الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسالة المسجد:
فضل بناء المساجد:
المساجد بيوت الله، وهي خير بقاع الأرض، وأحبها إليه. وبناؤها عبادة من أعظم العبادات، وقربة من أعظم القربات إلى الله تعالى، وقد جعلها الحق سبحانه من علامات الإيمان، قال الله تعالى:{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} 1، وقد أضافها الله سبحانه إلى نفسه لشرفها وفضلها.
عن عثمان رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من بنى مسجدا لله تعالى (قال بكير: حسبت أنه قال: يبتغي به وجه الله) بنى الله له بيتا في الجنة ".
قال في نيل الأوطار: قول (من بنى لله مسجداً) ، يدل على أن الأجر المذكور يحصل ببناء المسجد، لا يجعل الأرض مسجداً من غير بناء، وأنه لا يكفي في ذلك تحويطة من غير حصول مسمى البناء، والتنكير في (مسجد) للشيوع، فيدخل فيه الكبير والصغير2.
وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاة لبيضها، بنى الله له بيتاً في الجنة"3. قال في نيل الأوطار: حمل ذلك العلماء على المبالغة، لأن المكان الذي تفحصه القطاة
1 سورة التوبة الآية (18) .
2 رواه مسلم1/378 ح533.
3 نيل الأوطار: الشوكاني 2/165.
لتضع فيه بيضها وترقد عليه لا يكفي مقداره للصلاة. وقيل هي على ظاهرها، والمعنى أنه يزيد في مسجد قدراً يحتاج إليه تكون تلك الزيادة هذا القدر، أو يشترك جماعة في بناء مسجد، فيقع حصة كل واحد منهم ذلك القدر1.
ومما يجب أن يراعى، إخلاص النية لله تعالى، فمن بنى للرياء والسمعة والمباهاة، فليس بانياً لله.
1 رواه أحمد 1/241 مسند عبد الله بن عباس رضي الله عنه، وقال الساعاتي في الفتح الرباني 3/47: سنده جيد.