «وهذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث عبد الله ابن عمرو» .

- الثاني: يرويه أبو سنان ضرار بن مرة واختلف عليه فيه:

(أ) فرواه سفيان الثوري عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل عن عبد الله بن عمرو مرفوعا بنحوه.

- أخرجه النسائي (5457 - 8/ 255). والحاكم (1/ 534). وأحمد (2/ 167). وأبو نعيم في الحلية (4/ 362) و (5/ 93).

- وإسناده صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم.

(ب) خالفه خالد بن عبد الله الواسطي [ثقة ثبت. التقريب (287)] وعبيدة بن حميد [صدوق ربما أخطأ. التقريب (654)] ويزيد بن عطاء [لين الحديث. التقريب (1080)] فرواه ثلاثتهم عن أبي سنان ضرار بن مرة عن عبد الله بن أبي الهذيل عن شيخ من النخع قال: دخلت مسجد إيلياء، فصليت إلى سارية ركعتين فجاء رجل فصلى قريبا مني فمال إليه الناس، فإذا هو عبد الله بن عمرو بن العاصي فجاءه رسول يزيد بن معاوية: أن أجب، قال: هذا ينهاني أن أحدثكم كما كان أبوه ينهاني، وإني سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: «أعوذ بك من نفس لا تشبع

» فذكره بنحوه واللفظ لخالد الطحان. فزادوا في الإسناد هذا الشيخ النخعي المبهم.

- أخرجه أحمد (2/ 167 و 198). وابن أبي شيبه (10/ 195) وأبو نعيم في الحلية (4/ 362).

- ورواية سفيان الثوري أولي بالصواب- والله أعلم- فأنه ثقة حافظ إمام حجة، وهو مقدم في الحفظ على مالك وشعبة- وهما من هما في الحفظ والإتقان- فكيف بمن دونهما! فالمحفوظ قول سفيان، وعليه: فحديث عبد الله بن عمرو: صحيح بمجموع طريقيه.

4 -

وأما حديث زيد بن أرقم:

- فأخرجه مسلم (2722). وقد تقدم برقم (567).

- وجملة القول: فالحديث صحيح من حديث أنس وأبي هريرة وعبد الله بن عمرو وزيد ابن أرقم. =

ص: 1159

604 -

87 - عن عقبة بن عَامِر الجهني رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ يَوْمِ السُّوءِ، وَمِنْ لَيْلَةِ السُّوءِ، وَمِنْ سَاعَةِ السُّوءِ، وَمِنْ صَاحِبِ السُّوءِ، وَمِنْ جَارِ

= وقد صححه العلامة الألباني- رحمه الله تعالى- في صحيح الجامع (1295 و 1297). [وصحيح النسائي (3/ 466) برقم (5485)، وغيرهما]«المؤلف» .

- وقد روى أيضا من حديث ابن مسعود وابن عباس وجرير وابن أبي أوفي لكن بأسانيد ضعيفة؛ نوردها باختصار الكلام عليها:

5 -

أما حديث ابن مسعود:

- فأخرجه الحاكم (1/ 533 - 534).

- بإسناد ضعيف جدا؛ فيه حميد بن عطاء: وهو متروك، كما أن فيه انقطاعا. وقد اختلف في إسناده، والمعروف: حديث عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن زهير بن الأقمر عن عبد الله بن عمرو به مرفوعا. وقد تقدم [وانظر: العلل لابن أبي حاتم (2/ 200) فقد قال أبو زرعة: «حديث زهير: أصح وأشبه، وحميد: ضعيف الحديث، وأهي الحديث، وعبد الله بن الحارث عن ابن مسعود: «مرسل»].

6 -

وأما حديث ابن عباس:

- فأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 52/ 11020) وابن عدي في الكامل (5/ 132).

- من طريقين عن يونس بن خباب قال: سمعت طاوسا قال: سمعت ابن عباس به مرفوعا. وإسناد الطبراني إلى يونس: صحيح، وفي إسناد ابن عدي: عمرو بن مجمع: ضعيف [الميزان (3/ 286). اللسان (4/ 432)] ويونس بن خباب: رافضي بغيض كذبه القطان، وضعفه النسائي وغيره، وقواه بعضهم، وهو: ضعيف [انظر: التهذيب (9/ 458). الميزان (4/ 479). علل الحديث (2/ 406). المغني (2/ 563). الديوان (2/ 474). التقريب (1098)].

7 -

وأما حديث جرير:

- فأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 14). بإسناد فيه خالد بن يزيد بن أسد: وهو ضعيف، وقد تفرد به عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير به مرفوعا، ولا يتابع عليه، فهو منكر. [انظر: الميزان (1/ 647). اللسان (2/ 478)].

8 -

وأما حديث ابن أبي أوفي:

- فأخرجه أحمد (4/ 381) مطولا، بإسناد فيه ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف.

- وحديث ابن أبي أوفي أصله في مسلم (476). بدون موضع الشاهد مما يدل على نكارتها، وسيأتي تخريجه برقم (610).

ص: 1160

السُّوءِ فِي دَارِ الْمُقَامَةِ»

(1)

.

605 -

88 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَأَلَ اللهَ الْجَنَّةِ- ثَلَاثَ مَرَّاتٍ- قَالَتِ الْجَنَّةِ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةِ، وَمَنِ اسْتَجَارَ مِنَ النَّارِ- ثَلَاثَ مَرَّاتٍ- قَالَتِ النَّارُ: اللَّهُمَّ أَجِرْهُ مِنَ النَّارِ»

(2)

.

606 -

89 - عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الخلاء فوضعت لَهُ وضوءا، قَالَ:«مَنْ وَضعَ هَذَا؟» فأخبر. فقَالَ: «اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ»

(3)

.

607 -

90 - عن أَبِي على- رجل من بني كاهل- قَالَ: خطبنا أَبُو مُوسَى الأشعري فقَالَ: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ! اتَّقُوا هَذَا الشِّرْكَ؛ فَإِنَّهُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْل» . فقَالَ لَهُ من شاء أن يَقُولُ: وكيف نتقي وَهُوَ أخفي من دبيب النمل يَا رسول

(1)

أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 294/ 810). وفي الدعاء (3/ 1425/ 1338).

- قال: حدثنا أحمد بن زهير التستري ومحمد بن صالح بن الوليد النرسي قالا: ثنا يحيي بن محمد بن السكن ثنا بشر بن ثابت ثنا موسى بن على بن رباح عن أبيه عن عقبة بن عامر به مرفوعا.

- قال الهيثمي في المجمع (7/ 220): «رواه الطبراني ورجاله ثقات» وقال أيضا (10/ 144): «رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير بشر بن ثابت البزار وهو ثقة» .

- قلت: بل صدوق، كما قال الحافظ في التقريب (168). [التهذيب (1/ 465). الميزان (1/ 314)]، وكذا يحيي بن محمد بن السكن [التهذيب (9/ 289). التقريب (1065)]. فالإسناد حسن؛ إلا أنه غريب جدا؛ فأن بشرا ويحيي ليسا بالحافظين، وتفرد مثل هذين في هذه الطبقات المتأخرة يعد منكرا؛ وإنما يقبل التفرد من الثقة الحافظ الذي يعتمد على حفظه. والله أعلم.

- والحديث حسنه العلامة الألباني- رحمه الله تعالى- في صحيح الجامع (1299).

(2)

تقدم برقم (550).

(3)

تقدم برقم (439).

ص: 1161

(1)

تقدم برقم (311).

(2)

أخرجه النسائي في الكبرى، 74 - ك الاستعاذة، 3 - ب الاستعاذة من علم لا ينفع، (7868 - 4/ 445). والحاكم (1/ 510) وعنه البيهقي في الدعوات (210). وأخرجه أيضا الطبراني في الدعاء (1405).

- من طريق عبد الله بن وهب أخبرني أسامة بن زيد أن سليمان بن موسى حدثه عن مكحول، أنه دخل على أنس بن مالك، قال: فسمعته يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو:

فذكره.

- قلت: هذا إسناد حسن.

- أما مكحول، فقد أثبت له السماع من أنس: البخاري وأبو مسهر والترمذي. [التاريخ الكبير (8/ 21). التاريخ الصغير (1/ 307). المراسيل (369). الجرح والتعديل (8/ 408) جامع الترمذي (2506). التهذيب (8/ 333)]. وهو ربما دلس وقد صرح بالسماع فانتفت شبهة تدليسه. [الميزان (4/ 177). تعريف أهل التدليس (108)].

- وأما سليمان بن موسى: فهو أثبت أصحاب مكحول، وقدمه على أصحاب مكحول: أبو حاتم ودحيم. وسليمان هذا: صدوق، وقد أنكروا عليه بعض الأحاديث وليس بشيء مما أنكروه من روايته عن مكحول بل هو فيه ثبت. [التاريخ الكبير (4/ 38) الجرح والتعديل (4/ 141). تاريخ أبي زرعة الدمشقي (894). الكامل (3/ 263). التهذيب (3/ 510). الميزان (2/ 225)].

- وأما أسامة بن زيد: فهو الليثي، قال الذهبي في» معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد» (26):«صدوق قوي الحديث، أكثر مسلم إخراج حديث ابن وهب عنه، ولكن أكثره من الشواهد والمتابعات والظاهر أنه ثقة، وقال النسائي: ليس بالقوي» وقال الحافظ في التقريب (124): «صدوق يهم» . قلت: وثقه ابن المديني وابن معين، وأبو يعلى الموصلى وعثمان الدارمي والعجلي، وقال ابن عدى:«وهو حسن الحديث، وأرجو أنه لا بأس به» لكن قال أحمد: «تركه القطان بآخره» .

- قلت: ولعله لذلك قال: [أعني: أحمد]: «ليس بشيء» وقال لابنه: روى عن نافع أحاديث مناكير فقلت له: أراه حسن الحديث. فقال: أن تدبرت حديثه فستعرف فيه النكرة. ا هـ. وقال=

ص: 1162

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أبو حاتم: «يكتب حديثه ولا يحتج به» .

- قلت: ترك ابن القطان له إنما هو بسبب حديث رواه عن عطاء عن جابر رفعه: «أيام مني كلها منحر» وقال أحد: «فتركه يحيي بأخره لهذا الحديث» وقال الحافظ: «ذلك في حديث مخصوص» . قلت: فهو صدوق قوي الحديث كما قال الذهبي. فالإسناد حسن. [سؤالات ابن أبي شيبه (103). الجرح والتعديل (2/ 284). العلل ومعرفة الرجال (2/ 143). التهذيب (1/ 227). الميزان (1/ 174). الكامل (1/ 394)].

- قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم وَلَمْ يخرجاه» .

- قلت: إنما أخرج مسلم لسليمان بن موسى في المقدمة، وقد عرفت ما في الإسناد.

- ولأسامة بن زيد متابعة عند الطبراني في الأوسط (2/ 208/ 1748) إلا أنها لا تصح: تابعه عمارة ابن غزية عن سليمان به. إلا أنه من رواية المعافي بن عمران الظهري ثنا إسماعيل ابن عياش عن عمارة، وعمارة مدني؛ ورواية ابن عياش عنهم ضعيفة، والمعافي: صدوق [السير (9/ 86). الميزان (4/ 134). التهذيب (8/ 235). التقريب (953) وقال: «مقبول»]. قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن مكحول إلا سليمان، ولا عن سليمان إلا عمارة، ولا عن عمارة ألا إسماعيل، تفرد به المعافي الظهري الحمصي» قلت: قد رواه أسامة عن سليمان كما تقدم.

- وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علما، الحمد لله على كل حال، وأعوذ بالله من حال أهل النار» .

- أخرجه الترمذي (3599). وابن ماجه (251 و 3804 و 3833). وابن أبي شيبه (10/ 281). وعبد بن حميد (1419). والطبراني في الدعاء (1404). والبيهقي في الشعب (4/ 91/ 4376). وأخرجه أيضا: ابن عدي في الكامل (6/ 335).

- من طريق موسى بن عبيدة عن محمد بن ثابت عن أبي هريرة به مرفوعا.

- قلت: هذا إسناد ضعيف:

- فأن محمد بن ثابت هذا: قيل: لم يروع عنه غير موسى بن عبيدة، قال ابن معين:«لا أعرفه» ، وقال أبو حاتم:«لا نفهم من محمد بن ثابت هذا» فهو مجهول، كما قال الذهبي في الكاشف، وابن حجر في التقريب، والخزرجي في الخلاصة.

- وقيل: هو محمد بن ثابت بن شر حبيل العبدري، ذكره ابن حبان في الثقات وروي عنه جماعة، وقال الحافظ في التقريب:«مقبول» . والأول أولي، والله أعلم. [الجرح والتعديل (7/ 216). التهذيب (7/ 75 و 77). الميزان (3/ 495). التقريب (830 و 831). الخلاصة (329 و 330)]. [راجع الحديث رقم (305)].

- وموسى بن عبيدة: هو ابن نشيط الربذي: ضعيف [التقريب (983)]. =

ص: 1163

609 -

92 - عن أم سلمة رضي الله عنها؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ حِينَ يُسَلِّمُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا»

(1)

.

610 -

93 - عن مِحْجَنِ بْنِ الأَدْرَعِ رضي الله عنه؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَإِذَا رَجُلٌ قَدْ قَضَى صَلَاتَهُ وَهُوَ يَتَشَهَّدُ فقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا اللهُ بِأَنَّكَ الْوَاحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، إِنَّك أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. فقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«قَدْ غُفِرَ لَهُ» ثَلَاثًا

(2)

.

611 -

94 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا- يَعْنِي- وَرَجُلٌ قَائِمٌ يُصَلِّي فَلَمَّا رَكَعَ وَسَجَدَ وَتَشَهَّدَ دَعَا فقَالَ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ، لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ، الْمَنَّانُ، بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، إِنِّي أَسْأَلُكَ. فقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأَصْحَابِهِ:«تَدْرُونَ بِمَا دَعَا؟» قَالَوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ دَعَا اللهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ الَّذِي إِذَا دُعِىَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى»

(3)

.

= - وقد ضعف إسناده الترمذي بقوله: «حسن غريب من هذا الوجه» يعني: حسن لغيره.

- فحديث أنس حسن بهذا الشاهد.

-[حديث أبي هريرة الشاهد لحديث أنس كان العلامة الألباني قد ضعفه في ضعيف الجامع (1/ 359) برقم (1281)، ثم صححه رحمه الله في صحيح ابن ماجه (1/ 99) و (3/ 254)، وصحيح الترمذي (3/ 476) بقوله فيهما: صحيح دون قوله: «والحمد لله .... »]«المؤلف» .

(1)

تقدم برقم (124).

(2)

تقدم برقم (114).

(3)

تقدم برقم (115).

ص: 1164

612 -

95 - عن بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ رضي الله عنه؛ قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يَدْعُو وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ، لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ، الأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، قَالَ: فقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ سَأَلَ اللهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِىَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى»

(1)

.

613 -

96 - عن ابن عمر رضي الله عنهما؛ قَالَ: إن كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ»

(2)

.

614 -

97 - عن عطاء بن السائب عن أبيه قَالَ: صَلَّى بِنَا عَمَّارُ ابْنُ يَاسِرٍ صَلَاةً فَأَوْجَزَ فِيهَا، فقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: لَقَدْ خَفَّفَتَ أَوْ أَوْجَزْتَ الصَّلَاةَ. فقَالَ: أَمَّا عَلَى ذَلِكَ فَقَدْ دَعَوْتُ فِيهَا بَدَعَواتٍ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَلَمَّا قَامَ تَبِعَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ- هُوَ أَبِي غَيْرَ أَنَّهُ كَنَى عَنْ نَفْسِهِ- فَسَأَلَهُ عَنِ الدُّعَاءِ، ثُمَّ جَاءَ فَأَخْبَرَ بِهِ الْقَوْمَ: «اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ، وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ، أَحْينِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي، وَتَوفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي. اللَّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَأَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الرِّضا وَالْغَصَبِ، وَأَسْأَلُكَ الْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى، وَأَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَأَسْأَلُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ، وَأَسْأَلُكَ الرِّضَاءَ بَعْدَ الْقَضَاءِ، وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ

(1)

تقدم برقم (116).

(2)

تقدم تحت الحديث رقم (374) برقم (1).

ص: 1165

بَعْدَ الْمَوْتِ، وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إَلَى وَجْهِكَ وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ، فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الإْيِمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ»

(1)

.

615 -

98 - عن عبد الله بن يزيد الخطمي الأنصاري رضي الله عنه؛ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي حُبَّكَ، وَحُبَّ مَا يَنْفَعُنِي حُبُّهُ عِنْدَكَ، اللَّهُمَّ مَا رَزَقْتَنِي مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ قُوَّةً لِي فِيمَا تُحِبُّ، وَمَا زَوَيْتَ عَنِّي مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ فَرَاغًا لِي فِيمَا تُحِبُّ»

(2)

.

(1)

تقدم برقم (113).

(2)

أخرجه الترمذي في 49 - ك الدعوات، 74 - ب، (3491). وعبد الله بن المبارك في الزهد (430). والطبراني في الدعاء (1403).

- من طريق حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن محمد بن كعب القرظي عن عبد الله بن يزيد الخطمي به مرفوعًا.

- قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات. وأبو جعفر الخطمي: هو عمير بن يزيد بن عمير ابن حبيب، المدني، نزيل البصرة، وثقه ابن معين والنسائي وابن نمير والعجلي وقال عبد الرحمن بن مهدي:«كان أبو جعفر وأبوه وجده قومًا يتوارثون الصدق بعضهم عن بعض» . وذكره ابن حبان في الثقات. [التهذيب (6/ 260). وقال الذهبي في الميزان (2/ 173): «ثقة»].

- وهذا الحديث رواه الترمذي عن سفيان بن وكيع ثنا ابن أبي عدي عن حماد به. وسفيان بن وكيع قال فيه الحافظ في التقريب (395): كان صدوقًا إلا أنه ابتلى بوراقه فأدخل عليه ما ليس من حديثه فنصح فلم يقبل فسقط حديثه. أهـ. لذا ضعف إسناده الترمذي بقوله: «حسن غريب» .

- قال ابن القطان: «ولم يصححه لأن رواته ثقات؛ إلا سفيان بن وكيع فمتهم بالكذب،

» [فيض القدير (2/ 109)].

- قلت: وَلَمْ يتفرد به فقد تابعه ابن المبارك فقال: أخبرنا حماد بن سلمة به كذا أخرجه في الزهد إلا أنه قال: «أراه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم» وَلَمْ يجزم برفعه، ورواه الطبراني من طريق ابن المبارك فجزم برفعه وَلَمْ يذكر»» أراه».

- وقد زالت بذلك علة تفرد سفيان بن وكيع به، فالحديث رجاله ثقات، ولا يعرف لمحمد ابن كعب القرظي سماع من عبد الله بن يزيد الخطمي، والله أعلم.

- والحديث ضعفه العلامة الألباني- رحمه الله تعالى- في ضعيف الترمذي (692). وضعيف الجامع=

ص: 1166

= (1172). [والحديث حسنه الترمذي، وقال الشيخ عبد القادر الأرناؤوط في تخريج جامع الأصول (4/ 341): «وهو كما قال»]«المؤلف» .

(1)

أخرجه مسلم في 4 - ك الصلاة، 40 - ب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع، (476/ 204 - 1/ 346)، وزاد في أوله: «اللهم لك الحمد، ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد،

» فذكره بنحوه مع تقديم وتأخير، وقال:«الوسخ» بدل» الدنس»، وفي رواية:«الدرن» . وأبو عوانة (1/ 469/ 1849). وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 91/ 1053). والبخاري في الأدب المفرد (676 و 684) مطولًا بنحو رواية مسلم. والنسائي في 4 - ك الغسل، 3 - ب الاغتسال بالثلج والبرد، (400 - 1/ 198) بلفظه. و 4 - ب الاغتسال بالماء البارد (401 - 1/ 199) بنحوه. وابن حبان (3/ 236/ 955 و 956). وأحمد (4/ 354) مطولًا بالزيادة. والبيهقي (1/ 5) مطولًا بالزيادة. والطيالسي (824) مطولًا بالزيادة. وابن أبي شيبة (10/ 213/ 9255) بنحوه. والبزار (8/ 288/ 3356 و 3357). والطبراني في الدعاء (1441). وفي الأوسط (2/ 344/ 2179).

- من طريق مجزأة بن زاهر الأسلمي عن ابن أبي أوفى به مرفوعًا.

- وللحديث طرق أخرى منها:

1 -

ما رواه عبيد بن الحسن عن ابن أبي أوفى قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع ظهره من الركوع قال: «سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد» وَلَمْ يذكر» اللهم طهرني

».

- أخرجه مسلم (476/ 202 - 1/ 346). و (476/ 203) غير مقيد بالرفع من الركوع وَلَمْ يذكر» سمع الله لمن حمده». وأبو عوانة (1/ 496/ 1847 و 1848). وأبو نعيم (2/ 91/ 1051 و 1052). وأبو داود (846). وابن ماجه (878). وأحمد (4/ 353 و 354 و 355 و 356 و 381). مقيدًا وغير مقيد. والطحاوي في شرح المعاني (1/ 239). والبيهقي (2/ 94). والطيالسي (817 و 824). مقيدًا وغير مقيد. وابن أبي شيبة (1/ 247). وعبد بن حميد (522). والطبراني في الدعاء (560 - 566). وغيرهم.

2 -

ما رواه الحسن بن عبيد الله عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن أبي أوفى قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم برد قلبي بالثلج والبرد والماء البارد، اللهم نق قلبي من الخطايا كما نقيت=

ص: 1167

617 -

100 - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ قَالَ: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من خمس: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَسُوءِ الْعُمُرِ، وَفِتْنَةِ الصَّدْرِ

(1)

، وَعَذابِ الْقَبْرِ»

(2)

.

= الثوب الأبيض من الدنس».

- أخرجه الترمذي (3547).

- وقال: «حسن صحيح غريب» .

- قلت: عطاء بن السائب كان قد اختلط، وَلَمْ يذكر الحسن بن عبيد الله فيمن روى عنه قبل الاختلاط [التهذيب (5/ 570). الكواكب النيرات (39)].

- إلا أنه قد توبع كما تقدم، تابعه مجزأة بن زاهر الأسلمي.

- وقد ورد هذا الدعاء من حديث:

1 -

أبي هريرة في دعاء الاستفتاح، وقد تقدم برقم (77).

2 -

وعائشة في دعاء طويل، وقد تقدم برقم (107).

3 -

وعوف بن مالك في الدعاء للميت في صلاة الجنازة، وقد تقدم برقم (221).

(1)

فتنة الصدر: قال في عون المعبود: قال ابن الجوزي في جامع المسانيد: هي أن يموت غير تائب. وقال الأشرفي في شرح المصابيح: قيل: هي موته وفساده. وقيل: ما ينطوي عليه الصدر من غل وحسد وخلق سيء وعقيدة غير مرضية. وقال الطيبي: هو الضيق المشار إليه بقوله تعالى: {ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقًا حرجًا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون} [الأنعام: 125] أ ه. عون المعبود (4/ 280). وقد فسرها وكيع عند ابن ماجه وأحمد، قال:«يعني: الرجل يموت على فتنة، لا يستغفر الله منها» .

(2)

أخرجه النسائي في 50 - ك الاستعاذة، 27 - ب الاستعادة من فتنة الدنيا (5496 - 8/ 267). و 40 - ب الاستعاذة من سوء العمر، (5512 - 8/ 272). وابن حبان (2445 - موارد). والضياء في المختارة (1/ 371/ 259). وابن أبي شيبة (9/ 99) و (10/ 189). والبزار (1/ 455/ 324 - البحر الزخار).

- من طريق يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق السبيعي عن عمرو بن ميمون قال سمعت عمرو بن الخطاب يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ

فذكره.

- ويونس بن أبي إسحاق: قال فيه أحمد: حديثه مضطرب، وقال الأثرم: سمعت أحمد يضعف حديث يونس عن أبيه وقال: حديث إسرائيل أحب إلي منه.

- قلت: وثقهما معًا ابن معين في رواية الدارمي، إذ قال الدارمي له: فيونس أو إسرائيل، من أحب إليك؟ قال: كل ثقة. [التهذيب (9/ 454)]. وقال الحافظ في التقريب (1097): «صدوق يهم=

ص: 1168

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قليلًا». وقال الذهبي في الميزان (4/ 482): «بل هو صدوق، ما به بأس، ما هو في قوة مسعر ولا شعبة» .

- قلت: تابعه ابنه إسرائيل فرواه عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عمر بن الخطاب قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من خمس: من الجبن، والبخل، وسوء العمر، وفتنة الصدر، وعذاب القبر».

- أخرجه البخاري في الأدب المفرد (670). وأبو داود (1539). والنسائي في المجنبي، (5458 - 8/ 255). و (5495 - 8/ 266 - 267). وفي عمل اليوم والليلة (134). وابن ماجه (3844). والحاكم (1/ 530). والضياء في المختارة (1/ 370/ 257 و 258). وأحمد (1/ 22 و 54). وابن أبي شيبة (9/ 99) و (10/ 189). وأبو نعيم في الحلية (4/ 150).

- قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين وَلَمْ يخرجاه» . قلت: رجاله رجال الشيخين.

- وقد أخرجوه من طريق وكيع بن الجراح [ثقة حافظ. التقريب (1037)] وعبيد الله بن موسى [ثقة متقن. التقريب (913)]. وأبو سعيد مولى بني هاشم [صدوق ربما أخطأ. التقريب (586). وحسين بن محمد بن بهرام [ثقة. التقريب (250)]. ومصعب بن المقدام [صدوق له أوهام. التقريب (946)] ستتهم عن إسرائيل به هكذا. =

=- وخالفهم: عبد الله بن رجاء بن عمر [صدوق يهم قليلًا. التقريب (505] فرواه عن إسرائيل به إلا أنه جعله من مسند عبد الله بن مسعود بدل عمر فأخطأ. أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 161/ 10322). ويحتمل أن يكون الوهم فيه من شيخ الطبراني محمد بن زكريا الغلابي: فإنه ضعيف، قال الدارقطني:«يضع الحديث» [الميزان (3/ 550)]. اللسان (5/ 190)].

- وقد اختلف على أبي إسحاق في إسناد هذا الحديث:

1 -

فرواه إسرائيل ويونس عنه به هكذا.

2 -

ورواه زهير بن معاوية عنه عن عمرو بن ميمون قال: حدثني أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الشح والجبن، وفتنة الصدر، وعذاب القبر» .

- أخرجه النسائي في المجتبي (5497 - 8/ 267). وفي عمل اليوم والليلة (135).

3 -

ورواه سفيان الثوري عنه عن عمرو بن ميمون قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم» يتعوذ

» مرسلًا.

- أخرجه النسائي في المجتبي (5498). وفي عمل اليوم والليلة (136)

- تابع الثوري على إرساله: شعبة بن الحجاج. أخرجه البزار (5/ 246/ 1858).

4 -

وخالفهم زكريا بن أبي زائدة فرواه عنه عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من خمس:

» فذكره.

- أخرجه النسائي في المجتبي (5461 - 8/ 256). وفي عمل اليوم والليلة (133).

- قال الترمذي في الجامع [3567]: قال عبد الله بن عبد الرحمن [يعني: الدارمي، الحافظ،=

ص: 1169

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= صاحب المسند]: أبو إسحاق الهمداني مضطرب في هذا الحديث، يقول: عن عمرو ابن ميمون عن عمر، ويقول عن غيره، ويضطرب فيه. أ ه.

- والظاهر من صنيع النسائي أنه رجح المرسل من طريق سفيان، فإنه إذا استوعب طرق الحديث بدأ بما هو غلط، ثم يذكر بعد ذلك الصواب المخالف له [شرح علل الترمذي لابن رجب (236)]، وهو هنا قد انتهى بالمرسل لما جمع طرق الحديث في المجتبى؛ وفي عمل اليوم والليلة.

- وقال ابن أبي حاتم في العلل (2/ 166 و 186/ س 1990 و 2056): «سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه زكريا بن أبي زائد وزهير، فقال أحدهما [قلت: وهو زكريا]: عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الآخر [يعني: زهير]: عن عمرو بن ميمون عن عمر [وقع عند النسائي: حدثني أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم] عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوذ من خمس:

فذكره. فأسهما أصح؟ فقالا: لا هذا ولا هذا. روى هذا الحديث الثوري فقال: عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ

مرسل. والثوري أحفظهم. وقال أبي: أبو إسحاق كبر وساء حفظه بآخره، فسماع الثوري منه قديمًا. وقال أبو زرعة: تأخر سماع زهير وزكريا من أبي إسحاق. أ ه.

- وعلى هذا فقد رجح المرسل: النسائي وأبو حاتم وأبو زرعة.

- قلت: أما زهير وزكريا فقد تأخر سماعهم كما قال أبو زرعة.

- وأما سفيان وشعبة في مقابلة إسرائيل ويونس، وسماعهم قديم:

- فإن سفيان وشعبة وإن كانا أحفظ وأتقن، إلا أن أهل بيت الرجل هم أعلم الناس بحديثه، ولذلك فنقول بأن كلا القولين محفوظ، وكل حدث بما سمع، ورواه أبو إسحاق السبيعي على الوجهين مرة متصلًا فسمعه منه إسرائيل ويونس، ورواه مرة مرسلًا فسمعه منه سفيان وشعبة.

- فإن قيل: إن أكثر الأئمة على تقديم شعبة وسفيان في أبي إسحاق على إسرائيل، فيقال: إن طائفة أخرى تقدم إسرائيل في أبي إسحاق خاصة على الثوري وشعبة؛ منهم ابن مهدي فقد قال: «إسرائيل في أبي إسحاق أثبت من شعبة والثوري» وقد قدمه شعبة على نفسه؛ فلما قال له حجاج الأعور: حدثنا حديث أبي إسحاق، قال:«سلوا عنها إسرائيل فإنه أثبت فيها مني» [التهذيب (1/ 279)]. شرح علل الترمذي (291)]. ولما سئل الدارقطني عن أثبت أصحابي أبي إسحاق قال: «إسرائيل أحفظ» وقدمه على الثوري وشعبة [سؤالات ابن بكير (49)] لذلك فقد صحح الرواية المتصلة- رواية إسرائيل ويونس- فقال في العلل (2/ 188) بعد أن ذكر الاختلاف: «والمتصل صحيح» .

- وأما تدليس أبي إسحاق فإنه محتمل احتمله الشيخان، وهو قد سمع عمرو بن ميمون، إلا أنه لم يصرح بالسماع منه في هذا الحديث، وَلَمْ يظهر من جمع الطرق أن بينهما واسطة ومعلوم أن شعبة لا يروى عن أبي إسحاق إلا ما سمعه من مشايخه، فهو متصل، والحديث صحيح. والله أعلم.

- وقد ضعفه العلامة الألباني- رحمه الله تعالى- في ضعيف الجامع (4533). وضعيف سنن: =

ص: 1170

= أبي داود (331) والنسائي (411 و 412 و 419 و 420 و 421 و 423) وابن ماجه (838). وضعيف الأدب (105).

-[والحديث أيضًا حسنه الشيخ الأرناؤوط في تخريجه بجامع الأصول (4/ 363)]«المؤلف» .

(1)

عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخلت علي امرأة من اليهود فقالت: إن عذاب القبر من البول. فقلت: كذبت. فقالت: بلى إانا لنقرض منه الجلد والثوب. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة وقد ارتفعت أصواتنا، فقال:«ما هذا؟» فأخبرته بما قالت. فقال: «صدقت» فما صلى بعد يومئذ صلاة إلا قال في دبر الصلاة: «رب جبريل وميكائيل وإسرافيل! أعذني من حر النار وعذاب القبر» .

- أخرجه النسائي في المجتبى، 13 - ك السهو، 88 - ب نوع آخر من الذكر والدعاء بعد التسليم، (1344 - 3/ 72). وفي عمل اليوم والليلة (138). وأحمد (6/ 61). وعنه ابنه عبد الله في السنة (2/ 593/ 1410). والبيهقي في الدعوات (109). وفي إثبات عذاب القبر (181).

- من طريق يعلى بن عبيد ثنا قدامة بن عبد الله عن جسرة قالت: حدثتني عائشة قالت:

فذكره.

- وتابعه إسماعيل بن خالد عن أبي روح [وهو قدامة بن عبد الله، وقيل: فليت؛ ويقال: أفلت] عن جسرة عن عائشة به مختصرًا بدون القصة.

- أخرجه الطبراني في الأوسط (4/ 511/ 3870). والخطيب في الموضح (1/ 486).

- ورواه سفيان الثوري عن أبي حسان [وهو فليت العامري] عن جسرة عن عائشة أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم رب جبرائيل وميكائيل ورب إسرافيل! أعوذ بك من حر النار ومن عذاب القبر» بدون القصة وقيد الصلاة.

- أخرجه النسائي في 5 - ك الاستعاذة، 56 - ب الاستعاذة من حر النار، (5534 - 8/ 278). والبيهقي في» إثبات عذاب القبر» (182). والخطيب في الموضح (1/ 487).

- قلت: وقدامة بن عبد الله: هو ابن عبدة البكري العامري، أبو روح الكوفي: ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه جماعة من الثقات منهم من لا يروي في الغالب إلا عن ثقة كالثوري والقطان، فهو حسن الحديث. [التهذيب (6/ 494)].

- وفليت بن خليفة ويقال: أفلت، أبو حسان الكوفي: قال أحمد: «ما أرى به بأسًا» . وقال الدارقطني: «صالح» . وقال أبو حاتم: «شيخ» . وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الحافظ في التقريب (151): «صدوق» [التهذيب (1/ 379). الجرح والتعديل (2/ 346)]. =

ص: 1171

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- وقال ابن ماكولا: فليت العامري عن جسرة بنت دجاجة، اسمه: قدامة بن عبد الله [الإكمال (7/ 54)].

- وقال ابن أبي خيثمة بأن سفيان الثوري كان يسمي قدامة بن عبد الله العامري فليتًا.

- قلت: وعلى هذا: فهما واحد. إلا أنه قد فرق بينهما: البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان وابن منده في فتح الباب (ص 270 و 316). وانظر: موضح أوهام الجمع والتفريق (1/ 485).

- وأما جسرة: فهي بنت دجاجة: قال العجلي: كوفية تابعية ثقة، وذكرها ابن حبان في الثقات، وقال البخاري:«وعند جسرة عجائب» . وقال الدارقطني: «يعتبر بحديثها إلا أن يحدث عنها من يترك» . [التاريخ الكبير (2/ 67). الثقات (1862). سؤالات البرقاني (69). التهذيب (10/ 459)].

- قلت: حديثها هذا منكر، خالفت فيه الثقات من أصحاب عائشة ممن أكثروا الرواية عنها:

- فقد رواه عروة بن الزبير ومسروق وعمرة بنت عبد الرحمن: فلم يذكروا قول اليهودية» إن عذاب القبر من البول»، ولا الدعاء بهذا اللفظ ولا تقييده بدبر الصلاة. بل وخالفوها في سياق القصة.

- وأما الدعاء: ففي حديث عروة: قالت عائشة:] فما رأيته بعد في صلاة إلا يتعوذ من عذاب القبر.

- أخرجه البخاري (6366). ومسلم (586). والنسائي (2065 و 2066 - 4/ 105). وغيرهم.

- وفي حديث عمرة- وذكرت فيه صلاة الكسوف-: قالت عمرة: فسمعت عائشة تقول: فكنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك- يتعوذ من عذاب النار وعذاب القبر. وفي رواية» ثم أمرهم أن يتعوذوا بالله من عذاب القبر».

- أخرجه البخاري (1049 و 1050 و 1055 و 1056). ومسلم (903 - 2/ 621). ومالك، صلاة الكسوف، (3). والنسائي (1474 و 1475 - 3/ 133 - 135). و (1498 - 3/ 151). و (2064 - 4/ 105) مختصرًا. و (5519 - 8/ 274 - 275)، مختصرًا وفي الموضوعين الأخيرين: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ بالله من عذاب القبر، ومن فتنة الدجال وقال:«إنكم تفتنون في قبوركم» . وغيرهم.

- وللحديث طريق أخرى، أخرجها أبو يعلى في مسنده (8/ 213/ 4779) قال: ثنا سفيان ابن وكيع ثنا أبي عن عبيد الله بن أبي حميد عن أبي حميد عن أبي مليح ثنا عبد الله بن رباح الأنصاري أن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتين قبل طلوع الفجر ثم يقول في مصلاه: «اللهم رب جبريل وميكائيل ورب إسرافيل ورب محمد أعوذ بك من النار» ثم يخرج إلى الصلاة.

- قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ عبيد الله بن أبي حميد: متروك الحديث [التقريب (637)] وسفيان=

ص: 1172

619 -

102 - عن عمران بن حصين رضي الله عنهما؛ قَالَ: جَاءَ حُصَيْنٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ فقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! كَانَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ خَيْرًا لِقَوْمِكَ مِنْكَ، كَانَ يُطْعِمُهُمُ الْكَبِدَ وَالسَّنَامَ، وَأَنْتَ تَنْحَرُهُمْ. فقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ. ثُمَّ إِنَّ حُصَينًا قَالَ: يَا مُحَمَّدُ! مَاذَا تَأْمُرُنِي أَنْ أَقُولَ؟ قَالَ: «تَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ

=ابن وكيع: ساقط الحديث [انظر: التقريب (395). الميزان (2/ 173)].

*وقد ورد هذا الدعاء من حديث أسامة بن عمير: أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتي الفجر، فصلى قريبًا منه، فصلى النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين خفيفتين فسمعه يقول:«اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ومحمد أعوذ بك من النار» ثلاث مرات.

- أخرجه الحاكم (3/ 622). والضياء في المختارة (4/ 205 و 206/ 1422 و 1423). والبزار (4/ 23/ 3101 - كشف الأستار). والطبراني في الكبير (1/ 163/ 520). وابن السني في عمل اليوم والليلة (103).

- من طريق عبد الوهاب بن عيسى الواسطي ثنا يحيى بن أبي زكريا الغساني ثنى عباد بن سعيد عن مبشر بن أبي المليح بن أسامة عن أبيه عن جده أسامة بن عمير أنه صلى

فذكره.

- وهذا إسناد ضعيف جدًا.

- عباد بن سعيد: ترجمه البخاري في التاريخ الكبير (6/ 39) وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ 80) وَلَمْ يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. وقال الدارقطني: «عباد بن سعيد، بصري، متروك، يحدث عن مبشر بن أبي المليح» [سؤالات البرقاني (331)] وقال الذهبي في الميزان (2/ 336): «بصري مقل، روى عن مبشر، لا شيء» .

- ويحيى بن أبي زكريا الغساني، أبو مروان الواسطي: ضعيف [التهذيب (9/ 230). الميزان (4/ 376). التقريب (1055)].

- قال الحافظ في لسان الميزان (3/ 289)، وقال الدارقطني: تفرد به مبشر بن أبي المليح عن أبيه عن جده، وقد وجدت له في الكبير للطبراني في ترجمة أسامة بن عمير حديثًا منكرًا، والآفة فيه من مبشر. أ ه. وانظر: أطراف الغرائب والأفراد (1/ 378).

- قلت: مبشر بن أبي المليح، قال الدارقطني في روايته عنه أبيه:«لا بأس به، ويحتج بحديثه» . [سؤالات البرقاني (486)]، فلعل الآفة فيه من عباد بن سعيد.

- [وحديث عائشة رضي الله عنها صححه العلامة الألباني في صحيح النسائي (3/ 479) برقم (5534)، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم (1544)، وغيرهما]«المؤلف» .

ص: 1173

نَفْسِي، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَعْزِمَ لِي عَلَى رُشْدِ أَمْرِي» ثُمَّ إِنَّ حُصَيْنًا أَسْلَمَ بَعْدُ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: إِنِّي كُنْتُ سَأَلْتُكَ الْمَرَّةَ الأُولَى، وَإِنِّي أَقُولُ الآنَ: مَا تَأْمُرُنِي أَنْ أَقْولَ؟ قَالَ: «قُلِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَخْطَأْتُ وَمَا تَعَمَّدْتُ، وَمَا جَهِلْتُ وَمَا عَلِمْتُ»

(1)

.

(1)

أخرجه الترمذي في العلل الكبير (678 - ترتيبه). والنسائي في عمل اليوم والليلة، ب- ما يؤمر به المشرك أن يقول؟ (994) بلفظه سوى» وما تعمدت» فقد زدتها من ابن أبي شيبة. و (993) بنحوه وفيه:«قل: اللهم قني شر نفسي، واعزم لي على رشد أمري» وفي القدمة الثانية قال: «يا رسول الله إني كنت أتيتك، فقلت: علمني. فقلت: «قل: اللهم قني شر نفسي، واعزم لي على رشد أمري» فما أقول الآن حين أسلمت؟ قال: «قل: اللهم قني شر نفسي، واعزم لي على رشد أمري، اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت، وما أخطأت وما عمدت، وما علمت وجهلت» . و (933 م) بنحو الرواية المتقدمة وقال في القدمة الثانية: «قلت لي ما قلت؛ فكيف أقول الآن وأنا مسلم؟ قال: «قل: اللهم اغفر لي

» فذكره دون قوله: «وما علمت» . وابن حبان (2431 - موارد). والحاكم (1/ 510) بنحوه إلا أنه قال: «أرشد أمري» . وأحمد (4/ 444). وابن أبي شيبة (10/ 268). وعبد بن حميد (476). وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 323/ 2354). والطبراني في الكبير (4/ 27/ 3550) و (18/ 238/ 599). والقضاعي في مسند الشهاب (1480). وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 836/ 2190 و 2191).

- من طرق عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش عن عمران بن حصين به.

- هكذا رواه زكريا بن أبي زائدة- واللفظ له- وشيبان بن عبد الرحمن، فقالا: عن عمران بن حصين. إلا أن شيبان قال: «عن عمران بن حصين- أو: عن رجل آخر» .

- ورواه إسرائيل وعمرو بن أبي قيس فقالا: عن عمران بن حصين عن أبيه حصين به. فزاد حصينًا في الإسناد.

- وهذا اختلاف لا يضر، فإن عمران وأباه كلاهما صحابي.

- قال الحافظ في الإصابة (337): «وسنده صحيح من الطريقين» : وكان قبل صحح إسناده من حديث عمران دون ذكر أبيه في الإسناد.

- واستصوب البزار قول من قال: «عن عمران أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبيه: .... » فلم يذكر أباه في الإسناد [انظر: البحر الزخار (9/ 54/ 3580)].

- قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين وَلَمْ يخرجاه» .

- قلت: رجاله ثقات؛ رجال الشيخين؛ ولا يعرف لربعي سماع من عمران بن حصين، وقد احتج به مسلم على مخالفه في مذهبه: من أن حديث الثقة غير المدلس الذي لا يعرف له سماع =

ص: 1174

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- من شيخه المعاصر له مع إمكان اللقاء والسماع وجوازه، أن ذلك محمول على الاتصال.

- قال الإمام مسلم- رحمه الله تعالى- في سياق حجته في مقدمة صحيحه (1/ 33): "ولو ذهبنا نعدد الاختبار الصحاح عند أهل العلم من يهن بزعم هذا القائل ونحصيها لعجزنا عن تقصي ذكرها، واحصائها كلها ولكنها أحببنا أن ننصب منها عددا يكون سمة لما سكتنا عنه منها" ثم ذهب يذكر طرفا من ذلك إلى أن قال: "وأسند ربعي بن حراش عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين، وعن ربعي بن حراش تابعي كبير فهو ممكن لقاؤه بعمران بن حصين وجائز له السماع منه، وإن لم يعرف له سماع في الأسانيد، ومع ذلك فقد عد حديثيه عن عمران بن حصين- وهذا أحدهما- من الأخبار الصحاح عند أهل العلم. وهذا مقصودي من سياق هذا الكلام وهو تصحيح هذا الحديث وعده من الأخبار الصحاح عند أهل العلم بنقل الإمام مسلم نفسه وإن كان الصواب لم يحالفه في هذه المسألة والحق من مخالفه وهم جمهور أهل العلم: ابن المديني والبخاري وأحمد وأبو حاتم وأبو زرعه وغيرهم من أعيان الحفاظ [انظر: شرح علل الترمذي (211). السنن الابين لابن رشيد الفهري. النكت على كتاب ابن الصلاح (2/ 595). السير (12/ 573). وغيرها] من اشتراط ثبوت السماع- ولو مره- حتى يحكم للإسناد المعنعن من غير المدلس بالاتصال.

- وكما ذكرت فإن هذا الحديث هو أحد الحديثين رواهما ربعي عن عمران، قال النووي في شرح مسلم (1/ 141):"أما حديثاه عن عمران: فأحدهما: في إسلام حصين والد عمران، وفيه قوله: "كان عبد المطلب خيرا لقومك منك" رواه عبد بن حميد في مسنده والنسائي في كتابه عمل اليوم والليلة بإسناديهما الصحيحين. والحديث الآخر: "لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله" رواه النسائي في سننه".

- ومع كون الأمر كذلك، وهو صحة هذا الحديث، مع أنه لا يعرف لربعي سماع من عمران، فإن ذلك راجع لكون ربعي لم ينفرد به قد توبع عليه [انظر: الأحاديث التي استشهد بها مسلم. للعلامة المعلمي اليماني (ص 28)]:

- فقد رواه الحسن البصري عم عمران بن حصين قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي: «يا حصين كم تعبد اليوم إلها؟» قال أبي: سبعة: ستا في الأرض، وواحدا في السماء. قال:«فأيهم تعد لرغبتك ورهبتك؟» قال: الذي في السماء. قال: «يا حصين! أما إنك لو أسلمت علمتك كلمتين تنفعانك» قال: فلما أسلم حصين قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم علمني الكلمتين اللتين وعدتني، فقال:«قل: اللهم ألهمني رشدي، وأعذني من شر نفسي» .

- أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 1). والترمذي في الجامع (3484). وفي العلل الكبير (677). وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 323/ 2355). والبزار (9/ 53/ 3579). =

ص: 1175

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- والخرائطي في مكارم الأخلاق (604 - المنتقي). والطبراني في الكبير (4/ 27/ 3551) و (18/ 174/ / 396). وفي الأوسط (2006). وفي الدعاء (1393). وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 837/ 2192).

- من طريقي أبي معاوية عن شبيب ب ن شيبة عن الحسن البصري عن عمران به.

- قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب [كذا في تحفة الأحوذي (9/ 320). وفي تحفة الأشراف (8/ 175). وفي التهذيب (3/ 597). وفي نسخة الحوت من الجامع: "غريب" فقط، وزيادة:«حسن» صحيحة والله أعلم] وقد روى هذا الحديث عن عمران بن حصين من غير هذا الوجه».

- وقال في العلل: «سألت محمدا [يعني: البخاري] عن هذا الحديث فلم يعرفه إلا من حديث أبي معاوية. قال محمد: وروى موسى بن إسماعيل هذا الحديث عن جويرية بن بشير عن الحسن عن الني صلى الله عليه وسلم مرسلا. قال أبو عيسى: وحديث الحسن عن عمران بن حصين في هذا أشه عندي وأصح؛ وقد روى هذا الحديث من غير وأصح؛ وقد روى هذا الحديث من غير هذا الوجه عن عمران بن حصين: روى إسرائيل عن منصور عن ربعي بن حراش عن عمران بن حصين عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من هذا» ثم أسند الحديث برقم (678).

- ومرسل الحسن: أصح إسنادا، فإن موسى بن إسماعيل وجويرية بن بشير: ثقتان [التقريب (977). الجرح والتعديل (2/ 531). الثقات (6/ 153). تاريخ أسماء الثقات (186)].

- وحديث أبي معاوية: إسناده ضعيف؛ فإن الحسن لم يسمع من عمران [المراسيل (ص 38). جامع التحصيل (135)] وشبيب بن شيبة: ضعيف [التهذيب (3/ 596). الميزان (2/ 262). التقريب (430) وقال: «صدوق يهم في الحديث». المغني (1/ 464) وقال: «ضعفوه في الحديث» الديوان (1/ 375) وقال: «ضعفوه»].

- ويحتمل أن يكون الحسن رواه مرة هكذا ومره هكذا، فإن شبيب وجويرية كلاهما بصري، وضعف شبيب ليس بالشديد وقد قواه بعضهم، فقال صالح بن محمد:"صالح الحديث"، وقال الساجي:«صدوق يهم» ، وقال ابن المبارك:«خذوا عنه فإنه أشرف من أن يكذب» ؛ ويعضد رواسته ربعي بن حراش كما قال الترمذي.

- فحديث ربعي بن حراش بمتابعة الحسن البصري، والله أعلم.

- وقد عورض حديثهما بما رواه العباس بن عبد الرحمن عن عمران بن حصين أن أباه حصين رضي الله عنهما أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت رجلا كان يقرى الضيف ويصل الرحم مات قبلك وهو أبوك؟ قال: «إن أبي وأباك وأنت في النار» فمات حصين مشركا. وفي رواية: «فما مضت عشرون ليلة حتى مات مشركا» .

- أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 324/ 2356). والبزار (9/ 53/ 3580). والطبراني في الكبير (4/ 27 و 28/ 3552 و 3553). و (18/ 220/ 548 و 549). وأبو نعيم. =

ص: 1176

620 -

103 - عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما؛ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سَلُوا اللهَ عِلْمًا نَافِعًا، وَتَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ»

(1)

.

=- في معرفة الصحابة (2/ 837/ 2193).

- من طريق داود بن أبي هند عن العباس به.

- والعباس بن عبد الرحمن- مولى بني هاشم- في عداد المجاهيل، لم يرو عنه سوى داود بن أبي هند [التاريخ الكبير (7/ 5). الجرح والتعديل (6/ 211). وَلَمْ يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا الترقيب (487) وقال:«مستور» ].

- والصحيح ما رواه ربعي والحسن.

- قال ابن أبي عاصم: «المتقدم أحسن من هذا» يعني: رواية ربعي والحسن الدالة على ثبوت إسلام حصين.

- وقال الطبراني: «حصين بن عتبة- أبو عمران بن حصين- الخزاعي، وقد اختلف في إسلامه، قيل: أسلم، ويقال: مات على كفره؛ والصحيح: أنه أسلم» .

- ويؤيد رواية ربعي والحسن: ما رواه خليفة بن خياط ثنا يحيى بن أيوب الخاقاني عن الجريري عن أبي العلاء عن مطرف عن عمران قال: قال رجل: يا سول الله! إني أسلمت فما تأمرني؟ قال: «قال: اللهم أني استهديك لأ رشد أمري، وأعوذ بك من شر نفسي» .

- أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 118/ 223). وعنه أبو نعيم في المعرفة (2194).

- وهذا إسناد ضعيف؛ الجريري كان قد اختلط؛ وَلَمْ يذكر يحيى بن أيوب- وهو: ابن الحجاج- الخاقاني فيمن روى عنه قبل الاختلاط [انظر: الكواكب النيرات (24)]، ويحيى بن أيوب الخاقاني]، وخليفة بن خياط: صدوق بما أخطأ [التقريب (301)]. وهو صالح في المتابعات، واللع أعلم.

-[والحديث صححه الحاكم ووافقه الذهبي (1/ 510)، وقال الحافظ ابن حجر في الإرواء (1/ 337): «إسناده صحيح»]«المؤلف» .

(1)

أخرجه النسائي في الكبرى، 74 - ك الاستعاذة، 3 - ب الاستعاذة من علم لا ينفع، (7867 - 4/ 444) من فعله صلى الله عليه وسلم بلفظ:«اللهم إني أسألك علما نافعا، وأعوذ بك من علم لا ينفع» . وابن ماجه في 34 - ك الدعاء، 3 - ب ما تعوذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، (3834) بلفظه، من قوله صلى الله صلى الله عليه وسلم. وابن حبان في الصحيح (1/ 283/ 82 - إحسان). وفي الثقات (9/ 205). وابن أبي شيبة (9/ 122) و (10/ 185). وعبد بن حميد (1093). وأبو يعلى في المعجم (226). وفي المسند (3/ 437 و 469/ 1927 و 1980) و (4/ 139/ 2196).

- من طريق أسامة بن زيد عن محمد بن المنكدر عن جابر به مرفوعا.

- قال في مصباح الزجاجة (4/ 140): هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، وأسامة بن زيد هذا هو=

ص: 1177

621 -

104 - عن أَبِي هريرة رضي الله عنه؛ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كَانَ يَقُولُ إِذَا أوى إلى فراشه: «اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ [السَّبْعِ] وَرَبَّ الأَرْضِ وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيل وَالْقُرْآنِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٍ وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ وَأَغْنِنِي مِنَ الْفَقْرِ»

(1)

.

=- الليثي المدني، احتج به مسلم. اهـ

- قلت: بل إسناده، فإن أسامة بن زيد هذا إنما أخرج له مسلم في المتابعات والشواهد، وهو صدوق قوي الحديث، كما قال الذهبي في» معرفة الرواة المتكلم فيهم» (ت 26).

- وقد سبق الكلام عنه مصلا عند الحديث رقم (602).

- تابعه محمد بن سوقة [ثقة. التقريب (852] وعبد الله بن لهيعة [ضعيف. التهذيب (4/ 449)] فروياه عن محمد بن المنكدر عن جابر به من فعله صلى الله عليه وسلم.

- أخرجه الطبراني في الأوسط (2/ 187/ 1337) و (10/ 21/ 9046).

- فالحديث صحيح بهذه المتابعة.

- وقد روى هذا الحديث عن عائشة رضى الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كما يقول: «اللهم إني أسألك علما نافعا، وأعوذ بك من علم لا ينفع» .

- أخرجه الطبراني في الأوسط (8/ 68/ 7135) من طريق: محمد بن أبي صفوان الثقفي ثنا قريش بن أنس ثنا هشام بن حسان عن حازم بن حاتم أبي حاتم عن عائشة به مروفعا.

- وهو منكر من حديث عائشة رضى الله عنهما:

- فإن حازم بن حاتم هذا مجهول لم يرو عنه سوى هشام بن حسان.

- وفي الإسناد انقطاع: فإن حازم لم يسمع من عائشة رضي الله عنها، قال ابن حبان في الثقات (6/ 244):«حدث عمن سمع عائشة، روى عنه هشام بن حسان» .

- وقد حسن الألباني حديث جابر في الصحيحة (1511). وصحيح الجامع (3635). [وفي صحيح ابن ماجه (3/ 257)، وفي سلسة الأحاديث الصحيحة برقم (1511)]«المؤلف» .

(1)

تقدم برقم (162).

ص: 1178

622 -

105 - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه؛ قَالَ: كُنَّا لَا نَدْرِي مَا نَقُولُ إِذَا جَلَسْنَا فِي الصَّلَاةِ، وكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ عُلِّمَ جَوَامِعَ الْكَلِمِ وَخَوَاتِمَهُ، قَالَ: فَذَكَرَ التَّشَهُّدَ. وقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا كَلِمَاتٍ كَمَا يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ: «اللَّهُمَّ أَلَّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ، وَنَجِّنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَجَنِّبْنَا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَبَارِكَ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُلُوبِنَا وَأَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا، وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ وَاجْعَلْنَا شَاكِرِينَ لِنِعَمِكَ، مُثْنِينَ بِهَا عَلَيْكَ، قَابِلِينَ لَهَا، وَأَتِمَّهَا عَلَيْنَا»

(1)

.

(1)

- أخرجه أبو داود في 2 - ك الصلاة، 183 - ب التشهد، (969) بنحوه. لكن قال:«وكان يعلمنا كلمات وَلَمْ يكن يعلمناهن كما يعلمنا التشهيد .... » وابن حبان (2429 - موارد). والحاكم (1/ 26) واللفظ له. والطبراني في الكبير (10/ 236). وفي الدعاء (1429).

- من طريق شريك ثنا جامع بن أبي راشد عن أبي وائل عن عبدالله به.

*تنبيه: [وقع عند أبي داود: «حدثنا جامع- يعني: ابن شداد-» قلت: وهو وهم من بعض الرواة، أو تصحيف، والصحيح أنه جامع بن أبي راشد وانظر: تحفة الأشراف (7/ 32 - 33). وتهذيب الكمال (4/ 485 - 486) و (12/ 462)].

- قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم وَلَمْ يخرجاه. وله شاهد من حديث ابن جريج عن جامع» ثم ساق إسناده وأحال متنه على حديث شريك.

- قلت: وقد تابع جامعا: داود بن يزيد الأودي عند الطبراني في الأوسط (6/ 359 - 360/ 5765). وفي الدعاء (1430). وليس فيه ذكر التشهد. فالظاهر أن هذه الزيادة- أعني الدعاء- ليست ثابته؛ فإن حديث التشهد رواه عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود:

1 -

الأعمش [البخاري (831 و 835 و 6230). ومسلم (402/ 58 - 1/ 302) وأبو داود (968). والنسائي في المجتبي (3/ 40 - 41 و 41 و 50). وفي الكبرى (4/ 403/ 4400) و (6/ 486/ 11584). وابن ماجه (899 و 899 أو 899 ب). وأحمد (1/ 382 و 413 و 423 و 427 - 428 و 431 و 440)].

2 -

ومنصور بن المعتمر [البخاري (6328). ومسلم (402/ 55 و 56 و 57). والنسائي (2/ =

ص: 1179

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=329 و 241). و (3/ 40 - 41). وابن ماجه (899 أو 899 ب). وأحمد (1/ 413 و 423 و 439 و 440)].

1 -

ومغيرة بن مقسم [البخاري (7381). والنسائي (2/ 241). وأحمد (440)].

2 -

وحصين بن عبد الرحمن السلمى [البخاري (1202). وابن ماجه (899 أو 899 ب). وأحمد (1/ 423)].

3 -

وأبو هاشم الرماني [النسائي (2/ 239 و 240 و 241). وابن ماجه (899 أ). وأحمد (1/ 423 و 440 و 464)].

4 -

وحماد بن أبي سليمان [النسائي (2/ 239 و 240 و 241). وابن ماجه (899 أ) وأحمد (1/ 423 و 440 و 464)].

- وغيرهم، وَلَمْ يذكروا بعد التشهد هذا الدعاء، بل ورد في آخر حديث الأعمش ومنصور» ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو».

- ورواه عن ابن مسعود- غير شقيق سلمة:

1 -

أبو عبدالله بن سخير [البخاري (6256) ومسلم (402/ 59). والنسائي (2/ 241)].

2 -

وأبو الأحوص عوف بن مالك [أبو داود (969). والترمذي (1105) والنسائي (2/ 238 و 239). وابن ماجه (899 أ و 899 ب). وأحمد (1/ 408 و 413 و 423 و 437)].

3 -

والأسود بن يزيد [الترمذي (289) والنسائي (2/ 237 و 238 و 239). وابن ماجه (899 أ و 899 ب). وأحمد (1/ 413 و 459)].

4 -

وعقلمة بن قيس [أبو دواد (970). والنسائي (2/ 239 و 240). وأحمد (1/ 422 و 423 و 450)].

5 -

وأبو عبيدة بن عبدالله بن مسعود [ابن ماجه (899 ب). وأحمد (1/ 376 و 413).

- وغيرهم، فلم يذكروا هذا الدعاء بعد التشهد.

- وروى حديث التشهد عدد من الصحابة منهم:

1 -

عبد الله بن عباس [مسلم (403 - 1/ 302). وأبو داود (974). والترمذي (290). والنسائي (2/ 242 - 243) و (3/ 41). وابن ماجه (900) وأحمد (1/ 292)].

2 -

وأبو مرسى الأشعري [مسلم (404 - 1/ 303). وأبو داود (972 و 973). والنسائي (2/ 196 - 197). و (2/ 241 و 242). و (3/ 42). وابن ماجه (901). وأحمد (4/ 409)].

3 -

وعبد الله بن عمر [أبو داود (971). وأحمد (2/ 68)].

4 -

وعمر بن الخطاب [مالك في الموطأ، الصلاة (53). والحاكم (1/ 265 و 266). وابن أبي شيبة (1/ 293). والبيهقي (2/ 143)].

5 -

وعائشة [مالك في الموطأ، والصلاة (55 و 56). وابن أبي شيبة (1/ 293) والبيهقي (2/ 144)].=

ص: 1180

623 -

106 - عن أم سلمة رضي الله عنها؛ عن النبي صلى الله عليه وسلم هَذَا مَا سأل محمد ربه: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَسْأَلَةِ، وَخَيْرَ الدُّعَاءِ، وَخَيْرَ النَّجَاحِ وَخَيْرَ الْعَمَلِ، وَخَيْرَ الثَّوَابِ، وَخَيْرَ الْحَيَاةِ، وَخَيْرَ الْمَمَاتِ، وَثَبِّتْنِي، وَثَقِّل مَوَازِينِي، وَحَقِّقْ إِيمَانِي، وَارْفَعْ دَرَجَاِتي، وَتَقَبَّلْ صَلَاتِي، وَاغْفِرْ خَطِيئَتِي، وَأَسْأَلُك الدَّرَجَاتِ الْعُلَى مِنَ الْجَنَّةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فَوَاتِحَ الْخَيْرِ وَخَوَاتِمَهُ وَجَوَامِعَهُ وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ وَظَاهِرَهُ وَبَاطِنَهُ، وَالدَّرَجَاتِ الْعُلَى مِنَ الْجَنَّةِ، آمِينْ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا آتِى وَخَيْرَ مَا أَفْعَلُ وَخَيْرَ مَا أَعْمَلُ وَخَيْرَ مَا بَطَنَ وَخَيْرَ مَا ظَهَرَ، وَالدَّرَجَاتِ الْعُلَى مِنَ الْجَنَّةِ، آمِينْ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَرْفَعَ ذِكْرِي وَتَضَعَ وِزْرِي وَتُصْلحَ أَمْرِي وَتُطَهِّرَ قَلْبِي وَتُحَصِّنَ فَرْجِي وَتُنَوِّرَ لِي قَلْبِي وَتَغْفِرَ لِي ذَنْبِي، وَأَسْأَلُكَ الدَّرَجَاتِ الْعَلَى مِنَ الْجَنَّةِ، آمِينْ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُبَارِكَ لِي فِي نَفْسِي وَفِي سَمْعِي وَفِي بَصَرِي وَفِي

=6 - وجابر [النسائي (2/ 243) و (3/ 43). وابن ماجه (902). والحاكم (1/ 267)].

- وَلَمْ يذكروا أيضا هذا الدعاء بعد التشهد.

- فذكر هذا الدعاء بعد التشهد منكر. وجامع بن أبي راشد ثقة [التقريب (193)] وإلحاق الوهم فيه بشريك أولى فأنه سيء الحفظ، ومتابعة ابن جريح لا تقويه فإنه مدلس وقد عنعنه فيحتمل أن يكون سمعه من مجروح [قال الدار قطني:«تجنب تدليس ابن جريج فإنه قبيح التدليس لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح» .... الهذيب (5/ 306)].

- وأما داود بن يزيد الأودي فإنه ضعيف [التقريب (309)] تفرد عنه الوليد بن القاسم وفي تفرده كلام [التهذيب (9/ 161)].

- والخلاصة أن هذا الدعاء لو كان عند أبي وائل من حديث ابن مسعود في التشهد لحمله عنه ثقات أصحابه، أو أخذه عن ابن مسعود أحد ممن روى الحديث عنه- غير أبي وائل- فإنه لم يأت إلا من هذين الطريقين عن أبي وائل، وفي كل منهما ضعف.

- وقد ضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (204). وضعيف الجامع (1174).

- [وقال الحاكم كما تقدم: «صحيح على شرط مسلم» ووافقه الذهبي (1/ 265)]«المؤلف»

ص: 1181

رُوحِي وَفِي خَلْقِي وَفِي خُلُقِي وَفِي أَهْلِي وَفِي مَحْيَايَ وَفِي مَمَاتِي وَفِي عَمَلِي فَتَقَبَّلْ حَسَنَاتِي، وَأَسْأَلُكَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى مِنَ الْجَنَّةِ، آمِينْ»

(1)

.

(1)

أخرجه الحاكم (1/ 520). وعنه البيهقي في الدعوات (225). والطبراني في الكبير (23/ 316/ 717) مطولا وأوله: «اللهم أنت الأول فلا شيء قبلك، وأنت الآخر لا شيء بعدك، اللهم أعوذ بك من شر كل دابة ناصيتها بيدك، وأعوذ بك من الأثم والكسل، ومن عذاب النار ومن عذاب القبر، ومن فتنة الغني، ومن فتنة الفقر، وأعوذ بك من المأثم والمغرم، اللهم نق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، اللهم بعد بيني وبين خطيئتي كما بعدت بين المشرق والمغرب. هذا ما سأل محمد ربه: اللهم إني أسألك خير المسألة،

» فذكره، وزاد فيه:«اللهم ونجني من النار، ومغفرة بالليل والنهار، والمنزل الصالح من الجنة، آمين. اللهم إني أسألك خلاصا من النار سالما، وأدخلني الجنة آمنا» . وفي الأوسط (7/ 122/ 6214) مطولا. وفي الدعاء (1356 و 1422) مفرقا. وأخرج البخاري أول هذه الزيادة في التاريخ الكبير (6/ 479). وأخرجها الحاكم (2/ 24) إلى قوله» والمغرم».

-

كلهم من طريق عبد العزيز بن أبي حازم عن سهيل بن أبي صالح عن موسى بن عقبة عن عاصم ابن أبي عبيد عن أم سلمة به مرفوعا.

-

قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد وَلَمْ يخرجاه» .

-

وقال الهيثمي في المجتمع (10/ 176): «ورواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن زنبور وعاصم بن أبي عبيد وهما ثقتان» وقال أيضا (10/ 177): «ورواه الطبراني في الكبير وفي الأوسط باختصار بأسانيد، وأحد إسنادي الكبير والسياق له ورجال الأوسط ثقات» .

-

قلت: عاصم بن أبي عبيد: ذكره البخاري في التاريخ الكبير (6/ 479). وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ 349) من رواية موسى بن عقبة عنه وَلَمْ يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. وذكره ابن حبان في الثقات (5/ 238) وَلَمْ يذكر له راويا سوى موسى بن عقبة.

-

قلت: فهو في عداد المجهولين.

-

وسهيل بن أبي صالح غير معروف بالرواية عن موسى بن عقبة مع كونهما من الأقران. وقد روى موسى به عقبة حديثا عن سهيل، وهو حديث كفارة المجلس وقد أعله البخاري بأنه لا يعلم لموسى بن عقبة سماع من سهيل بن أبي صالح. وانظر حديث كفارة المجلس برقم (300) وكلام الحفاظ عليه. [انظر: تهذيب الكمال (12/ 223) و (29/ 115)].

-

وقد تابع سهيلا: فضيل بن سليمان النميري أبو سليمان البصري، فرواه عن موسى بن عقبة حدثني عاصم- شيخ كان يدخل على زينب بنت أم سلمة وعلى أم سلمة- فحدثني عن زينب بنت أبي سلمة رضي الله عنهما أو عن أم سلمة به.

- أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (6/ 479). =

ص: 1182

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- وفضيل هذا صدوق، إلا أن روايته عن موسى بن عقبة منكرة.

- قال أبو داو: «ذهب فضيل بن سليمان والستي [يعني يوسف بن خالد السمتي: تركوه وكذبه ابن معين. التقريب (1093)] إلى موسى بن عقبة فاستعارا منه كتابا فلم يرداه» وقال صالح جزرة: «منكر الحديث، روى عن موسى بن عقبة مناكير» [انظر: التهذيب (6/ 418). الميزان (3/ 361). سؤالات الآجري (3/ 251). المعرفة والتاريخ (3/ 32)].

- وقد روى الطبراني الزيادة بمفردها [المعجم الكبير (23/ 352/ 825). والدعاء (1355)] من طريق جنادة بن سلم عن عبيد الله بن عمر عن عاصم مولى بن جمع عن أم سلمة أو عن زينب عن أم سلمة رضي اللع عنها قالت: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ندعو ونقول: «اللهم أنت الأول

»

- فذكره إلى قوله: «والمغرب» .

- قلت: وهذا إسناد منكر: قال أبو حاتم- عن جنادة بن سلم-: «وضعيف الحديث» ما أقربه أن يترك حديثه، عمد إلى أحاديث موسى بن عقبة فحدث بها عن عبيد الله بن عمر» [الجرح والتعديل (2/ 515). التهذيب (2/ 85). الميزان (1/ 424)].

- قلت: فرجع الإسناد إلى موسى بن عقبة وقد تفرد بالرواية عن عاصم بن أبي عبيد فهو مجهول العين [أعني: عاصما] كما أن الإسناد إلى موسى غير سالم من التعليل. فالإسناد ضعيف- وفي القلب شيء من المتن ففيه نكارة ظاهرة من حيث مخالفته لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه، فالمأثور عنه من الأدعية: الغالب عليها قلة الألفاظ وكثرة المعاني، وهذا ظاهر فعله وقوله، فمن فعله: ما رواه أنس رضى الله عنه عندما سئل عن أكثر دعوة كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: كان أكثر دعوة يدعو بها يقول: «اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار» متفق عليه، وقد تقدم برقم (555). ومن قوله: ما أرشد إليه عائشة رضي الله عنها بقوله: «عليك من الدعاء بالكوامل الجوامع» أخرجه أحمد والحاكم وغيرهما بإسناد صحيح، وقد تقدم برقم (576).

- وفي حديث آخر لعائشة رضى الله عنها تبين فيه هديه صلى الله عليه وسلم في الدعاء نقول: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى ذلك» .

- أخرجه أبو داود (1482). وابن حبان (2412 - موارد). والحاكم (1/ 539). وأحمد (6/ 148 و 189). والطيالسي (1491). وابن أبي شيبة (10/ 199). والطبراني في الأوسط (4943). وفي الدعاء (50). والمقدسي في الترغيب في الدعاء (74).

- من طرق عن الأسود بن شيبان عن أبي نوفل عن عائشة به.

- قال الحاكم: «صحيح الإسناد وَلَمْ يحرجاه» .

- قلت: وهو كما قال÷ فإن رجاله ثقات رجال مسلم.

- والحديث صححه الحاكم كما تقدم، ووافقه الذهبي (1/ 520)] «المؤلف» .

ص: 1183

624 -

107 - عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ قَالَ: كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم يدعو يَقُولُ: «اللَّهُمَّ قَنِّعْنِي بِمَا رَزَقْتَنِي، وَبَارِكْ لِي فِيهِ، وَأَخْلِفْ عَلَيَّ كُلَّ غَائِبَةٍ لِي بِخَيْرٍ»

(1)

.

(1)

أخرجه الحاكم (1/ 510). وعنه البيهقي في الآدب (1084). وفي الدعوات الكبير (211). وابن السني في القناعة (11). والضياء في المختارة (10/ 394 - 395/ 418 و 419).

- من طريق عمرو بن أبي قيس عن عطاء بن السائب عن يحيى بن عمارة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به مرفوعا.

- رواه عن عمرو: عبد الرحمن بن عبدالله الدشتكي ومحمد سعيد بن سابق.

- ورواه- من طريق أخرى- محمد بن سعيد بن سابق عن عمرو وعن عطاء عن سعيد عن ابن عباس في قوله عز وجل: «فلنحيينه حيوة طيبة» قال: القنوع. قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو يقول: واللهم قنعني بما رزقتني

» بمثله.

- أخرجه الحاكم (2/ 356). وعنه البيهقي في الشعب (7/ 291/ 10347). وفي الآدب (1083).

- هكذا بدون ذكر يحيى بن عمارة بين عطاء وسعيد.

- وهكذا رواه الحارث بن نبهان عن عطاء عن سعيد عن أبن عباس به مرفوعا.

- وتابعه الحسين بن واقد عن عطاء به.

- أخرجهما ابن السني في القناعة (12 و 13).

- قال الحاكم في الموضوعين: «صحيح الإسناد» .

- قلت: بل ضعيف الإسناد؛ فإن عطاء بن السائب اختلط وهؤلاء إنما رووا عنه بعد الاختلاط [التهذيب (5/ 570). والكواكب النيرات (39)] فلا سبيل لترجيح أحد الإسنادين على الآخر، ولهذا لما سأل ابن أبي حاتم أباه عن الإسنادين: أيهما أصح؟ قال: «ما يدرينا مرة قال كذا، ومرة قال كذا» [علل الحديث (2/ 185)].

- ويحيى بن عمارة: مجهول الحال، ورى عنه عطاء بن السائب والأعمش، وذكره ابن حبان في الثقات (7/ 605). [انظر: التاريخ الكبير (7/ 296). والجرح والتعديل (9/ 175). والتهذيب (9/ 276). والميزان (4/ 399)].

- وقد حسنه الحافظ ابن حجر، [انظر: الفتوحات الربانية (4/ 383)].

- ورواه سعيد بن زيد بن درهم [صدوق له أوهام. التقريب (378)] ثنا عطاء بن السائب ثنا سعيد ابن جبير قال: كان ابن عباس يقول: احفظوا هذا الحديث، وكان يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ وكان يدعو به بين الركعتين:«رب قنعني بما رزقتني .... » فذكر الحديث.

- أخرجه ابن خزيمة (4/ 217/ 2728). والحاكم (1/ 456). والبيهقي في الشعب (3/ 453 - =

ص: 1184

= - 454/ 4047).

- فقيدة بالدعاء بين الركنين.

- قال الحاكم: «صحيح الإسناد» وَلَمْ يخرجاه، فإنهما لم يحتجا بسعيد بن زيد أخي حماد ابن زيد».

- وتعقبه الحافظ ابن حجر في تخريج الأذكار [الفتوحات الربانية (4/ 382 و 383)] قال الحافظ عقب تخريجه: «هذا حديث غريب، أخرجه الحاكم

» وساق كلامه ثم تعقبه إلى أن قال: «وسماع سعيد منه [يعني: من عطاء بن السائب] متأخر لكنه لم ينفرد به، فقد أخرجه سعيد بن منصور عن خلف بن خليفة وخالد بن عبد الله كلاهما عن عطاء- أي: وهو شيخ سعيد بن زيد فيه- عن سعيد بن جبير عن ابن عباس موقوفًا عليه، وهما أحفظ بن سعيد يرفعه من هذا الوجه، .... » .

- قلت: وتابع خلف بن خليفة وخالد بن عبد الله على وقفه: أسباط بن محمد [ثقة، ضعيف في الثوري. التقريب (124) وهو متأخر السماع أيضًا من عطاء].

- أخرجه بن أبي شيبة (4/ 109) و (10/ 368). والفاكهي في أخبار مكة (269).

- وقد ضعف إسناده العلامة الألباني- رحمه الله تعالى- في تعليقه على صحيح ابن خزيمة (4/ 217). [وصححه الحاكم ووافقه الذهبي (1/ 510)، وحسنه الحافظ في الفتوحات الربانية (4/ 383) كما تقدم]«المؤلف» .

(1)

أخرجه ابن خزيمة (849 - 2/ 30). والحاكم (1/ 57 و 255). و (4/ 249 - 250 و 579 - 580). وأحمد (6/ 48). وإسحاق بن راهوية (2/ 367/ 909). وابن جرير الطبري في تفسيره (24/ 313). والبيهقي في الشعب (1/ 253/ 270).

- كلهم من طريق محمد بن إسحاق، قال: حدثني عبد الواحد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة به مرفوعًا.

- خالفه عبد الواحد بن زياد فقال: حدثنا عبد الواحد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير قال: سمعت عباد ابن عبد الله بن الزبير يقول: سمعت أم المؤمنين عائشة تقول: سالت رسول الله صلى الله وعليه وسلم عن الحساب اليسير فقلت: يا رسول ما الله ما الحساب اليسير؟ فقال: "الرجل تعرض عليه ذنوبه ثم يتجاوز له=

ص: 1185

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عنها، إنه من نوقش الحساب هلك، ولا يصيب عبدًا شوكة فما فوقها إلا قاص الله عز وجل بها من خطاياه" وإسناده صحيح.

- أخرجه أحمد (6/ 185). وابن أبي عاصم (885) مختصرًا. [وانظر: ظلال الجنة (415)].

- وعليه: فزيادة الدعاء» اللهم حاسبني حسابًا يسيرًا» من فعله صلى الله وعليه وسلم: زيادة شاذة لا تثبت، انفرد بها محمد بن إسحاق، وَلَمْ يذكرها عبد الواحد بن زياد وهو أوثق من ابن إسحاق.

- وأما قول الحاكم (4/ 580): «هذا حديث صحيح على شرط مسلم، وَلَمْ يخرجاه بهذه السياقة وشاهده عن عائشة رضي الله عنها» .

- ثم ذكر الحديث من رواية حرمي بن ثنا الحريش بن الحريت [صحفت الخريت في المطبوعة إلى الحريت] ثنا ابن أبي مليكه عن عائشة رضي الله عنها قالت: مر بي رسول الله صلى الله وعليه وسلم وأنا رافعة يدي وأنا أقول"» اللهم حاسبني حسابًا يسيرًا» فقال رسول الله صلى الله وعليه وسلم: «تدرين ما ذلك الحساب» فقلت: ذكر الله عز وجل في كتابه {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} فقال لي: «يا عائشة إنه من حوسب خصم ذلك الممر بين يدي الله تعالى» .

- قلت: فهي رواية منكرة تفرد بها الحريش بن الخريت: وهو ضعيف [التهذيب (2/ 223). الميزان (1/ 476). التقريب (231)] عن أبن أبي مليكة.

- فقد رواه عن ابن أبي مليكة:

1 -

أيوب السختياني [البخاري (4939 و 6536). ومسلم (2876/ 79 - 4/ 2204). والترمذي (3337). والنسائي في الكبرى (6/ 510/ 11659). وأحمد (6/ 47). وابن أبي شيبة (13/ 248). وابن المبارك في الزهد (1318). والطبري في تفسيره (24/ 313 - 314). والبيهقي في الشعب (1/ 252/ 269). والقضاعي في مسند الشهاب (238)] ولفظ مسلم: قال رسول الله صلى الله وعليه وسلم: «من حوسب يوم القيامة عذب» فقلت: أليس قد قال الله عز وجل: فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا}؟

فقال: «ليس ذلك حساب، إنما ذاك العرض. من نوقش يوم الحساب يوم القيامة عذب» .

2 -

عثمان بن الأسود [البخاري (4939 و 6536). ومسلم (2876/ 80). والترمذي (2426 و 3337). والنسائي في الكبرى (6/ 497/ 11618). وابن المبارك في الزهد (1319 و 369) (زوائد نعيم). وابن جرير الطبري في تفسيره (24/ 314)] بنحو حديث أيوب وفيه» من نوقش الحساب هلك».

3 -

نافع بن عمر [البخاري (103) النسائي في الكبرى (6/ 498/ 11619). وأحمد (6/ 91 و 108). والبغوي في تفسيره (4/ 464)] بنحو حديث أيوب.

4 -

صالح بن رستم بن عامر الخزاز [البخاري (6536) تعليقًا. وأبو داود (3093). وابن جرير الطبري في تفسيره (9/ 244) و (24/ 314) مطولًا].

5 -

ورواه مسلم بن إبراهيم عن الحريش بن الخريت عن أبي مليكة به نحو حديث أيوب. فوافق=

ص: 1186

=- بذلك رواية ثقات عن ابن أبي مليكة [ابن جرير الطبري في تفسيره (24/ 313)].

- وغيرهم، فلم يذكروه بهذا السياق وَلَمْ يذكروا فيه هذا الدعاء. وانظر: مسند أحمد (6/ 127 و 206). والبخاري (6536). تعليقًا [الفتح (11/ 409)]. وأخبار أصفهان (1/ 319) و (2/ 347 - 348).

- ورواه القاسم بن محمد عن عائشة: أن رسول الله صلى الله وعليه وسلم قال: «ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك» فقلت: يا رسول الله صلى الله وعليه وسلم أليس قد قال الله تعالى: {فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} فقال رسول الله صلى الله وعليه وسلم: «إنما ذلك العرض، ليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عذب» .

- أخرجه البخاري (4939 و 6537). ومسلم (2876/ 80 - 4/ 2205). وأحمد (6/ 108). وابن جرير الطبري في تفسيره (24/ 314).

- فلم يذكر فيه الدعاء.

- قلت: فزيادة الدعاء وبقيد الصلاة شاذة انفرد بها محمد بن إسحاق من حديث عباد عن عائشة، وأما بقية سياق الحديث فقد تابعه عليه عبد الواحد بن زياد من حديث عباد عن عائشة، وصالح بن رستم عن ابن مليكة عن عائشة.

-[وحديث عائشة بزيادته كما قال الحاكم عنه: «صحيح على شرك مسلم»، ووافقه الذهبي (1/ 255)، وقال العلامة الألباني في مشكاة المصابيح (3/ 1544) برقم (5562): «وإسناده جيد» وقال في تعليقه على صحيح ابن خزيمة (2/ 30): «إسناده حسن» حم (6/ 48) من طريق إسماعيل]«المؤلف» .

(1)

أخرجه أحمد (2/ 299). ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (9/ 223).

- من طريق موسى بن طارق عن موسى بن عقبة عن أبي صالح السمان، وعطاء بن يسار- أو عن أحداهما- عن أبي هريرة به مرفوعًا.

- قلت: رجاله ثقات، إلا أن أبا نعيم استغربه فقال:«غريب من حديث موسى بن عقبة تفرد به أبو قرة موسى بن طارق» .

- قلت: فإن موسى بن عقبة غير معروف بالرواية عن أبي صالح السمان وعطاء بن يسار- وإن كان معاصرًا لهما-، وَلَمْ يذكر سماعًا منهما. لكن يبدو أن الوهم فيه من موسى بن طارق فقد قال عنه في التقريب (981):«ثقة يغرب» وأبو قرة: يماني، وابن عقبة: مدني. [وانظر: تهذيب الكمال=

ص: 1187

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- (8/ 513) و (20/ 125) و (29/ 115)].

- وقد أخرجه الحاكم (1/ 499). وعنه البيهقي في الدعوات (244). وابن الأعرابي في المعجم (1180).

- من طريق خارجة بن مصعب عن موسى بن عقبة عن محمد بن المنكدر عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة به مرفوعًا. ووقع عند ابن الأعرابي زيادة في الإسناد: زيد عبد الله بن عطاء بين خارجة وموسى بن عقبة.

- قلت: وهذا أشبه، أعني: موسى بن عقبة عن محمد بن المنكدر عن عطاء عن أبي هريرة، إلا أن الإسناد إليه واه فإن خارجة قال فيه الحافظ في التقريب (283):«متروك، وكان يدلس عن الكذابين، ويقال: إن ابن معين كذبه» وبذلك تعلم ما في قول الحاكم: «صحيح الإسناد، فإن خارجة لم ينقم عليه إلا روايته عند المجهولين وإذا روى عن الثقات الأثبات فروايته مقبولة» وَلَمْ يتعقبه الذهبي بشيء، إلا أنه قال في الكاشف (1/ 266) عن خارجة:«واه» [وانظر: التهذيب (2/ 494). والميزان (1/ 625). والمجروحين (1/ 288)].

- والحديث رواه جعفر بن عون أنا هشام بن عروة عن محمد بن المنكدر قال: كان مما يدعو به النبي صلى الله وعليه وسلم يقول: «اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» .

- أخرجه ابن أبي الدنيا في الشكر (4). والبيهقي في الشعب (4/ 100/ 4411).

- رواه هكذا مرسلًا عن هشام عن ابن المنكدر: جعفر بن عون [صدوق. التقريب (200)].

- وتابعه: أبو معاوية الضرير محمد بن خازم [ثقة تكلموا في روايته عن غير الأعمش. التهذيب (7/ 127). الميزان (4/ 575) و (3/ 533)] عند أبي الدنيا في الشكر (4).

- وحماد بن سلمة [ثقة. التقريب (268)] عند أبي شيبة (10/ 284) وزاد: «وأعوذ بك أن يغلبني دين أو عدو وأعوذ بك من غلبة الرجال» .

- ورواه جعفر بن عون أيضًا عن هشام عن أبيه عروة بن الزبير به مرسلًا عند أبي شيبة (10/ 427).

- وتابعه معمر بن راشد [ثقة ثبت إلا أن في روايته عن هشام بن عروة اضطراب وأوهام. التهذيب (8/ 282). التقريب (961)] عند عبد الرزاق في المصنف (10/ 439/ 19632. وفيه الزيادة.

- قلت: فرواية هشام عن ابن المنكدر أولى بالصواب من رواية من قال: هشام عن أبيه.

- وبذلك يكون الحديث قد ثبت مرسلًا بإسناد صحيح.

- وقد وجد للحديث إسناد آخر: أورداه الدارقطني في العلل (10/ 207).

- عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون [ثقة. التقريب (613)] عن ابن المنكدر عن عطاء بن يسار أو عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة. إلا الدارقطني ساقه معلقًا كعادته، وَلَمْ أره متصلًا فيما اطلعت عليه من المصادر.=

ص: 1188

627 -

110 - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قَالَ: كُنْتُ فِي الْمَسْجِدِ أُصَلِّي فَدَخَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَسَحَلْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ فَقَرأْتُهَا، فَلَمَّا فَرَغْتُ جَلَسْتُ، فَبَدَأْتُ الثَّنَاءَ عَلَى اللهِ وَالصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ دعوت لنفسي. فقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم «سَلْ تُعْطَ» ثُمَّ قَالَ:«مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًا فَلْيَقْرَأْهُ كَمَا يَقْرَأَ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ» قَالَ: فرجعت إلى منزلي، فأتاني أَبُو بكر فقَالَ هل تحفظ مما كُنْتُ تدعو شيئًا؟ قُلْتُ: نعم، اللَّهُمَّ أني أَسْأَلُكَ إيمانًا لَا يرتد، ونعيمًا لَا ينفذ، ومرافقة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى جنة الخلد. فأتى عمر عبد الله ليبشره، فوجد أبا بكر خارجًا قَدْ سبقه فقَالَ: إن فعلت إنك لسباق إلى الخير

(1)

.

628 -

111 - عن عمران بن حصين رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ

=- ورواية هشام أرجح من رواية الماجشون- إذا صح سندها- لإمامته في هذا الشأن فقد قال عنه أبو حاتم: «ثقة إمام في الحديث» وانظر: التهذيب (9/ 57) و (5/ 244).

- وللحديث شاهد مرفوع، أخرجه البزار (5/ 438/ 2075 - البحر الزخار) قال: ثنا عمرو بن عبد الله الأودي نا وكيع عن إسرائيل وأبيه عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله أن النبي صلى الله وعليه وسلم يقول: «اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد» .

- قال الهيثمي في المجمع (10/ 172): «رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح غير عمرو ابن عبد الله الأودي، وهو ثقة» .

- قلت: إسناده كوفي صحيح غريب.

- فالحديث بهذا الشاهد وبمرسل ابن المكندر يرتقى إلى درجة الحسن، والله أعلم.

- وقد ثبت هذا الدعاء مقيدًا بدبر الصلاة من حديث معاذ بن جبل، وقد تقدم برقم (110).

- والحديث صححه العلامة الألباني- رحمه الله تعالى- في الصحيحة (844).

(1)

تقدم برقم (413).

ص: 1189

النبي صلى الله عليه وسلم لأبي: «يَا حَصَيْنُ كَمْ تَعْبُدُ الْيَوْمَ إِلهًا؟» قَالَ أبي: سبعة: ستًا في الأرض، وواحدًا في السماء. قَالَ:«فَأَيُّهُمْ تُعِدُّ لِرَغْبَتِكَ وَرَهْبَتِكَ؟» قَالَ: الَّذِي في السماء. قَالَ: «يَا حُصَيْنُ أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَسْلَمْتَ عَلَّمْتُكَ كَلِمَتَيْنِ تَنْفَعَانِكَ» قَالَ: فَلَمَّا أسلم حصين قَالَ: يَا رسول الله علمني الكلمتين اللتين وعدتني. فقَالَ: «قُلْ: اللَّهُمَّ أَلْهِمْنِي رُشْدِي، وَأَعِذْنِي مِنْ شَرِّ نَفْسِي»

(1)

.

629 -

112 - عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يدعوا بهؤلاء الكلمات «اللَّهُمَّ إِنَّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الْعَدُوِّ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ»

(2)

.

630 -

113 - عن عاصم بن حميد قَالَ: سألت عائشة: بما كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح قيام الليل؟ قَالَت: لقد سألتني عن شَيْءٍ مَا سألني عنه أحد قبلك «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكَبِّرُ عَشْرًا وَيَحْمَدُ عَشْرًا وَيُسَبِّحُ عَشْرًا، وَيُهَلِّلُ عَشْرًا، وَيَسْتَغْفُرِ عَشْرًا وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي وَعَافِنِي، أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ ضِيقِ الْمَقَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

(3)

.

(1)

تقدم تحت الحديث رقم (619).

(2)

تقدم تحت الحديث رقم (560).

(3)

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 457). وأبو داود في 2 - ك الصلاة، 122 - ب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء، (766). والنسائي في 20 - ك قيام الليل، 9 - ب ذكره ما يستفتح به القيام (1616 - 3/ 209). وفي 50 - ك الاستعاذة، 63 - ب الاستعاذة من ضيق المقام يوم القيامة، (5550 - 8/ 284). وابن ماجه في 5 - ك إقامة الصلاة، 180 - ب ما جاء في الدعاء إذا قام الرجل من الليل، (1356). وابن حبان (649 - موارد). وابن أبي شيبة (10/ 260/ 9385).

- من طريق معاوية بن صالح عن أزهر بن سعيد عن عاصم قال: سألت عائشة

فذكره.

- قلت: أزهر بن سعيد الحرازي: قليل الحديث، وَلَمْ يوثقه غير العجلي، وذكره ابن حبان في=

ص: 1190

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- الثقات [التهذيب (1/ 222) وقيل: هو أزهر بن عبد الله الحرازي [قاله البخاري. التهذيب (1/ 223)] وقال عنه الحافظ في التقريب (123): «صدوق» . وقال في الآخر: «صدوق تكلموا فيه للنصب» وقال الذهبي في ترجمة أزهر بن عبد الله الحرازي في الميزان (1/ 173): «يقال: هو أزهر بن سعيد: تابعي، حسن الحديث، لكنه ناصبي، ينال من علي رضي الله عنه» .

- ومعاوية بن صالح: صدوق له أوهام وإفرادات [التهذيب (8/ 244). الميزان (4/ 135). الكامل (6/ 404). التقريب (955)] وهو قد تفرد بهذا الحديث فرواه عن أزهر بن سعيد عن عاصم: سألت عائشة ....

- وخولف فيه:

- فرواه بقية من الوليد قال: حدثني عمر بن جعثم ثنى الأزهر بن عبد الله الحرازي ثنى شريق الهوزني قال: دخلت على عائشة فسألتها: بم كان رسول الله صلى الله وعليه وسلم يفتتح الصلاة إذا قام من الليل؟ قالت:: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك]، كان إذا هب من الليل كبر عشرًا وحمد عشرًا، وقال: بسم الله وبحمده عشرًا [سبحان الله وبحمده عشرًا] وقال: سبحان [الله] الملك القدوس عشرًا، واستغفر عشرًا، وهلل عشرًا، ويهلل عشرًا، وقال: اللهم أنى أعوذ بك من ضيق الدنيا وضيق يوم القيامة عشرًا، ثم يستفتح الصلاة.

- أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 457). وأبو داود (5085). والنسائي في عمل اليوم والليلة (871). وعنه ابن السني (761).

- وما بين المعكوفين لأبي داود.

- قلت: أما شريق الهوازني: فلم يرو عنه سوى الأزهر بن عبد الله [فيما وقفت عليه] وقال الذهبي في الميزان (2/ 269): «لا يعرف» وقال في التقريب (435): «مقبول» .

- وأما عمر بن جعثم: فروى عنه ثلاثة وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ في التقريب (715):«مقبول» . [التهذيب (6/ 36)].

- وأما بقية بن الوليد: فهو صدوق كثير التدليس عن الضعفاء، معروف بتدليس التسوية، وأما تصريحه بالتحديث في جميع طبقات السند فغير معتبر إذ إنه من رواية الحمصيين عنه، فقد رواه عنه ربيع بن روح وكثير بن عبيد وعمرو بن عثمان وهم حمصيون، وقد ذكر أبو حاتم وابن حبان أن أصحابه [يعني: الحمصيين] كانوا يسوون حديثه ويصرحون فيها بالسماع ظنًا منهم أنه سمع.

[شرح علل الترمذي (218). النكت على كتاب ابن الصلاح (2/ 622. المجروحين (1/ 201). التهذيب (1/ 497)] وقد ذكر الحافظ أنه كان على ثقة إذا روى عن الثقات وإنما الآفة في روايته عن المجهولين وهذا منها. [التهذيب (1/ 496)].

- وعلى هذا فرواية معاوية بن صالح أولى بالصواب، وإسناده حسن.

- وللحديث إسناد آخر: =

ص: 1191

=- يرويه يزيد بن هارون قال: أخبرنا الأصبغ بن زيد عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال: حدثني ربيعة الجرشي قال: سألت عائشة .... فذكره بنحو رواية معاوية بن صالح إلا أنه قال في آخره: «ويقول: اللهم أعوذ بك من الضيق يوم الحساب» عشرًا».

- أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (870). وأحمد (6/ 143). والطبراني في الأوسط (9/ 195 - 196/ 8422) وقال: «لم يرو هذا الحديث عن ثور إلا الأصبغ تفرد به يزيد بن هارون، ولا يروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد» .

- قلت: جاء عنها بإسنادين آخرين كما رأيت.

- وأخرجه أيضًا: ابن عدي في الكامل (1/ 409) مع حديثين آخرين في ترجمة أصبغ بن يزيد وقال: «وهذه الأحاديث لأصبغ غير محفوظة يرويها يزيد بن هارون،

».

- قلت: رجاله ثقات سوى أصبغ بن زيد قال عنه في التقريب (150): «صدوق يغرب» ولا يقبل التفرد من مثله، لاسيما مع كونه واسطيًا، وقد تفرد به عن ثور بن يزيد الشامي مع كثرة حديثه وأصحابه، فهو كما قال ابن عدي، والعمدة على ما رواه معاوية بن صالح.

- والحديث حسنه الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار (1/ 118). وعزاه الألباني في صفة الصلاة لأحمد وابن أبي شيبة وأبي داود والطبراني في الأوسط وقال: «بسند صحيح وآخر حسن» صفة الصلاة (ص 95).

-[والحديث قال عنه الألباني، في صحيح سنن أبي داود (3/ 249)، وفي صحيح ابن ماجه (1/ 403، وصحيح النسائي (1/ 356) و (3/ 484): «حسن صحيح»]«المؤلف» .

(1)

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (650) بلفظه. والترمذي في 41 - ك الدعوات، 138 - ب، (3681)[تحفة الأشراف (11/ 4)][أحاديث شتى من أبواب الدعوات، 18 - ب، (3845 - 10/ 5) تحفة الأحوذي] وقال: «وانصرني على من يظلمني وخذ منه بثأري» . والحاكم (1/ 523) وقال: «من ظلمني» . و (2/ 142). والبزار (4/ 59/ 3193 - كشف الأستار).

- من طرق عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة به مرفوعًا.

- قال الترمذي: «هذا حديث غريب من هذا الوجه» وفي تحفة الأشراف» حسن غريب من هذا الوجه».

- وقال البزار: «لا نحفظه من حديث محمد بن عمرو إلا عن المحاربي» .

- قلت: يعني عبد الرحمن بن محمد المحاربي- لا بأس به وكان يدلس. التقريب (598) -

ص: 1192

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقد توبع: تابعه: حماد بن سلمة- ثقة. التقريب (268) - عند البخاري في الموضع الثاني.

- وجابر بن نوح- ضعيف. التقريب (192) - عند الترمذي.

- وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم وَلَمْ يخرجاه» .

- قلت: بل حسن، فإن محمد بن عمرو هو ابن علقمة بن وقاص: صدوق له أوهام [التقريب (884) وقد جود إسناد الهيثمي في المجمع (10/ 178). وله شواهد ترفعه إلى الصحيح لغيره.

*وقد ورد هذه الدعاء من حديث: جابر بن عبد الله وعائشة وعبد الله بن الشخير وجرير وأنس ابن مالك وعلي بن أبي طالب.

1 -

أما حديث جابر:

- فيرويه عبد الله بن إدريس عن ليث بن أبي سليم عن محارب بن دثار عن جابر قال: كان رسول الله صلى الله وعليه وسلم يقول: .... فذكره مثله إلا أنه قال» من ظلمني» بدل» عدوي».

- أخرجه البخاري في الأدب المفرد (649). والبزار (4/ 59/ 3194 - كشف الأستار).

- قلت: إسناده ضعيف، فإن ليث بن أبي سليم ضعيف لاختلاطه. [التهذيب (6/ 611). الميزان (3/ 420). التقريب (817)].

- وهو حسن بما قبله.

2 -

وأما حديث عائشة:

- فيرويه حبيب بن أبي ثابت عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله وعليه وسلم يقول: «اللهم عافني في جسدي، وعافني في بصري، واجعله الوارث مني، لا إله إلا الله الحليم الكريم، يبحان رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين» .

- أخرجه الترمذي (3480). والحاكم (1/ 530). وأبو يعلي (8/ 145/ 4690) وابن عدي في الكامل (2/ 408). والخطيب في التاريخ (2/ 137). والبيهقي في الدعوات (260).

- قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب. قال: سمعت محمدًا يقول: حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير شيئًا، والله أعلم» .

- قلت: فهو ضعيف الإسناد، لانقطاعه كما قال البخاري.

* وقد عروا عن عروة: ابنه هشام واختلف عليه فيه:

- فرواه يحي بن سليم الطائفي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به مرفوعًا مثل حديث أبي هريرة.

- أخرجه الطبراني في الدعاء (1453).

- ويحي بن سليم: صدوق سيء الحفظ [التهذيب (9/ 243). الميزان (4/ 383). التقريب (1057)].

- والراوي عنه: يعقوب بن حميد: صدوق ربما وهم، وقيل: كان يوصل الحديث، وأنكر عليه أبو داود أحاديث فطالبه بالأصول فوجدها مغيرة بخط طوي قال: كانت مراسيل فأسندها وزاد=

ص: 1193

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=فيها. [التهذيب (9/ 401). الميزان (4/ 450). الضعفاء الكبير (4/ 446). التقريب (1088)].

- وشيخ الطبراني: أحمد بن عمرو الخلال المكي: لم أقف له على ترجمة.

- تابع الطائفي: أبو المقدام هشام بن زياد عن هشام عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله وعليه وسلم كان إلى أوى إلى فراشه قال: «اللهم متعني بسمعي وبصري وعقلي واجعلها الوارث مني، وانصرني على عدوي، وارني منه ثأري، اللهم أعوذ بك من غلبة الدين ومن الجوع فإنه بئس الضجيع» .

قال: ثم يضطجع.

- أخرجه ابن السني (734). وأبو نعيم في الحلية (2/ 182). والبيهقي في الشعب (4/ 170/ 4701). والمقدسي في الترغيب في الدعاء (104).

- قال أبو نعيم: هذا حديث رواه عن هشام بن عروة عدة، وَلَمْ يسقه هذا السياق إلا هشام بن يزيد، وتفرد به بقوله:«وعقلي» عنه عثمان بن الهيثم. أه. وقال البيهقي: «لفظ» وعقلي» غريب فيه تفرد به أبو المقدام وليس بالقوي. والله أعلم».

- قلت: إسناده ضعيف جدًا، ولا يعتبر به، أبو المقدام هشام بن زياد: متروك [التقريب (1021) والراوي عنه: عثمان بن الهيثم: ثقة تغير فصار يتلقن [التقريب (670)].

- وخالف الطائفي: معمر بن راشد: فرواه عن هشام عن أبيه عروة بن الزبير ان النبي صلى الله وعليه وسلم كان يقول: «اللهم .... » فذكره بمثل حديث أبو هريرة إلا أنه قال: «لا تسلط علي» بدل» وانصرني على».

- أخرجه عبد الرازق في المصنف (10/ 441/ 19640. هكذا مرسلًا.

- ومعمر بن راشد: ثقة ثبت إلا أن في روايته عن هشام بن عروة اضطراب واوهام [التهذيب (8/ 282). التقريب (961)]. ومع هذا فإن روايته هذه أرجح من رواية الطائفي الموصولة، لاسيما:

- وقد رواه مسعر بن كدام عن ابن ذكوان [يعني: عبد الله المعروف بأبي الزناد] عن ابن الزبير [يعني: عروة] قال: كان رسول الله صلى الله وعليه وسلم إذا أوى إلى فراشه، قال:«اللهم متعني بسمعي وبصري واجعله الوارث مني، وقر عيني في حياتي» .

- أخرجه المقدسي في الترغيب في الدعاء (99). وهذا: مرسل صحيح الإسناد.

- وهو ما يرجح رواية معمر المرسلة.

3 -

وأما حديث عبد الله بن الشخير:

- فأخرجه البزار (4/ 60/ 3195 - كشف الأستار) قال: ثنا أيو يزيد عمرو بن يزيد الجرمي ثنا الحسن بن الحكم بن طهمان ثنا سيار أبو الحكم قال: سمعت مطرف بن عبد الله بن الشخير يحدث عن أبيه أن النبي صلى الله وعليه وسلم كان يقول: «اللهم متعني بسمعي وبصري، واجعله الوارث مني» .

- قلت: إسناده ضعيف.

- فيه الحسن بن الحكم بن طهمان: قال أبو حاتم: «حديثه صالح، ليس بذلك، يضطرب» [الجرح والتعديل (3/ 7)] وفي اللسان (2/ 253): «وحديثه صالح، ليس بذاك، مضطرب» وقال الذهبي=

ص: 1194

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= في الميزان (1/ 486): «تلك فيه، وَلَمْ يترك» . وانظر: الكامل (2/ 325). ومغاني الأخيار للعيني (1/ 162). ومجمع الزوائد (10/ 178).

4 -

وأما حديث جرير:

- فأخرجه البيهقي في الشعب (4/ 170/ 4700) بإسناده إلى جرير قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء: «اللهم متعني من الدنيا بسمعي وبصري وعقلي» .

- ثم قال: «هذا إسناد ضعيف» . وفي إسناده من لم أقف له على ترجمة.

5 -

وأما حديث أنس:

- فيرويه يوسف بن عطية قال: جلست إلى يزيد الرقاشي فسمعته يقول: ثنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أصابه رمد أو أحدًا من أهله وأصحابه دعا بهؤلاء الكلمات: «اللهم متعني ببصري واجعله الوارث مني، وأرني في العدو ثأري، وانصرني على من ظلمني» .

- أخرجه الحاكم (4/ 413 - 414). وابن السني (565). وسكت عليه الحاكم وقال في التلخيص: «فيه ضعيفان» .

- قلت: إسناده ضعيف جدًا.

- يزيد: هو ابن أبان الرقاشي. ضعيف [التقريب (1071)].

- ويوسف بن عطية: هو ابن ثابت الصفار البصري: متروك [التهذيب (9/ 439). الميزان (4/ 468) وقال: «مجمع على ضعفه» ولتهمه بوضع حديث. الكامل (7/ 154) وقال: «وعامة حديثه مما لا يتابع عليه». التقريب (1094)].

6 -

وأما حديث على بن أبي طالب:

- فيرويه عبد الله بن جعفر عن موسى بن عقبة عن الحسن بن محمد بن علي عن أبيه عن علي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو يقول: «اللهم متعني بسمعي وبصري حتى تجعله الوارث مني، وعافني في ديني، واحشرني على ما أحييتني، وانصرني على من ظلمني حتى تريني منه ثأري، اللهم إني أسلمت ديني إليك، وخليت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، لا ملجأ منك إلا إليك، آمنت برسولك الذي أرسلت، وبكتابك الذي أنزلت» .

- أخرجه الطبراني في الأوسط (8/ 430/ 7880). وفي الصغير (2/ 225/ 1070 - الروض). وفي الدعاء (1410).

- قلت: إسناده ضعيف، عبد الله بن جعفر: هو ابن نجيح السعدي مولاهم، أبو جعفر المديني: ضعيف [التهذيب (4/ 259). التقريب (497)].

- وقد خولف في إسناده:

- فقد رواه الحاكم (1/ 527) من طريق حفص بن ميسرة عن موسىى بن عقبة عن حسين بن علي ابن الحسين عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بنحوه مرفوعًا.=

ص: 1195

632 -

115 - عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما؛ قَالَ: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِيْشَةً نَقِيَّةً، وَمِيتَةً سَوِيَّةً، وَمَردًا غَيْرَ مُخْزٍ وَلَا فَاصِحٍ»

(1)

.

=- وقال: «صحيح الإسناد وَلَمْ يخرجاه، وحسين بن علي هذا الذي روى عنه موسى بن عقبة، وهو حسين الأصغر الذي أدركه عبد الله بن المبارك وروى عنه حديث مواقيت الصلاة» .

- قلت: هذا إسناد منقطع، رجاله ثقات؛ قال أبو زرعة: علي بن الحسين بن [علي] بن أبي طالب لم يدرك عليًا. [المراسيل (244). جامع التحصيل (539). التهذيب (5/ 669)] والذي يظهر لي أن عبد الله بن جعفر المديني أخطأ في إسناده عن موسى بن عقبة، وأقامه حفص بن ميسرة، والله أعلم.

- وجملة القول أن الحديث صحيح بمجموع شواهده؛ عدا ما كان الضعف فيه شديدًا، والله أعلم.

-[وحديث أبي هريرة صححه العلامة الألباني في صحيح الأدب المفرد (ص 243). وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم (3170)، وحسنه في صحيح الترمذي برقم (3863)، (3/ 188)، الطبعة القديمة، وفي الطبعة الجديدة برقم (3604) (3/ 480) وفي صحيح الجامع برقم (1321]«المؤلف» .

(1)

أخرجه الحاكم (1/ 541). والبزار (4/ 57/ 3186 - كشف الأستار). والطبراني في الدعاء (1435) وقال: «تقية» بالمثناة الفوقية. والقضاعي في مسند الشهاب (1498 و 1499) وهما آخر حديثين فيه.

- من طريق شريك عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر به مرفوعًا.

تنبيه: وقع عند البزار والقضاعي» عبد الله بن عمرو» بدل» عبد الله بن عمر» والخلاف في اسم الصحابي لا يضر، ومجاهد قد ورى عنهما جميعًا.

- قال الحاكم: «صحيح الإسناد وَلَمْ يخرجاه» وتعقبه الذهبي بقوله: «خلاد ثقة، وشريك ليس بحجة» .

- قلت: يعني: خلاد بن يزيد الجعفي الكوفي الراوي للحديث عن شريك، قال عنه في التقريب (303):«صدوق ربما وهم» .

فالإسناد ضعيف؛ لسوء حفظ شريك [انظر: التهذيب (3/ 623). الميزان (2/ 270). التقريب (436)].

- وقد ورد هذا الدعاء ضمن دعاء طويل:

- رواه ليث بن أبي سليم عن مدرك بن عمارة بن عقبة عن عبد الله بن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول: «اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد، اللهم طهر قلبي من الخطايا كما طهرت=

ص: 1196

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين ذنوبي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ونفس لا تشبع، ودعاء لا يسمع، وعلم لا ينفع، اللهم إني أعوذ بك من هؤلاء الأربع. اللهم إني أسألك عيشة تقية، وميتة سوية، ومردًا غير مخزي».

- أخرجه أحمد (4/ 381). وابن صاعد في مسند عبد الله بن أبي أوفى (19).

- قلت: إسناد ضعيف؛ مدرك بن عمارة بن عقبة بن أبي معيط الأموي: ذكره البخاري في التاريخ الكبير (8/ 29. وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 327). وعباس الدوري في التاريخ (3/ 302). وابن حبان في الثقات (5/ 445): من رواية جماعة عنه، أغلبهم متكلم فيه، وَلَمْ يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلً. فهو مجهول الحال. [وانظر: تعجيل المنفعة (ت 1017). وذيل الكاشف (1449)].

- وليث بن أبي سليم: صدوق اختلط جدًا، وَلَمْ يتميز حديثه فترك [التقريب (818)].

- وقد روى حديث عبد الله بن أبي أوفى هذا:

- مجزأة بن زاهر الأسلمي وعبيد بن الحسين وعطاء بن السائب فلم يذكروا فيه قوله صلى الله عليه وسلم:» اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع» إلى قوله: «ومردًا غير مخزي» [راجع الحديث رقم (610)].

- فهي زيادة منكرة تفرد بها مدرك بن عمارة من حديث عبد الله بن أبي أوفى، وإن كان شطره الاول:«اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع» إلى قوله: «اللهم إني أعوذ بك من هؤلاء الأربع» ثابت من حديث جمع من الصحابة منهم أنس وأبو هريرة وعبد الله بن عمرو وزيد ابن أرقم وغيرهم [راجع الحديث رقم (597)]. وأما شطره الثاني: «اللهم إني أسألك عيشة تقية، وميتة سوية، ومردًا غير مخزي» فلم يرو مسندًا- فيما أعلم- إلا من حديث عبد الله بن عمر بإسناد ضعيف، ومن حديث ابن أبي أوفى ولا يثبت من حديثه ولا يصلح شاهدًا لحديث ابن عمر لتفرد مدرك بن عمارة بهذه الزيادة التي لم يروها الثقات من حديث ابن أبي أوفى.

- وقد ورى مرسلًا: رواه ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 192) قال: ثنا جرير عن منصور عن حبيب بن أبي ثابت قال: حدثت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:» اللهم إني أعوذ بك من دعاء لا يسمع، وعلم لا ينفع، وقلب لا يخشع، ونفس لا تشبع، اللهم إني أعوذ بك من شر هؤلاء الأربع. اللهم إني أسألك عيشة سوية، وميتة نقية، ومردًا غير مخزي».

- وهذا المرسل وإن كان صحيح الإسناد، فإنه لا يصلح شاهدًا لحديث ابن عمر لاحتمال أن يكون حبيب أخذه عن مدرك- إذ هما كوفيان تعاصرا- فيرجع مرسل حبيب حينئذ إلى مسند مدرك ابن عمارة، ولا يقال إنه أخذه عن مجاهد أو ابن عمر، فإن هذه الزيادة ليست من حديثهما، وإنما رواها مدرك كما تقدم.

- والحديث ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (1196) وأورده في الضعيفة برقم (2915).

* ثم وجدت الحديث مسندًا من حديث ابن مسعود: أخرجه الطبراني في الاوسط (7/ 306/=

ص: 1197

633 -

116 - عن عبيد بن رفاعة الزرقي عن أبيه قَالَ: لما كَانَ يوم أحد وانكفأ المشركون، قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:«اسْتَوُوْا حَتَّى أُثْنِي عَلَى رَبِّي عز وجل» فصاروا خلفه صفوفًا. فقَالَ: «اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، اللَّهُمَّ لَا قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ، وَلَا بَاسِطَ لِمَا قَبَضْتَ، وَلَا هَادِيَ لِمَنْ أَضْلَلْتَ، وَلَا مُضلَّ لِمَنْ هَدَيْتَ، وَلَا مُعْطِي لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُقَرِّبَ لِمَا بَعَّدْتَ، وَلَا مُبَاعِدَ لِمَا قَرَّبْتَ، اللَّهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ وَرزْقِكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ المُقَيمَ الَّذِي لَا يَحُولُ وَلَا يَزُولُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ يَوْمَ الْعَيْلَةِ، وَالأَمْنَ يَوْمَ الْخَوْفِ، اللَّهُمَّ عَائِذٌ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْطَيْتَنَا، وَشَرِّ مَا مَنَعْتَنَا، اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الإِيمَانَ، وَزَيِّنْةُ في قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ، اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ، وَأَحْينَا مُسْلِمِينَ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ، غَيْرَ خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِينَ، اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ، وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ، وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ، اللَّهُمَّ قَاتِلَ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ، إِلهَ الْحَقِّ، آمِينْ»

(1)

.

= 7572) من طريق نهشل بن سعيد عن الضحاك بن مزاحم عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود به مرفوعًا مطولا.

- وإسناده واهٍ؛ نهشل بن سعيد: متروك، كذبة إسحاق بن راهوية وأبو داود الطيالسي، وقال أبو سعيد النقاش:«روى عن الضحاك الموضوعات» [التهذيب (8/ 550). الميزان (4/ 275). التقريب (1009)].

-[قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 179): «إسناد الطبراني جيد»]«المؤلف» .

(1)

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (6999. والنسائي في عمل اليوم والليلة، (609). والحاكم (3/ 23 - 24). وأحمد (3/ 424). والبزار (2/ 330/ 1800 - كشف الأستار). والطبراني في=

ص: 1198

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=المعجم الكبير (5/ 47/ 4549). وفي الدعاء (1075). وأبو نعيم في الحلية (10/ 127).

- من طريق مروان بن معاوية ثنا عبد الواحد بن أيمن عن عبيد بن رفاعة الزرقي عن أبيه قال: لما كان يوم أحد

فذكره.

- قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين وَلَمْ يخرجاه» وَلَمْ يتعقبه الذهبي.

- وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه، رواه عنه رفاعة بن رافع وحده، ولا نعلم رواه عن عبيد إلا عبد الواحد بن أيمن، وهو رجل مشهور ليس به بأس في الحديث، روى عنه أهل العلم» [البحر الزخار (9/ 176/ 3724)].

- وقال الهيثمي في المجمع (6/ 122): رواه أحمد والبزار واقتصر على عبيد بن رفاعة عن أبيه وهو الصحيح

ورجال أحمد رجال الصحيح. اهـ.

- قلت: تابع مروان: خلاد بن يحيى عن عبد الواحد به.

- أخرجه الحاكم (1/ 506 - 507). وعنه البيهقي في الدعوات (173).

- قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين وَلَمْ يخرجاه» وتعقبه الذهبي بقوله: «لم يخرجا لعبيد وهو ثقة، والحديث- مع نظافة إسناده- منكر، أخاف أن لا يكون موضوعًا، رواه عن خلاد: ابن أبي مسرة» .

- قلت: خلاد قد توبع، تابعه مروان بن معاوية كما تقدم وهو ثقة حافظ [التقريب (932)] إلا أنهما قد خولفا في وصله:

- خالفهما: أبو نعيم الفضل بن دكين فرواه عن عبد الواحد بن أيمن قال: سمعت عبيد بن رفاعة الزرقي قال: لما كان يوم أحد

فذكر نحوه.

- أخرجه النسائي (610).

- هكذا أرسله أبو نعيم ووصله مروان وخلاد، وأبو نعيم أثبت منهما معًا، والذي يظهر من صنيع النسائي أنه مال إلى ترجيح رواية أبي نعيم المرسلة. ويحتمل أن يكون الوهم فيه من عبد الواحد ابن أيمن؛ فقد وثقه ابن معين وقال فيه أبو حاتم:«صالح الحديث» ، وقال النسائي:«ليس به بأس» وجمع ذلك الحافظ في التقريب (630) بقوله: «لا بأس به» .

- وأما عبيد بن رفاعة: فقد قال ابن معين: «له صحبة» ، ونفاها عنه أبو حاتم، وَلَمْ يذكره البخاري في عداد الصحابة فيمن اسمه عبيد من تاريخه الكبير، وذكره مسلم في الطبقة الأولى من التابعين، وقال العجلي:«مدني، تابعي، ثقة» . وذكره أبو نعيم في الصحابة وقال: «مختلف فيه» . وكذا ابن الأثير في أسد الغابة. وقال البغوي: «يقال: إنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم» ورجع ذلك ابن حجر في التهذيب والإصابة، وجزم به في التقريب. وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، ووثقه الذهبي كما تقدم. [انظر: تاريخ ابن معين (2/ 386). والتاريخ الكبير (5/ 477). الجرح والتعديل (5/ 406). الثقات للعجلي (908). الثقات لابن حبان (5/ 133). أسد الغابة (3/ 533). الإصابة=

ص: 1199

634 -

117 - عن طارق بن أشيم رضي الله عنه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم، وأتاه رجل فقَالَ: يَا رسول الله كيف أقول حين أسأل ربي؟ قَالَ: «قل: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي» وَيَجْمَعُ أَصَابِعَهُ إِلَّا الإِبْهَامَ «فَإِنْ هَؤُلَاءِ تَجْمَعَ لَكَ دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ»

(1)

.

635 -

118 - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ قَالَ: كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم إِذَا أنزل عَلَيْهِ الوحي سمع عِنْدَ وجهه كدوي النحل، فأنزل عَلَيْهِ يومًا فمكثنا ساعة فسري عنه، فاستقبل القبلة، ورفع يديه وقَالَ:«اللَّهُمَّ زدنا وَلَا تنقصنا، وأكرمنا وَلَا تهنا، وأعطنا وَلَا تحرمنا، وآثرنا وَلَا تؤثر عَلَيْنَا، وأرضنا وارض عنا» ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «أنزل علي عشر آيات، من أقامهن دَخَلَ الْجَنَّةِ، ثم قرأ: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} حَتَّى ختم عشر آيات»

(2)

.

= (3/ 78). التهذيب (5/ 424). التقريب (649)].

- قلت: وعليه فالصحيح أن الحديث مرسل حسن الإسناد. والله أعلم.

-[والحديث صححه العلامة الألباني في تخريج فقه السيرة (ص 284)، وصحيح الأدب المفرد للبخاري برقم (538) (ص 259)]«المؤلف» .

(1)

تقدم برقم (35). وانظر رقم (34 و 99).

(2)

أخرجه الترمذي في 48 - ك تفسير القرآن، 24 - ب ومن سورة المؤمنون، (3173). والنسائي في الكبرى، 13 - ك الوتر، 62 - ب رفع اليدين في الدعاء، (1439 - 1/ 450). والحاكم (1/ 535) و (2/ 392). والضياء في المختارة (1/ 341 - 342/ 234). وأحمد (1/ 34). وعبد الرزاق (6038). وعبد بن حميد (15). والبزار (1/ 427/ 301 - البحر الزخار). والعقيلي في الضعفاء الكبير (4/ 460). وابن عدي في الكامل (7/ 175). والبيهقي في الدعوات (209). وفي الدلائل (7/ 54 - 55). والبغوي في شرح السنة (5/ 177). وفي التفسير (3/ 301). والمزي في تهذيب الكمال (32/ 509).

- من طريق عبد الرزاق قال: أخبرني يونس بن سليم قال: أملى علي يونس بن يزيد الأيلي عن=

ص: 1200

636 -

119 - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ أَحْسَنْتَ خَلْقِي، فَأَحْسِنْ خُلُقِي»

(1)

.

=ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القارئ سمعت عمر بن الخطاب يقول:

فذكره.

- وبعضهم لم يذكر في الإسناد: يونس بن يزيد الأيلي بين يونس بن سليم وابن شهاب، وذكره أصح.

- قال الترمذي: ومن سمع من عبد الرزاق قديمًا فإنهم إنما يذكرون فيه عن يونس بن يزيد، وبعضهم لا يذكر فيه عن يونس بن يزيد، ومن ذكر فيه يونس بن يزيد فهو أصح، وكان عبد الرزاق ربما ذكر في هذا الحديث يونس بن يزيد وربما لم يذكره، وإذا لم يذكر فيه يونس فهو مرسل. اهـ.

- قال الحاكم: «صحيح الإسناد وَلَمْ يخرجاه» وَلَمْ يتعقبه الذهبي في الموضع الأول وقال في الموضع الثاني: «سئل عبد الرزاق عن شيخه ذا؟ فقال: لا أظنه شيء» .

- قلت: وهو حديث منكر تفرد به يونس بن سليم: قال العقيلي: «لا يتابع على حديثه ولا يعرف إلا به» وقال البخاري في التاريخ الصغير (2/ 236): «قال أحمد: قال عبدالرزاق: يونس بن سليم خير من برق- يعني: عمرو بن برق- قال أحمد: فلما ذكر هذا عند ذاك، علمت أن ذا ليس بشيء، يروى عن يونس بن يزيد» . ورواه ابن عدي في الكامل، وذكره قول يحيى بن معين عنه قال:«ما أعرفه؛ يروى عنه عبد الرزاق» وقال: «يونس بن سليم يعرف بهذا الحديث» .

- وقال أبو حاتم في علل الحديث (2/ 81): «ويونس بن سليم لا أعرفه، ولا يعرف هذا الحديث من حديث الزهري» لذا قال النسائي عقبيه: «هذا حديث منكر، لا نعلم أحدًا رواه غير يونس بن سليم، ويونس بن سليم لا نعرفه، والله أعلم» .

- وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يورى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الإسناد» .

- وضعفه العلامة الألباني في ضعيف الجامع (1208 و 1343). وفي ضعيف الترمذي (620).

-[والحديث حسنه عبد القادر الأرناؤوط في تخريج جامع الأصول (11/ 282) برقم (8847)]«المؤلف» .

(1)

أخرجه ابن حبان (2423 - موارد). وأحمد (1/ 403). والطيالسي (374). وابن سعد في الطبقات (1/ 285). وأبو يعلى في المسند (9/ 9/ 5075) و (9/ 112/ 5181). والخرائطي في مكارم الأخلاق (6 - المنتقى). والطبراني في الكبير (10/ 127). وفي الدعاء (1407). والقضاعي في مسند الشهاب (1472 و 1473). والمزي في تهذيب الكمال (22/ 434).

- من طريق عاصم [وهو ابن سليمان الأحول] عن عوسجة بن الرماح عن عبد الله بن أبي الهذيل عن ابن مسعود به مرفوعًا. =

ص: 1201

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- ووقع عند الخرائطي ومن طريقه القضاعي في أحد إسناديه (1472): «عن أبي مسعود البدري» بدل» عن ابن مسعود»، وقال المناوي في الفيض (2/ 120):«قال الزين العراقي: ووهم من زعم أنه أبو مسعود» .

- قال الهيثمي في المجمع (10/ 173): «رواه أحمد وأبو يعلى

ورجالهما رجال الصحيح، غير عوسجة بن الرماح وهو ثقة».

- قلت: هو كما قال، إلا أن عوسجة قال فيه الدارقطني:«شبه المجهول، لا يروي عنه غير عاصم، لا يحتج به، لكن يعتبر به» .

- وهو وإن وثقه ابن معين وابن حبان، فقد قال فيه علي بن المديني:«وما أظنه إلا كذبًا» [العلل لابن المديني (124). التهذيب (6/ 277). الميزان (3/ 304)].

- قلت: فالإسناد ضعيف.

- وهو حديث غريب من حديث ابن مسعود، لم يروه عنه إلا عبد الله بن أبي الهذيل ولا عن ابن أبي الهذيل إلا رجل مجهول- أعني: عوسجة- تفرد به عاصم.

- وقد اختلف على عاصم في إسناده:

- فرواه عنه هكذا: ثابت بن يزيد الأحوال [ثقة ثبت. التقريب (187)] وجرير بن عبد الحميد [ثقة. التقريب (196)]، وعبد العزيز بن المختار [ثقة. التقريب (615)]، وعلي بن مسهر [ثقة له غرائب بعدما أضر. التقريب (705)]، ومحمد بن فضيل [صدوق عارف. التقريب (889)]، وإسماعيل ابن زكريا [صدوق يخطئ قليلًا. التقريب (139)]، ومحاضر بن المورع [صدوق له أوهام. التقريب (922)].

- وخالفهم: إسرائيل ابن أبي إسحاق [ثقة. التقريب (134)] فرواه عن عاصم عن عبد الله ابن الحارث عن عائشة بنت طلحة عن عائشة به مرفوعًا.

- أخرجه أحمد (6/ 68 و 155). والبيهقي في الشعب (6/ 364/ 8543).

- وسقط من الإسناد في الموضع الثاني لأحمد وعند البيهقي» عائشة بنت طلحة» وقد روت هي وعبد الله بن الحارث كلاهما عن عائشة.

- قلت: هذا الإسناد وإن كان رجاله رجال الشيخين [انظر: مجمع الزوائد (8/ 20)، و (10/ 173)] فإن إسرائيل قد وهم فيه فسلك الجادة، ورواية ثابت بن يزيد ومن معه هي الصواب، والله أعلم.

- وعليه فالحديث ضعيف، والله أعلم.

-[والحديث صححه العلامة الألباني في إرواء الغليل (1/ 115) برقم (74)، وصحيح الجامع برقم (1318)]«المؤلف» .

- وأما تقييد هذا الدعاء بالنظر في المرآة فلا يصح منه شيء. انظر: إرواء الغليل (74) للشيخ الألباني- حفظه الله تعالى-.=

ص: 1202

637 -

120 - عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه؛ قَالَ: مَا حجبني رسول الله منذ أسلمت، وَلَا رآني إلا تبسم في وجهي، ولقد شكوت إِلَيْهِ أني لَا أثبت عَلَى الخيل، فضرب بيده في صدري وقَالَ:«اللَّهُمَّ ثبته واجعله هاديًا مهديًا»

(1)

.

638 -

121 - عن أَبِي هريرة رضي الله عنه؛ عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «من آمن بالله ورسوله، وأقام الصلاة، وصام رمضان، كَانَ حقا عَلَى الله أن يدخله الْجَنَّةِ، هاجر في سبيل الله أَوْ جلس في أرضه الَّتِي ولد فيها» قَالَوا: يَا رسول الله، أفلا ننبئ الناس بذلك. قَالَ:«إن في الْجَنَّةِ مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله، كل درجتين مَا بينهما كَمَا بيم السماء والأرض، فَإِذَا سألتم الله فسلوه الفردوس، فَإِنَّه أوسط الْجَنَّةِ وأعلى الْجَنَّةِ، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الْجَنَّةِ»

(2)

.

=- ويغني عن هذا: ما ورد في حديث علي بن أبي طالب في دعاء الافتتاح عند مسلم وغيره: «واهدني لأحسن الأخلاق، ولا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها، لا يصرف عني سيئها إلا أنت» تقدم برقم (76).

(1)

تقدم تحت الحديث رقم (440)، والحديث الرابع ص 970.

(2)

أخرجه البخاري في 56 - ك الجهاد والسير، 4 - ب درجات المجاهدين في سبيل الله، (2790). وفي 97 - ك التوحيد، 22 - ب {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} ، (7423). والحاكم (1/ 80). وأحمد (2/ 335). وأبو الشيخ في العظمة (2/ 629/ 57). وابن منده في الإيمان (1/ 284/ 136). وفي التوحيد (645 و 646). والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 15 و 159). وفي الأسماء والصفات (2/ 141). وفي الاعتقاد (117). والبغوي في شرح السنة (10/ 346). وفي التفسير (1/ 468).

- من طريق فليح بن سليمان عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة به مرفوعًا.

- وقد اختلف فيه على فليح بن سليمان:=

ص: 1203

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=1 - فرواه يحيى بن صالح الوحاظي [صدوق. التقريب (1057)] ومحمد بن فليح بن سليمان [صدوق يهم. التقريب (889)] وسريج بن النعمان [ثقة عندهم. الميزان (2/ 116). التهذيب (3/ 269)] وسعد بن عبد الحميد بن جعفر [صدوق له أغاليط. التقريب (370)] أربعتهم عن فليح به هكذا.

2 -

ورواه يونس بن محمد المؤدب [ثقة. التقريب (1099)] والهيثم بن جميل [ثقة حافظ. السير (10/ 396). الميزان (4/ 320). التهذيب (9/ 101)] عن فليح عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار أو عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة به مرفوعًا. هكذا على الشك؛ شك فيه فليح.

- قال يونس: ثم حديثنا به فلم يشك [يعني: فليحًا] قال: عطاء بن يسار.

- أخرجه أحمد (2/ 335). والحسين المروزي في زوائد الزهد لابن المبارك (1536). والبيهقي (9/ 159).

3 -

ورواه أبو عامر العقدي عبد الملك بن عمرو [ثقة. التقريب (625)] وعبد الرحمن بن مهدي [ثقة ثبت حافظ. التقريب (601) إن صح الإسناد إليه]. وفزارة بن عمرو [قال الحسيني: «فيه نظر» وقال العراقي: «لا أعرفه» الإكمال (699). ذيل الكاشف (1222)] عن فليح عن هلال عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة به مرفوعًا.

- أخرجه ابن حبان (10/ 471/ 4611) و (16/ 402/ 7390). وأحمد (2/ 335 و 339). وابن بشران في الأمالي (948). وأبو نعيم في الحلية (9/ 47).

- والوهم في ذلك من فليح نفسه، فإن الرواية الثانية- رواية يونس بن محمد- تبين لنا أن فليحًا كان يشك أهو عن عطاء بن يسار أم عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، ثم رجع إلى الصواب فحدث به عن عطاء بن يسار، وهذا يميل بنا إلى الجزم بأنه حدث به أبا عامر العقدي على الوهم فقال:«عن عبد الرحمن بن أبي عمرة» قال الحافظ في الفتح (6/ 15): «وعند فليح بهذا الإسناد [يعني: الذي حدث به أبا عامر العقدي] حديث غير هذا

، فعله انتقل ذهنه من حديث إلى حديث» ولله در الحافظ فلقد أبان عن علة هذا الإسناد؛ فإن الرواة عن فليح- الذين رووا عنه هذا الاختلاف- ثقاب من حيث الجملة، وفليح فيه مقال من جهة حفظه وهو صدوق كثير الخطأ- كما قال الحافظ في التقريب (787) - فالحمل عليه في ذلك فقد دخل له حديث في حديث، ولفليح عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: سبعة أحاديث أخرجها البخاري [(59 و 6496) و (4604) و (2348 و 7519). و (2790 و 7423) و (7280) و (6587) و (5644 و 7466)] وحديث واحد أخرجه الترمذي (3556) وقال: «حسن صحيح» .

- وروى فليح بن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ثمانية أحاديث أخرجها البخاري [(2399 و 4781) و (3443) و (3117) و (3252) و (2378) =

ص: 1204

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= و (2793) و (3229) و (3254)] وأقرب هذه الأحاديث لحديثنا هذا من حيث المعنى هو الحديث الذي أشار إليه الحافظ ابن حجر: «لقاب قوس في الجنة

» الحديث (2793) فركب فليح إسناد هذا على متن ذاك، فانقلب بذلك ال؟ إسناد عليه، وجعل عبد الرحمن بن أبي عمرة بدل عطاء ابن يسار، والله أعلم.

- وللحديث شاهدان:

- الأول: يرويه زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن معاذ بن جبل مرفوعًا.

- أخرجه الترمذي (2530). وابن ماجه (4331). وأحمد (5/ 240 - 241). وعثمان ابن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية (43).

- واختلف فيه على زيد بن أسلم:

1 -

فرواه عبد العزيز بن محمد الدراوردي [صدوق. التقريب (615)] وهشام بن سعد [صدوق له أوهام. التقريب (1021)] وحفص بن ميسرة [ثقة ربما وهم. التقريب (260)] ثلاثتهم عن زيد به هكذا.

2 -

وخالفهم: هماما بن يحيى [ثقة ربما وهم. التقريب (1024)] فرواه عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبادة بن الصامت مرفوعًا بنحوه مختصرًا.

- أخرجه الترمذي (2531). والحاكم (1/ 80). وابن خزيمة في التوحيد (107). والضياء في المختارة (8/ 327 و 328/ 394 - 398). وأحمد (5/ 316 و 321). وابن أبي شيبة (7/ 43). وعبد بن حميد (182).

- فجله همام من مسند عبادة فوهم؛ والصواب: ما رواه الجماعة.

- قال الترمذي- مرجحًا رواية الجماعة-[تحفة الأحوذي (7/ 200)]: «هكذا روى هذا الحديث عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن معاذ بن جبل، وهذا عندي أصح من حديث همام عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبادة بن الصامت. وعطاء لم يدرك معاذ بن جبل، ومعاذ قديم الموت، مات في خلافة عمر» .

- ومن مرجحات رواية الجماعة أيضًا: أن زيد بن أسلم: مدني؛ فرواه عنه مدنيان- من أهل بلده- وهما الدراوردي وهشام بن سعد، وتابعهم عليه أحد الغرباء وهو حفص بن ميسرة الصنعاني نزيل عسقلان، وخالفهم في ذلك أحد الغرباء وهو هماما فإنه بصري، وأهل بلد الرجل أعلم بحديثه من الغرباء، فكيف إذا تابعهم عليه بعض الغرباء! والحديث الذي اشتهر في بلده وخارجها أولى من الذي لم يعرف إلا خارجها. والله أعلم.

- الشاهد الثاني: يرويه محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع قال: حدثنا زيد بن واقد قال: حدثني بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أقام الصلاة وآتى الزكاة ومات لا يشرك بالله شيئًا كان حقًا على الله عز وجل أن يغفر له هاجر أو=

ص: 1205

639 -

122 - عن أَبِي مُوسَى الأشعري رضي الله عنه؛ قَالَ: لما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من حنين بعث أبا عَامِر عَلَى جيش إلى أوطاس، فذكر القصة بطولها، ثُمَّ قَالَ:«فدعا [رسول الله صلى الله عليه وسلم] بماء فتوضأ ثُمَّ رَفَعَ يديه فقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لعبيد أَبِي عامر» ورأيت بياض إبطيه، ثُمَّ قَالَ:«اللَّهُمَّ اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس» فَقُلْتُ: ولي فاستغفر. فقَالَ» اللَّهُمَّ اغْفِرْ لعبد الله بن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مدخلًا كريمًا»

(1)

.

640 -

123 - عن شهر بن حوشب قَالَ: سمعت أم سلمة

=مات في مولده» فقلنا يا رسول الله! ألا نخبر بها الناس فيستبشروا بها؟ فقال: «إن للجنة مائة درجة بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، أعدها الله للمجاهدين في سبيله، ولولا أن أشق على المؤمنين، ولا أجد ما أحملهم عليه، ولا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا بعدي؛ ما قعدت خلف سرية، ولوددت أني أقتل ثم أحيا ثم أقتل» .

- أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 203). والنسائي في المجتبي (6/ 20/ 3132). وفي عمل اليوم والليلة (1127). والطبراني في مسند الشاميين (2/ 208/ 1200).

- وهذا إسناد جيد غريب؛ رجاله ثقات رجال البخاري؛ غير محمد بن عيسى بن سميع: وهو صدوق، مستقيم الحديث، لا بأس به، وقد أنكر عليه حديث واحد، وهو حديث مقتل عثمان، وهو في كتابه عن إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله- أحد الضعفاء- عن ابن أبي ذئب، فرواه على سبيل التدليس عن ابن أبي ذئب وأسقط إسماعيل؛ فتكلموا فيه لأجل هذا [انظر: الميزان (3/ 678). التهذيب (7/ 366). التقريب (886) وقال: «صدوق يخطئ ويدلس ورمى بالقدر» وقد صرح هنا بالسماع فانتفت شبهة تدليسه].

- وبهذا الإسناد- من زيد بن واقد فمن فوقه- أخرج البخاري حديثًا في صحيحه برقم (3661).

- وهو شاهد جيد.

- وروى أيضًا من حديث أبي مالك الأشعري وقيل: عن عبد الرحمن بن غنم وفي سنده ضعف؛ واختلاف.

- أخرجه البخاري في التاريخ (7/ 12). والطبراني في الكبير (3/ 300/ 3464).

(1)

تقدم برقم (431) وبطوله برقم (435).

ص: 1206

تحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يكثر في دعائه أن يَقُولُ: «اللَّهُمَّ مقلب القلوب ثبت قلبي عَلَى دينك» قَالَ: قُلْتُ: يَا رسول الله، أَوْ إن القلوب لتتقلب؟! قَالَ:«نعم، مَا من خلق الله، من بني آدم، من بشر إلا أن قلبه بين إصبعين من أصابع الله، فَإِنْ شاء الله- عز وجل أقامه، وإن شاء الله أزاغه، فنسأل الله رَبَّنَا أن لَا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، ونسأله أن يهب لنا من لدنه رحمه إنه هُوَ الوهاب» قَالَت: قُلْتُ: يَا رسول الله، ألا تعلمني دعوة أدعو بِهَا لنفسي. قَالَ:«بلى، قولي: اللَّهُمَّ رب محمد النبي! اغْفِرْ لِي ذنبي، وأذهب غيظ قلبي، وأجرني من مضلات الفتن مَا أحييتنا»

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد (6/ 302) بلفظه، و (6/ 294) مختصرًا. وعبد بن حميد (1534) بنحوه. وابن جرير الطبري في تفسيره (6/ 214/ 6652) بنحوه. والطبراني في الكبير (23/ 338/ 785 و 786). وفي الدعاء (1258) بنحوه إلى قوله:«إنه هو الوهاب» .

- من طريق عبد الحميد بن بهرام قال: حدثني شهر بن حوشب .. فذكره.

- وقد رواه عن شهر:

1 -

عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين بنحوه إلى قوله: «إنه هو الوهاب» .

- أخرجه ابن خزيمة في التوحيد (ص 81).

2 -

أبو كعب عبد ربه بن عبيد صاحب الحرير بنحوه إلى قوله: «فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ» .

- أخرجه الترمذي (3522). وأحمد (6/ 315). والطيالسي (1608). وابن أبي شيبة في المصنف (10/ 210). وفي الإيمان (56). وابن أبي عاصم في السنة (223 و 232) مختصرًا. والطبراني في الكبير (23/ 334/ 773) مختصرًا، وفي الدعاء (1257).

3 -

مقاتل بن حيان بنحوه إلى قوله: «ما شاء أزاغ، وما شاء أقام» .

- أخرجه الآجري في الشريعة (ص 281).

- فعبد الحميد بن بهرام وإن انفرد بهذه الزيادة من قوله: «فنسأل الله ربنا أن لا يزيغ قلوبنا .. » إلى قوله: «وأجرني من مضلات الفتن ما أحييتنا» فقد تابعه على بعضها [من قوله: «فنسأل الله ربنا

» إلى قوله: «إنه هو الوهاب» ] عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين- وهو ثقة أخرج له الجماعة التقريب (521) -.=

ص: 1207

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وعبد الحميد بن بهرام: صدوق من أثبت أصحاب شهر قال أبو حاتم: «هو في شهر مثل الليث ابن سعد في سعيد المقبري» وقال: «أحاديثه عن شهر صحاح، لا أعلم روى عن شهر بن حوشب احاديث أحسن منها ولا أكثر منها» .

- قلت: وإن كان أبو حاتم لا يحتج بحديثه ولا بحديث شهر؛ فهو معروف بتشدده. وقال يحيى ابن سعيد القطان: «من أراد حديث شهر فعليه بعبد الحميد بن بهرام» وقد أثنى عليه أحمد أيضًا في شهر.

- قلت: فالحمل في هذا التفاوت من حيث الزيادة والنقصان إنما هو على شهر حيث حدث به هكذا وهكذا ولا يقدح ذلك في زيادة عبد الحميد فهو من أثبت الناس فيه.

- وشهر بن حوشب: صدوق حسن الحديث إذا لم يخالف.

- وعليه فالإسناد حسن، والله أعلم. [انظر: الجرح والتعديل (6/ 8). التهذيب (5/ 20) و (3/ 656). التقريب (564 و 441)].

- وقد تقدم بعضه برقم (577).

- وقد وجدت للزيادة التي انفرد بها عبد الحميد عن شهر، شاهدًا من حديث عائشة رضي الله عنها:

- أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (19/ 335 - مصورة الظاهرية) من طريق أبي أحمد الحاكم أنا محمد بن محمد بن سليمان الواسطي نا هشام بن عمار نا عبد الرحمن بن أبي الجون عن مؤذن لعمر [يعني: عمر بن عبد العزيز] عن مسلم بن يسار عن عائشة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان إذا غضب أخذ بأنفها وقال: «يا عويش! قولي: اللهم رب النبي محمد! اغفر ذنبي، وأذهب غيظ قلبي، وأجرني من مضلات الفتن» . أخرجه في ترجمة مؤذن لعمر بن عبد العزيز.

- قلت: وإسناده غريب منكر؛ فإن مسلم بن يسار أيا كان، البصري أو المدني، فهو غير معروف بالرواية عن عائشة رضي الله عنها، وفيه هذا الرجل المبهم، والراوي عنه: وهو عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون: قال عنه ابن عدي في الكامل (4/ 287): «وعامة أحاديثه مستقيمة وفي بعضها بعض الإنكار» قلت: ولعل هذا منها. والراويعنه: وهو هشام بن عمار: صدوق ولما كبر صار يتلقن. والراوي عنه: محمد بن محمد بن سليمان الواسطي، قلت: هو أبو بكر الباغندي: قال عنه الدارقطني: «مخلط، مدلس، يكتب عن بعض أصحابه، ثم يسقط بينه وبين شيخه ثلاثة وهو كثير الخطأ، رحمه الله تعالى» وقال الإسماعيلي: «لا أتهمه ولكنه خبيث التدليس ومصحف أيضًا» وقال ابن مظاهر: «هذا الرجل لا يكذب ولكن يحمله الشره على أن يقول حدثنا، ووجدت في كتبه في مواضع: ذكره فلان، وفي كتابي عن فلان، ثم رأيته يقول: أخرنا» . [سؤالات السهمي (34 و 36 و 108). الميزان (4/ 26). اللسان (5/ 407)].

قلت: فلعل الآفة منه. =

ص: 1208

= - وقد وجدت لمسلم بن يسار ما يدل على أنه لم يسمع من عائشة؛ فقد أخرج الطبراني في الدعاء (1458) من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم [وهو ضعيف من قبل حفظه. التقريب (578). التهذيب (5/ 86)] قال: حدثني مسلم بن يسار أنه بلغه أن نبي الله صلي الله عليه وسلم دخل على عائشة رضي الله عنها فقال: «يا عويش ما لي أراك قد أشرق وجهك؟

» فذكر الحديث.

- فإن يكن هو نفسه، فهو لم يسمع من عائشة رضي الله عنها، وعبد الرحمن بن زياد، إنما يروى عن مسلم بن يسار أبي عثمان الطنبذي: قال الدارقطني: يعتبر به. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي: ولا يبلغ حديثه درجة الصحة، وهو في نفسه صدوق، وقال الحافظ ابن حجر: مقبول. [التهذيب (8/ 165). الميزان (4/ 107). التقريب (941)].

- ولحديث عائشة إسناد آخر.

- أخرجه ابن السني في عمل اليوم الليلة (455) قال: أخبرني محمد بن المهاجر ثنا إبراهيم بن مسعود ثنا جعفر بن عمر ثنا أبو العميس عن القاسم بن محمد بن أبي بكر قال: كانت عائشة رضي الله عنها إذا غضبت

فذكره.

- قلت: جعفر بن عمر مصحف عن جعفر بن عون، ومحمد بن المهاجر: في نسخة: محمد بن أحمد بن المهاجر، وَلَمْ أعرفه. وبقية رجاله ثقات؛ إلا أن أبا العميس عتبة بن عبد الله بن عتبة كوفي غير مشهور بالرواية عن القاسم بن محمد- وهو مدني- وإنما يروي عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود.

- وإنما التعويل على حديث أم سلمة.

- وقد صححه العلامة الألباني في صحيح الترمذي (3/ 447).

-[وسمعت شيخنا عبد العزيز بن عبد الله بن بارز رحمه الله أثناء تقريره على تفسير ابن كثير 2/ 299 عند تفسير قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} يقول عن إسناد الإمام أحمد (6/ 302): «هذا سيد ولد آدم يدعو بهذا الدعاء ونحن أولى بأن ندعو بذلك» ثم قال: «إسناده حسن» وذلك في 22/ 6/ 1417 هـ في جامع سارة بالبديعة في مدينة الرياض]«المؤلف» .

(1)

أخرجه النسائي في 13 - ك السهو، 61 - ب نوع آخر من الدعاء، (1303 - 3/ 54). وابن حبان=

ص: 1209

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (2416 - موارد). والطبراني في الكبير (7/ 353/ 7180). وفي الدعاء (627).

- من طريق حماد بن سلمة عن سعيد بن إياس الجريري عن أبي العلاء- يزيد بن عبد الله بن الشخير- عن شداد بن أوس به مرفوعًا.

- قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات، وحماد بن سلمة ممن سمع من الجريري قبل اختلاطه، إلا أن أبا العلاء لا تعرف له رواية عن شداد بن أوس.

- وقد خولف حماد في إسناده فرواه:

1 -

سفيان الثوري [ثقة حافظ إمام حجة، ممن روى عن سعيد قبل اختلاطه. التقريب (394). التهذيب (3/ 301). الكواكب النيرات (24)] عن الجريري عن أبي العلاء عن رجل من بني حنظلة قال: صحبت شداد بن أوس رضي الله عنه في سفر فقال: ألا أعلمك ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا أن نقول: «اللهم إني أسألك الثبات في الأمر

» فذكره بنحوه وزاد في آخره: «

إنك أنت علام الغيوب» قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من مسلم يأخذ مضجعه يقرأ سورة من كتاب الله إلا وكَّل الله به ملكًا فلا يقربه شيء يؤذيه حتى يهبَّ متى هبَّ» .

- أخرجه الترمذي (3407). والطبراني في الكبير (7/ 7175).

2 -

خالد بن عبد الله أبو الهيثم الطحان الواسطي [ثقة ثبت، وهو ممن روى له الشيخان عن الجريري. التقريب (287). الكواكب النيرات (24)] عن الجريري عن أبي العلاء عن الحنظلي عن شداد بنحوه مرفوعًا.

- أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 7176 و 7177). وأبو نعيم في الحلية (1/ 267).

3 -

بشر بن المفضل [ثقة ثبت، وهو ممن روى له الشيخان عن الجريري. التقريب (171). الكواكب النيرات (24)] عن الجريري عن أبي العلاء عن الحنظلي- وفي رواية: عن رجل من بني مجاشع- عن شداد بنحوه مرفوعًا.

- أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 7178). وفي الدعاء (628 و 629).

4 -

هلال بن حق [مقبول، وهو قديم السماع من الجريري، كما قال ابن السني. التقريب (1026)] عن الجريري عن أبي العلاء عن رجلين من بني حنظلة عن شداد مرفوعًا.

- أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (812). وعنه ابن السني (746) كلاهما بالشطر الأخير من رواية سفيان في ثواب من قرأ سورة عند النوم. والحاكم في معرفة علوم الحديث (ص 45) بالشطر الأول.

5 -

يزيد بن هارون [ثقة متقن، وهو ممن سمع مع الجريري بعد الاختلاط. التقريب (1084). الكواكب النيرات (24)] عن الجريري عن أبي العلاء عن الحنظلي عن شداد مرفوعًا بنحو رواية سفيان مع تقديم وتأخير.

- أخرجه أحمد (4/ 125). ومن طريقه عبد الغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (85). =

ص: 1210

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=6 - عدي بن الفضل [متروك. التقريب (672)] عن الجريري عن أبي العلاء عن رجلين قد سماهما عن شداد بنحوه مرفوعًا.

- أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 7179). وفي الدعاء (626).

- فالراجح- والله أعلم- رواية سفيان وخالد وبشر ويزيد، وعليه فالإسناد ضعيف؛ لأجل ذلك الرجل المبهم.

- وللحديث طرق أخرى عن شداد.

* الأولى: عن الأوزاعي، واختلف عليه فيه:

- فرواه سويد بن عبد العزيز ثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي عبيد الله مسلم بن مشكم قال: خرجت مع شداد بن أوس، فنزلنا منزل مرج الصفر، فقال: ائتوني بالسفرة نعبث بها، فكان القوم يحفظونها منه، فقال: يا بني أخي، لا تحفظوها عني، ولكن احفظوا مني ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا اكتنز الناس الدنانير والدراهم فاكتنزوا هؤلاء الكلمات: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر

فذكره إلى قوله: «علام الغيوب» .

- أخرجه ابن حبان (2418 - موارد). والطبراني في الكبير (7/ 345/ 7157). وفي الدعاء (630) وأبو نعيم في الحلية (1/ 266). وابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 276 مختصر ابن منظور).

- قلت: سويد بن عبد العزيز: ضعيف جدًا [التهذيب (3/ 562). الميزان (2/ 251) وقال: «واهٍ جدًا». التقريب (424)] وقد خالف عامة أصحاب الأوزاعي إذ رووه بدون ذكر مسلم بن مشكم، منقطعًا، وهو الصواب.

- رواه: روح بن عبادة [ثقة فاضل. التقريب (329)][عند أحمد (4/ 123)] وعيسى بن يونس [ابن أبي إسحاق السبيعي: ثقة مأمون. التقريب (773)][عند ابن أبي شيبة (10/ 271) ويحيى بن عبد الله [ابن الضحاك البابلتي: ضعيف وَلَمْ يسمع من الأوزاعي. التهذيب (9/ 256). التقريب (1060)][عند أبي نعيم في الحلية (1/ 266) و (6/ 77)] ، ثلاثتهم عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن شداد بن أوس به مرفوعًا.

- قال أبو نعيم: «هكذا رواه يحيى وعامة أصحاب الأوزاعي عنه مرسلًا، وجوَّده عنه سويد بن عبد العزيز» .

- قلت: فالإسناد من هذا الطريق منقطع.

* الثانية: من طريق عمر بن يونس بن القاسم اليمامي ثنا عكرمة بن عمار قال: سمعت شدادًا أبا عمار- يحدث عن شداد بن أوس رضي الله عنه وكان بدويًا، قال: بينما هم في سفر

فذكر القصة إلى قوله: ليس كذلك قال محمد صلى الله عليه وسلم ولكن قال: «يا شداد إذا رأيت الناس يكنزون الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات: اللهم أسألك التثبيت في الأمور

» فذكره إلى قوله: «إنك=

ص: 1211

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أنت علام الغيوب» وزاد» وخلقًا مستقيمًا».

- أخرجه الحاكم (1/ 508) ، وعنه البيهقي في الدعوات (212).

- قلت: إسناده ضعيف؛ فإن الراوي عن عمر بن يونس، هو محمد بن سنان بن يزيد القزاز: ضعيف [التهذيب (7/ 193). التقريب (851)].

* الثالثة: من طريق إسماعيل بن عياش ثنى محمد بن يزيد الرحبي عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا شداد بن أوس إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر

» فذكره إلى قوله: «وأنت علام الغيوب» .

- أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 335 - 336/ 7135). وفي الدعاء (631) وعنه أبو نعيم في الحلية (1/ 266). ومن طريقه: ابن عساكر في تاريخ دمشق (56/ 274).

- قلت: محمد بن يزيد الرحبي: ذكره البخاري في التاريخ الكبير (1/ 261). وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 127) ، من رواية ثلاثة من الثقات عنه، وَلَمْ يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حيان في الثقات (9/ 35).

- قلت: فهو مستور، وقد سمع من أبي الأشعث الصنعاني كما في التاريخ.

- وإسماعيل بن عياش: روايته عن أهل الشام مستقيمة، وهذا منها فإن محمد بن يزيد: دمشقي.

- وعليه: فالإسناد فيه ضعيف يسير، وهو جيد في الشواهد والمتابعات.

* الرابعة: قال الطبراني في الدعاء (632): ثنا حفص بن عمر الرقي ثنا حفص بن عمر الحوضي ثنا مرجي بن رجاء عن حسين بن ذكوان عن عبد الله بن بريدة عن بُشَير بن كعب العدوي عن شداد ابن أوس الأنصاري رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا شداد ابن أوس، إذا كنز الناس الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر .. وأسألك الغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم .. واستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب، اللهم لا تدع لي ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا فرجته، ولا كربًا إلا نفسته، ولا ضرًا إلا كشفته، ولا دينًا إلا قضيته، ولا عدوًا إلا أهلكته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها يا أرحم الراحمين» .

- قلت: لولا حفص بن عمر الرقي لكان إسناد حسنًا، فإن حفص بن عمر الرقي قال عنه أبو أحمد الحاكم:«حدث بغير حديث لم يتابع عليه» .

- قلت: وهو هنا قد تفرد بهذا الإسناد الغريب. [الميزان (1/ 566). اللسان (2/ 400)].

* الخامسة: من طريق محمد بن أبي معشر ثنا أبي ثنا محمد بن عبد الله الشعيثي قال: شيع شداد غزاة فدعوه إلى سفرهم فذكر القصة وخالف الجماعة في سياقها، ثم ذكر الحديث مرفوعًا بنحوه.

- أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 267). =

ص: 1212

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- قلت: إسناده ضعيف، وفيه انقطاع.

- أبو معشر هو نجيح بن عبد الرحمن السندي: ضعيف [التقريب (998)] ومحمد بن عبد الله بن المهاجر الشعيثي لم يدرك شداد بن أوس، فإن محمد بن عبد الله الشعيثي مات بعد سنة أربع وخمسين ومائة، وشداد بن أوس: قيل: مات سنة (41) وقيل: (58) وقيل: (64). [التهذيب (3/ 604)].

* السادسة: من طريق إسحاق بن راهوية ثنا عبد الوهاب الثقفي ثنا برد بن سنان عن سليمان ابن موسى أن شدادًا

فذكر قصة السفرة، ثم ذكر الحديث بنحوه موقوفًا على شداد.

- أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 265).

- قلت: في إسناده ضعف وهو منقطع: فإن سليمان بن موسى هو الأموي مولاهم أبو أيوب: ليس له رواية عن شداد، وعلى أقل تقدير فإن بين موتهما (51) سنة وعلى أقصى تقدير:(78) سنة.

- قال أبو مسهر: «لم يدرك سليمان بن موسى كثير بن مرة، ولا عبد الرحمن بن غنم» قلت: وعبد الرحمن بن غنم مات سنة (78) أي بعد شداد بمدة، فعدم إدراك سليمان لشداد أولى.

- وسليمان بن موسى: صدوق فقيه في حديثه بعض لين وخولط قبل موته بقليل. [التهذيب (3/ 510). التقريب (414*].

- قلت: وبالجملة فإن الحديث حسن، بمجموع طرقه، بدون قيد الصلاة، وبدون ثواب من قرأ سورة عند النوم.

- وحديث ثواب من قرأ سورة عند النوم: ضعف إسناده النووي في الأذكار، وقال الحافظ في تخريج الأذكار [الفتوحات الربانية (3/ 163)]: حديث حسن،

ثم قال: هذه طرق يقوى بعضها بعضًا يمنع معها إطلاق القول بضعف الحديث، وإنما صححه ابن حبان والحاكم لأن طريقتهما عدم التفرقة بين الصحيح والحسن اهـ.

- والحديث ضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (675) وضعيف النسائي (70) وضعيف الجامع (1190) و (5218). وغيرها.

- وروى من حديث البراء بن عازب بإسناد شديد الضعف.

- أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 25/ 1172). وفي الأوسط (7/ 248/ 7408)؛ قال: حدثنا محمد بن أبا الأصبهاني ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا موسى بن مطير عن أبي إسحاق قال: قال لي البراء بن عازب: ألا أعلمك دعاءً علمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: «إذا رأيت الناس قد تنافسوا الذهب والفضة فادع بهذه الدعوات: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر

فذكره بدعوه.

- وهذا باطل بهذا الإسناد؛ موسى بن مطير: متروك واهٍ، كذبه ابن معين [الميزان (4/ 223). اللسان (6/ 153)] وإسماعيل بن عمرو البجلي: ضعيف صاحب غرائب ومناكير [التهذيب (1/=

ص: 1213

642 -

125 - اللَّهُمَّ آتني الحكمة الَّتِي من أوتيها فَقَدْ أوتى خيرًا كثيرًا.

(1)

.

643 -

126 - اللَّهُمَّ صل وسلم عَلَى نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

(2)

= 330). الميزان (1/ 239). اللسان (1/ 474)].

(1)

مأخوذ من قوله تعالى: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} [البقرة: 269].

- وقد تم هذا الدعاء مختصرًا: من حديث ابن عباس رضي الله عنهما حين دعا له النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «اللهم آته الحكمة» انظر: الحديث رقم (439).

(2)

لما ورد في الحديث: «كل دعاء محجوب حتى يُصلى على محمد صلى الله عليه وسلم وآل محمد صلى الله عليه وسلم» . انظر: الحديث رقم (411).

ص: 1214