الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
552 -
4 - لحديث ثوبان أنه قَالَ للنبي صلى الله عليه وسلم: أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله بِهِ الْجَنَّةِ أَوْ قَالَ: أحب الأعمال إلى الله فقَالَ: «علَيَكْ َبكِثْرَةِ السُّجُودِ للهِ، فَإِنَّكَ لَا تَسْجُدْ لله سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَكَ اللهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً»
(1)
.
رابعًا:
سؤال الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة
؛
553 -
1 - لحديث العباس بن عبد المطلب قَالَ: قلت يَا رسول الله علمني شيئًا أسأله الله؟ قَالَ: «سَلِ اللهَ الْعَافِيَةَ» فمكثت أيامًا ثُمَّ جئت فقلت يَا رسول الله علمني شيئًا أسأله الله؟ فقَالَ لي: «يَا عَبَّاسُ،
(1)
أخرجه مسلم في 4 - ك الصلاة، 43 - ب فضل السجود والحث عليه، (488 - 1/ 353). وأبو عوانة (1/ 499/ 1858). وأبو نعيم في المستخرج (2/ 101/ 1085). والترمذي في أبواب الصلاة، 286 - ب ما جاء في كثرة الركوع والسجود وفضله، (388 و 389). والنسائي في 12 - ك التطبيق، 80 - ب ثواب من سجد لله عز وجل سجدة، (1138 - 2/ 228). وابن ماجه في 5 - ك إقامة الصلاة، 201 - ب ما جاء في كثرة السجود، (1423). وابن خزيمة (1/ 163/ 316). وابن حبان (5/ 27/ 1735). وأحمد (5/ 275 و 280 و 283). والبيهقي (2/ 485). والروياني (617). وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (81). وغيرهم.
*وفي رواية: «ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنها بها خطيئة» .
- قال معدان بن أبي طلحة [الراوي للحديث عن ثوبان]: ثم لقيت أبا الدرداء فسألته، فقال لي مثل ما قال لي ثوبان.
- قال الترمذي: «حديث ثوبان وأبي الدرداء في كثرة الركوع والسجود: حديث حسن صحيح» .
*وللحديث شواهد منها:
- حديث أبي ذر مرفوعًا بلفظ: «ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة» .
- أخرجه الدارمي (1/ 405/ 1461). وأحمد (5/ 147 و 148 و 164). والبيهقي (3/ 10). وابن أبي شيبة (2/ 50 - 51). والبزار (9/ 345/ 3903).
- بأسانيد أحدها صحيح.
- ومن شواهده أيضًا: ما ورد من حديث أبي فاطمة وعبادة بن الصامت وفي أسانيدها مقال.
يَا عَمَّ رَسُولِ اللهِ: سَلِ اللهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ»
(1)
.
(1)
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (726). والترمذي في 49 - ك الدعوات، 85 - ب، (3514). والضياء في المختارة (8/ 378 و 379/ 465 - 468). وأحمد في المسند (1/ 209). وابنه عبدالله في زيادات فضائل الصحابة (2/ 949/ 1834). وابن فضيل في الدعاء (31). والحميدي (461). وابن أبي شيبة (10/ 206). والبزار (4/ 139/ 1313 و 1314 - البحر الزخار). وأبو يعلى (12/ 55/ 6696 و 6697). والطبراني في الدعاء (1295).
- من طرق يزيد بن أبي زياد عن عبدالله بن الحارث عن العباس به.
- قال الترمذي: «هذا حديث صحيح، وعبدالله بن الحارث بن نوفل قد سمع من العباس بن عبدالمطلب» .
- قلت: يزيد بن أبي زياد: شيعي، ضعيف، الجمهور على تضعيفه وَلَمْ يترك، وكان كبر فتغير وصار يتلقن [انظر: التهذيب (9/ 344). الميزان (4/ 423). التقريب (1075). هدي الساري (482). المغني (2/ 537)].
- ورواه إبراهيم بن سعيد الجوهري [ثقة حافظ. التقربي (108)] قال: نا أبو أحمد [يعنبي: الزبيري] عن قيس- يعني: ابن الربيع- عن عبدالملك بن عمير عن عبدالله بن الحارث عن العباس بنحوه مرفوعًا.
- هكذا أخرجه البزار (4/ 138/ 1312) عن إبراهيم بن سعيد.
- ورواه عبدالله بن محمد بن ناجية [ثقة ثبت. تاريخ بغداد (10/ 104). السير (14/ 164)] قال: ثنا إبراهيم بن سعيد ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا شريك وقيس عن عبدالملك بن عمير به. فزاد شريكًا في الإسناد.
- أخرجه الضياء في المختارة (8/ 380/ 469).
- قلت: شريك وقيس يرويان عن يزيد بن أبي زياد الكوفي كما يرويان عن عبدالملك بن عمير، والحديث مشهور من حديث يزيد بن أبي زياد، فيحتمل أن يكون وهم فيه إبراهيم الجوهري أو غيره فقلب إسناده وجعل عبدالملك بن عمير- وهو ثقة- بدل يزيد- وهو ضعيف يتلقن-، وعبدالملك بن عمير يروي عنه جماعات من الثقات فلو كان هذا من حديثه لرواه عنه الناس، وَلَمْ ينفرد به مثل شريك وقيس وقد تكلم فيهما. والله أعلم.
- إلا أن للحديث طريق أخرى: يرويها حاتم بن أبي صغيرة حدثني بعض بني عبدالمطلب قال: قدم علينا علي بن عبدالله بن عباس في بعض تلك المواسم قال: فسمعته يقول: حدثني أبي عبدالله بن عباس عن أبيه العباس أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أنا عمك، كبرت سني، واقترب=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=أجلي، فعلمني شيئًا ينفعني الله به، قال:«يا عباس! أنت عمي، ولا أغني عنك من الله شيئًا، ولكن سل ربك العفو والعافية في الدنيا والآخرة» قالها ثلاثًا. ثم أتاه عند قرن الحول فقال له مثل ذلك.
- أخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 28). وأحمد في المسند (1/ 206). وفي فضائل الصحابة (2/ 925/ 1771). والضياء في المختارة (8/ 380/ 470).
- وهذا الإسناد ضعيف، فإن فيه راو مبهم ومن عداه ثقات.
- ولا يقال بأن حام بن أبي صغيرة يحتمل أن يكون أخذه عن يزيد بن أبي زياد ثم أبهمه لضعفه، فإن حاتمًا قد صرح- في رواية ابن سعد وهي رواية لأحمد- بأنه قد حدثه رجل من ولد عبدالمطلب، ويزيد ليس كذلك فأنه مولى لعبدالله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب بن هاشم، وليس من ولد عبدالمطلب بل هو من مواليهم.
- وعلى هذا فحديث العباس: حسن بمجموع طريقيه. والله أعلم.
- وللحديث شواهد منها ما رواه:
1 -
هلال بن خباب عن عكرمة ابن عباس: أن النبي صلى اله عليه وسلم قال لعمه العباس: «يا عم! أكثر الدعاء بالعافية» .
- أخرجه الحاكم (1/ 529). وابن أبي الدنيا في الشكر (153). والطبران في الكبير (11/ 330/ 11908). والبيهقي في الدعوات (250).
- قال الحاكم: «صحيح على شرط البخاري، وقد روى بلفظ آخر» .
- قلت: ليس على شرطه، هلال بن خباب: لم يخرج له البخاري، وهو صدوق تغير بآخره، فإسناده حسن [انظر: التهذيب (9/ 87). الميزان (4/ 312). التقريب (1026)].
2 -
سلمة بن وردان عن أنس بن مالك: أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أي الدعاء أفضل؟ قال: «سل ربك العافية والمعافاة في الدنيا والآخرة» ثم أتاه في اليوم الثاني فقال: يا رسول الله! أي الدعاء أفضل؟ فقال له مثل ذلك، ثم أتاه في اليوم الثالث فقال له مثل ذلك. قال:«فإذا أعطيت العافية في الدنيا وأعطيتها في الآخرة فقد أفلحت» .
- أخرجه البخاري في الأدب المفرد (637). والترمذي (3512). وابن ماجه (3848). وابن عدي في الكامل (3/ 334). والطبراني في الدعاء (1298). والبيهقي في الدعوات (255).
- واللفظ للترمذي وقال: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، إنما نعرفه من حديث سلمة بن وردان» .
- قلت: وهذا إسناد ضعيف: لضعف سلمة بن وردان. [التهذيب (3/ 445). الميزان (2/ 193). التقريب (402)].
- وبالجملة فالحديث صحيح بطريقيه وشاهديه.
554 -
2 - ولحديث أَبِي بكر الصديق رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ عَلَى المنبر: «سَلُوا اللهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ؛ فَإِنْ أَحَدًا لَمْ يُعْط بَعْدَ الْيَقِينِ خَيْرًا مِنَ الْعَافِيَةِ»
(1)
.
= - وقد صححه الألباني في الصحيحة (1523). وصحيح الأدب (ص 238 و 269). وصحيح الجامع (7938). [وصحيح الترمذي (3/ 446)]«المؤلف» .
(1)
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (724) مطولًا بلفظ: «قام النبي صلى الله عليه وسلم عام أول مقامي هذا- ثم بكى أبو بكر- ثم قال: «عليكم بالصدق فأنه مع البر، وهما في الجنة. وإياكم والكذب، فأنه مع الفجور، وهما في النار، وسلوا الله المعافاة، فأنه لم يؤت بعد اليقين خير من المعافاة، ولا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانًا» . وفي التاريخ الكبير (4/ 146). والنسائي في عمل اليوم والليلة (880 - 883). وابن ماجه في 34 - ك الدعاء، 5 - ب الدعاء بالعفو والعافية، (3849) مطولًا. وابن حبان (2420 - موارد) بنحوه مطولًا. والحاكم (1/ 529) مختصرًا. والضياء في المختارة (1/ 155 - 157/ 66 - 68). وأحمد في المسند (1/ 3 و 5 و 7 و 8). وفي الزهد (560). والطيالسي ص (3) مطولًا. والحميدي (2) مختصرًا و (7) مطولًا. وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (120). والبزار (1/ 146/ 74 و 75 - البحر الزخار). والمروزي في مسند أبي بكر (92 - 95). وأبو يعلى (1/ 112 و 113/ 121 - 124). وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (1702). والطحاوي في المشكل (1/ 189). والعقيلي في الضعفاء (4/ 379). والبيهقي في الدعوات (252 و 253). وابن عساكر في تاريخ دمشق (9/ 392 - 394). والمزي في تهذيب الكمال (3/ 395). وغيرهم.
- من طرق عن سليم بن عامر قال: سمعت أوسط البجلي على منبر حمص يقول: سمعت أبا بكر الصديق يقول: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أول .. فذكره.
- قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، وَلَمْ يخرجاه، وقد روى بغير هذا اللفظ من حديث ابن عباس» وهو كما قال، وَلَمْ يتعقبه الذهبي.
- وفيما قاله البزار نظر من وجوه:
- الأول: فإن حديث أبي بكر هذا اشتمل على ثلاثة أحاديث: الأول: حديث فضيلة اصدق وقبح الكذب، وقد ورد من حديث ابن مسعود ومعاوية بن أبي سفيان وغيرهما، وحديث ابن مسعود مخرج في الصحيحين وغيرهما [البخاري (6094). مسلم (2607)]. والثاني: حديث الأمر=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=بسؤال الله العافية، وقد ورد من حديث العباس وابنه عبدالله وأنس وقد قدم قبل هذا الحديث. والثالث: حديث النهي عن التدابر والتحاسد، وقد ورد من حديث أبي هريرة وأنس بن مالك وأبي أيوب الأنصاري وعبدالله بن مسعود والزبير بن العوام. وحديث أبي هريرة: أخرجه البخاري (5143 و 6064 و 6066 و 6724). ومسلم (2559) وغيرهما. فيظهر بهذا ا، الحديث بهذه الألفاظ قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير طريق أبي بكر الصديق إلا أنها لم ترد [أعني: الأحاديث الثلاثة] مجتمعة إلا في حديث أبي بكر.
- الوجه الثاني: قوله: «ولا نعلم روى أوسط عن أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث» قلت: وقد وصفه ابن سعد بأنه كان قليل الحديث ولا يعني هذا أنه لم يرو عن أبي بكر إلا حديثًا واحدًا فقد أخرج له الدارقطني في الأفراد حديثًا آخر عن أبي بكر قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فسلم .. الحديث [أطراف الغرائب والأفراد (1/ 65)].
- الوجه الثالث: قوله: «وأوسط الجبلي لا نعلم روى إلا عن أبي بكر» وقد ذكر في ترجمته في تاريخ دمشق وفي التهذيب أنه روى عن أبي بكر وعمر. [تاريخ دمشق (9/ 392). التهذيب (1/ 399)].
- الوجه الرابع: قوله: «ولا نعلم روى عن أوسط إلا سليم بن عامر» وقد ذكر في التهذيب (1/ 399) وغيره فيمن روى عنه غير سليم بن عامر: لقمان بن عامر الوصابي وحبيب بن عبيد.
- وفي الجملة فإن هذا الإسناد: صحيح متصل، قد صرح سليم بن عامر بسماعه من أوسط، وصرح أوسط بسماعه من أبي بكر، وهما ثقتان، ورواه عن سليم بن عامر جماعة من الثقات، فهو حديث صحيح. والله أعلم.
- وقد أخرج العقيلي في الضعفاء عن أبي حفص عمرو بن علي الفلاص قال: «سمعت يحيى [يعني: ابن سعيد القطان] قال: هشام بن عروة عن أبيه قال: خطب أبو بكر. ثم قال: هذا أحب إليّ من حديث يزيد بن خمير» قال ابن حجر في التهذيب (9/ 338): «يعني: أن ذاك المنقطع أحب إليه من هذا المتصل» .
- قلت: لم ينفرد به يزيد بن خمير عن سليم بن عامر، فأنه قد توبع عليه، فقد رواه عبدالرحمن بن يزيج بن حابر ومعاوية بن صالح وبشر بن بكر- وهم ثقات- عن سليم به.
- وتابع سليم بن عامر عليه: حبيب بن عبيد الرحبي [وهو ثقة. التقريب (220)] لكن الرواي عنه أبو بكر بن أبي مريم: وهو ضعيف [التقريب (1116)].
- أخرج هذه الرواية: البزار (74). وابن عساكر (9/ 394).
* وللحديث طرق أخرى لا تسلم من ضعف أو انقطاع:
…
- أخرجها: الترمذي (3558). والنسائي (879 و 884 - 888). وابن حبان (2421 - موارد).