المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم لعروة بن أبي الجعد البارقي - الذكر والدعاء والعلاج بالرقى من الكتاب والسنة - ت ياسر فتحي - جـ ٣

[سعيد بن وهف القحطاني - ياسر فتحي]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الثاني: الدعاء من الكتاب والسنة

- ‌الفصل الأول: مفهوم الدعاء وأنواعه

- ‌المبحث الأول: مفهوم الدعاء

- ‌المبحث الثاني: أنواع الدعاء

- ‌الفصل الثاني: فضل الدعاء

- ‌الفصل الثالث: شروط الدعاء وموانع الإجابة

- ‌المبحث الأول: شروط الدعاء

- ‌المبحث الثاني: موانع إجابة الدعاء

- ‌المانع الأول: التوسع فِي الحرام: أكلًا، وشربًا، ولبسًا، وتغذية

- ‌المانع الثاني: الاستعجال وترك الدعاء:

- ‌المانع الثالث: ارتكاب المعاصي والمحرمات:

- ‌المانع الرابع: ترك الواجبات الَّتِي أوجبها الله:

- ‌المانع الخامس: الدعاء بإثم أَوْ قطيعة رحم

- ‌المانع السادس: الحكمة الربانية فيعطي أفضل مما سأل:

- ‌الفصل الرابع: آداب الدعاء وأماكن وأوقات الإجابة

- ‌المبحث الأول: آداب الدعاء

- ‌ يبدأ بحمد الله، ويصلى عَلَى النبي صلى الله عليه وسلم ويختم بذلك:

- ‌ الدعاء فِي الرخاء والشدة:

- ‌ لَا يدعو عَلَى أهله، أَوْ ماله أَوْ ولده، أَوْ نفسه:

- ‌ يخفض صوته من الدعاء بين المخافتة والجهر:

- ‌ يتضرع إِلَى الله فِي دعائه:

- ‌ يلح عَلَى ربه فِي دعائه:

- ‌ يتوسل إِلَى الله بأنواع التوسل المشروعة:

- ‌أنواع التوسل المشروع ثلاثة:

- ‌النوع الأول: التوسل فِي الدعاء باسم من أسماء اللهُ تَعَالَى أَوْ صفة من صفاته

- ‌النوع الثاني: التوسل إِلَى اللهُ تَعَالَى بعمل صالح قام بِهِ الداعي

- ‌النوع الثالث: التوسل إِلَى اللهُ تَعَالَى بدعاء الرجل الصالح الحي الحاضر:

- ‌ الاعتراف بالذنب والنعمة حال الدعاء:

- ‌ عدم تكلف السجع فِي الدعاء:

- ‌ الدعاء ثلاثًا:

- ‌ استقبال القبلة:

- ‌ رَفَعَ الأيدي فِي الدعاء:

- ‌ الوضوء قَبْلَ الدعاء أن تيسر:

- ‌ البكاء فِي الدعاء من خشية اللهُ تَعَالَى:

- ‌ إظهار الافتقار إِلَى اللهُ تَعَالَى، والشكوى إِلَيْهِ:

- ‌ يبدأ الداعي بنفسه إِذَا دَعَا لغيره:

- ‌ لَا يعتدي فِي الدعاء:

- ‌ التوبة ورد المظالم:

- ‌ يدعو لوالديه مَعَ نفسه:

- ‌ يدعو للمؤمنين والمؤمنات مَعَ نفسه:

- ‌ لَا يسأل إلا الله وحده:

- ‌المبحث الثاني: أوقات وأحوال وأوضاع الإجابة

- ‌ ليلة القدر:

- ‌ دبر الصلوات المكتوبات:

- ‌ جوف اللَّيْلِ الآخر:

- ‌ بين الأذان والإقامة:

- ‌ عِنْدَ النداء للصلوات المكتوبات:

- ‌ عِنْدَ إقامة الصلاة:

- ‌ عِنْدَ نزول الغيث وتحت المطر:

- ‌ عِنْدَ زحف الصفوف فِي سبيل الله:

- ‌ ساعة من كل ليلة:

- ‌ ساعة من ساعات يوم الجمعة:

- ‌ عِنْدَ شرب ماء زمزم مَعَ النية الصالحة:

- ‌ فِي السجود:

- ‌ عِنْدَ الاستيقاظ من النوم ليلًا والدعاء بالمأثور:

- ‌ عِنْدَ الدعاء بـ» دعوة ذي النون»:

- ‌ عِنْدَ الدعاء فِي المصيبة بالمأثور:

- ‌ عِنْدَ دعاء الناس بعد وفاة الميت:

- ‌ عِنْدَ قولك فِي دعاء الاستفتاح:

- ‌ عِنْدَ قولك فِي دعاء الاستفتاح:

- ‌ عِنْدَ قراءة الفاتحة فِي الصلاة بالتدبر:

- ‌ عِنْدَ رَفَعَ الرأس من الركوع وقولك:

- ‌ عِنْدَ التأمين فِي الصلاة إِذَا وافق قول الملائكة:

- ‌ عِنْدَ قولك فِي رفعك من الركوع: «اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الحمد»

- ‌ بعد الصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم فِي التشهد الأخير:

- ‌ عِنْدَ قولك قَبْلَ السلام فِي الصلاة:

- ‌ وكذلك وكذلك عِنْدَ قولك:

- ‌ وكذلك عِنْدَ الدعاء بهذا الدعاء:

- ‌ عِنْدَ دعاء المسلم عقب الوضوء بالماثور:

- ‌ عِنْدَ الدعاء يوم عرفة فِي عرفة للحاج:

- ‌ الدعاء بعد زوال الشمس قَبْلَ الظهر:

- ‌ فِي شهر رمضان:

- ‌ عِنْدَ اجتماع المسلمين فِي مجالس الذكر:

- ‌ عِنْدَ صياح الديكة:

- ‌ حالة إقبال القلب علي الله واشتداد الإخلاص:

- ‌ الدعاء فِي عشر ذي الحجة:

- ‌المبحث الثالث: أماكن تجاب فِيهَا الدعوات

- ‌ عِنْدَ رمي الجمرة الصغري والوسطي ايام التشريق:

- ‌ الدعاء داخل الكعبة أَوْ داخل الحجر:

- ‌ الدعاء علي الصفا والمروة للمعتمر والحاج:

- ‌ الدعاء عِنْدَ المشعر الحرام يوم النحر للحاج:

- ‌ دعاء الحاج فِي عرفة يوم عرفة

- ‌الفصل الخامس: اهتمام الرسل بالدعاء واستجابة الله لهم

- ‌ آدم صلى الله عليه وسلم:

- ‌ نوح صلى الله عليه وسلم:

- ‌ إبراهيم صلى الله عليه وسلم:

- ‌ أيوب صلى الله عليه وسلم:

- ‌ يونس صلى الله عليه وسلم:

- ‌ زكريا صلى الله عليه وسلم:

- ‌ يعقوب صلى الله عليه وسلم:

- ‌ يوسف صلى الله عليه وسلم:

- ‌ مُوسَى صلى الله عليه وسلم:

- ‌ محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه:

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك رضي الله عنه

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأم أَبِي هريرة

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم لعروة بن أَبِي الجعد البارقي

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم علي بعض أعدائه

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم علي سراقه بن مالك رضي الله عنه

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم يوم بدر

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم يوم حنين

- ‌الفصل السادس: الدعوات المستجابات

- ‌ دعوة المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب:

- ‌ دعوة المظلوم:

- ‌ دعوة الوالد لولده

- ‌ دعوة الوالد عَلَى ولده

- ‌ دعوة المسافر:

- ‌ دعوة الصائم:

- ‌ دعوة الصائم حين يفطر

- ‌ الإمام العادل:

- ‌ دعوة الولد الصالح:

- ‌ دعوة المستيقظ من إِذَا دَعَا بالمأثور:

- ‌ دعوة المضطر:

- ‌ دعوة من بات طاهرة عَلَى ذكر الله:

- ‌ دعوة من دَعَا بدعوة ذي النون:

- ‌ دعوة من أصيب إِذَا دَعَا بالمأثور:

- ‌ دعوة من دَعَا بالاسم الأعظم

- ‌ دعوة الولد البار بوالديه:

- ‌ دعوة الحاج

- ‌ دعوة المعتمر

- ‌ دعوة الغازي في سبيل الله:

- ‌ دعوة الذاكر لله كثيرًا:

- ‌ دعوة من أحبه الله ورضي عنه:

- ‌الفصل السابع: أهمية الدعاء ومكانته في الحياة

- ‌المبحث الأول: افتقار العباد وحاجتهم إلى ربهم

- ‌المبحث الثاني: أهم مَا يسأل العبد ربه

- ‌ سؤال الله الهداية

- ‌ سؤال مغفرة الذنوب

- ‌ سؤال الله الْجَنَّةِ والاستعاذة بِهِ من النار

- ‌ سؤال الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة

- ‌ سؤال اللهُ تَعَالَى الثبات عَلَى دينه وحسن العاقبة في الأمور كلها

- ‌ سؤال اللهُ تَعَالَى دوام النعمة والاستعاذة بِهِ من زوالها، وأعظم النعم نعمة الدين

- ‌ الاستعاذة بالله من جهد البلاء وردك الشقاء، وسوء القضاء وشماته الأعداء

- ‌الفصل الثامن: الدُّعَاءُ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ

الفصل: ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم لعروة بن أبي الجعد البارقي

أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ، فقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«اللَّهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ» فَخرَجْتُ مُسْتَبْشِرًا بِدَعْوَدةِ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا جِئْتُ فَصِرْتُ إِلَى الْبَابِ فَإِذَا هُوَ مُجَافٌ

(1)

فَسَمِعَتْ أُمِّي خَشَفَ قَدَمَيَّ

(2)

فقَالَتْ: مَكَانَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ

(3)

وقَالَ: فَاغْتَسَلَتْ وَلَبِسَتْ دِرْعَهَا، وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا فَفَتَحَتِ الْبَابَ ثُمَّ قَالَتْ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَتَيْتُهُ وَأَنَا أَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ، قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَبْشِرْ قَدْ اسْتَجَابَ اللهُ دَعْوَتَكَ وَهَدَى أَّمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وقَالَ خَيْرًا، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ! ادْعُ اللهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي أَنَا وَأُمِّي إِلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَيُحَبِّبَهُمْ إِلَيْنَا. قَالَ: فقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا وَأُمَّهُ إِلَى عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ وَحَبِّبْ إِلَيْهِمُ الْمُؤْمِنِينَ» فَمَا خُلِقَ مُؤْمِنٌ يَسْمَعُ بِي وَلَا يَرَانِي إِلَّا أَحَبَّنِي

(4)

.

498 -

3 -‌

‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم لعروة بن أَبِي الجعد البارقي

، وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْطَاهُ دِينَارًا يَشْتَرِي لَهُ بِهِ شَاةً، فَاشْتَرَى لَهُ بِهِ شَاتَيْنِ فَبَاعَ إِحْدَاهُمَا بِدِينَارٍ، فَجَاءَ بِدِينَارٍ وَشَاةٍ، فَدَعَا بِالْبَرَكَةِ فِي بَيْعِهِ، وكَانَ لَوِ اشْتَرَى التُّرَابَ لَرَبِحَ فِيهِ

(5)

. وفي مسند الإمام أحمد أنه قَالَ لَهُ:

(1)

مجاف: أي مغلق. [شرح مسلم للنووي (16/ 51). النهاية 317)]

(2)

خشف قدمي: أي صوتها في الأرض. [شرح مسلم لنووي (16/ 51). النهاية (2/ 34)].

(3)

خضخضة الماء: صوت تحريكه. [شرح مسلم للنووي (16/ 51)].

(4)

أخرجه مسلم في 44 - ك فضائل الصحابة، 35 - ب فضل أبي هريرة الدوسي، (2491 - 4/ 1938). والحاكم (2/ 621). وأحمد (2/ 320). والبغوي في شرح السنة (13/ 306 - 308/ 3726). وابن سعد في الطبقات (4/ 245).

(5)

أخرجه البخاري في 61 - ك المناقب، 28 - ب، (3642). وقال: قال سفيان: يشترى له =

ص: 1043

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= شاة كأنها أضحية. وأبو داود في ك البيوع، 28 - ب في المصارب يخالف، (3384) نحوه وقال:«بشتري به أضحية أو شاة» . وابن ماجه في 15 - ك الصدقات، 7 - ب الأمين يتجر فيه فيربح، (2402). وأحمد (4/ 375). وقال: «أضحية

أو شاه». والشافعي في السنن (2/ 198/ 574). وفي المسند (ص 252). والبيهقي في السنن الكبري (6/ 112). وفي المعرفة (4/ 499/ 3704). وفي الدلائل (6/ 220). والحميدي (843). وابن أبي شيبة (14/ 218). والطبراني في الكبير (17/ 158/ 412 و 413).

- من طريق سفيان ثنا شبيب بن غرقدة قال: سمعت الحي يتحدثون عن عروة أن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره.

- إلا ابن أبي شيبة وعنه ابن ماجه والطبراني (413):

- قال: ثنا ابن عيينة عن شبيب بن غرقدة عن عروة به. فلم يذكر بين شبيب وعروة أحدًا.

- وخالف أبا بكر: علي بن المديني ومسدد وأحمد والشافعي وسعدان بن نصر والحميد فأدخلوا الواسطة بين شبيب وعروة، قال الحافظ في الفتح (6/ 734):«وهذا هو المعتمد» .

- قال البخاري: «قال سفيان: كان الحسن بن عمارة [وهو متروك. التقريب (240)] جاءنا بهذا الحديث عنه، قال: سمعه شبيب من عروة. فأتيته فقال شبيب: إني لم اسمعه من عروة، قال: سمعت الحي يخبرونه عنه» .

- أخرج رواية الحسن بن عمارة هذه:

- عبد الرزاق (8/ 189/ 14841). والحميدي (843*. والعقيلي في الضعفاء (1/ 239). وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 28). والبيهقي (6/ 112).

- قال الحافظ في الفتح (6/ 734): «وأراد البخاري بذلك بيان ضعف رواية الحسن بن عمارة، وأن شبيبًا لم يسمع الخبر من عروة، وإنما سمعه من الحي، وَلَمْ يسمعه عن عروة، فالحديث بهذا ضعيف للجهل بحالهم، ولكن وجد له متابع عند أحمد وأبي داود والترمذي وابن ماجه .... » .

- قال ابن القطان الفاسي في» بيان الوهم والإيهام» ردًا علي عبد الحق الإشبيلي في قوله: «وأخرجه البخاري في صحيحه» فقال: «واعلم أن نسبة هذا الحديث إلي البخاري كما ينسب إليه ما يخرجه من صحيح الحديث خطأ؛ إذ ليس من مذهبه تصحيح حديث في إسناده من لم يسم، كهذا الحديث، فإن الحي الذين حدثوا به شبيًا لا يعرفون، فإن هذا الحديث هكذا نقطع، وإنما ساقه البخاري جارًا لما هو مقصوده في آخره، من ذكر الخيل ولذلك أتبعه الأحاديث بذلك من رواية ابن عمر وأنس وابي هريرة، كلها في الخيل، فقد تبين من هذا أن مقصد البخاري في الباب المذكور إنما هو سوق أخبار تتضمن أنه عليه السلام أخبر بمغيبات بعده، فكان من جملة ذلك حديثه: «الخيل في نواصيها الخير» ، وكذلك القول فيما يورده البخاري في صحيحه من الأحاديث المعلقة والمرسلة والمتقطعة، لا ينبغي أن مذهبه صحتها، بل ليس هذا مذهبه إلا فيما يورده بإسناد موصول، علي ما عرف من شرطه، وإنما اعتمد البخاري في هذا الحديث إسناد=

ص: 1044

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= سفيان عن شبيب بن غرقدة قال: سمعت عروة يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «الخير معقود بنواصي الخيل إلي يوم القيامة» وجري في سياق الحديث من قصة الدينار والشاة ما لبس من مقصوده، ولا علي شرطه: عن شبيب عن الحي عن عروة» [نصب الراية (4/ 92)، وانظر: بيان الوهم والإيهام (5/ 164)].

- وقال المنذري: «واما تخريج البخاري له في صحيحه في صدر حديث» الخيل معقود في نواصيها الخير» فيحتمل أنه سمعه من علي بن المديني علي التمام فحدث به كما سمعه، وذكر فيه إنكار شبيب بن غرقدة سماعه من عروة حديث شراء الشاة، وإنما سمعه من الحي عن عروة، وَلَمْ يسمع عن عروة إلا قوله صلى الله عليه وسلم:«الخير معقود بنواصي الخيل» . ويشبه أن الحديث في الشراء لو كان علي شرطه لأخرجه في كتاب البيوع وكتاب الوكالة كما جرت عادته في الحديث المشتمل علي أحكام أن يذكره في الأبواب التي تصلح له، وَلَمْ يخرجه إلا في هذا الموضع، وذكر بعده حديث الخيل فقط، إذ هو علي شرطه، وقد أخرج مسمل حديث شبيب بن غرقدة عن عروة مقتصرًا علي ذكر الخيل وَلَمْ يذكر حديث الشاة، وحديث الشاة من رواية أبي ليبد عن عروة طريق حسنة» [نصب الراية (4/ 91)].

- وقال الخطابي في معالم السنن (3/ 77) بعد أن ذكر مذاهب الأئمة في مسألة بيع الفضولي- أو: البيع الموقوف-: «غير أن الخبرين معًا غير متصلين لأن في آحدهما- وهو خبر حكيم بن حزام- رجلًا مجهولًا لا يدري من هو، وفي خبر عروة أن الحي حدثوه، وما كان هذا سبيله من الرواية لم تقم به الحجة» . و [انظر: أعلام الحديث (3/ 1621) فلم يتلكم فيه بشيء].

- وقال المزني: «ترك الشافعي هذا المذهب [يعني: القول بصحة بيع الفضولي موقوفًا علي إجازة المالك] واحتج بأن حديث البارقي ليس عنده» . وقال: «وإنما ضعف حديث البارقي لأن شبيب بن غرقدة رواه عن الحي وهم غير معروفين» [معرفة السنن والآثار (4/ 501)][وانظر: الأم (4/ 33)].

- قال البيهقي في السنن (6/ 113): «وذلك لما في إسناده من الإرسال وهو أن شبيب بن غرقدة لم يسمعه من عروة البارقي إنما سمعه من الحي يخبرونه عنه» وقد رد الحافظ اب حجر علي الخطايي والبيهقي في تعليهما للحديث با لإرسال وعدم الاتصال بقوله: «والتحقيق: إذا وقع التصريح بالسماع أنه متصل في إسناده بهم؛ إذ لا فرق فيما يتعلق بالاتصال والانقطاع بين رواي المجهول والمعروف، فالمبهم نظير المجهول في ذلك، ومع ذلك فلا يقال في إسناد صرح كل من فيه بالسماع من شيخه أنه متقطع وإن كانوا- أو: بعضهم- غير معروف» [الفتح (6/ 733)].

- وأما رد الحافظ ابن حجر علي الحافظين ابن القطان والمنذري- في كون الحديث ليس علي شرط البخاري وأنه لا يقال: أخرجه البخاري في صحيحه- ففيه ما فيه من التكلف وما قالاه هو=

ص: 1045

«اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُ فِي صَفْقَةِ يَمِينِهِ» فَكَانَ يَقِفُ فِي الكُوفَةِ وَيَرْبَحُ أَرْبَعِينَ أَلْفًا قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ

(1)

.

= الحق، والبخاري يميل إلي القول بصحة بيع الفضولي- كما قرره الحافظ نفسه في الفتح (4/ 478)

- فقد بوب البخاري في صحيحه في 34 - ك البيوع، بابًا (98) وترجم له بقوله:«إذا اشتري شيئًا لغيره بغير إذنه فرضي» وأورد فيه حديث الغار (2215) مستدلًا بقصة الذي استأجر اجبراُ بفرق من ذرة

الحديث علي جواز بيع الفضولي إذا أجازه المالك، فلو كان حديث عروة البارقي في قصة الشاة والدينار صحيحًا عنده لأورده فيه لا سيما وهو أصرح في الدلالة من حديث الغار، والله أعلم.

- وخلاصة ما تقدم أن الحديث كما قال ابن حجر- أولًا-: «ضعيف للجهل بحالهم» يعني: الحي الذين لا يعرفون.

- وله طريق أخري يتقوي بها.

(1)

فقد أخرج أبو داود (3385). والترمذي (1258 م). وابن ماجه (2402 م). وأحمد (4/ 376). والدارقطني في السنن (3/ 10). والبيهقي (6/ 112). والطبراني في الكبير (17/ 160/ 421). وابن عدي في الكامل (3/ 377). وأبو نعيم في دلائل النبوة (2/ 461/ 388). وابن الجوزي في التحقيق (2/ 208/ 1546).

- من طريق سعيد بن زيد ثنا الزبير بن الخريت ثنا أبو لبيد عن عروة بن أبي الجعد البارقي قال: عرض للنبي صلى الله عليه وسلم جلب فأعطاني دينارًا وقال: «أي عروة اثت الجلب، فاشنرلنا شاة» فأتيت الجلب فساومت صاحبه فاشتريت منه شاتبن بدينار فجئت أسوقهما- أو قال: أقودهما- فلقيني رجل فساومني فأبيعه شاة بدينار، فجئت بالدينار وجئت بالشاة، فقلت: يا رسول الله! هذا ديناركم، وهذه شاتكم. قال:«وصنعت كيف؟» قال: فحدثنه الحديث، فقال:«اللهم بارك له في صفقة يمينه» فلقد رأيتني أقف بكناسه الكوفة فأريح أربعين ألفًا قبل أن أصل إلي أهلي، وكان يشتري الجواري ويبيع.

- وإسناده حسن.

- أبو لبيد: اسمه لمازة بن زبار: ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل البصرة وقال: «سمع من علي، وكان ثقة، وله أحاديث» وقال أحمد: «كان أبو لبيد صالح الحديث» وأثني عليه ثناء حسنًا. وذكره ابن حبان في الثقات، وكان أبو لبيد ناصبيًا يشتم علي بن أبي طالب [الجرح والتعديل (7/ 182). طبقات ابن سعد (7/ 213). الثقات (5/ 345). ضعفاء العقيلي (4/ 18). التهذيب (6/ 604). الميزان (3/ 419). التقريب (817) وقال:«صدوق ناصبي، من الثالثة» ]. وأما قول ابن حزم في المحلي (8/ 437) في أبي لبيد: «وليس بمعروف العدالة» فمردود إذا قد عرفه غيره بالعدالة. =

ص: 1046

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- والزبير بن الخريت: ثقة من رجال الشيخين [التقريب (235)].

- وسعيد بن زيد: هو أخو حماد بن زيد، وهو حسن الحديث إذا لم يخالف وَلَمْ ينفرد بأصل وسنة، فقد وثقه سليمان بن حرب وحبان بن هلال وابن معين وبان سعد والعجلي وقال الخباريك» صدوق حافظ» وقال أحمد:«ليس به بأس» ، وقواه ابن عدي، ولبنه أبو حاتم والنسائي والبزار وابن حبان، وضعفه يحيي بن سعيد القطان والدار قطني، وقال الجوزجاني:«يضعفون حديثه، وليس بحجة» ، وحدث عنه عبد الرحمن بن مهدي، وروي له مسلم، والبخاري تعليقًا. [التهذيب (3/ 324). الميزان (2/ 138). معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد (147). التقريب (378) وقال:«صدوق له أوهام» ].

- وَلَمْ ينفرد به سعد عن الزبير بن الخريت، فقد تابعه: هارون بن موسى الأعور- وهو ثقة من رجال الشيخين. التقريب (1016) - قال: ثنا الزبير بن الخريت به نحوه. وفيه: بارك الله لك في صفقة يمينك».

- أخرجه الترمذي (1258).

- قال النووي في المجموع (9/ 249): «رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه، وهذا لفظ الترمذي، وإسناد الترمذي: صحيح [يعني: هذا الإسناد الأخير] وإسناد الآخرين: حسن، فهو حديث صحيح» .

- وقال القرطبي: «قال أبو عمر: وهو حديث جيد» [الجامع (7/ 156)].

- وقال المنذري: «وحديث الشاة من رواية ابي لبيد عن عروة: طريق حسنة» .

- وقال أبن عدي: «هذا وإن اختلفوا وأضطربوا في إسناده، فمنهم من قال: عن شيخ عن عروة، وسعيد بن زيد قال: عن أبي لبيد عن عروة، فلعله ذلك الشيخ الذي لم يسمه غيره، وقد روى بغير هذا الإسناد إلي أن ينتهي إلي عروة» .

- وقد رويت هذه القصة- بنحوها- عن حكيم بن حزام؛ وفيها أن النبي صلى الله عليه وسلم تصدق بالدينار.

- أخرجه أبو داود (3386). والدارقطني (3/ 9). والبيهقي في السنن (6/ 113). وفي المعرفة (4/ 500). وابن أبي شيبة (14/ 218). ومن طريقة الطبراني في الكبير (3/ 205/ 3134).

- من طريق سفيان الثوري ثني أبو حصين [هو عثمان بن عاصم] شيخ من أهل المدينة عن حكيم بن حزام به نحوه مع اختلاف في السياق.

- وإسناده ضعيف، لإبهام هذا الشيخ المديني.

- وخالف الثوري: أبو بكر بن عياش فرواه عن ابي حصين عن حبيب بن أبي ثابت عن كيم به نحوه وفيه: «ضح بالشاة وتصدق بالدينار» .

- أخرجه الترمذي (1257). والطبراني في الكبير (3/ 205/ 3133). وابن الجوزي في التحقيق (1547). =

ص: 1047