الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2-
ستر العورة:
ويجدر بالمسلم قبل أن يدخل في الصلاة أن يلبس أجمل ثيابه، ويشترط فيها أن تستر العورة، قال الله تعالى:{يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} 1.
وأقل الزينة ما يستر العورة، والمسجد بيت الله الذي أنشىء للعبادة، واستجابة لأمر الله تعالى في الآية السابقة، ينبغي للمسلم أن يلبس أحسن ثيابه عندما يتجه إلى المسجد، لأنه سيناجي ربه، رب جميع المخلوقات، وهو سبحانه أجدر أن يزين للقائه، ولقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه بالتزين، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا صلى أحدكم فليلبس ثوبه فإن الله أحق من يزين له" 2، قال ابن عبد البر: احتج من قال الستر من فرائض الصلاة، بإجماع على إفساد من ترك ثوبه وهو قادر على الاستتار به، وصلى عريانا، قال: وهذا أجمعوا عليه كلهم3.
ويشترط في الثوب أن يستر العورة، فإن كان خفيفا يبدو من تحته لون البشرة لم تجز الصلاة فيه، والشرع عندما يحدد اللباس الذي تصح به الصلاة إنما يلفت إلى تعظيم الله سبحانه وتعالى في الظاهر والباطن،
1 سورة الأعراف، الآية [31] .
2 قال الهيثمي في مجمع الزوائد 2/51 باب الصلاة في الثوب الواحد أو أكثر منه: رواه أبو داود خلا قوله: "فإن الله أحق من يزين له"، رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن.
3 المغني: ابن قدامه 1/577.
بتغطية مساوىء البدن، فتكون درسا يتعلمه المسلم، فيتزين من الداخل كما تزين من الخارج، ويبتعد عن كل ما يفسد معاني الجمال في النفس.
وعورة المرأة الحرة البالغة في الصلاة، تغطي جميع بدنها ما عدا وجهها، فلو كشفت رقبتها أو جميع شعر رأسها في الصلاة تعيد الصلاة، قال ابن عبد البر: وقد أجمعوا على أن على المرأة أن تكشف وجهها في الصلاة والإحرام1.
بل نص بعض الفقهاء على كراهية تغطية المرأة وجهها في الصلاة، أما في غير الصلاة فالوجه أم العورات في النظر.
واختلف في يد المرأة وقدمها، هل يجب سترهما في الصلاة؟ ولا يوجد أدلة صريحة على وجوب ستر الكفين والقدمين، والأحوط سترهما.
وعورة الرجل البالغ في الصلاة، التي يجب عليه سترها، ما بين السرة والركبة، والسرة والركبة ليسا داخلين فيها.
واختلف فيما بين السرة والركبة عدا السوأتين، بين كونها عورة يجب تغطيتها، وبين كونها ليست عورة لتعارض الآثار، لما رواه أنس رضي اله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا خيبر
…
ثم حسر الإزار عن فخذه حتى إني أنظر إلى بياض فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم
…
"2، ولما روي عن جرهد أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو كاشف عن فخذه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "غط فخذك فإنها من العورة" 3.
1 المغني: ابن قدامه 1/602.
2 رواه البخاري 1/97، 98 كتاب الصلاة، باب ما يذكر في الفخذ.
3 رواه الترمذي 5/111 ح2798 وقال: حديث حسن.
وحديث أنس ضمن الأدلة التي استدل بها الفريق القائل أن الفخذ ليست عورة، ولو كانت عورة لما كشفها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن بن مالك ولا لغيره.
وحديث جرهد مما استدل به على أنه عورة. قال البخاري رحمه الله: حديث أنس أسند، وحديث جرهد أحوط1.
وجواب ذلك: أن ما رواه أنس خارج الصلاة، والصحيح أن العورة للرجل في الصلاة ما بين السرة والركبة، وكذلك عورة المرأة دون البلوغ، والرقيقة ما بين السرة والركبة، أما عورة الصبي من سبع إلى عشر فالسوأتان فقط، ومن دون السبع فليس له عورة مطلقا.
وقد قسم الحنابلة العورة إلى ثلاثة أقسام:
1-
مغلظة: للمرأة الحرة البالغة.
2-
متوسطة: للرجل البالغ والمرأة دون البلوغ والرقيقة.
3-
مخففة: لابن سبع إلى عشر سنين.
1 صحيح البخاري 1/97 كتاب الصلاة، باب ما يذكر في الفخذ.