الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النوع الثالث: التوسل إِلَى اللهُ تَعَالَى بدعاء الرجل الصالح الحي الحاضر:
كَانَ يقع المسلم فِي ضيق، شديد، أَوْ تحل بِهِ مصيبة كبيرة، ويعلم من نفسه التفريط فِي جنب الله تبارك وتعالى، فيحب أن يأخذ بسبب قوي إِلَى اللهُ تَعَالَى، فيذهب إِلَى رجل يعتقد فيه الصلاح، والتقوى، أَوْ الفضل والعلم بالكتاب والسنة فيطلب منه أن يدعو لَهُ ربه، ليفرج عنه كربه، ويزيل عنه همه.
423 -
1 - ومن ذَلِكَ مَا رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قَالَ: أَصَابَتْ النَّاسُ سَنَةٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ قَامَ أَعْرَابِيٌ فقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! هَلَكَ الْمَالُ وَجَاعَ الْعِيَالُ فَادْعُ اللهَ لَنَا. فَرَفَعَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا» وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا وَضَعَهَا حَتَّى ثَارَ السَّحَابُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ مِنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ الْمَطَرَ يَتَحَادَرُ عَنْ لِحْيَتِهِ صلى الله عليه وسلم، فَمُطِرْنَا يَوْمَنَا ذَلِكَ، وَمِنَ الْغَدِ، وَبَعْدَ الْغَدِ، والَّذِي يَلِيهِ، حَتَّى الْجُمُعَةِ الأُخْرَى، وَقَامَ ذَلِكَ الأَعْرَابِيُّ أَوْ قَالَ غَيْرَهُ فقَالَ:
=بغير إذنه، (3387) مختصرا. وأحمد (2/ 116). وابن فضيل في الدعاء (72). وأبو يعلي في المعجم (147). واللالكائي في كرامات الأولياء (29 و 30). والبيهقي في السنن (6/ 117). وفي الشعب (5/ 412/ 7106) و (6/ 184/ 7852). وغيرهم.
- كلهم من حديث عبد الله بن عمر.
- وأخرجه من حديث أنس بن مالك: أحمد (3/ 142 - 143).
- وأخرجه من حديث أبي هريرة: ابن حبان (2027 - موارد).
- وروي أيضا من حديث: النعمان بن بشير وأبي رافع وعبد الله بن عمرو وابن عباس وعقبة بن عامر.
يَا رَسُولَ الله، تَهَدَّمَ الْبِنَاءُ، وَغَرِقَ الْمَالُ، فَادْعُ اللهَ لَنَا، فَرَفَعَ يَدَيْهِ فقَالَ:«اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا» فَمَا يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ السَّحَابِ إِلَّا انْفَرَجَتْ وَصَارَتِ الْمَدِينَةُ مِثْلَ الْجَوْبَةِ، وَسَالَ الْوَادِي قَنَاةً شَهْرًا وَلَمْ يَجِيءْ أَحَدٌ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلَّا حَدَّثَ بِالْجُودِ»
(1)
.
424 -
2 - ومن ذَلِكَ سؤال أَبِي هريرة رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لأمه بالهداية إِلَى الإسلام، فدعا لها صلى الله عليه وسلم فهداها الله تعالي
(2)
.
425 -
3 - ومن ذَلِكَ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كَانَ يطلب من العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لهم الله عز وجل أن يغيثهم فيغيثهم سبحانه
(3)
.
426 -
4 - ومن ذَلِكَ قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه: «يَأْتِي عَلَيْكُمْ أَوَيْسُ بْنُ عَامِر مَعَ أَمْدَادِ
(4)
أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ،
(1)
تقدم برقم (237).
(2)
يأتي برقم (497).
(3)
أخرجه البخاري في 15 - ك الاستسقاء، 3 - ب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا، (1010). و 62 - ك فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، 11 - ب ذكر العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، (3710). وابن خزيمة (2/ 337/ 1421). وابن سعد في الطبقات (4/ 28 - 29). وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 270/ 351). والطبراني في الكبير (1/ 72/ 84). وفي الأوسط (2458). وفي الدعاء (965). واللالكائي في كرامات الأولياء (87). وأبو نعيم في الدلائل (511). والبيهقي في السنن (3/ 352). وغيرهم.
- من حديث أنس بن مالك: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقي بالعباس ابن عبد المطلب فقال: «اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا» قال: فيسقون.
(4)
أمداد: جمع مدد، وهم الأعوان والأنصار الذين كانوا يمدون المسلمين في الجهاد. [النهاية (4/ 308). ومسلم بشرح النووي (16/ 94)].