الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الأول: مفهوم الدعاء وأنواعه
المبحث الأول: مفهوم الدعاء
الدعاء لغة: يُقَالَ: دعوتُ الله أدعوه دعاءً: ابتهلت إِلَيْهِ بالسؤال ورغبت فيما عنده من الخير
(1)
ودعا الله: طلب منه الخير ورجاه منه، ودعا الفلان: طلب الخير له، ودعا عَلَى فلان: طلب لَهُ الشر
(2)
.
والدعاء: سؤال العبد ربه عَلَى وجه الابتهال، وَقَدْ يطلق عَلَى التقديس والتحميد ونحوهما
(3)
. والدعاء نوع من أنواع الذكر؛ فَإِنْ الذكر ثلاثة أنواع:
النوع الأول: ذكر أسماء الله وصفاته ومعانيها والثناء عَلَى الله بها، وتوحيد الله بِهَا وتنزيهه عما لَا يليق به. وَهُوَ نوعان أيضًا:
أ- إنشاء الثناء عَلَيْهِ بِهَا من الذاكر وهذا النوع المذكور فِي الأحاديث نحو: «سبحان الله، والحمد لله، وَلَا إله إلا الله، والله أكبر» .
ب- الخبر عن الرب تَعَالَى بأحكام أسمائه وصفاته نحو قولك: الله عز وجل عَلَى كل شَيْءٍ قَدْير، وَهُوَ أفرح بتوبة عده من الفاقد لراحلته، وَهُوَ يسمع أصوات عباده، ويرى حركاتهم، وَلَا تخفى عَلَيْهِ خافية من أعمالهم، وَهُوَ أرحم بهم من أمهاتهم وآبائهم.
(1)
المصباح المنير (1/ 194).
(2)
المعجم الوسيط (1/ 286).
(3)
القاموس الفقهي لغة واصطلاحًا (ص 131).
النوع الثاني: ذكر الأمر، والنهي، والحلال والحران، وأحكامه فيعمل بالأمر ويترك النهي، ويُحرِّمُ ويُحلُّ الحلالَ، وَهُوَ نوعان أيضًا:
أ- ذكره بذلك إخبارًا عنه بأنه أمر بكذا ونهى عن كذا، وأحب كذا، وسخط كذا، ورضي كذا.
ب- ذكره عِنْدَ أمه فيبادر إِلَيْهِ ويعمل به، وعند نهيه فيهرب منه ويتركه.
النوع الثالث: ذكر الآلاء والنعماء والإحسان، وهذا أيضًا من أجل أنواع الذكر، فهذه خمسة أنواع وهي تكون ثلاثة أنواع أيضًا:
أ- ذكرٌ يتواطأ عَلَيْهِ القلب واللسان، وَهُوَ أعلاها.
ب- ذكرٌ بالقلب وحده، وَهُوَ فِي الدرحة الثانية.
ج- ذكرٌ باللسان المجرد، وَهُوَ فِي الدرجة الثالثة
(1)
.
ومفهوم الذكر: هُوَ التخلص من الغفلة والنسيان؛ والغفلة: هي تركٌ باختيار الإنسان، والنسيان تركٌ بغير اختياره.
والذكر عَلَى ثلاث درجات:
1 -
الذكر الظاهر: ثناءً عَلَى اللهُ تَعَالَى كقول: «سبحان الله والحمد لله وَلَا إله إلا الله والله أكبر» .
(1)
مدارج السالكين لابن القيم (2/ 430) و (1/ 23). والوايل الصيب لابن القيم (ص 178 - 181).
أو ذكر دعاء، نحو: [قَالَا رَبَّنَا ظلمنا أنفسنا وإن لَمْ تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}
(1)
. ونحو قوله: «يَا حي يَا قيوم برحمتك أستغيث» . ونحو ذلك.
أو ذكر رعاية: مثل قول القائل: الله معي، الله ينظر إليَّ، الله شاهدي، ونحو ذَلِكَ مما يستعمل لتقوية الحضور مَعَ الله، وفيه رعاية لمصلحة القلب، ولحفظ الأدب مَعَ الله والتحرز من الغفلة، والاعتصام بالله من الشيطان وشر النفس.
والأذكار النبوية تجمع الأنواع الثلاثة؛ فإنها تضمنت الثناء عَلَى الله، والتعرض للدعاء والسؤال، والتصريح به. وهي متضمنة لكمال الرعاية، ومصلحة القلب، والتحرز من الغفلات، والاعتصام من الوساوس والشيطان.
2 -
الذكر الخفي: وَهُوَ الذكر بمجرد القلب والتخلص من الغفلة، والنسيان، والحجب الحائلة بين القلب وبين الرب سبحانه، وملازمة الحضور بالقلب مَعَ الله كأنه يراه.
3 -
الذكر الحقيقي: وَهُوَ ذكر اللهُ تَعَالَى للعبد
(2)
{فاذكروني أذكركم واشكروا لِيولا تكفرون}
(3)
.
386 -
وقَالَ صلى الله عليه وسلم: «يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا
(1)
سورة الأعراف، الآية:23.
(2)
مدارج السالكين (2/ 434 - 435).
(3)
سورة البقرة، الآية:152.