المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الثاني: أنواع الدعاء - الذكر والدعاء والعلاج بالرقى من الكتاب والسنة - ت ياسر فتحي - جـ ٣

[سعيد بن وهف القحطاني - ياسر فتحي]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الثاني: الدعاء من الكتاب والسنة

- ‌الفصل الأول: مفهوم الدعاء وأنواعه

- ‌المبحث الأول: مفهوم الدعاء

- ‌المبحث الثاني: أنواع الدعاء

- ‌الفصل الثاني: فضل الدعاء

- ‌الفصل الثالث: شروط الدعاء وموانع الإجابة

- ‌المبحث الأول: شروط الدعاء

- ‌المبحث الثاني: موانع إجابة الدعاء

- ‌المانع الأول: التوسع فِي الحرام: أكلًا، وشربًا، ولبسًا، وتغذية

- ‌المانع الثاني: الاستعجال وترك الدعاء:

- ‌المانع الثالث: ارتكاب المعاصي والمحرمات:

- ‌المانع الرابع: ترك الواجبات الَّتِي أوجبها الله:

- ‌المانع الخامس: الدعاء بإثم أَوْ قطيعة رحم

- ‌المانع السادس: الحكمة الربانية فيعطي أفضل مما سأل:

- ‌الفصل الرابع: آداب الدعاء وأماكن وأوقات الإجابة

- ‌المبحث الأول: آداب الدعاء

- ‌ يبدأ بحمد الله، ويصلى عَلَى النبي صلى الله عليه وسلم ويختم بذلك:

- ‌ الدعاء فِي الرخاء والشدة:

- ‌ لَا يدعو عَلَى أهله، أَوْ ماله أَوْ ولده، أَوْ نفسه:

- ‌ يخفض صوته من الدعاء بين المخافتة والجهر:

- ‌ يتضرع إِلَى الله فِي دعائه:

- ‌ يلح عَلَى ربه فِي دعائه:

- ‌ يتوسل إِلَى الله بأنواع التوسل المشروعة:

- ‌أنواع التوسل المشروع ثلاثة:

- ‌النوع الأول: التوسل فِي الدعاء باسم من أسماء اللهُ تَعَالَى أَوْ صفة من صفاته

- ‌النوع الثاني: التوسل إِلَى اللهُ تَعَالَى بعمل صالح قام بِهِ الداعي

- ‌النوع الثالث: التوسل إِلَى اللهُ تَعَالَى بدعاء الرجل الصالح الحي الحاضر:

- ‌ الاعتراف بالذنب والنعمة حال الدعاء:

- ‌ عدم تكلف السجع فِي الدعاء:

- ‌ الدعاء ثلاثًا:

- ‌ استقبال القبلة:

- ‌ رَفَعَ الأيدي فِي الدعاء:

- ‌ الوضوء قَبْلَ الدعاء أن تيسر:

- ‌ البكاء فِي الدعاء من خشية اللهُ تَعَالَى:

- ‌ إظهار الافتقار إِلَى اللهُ تَعَالَى، والشكوى إِلَيْهِ:

- ‌ يبدأ الداعي بنفسه إِذَا دَعَا لغيره:

- ‌ لَا يعتدي فِي الدعاء:

- ‌ التوبة ورد المظالم:

- ‌ يدعو لوالديه مَعَ نفسه:

- ‌ يدعو للمؤمنين والمؤمنات مَعَ نفسه:

- ‌ لَا يسأل إلا الله وحده:

- ‌المبحث الثاني: أوقات وأحوال وأوضاع الإجابة

- ‌ ليلة القدر:

- ‌ دبر الصلوات المكتوبات:

- ‌ جوف اللَّيْلِ الآخر:

- ‌ بين الأذان والإقامة:

- ‌ عِنْدَ النداء للصلوات المكتوبات:

- ‌ عِنْدَ إقامة الصلاة:

- ‌ عِنْدَ نزول الغيث وتحت المطر:

- ‌ عِنْدَ زحف الصفوف فِي سبيل الله:

- ‌ ساعة من كل ليلة:

- ‌ ساعة من ساعات يوم الجمعة:

- ‌ عِنْدَ شرب ماء زمزم مَعَ النية الصالحة:

- ‌ فِي السجود:

- ‌ عِنْدَ الاستيقاظ من النوم ليلًا والدعاء بالمأثور:

- ‌ عِنْدَ الدعاء بـ» دعوة ذي النون»:

- ‌ عِنْدَ الدعاء فِي المصيبة بالمأثور:

- ‌ عِنْدَ دعاء الناس بعد وفاة الميت:

- ‌ عِنْدَ قولك فِي دعاء الاستفتاح:

- ‌ عِنْدَ قولك فِي دعاء الاستفتاح:

- ‌ عِنْدَ قراءة الفاتحة فِي الصلاة بالتدبر:

- ‌ عِنْدَ رَفَعَ الرأس من الركوع وقولك:

- ‌ عِنْدَ التأمين فِي الصلاة إِذَا وافق قول الملائكة:

- ‌ عِنْدَ قولك فِي رفعك من الركوع: «اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الحمد»

- ‌ بعد الصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم فِي التشهد الأخير:

- ‌ عِنْدَ قولك قَبْلَ السلام فِي الصلاة:

- ‌ وكذلك وكذلك عِنْدَ قولك:

- ‌ وكذلك عِنْدَ الدعاء بهذا الدعاء:

- ‌ عِنْدَ دعاء المسلم عقب الوضوء بالماثور:

- ‌ عِنْدَ الدعاء يوم عرفة فِي عرفة للحاج:

- ‌ الدعاء بعد زوال الشمس قَبْلَ الظهر:

- ‌ فِي شهر رمضان:

- ‌ عِنْدَ اجتماع المسلمين فِي مجالس الذكر:

- ‌ عِنْدَ صياح الديكة:

- ‌ حالة إقبال القلب علي الله واشتداد الإخلاص:

- ‌ الدعاء فِي عشر ذي الحجة:

- ‌المبحث الثالث: أماكن تجاب فِيهَا الدعوات

- ‌ عِنْدَ رمي الجمرة الصغري والوسطي ايام التشريق:

- ‌ الدعاء داخل الكعبة أَوْ داخل الحجر:

- ‌ الدعاء علي الصفا والمروة للمعتمر والحاج:

- ‌ الدعاء عِنْدَ المشعر الحرام يوم النحر للحاج:

- ‌ دعاء الحاج فِي عرفة يوم عرفة

- ‌الفصل الخامس: اهتمام الرسل بالدعاء واستجابة الله لهم

- ‌ آدم صلى الله عليه وسلم:

- ‌ نوح صلى الله عليه وسلم:

- ‌ إبراهيم صلى الله عليه وسلم:

- ‌ أيوب صلى الله عليه وسلم:

- ‌ يونس صلى الله عليه وسلم:

- ‌ زكريا صلى الله عليه وسلم:

- ‌ يعقوب صلى الله عليه وسلم:

- ‌ يوسف صلى الله عليه وسلم:

- ‌ مُوسَى صلى الله عليه وسلم:

- ‌ محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه:

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك رضي الله عنه

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأم أَبِي هريرة

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم لعروة بن أَبِي الجعد البارقي

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم علي بعض أعدائه

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم علي سراقه بن مالك رضي الله عنه

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم يوم بدر

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب

- ‌ دعاؤه صلى الله عليه وسلم يوم حنين

- ‌الفصل السادس: الدعوات المستجابات

- ‌ دعوة المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب:

- ‌ دعوة المظلوم:

- ‌ دعوة الوالد لولده

- ‌ دعوة الوالد عَلَى ولده

- ‌ دعوة المسافر:

- ‌ دعوة الصائم:

- ‌ دعوة الصائم حين يفطر

- ‌ الإمام العادل:

- ‌ دعوة الولد الصالح:

- ‌ دعوة المستيقظ من إِذَا دَعَا بالمأثور:

- ‌ دعوة المضطر:

- ‌ دعوة من بات طاهرة عَلَى ذكر الله:

- ‌ دعوة من دَعَا بدعوة ذي النون:

- ‌ دعوة من أصيب إِذَا دَعَا بالمأثور:

- ‌ دعوة من دَعَا بالاسم الأعظم

- ‌ دعوة الولد البار بوالديه:

- ‌ دعوة الحاج

- ‌ دعوة المعتمر

- ‌ دعوة الغازي في سبيل الله:

- ‌ دعوة الذاكر لله كثيرًا:

- ‌ دعوة من أحبه الله ورضي عنه:

- ‌الفصل السابع: أهمية الدعاء ومكانته في الحياة

- ‌المبحث الأول: افتقار العباد وحاجتهم إلى ربهم

- ‌المبحث الثاني: أهم مَا يسأل العبد ربه

- ‌ سؤال الله الهداية

- ‌ سؤال مغفرة الذنوب

- ‌ سؤال الله الْجَنَّةِ والاستعاذة بِهِ من النار

- ‌ سؤال الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة

- ‌ سؤال اللهُ تَعَالَى الثبات عَلَى دينه وحسن العاقبة في الأمور كلها

- ‌ سؤال اللهُ تَعَالَى دوام النعمة والاستعاذة بِهِ من زوالها، وأعظم النعم نعمة الدين

- ‌ الاستعاذة بالله من جهد البلاء وردك الشقاء، وسوء القضاء وشماته الأعداء

- ‌الفصل الثامن: الدُّعَاءُ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ

الفصل: ‌المبحث الثاني: أنواع الدعاء

مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلأٍ خَيْرَ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوُلَةً»

(1)

.

‌المبحث الثاني: أنواع الدعاء

النوع الأول: دعاء العبادة: وَهُوَ طلب الثواب بالأعمال الصالحة: كالنطق بالشهادتين والعمل بمقتضاهما، والصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، والذبح لله، والنذر له، وبعض هذه العبادات تتضمن الدعاء بلسان المقَالَ مَعَ لسان الحال كالصلاة. فمن فعل هذه العبادات وغيرها من أنواع العبادات الفعلية فَقَدْ دَعَا ربه وطلبه بلسان الحال أن يغفر له، والخلاصى أنه يتعبد لله طلبًا لثوابه وخوفًا من عقابه. وهذا النوع لَا يصح لغير اللهُ تَعَالَى، ومن صرف شيئًا منه لغير الله فَقَدْ كفر كفرًا أكبر مخرجًا من الملة، وَعَلَيْهِ يقع قوله تعالى

(2)

: {وقَالَ ربكم ادعوني أستجب لكم إن الَّذِين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}

(3)

. وقَالَ تعالى: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لَا شريك لَهُ وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين}

(4)

.

النوع الثاني: دعاء المسألة: وَهُوَ دعاء الطلب: طلب مَا ينفع

(1)

تقدم برقم (5).

(2)

انظر: فتح المجيد (ص 180)، والقول المفيد على كتاب التوحيد للعلامة ابن عثيمين (1/ 117)، وفتاوة ابن عثيميمن (6/ 52).

(3)

سورة غافر، الآية:60.

(4)

سورة الأنعام، الآيتان: 162، 163.

ص: 866

الداعي من جلب نفعٍ أة كشف ضر، وطلب الحاجات، ودعاء المسألة فيه تفصيل عَلَى النحو الآتي:

(أ) إِذَا كَانَ دعاء المسألة صدر من عبد لمثله من المخلوقين وَهُوَ قادر حي حاضر فليس بشرك. كقولك: اسقني ماءً، أَوْ يافلان أعطني طعامًا، أَوْ نحو ذَلِكَ فهذا لَا حرج فيه؛

387 -

ولهذا قَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَأَلَ بِاللهِ فَأَعْطُوهُ، وَمَنْ اسْتَعَاذَ بِاللهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ، وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تُرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ»

(1)

.

(1)

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (216). وأبو داود في 3 - ك الزكاة، 38 - ب عطية من سأل بالله، (1672). وفي 35 - ك الأدب، 17 - ب في الرجل يستعيذ من الرجل. (5109). والنسائي في 23 - ك الزكاة، 72 - ب من سأل اله بالله عز وجل، (2566) (5/ 82). وفيه:«ومن استجار بالله فأجيروه» بدل: «ومن دعاكم فأجيبوه» . وابن حبان (8/ 199/ 3408 - إحسان). والحاكم (1/ 412 و 413) و (2/ 63 - 64). والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 199). وفي الشعب (3/ 277/ 3538) و (6/ 516/ 9114) وفيه الزيادة. وأحمد (2/ 68 و 99 127). بالزيادة في الموضع الثاني. والطيالسي (1895). وعبد بن حميد (806). والروياني (1419). والطبراني في الكبير (12/ 303/ 13465). وأبو نعيم في الحلية (9/ 56). والقضاعي في مسند الشهاب (421). وغيرهم.

- من طرقٍ عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: .... فذكره.

- وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم [انظر: البخاري (5444 و 6416). ومسلم (442 و 2801)]. كما قال الحاكم.» صحيح على شرط الشيخين».

- وهذا هو المحفوظ؛ وقد وهم جماعة في سند هذا الحديث ومتنه:

- أما المتن: فقد اختلف فيه على أبي عوانة عن الأعمش:

- فرواه عبد الرحمكن بن مهدس ومسدد وعمرو بن عون وأبو داود الطيالسي ومسلم بن إبراهيم الفراهيدي وسهل بن بكار وعفان بن مسلم: سبعتهم- وهم ثقات أثبات- عن أبي عوانة عن الأعمش به هكذا بألفاظ متقاربة يزيد بعضهم على بعض.

- وخالفهم: قتيبة بن سعيد [ثقة ثبت. التقريب (799)] وسريح بن النعمان [ثقة يهم قليلًا. =

ص: 867

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= التقريب (366)] فقالا: «ومن استجار بالله فأجيروه» بدل: «ومن دعاكم فأجيبوه» هذا لفظ قتيبة، ولفظ سريج:«ومن استجاركم فأجيروه» .

- وهذه رواية شاذة لمخالفتهم الجماعة الذين رووه عن أبي عوانة وكذلك من رواه عن الأعمش لم يذكر هذه الزيادة. والله أعلم.

- وسيأتي بقية الاختلاف في المتن في ذكر المتابعات للأعمش.

- وأم الإسناد:

- فقد رواه عن الأعمش به هكذا: أبو عوانة وجرير بن عبد الحميد وعبد العزيز بن مسلم القسملي- وهم ثقات- وعمار بن رزيق [لا بأس به. التقريب (708)] وحبان بن علي [ضعيف. التقريب (217)].

- وخالفهم:

1 -

أبو بكر بن عياش:

- فرواه مرة عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعًا بذكر الجمل الثلاث الأولى.

- أخرجه الحاكم (1/ 413). وأحمد (2/ 512).

- قال الحاكم بعد رواية الجماعة عن الأعمش: «وعند الأعمش فيه إسناد آخر صحيح على شرطهما» ثم ساقه بإسناده وقال: «هذا إسناد صحيح، فقد صح عند الأعمش الإسنادان جميعًا على شرط الشيخين، ونحن على أصلنا في قبول الزيادات من الثقات في الأسانيد والمتون» .

- قلت: نعم؛ فإن الأعمش ثقة مكثر يقبل منه التعدد في الأسانيد ويُحتمل هذا من مثله، لكن يعكر عليه كون أبي بكر بن عياش ليس بذاك الحافظ الذي يعتمد على جفظه، وتحتمل مخالفته لجماعة من الثقات، ومما يؤكد وهمه في هذا الإسناد أمور؛ منها:

(أ) أن بعضهم قد ضعفه في الأعمش كابن نمير. [التهذيب (10/ 38)].

(ب) أنه لم يحفظ عن الأعمش الإسناد الآخر الذي رواه الجماعة.

(ج) أنه روى الحديث مرة أخرى: عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سألكم بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن أهدى لكن فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له» .

- أخرجه أحمد (2/ 95 - 96).

- وهذا محفوظ عن الليث بن أبي سليم: رواه عنه عبد الوارث بن سعيد [ثقة ثبت: التقريب (632)] سعيد بن زيد بن درهم [صدوق له أوهام. التقريب (378)] عن الليث به مع اختلاف في اللفظ.

- أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 319/ 13539 و 13540).

- فإذا انضافت هذه الثلاثة إلى مخالفته لجماعة الثقات تأكد وهم ابن عياش في هذا الإسناد بلا ريب، لا سيما وقد رواه عنه بالإسنادين جميعًا: أسود بن عامر شاذان- وهو ثقة. التقريب (146) -. =

ص: 868

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=2 - أبو عبيدة بن معن [عبد الملك بن معن بن عبد الرحمن أبو عبيدة المسعودي: ثقة. التقريب (628)] فرواه عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعًا بذكر الجمل الثلاث الأولى.

- أخرجه ابن حبان (8/ 168 و 200/ 3375 و 3409) بإسناد صحيح إلى أبي عبيدة بن معن.

- وقال: «قصر جرير في إسناده لأنه لم يحفظ إبراهيم التيمي فيه» .

- قلت: لم ينفرد بذلك جرير بل تابعه عليه أبو عوانة وعبد العزيز بن مسلم القسملي وهم أحفظ وأكثر من أبي عبيدة بن معن، وروايتهم هي المحفوظة- والله أعلم-، قال الحاكم بعد أن أخرج الحديث من طريق عمار بن رزيق وأبي عوانة وجرير بن عبد الحميد وعبد العزيز بن مسلم:«هذه الأسانيد المتفق على صحتها لا تُعلل بحديث محمد بن أبي عبيدة بن معن عن أبيه عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن مجاهد» .

- وعلى فرض: أن أبا عبيدة حفظ الإسناد وأقامه؛ فيكون من قبيل المزيد في متصل الأسانيد، فإن الأعمش قد سمع من إبراهيم التيمي ومن مجاهد، فيكون سمعه أولًا من التيمي فحدث به عنه، ثم سمعه بعدُ من مجاهد فحدث به، وإبراهيم: ثقة. والله أعلم.

3 -

مندل بن علي رواه عن الأعمش وليث عن نافع عن ابن عمر بنحوه مرفوعًا.

- أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (4/ 23). والسهمي في تاريخ جرجان (180).

- من طريق وضاح بن يحية النهشلي ثنا مندل به.

- وهذا باطل عن الأعمش وليث، ليس من حديث نافع؛ وضاح ومندل ضعيفان [التقريب (970). الميزان (4/ 334). المجروحين (3/ 85). الجرح والتعديل (9/ 41)].

* تابع الأعمش عليه فلم يحفظ متنه:

1 -

ليث بن أبي سليم [ضعيف لاختلاطه] رواه عن مجاهد عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سأل بالله فأعطوه، ومن استعاذ بالله فأعيذوه، ومن أهدى إليكم ذراعًا- أو: كُراعًا فاقبلوه» .

- أخرجه الطرانفي في الكبير (12/ 319/ 13539 و 13540).

2 -

العوام بن حوشب عن مجاهد بنحو رواية الليث.

- أخرجه الطبراني في الكبير (13530).

- والعوام: ثقة ثبت، فلعل الوهم فيه من عثمان بن أبي شيبة، والله أعلم.

3 -

ورواه سلمة بن الفضل عن أبي جعفر الرازي عن حصين بن عبد الرحمن عن مجاهد عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: .... فذكر الجمل الثلاث الأولى ثم قال: «ومن أهدى إليكم كُراعًا فاقبلوه» .

- أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 306/ 13480). وفي الأوسط (4/ 221/ 4031).

وقال لم يرو هذا الحديث عن حصين إلا أبو جعفر تفرد به سلمة بن الفضل».

- قلت: هو منكر من حديث حصين بن عبد الرحمن، لا يحتمل تفرد هذين بهذا الإسناد عنه لما=

ص: 869

(ب) أن يدعو الداعي مخلوقًا ويطلب منه مَا لَا يقدر عَلَيْهِ إلا الله وحده، فهذا مشرك كافر سواء كَانَ المدعو حيًّ أَوْ ميتًا، أَوْ حاضرًا أَوْ غائبًا، كمن يَقُولُ: يَا سيدي فلان اشف مريضي، رد غائبي، مدد مدد، أعطني ولدًا، وهذا كفر أكبر مخرج من الملة، قَالَ اللهُ تَعَالَى:{وإن يمسك الله بضر فلا كاشف لَهُ إلا هُوَ وإن يمسسك بخير فَهُوَ عَلَى كل شَيْءٍ قَدْير}

(1)

. وقَالَ سبحانه: {ولا تدع من دون الله مَا لَا ينفعك وَلَا يضرك فَإِنْ فعلت فإنك إِذَا من الظالمين * وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف لَهُ إلا هُوَ وإن يردك بخير فلا رآد لفضله يصيب بِهِ من يشاء من عباده وَهُوَ الغفور الرحيم}

(2)

.

وقَالَ تعالى: {إن الَّذِين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبو لكم إن كنتم صادقين}

(3)

.

وقَالَ سبحانه: {والَّذِين تدعون من دونه لَا يستطيعون نصركم وَلَا أنفسهم ينصرون}

(4)

.

= فيهما من ضعف. وأبو جعفر الرازي أصلح حالًا من سلمة بن الفضل فلعل الحمل عليه فيه، والله أعلم. [انظر ترجمتها: التهذيب (3/ 439) و (10/ 61). الميزان (2/ 192) و (3/ 319)].

* والحديث صححه الحافظ ابن حجر في تخريج الأذكار [الفتوحات الربانية (5/ 250)]. والعلامة الألباني في الصحيحة (254)؟ والإرواء (1617). وغيرهما.

والعلامة ابن باز (ص 91 و 245).

(1)

سورة الأنعام، الآية:17.

(2)

سورة يونسأ الآيتان: 106، 107.

(3)

سورة الأعراف، الآية:194.

(4)

سورة الأعراف، الآية:197.

ص: 870

وقَالَ تعالى: {ومن الناس من يعبد الله عَلَى حرف فَإِنْ أصابه خَيْرَ اطمأن بِهِ وإن أصابته فتنة انقلب عَلَى وجهه خسر الدنيا والأخرة ذَلِكَ هُوَ الخسران المبين * يدعو من دون الله مَا لَا يضره وَمَا لَا ينفعه ذَلِكَ هُوَ الضلال البعيد * يدعوا لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبيئس العشير}

(1)

.

وقَالَ تعالى: {يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا لَهُ إن الَّذِين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابًا ولو اجتمعوا لَهُ وإن يسلبهم الذباب شيئًا لَا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب * مَا قَدْروا الله حق قَدْره إن الله لقوي عزيز}

(2)

.

وقَالَ تبارك وتعالى: {مثل الَّذِين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتًا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون * إن الله يعلم مَا يدعون من دونه من شَيْءٍ وَهُوَ العزيز الحكيم * وتلك الأمثال نضربها للناس وَمَا يعقلها إلا العالمون}

(3)

.

وقَالَ سبحانه: {قل ادعوا الَّذِين زعمتم من دون الله لَا يملكون مثقَالَ ذرةٍ فِي السموات وَلَا فِي الأرض وَمَا لهم فيهما من شرك وَمَا لَهُ منهم من ظهير * وَلَا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن لَهُ حَتَّى إِذَا فزع عن قلوبهم قَالَوا ماذا قَالَ ربكم قَالَوا الحق وَهُوَ العلي الكبير}

(4)

.

(1)

سورة الحج، الآيات: 11 - 13.

(2)

سورة الحج، الآيتان: 73، 74.

(3)

سورة العنكبوت، الآيات: 41 - 43.

(4)

سورة سبأ، الآيتان: 22، 23.

ص: 871

وقَالَ عز وجل: {ذلكم الله ربكم لَهُ الملك والَّذِين تدعون من دونه مَا يملكون من قطمير * إن تدعوهم لَا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا مَا استجابوا لكم ويوم القيامى يكفرون بشرككم وَلَا ينبئك مثل خبير}

(1)

.

وقَالَ تعالى: {ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لَا يستجيب لَهُ إِلَى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وَإِذَا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين}

(2)

.

وكل من استغاث بغير الله أَوْ دَعَا غير الله دعاء عبادة أَوْ دعاء مسألة فيما لَا يقدر عَلَيْهِ إلا الله فَهُوَ مشرك مرتد كَمَا قَالَ سبحانه: {لقد كفر الَّذِين قَالَوا إن الله هُوَ المسيح ابن مريم وقَالَ المسيح يَا بني إسراءيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فَقَدْ حرم الله عَلَيْهِ الْجَنَّةِ ومأواه النار وَمَا للظالمين من أنصار}

(3)

.

وقَالَ تعالى: {إن الله لَا يغفر أن يشرك بِهِ ويغفر مَا دون ذَلِكَ لمن يشاء ومن يشرك بالله فَقَدْ ضل ضللا بعيدًا}

(4)

.

وقَالَ تعالى: {فلا تدع مَعَ الله إلهًا ءاخر فتكون من المعذبين}

(5)

.

وقَالَ عز وجل: {ولقد أوحى إليك وإلى الَّذِين من قبلك لئن أشركت

(1)

سورة فاطر، الآيتان: 13، 14.

(2)

سورة الأحقاف، الآيتان:6.

(3)

سورة المائدة، الآية:72.

(4)

سورة النساء، الآية: 116، وفي آية 48:{فقد افترى إثمًا عظيمًا} .

(5)

سورة الشعراء، الآية:213.

ص: 872

ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين * بل الله فاعبد وكن مَعَ الشاكرين}

(1)

.

وقَالَ سبحانه: {ذلك هدى الله يهدي بِهِ من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم مَا كانوا يعملون}

(2)

.

الفرق بين الاستغاثة والدعاء:

الاستغاثة: طلب الغوث: وَهُوَ إزالة الشدة، كالاستنصار: طلب النصر، والاستغاثة: طلب العون.

فالفرق بين الاستغاثة والدعاء: أن الاستغاثة لَا تكون إلا من المكروب، والدعاء أعم من الاستغاثة؛ لأنه يكون من المكروب وغيره.

فإذا عُطِفَ الدعاء عَلَى الاستغاثة فَهُوَ من باب عطف العام عَلَى الخاص، فبينهما عموم وخصوص مطلق، يجتمعان فِي مادة، وينفرد الدعاء عنها فِي مادة، فكل استغاثة دعاء وليس كل دعاء استغاثة.

ودعاء المسألة متضمن لدعاء العبادة، ودعاء العبادة مستلزم لدعاء المسألة، ويراد بالدعاء فِي القرآن دعاء العبادة تارة، ودعاء المسألة تارة، ويراد بِهِ تارة مجموعهما

(3)

.

* * *

(1)

سورة الزمر، الآيتان: 65، 66.

(2)

سورة الأنعام، الآية:88.

(3)

انظر: فتح المجيد (ص 180).

ص: 873