المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ دعوة من أحبه الله ورضي عنه: - الذكر والدعاء والعلاج بالرقى من الكتاب والسنة - ت ياسر فتحي - جـ ٣

[سعيد بن وهف القحطاني - ياسر فتحي]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الثاني: الدعاء من الكتاب والسنة

- ‌الفصل الأول: مفهوم الدعاء وأنواعه

- ‌المبحث الأول: مفهوم الدعاء

- ‌المبحث الثاني: أنواع الدعاء

- ‌الفصل الثاني: فضل الدعاء

- ‌الفصل الثالث: شروط الدعاء وموانع الإجابة

- ‌المبحث الأول: شروط الدعاء

- ‌المبحث الثاني: موانع إجابة الدعاء

- ‌المانع الأول: التوسع فِي الحرام: أكلًا، وشربًا، ولبسًا، وتغذية

- ‌المانع الثاني: الاستعجال وترك الدعاء:

- ‌المانع الثالث: ارتكاب المعاصي والمحرمات:

- ‌المانع الرابع: ترك الواجبات الَّتِي أوجبها الله:

- ‌المانع الخامس: الدعاء بإثم أَوْ قطيعة رحم

- ‌المانع السادس: الحكمة الربانية فيعطي أفضل مما سأل:

- ‌الفصل الرابع: آداب الدعاء وأماكن وأوقات الإجابة

- ‌المبحث الأول: آداب الدعاء

- ‌ يبدأ بحمد الله، ويصلى عَلَى النبي صلى الله عليه وسلم ويختم بذلك:

- ‌ الدعاء فِي الرخاء والشدة:

- ‌ لَا يدعو عَلَى أهله، أَوْ ماله أَوْ ولده، أَوْ نفسه:

- ‌ يخفض صوته من الدعاء بين المخافتة والجهر:

- ‌ يتضرع إِلَى الله فِي دعائه:

- ‌ يلح عَلَى ربه فِي دعائه:

- ‌ يتوسل إِلَى الله بأنواع التوسل المشروعة:

- ‌أنواع التوسل المشروع ثلاثة:

- ‌النوع الأول: التوسل فِي الدعاء باسم من أسماء اللهُ تَعَالَى أَوْ صفة من صفاته

- ‌النوع الثاني: التوسل إِلَى اللهُ تَعَالَى بعمل صالح قام بِهِ الداعي

- ‌النوع الثالث: التوسل إِلَى اللهُ تَعَالَى بدعاء الرجل الصالح الحي الحاضر:

- ‌ الاعتراف بالذنب والنعمة حال الدعاء:

- ‌ عدم تكلف السجع فِي الدعاء:

- ‌ الدعاء ثلاثًا:

- ‌ استقبال القبلة:

- ‌ رَفَعَ الأيدي فِي الدعاء:

- ‌ الوضوء قَبْلَ الدعاء أن تيسر:

- ‌ البكاء فِي الدعاء من خشية اللهُ تَعَالَى:

- ‌ إظهار الافتقار إِلَى اللهُ تَعَالَى، والشكوى إِلَيْهِ:

- ‌ يبدأ الداعي بنفسه إِذَا دَعَا لغيره:

- ‌ لَا يعتدي فِي الدعاء:

- ‌ التوبة ورد المظالم:

- ‌ يدعو لوالديه مَعَ نفسه:

- ‌ يدعو للمؤمنين والمؤمنات مَعَ نفسه:

- ‌ لَا يسأل إلا الله وحده:

- ‌المبحث الثاني: أوقات وأحوال وأوضاع الإجابة

- ‌ ليلة القدر:

- ‌ دبر الصلوات المكتوبات:

- ‌ جوف اللَّيْلِ الآخر:

- ‌ بين الأذان والإقامة:

- ‌ عِنْدَ النداء للصلوات المكتوبات:

- ‌ عِنْدَ إقامة الصلاة:

- ‌ عِنْدَ نزول الغيث وتحت المطر:

- ‌ عِنْدَ زحف الصفوف فِي سبيل الله:

- ‌ ساعة من كل ليلة:

- ‌ ساعة من ساعات يوم الجمعة:

- ‌ عِنْدَ شرب ماء زمزم مَعَ النية الصالحة:

- ‌ فِي السجود:

- ‌ عِنْدَ الاستيقاظ من النوم ليلًا والدعاء بالمأثور:

- ‌ عِنْدَ الدعاء بـ» دعوة ذي النون»:

- ‌ عِنْدَ الدعاء فِي المصيبة بالمأثور:

- ‌ عِنْدَ دعاء الناس بعد وفاة الميت:

- ‌ عِنْدَ قولك فِي دعاء الاستفتاح:

- ‌ عِنْدَ قولك فِي دعاء الاستفتاح:

- ‌ عِنْدَ قراءة الفاتحة فِي الصلاة بالتدبر:

- ‌ عِنْدَ رَفَعَ الرأس من الركوع وقولك:

- ‌ عِنْدَ التأمين فِي الصلاة إِذَا وافق قول الملائكة:

- ‌ عِنْدَ قولك فِي رفعك من الركوع: «اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الحمد»

- ‌ بعد الصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم فِي التشهد الأخير:

- ‌ عِنْدَ قولك قَبْلَ السلام فِي الصلاة:

- ‌ وكذلك وكذلك عِنْدَ قولك:

- ‌ وكذلك عِنْدَ الدعاء بهذا الدعاء:

- ‌ عِنْدَ دعاء المسلم عقب الوضوء بالماثور:

- ‌ عِنْدَ الدعاء يوم عرفة فِي عرفة للحاج:

- ‌ الدعاء بعد زوال الشمس قَبْلَ الظهر:

- ‌ فِي شهر رمضان:

- ‌ عِنْدَ اجتماع المسلمين فِي مجالس الذكر:

- ‌ عِنْدَ صياح الديكة:

- ‌ حالة إقبال القلب علي الله واشتداد الإخلاص:

- ‌ الدعاء فِي عشر ذي الحجة:

- ‌المبحث الثالث: أماكن تجاب فِيهَا الدعوات

- ‌ عِنْدَ رمي الجمرة الصغري والوسطي ايام التشريق:

- ‌ الدعاء داخل الكعبة أَوْ داخل الحجر:

- ‌ الدعاء علي الصفا والمروة للمعتمر والحاج:

- ‌ الدعاء عِنْدَ المشعر الحرام يوم النحر للحاج:

- ‌ دعاء الحاج فِي عرفة يوم عرفة

- ‌الفصل الخامس: اهتمام الرسل بالدعاء واستجابة الله لهم

- ‌ آدم صلى الله عليه وسلم:

- ‌ نوح صلى الله عليه وسلم:

- ‌ إبراهيم صلى الله عليه وسلم:

- ‌ أيوب صلى الله عليه وسلم:

- ‌ يونس صلى الله عليه وسلم:

- ‌ زكريا صلى الله عليه وسلم:

- ‌ يعقوب صلى الله عليه وسلم:

- ‌ يوسف صلى الله عليه وسلم:

- ‌ مُوسَى صلى الله عليه وسلم:

- ‌ محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه:

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك رضي الله عنه

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأم أَبِي هريرة

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم لعروة بن أَبِي الجعد البارقي

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم علي بعض أعدائه

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم علي سراقه بن مالك رضي الله عنه

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم يوم بدر

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم يوم حنين

- ‌الفصل السادس: الدعوات المستجابات

- ‌ دعوة المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب:

- ‌ دعوة المظلوم:

- ‌ دعوة الوالد لولده

- ‌ دعوة الوالد عَلَى ولده

- ‌ دعوة المسافر:

- ‌ دعوة الصائم:

- ‌ دعوة الصائم حين يفطر

- ‌ الإمام العادل:

- ‌ دعوة الولد الصالح:

- ‌ دعوة المستيقظ من إِذَا دَعَا بالمأثور:

- ‌ دعوة المضطر:

- ‌ دعوة من بات طاهرة عَلَى ذكر الله:

- ‌ دعوة من دَعَا بدعوة ذي النون:

- ‌ دعوة من أصيب إِذَا دَعَا بالمأثور:

- ‌ دعوة من دَعَا بالاسم الأعظم

- ‌ دعوة الولد البار بوالديه:

- ‌ دعوة الحاج

- ‌ دعوة المعتمر

- ‌ دعوة الغازي في سبيل الله:

- ‌ دعوة الذاكر لله كثيرًا:

- ‌ دعوة من أحبه الله ورضي عنه:

- ‌الفصل السابع: أهمية الدعاء ومكانته في الحياة

- ‌المبحث الأول: افتقار العباد وحاجتهم إلى ربهم

- ‌المبحث الثاني: أهم مَا يسأل العبد ربه

- ‌ سؤال الله الهداية

- ‌ سؤال مغفرة الذنوب

- ‌ سؤال الله الْجَنَّةِ والاستعاذة بِهِ من النار

- ‌ سؤال الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة

- ‌ سؤال اللهُ تَعَالَى الثبات عَلَى دينه وحسن العاقبة في الأمور كلها

- ‌ سؤال اللهُ تَعَالَى دوام النعمة والاستعاذة بِهِ من زوالها، وأعظم النعم نعمة الدين

- ‌ الاستعاذة بالله من جهد البلاء وردك الشقاء، وسوء القضاء وشماته الأعداء

- ‌الفصل الثامن: الدُّعَاءُ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ

الفصل: ‌ دعوة من أحبه الله ورضي عنه:

21 -

‌ دعوة من أحبه الله ورضي عنه:

531 -

1 عن أَبِي هريرة رضي الله عه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَليًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِل حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مسَاءَتَهُ»

(1)

.

(1)

أخرجه البخاري في 81 - ك الرقاق، 38 - ب التواضع، (6502). وابن حبان (2/ 58/ 347). وأبو نعيم في الحلية (1/ 4). والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 346) و (10/ 219). وفي الأسماء والصفات (2/ 251). وفي الأربعين الصغرى (34). وفي الزهد (696). والبغوي في شرح السنة (5/ 19/ 1248). واللالكائي في كرامات الأولياء (43). والمزي في تهذيب الكمال (26/ 96). والذهبي في الميزان (1/ 641). وفي تذكرة الحفاظ (2/ 907 و 1085) و (4/ 1463). وفي السير (16/ 6).

- من طريق خالد بن مخلد القطواني ثنا سليمان بلال حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء عن أبي هريرة به مرفوعًا.

- وعطاء: هو ابن يسار، وقيل: هو ابن أبي رباح. والأول أصح وعليه نبه الخطيب وبه قال المزي والذهبي وابن حجر. ووقع كذلك في بعض نسخ صحيح البخاري كما قال ابن رجب وابن حجر.

- وهذا الحديث قد انتقده الذهبي في الميزان (1/ 641) في ترجمة خالد بن مخلد فقال: «ومما انفرد به ما رواه البخاري في صحيحه عن ابن كرامة عنه،

ثم ساقه بإسناده، ثم قال: فهذا حديث غريب جدًا، لولا هيبة الجامع الصحيح لعدوه في منكرات خالد بن مخلد، وذلك لغرابة لفظه ولأنه مما ينفرد به شريك، وليس بالحافظ، وَلَمْ يرو هذا المتن إلا بهذا الإسناد، ولا خرجه من عدا البخاري، ولا أظنه في مسند أحمد. وقد اختلف في عطاء فقيل: هو ابن أبي رباح، والصحيح أنه عطاء بن يسار». وقال في السير (16/ 6):«غريب جدًا، مداره على ابن كرامة» .

- قال الحافظ في الفتح (11/ 349) - بعد أن نقل كلام الذهبي بشيء من الاختصار- قلت: ليس هو في مسند أحمد جزمًا، وإطلاق أنه لم يرو هذا المتن إلا بهذا الإسناد مردود، ومع ذلك فشريك شيخ شيخ خالد فيه مقال أيضًا، وهو راوي حديث المعراج الذي زاد فيه ونقص، وقدم=

ص: 1084

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخر، وتفرد فيه بأشياء لم يتابع عليها

، ولكن للحديث طرق أخرى يدل مجموعها على أن له أصلًا. اھ. ثم ذكر له ثمانية شواهد: عن عائشة وأبي أمامة وعلى وابن عباس وأنس وحذيفة ومعاذ بن جبل ووهب بن منبه مقطوعًا. وذكر مخرجيها وتكلم على أسانيدها. وانظر: [الأنوار الكاشفة (193 - 194) للعلامة المعلمى].

- قلت: ووجدته عند عبد الرازق في المصنف (11/ 192/ 20301) عن الحسن البصرى مقطوعًا. وعند أبي يعلى (12/ 7087) عن ميمونة مرفوعًا، وفي إسناده كذاب [مجمع (10/ 269)].

- وأقوى هذه الشواهد صلاحية:

- حديث عائشة رضي الله عنها: وله طريقان:

- الأول: عن عبد الواحد بن ميمون مولى عروة ـ ويكنى أبا حمزة ـ عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «قال الله عز وجل: من أذل لي وليًا فقد استحل محاربيتي،

» فذكره بنحوه لكن قال: «و إن دعانى أجبته» بدل» ولئن استعاذني لأعيذنه»

- أخرجه أحمد (6/ 256). وابن أبي الدنيا في "الأولياء"(45). وابن أبي عاصم في السنة (414). والبزار (4/ 241 - 242 و 248/ 3627 و 3647 - كشف الأستار). وأبو نعيم في الحلية (1/ 5). والقضاعى في مسند الشهاب (1457). والبيهقى في الزهد (698 و 699).

- وإسناده ضعيف جدًا: فإن عبد الواحد بن ميمون: متروك [انظر: التاريخ الكبير (6/ 58). التاريخ الصغير (2/ 61 - 62). الجرح والتعديل (6/ 24). المجروحين (2/ 155). المعرفة والتاريخ (3/ 66). الضعفاء والمتروكين للنسائي (390). وللارقطنى (344). وسؤالات البرقانى (308). الميزان (2/ 676). اللسان (4/ 98)].

- وقد أخطأ الهيثمى فنسبه في المجمع (10/ 269) لابن قيس، والصحيح أنه ابن ميمون كما ورد التصريح بذلك في رواية البزار وكلام الطبرانى. وانظر المصادر السابقة والصحيحة (4/ 187).

- فهذه الطريق لا يعتبر بها وإنما التعويل على التي بعدها.

- الثانى: قال الطبراني في الأوسط (10/ 163/ 9348): ثنا هارون بن كامل ثنا سعيد بن أبي

مريم ثنا إبراهيم بن سويد ثنى أبو حزرة يعقوب بن مجاهد أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة مرفوعًا بنحو الذي قبله. قال الطبراني: لم يروه عن أبي حزرة إلا إبراهيم، ولا عن عروة إلا أبو حزرة وعبد الواحد بن ميمون. اھ.

- قال الهيثمي في المجمع (10/ 269): ورجال الطبرانى في الأوسط رجال الصحيح غير شيخه هارون بن كامل. اھ. وتبعه السيوطي في «القول الجلى في حديث الولي» [الحاوى للفتاوى (2/ 94)]. وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (2/ 218): وهذا أيضاّ إسناده جيد، ورجاله كلهم ثقات، مخرج لهم في الصحيح سوى شيخ الطبراني فإنه لا يحضرني الآن معرفة حاله. اھ.

ص: 1085

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- قلت: يعقوب بن مجاهد: أخرج له مسلم والبخاري في الأدب المفرد، وإبراهيم بن سويد: أخرج له البخاري دون مسلم.

- قال العلامة الألباني- رحمه الله تعالى- في الصحيحة (4/ 186): «و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات معروفون مترجمون في التهذيب غير هارون بن كامل وهو المصرى كما في» معجم لطبرانى الصغير» (ص 232)، وَلَمْ أجد له ترجمة، فلولاه لكان الإسناد جيداّ، لكن الظاهر من كلام الطبراني السابق أنه لم يتفرد به، فإنه ذكر التفرد لإبراهيم شيخ شيخه".

- ثم قال في ص (187): " وجملة القول في حديث عائشة هذا أنه لا بأس به في الشواهد من

الطريق الأخرى، إن لم يكن لذاته حسنًا".

- فهذا أصلحها إسنادًا، وأما بقية الشواهد فلا تصلح للاستشهاد إما للضعف الشديد في أسانيدها، وإما لقصورها عن الشهادة من جهة المتن. والله أعلم.

- وحديث أبي هريرة صححه البخاري، وابن حبان فقد قال في الصحيح بعده: «لا يعرف لهذا

الحديث إلا طريقان اثنان: هشام الكناني عن أنس، وعبد الواحد بن ميمون عن عروة عن عائشة،

و كلا الطريقين لا يصح، وإنما الصحيح ما ذكرناه».

- وَلَمْ ينتقده الدارقطني على البخاري حيث لم يورده في كتابه التتبع، وَلَمْ يدخله كذلك في كتابه

الأفراد؛ مما يدل على موافقته للبخاري في تصحيحه، والله أعلم.

- وانظر الكلام على هذا الحديث وشواهده في الفتح (11/ 349). وجامع العلوم والحكم (2/

217 -

220). و «القول الجلى في حديث الولي" للسيوطي ضمن» الحاوي للفتاوى (2/ 9295). والسلسلة الصحيحة للألباني (1640).

- وقد أخرج البيهقي بإسناده في الزهد (697) وفي الأسماء والصفات (2/ 252) في الأربعين

الصغرى ص (76): قال الجنيد في معني قوله: "يكره الموت وأكره مساءته": يريد لما يلقى من عيان الموت وصعوبته وكربه، ليس أن أكره له الموت، لأن الموت يورده إلى رحمته ومغفرته".

- وانظر: جامع العلوم والحكم (2/ 239 - 242).

- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى (18/ 129 - 131) ضمن كلام طويل:"هذا حديث شريف، وهو أشرف حديث روى في صفة الأولياء، وقد رد هذا الكلام طائفة وقالوا: إن الله لا يوصف بالتردد،

فرد قولهم الباطل بحجة قوية إلى أن قال: فالرب مريد لموته لما سبق به قضاؤه، وهو مع ذلك كاره لمساءة عبده، وهي المساءة التى تحصل له بالموت، فصار الموت مرادًا للحق من وجه، مكروهًا من وجه، وإن كان لابد من ترجح أحد الجانبين، كما ترجح إرادة الموت، لكن مع وجود كراهة مساءة عبده، وليس إرادته لموت المؤمن الذي يحبه ويكره مساءته، كإرادته لموت الكافر الذي يبغضه ويريد مساءته".

- وانظر أيضًا: المجموع (10/ 58 - 59). وغيرها.

ص: 1086

وهذا المحبوب المقرب الَّذِي لَهُ عِنْدَ الله منزلة عظيمة إِذَا سأل الله شيئًا أعطاه، وإن استعاذ بِهِ من شَيْءٍ أعاذه، وإن دعاه أجابه، فيصير مجاب الدعوة لكرامته عَلَى ربه عز وجل، وقَدْ كَانَ كثير من السلف الصالح معروف بإجابه الدعوة

(1)

.

532 -

2 - وفى الصحيحين أن الربيع بنت النضر كسرت ثنية جارية فعرضوا عليهم الأرش فأبوا، فقضى بينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقصاص، فقَالَ أنس بن النضر: أتكسر ثنية الربيع؟ والذى بعثك بالحق لَا تكسر ثنيتها، فرضى القوم وأخذوا الأرش، فقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ»

(2)

533 -

3 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «كَمْ مِنْ عِيفٍ مُتَضَعَّفٍ

(3)

ذِي طِمْرَيْنِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ مِنْهُمُ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ»

(4)

. ولفظه عِنْدَ الترمذي: «كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغَبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ

(5)

لَا يُؤْبَهُ لَهُ

(6)

لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ مِنْهُمْ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ»

(7)

.

534 -

4 - وكَانَ الحرب إِذَا اشتدت عَلَى المسلمين في الجهاد

(1)

انظر: جامع العلوم والحكم (2/ 233 - 239).

(2)

تقدم تحت الحديث رقم (361) برقم (1).

(3)

الذي يتضعفه الناس ويتجبرون عليه في الدنيا للفقر ورثاثة الحال.

(4)

تقدم تحت الحديث رقم (406).

(5)

ذى طمرين: أي صاحب ثوبين خلقين.

(6)

لا يؤبه له: لا يبالى به ولا يلتفن إليه.

(7)

تقدم تحت الحديث رقم (406).

ص: 1087

يقولون: يَا براء أقسم عَلَى ربك، فيقول: يارب أقسمت عَلَيْكَ لما منحتنا أكتافهم، فيهزم العدو، فَلَمَّا كَانَ يوم تستر قَالَ: أقسمت عَلَيْكَ يارب لما منحتنا أكتافهم وجعلتنى أول شهيد، فمنحوا أكتافهم وقتل البراء شهيدًا

(1)

و قَدْ ذكر ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم أمثلة كثيرة عَلَى استجابة اللهُ تَعَالَى لكثير من عباده المؤمنين

(2)

، وشيخ الإسلام ذكر أمورًا عظيمة من ذَلِكَ فى كتابه الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان

(3)

، وأَبُو بكر بن أبى الدنيا ذكر في كتابه " كتاب مجابى الدعوة" أمورًا عظيمة

(4)

.

(1)

أخرج هذه القصة إثر حديث أنس بن مالك المتقدم: الحاكم (3/ 292). والضياء في المختارة (7/ 217/ 2659). وابن عدي في الكامل (3/ 314). واللالكائي في كرامات الأولياء (106). وأبو نعيم في الحلية (1/ 6 - 7 و 350). والبهقى في الشعب (7/ 331/ 10483). وفي الاعتقاد

- من ثلاث طرق عن أنس تقدم الكلام عليها تحت الحديث رقم (400).

(2)

انظر: جامع العلوم والحكم ص (348 - 356).

(3)

ص (306 - 320).

(4)

ذكر مائة وثلاثين إجابة ص (17 - 18).

ص: 1088